رسالة الردود الربانية على من استباح تفسير الحروف المقطعة القرآنية من اللغة الآرامية والهيروغليفية - هل القرآن موصوف بأنه بلسان عربي واضح البيان - هل تعلم أن الله يُكذِّب من يثبت الأعجمية في ألفاظ القرآن - كيف يكون القرآن بلسان عربي مبين وفيه ألفاظ غير عربية الأصل ؟ أو هل في القرآن كلمات لها أصل غير عربي - هل يوجد مثال على بعض الألفاظ القرآنية التي ليس لها أصل عربي - كيف يتلاعبون بعقول المؤمنين في استباحة تفسير الحروف القرآنية من اللغات الأعجمية - هل يوجد دليل على أن العرب كانت تتفاهم بالحروف العربية - هل هناك مجال للشك في الحروف القرآنية المقطعة في بدايات بعض السور - لمحات من حياتي:خاطر يرشدني كيف أتعامل مع حروف القرآن ؟ (المراد من الحروف القرآنية).

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الردود الربانية

على من استباح تفسير الحروف المقطعة القرآنية

من اللغة الآرامية والهيروغليفية

(مع توضيح كيفية التعامل مع الحروف النورانية)

* فهرس:

..:: الفصل الأول :: ينكرون على القرآن أنه ليس بلسان عربي مبين ::

1- س1: هل القرآن موصوف بأنه بلسان عربي واضح البيان ؟

2- س2: هل تعلم أن الله يُكذِّب من يثبت الأعجمية في  ألفاظ القرآن ؟

3- س3: كيف يكون القرآن بلسان عربي مبين وفيه ألفاظ غير عربية الأصل ؟ أو هل في القرآن كلمات لها أصل غير عربي ؟

4- س4: هل يوجد مثال على بعض الألفاظ القرآنية التي ليس لها أصل عربي ؟

..:: الفصل الثاني :: هكذا يستبيحون تفسير الحروف القرآنية من اللغات الأعجمية ::

5- س5: كيف يتلاعبون بعقول المؤمنين في استباحة تفسير الحروف القرآنية من اللغات الأعجمية ؟

..:: الفصل الثالث :: الكلام على الحروف المقطعة في بدايات السور ::

6- س6: هل يوجد دليل على أن العرب كانت تتفاهم بالحروف العربية ؟

7- س7: هل هناك مجال للشك في الحروف القرآنية المقطعة في بدايات بعض السور ؟

..:: الفصل الرابع :: لمحات من حياتي::

8- خاطر يرشدني كيف أتعامل مع حروف القرآن ؟ (المراد من الحروف القرآنية).

 **************************

..:: مقدمة الرسالة ::..

- بسم الله – اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم ..

- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. فهذه رسالة بسيطة للرد على بعض الأفكار الضالة والمنحرفة التي تشكك في القرآن :

- في الفصل الأول: نرد على من زعم أن القرآن مكتوب فيه ألفاظ ليس أصلها عربي .. وبالتالي فهو ليس بلسان عربي مبين ..!! (وهذا ما يزعمه بعض المستشرقين من الغرب الذين يطعنون في القرآن)

- في الفصل الثاني: ونرد فيه على من استباح تفسير حروف القرآن باللغات الأعجمية .. وزعم أن الحروف المقطعة في بعض أوائل السور القرآنية هي ألفاظ مأخوذة من الهيروغليفية أو السيريانية أو ما شابه ذلك ..  وكأنه يجحد قوله تعالى (بلسان عربي مبين) .. وإن لم يصرح بهذا الجحود .. ويزعم نفسه أنه مؤمن مجتهد .. !!

- في الفصل الثالث: نرد بإيجاز على صاحب الفكر الإلحادي المعاصر الذي جحد القرآن .. وأخذ يشكك فيه حروفه .. وزعم أنه كلام بلا معنى .. وكيف لعاقل ان يؤمن بما لا معنى له ..؟!!

- ثم نختم الرسالة بمفهوم لطيف للمراد من الحروف القرآنية الموجودة في أوائل بعض السور القرآنية .. حتى يتبين الأمر لمن يسألون ما هو المقصود منها ..

- وأرجو من الله التوفيق إلى ما يحب ويرضى ..

- كتبه الراجي عفو ربه ..

- خالد أبوعوف ..

*************************

..:: الفصل الأول ::..

:: ينكرون على القرآن أنه ليس بلسان عربي مبين ::

*******************

..:: س1: هل القرآن موصوف بأنه بلسان عربي واضح البيان ؟ ::..

