ج2: رسالة إرشاد السائل إلى حقيقة توصيف فيروس كورونا القاتل - كرامة القرآن في سورة الفاتحة - من أدعية النبي في طلب الشفاء من الله - كرامة التداوي بلفظ الشفاء الذي في القرآن - ما هي قصة آيات الشفاء - تمجيد الله و الصلاة على النبي كوسيلة لقبول الدعاء - الصلاة على النبي قد تكون سببا في شفاءك - ختاما: بقدر اتباعك بقدر إمدادك.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة إرشاد السائل

إلى حقيقة توصيف فيروس كورونا القاتل

(عقاب أم ابتلاء مصحوب برحمة)

( الجزء الثاني)

 - مع بعض الدعوات والإرشادات النبوية في طلب الشفاء وبعض مجربات الصالحين - 

* فهرس:

:: الفصل الرابع :: دعوات نبوية ومجربات لبعض الصالحين مع القرآن ::

14- كرامة القرآن في سورة الفاتحة ؟

15- من أدعية النبي في طلب الشفاء من الله ؟

16- كرامة التداوي بلفظ الشفاء الذي في القرآن ؟

17- ما هي قصة آيات الشفاء ؟

18- تمجيد الله و الصلاة على النبي كوسيلة لقبول الدعاء ؟

19- الصلاة على النبي قد تكون سببا في شفاءك ؟

20- ختاما: بقدر اتباعك بقدر إمدادك ؟

***********************

..:: الفصل الرابع ::..

:: دعوات نبوية ومجربات لبعض الصالحين مع القرآن ::

********************

..:: كرامة القرآن في سورة الفاتحة ::..

- كما نعلم أن سورة الفاتحة هي رقية ربانية وقد أقر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم .. حيث أن الصحابي أبي سعيد الخدري قد رقى أحد المصابين (وكان مشركا) من لدغة عقرب .. بسورة الفاتحة مدة ثلاثة أيام .. فشفاة الله .. وحينما رجع للنبي وأخبره بذلك .. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (وَما يُدْرِيكَ أنَّهَا رُقْيَةٌ، ثُمَّ قالَ: قدْ أَصَبْتُمْ) صحيح البخاري.

- وفي رواية بلفظ: (وما يُدريكَ أنَّها رُقْيةٌ ؟ قال : قُلْتُ : يا رسولَ اللهِ ما درَيْتُ أنَّها رُقْيةٌ شيءٌ ألقاه اللهُ في نفسي) صحيح بن حبان.. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات.

- وفي هذا الحديث دلالة على أن القلوب المتعلقة بالله والموقنة فيه .. قد يلهمها الله بكرامة الشفاء من كلام جل جلاله .. مصداقا لقوله تعالى (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) الإسراء82.

- وروي في الحديث : عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ مُرْسَلًا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فِي فَاتِحَةِ الْكِتَابِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ) . رَوَاهُ الدَّارمِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان .. وهو حديث ضعيف لانقطاع إسناده .. حيث لم يذكر عبد الملك من الذي قال له هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ..!!

- ولكن لا حرج من المؤانسة به في فضائل السور طالما الحديث لا يعارض حكما ولا عقيدة .. وكيف ذلك والقرآن كله شفاء ..!! بل والحديث الضعيف فيه ظنا أن يكون قد قاله النبي صلى الله عليه وسلم .. ولكن نقول : روي في الحديث أو قيل في الحديث ..  حتى يفهم السامع أنه حديث ضعيف .. بل ويتم توضيح ذلك للسامع ..!! وقد ذكرت لك الحديث الصحيح سابقا في أن سورة الفاتحة هي رقية .. فانتبه ..!!

- يقول بن القيم رحمه الله (المتوفى: 751هـ)عن استخدام الرقية الربانية:

- لَقَدْ مَرَّ بِي وَقْتٌ بِمَكَّةَ سَقِمْتُ فِيهِ، وَفَقَدْتُ الطَّبِيبَ وَالدَّوَاءَ، فَكُنْتُ أَتَعَالَجُ بِهَا آخُذُ شَرْبَةً مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ وَأَقْرَؤُهَا عَلَيْهَا مِرَارًا، ثُمَّ أَشْرَبُهُ فَوَجَدْتُ بِذَلِكَ الْبُرْءَ التَّامَّ، ثُمَّ صِرْتُ أَعْتَمِدُ ذَلِكَ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ الْأَوْجَاعِ فَأَنْتَفِعُ بِهَا غَايَةَ الِانْتِفَاعِ. (زاد المعاد 4/164) .

