ج1: رسالة القول القرآني المجيد في التحذير من النظام العالمي الجديد - العلمانيين وعلاقتهم بالقرآنيين وأصحاب الطاقة الروحانية - ما هو النظام العالمي الجديد - جماعة المتكيء الشبعان (القرآنيون) - الجماعة الإبراهيمية (الصابئة) - جماعة الطاقة الروحانية - محاولة تطبيع الدين الإسلامي بالعقائد الأخرى.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة القول القرآني المجيد

في التحذير من

" النظام العالمي الجديد "

(العلمانيين وعلاقتهم بالقرآنيين وأصحاب الطاقة الروحانية)

 

* فهرس:

..:: الفصل الأول :: مفاهيم ::

1- مقدمة عامة ؟

2- ما هو النظام العالمي الجديد ؟

3- أولا: جماعة المتكيء الشبعان (القرآنيون) ؟

4- ثانيا: الجماعة الإبراهيمية (الصابئة) ؟

5- جماعة الطاقة الروحانية ؟

6- محاولة تطبيع الدين الإسلامي بالعقائد الأخرى ؟

*******************************

..:: مقدمة ::..

- بسم الله – اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم .

- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته – في هذه الرسالة (التي هي محض رؤيتي لبعض الأحداث) .. نتكلم عن موضوع بسيط في ورقات قليلة .. في التعريف بما يسمى بالنظام العالمي الجديد .. حيث أصبح ينتشر ويتوسع بصورة كبيرة .. وهذا النظام العالمي الجدي .. ما هو إلا نظام علماني له أدوات يقوم باستخدامها من خلال طوائف معينة مثل جماعة السياسيين .. أو جماعة منكري الحديث ومتأولي القرآن بمحض الهوى .. أو جماعة الدينيين ممارسي الطاقة الروحانية .. والغرض من الجميع هو غرض واحد وإن اختلفت صوره .. وهو محاولة توحيد الدين عند الجميع دون تمييز دين على آخر .. وانه لا سلطان للدين على المجتمع المدني بأي حال من الاحوال ولا يوجد شيء اسمه شريعة دينية تحكم دولة مدنية ..!!

- وقد استخدموا مؤخرا في العشر سنوات الماضية الأسلوب الديني الروحاني للتوغل في الدين الإسلامي .. لما يصاحب الأمور الروحانية من فضول عند الإنسان خصوصا عند أهل الشرق .. فبدأوا بنشر ما يسمى بالطاقة الروحانية .. وكيف أن أصحاب العقائد كالبوذية هي ليس عقائد وثنية أو ملحدة كما يظنون .. وإنما هي عقائد صحيحة ولهم كرامات .. بل وحقيقتهم أنهم مسلمون أيضا ..!! 

- ثم استغلوا في ذلك بعض من لهم قراءة في الدين الإسلامي .. ليطابق العقائد المنحرفة ويثبت لها أصل في الدين الإسلامي .. فيخرج على العامة بمنتهى الوقاحة ويثبت صحة هذه العقائد مستدلا بكتاب الله وحديث النبي صلى الله عليه وسلم ..!! ليحرض الناس على العمل والإقتناع بهذه العقائد ..!! حتى أصبح يروج للناس عن بوذا أنه "سيدنا بوذا عليه السلام" .. ويزعم بالكذب أنه لا حرج أن تقول عن بوذا بأنه سيدنا ..!! وهذا تضليل بلا ريب فيما يزعمه .. لأن بوذا ملحد ..!! .. وكل ذلك في محاولة ضالة منه لتوحيد الأديان .. أو السماح لكل من يخترع دين أن تحترمه فيما ذهب إليه دون أن تعترض عليه .. اتباعا للنظام العالمي الجديد .

- عموما منهجنا في هذه الرسالة هو توضيح .. أن الدين عند الله الإسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم .. وليس كما يزعم أصحاب النظام العالمي الجديد أن مفهوم كلمة الإسلام هو المنهج الإبراهيمي فقط لا غير .. وليس الإسلام القرآني والنبوي .. وسيظهر ذلك من خلال النصوص القرآنية حتى لا يتلاعب أحد بك في آيات القرآن . 

- وأسأل الله الهداية والتوفيق .. في كتابة الرسالة .. ولا حول ولا قوة لي إلا بالله .. هو حسبي ونعم الوكيل .. آمين يارب العالمين .

***************************

..:: الفصل الأول ::..

:: مفاهيم ::

*********************

..:: ما هو النظام العالمي الجديد ؟ ::..

* النظام العالمي الجديد في الأصل هو دعوة لجميع الناس ليعيشوا في سلام ومحبة دون حروب وإرهاب .. وهذا كان خاص بالسلام الدولي ومن أجله أنشأت مؤسسات دولية مثل الأمم المتحدة وحقوق الإنسان وغيرهم .. وهذا في حد ذاته شيء جميل وطيب أن نسعى جميعا للسلام .. !!

* ولكن ما هو غير جميل وغير طيب .. أن يتطرق هذا النظام في محاولة منه أن يجعلوا من الدين صيغة واحدة وصبغة واحدة .. وكأن الأديان كلها على حق ..!!
- ولو كان الجميع على حق .. فأين الباطل ؟!!

* عموما في هذه الرسالة .. نتطرق فقط لجزئية واحدة يحاول البعض أن ينشرها بقوة جماعة من الضلالية .. وهو أن جميع الأديان مسلمون .. ويتغنون بالسلام الديني ومحو الشرائع التي تفسد هذا السلام ..!!

* والسلام الديني أمر جميل وموجود في ديننا حيث يقول تعالى (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) البقرة256 ..
- والآية نزلت في بعض أهل المدينة الذين أرادوا ان يكرهوا أبنائهم على الإسلام .. والآية توضح أن البيان القرآني واضح في أدلته .. التي يتبين منها الحق من الباطل والهدى من الضلال .. فَمَن يكفر بكل ما عُبِد من دون الله ويؤمن بالله ..، فقد ثبت واستقام على طريق الحق الذي لا انحراف فيه عن الحق.

- يبقى ديننا يبحث عن السلام الديني .. وليس كما يزعمه من يضللون في الحقائق ليشككوا المسلمين في دينهم ..!!

- وحينما نظرنا في كلامهم المزعوم عن السلام الديني .. وجدناهم يحذفون الشريعة الإسلامية ..!! ليه ؟

- لأنها لا تتفق وأهوائهم الخاصة ..؟!! خاصة فيما يتعلق بالإباحيات والجهاد الديني ..!! يعني إيه ؟
1- يعني الدين الإسلامي بيضايقهم لأنه يمنع الإباحيات (الجنس المحرم أو يمنع الإنحراف السلوكي الذي يؤدي لانحراف جنسي عموما بأي صورة كانت) ..

2- والإسلام بيضايقهم أيضا في الجهاد الديني كركن أساسي في الدين لأنه يمنح المسلمين حق المقاتلة والدفاع عن النفس .. وبالتالي يحرمون أطماع الغرب من الإستيلاء على بلاد المسلمين .. وهذا ما لا يريدونه هؤلاء الضلالية ..!!

- وقد خرج من النظام العالم الجديد الذي أصله جماعة العَلمَانيين (مشتقة من العالم وليس العلم) .. وهم الذين يبغضون أن يكون للدين حكم في الدولة ولا سلطة توجيه له .. وكل إنسان حر في اتباع دينه الخاص أو يخترع دين حتى ولو كان دين إباحي أو ينكر الدين .. لأن هذا في زعمهم من خصوصيات الإنسان ولا يوجد شيء اسمه شريعة دينية ملزمة للمجتمع .. !!

- وكان لهذه الجماعة العلمانية .. عدة توجهات مختلفة في محاولة للإفساد في الدين الإسلامي خصوصا .. وإطفاء نوره .. وكان من نتاج هذه الحركة إحياء جماعات تم اندثارها في العالم الإسلامي:

- أولا: جماعة المتكيء الشبعان: وهي جماعة قديمة كانت قد ظهرت وتكلم عنها الإمام بن حزم رحمه الله في أنهم أرادوا إبطال بعض شرائع الله بجحود الحديث النبوي .. !!
- وهم الذين يوصفون أنفسهم بأنهم جماعة القرآنيين ومنهم ضلالية كثيريون .. ويسعون لجحد وإنكار الحديث النبوي وتشكيك الناس في سند الحديث الشريف ثم بعد ذلك التشكيك في صحة سند القرآن الكريم .. وبالتالي ينهدم الدين عن طريق التشكيك .. !!

- ويقوم العلمانيون في زماننا بتحريض من لديهم ملكات علمية ومادية في التشكيك في الدين وتحقير علماء المسلمين .. ويجتهدون في إحياء وإعادة هذه النفوس مرة أخرى بمنهج التشكيك في الحديث النبوي لإبطال بعض أحكام الشريعة ..!!
- ثانيا: جماعة الإبراهيميون: وهم جماعة قديمة قد ظهرت في العالم الإسلامي ووصفوا أنفسهم بأنهم الصابئة ..
- وهم جماعة تزعم أنهم موحدون ومؤمئون بكل الأديان وكل الكتب الدينية ويحبون الأنبياء ولا يكرهون أحد .. ولكن ليس لهم شريعة ولا منهج إلا بقدر ما تهواه أنفسهم .. ودينهم قائم على تواصل مع عالم الروحانيات ويؤمنون بتأثير الكواكب والنجوم وأن لها أرواح تخدمها وما شابه هذه الأمور الروحانية ..!!

- ومن هذه الجماعة ظهرت جماعة الطاقة الروحانية في عصرنا .. الذين يتسترون خلف قناع "علم التنمية البشرية" ..!!
- وهذه الجماعة الأخيرة هي الذين نناقشهم فيما زعموه من وحدة الأديان وأن الإسلام هو وصف يجمع كل الديانات وليس خاص بالمنهج القرآني .. وما شابه هذا التضليل ..!!
- وإليك تعريف بسيط بكلا الطائفتين .. (المتكيء الشبعان – الإبراهيميون) ..

**********************

..:: أولا: جماعة المتكيء الشبعان (القرآنيون) ::..

- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنِّي أوتيتُ الكتابَ وما يعدِلُه .. يوشكُ شَبْعانُ على أريكتِه أنْ يقولَ: بيني وبينكم هذا الكتابُ فما كان فيه مِن حلالٍ أحلَلْناه وما كان فيه مِن حرامٍ حرَّمْناه .. ألَا وإنَّه ليس كذلك) صحيح بن حبان .. وقال الأرنؤوط: إسناده قوي.
 
- وفي رواية بلفظ: (ألا هل عسى رجلٌ يبلُغُه الحديثُ عني وهو مُتَّكِئٌ على أريكَتِهِ ، فيقولُ: بينَنَا وبينَكم كتابُ اللهِ ، فما وجدْنا فيه حلالًا استحلَلْنَاه ، وما وجدْنا فيه حرامًا حرَّمناه .. وإِنَّ ما حرَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كما حرمَ اللهَ) صحيح الترمذي.
 
- جماعة المتكيء الشبعان: والذي يوصفون أنفسهم في عصرنا بأنهم قرآنيون ومنهم ضلالية .. ويختبئون وراء هذا الوصف .. لينشروا بين المسلمين سمومهم الفكرية في الدين كما تهوى أنفسهم .. حتى يوهمون الناس أنهم أهل الحق .. وأدق صفاتهم هو أنهم ينكرون الحديث الشريف الصحيح السند والغير مناقض أو متعارض متنه للقرآن .. وكذلك لا يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم .. ويحتقرون من علماء المسلمين ويستخفون بكلامهم، ويعتقدون في أنفسهم أنهم العقلاء فقط دون غيرهم .. !!
 