- نجد في القرآن .. أن الله يصف كلامه بوضوح تام .. بأنه نزل بلسان عربي فصيح جدا .. أين نجد ذلك ؟

1- يقول تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ . نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ . عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ . بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ) الشعراء 192-195.

- المعنى: وقَدْ أَنْزَلَ اللهُ تَعالى هَذا القرآنَ عليكَ بِلسَانٍ عَربيٍّ فَصيحٍ واضِحٍ لِيكونَ بَيِّناً واضِحاً في دَلاَلَتِهِ، قَاطِعاً لِلْعُذْرِ. (نقلا من أيسر التفاسير ص3006)

2- يقول تعالى : (قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) الزمر28.

- (عِوَجٍ): أي اخْتِلاَفٍ وَاضْطِرَابٍ وَاعْوِجَاجٍ.

- المعنى: وَقَدْ جَعَلَ اللهُ تَعَالَى القُرْآنَ عَرَبياً وَاضَحاً لاَ لَبْسَ فِيهِ وَلاَ غُمُوضَ، وَلاَ عِوَجَ وَلاَ انْحِرَافَ لِيَفْهَمَ العَرَبُ مَعَانِيَهُ. وَيَعُوا مَرَامِيَهُ، لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ اللهَ، وَيَحْذَرُونَ نِقَمَهُ. (نقلا من أيسر التفاسير ص3965)

3- يقول تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) يوسف2

4- يقول تعالى: (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا) الزمر28

5- يقول تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) الشورى7

6- يقول تعالى: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) النحل103.

7- ويقول تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم .. (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) الدخان58 ..

*****************************

..:: س2: هل تعلم أن الله يُكذِّب من يثبت الأعجمية في  ألفاظ القرآن ؟ ::..

- لقد افترى الكفار على النبي صلى الله عليه وسلم .. وزعموا أن القرآن تعليم بشر .. وقد علمه أحد الأعاجم للنبي صلى الله عليه وسلم ..!! لأنهم عجزوا عن الإتيان ولو بعشر آيات من مثل هذا القرآن ..!!

- ولذلك فإن كل مَن يثبت الأعجمية في كلام الله .. فكأنه أثبت أن النبي تعلم القرآن من أعجمي كما زعم الكفار ..!!

- ويرد القرآن الكريم هذا الأمر فيقول .. (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) النحل103 .. أي بلسان عربي واضح البيان ..

- قال الشيخ أسعد حومد :

- (يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ): أي يَمِيلُونَ إِلَيْهِ وَيَنْسُبُونَ.

- والمعنى: كَانَ المُشْرِكُونَ يَفْتَرُونَ كَذِباً عَلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَيَقُولُونَ إِنَّ الذِي يُعَلْمُ مُحَمَّداً القُرْآنَ هُوَ رَجُلٌ أَعْجَمِيٌّ كَانَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، وَكَانَ غُلاَماً لِبَعْضِ بُطُونِ قُرْيَشٍ، وَبِيَّاعاً عِنْدَ الصَّفَا.

- وَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى رَدّاً عَلَى هَؤُلاءِ المُفْتَرِينَ: إِنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ الكُفَّارَ يَقُولُونَ إِنَّ مُحَمَّداً يَتَلَقَى القُرْآنُ مِنْ رَجُلٍ أَعْجَمِيٍّ يُسَمْونَهُ، وَلَكِنَّ هَذا الرَّجُلِ الأَعْجَمِيِّ لاَ يَعْرِفُ اللُّغَةَ العَرَبِيَّةَ، فَكَيْفَ يَسْتَطِيعُ هَذَا الأَعْجَمِيُّ أَنْ يَأْتِي بِمِثْلِ هَذا القُرآنِ فِي بَلاَغَتِهِ وَفَصَاحَتِهِ وَإِحْكَامِهِ، وَقَدْ تَحَدَّى اللهُ تَعَالَى قُرَيْشاً - وَالعَرَبَ جَمِيعاً - وَهُمْ أَهْلُ الفَصَاحَةِ وَاللّسَنِ، أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ أَنْ يَأْتُوا بِآيَةٍ مِنْ مِثْلِهِ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا. (أيسر التفاسير ص22004)

- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- يبقى الذي يقول أن القرآن فيه لغة غير العربية .. فإنما هو ينكر كلام الله ويثبت اتهام الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم في أنه تلقاه من أعجمي وليس من رب العالمين .. متحديا لكلام رب العالمين ..!!