- وفي كتاب آخر لابن القيم قال:

- وَقَدْ جَرَّبْتُ أَنَا مِنْ ذَلِكَ فِي نَفْسِي وَفِي غَيْرِي أُمُورًا عَجِيبَةً، وَلَا سِيَّمَا مُدَّةَ الْمُقَامِ بِمَكَّةَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَعْرِضُ لِي آلَامٌ مُزْعِجَةٌ، بِحَيْثُ تَكَادُ تَقْطَعُ الْحَرَكَةَ مِنِّي، وَذَلِكَ فِي أَثْنَاءِ الطَّوَافِ وَغَيْرِهِ، فَأُبَادِرُ إِلَى قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ، وَأَمْسَحُ بِهَا عَلَى مَحَلِّ الْأَلَمِ فَكَأَنَّهُ حَصَاةٌ تَسْقُطُ، جَرَّبْتُ ذَلِكَ مِرَارًا عَدِيدَةً، وَكُنْتُ آخُذُ قَدَحًا مِنْ مَاءِ زَمْزَمٍ فَأَقْرَأُ عَلَيْهِ الْفَاتِحَةَ مِرَارًا، فَأَشْرَبُهُ فَأَجِدُ بِهِ مِنَ النَّفْعِ وَالْقُوَّةِ مَا لَمْ أَعْهَدْ مِثْلَهُ فِي الدَّوَاءِ، وَالْأَمْرُ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، وَلَكِنْ بِحَسَبِ قُوَّةِ الْإِيمَانِ، وَصِحَّةِ الْيَقِينِ، وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ) (مدارج السالكين 1/80)

- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- قد مر علي وقتا فيه انتفاخ كبير في بطني ولازمني فترة طويلة .. وقد آيست من الأدوية .. حتى ظننت أن بي إصابة روحانية كنظرة حسد أو ما شابه ذلك .. فكنت أقرأ الفاتحة على الماء عددا من المرات (سبعة أو أكثر) على لتر من الماء يوميا ولمدة عشرون يوما .. وأشرب من هذا الماء طوال اليوم .. ثم فعلت ذلك كل يوم .. حتى بدأ الأمر في اليوم الثالث يأتي بثماره .. وبطني بدأت ترتاح .. حتى أتممت عشرون يوما .. فكنت بخير من الله وفضلا ببركة كلامه ..

  ***************************

  

..:: من أدعية النبي في طلب الشفاء من الله ::..

1- عن السيدة عائشة قال: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُعَوِّذُ (أي يرقي) بَعْضَ أهْلِهِ، يَمْسَحُ بيَدِهِ اليُمْنَى ويقولُ: اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا) صحيح البخاري.

- وفي رواية لها بلفظ : (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا اشْتَكَى مِنَّا إنْسَانٌ، مَسَحَهُ بيَمِينِهِ، ثُمَّ قالَ: أَذْهِبِ البَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا) صحيح مسلم .

- والمسح باليد اليمنى على موضِع الوَجَع لأن في ذلك تفاؤلًا بزَوالِ الوَجَع ..

2- عن السيدة عائشة قالت: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ، وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عليه، وَأَمْسَحُ عنْه بيَدِهِ، رَجَاءَ بَرَكَتِهَا) صحيح مسلم.

- والمعوذات هم: سورة الإخلاص والفلق والناس.

* قلت (خالد صاحب الرسالة):

- كانت أمي الله يرحمها هي وأبي  .. كانت تضع يدها علي وترقيني بسورة الإخلاص والمعوذتين .. وتمرر يدها على جسمي .. وتكرر دعاء (يارب يا شافي .. اشفي وعافي) .. وكنت أجد لهذا الدعاء كرامة استجابة على نفسي ..!!