- وسبب تسميتهم بالشبعانين هي تسمية نبوية ومن علامات النبوة في الإخبار بالغيب .. وأظن أن سبب تسميتهم بالمتكيء الشبعان .. هو إظهار أنهم جماعة مترفة معجبة برأيها جاحدة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم .. حيث لا يذهبون لتحصيل العلم ولا سؤال أهل الذكر .. واكتفى من نفسه بنفسه .. ولا حاجة لهم لكلام النبي صلى الله عليه وسلم .. ويكتفون بتفسير القرآن بأنفسهم وكما يتفق وهواهم .. وليسوا بأول من فعل ذلك .. ولكنهم أتباع لمن تشابهت قلوبهم معهم من السابقين ..!!
 
- وكأن الإشارة في لفظ (شَبْعانُ) الذي جاء في الحديث السابق: هو وصف يجمع بين حال ظاهره وباطنه بالإنكار واتباع الهوى ..
 
- وكأنه في ظاهره: حاله أنه لا يذهب لتحصيل العلم ولا سؤال أهل الذكر .. واكتفى من نفسه بنفسه في أنه يعلم ولا يحتاج لغيره .. ويحمل في ظاهر كلامه استخفافا من كلام علماء المسلمين وانتقاصا من شأنهم ..
 
- وكأنه في باطنه: حاله أنه شبع من اتباع الهوى ومن الإستكبار حتى أنكر كلام النبي صلى الله عليه وسلم الموصول بالسند الصحيح والمتن الغير مناقض للقرآن .. وكأن حالهم القلبي أنهم شبعوا من هوى النفس حتى جحدوا اتباع حديث النبي صلى الله عليه وسلم ..!!
 
- ولذلك تجد أن كثيرا منهم يكذب أحاديث النبي ويجحدها وينكرها .. ويتأول كلام الله بما تهواه نفسه وقام بتلفيق الآيات كما يحلو له ..
 
- ولذلك وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ألَا إنِّي أُوتِيتُ الكتابَ ومِثْلَهُ معه، ألَا يُوشِكُ رجُلٌ شَبْعانُ على أريكتِهِ يقولُ: عليكم بهذا القرآنِ فما وجَدْتُم فيه مِن حلالٍ فأحِلُّوه، وما وجَدْتُم فيه مِن حرامٍ فحرِّموه .. ألَا لا يَحِلُّ لكم لحمُ الحِمارِ الأهليِّ ، ولا كلُّ ذي ناب مِن السَّبُعِ ، ولا لُقَطةُ مُعاهَدٍ ، إلَّا أن يستغنيَ عنها صاحبُها، ومَن نزَل بقومٍ فعليهم أن يَقْرُوه، فإن لم يَقْرُوه فله أن يُعقِبَهم بمِثْلِ قِرَاهُ) صحيح أبي داوود.
 
* شرح الحديث من موقع الدرر السنية:
- قد أمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأمورٍ ونهى عن أشياءَ ليستْ في القرآنِ الكريمِ، والواجبُ امتثالُ أوامرِه واجتنابُ نَواهِيه؛ فإنَّ طاعتَه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ من طاعةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، كما قال الله تعالى: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ) النساء80.
 
- وفي هذا الحَديثِ أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال:
- (ألَا لا يَحِلُّ ذو نابٍ من السِّباعِ): أي ما يَعْدو بِنَابِه على النَّاسِ كالذِّئبِ والأسدِ والكلبِ ونحوِها ..
- (ولا الحِمارُ الأهليُّ): أي لا يَحِلُّ أَكْلُه، وهو الحمارُ الإنسيُّ غيرُ الوَحْشيِّ.
- (ولا اللُّقَطةُ من مالِ مُعاهَدٍ): و"اللُّقَطةُ": هي ما يُلْتقَطُ ممَّا يَضيعُ مِن الشَّخصِ ..، و"المُعاهَدُ": مَنْ أعطاه المسلِمون عَهْدَ أمانٍ مِن الكفَّارِ، وخَصَّه بالذِّكرِ خَشْيةَ التَّساهُلِ في لُقَطتِه لأنَّه كافرٌ.. (إلَّا أنْ يَستغنيَ عنها): أي يَتْرُكَها لمن أَخَذها.
- ثمَّ قال: (وأيُّما رَجُلٍ ضاف قومًا): أي نَزَل على قومٍ ضيفًا ..، (فلَم يَقْرُوه) أي: لم يُضيِّفوه ..، (فإنَّ له أن يُعْقِبَهم): مِن الإعقابِ وهو المجازاةُ ..، (بمِثْلِ قِراه) أي: يَأخُذَ مِنهم مِقْدارَ ما حَرَموه من الضِّيافةِ". انتهى الشرح .
 
- وفي رواية بلفظ: (إنِّي أوتيتُ الكتابَ وما يعدِلُه .. يوشكُ شَبْعانُ على أريكتِه أنْ يقولَ: بيني وبينكم هذا الكتابُ فما كان فيه مِن حلالٍ أحلَلْناه وما كان فيه مِن حرامٍ حرَّمْناه .. ألَا وإنَّه ليس كذلك) صحيح بن حبان .. وقال الأرنؤوط: إسناده قوي.
 
- وفي رواية بلفظ: (ألا هل عسى رجلٌ يبلُغُه الحديثُ عني وهو مُتَّكِئٌ على أريكَتِهِ ، فيقولُ: بينَنَا وبينَكم كتابُ اللهِ ، فما وجدْنا فيه حلالًا استحلَلْنَاه ، وما وجدْنا فيه حرامًا حرَّمناه .. وإِنَّ ما حرَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كما حرمَ اللهَ) صحيح الترمذي.
 
- وبعض من هؤلاء الضلالية .. بالرغم من تكذيبه للأحاديث الصحيحة السند والمتن عن النبي صلى الله عليه وسلم .. ستجده يستبيح الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم .. ويذكر أحاديث باطلة عن النبي ليؤكد صحة تكذيبه للأحاديث .. فيذكر مثلا حديث (إنه سيفشوا عني أحاديث فما أتاكم من حديثي فاقرأوا كتاب الله واعتبروه فما وافق كتاب الله فأنا قلته وما لم يوافق كتاب الله فلم أقله) رواه الطبراني في الكبير – قال الهيثمي: وفيه أبو حاضر عبد الملك بن عبد ربه وهو منكر الحديث .
 
- وفي رواية: (إنها تكون بعدي رواة يروون عني الحديث، فاعرضوا حديثهم على القرآن، فما وافق القرآن فخذوا به، وما لم يوافق القرآن فلا تأخذوا به) رواه الدارقطني .. وذكره الألباني في الضعيفة بأنه ضعيف لكونه مرسل.
 
- قال الإمام الشوكاني رحمه الله (المتوفى: 1250هـ) .. تعقيبا على رواية بن عساكر:
- قال الخطابي: وضعته الزنادقة، ويدفعه حديث: "أوتيت الكتاب ومثله معه" ..، كذا قال الصغاني.
- قلت (أي الشوكاني): وقد سبقهما إلى نسبة وضعه إلي الزنادقة: يحيى بن معين، كما حكاه عنه الذهبي، على أن في هذا الحديث الموضوع نفسه ما يدل على رده؛ لأنا إذا عرضناه على كتاب الله عز وجل خالفه، ففي كتاب الله عز وجل (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) الحشر7 .. ونحو هذا من الآيات.
راجع الفوائد المجموعة للشوكاني ص291
 
- وقال الإمام بن حزم رحمه الله (المتوفى: 456هـ):
- فصل في قوم لا يتقون الله فيما ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم:
- قال علي "أي بن حزم": وقد ذكر قوم لا يتقون الله عز وجل أحاديث في بعضها إبطال شرائع الإسلام وفي بعضها نسبة الكذب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإباحة الكذب عليه ..
- ثم ذكر بن حزم بعد ما سبق .. مجموعة من الأحاديث السابق ذكرها وقام بتفنيد أسانيدها .. ما بين حديث منكر ومجهول وموضوع أو كذب ..!!
راجع  الإحكام في أصول الأحكام ج2 ص276
- وأيضا راجع ما ذكره البيهقي معرفة السُّنن والآثار” ج 1 ص 23
 
- والذي تعجب له من هؤلاء الضلالية في العلم .. أنهم يحتجون بالحديث وهم منكرون للحديث .. ولا يعترفون به ..!! فما هذا التناقض الفاضح لطريقة تفكيرهم في التشكيك فيما بلغنا من أحاديث نبوية صحيحة السند والمتن ..!!  
 
- وإذا قيل لهم قال رسول الله .. فإنهم يكذبون الحديث الصحيح .. تحت مسمى أن هذه أحاديث لا نثق فيها ..!! ولكن الحقيقة أنهم لأهوائهم متبعون .. وبالغواية سائحون .. وإنما ينكرون تشريع الحديث النبوي الصحيح السند والمتن .. لأنه قد يكون فيه تفصيلا لتحريم شرعي لم يأت ذكره بالقرآن .. فأرادوا استباحة ما تفصيل ما حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم من محرمات مثل تحليل بعضهم لتعدد وجمع (الرجل بالمرأة وعمتها وخالتها) وهذا محرم بالنص النبوي وليس القرآني .. واستباحتهم عدم فعل التفاصيل الشرعية التعبدية لله كأداء الصلوات الخمس بركعاتها وسجودها .. وعدم إخرج نسبة الزكاة .. وغير ذلك مما يستبحوه بجحودهم للأحاديث النبوية الصحية السند والمتن .
 
- وهذه الطائفة بالرغم من تكرارها على مر الزمان في تاريخ الإسلام .. إلا أن الله يخزيهم ويطفيء نار فتنتهم المتأججة من قلوبهم المشوهة بالمغالطات المكذوبة لإطفاء نور حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. بنور المحبة المتوهجة من قلوب محبي الحديث النبوي الشريف المملؤه بحب النبي صلى الله عليه وسلم ..

********************************** 

..:: ثانيا: الجماعة الإبراهيمية ::..

- ثم وجدت هؤلاء العلمانيون يدخلون مدخلا آخر للسلام الديني ووحدة التعايش بحرية الدين .. من خلال جماعة يزعمون أنهم إبراهيميون .. أي أنهم يتبعون العقيدة الإبراهيمية .. ويحبون كل الأنبياء والرسل .. ويؤمنون بهم جميعا .. ولكن لا يؤمنون بأحكامهم .. بل يأخذون من هذا ومن ذاك ما يتفق وأهوائهم الخاصة ..

- وخرج من هذه الجماعة من يدعون لوحدة الدين وأنهم مسلمون .. ودخلوا مدخلا تهواه النفوس وهو الطاقة الروحانية والقدرة بالتأثير في الأشياء وما شابه هذا الكلام .. وقاموا بالترويج لمفاهيم العين الثالثة والإسقاط النجمي وقانون الجذب وما شابه ذلك من أفكار يقومون بترويجها .. لجذب أكبر طائفة من الناس .. حتى يفسدوهم روحانيا بأفكارهم الضالة والمنحرفة .. ويجعلون لهم تعامل مع الجن والشيطان .. ويظل ذلك متوارثا في ذريتهم تأهيلا ليكونوا خدما للمسيخ الدجال عند ظهوره ..

 - بل وستجد من المسلمين من يشير إلي أن هؤلاء من الصابئين .. الذين مدحهم الله .. حيث يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) البقرة62.. 

*********************************

..:: جماعة الطاقة الروحانية ::..

- جماعة الطاقة الروحانية: الذين جعلوا من الفكر الروحاني هو عقيدة واحدة عند كل العقائد الدينية .. فساووا بين دين الإسلام وعقائد البوذية والهندوسية في الفكر الروحاني .. من أجل توضيح الجانب المشرق لهذه العقائد (اتباعا لفكر الجماعة الإبراهيمية) .. وأنها ديانات طيبة ومتوافقه مع الإسلام وتدعو للسلام .. خلاف ما يتوهم المسلمين في بلادهم .. حتى تعيش في سلام معه وأنه مسلم مثلك تماما .. لكن أنت كمسلم مش واخد بالك ..!!

- والبعض أخذ يجتهد بنشر نصوص دينية تؤكد العقائد البوذية .. حتى يجعل الناس تؤمن بالفكر البوذي وتعتقد فيه الخيرية ..!! وللأسف قد صدقه بعض المؤمنين الذين انخدعوا بكلامه عن الدين .. وكذلك صدقه الجهلاء والذي في قلبه مرض ..!!

- وأصحاب هذه الطائفة الروحانية ستجدها منتشرة وتختبيء تحت عباءة الطاقة الروحية .. وتعمل تحت مظلة علم التنمية البشرية تمويها وخداعا ..!! ولهم من التعامل مع الجن والشيطان ما لهم .. إلا من رحم ربي .. !!

************************

..:: محاولة تطبيع الدين الإسلامي بالعقائد الأخرى ::..

- الخلاصة من ذكر الطائفة السابقة (الجماعة الإبراهيمية أو جماعة الطاقة الروحانية) .. هو أن هذه الطوائف تسعى لتطبيع العلاقة الدينية بين الإسلام والعقائد الأخرى .. تحت مسمى أن الجميع مسلمون .. ولكن التعصب الديني هو الذي منعك أن تدرك هذه الحقيقة ..؟!!

- ولكننا هنا في هذه الرسالة سأبين لك أن القرآن .. قال بتكذيب هذا الكلام السابق بمنتهى الوضوح .. وأن من لا يؤمن بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ويتبعه ويترك غير الإسلام القرآني (قرآن وسنة) .. فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين .

- خاصة وأن جماعة الطاقيجية (الطاقة الروحانية) يجتهدون بقوة في تطبيع الدين الإسلامي بالبوذي .. في محاولة ضالة ومنحرفة منهم ليوهموا المسلمين بالخيرية الروحية للعقيدة البوذية .. وكأن الدين الإسلامي خلا من الخيرية الروحية ..!!(يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) التوبة32 ..

 * عموما ما سنناقشه في هذه الرسالة .. هو دفع توهم أن يكون هناك أي ارتباط عقائدي بين الإسلام وأي دين آخر كالمسيحية واليهودية .. أو أي عقيدة أخرى كالبوذية والهندوسية وما شابهما .

- بل وستجد من أصحاب جماعة الطاقة الروحانية.. من يقول لك أن البوذيين يحترمون النبي ويرفضون أن يشتمه أحد .. ويحبون كل الناس دون تمييز .. ويريدونك أن تكون مثلهم لأنهم أصفياء وأصحاب كرامات ..؟!! ولذلك قد بلغوا مرتبة من الصفاء لم يصل إليها غيرهم ..!!

- والذي يقوم بالترويج لأصحاب العقائد الأخرى استعلاء على دينه .. مع تزييف حقائق هذه العقائد .. فما هو إلا إنسان ليس له ولاء لدينه وإلا ما كان عظم عقائد هؤلاء البوذيين ومن شاكلهم على حساب دينهم .. بدلا من تعظيم شعائر الله .. وصدق الله حينما قال (وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) الحج32 ..!!

* سيأتيك من القرآن ما يوضح لك حقيقة الإسلام والإيمان من مفهوم القرآن بما لا ريب فيه .. وأن من يزعم أن الإيمان بغير الشريعة القرآنية واتباع المنهج النبوي .. فهو ضال بلا ريب ومن الأخسرين أعمالا .. مهما قال بتزويق الكلام واعلن انه إبراهيمي .. أو ألحد في كلام الله بما يتفق وهواه ليضل عباد الله ليوهمهم أن مفهوم الإسلام في الديانات كلها ..!!

*******************************

(الفصل الثاني)

..:: جماعات وصفها القرآن وحذرنا منها النبي ::..

*****************

..:: جماعة عضين – جماعة عليم اللسان – جماعة بايع دينه ::..

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..