- ولذلك هؤلاء يندرجون تحت قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) فصلت40.

- معنى الإلحاد في الآيات .. هو الميل بها عن معناها المتعارف عليها ووصفها بغير ما وصفها الله .

- ولا يخفى على مؤمن أن الذي يصف كلام الله أنه ليس بلسان عربي مبين .. فقد فعل ثلاث أشياء :

1- فقد اتهم سيدنا جبريل عليه السلام بالكذب فيما أبلغ به النبي عن ربه (وحاشاه) ..

2- وكذلك يكون قد اتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه كذب على الله فيما أثبته عن ربه (وحاشاه) ..

3- بل وكذب على الله عمدا لمخالفته كلام الله (لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) النحل103 .

- ولو كان هؤلاء مؤمنون بكلام الله .. لأثبتوا ما أثبته الله ولم يخالفوه .. ولذلك تأمل كلام الله في سورة النحل (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ . إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ) النحل 103-105.

- فكل من يثبت الأعجمية في كلام الله .. فكأنه أثبت أن النبي تعلم القرآن من أعجمي .. ومن يقول بذلك فهو شخص قد اتبع سبيل الملحدين بالكذب في كلام الله .. أي اتبع سبيل الذين لا يؤمنون بكلام الله لأنه أنكر أن يكون بلسان عربي واضح وفصيح .. فكان من المفترين بالكذب على الله ورسوله وأمين الوحي سيدنا جبريل ..!!

- فانتبه ولا تكن كاذبا على الله .. (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ) النحل105.

***************************

..:: س3: كيف يكون القرآن بلسان عربي مبين وفيه ألفاظ غير عربية الأصل ؟ ::..

(أو هل في القرآن كلمات لها أصل غير عربي ؟)

- نعم يوجد في القرآن كلمات لها أصل غير عربي .. ولكنها أصبحت جزء من لغة العرب ولسانهم وقت نزول القرآن ..

- ولو تسائلنا ما هو مفهوم اللغة المنطوقة ؟

- سنجد أنها لغة ذات ألفاظ دلالية لقائلها وسامعها ..

- وبالتالي .. هل يوجد في القرآن ألفاظ لغوية غير مفهومة لقائلها أو سامعها من أهل اللغة العربية وقت نزول القرآن ؟!!

- بكل تأكيد .. لا .. فلا داعي لما يروج له البعض من أن القرآن ليس باللسان العربي ..!! وإلا فكيف فهموه لو لم يكن باللسان العربي .. أفلا تعقلون ؟!!

- من أين جاءت الألفاظ غير العربية المنشأ ؟

- نجد أن هناك بعض الألفاظ قد أتت إلى العرب من خلال احتكاكهم ببلاد العجم .. فأصبحت هذه الألفاظ الدلالية مدرجة في لغتهم لكثرة استخدامهم لها .. وأصبحت من جملة اللغة العربية لاعتيادهم عليها وفهمهم لها ..

- لذلك نجد أن الكلمات القرآنية غير العربية المنشأ .. هي ألفاظ دلالية معلومة ومفهومة عند العرب وقت نزول القرآن .. مثل السندس والإستبرق وآمين وغير ذلك .. وليست بألفاظ غريبة عنهم .

- واللفظ طالما دخل اللغة وتعامل به الناس وفهموه فهو يصبح من لغة الناس ..

- لذلك نجد أن جميع الألفاظ الدلالية في كافة المجالات .. سواء التجارية أو الصناعية أو العلمية أو الدينية .. طالما دخلت اللغة وتعامل بها الناس وعرفوها واعتادوا عليها فترة من الزمن .. فإنها تصبح من اللغة .. ولكن يتم التنويه عليه في المعاجم اللغوية أنه معرب .. وليس له اشتقاق لغوي من اللغة العربية لأنه غير عربي الأصل والمنشأ..

* قال الشيخ الشعراوي رحمه الله :

- وقد وقف العلماء عند هذه الكلمة {إِسْتَبْرَقٍ} وغيرها من الكلمات غير العربية مثل: القسطاس، وهي كلمات فارسية الأصل، أو كلمة (آمين) التي نتخذها شعاراً في الصلاة وأصلها يمني أو حبشي. وقالوا: كيف يستخدم القرآن مثل هذه الألفاظ، وهو قرآن عربي؟

- نقول: هل أدخل القرآن هذه الألفاظ في لغة العرب ساعةَ نزل، أم جاء القرآن وهي سائرة على ألسنة الناس يتكلمون بها ويتفاهمون؟

- لقد عرف العرب هذه الكلمات واستعملوها، وأصبحت ألفاظاً عربية دارتْ على الألسنة، وجرتْ مجرى الكلمة العربية.