- ولعل دعائها رحمها الله فهمته من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم السابق ذكره (اشفِ أنت الشافِي) .. حيث كانت رحمها الله من البسطاء الذين لا يستطيعون الحفظ .. ولكن كان لها إدراكا وفهما .. وكانت تحب أن تسمع لمشايخ الأزهر على التلفاز .

***********************

..:: كرامة التداوي بلفظ الشفاء الذي في القرآن ::..

- (مع آيات الشفاء) -

- هناك كرامة حدثت مع بعض الصالحين مع بعض آيات القرآن .. وجرى تسميتها في كتب أهل العلم بآيات الشفاء .. فما هي قصة آيات الشفاء ؟

- قال الإمام بن الحاج المالكي رحمه الله (المتوفى: 737هـ):

- فَقَدْ نُقِلَ عَنْ الشَّيْخِ الْإِمَامِ أَبِي الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - (المتوفى: 465هـ) .. أَنَّ وَلَدَهُ مَرِضَ مَرَضًا شَدِيدًا قَالَ: حَتَّى أَيِسْتُ مِنْهُ وَاشْتَدَّ الْأَمْرُ عَلَيَّ فَرَأَيْت النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمَنَامِ فَشَكَوْت لَهُ مَا بِوَلَدِي فَقَالَ لِي: أَيْنَ أَنْتَ مِنْ آيَاتِ الشِّفَاءِ؟ فَانْتَبَهْت فَفَكَّرْت فِيهَا فَإِذَا هِيَ فِي سِتَّةِ مَوَاضِعَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَهِيَ قَوْله تَعَالَى :

1- (وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ)  التوبة 14 

2- (شِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ)  يونس 57 

3- (فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ)  النحل 69 

4- (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) الأسراء82 

5- (وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)  الشعرآء 80 

6- (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ)  فصلت 44  

- قَالَ (أي القشيري) : فَكَتَبْتهَا فِي صَحِيفَةٍ ثُمَّ حَلَلْتهَا بِالْمَاءِ وَسَقَيْته إيَّاهَا فَكَأَنَّمَا نَشِطَ مِنْ عِقَالٍ أَوْ كَمَا قَالَ .

نقلا عن كتاب المدخل لابن الحاج ج4 ص121 .. وما بين الأقواس هي توضيح مني صاحب الرسالة.

* تعليق من (خالد صاحب الرسالة) على القصة السابقة:

1-  ليس بالضرورة تكتب الآيات كما جاء في القصة .. بل يمكن أن تقرأها على زجاجة ماء مغلقة .. ويكفيك أن تمسكها بيديك وتقرأ عليها وهي مغلقة .. (ولا تقرأ على الماء مباشرة لغيرك خوفا من أن تكون مصابا بمرض فتنقل أمراضك للآخرين – فتحمل إثما بلا داعي لذلك لأنك تكون أذيت إنسان) ..

- أو يمكنك تكرار الآيات على مكان الألم مرارا وتكرارا .. خاصة قوله تعالى (وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)  الشعرآء 80 .. كررها كثيرا وأنت تتوسل بها إلى الله ..

- أو يمكنك أن تكتفي بالآية السابقة (وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)  .. وتلقنها وتحفظها لمن لا يستطيع القراءة .. ويظل يكررها على مكان الألم أو المرض ..

 

2- تكرر الآيات قد استطاعتك .. سواء مرة أو عشرة مرات ..  أو حتى 100 مرة أو أكثر .. قدر استطاعتك .. والتكرار ما هو إلا توسل إلى الله بكلامه .. عسى أن يكون في مزيد تكرار توسلك بالآيات .. يكون مزيد قرب من الله .. ليستجيب لك كرامة منه وفضلا .. جل جلاله .

************************

  

..:: تمجيد الله و الصلاة على النبي كوسيلة لقبول الدعاء ::..

- لطالما كانت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم القربات إلى الله .. وطالما استخدمها المؤمنون قبل دعائهم وبعد دعائهم .. عسى أن يكون دعائهم مقبولا عند الله .. وقد علموا ذلك من توجيهات النبي وكلام الصحابة رضي الله عنهم ..