- ومن الكلمات التي دخلتْ العربية حديثاً استخدمت ككلمة عربية (بنك) ، وربما كانت أخفّ في الاستعمال من كلمة (مصرف) ؛ لذلك أقرَّها مَجْمع اللغة العربية وأدخلها العربية.

- إذن: فهذا القول يمكن أن يُقبَل لو أن القرآن جاء بهذه الألفاظ مجيئاً أولياً، وأدخلها في اللغة ولم تكُن موجودة، لكن القرآن جاء ليخاطب العرب، وما داموا قد فهموا هذه الألفاظ وتخاطبوا بها، فقد أصبحت جُزْءاً من لغتهم.

تفسير الشعراوي ج14 ص8897

**************************

..:: س4: هل يوجد مثال على بعض الألفاظ القرآنية التي ليس لها أصل عربي ؟ ::..

- قوله تعالى : (أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا) الكهف31..

- (مُرْتَفَقًا) : أي حسنت متكأ ومسكنا ومقاما لهم ..

* قال الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله :

- وَالتَّحْلِيَةُ: التَّزْيِينُ، وَالْحِلْيَةُ: الزِّينَةُ.

- وَأَسْنَدَ الْفِعْلَ إِلَى الْمَجْهُولِ، لِأَنَّهُمْ يَجِدُونَ أَنْفُسَهُمْ مُحِلِّينَ بِتَكْوِينِ اللَّهِ تَعَالَى.

- وَالْأَسَاوِرُ: جَمْعُ سِوَارٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاس. وَقيل: أَصله جَمْعُ أَسْوِرَةٍ الَّذِي هُوَ جَمْعُ سِوَارٍ. فَصِيغَةُ جَمْعِ الْجَمْعِ لِلْإِشَارَةِ إِلَى اخْتِلَافِ أَشْكَالِ مَا يُحَلَّوْنَ بِهِ مِنْهَا، فَإِنَّ الْحِلْيَةَ تَكُونُ مُرَصَّعَةً بِأَصْنَافِ الْيَوَاقِيتِ.

- وَأَمَّا قَوْلُهُ: (مِنْ ذَهَبٍ) فَإِنَّ (مِنْ) فِيهِ لِلْبَيَانِ، وَفِي الْكَلَامِ اكْتِفَاءٌ، أَيْ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ كَمَا اكْتَفَى فِي آيَةِ سُورَةِ الْإِنْسَانِ بِذِكْرِ الْفِضَّةِ عَنْ ذِكْرِ الذَّهَبِ بِقَوْلِهِ: (وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ) [الْإِنْسَان: 21] .. وَلِكُلٍّ مِنَ الْمَعْدِنَيْنِ جَمَالُهُ الْخَاصُّ.

- وَاللِّبَاسُ: سَتْرُ الْبَدَنِ بِثَوْبٍ مِنْ قَمِيصٍ أَوْ إِزَارٍ أَوْ رِدَاءٍ، وَجَمِيعُ ذَلِكَ لِلْوِقَايَةِ مِنَ الْحَرِّ وَالْبَرْدِ وَلِلتَّجَمُّلِ.

- وَالثِّيَابُ: جَمْعُ ثَوْبٍ، وَهُوَ الشُّقَّةُ مِنَ النَّسِيجِ.

- وَاللَّوْنُ الْأَخْضَرُ: أَعْدَلُ الْأَلْوَانِ وَأَنْفَعُهَا عِنْدَ الْبَصَرِ، وَكَانَ مِنْ شِعَارِ الْمُلُوكِ.

- وَالسُّنْدُسُ: صِنْفٌ مِنَ الثِّيَابِ، وَهُوَ الدِّيبَاجُ الرَّقِيقُ يُلْبَسُ مُبَاشِرًا لِلْجِلْدِ لِيَقِيَهُ غِلَظَ الْإِسْتَبْرَقِ.

- وَالْإِسْتَبْرَقُ: الدِّيبَاجُ الْغَلِيظُ الْمَنْسُوجُ بِخُيُوطِ الذَّهَبِ، يُلْبَسُ فَوْقَ الثِّيَابِ الْمُبَاشِرَةِ لِلْجِلْدِ.

- وَكِلَا اللَّفْظَيْنِ مُعَرَّبٌ. فَأَمَّا لَفْظُ (سُنْدُسٍ) فَلَا خِلَافَ فِي أَنَّهُ مُعَرَّبٌ وَإِنَّمَا اخْتَلَفُوا فِي أَصْلِهِ، فَقَالَ جَمَاعَةٌ: أَصْلُهُ فَارِسِيٌّ، وَقَالَ الْمُحَقِّقُونَ: أَصْلُهُ هِنْدِيٌّ وَهُوَ فِي اللُّغَةِ (الْهِنْدِيَّةِ) (سَنْدُونْ) بِنُونٍ فِي آخِرِهِ.

- كَانَ قَوْمٌ مِنْ وُجُوهِ الْهِنْدِ وَفَدُوا عَلَى الْإِسْكَنْدَر يحملون مَعَهم هَدِيَّةً مِنْ هَذَا الدِّيبَاجِ، وَأَنَّ الرُّومَ غَيَّرُوا اسْمَهُ إِلَى (سُنْدُوسْ) ، وَالْعَرَبُ نَقَلُوهُ عَنْهُمْ فَقَالُوا (سُنْدُسْ) فَيَكُونُ مُعَرَّبًا عَنِ الرُّومِيَّةِ وَأَصْلُهُ الْأَصِيلُ هِنْدِيٌّ.

- وَأَمَّا الْإِسْتَبْرَقُ فَهُوَ مُعْرَبٌ عَنِ الْفَارِسِيَّةِ. وَأَصْلُهُ فِي الْفَارِسِيَّةِ (إِسْتَبْرَهْ) أَوْ (إِسْتَبرْ) بِدُونِ هَاءٍ أَوْ (إِسْتَقْرَهْ) أَوْ (إِسْتَفْرَهْ) . وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ سُرْيَانِيٌّ عُرِّبَ وَأَصْلُهُ (إِسْتُرْوَهْ) .. وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: هُوَ رُومِيٌّ عُرِّبَ.

تفسير التحرير والتنوير ج15 ص314 .. مختصرا.

* قلت (خالد صاحب الرسالة) :

ومهما كان مصدر هذه الألفاظ .. فهو بحث لا يفيد .. لأن ما يهمنا هو أن هذه الألفاظ كانت معلومة ومفهومة عند العرب وقت نزول القرآن .. لأنها أصبحت جزءا من لغتهم العربية المفهومة والمعلومة لهم ..!! فانتبه لهذا الكلام جيدا ..

**********************

..:: الفصل الثاني ::..

:: هكذا يستبيحون تفسير الحروف القرآنية من اللغات الأعجمية ::

**********************

..:: س5: كيف يتلاعبون بعقول المؤمنين في استباحة تفسير الحروف القرآنية من اللغات الأعجمية ؟ ::..

- حتى لا تنخدع ببعض من تراهم على اليوتيوب أو بمن ينشرون لهم كتابات مضللة عن القرآن .. تحت مسمى .. أنه مؤمن مجتهد في فهم كلام الله ..!! ولا أدري كيف يكون مؤمن مجتهد وهو يجتهد بمزاجه دون دليل بل ومتعمدا مخالفة كلام الله ..!! حيث نجد أن البعض يستبيح تفسير الحروف القرآنية من اللغات الآرامية .. ثم يبرر استباحته بالآتي:

- فيقول لك: أن القرآن فيه ألفاظ غير عربية المنشأ (مثل كلمة سندس واستبرق وآمين) .. وكذلك نحن نقول أن في القرآن ألفاظ غير عربية المنشأ كالحروف القرآنية وهي تشير لألفاظ هيروغليفية أو آرمية .. ونقوم بتفسيرها من هذه اللغات !! فما الخطأ في ذلك ؟!! وما وجه الإتهام لنا ؟!! ولكن يبقى اللفظ منطوقه عربي ولا نختلف في ذلك ؟!!

- الجواب:

1- الذي يدل على أنكم من ذوي النفوس المريضة قلبها .. هو التلاعب في الألفاظ وخلط الأوراق ببعضها البعض .. ليه؟

- لأن هناك فرق بين أن تقول أن القرآن فيه ألفاظ معربة .. تعارف عليها العرب وفهمومها حتى أصبحت جزء من لغتهم .. وبين أن تقول أن القرآن فيه ألفاظ أعجمية يتم تفسيرها من اللغات الأعجمية وليس بالعربية ..!! فهذا هو محض الكذب والضلال .. وتكون قد جئت بما لم يأت به الكفار في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ..!! وخالف كلام الله عمدا متحديا له لأنه يريد إثبات المخالفة لقوله تعالى (وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ . نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ . عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ . بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ) الشعراء 192-195.

- فكيف يتم تفسير القرآن من اللغات الأعجمية كالآرمية .. والله يقول: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) يوسف2 ..!!

- فهل العرب كانوا يعقلون اللغات غير العربية كالآرمية والهيروغليفية ..؟!!

- بكل تأكيد لم يكونوا يعلموا هذه اللغات .. !!

- ولذلك لو قلتم أن تفسير الحروف القرآنية يتم معرفته من خلال اللغات الأخرى .. فإنما هذا محض كذب على الله .. وفيه إلحاد في آياته عمدا لأنكم تعلمون أن الحق خلاف ما ذهبتم إليه ..!!

2- كيف تثبتون أنه كلام عربي وتفسرونه من اللغات الأعجمية لتفهموه وأنتم ناطقون بالعربية ..!! فكيف تثبت أنه عربي وتنفي في نفس الوقت أن لهذا الكلام مفهوم عربي ؟!! أفلا تعقلون ؟!!

- وكأنكم تقولون أن القرآن نزل بشفرة آرامية أو هيروغليفية .. ثم أتيتم أنتم لتحلوا هذه الشفرة بطريقتكم الخاصة وفق ما يتفق وهواكم .. !!

- وهذا محض كذب لأن القرآن نزل بألفاظ عربية لها مفهوم عربي واضح ومعلوم للعرب .. ولم ينزل القرآن بلفظ عربي وله مفهوم لأصحاب اللغات الآرامية ولا الهيروغليفية .. وإلا كان ليس بلسان عربي مبين ..!!

- ولعل هذا ما تريدون أن تذهبوا إليه .. وهو الطعن في كلام الله ..!!

3- وإذا كان هذه الحروف لها تفاسير آرامية أو هيروغليفية كما زعمتم .. لماذ لم يكشف لنا كفار مكة من العرب الذين هم أعداء النبي صلى الله عليه وسلم .. أي كلمات قرآنية غير معلومة لهذا اللسان العربي ..!! وأن لها تفسير من اللغات الأخرى مخالف لما يعلمه العرب .. ليطعنوا بها في القرآن الكريم .. ويقولوا أنه ليس بلسان عربي مبين .. وبالتالي يكونوا قد أثبتوا الحجة على النبي صلى الله عليه وسلم .. بدليل أن العرب لا تعرف معناه .. ؟!!

- فجميع العرب من كانوا أعداء للنبي صلى الله عليه وسلم .. لم يزعم أحد ولم يفتري أحد بهذا الكذب القائم على أن القرآن له تفسير آرمي أو أعجمي من أي لغة أخرى مهما كان  ..!!

4- لو كان الحروف القرآنية في بدايات السور لها تفسيرات من اللغات الآرامية أو غيرها .. لكان علمها اليهود والنصارى الذين كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .. ولكانوا أنكروا عليه القرآن .. لأنه سيكون حينئذ ليس بلسان عربي مبين .. لأن العرب لا يعرفون هذه اللغات ..!!

- ولكننا لم نجد أن أحد ممن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قد قالوا بهذه الهرطقة والسفسطة التي تقولون بها الآن .. وهم كانوا أهل هذه اللغة ودارسيها لأن كتبهم المقدسة كانت مكتوبة بها ..!!

- فثبت بذلك أيضا مدى كذبكم في أن القرآن له تفسير من اللغات الآرامية أو غيرها ..!!

5- لو كان ما تزعمون هو صواب .. فأنتم تتهمون الله (وحاشاه سبحانه وتعالى) .. بأنه كذب على العرب حينما قال لهم: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) يوسف2 .. !! (وحاشاه سبحانه وتعالى).

- لأنه حينئذ لن يعقلوا ما قاله القرآن لهم لأنهم لا يعرفوا الهيروغليفية ولا الآرمية .. حتى يفسروا هذه الألفاظ ..!!

- فكيف يطالبهم الله بالإيمان بما هو غير مفهوم .. خاصة وأنهم أمة أمية .. فهل كانوا سيبحثون أولا في أصل اللغة الآرمية (السريانية) أو الهيروغليفية .. وذلك حتى يجدوا تفسيرا للقرآن ليؤمنوا به ..!!

6- لو كان ما تزعمه هو حق .. فأنتم تتهمون الله مرة أخرى (وحاشاه سبحانه وتعالى) .. بأنه كذب على النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال له : (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) الدخان58 .. !!

- والنبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم آرامية ولا هيروغليفية .. فكيف يكون أنزله بلسانه حينئذ ؟!!

7- لو كان يمكن تفسير القرآن من اللغات الآرمية أوالهيروغليفية أو غيره من اللغات ..  لكان هذا إثبات لكلام الكفار في أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تعلم القرآن من أعجمي ..!!

- وهذا محض كذب وضلال وقد رده القرآن .. (لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) النحل103 .

* وخلاصة ما سبق ..

- انتبهوا من هؤلاء الذين يتلاعبون بكلام الله وفقا لما يمليه عليه شيطانهم .. ويستبيحون تفسير كلام الله بما لم يأذن به الله ولم يقل به جل جلاله ..!!

***************************

..:: الفصل الثالث ::..

:: الكلام على الحروف المقطعة في بدايات السور ::..

*********************

..:: س6: هل يوجد دليل على أن العرب كانت تتفاهم بالحروف العربية ؟ ::..

* قال الإمام الطاهر بن عاشور رحمه الله في تفسيره :

- الْعَرَبَ قَدْ تَتَكَلَّمُ بِالْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ بَدَلًا مِنْ كَلِمَاتٍ تَتَأَلَّفُ مِنْ تِلْكَ الْحُرُوفِ نَظْمًا وَنَثْرًا ..

1- مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ زُهَيْرٍ:

بِالْخَيْرِ خَيِّرَاتٌ وَإِنْ شَرٌّ فَا ... وَلَا أُرِيدُ الشَّرَّ إِلَّا أَنْ تَا

أَرَادَ وَإِنْ شَرٌّ فَشَرٍّ وَأَرَادَ إِلَّا أَنْ تَشَا، فَأَتَى بِحَرْفٍ مِنْ كُلِّ جُمْلَةٍ.

2- وَقَالَ الْآخَرُ (قُرْطُبِيٌّ) :

نَادَاهُمْ أَلَا الْجِمُوا أَلَا تَا ... قَالُوا جَمِيعًا كُلُّهُمْ أَلَا فَا

- أَرَادَ بِالْحَرْفِ الْأَوَّلِ أَلَا تَرْكَبُونَ، وَبِالثَّانِي أَلَا فَارْكَبُوا.

3- وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَامِلُ عُثْمَانَ يُخَاطِبُ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ:

قُلْتُ لَهَا قِفِي لَنَا قَالَتْ قَافْ ... لَا تَحْسِبَنِّي قَدْ نَسِيتُ الْإِيجَافْ

التحرير والتنوير ج1 ص209

- ومعنى بيت (نَادَاهُمْ أَلَا الْجِمُوا) : أنه قال لهم: ألجموا الخيول كي تركبوا وننطلق ، فقالوا له: نحن مستعدون .. فاركبوا.

- ومعنى (الإيجاف) : أي الإسراع ..

* قلت (خالد صاحب الرسالة):

- نفهم من الأبيات السابقة أن الكلام بالحروف عند العرب لم يكن غريبا ولا بعيدا من عقولهم .. ولذلك لم نجد أحد من العرب قد اعترض على هذه الحروف المقطعة في أوائل السور .. ولم يشكك فيها .. بل ولم يسأل عن معانيها .. لأنه يعلم أن هذه حروف لها دلالات عند قائلها .. كما كانوا هم لهم في حروفهم دلالات يفهمونها .. !! فانتبه لهذا الكلام جيدا ..

* وقد يصح لك أن تقول أن هذه الحروف ليس لها معنى من حيث كونها ألفاظ حروف .. !! ولكن لا يصح أن تقول: أن هذه الحروف لا معنى لها ..!! ليه ؟!!

* لوجود سببين :

1- نعلم أن تفسير كلام الله على وجه اليقين إلا الله .. وبالتالي لهذه الحروف دلالات عند الله .. ولذلك لا يصح ان نقول هذه حروف لا معنى لها .. وإلا يكون الله غير حكيم في قوله ويقول كلام فارغ ..!! وحاشاه جل جلاله .

2- هذه الحروف قد تكون لها دلالات ذات معنى .. كما ظهر ذلك من كلام العرب سابقا .. ولعل ذلك ما جعل البعض يشير إلى أن هذه الحروف قد تكون دلالة على معاني أسماء إلهية أو عطاءات ربانية أو فيوضات نورانية .. وقد يتذوق ذلك البعض منا .. والبعض الآخر لا يتذوقه .. لأن هذا رزق من الله .. ولكن الجميع يعقل ويفهم أن لهذه الحروف معاني دلالية تدل عليها . 

*****************************

..:: س7: هل هناك مجال للشك في الحروف القرآنية المقطعة في بدايات بعض السور ؟ ::..

- قلنا أنه لم يعترض على هذه الحروف ولم يثير شبهة عليها .. في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .. ولكن في عصرنا قد ظهر عصر الإلحاد .. والمشككين في القرآن .. ويقولون كيف تؤمن بما لا نفهم ولا نعقل ؟!!

- وقد شرحت لكم أن هذه الحروف هو أمر معتاد عند العرب ولم يكن محل اعتراض من أساسه على من نزل عليهم .. فكيف يعترض معترض وهو لا يفهم اللغة العربية ..؟!! أفلا تعقلون ؟!!

- ومن شروط الإيمان بالحروف هو أن تؤمن بأنها من كلام الله .. لأنها ليست بأحكام شرعية عليك أن تفهمها لتعمل بها .. بل أن العمل بها يكون من خلال الإيمان بها وقرائتها على أنها من كلام الله .. فهل أنت مؤمن بذلك ؟!!

*************************

..:: الفصل الرابع ::..

:: لمحات من حياتي - المراد من الحروف القرآنية ::

*******************

..:: لمحات من حياتي: خاطر يرشدني كيف أتعامل مع حروف القرآن ::..

(المراد من الحروف القرآنية)

* لمحات من حياتي:

- في فترة من حياتي وقت العزلة كان يجول في نفسي الرغبة في معرفة المراد من هذه الحروف .. إلتماسا من فضل الله .. عسى أن يجعلني أتذوق منها شيئا فيطعمني ويسقيني .. ولكن لم يأتيني مع كثرة التفكير فيه ..!!

* حتى جاء يوما بعد سنوات وهجم علي خاطر دون سابق تفكير .. كأنه يقول:

- بأن هذه الحروف أنت تقرأها وكأنك تتوسل بها إلى الله .. بكل ما فيها من دلالات لمعاني .. كأنك تقول:

" بحق ما أودعته فيها من معاني كمالية .. جمالية كانت أو جلالية .. فالجمالية تؤنسني بها الجلالية تؤيدني بها .."

* يعني إيه الكلام ده ؟

- مثلا في حرف "الحاء" .. كأنك تقول يارب .. ارزقني كرامة ما يحمله هذا الحرف عندك من معاني جمالية مثل الحب والحنان والحلم والحماية والرحمة منك .. وارزقني كرامة ما يحمله هذا الحرف عندك من معاني جلالية مثل : أن تكون لي حربا على أعدائي .. وحَكَما على من ظلمني ..   

* يعني كأنك تقول ببساطة:

- اللهم إني أسألك أن ترزقني ما في هذه الحروف من مدد وبركة وخير ورحمة وهداية ونور وإيمان .. يارب .. بقدر ما تحمله إلى معاني كمالية (جمالية كانت أو جلالية) .

- وخلاصة القول:

- لا داعي لأن تبحث إلى أن الألف يشير إلى كذا فقط أو أن اللام تشير إلى كذا فقط أو أن القاف يشير إلى كذا فقط أو غير ذلك من الحروف القرآنية لا توقفها على معنى واحد فقط .. لأن الله لم يريدك أن تبحث في خصوصية عطاء للحرف .. وإنما ترك لك الأمر مفتوح ليمدك من بركة الحروف (معانيها الجمالية والجلالية) .. أي يريدك أن تأخذ من كمال الحرف (جلالا وجمالا).. دون تخصيص لعطاء دون عطاء ..

- فاترك الأمر مفتوح لعطاء المعطي ليعطيك من جمال الحرف وجلاله بما يحمله من معاني كمالية ... لأن القرآن عطاءه كمالي أي يجمع بين الجمال والجلال .. فاترك المعطي يعطيك من واسع فضله .. والله ذو الفضل العظيم ..

- والله أعلم ..

- وكان هذا ختام الرسالة بتاريخ 12/3/2020 .. والحمد لله على ما أكرمني به من كتابة .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

****************************

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات ..  في كل زمان ومكان .. آمين يارب العالمين .

******************************

اللهم صل على سيدنا محمدالنبي الأمي وعلى آله وسلم

اللهم عفوك ورضاك

وأسألك القبول

ولا حول ولا قوة إلا بالله

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..