1- عن فضالة بن عبيد قال : (سمعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا يَدعو في صلاتِهِ لم يُمجِّدِ اللَّهَ تعالى ولم يُصلِّ علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عجِلَ هذا ثمَّ دعاهُ فقالَ لَهُ أو لغيرِهِ إذا صلَّى أحدُكُم فليَبدَأ بتَمجيدِ ربِّهِ جلَّ وعزَّ والثَّناءِ علَيهِ ثمَّ يصلِّي علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ثمَّ يَدعو بَعدُ بما شاءَ) صحيح أبي داوود وصحيح الترمذي وواه الطبراني والنسائي .

- معنى (عجل هذا): أي استعجل في دعاءه لله مهملا آداب الدعاء .. حيث كان عليه ان يمجد الله مثل أن يحمده ويسبحه ويكبره ثم يصلي على نبيه .. كلما أراد أن يدعو الله .. لأن في ذلك وسيلة لأن يستجاب له .

- ومعنى (إذا صلَّى أحدُكم): أي إذا أراد احدكم الدعاء في صلاته فليفعل كذا وكذا. 

2- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي وَالنَّبِيُّ - صلى اللهُ عليه وسلَّم - وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ - رضي الله عنهما - مَعَهُ ، فَلَمَّا جَلَسْتُ بَدَأتُ بِالثَّنَاءِ عَلَى اللهِ ، ثُمَّ الصَلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ - صلى اللهُ عليه وسلَّم - ثُمَّ دَعَوْتُ لِنَفْسِي ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى اللهُ عليه وسلَّم -: " سَلْ تُعْطَهْ .. سَلْ تُعْطَهْ " رواه أحمد .. ذكره الألباني في الصحيحة 2301 ..

3- عن عبد الله بن بسر المازني عن النبي قال : (الدعاءُ كلُّه محجوبٌ حتى يكونَ أولُه ثناءً على اللهِ عزَّ وجلَّ وصلاةً على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثم يدعو فيُستجابُ لدُعائِه) رواه بن بشكوال .. بسند ضعيف .. وله شواهد وطرق لا تجعله يقل عن درجة الحسن .. راجع السلسة الصحيح للألباني برقم 2035 .

* ما قاله الصحابة :

1- عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: (إذا أرادَ أحدُكُمْ أنْ يَسْأَلَ ؛ فَلْيَبْدَأْ بِالمِدْحَةِ والثَّناءِ على اللهِ بِما هو أهلُهُ ، ثُمَّ لِيُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، ثُمَّ لِيَسْأَلْ بَعْدُ ؛ فإنَّهُ أَجْدَرُ أنْ يَنْجَحَ أو يصيب) .. رواه الطبراني في الكبير .. بسند فيه ضعف .. ولكنه حسن لشواهده .. وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه‏‏ ..، وقال السخاوي: رجاله رجال الصحيح ..، وذكره الألباني في الصحيحة وذكر له شاهدا يؤيده وهو الحديث السابق عن عبد الله بن مسعود ..

5- وَعَنْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ: (إِنَّ الدُّعَاءَ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، لَا يَصْعَدُ مِنْهُ شَيْءٌ ، حَتَّى تُصَلِّيَ عَلَى نَبِيِّكَ - صلى الله عليه وسلم ) صحيح لغيره .. صحيح الترغيب .

6- وعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: (كلُّ دعاء محجوب حتى يصلي على محمدٍ صلى الله عليه وسلم) رواه الطبراني في الأوسط موقوفًا .. ورواته ثقات .. وذكره الألباني في الصحيحة .. راجع السلسلة الصحيحة ج5 ص56

- فقبل أن تدعو .. اعلم أن تمجيد الله مثل أن تحمده وتكبيره وتهلله وتسبحه .. ثم الصلاة على النبي .. آداب مهمة جدا .. عند كل دعاء تطلبه من الله .. لأنها وسائل تجعل من الدعاء مقبولا .. كرامة من الله وفضلا .

***********************

..:: الصلاة على النبي قد تكون سببا في شفاءك ::..

- الصلاة على النبي عموما هي رحمة من الله لنا وكرامة كبيرة ووسيلة نتقرب بها إلى الله تعالى .. وهي من أنجح العلاجات القلبية (بالمداومة عليها) .. حيث أنها تكون سببا في نقلك من الظلمات إلى النور .. لأنها سببا لصلاة الله عليك .. لأن النبي يقول:(مَن صَلَّى عَلَيَّ واحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عليه عَشْرًا) صحيح مسلم.

-  وصلاة الله عليك سببا لإخراجك من الظلمات إلى النور .. حيث يقول تعالى: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) الأحزاب42.

- وإذا كانت الصلاة على النبي سببا لإخراجنا من الظلمات إلى النور .. وسبب في إجابة الدعاء (كما أوضحنا سابقا) .. فلا حرج حينئذ أن تكون الصلاة على النبي مسبوقة لأي طلب من الله .. عسى أن يكون الدعاء بعد الصلاة عليه مقبولا عند الله .. كرامة منه وفضلا ..

* موقف عجيب :

- كان أحد اعضاء المدونة يراسلني وسألني عن صلاة على النبي كان يقرأها البعض تبركا بها وطلبا للشفاء من الطاعون .. فجال بخاطري صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .. قد أجراها الله على قلبي .. وفيها طلب الحفظ من الداء .. وطلب الشفاء من الله كرامة منه وفضلا .. وهي :

- (اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تطرد بها عنا الداء وترزقنا بها كرامة الشفاء وعلى آله وسلم)

- كررها بلا عدد .. وأنت تتقرب بها إلى الله .. لعل الله يكرمك ويستجيب دعاءك ببركة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .

* أخي الحبيب ..

- يمكنك أن تمسح بيدك على مكان الألم والوجع .. وتكرر الصلاة على النبي .. ويكفيك أن تقول: (اللهم صل على سيدنا محمد) أو (اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم) .. أو بأي صيغة محببة لقلبك مثل الصلاة الإبراهيمية التي نقولها في تشهد الصلاة ..

- فإن الصلاة على النبي رقية ناجحة وفيها سكينة .. وبها تتنزل رحمات الله .. ويكفيك أنها سببا لصلاة الله عليك .. فافهم..!!!

* والبعض يستفسر عن الصلاة على النبي بهذه الصيغة التي جالت بخاطري .. هل تصح أم لا .. لأنه يقرأ في فتاوي النت أن أي صلاة على النبي خلاف ما قاله النبي إنما هي بدعة محرمة ؟!! يعني يكون مرتكبا لإثم لو قالها ..!!

- اعلم أخي الحبيب .. حتى لا يختلط عليك الأمر ويغلب على عقلك ما غلب على عقول فتاوى النت .. فأفتوا بجهل مطلق ..!!

- فانتبه إلى أن هذه الصلاة وما يشابهها .. ليس كلها تسمى (صلاة على النبي) .. ليه ؟

- لأن الصلاة على النبي تتوقف عند (اللهم صل على سيدنا محمد) .. وما بعد ذلك فهو طلب دعاء سبقه صلاة على النبي ..

- فانتبه وافهم .. ولا تتبع من يفتي بمحض الهوى والجهل ويبدع المسلمين بصلاتهم على النبي .. دون أن يسأل ويتبين العلم .. لأنه ارتضى أن يتخذ من البلادة والغباء شعارا له ودليلا عليه .. والذي يرشدك إلى غباءه وبلادته هو أنه لم يميز بين الصلاة على النبي وطلب الدعاء من الله الذي يعقب الصلاة على النبي ..!!

************************

 ..:: ختاما ::..

- اعلم أخي الحبيب أنه بقدر اتباعك يكن إمدادك .. أي بقدر اتباعك للنبي وكلام الله ستجد من رحمات الله في قلبك ما لم يكن يخطر بالك .. والعاقبة للمتقين ..

- اللهم ماض في حكمك .. عدل في قضاؤك .. وقد رضيت .. فافعل ما تريد .

- اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم .

- سلام الله عليكم ورحمته وبركاته .

- والله أعلم في كل ما سبق .. وكان بداية هذه الرسالة بتاريخ 17/3/2020 .. وتم رفعه على مدونة الروحانيات في الإسلام في نفس ذات التاريخ .. وكان التعديل عليها وتمامها يوم 24/3/2020 .. والحمد لله على ما أكرمني به من كتابة .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .