ج1: رسالة إرشاد السائل إلى حقيقة توصيف فيروس كورونا القاتل (عقاب أم ابتلاء مصحوب برحمة): من أين أتاكم العلم بأن فيرس كورونا هو غضب من الله وجزاء على أعمالنا السيئة - لماذا بعض النفوس في الدعوة إلى الله يحجبون جمال الله ويتكلمون فقط عن جلال الله - ماذا قال النبي عن الذي يصيبه ابتلاء - كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم ينظر للوباء وما هي توجيهاته - وماذا قال النبي عن جزاء الذي يصيبه الطاعون أو الوباء من المؤمنين - كيف تعامل الصحابة مع الوباء أو الطاعون - هل الوباء لعنة أو غضب من الله - لماذا تنكر أن يبتلي الله عباده بالخوف والموت - من هم الذين عملوا بالإيمان – والذين تجاهلوا الإيمان - والذين أذاعوا الخوف من الله ودعوا إليه - الوقاية من قدر الله - فلماذا لا نتبعها - ما هو الواجب من فقه المعاملات وقت نزول البلوى بالمجتمع - لا تعتدي على الله في أحكامه - ولا تجحد حديث الرسول - وإياك أن تتبع الهوى والجاهلين - هل يصح ترك المساجد وصلاة الجماعة خوفا على أروحنا وقت الوباء .

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة إرشاد السائل

إلى حقيقة توصيف فيروس كورونا القاتل

(عقاب أم ابتلاء مصحوب برحمة)

(الجزء الأول)

- من أين أتاكم العلم بأن فيروس كورونا هو غضب من الله على المؤمنين وجزاء على أعمالنا السيئة ؟ -

* فهرس:

- :: الفصل الأول :: كيف تعامل النبي وصحابته مع مرض الطاعون أوالوباء أوالفيروسات ؟ ::

1- س1: لماذا بعض النفوس في الدعوة إلى الله .. يحجبون جمال الله ويتكلمون فقط عن جلال الله ؟!!

2- س2: ماذا قال النبي عن الذي يصيبه ابتلاء ؟

3- س3: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم ينظر للوباء وما هي توجيهاته ؟ وماذا قال النبي عن جزاء الذي يصيبه الطاعون أو الوباء من المؤمنين ؟

4- س4: كيف تعامل الصحابة مع الوباء أو الطاعون ؟ 

5- س5: كيف تعامل عمر بن الخطاب مع قدر الله ؟ الوقاية هي من قدر الله - فلماذا لا نتبعها ؟

- :: الفصل الثاني :: كيف تعامل الناس مع مسألة الفيروس ؟ ::

6- س6: هل الوباء لعنة أو غضب من الله أم فيه رحمة للمؤمنين؟ (لا تعتدي على الله في أحكامه - وإياك أن تتبع الهوى والجاهلين)؟

7- أولا: لماذا تظن السوء بالله ؟!!

8- ثانيا: أنت لا تستطيع أن تجزم بشيء لا علم لك به .. فلماذا تحكم على الله وتتقول عليه بغير علم ؟!!

9- ثالثا: لماذا تنكر أن يبتلي الله عباده بالخوف والموت ؟!!

10- رابعا: لماذا تخيف المؤمنين وتنشر بينهم الأكاذيب وأنت تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول أن في إصابة الطاعون رحمة للمؤمنين ؟!!

11- س7: من هم الذين عملوا بالإيمان – والذين تجاهلوا الإيمان - والذين أذاعوا الخوف من الله ودعوا إليه ؟

12- س8: هل يصح ترك المساجد وصلاة الجماعة خوفا على أرواحنا وقت الوباء ؟

                               

:: الفصل الثالث :: ما هو واجبنا كمجتمع وقت البلاء ؟ ::

13- س9: ما هو واجبنا كمجتمع وقت نزول البلاء ؟ "من فقه المعاملات" .

****************************

..:: مقدمة ::..

- السلامة  عليكم ورحمة الله وبركاته ..

- في بعض سطور .. أريد مناقشة شيء مهم معكم .. قد سألني فيه البعض كثيرا عن حقيقة فيروس كورونا الذي ينتشر في عموم البلاد .. وكان ملخص سؤالهم يدور حول محور واحد أو سؤال واحد .. ما هو توصيف فيروس كرونا: هل هو عقاب أم ابتلاء ؟!!

- وقد وجدت الناس في تعاملهم مع فيرس كورونا .. على ثلاث طوائف .. أحببت مناقشة توجهات هذه النفوس معكم .. حتى أن بعض من يتكلم بأسلوب ديني منفِّر أو مضلل .. فإنه يتكلم بمحض ما يراه هو .. ويريد أن ينشره بين الناس كأنه دين .. وكأنه يستغلها فرصة ويظن أنه سيهدي الناس بذلك .. !! وما أفسد هذا التفكير وما أضله من رأي .. لأن الله يقول (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) القصص56.

- ثم نتكلم عن بعض فقه المعاملات وقت نزول البلوى بالمجتمع .. أو ما يجب على المجتمع أن يفعله مع عموم البلوى.

- واعلم أخي الحبيب حين قرائتك لهذه الرسالة:

1- أن صاحب الرسالة لم ينفي أن هذا الفيروس قد يكون نذير من الله .. وعلى كل إنسان أن يراجع نفسه ويفيق من حالة الغفلة .. يقول تعالى (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ . أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ) فصلت 53-54.

- ولكن انتبه: فرق أن تقول أنه نذير من الله وفيه رحمة بعباده ليراجعوا أنفسهم ويتراجعوا عن غفلتهم .. وبين أن تقول أنه عقاب وكأنك تلقيت وحي بيقين عن حكم الله ..!! فتكون تكلمت بما لي لك فيه علم ..!!

- ومن ناحية أخرى أنت تجاهلت أو لم تنتبه أنه يكون هذا الفيروس هو بشيرا من الله لأهل الإيمان .. لأنه يريهم عجائب قدرته في الوجود وأنه لا يغلبه غالب وأنه القاهر فوق عباده وأن كل شيء تحت قبضته وتصرفه .. يقول تعالى: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) الأنعام17-18.

2- أن هذا الفيروس قد يكون جند من جنود الله ليجعل من الخوف وسيلة لتحريك القلوب للعمل مع الله .. يقول تعالى (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا) الإسراء59 .

- ولكن انتبه: فرق بين أن يخبرنا الله أن يخيفنا ببعض الآيات .. وبين أن تخيف أنت الناس وتفزعهم وتصيبهم باضطراب نفسي تحت مسمى انك داعية وتفترض على الله أن فعله هو عقاب .. وكأنك جعلت لنفسك ما هو لله ..!!

- وانتبه أيضا: إلى أن هناك فرق كبير بين ما سبق وبين أن تكون مرشدا للإنسان لطريق الإيمان الصحيح في مثل هذه الحالات وما هي الرسائل الإيمانية المقصودة من الإبتلاء وكيف يتعاملون معها .. وكيف تثبت لهم مدى كرامة الله ورحمته في الإبتلاء .

3- وقد يكون هذا الفيروس فتنة لنا جميعا .. لأنه يكشف حقائق نفوسنا .. حيث يظهر من هو المؤمن الصادق من غيره .. !! يقول تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) محمد31.. ومعنى (نَبْلُو أخْبَارَكُمْ): أي نظهر ونكشف أحوالكم وحقائقكم من خلال أختباركم في الحياة .

4- هذه الرسالة الغرض منها نفهم الدين صح .. وننشره صح .. ونساعد بعضنا إيمانيا بطريقة صح ..!! وليس بمحض الهوى وكما نرى الأمور من وجهة نظرنا الضالة في حين لدينا كلام نبوي وفعل صحابة في المسألة .. فلماذا نخترع توجيه ديني من أنفسنا ..؟!!

5- تبقى أن تعلم شيئا مهم جدا .. وهو أن الذي يقتني مستلزمات الحياة الرئيسة بأكثر من احتياجه  اليومي أو الأسبوعي أو الشهري على أقصى تقدير كما هي عادة بعض الناس في الظروف العادية .. ثم يخالف عادته ويشتري ما يكفيه مخزونا لمدة أشهر طويلة وهو يظن أن ذلك يحميه .. أو كالتاجر الذي يستغل حاجة الناس ويرفع الأسعار طمعا في المزيد .. فمن يفعل مثل هذه الأفاعيل .. إنما هو إنسان في قلبه مرض بكل تأكيد .. وكأنه يريد أن يسلب الآخرين نعمة الحياة ليعيش هو فقط .. ولكن حقيقته هو أنه إنسان ميت ولا يحتاج للموت ليقضي عليه .. لأن أنانيته قد أثبتت على نفسه صفة إبليسية التي أثبتها إبليس لنفسه حين قال: (أنا خير منه) ..!! فهذه نفس مريضة بمرض إبليسي عليها أن تفيق من هذا المرض الإبليسي .. قبل أن يأتيها الموت ..!!

- ولا تنسى إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول: (أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً ، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا .. و لأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا ، و مَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ ، و مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ ، و لَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ ، و مَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ ، [ و إِنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ ، كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ ]) رواه الطبراني وبن أبي الشيخ .. وذكره الألباني في الصحيحة.

- وأذكركم ونفسي بقوله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ . وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ . الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) العنكبوت57.

- اللهم اجعلني من الرجال الذين صدقوا وعملوا الصالحات وصبروا وعلى ربهم يتوكلون .. بل وكل من أحب الله ورسوله وأحسن إلى المؤمنين قدر استطاعته .. وأحسن يارب يا مولاي إلى من يحبني في الله إحسانا يليق بك منك إليه .. آمين يارب العالمين .

  

- ودائما اسألك التوفيق إلى ما تحب وترضى .. آمين يارب العالمين .. وأشهد أنه لا حول ولا قوة إلا بالله .. 

- كتبها الراجي عفو ربه ..
- خالد أبوعوف.

 ****************************

..:: الفصل الأول ::..

:: كيف تعامل النبي وصحابته مع مرض الطاعون أو الوباء أو الفيروسات ؟ ::

************************

..:: س1: لماذا بعض النفوس في الدعوة إلى الله .. يحجبون جمال الله ويتكلمون فقط عن جلال الله ؟ ::..

- بعض النفوس تتبع أسلوب خاطيء في الدعوة إلى الله وكأنها تجد متعة نفسية من خلال تخويف المؤمنين وترويعهم من الله ..!! وليس بدعوتهم إلى حب الله والأمان بمعيته ..!! وهذا هو سبب منهجيتهم في توجيه الناس إلى عبادة الله على حرف الخوف أو حرف الجلال دون حرف الرجاء أو الجمال ..!!

- وغالبا هؤلاء معروفين بمنهجهم المُنفِّر في الدين .. !! وتجدهم دائما لا يجعلونك تعبد الله إلا على أنه منتقم شديد العقاب فقط ..!! وكأنهم يعبدون الله على حرف ..!! وإلا كانوا جمعوا بين الجمال والجلال ؟!! والأغرب أنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ..!! فلا تكن منهم يا أخي المؤمن الحبيب ولا تتبع هذا المنهج .. وإلا تكون ممن يعبد الله على حرف الجلال .. فيحرم الله قلبك من رحمة الجمال فتصبح أعمى عن جماله .. أي يصبح في قلبك جفاء .. ولا تشم حينئذ رائحة الرحمة الربانية في قلبك .. !!

**************************

..:: س2: ماذا قال النبي عن الذي يصيبه ابتلاء ؟ ::..

- أخي الحبيب .. لا تكن من أصحاب هذا الفكر السابق المضلل للحقائق الدينية .. ولكن أريدك أن تتعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم الآتي :

1- يقول صلى الله عليه وسلم: ( من يرد الله به خيراً يصب منه ) صحيح البخاري .

* شرح الحديث من موقع الدرر السنية:

- في هذا الحَديثِ بُشرَى عظيمةٌ لكلِّ مؤمن وتعزيةٌ له فيما أصابه؛ فقد قال صلَّى الله عليه وسلَّم: - ((مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا، يُصِبْ مِنْهُ)) ، وقوله: يُصب، قُرئ بوجهينِ: بفَتْحِ الصَّاد "يُصَب"، وكَسرِها "يُصِب"، وكلاهما صحيحٌ..

- أمَّا (يُصِب منه)، فالمعنى: أنَّ الله يُقدِّر عليه المصائبَ حتَّى يَبتليَه بها: أيصبِر أم يضجَر؟

- وأمَّا (يُصَب منه)، فهي أعمُّ؛ أي: يُصابُ من الله ومن غيره، وإنَّما كانتِ الإصابة خيرًا؛ لِما فيها من اللُّجوء إلى المَولى، ولِما فيها مِن تكفيرِ السيِّئات أو تحصيلِ الحَسنات، أو هما جميعًا.

2- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى ، مَرَضٌ فَمَا سِوَاهُ ، إِلَّا حَطَّ اللَّهُ لَهُ سَيِّئَاتِهِ ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا) صحيح البخاري.

3- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إذا أرادَ اللهُ بعبدِهِ الخَيرَ عجَّلَ لَهُ العقوبةَ في الدُّنْيا، وإذا أرادَ بعبدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عليهِ بذنبِهِ حتَّى يُوَافِيَهُ بِهِ يومَ القيامةِ) صحيح الترمذي

4- يقول النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (إنَّ عِظَمَ الجزاءِ مَعَ عِظَمِ البلاءِ، وإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ إذا أحبَّ قومًا ابتلاهُمْ، فمَنْ رَضِيَ فلَهُ الرِّضا، ومَنْ سَخِطَ فلَهُ السُّخْطُ) صحيح الترمذي .

5- وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة، فما يبلغها بعمل، فلا يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها) رواه أبو يعلى وبن حبان .. وذكره الألباني في الصحيحة بأنه صحيح لشواهده .. وذكره في صحيح الجامع بأنه حسن .. وذكره الأرنؤوط في تخريج بن حبان : بأنه حسن.

*****************************

..:: س3: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم ينظر للوباء وما هي توجيهاته ؟ وماذا قال عن الذي يصيبه الطاعون أو الوباء من المؤمنين ؟ ::..

1- عَنْ السيدة عائشَةَ رضي اللَّهُ عنها قالت: (أنَّهَا سَأَلَتْ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الطَّاعُونِ، فأخْبَرَهَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّه كانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ علَى مَن يَشَاءُ، فَجَعَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، فليسَ مِن عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ .. فَيَمْكُثُ في بَلَدِهِ صَابِرًا .. يَعْلَمُ أنَّه لَنْ يُصِيبَهُ إلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ له .. إلَّا كانَ له مِثْلُ أجْرِ الشَّهِيدِ) صحيح البخاري .

- تأمل قول النبي (كانَ عَذَابًا) - (فَجَعَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ): أي أنه ليس عذابا للمؤمنين .. أي ليس عقاب !! بل رحمه للمؤمنين وأجر كريم .. 

- فلماذا لا نحترم كلام النبي صلى الله عليه وسلم ونلتزم به ؟!!

- وتأمل قوله (فَيَمْكُثُ في بَلَدِهِ صَابِرًا): وهو البقاء في المكان الذي فيه ولا يفر منه حتى ولو سليم .. فلعل انتقلت إليه العدوى ولكنها غير ظاهره الآن .. ولكنه مصاب بها .. فلو رحل لمكان آخر وظهرت عليه العدوى .. بعد ذلك فسيكون في ذلك نشر للعدوى .. ولذلك قال (فَيَمْكُثُ في بَلَدِهِ صَابِرًا) .. أي صبرا على ابتلاء الله الذي أحاط به وبغيره .. وهذه أعلى درجات الأمان لباقي المؤمنين الذين خارج هذا الطاعون ..!!

2- وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الفارُّ مِنَ الطاعونِ كالفارِّ مِنَ الزَّحْفِ ، والصابِرُ فيهِ كالصابِرِ في الزَّحْفِ) رواه أحمد .. وذكره السيوطي في الجامع الصغير بأنه صحيح ..، وذكره الألباني في صحيح الجامع ..، وقال الارنؤوط: حسن لغيره .

- معنى (الزحف): أي الجهاد في سبيل الله .

- وفي الحديث لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الطاعون يحدث نتيجة لعنة أو غضب من الله ..!!

- فرجاء يا اخي المؤمن .. لا تصدق جماعة الناس الذين جعلوا من أنفسهم علماء بحكمة الله من فعله في الوجود .. وافتروا على الله ونسبوا له حكما بأنه غضب إلهي .. وذلك بغير علم ولا هدى ولا اتباع لتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم .. بل مخالفة صريحة لكلام النبي صلى الله عليه وسلم .. بل ومخالفة وجحود لكلام الله تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) البقرة155 ..!!

- وتأمل في هذا الحديث السابق .. أنه وضع قانون الحجر الصحي .. حفاظا على صحة باقي المؤمنين .. مع وضع قانون إيماني بأنه سيكون شهيدا لو مات صابرا ولم يفر من مكانه الذي أصابه الطاعون .

3- قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إذا سمعتم به (أي الوباء) بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه) صحيح البخاري .

- وفي هذا الحديث .. التنفير من الدخول إلى أرض بها وباء .. لأن في ذلك قتل للنفس أو إهلاكها أو إتلافها .. وكذلك لا خروج من مكان الوباء لأن في ذلك قد يترتب عليه أذى وضرر للناس في كل مكان تصل إليه ..

- وهذا الحديث فيه إرشاد وإقرار وتوجيه من النبي صلى الله عليه وسلم على أن الوقاية هي من قدر الله .. كما أن الإصابة من قدر الله .. وعلى المؤمن أن يحترم قدر الله الذي هيئه له ..

- كما أن الحديث يشير إلى الحجر الصحي المعمول به الآن ..!!

    

4- قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (الطَّاعُونُ شَهادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ) صحيح البخاري.

- فهل قال النبي أن الطاعون أو الوباء أو الفيروسات هي لعنة أو غضب أو عقاب ؟!!

- فلماذا يتجرأ البعض على الله ورسوله ويخالفونهما ..!! بل ويظنون بالله سوء الظن .. ويجعلون من هذا الوباء هو عقاب إلهي ..!!

 5- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الشَّهادةُ سَبْعٌ سِوى القَتلِ في سَبيلِ اللهِ: المَطْعونُ شَهيدٌ، والغَرِقُ شَهيدٌ، وصاحِبُ ذاتِ الجَنبِ شَهيدٌ، والمَبْطونُ شَهيدٌ، وصاحِبُ الحَريقِ شَهيدٌ، والذي يَموتُ تَحتَ الهَدْمِ شَهيدٌ، والمَرْأةُ تَموتُ بِجُمْعٍ شَهيدةٌ) رواه أحمد .. وقال الارنؤوط: صحيح .

- وفي رواية: (المَبْطُونُ شَهِيدٌ، والمَطْعُونُ شَهِيدٌ) صحيح البخاري.

- ومعنى (الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله): أي أن أجر الشهادة يأخذه من يصاب بإحدى الإصابات السبع التي ذكرها الحديث .. بخلاف المجاهد المقتول في سبيل الله .. فيصبح المجموع ثمانية .. وهذه هي تفاصيل السبع حالات ..

* الشرح من موقع الدرر السنية:

1- (المَطْعونُ شَهيدٌ): وهو الذي مات بالطاعونِ.

2- (والغَرِقُ شَهيدٌ): وهو الَّذي يموتُ غَريقًا.

3- (وصاحبُ ذاتِ الجَنبِ شَهيدٌ): وهو المريضُ بذاتِ الجَنبِ: وهو الْتِهابُ غِلافِ الرِّئةِ، ويُسبِّبُ سُعالًا وحُمَّى ووجَعًا في الجَنبِ يَظهَرُ عندَ التَّنفُّسِ.

4- (والمَبْطونُ شَهيدٌ): وهو مَن أُصيبَ وابتُليَ بمَرضٍ وداءٍ من أمراضِ البَطنِ.

5- (وصاحبُ الحَريقِ شَهيدٌ): وهو الذي يَموتُ مَحْروقًا.

6- (والذي يَموتُ تحتَ الهَدمِ شَهيدٌ): وهو الذي وقَعَ عليه الهَدمُ أو الجِدارُ فمات منه.

7- (والمَرأةُ تموتُ بجُمْعٍ شَهيدةٌ): والمُرادُ بها الحاملُ فيكونُ الحملُ سَببًا لموتِها.

* فالمطعون شهيد .. الذي يصيبه الطاعون .. أي الوباء .. اي الفيروسات .. فلماذا نكذب على الناس ونعتدي على الله في أحكامه .. ونقول هو عقاب من الله ؟!!

- والشهادة في هذه الأحاديث – والله أعلم - .. ليس المقصد منها المساواة بدرجة المجاهد في سبيل الله .. وإنما المقصد منها علو درجة ومكانة من يصاب بهذا الألم والمرض تعويضا له عما أصابة وتكفيرا لخطاياه ومحوا لذنوبه .. فضلا من الله ورحمة .. وهذا العطاء خاص بأهل الإيمان ..

**************************

..:: س4: كيف تعامل الصحابة مع الوباء أو الطاعون ؟ ::..

- أما عن فعل الصحابة في تعاملهم مع الطاعون .. فنجد ذلك فيما رواه البخاري عن عبد الله بن عباس حيث قال رضي الله عنه:

- (أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، خَرَجَ إلى الشَّأْمِ (ليتفقد فيها أحوال الرعية) ، حتَّى إذَا كانَ بسَرْغَ (قرية بوادي تبوك قريبة من الشام) .. لَقِيَهُ أُمَرَاءُ الأجْنَادِ، أبُوعُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ وأَصْحَابُهُ، فأخْبَرُوهُ أنَّ الوَبَاءَ (أي الطاعون) قدْ وقَعَ بأَرْضِ الشَّأْمِ) من صحيح البخاري.

- وبعد مشورة مع المهاجرين والانصار وغيرهم .. توصل إلى قرار بالرجوع وعدم المواصلة إلى مكان الطاعون أو الوباء .. !!

- ثم جاءه عبد الرحمن بن عوف (وكان غائبا عن مجالس المشورة) .. وأخبره أنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا سمعتم به (أي الوباء) بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه) صحيح البخاري  ..

- والذي يقرأ القصة .. يرى أنه لم يحكم أحد من الصحابة على هذا الوباء بأنه لعنة أو غضب من الله .. بل هو من قدر الله ..

- ولا يخفى أن عددا من الصحابة مات في هذا الطاعون ..!!

- وفي هذا الحديث دلالة على الحجر الصحي ومنع الخروج من البلد أو الدخول إليها .. حتى ينتهي امر هذا الوباء ..

- ومن هذا الحديث تعلم أن جماعة الناس الذين يروجون وينشرون الخوف من فيروس كورونا على أنه غضب من الله .. ما هو إلا محض تضليل منهم ومخالفة صريحة لتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته ..!! لأنه لا دليل لهم ولا برهان صادق على وصفهم فعل الله بأنه غضب أو لعنة ..!! بل كلامهم هو محض ظن وتوهم ورغبة منهم في تخويف المؤمنين من الله على أنه عقاب من الله لهم .. وهذا محض كذب منهم كما أوضحنا من كلام النبي ..

- بل وأن فعل هؤلاء الناس ليس تقريب وتحبيب المؤمنين من الله .. لأنهم نفوس عميت عن الحق والرحمة والفقه الديني ..!!

***********************

 ..:: س5: كيف تعامل عمر بن الخطاب مع قدر الله ؟ ::..

الوقاية هي من قدر الله - فلماذا لا نتبعها ؟

- في القصة السابقة حدث جزء مهم جدا يدل على فقه عمر بن الخطاب ورجاحة عقله الإيماني وتفوقه على أبي عبيد بن الجراح في فهمه للإيمان بالقدر .. كيف ذلك ؟!!

- تخبرنا القصة أن أهل الرأي الراجح عند عمر قالوا له: (نَرَى أَنْ تَرْجِعَ بِالنَّاسِ، وَلا تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ، فَنَادَى عُمَرُ فِى النَّاسِ: إِنِّى مُصَبِّحٌ عَلَى ظَهْرٍ، فَأَصْبِحُوا عَلَيْهِ، قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ: أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللَّهِ، فَقَالَ عُمَرُ: لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ إِبِلٌ هَبَطَتْ وَادِيًا لَهُ عُدْوَتَانِ: إِحْدَاهُمَا خَصِبَةٌ وَالأخْرَى جَدْبَةٌ، أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الْخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ، وَإِنْ رَعَيْتَ الْجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ ..

- قَالَ (أي عبد الله بن عباس راوي القصة): فَجَاءَ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ - وكانَ مُتَغَيِّبًا في بَعْضِ حَاجَتِهِ - فَقَالَ: إنَّ عِندِي في هذا عِلْمًا، سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: (إذَا سَمِعْتُمْ به بأَرْضٍ فلا تَقْدَمُوا عليه، وإذَا وقَعَ بأَرْضٍ وأَنْتُمْ بهَا فلا تَخْرُجُوا فِرَارًا منه) .. قَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ عُمَرُ ثُمَّ انْصَرَفَ) صحيح البخاري.

* وشرح الحديث من موقع الدرر السنية:

- فَنادَى عُمرُ فِي النَّاسِ: إنِّي مُصْبِحٌ، أي: مُسافِرٌ في الصَّباحِ، راكِبًا على ظَهْرٍ، أي: على ظَهرِ الرَّاحِلةِ، راجِعًا إلى المَدينةِ؛ فأَصْبِحوا عليه، أي: راكِبينَ مُتأهِّبينَ للرُّجوعِ على ظَهرِ رَواحِلِهمْ. فقال أبو عُبَيْدةَ بنُ الجَرَّاحِ لِعُمرَ رَضِيَ الله عنهما: (أفِرَارًا من قَدَرِ الله؟!) فقال له عُمرُ: لو غَيْرُكَ قالها يا أبا عُبَيْدةَ، أي: لو أنَّ غَيرَكَ مِمَّن لا فَهْمَ له قال ذلك لعزَّرْتُه وَوَبَّخْتُه، ثُمَّ أكْملَ: نَعمْ؛ نَفِرُّ من قَدَرِ الله إلى قَدرِ الله ..!

- (أرأيْتَ)، أي: أخبِرني لو كان لكَ إبِلٌ هَبطتْ وادِيًا له عُدْوَتانِ، أي: ناحِيَتانِ وحَافَتانِ؛ إحْداهُما خَصِبَةٌ والأُخْرى جَدْبَةٌ، أليسَ إنْ رَعَيْتَ الخَصِبةَ رَعَيْتَها بقَدَرِ الله، وإنْ رَعَيْتَ الجَدْبَةَ رَعَيْتَها بقَدَرِ الله؟

- فجاء عَبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوْفٍ وكان مُتغيِّبًا في بَعضِ حاجَتِهِ لم يَشهدْ مَعهم المُشاوَرةَ المُذكورةَ، فقال: إنَّ عِندي في هذا الَّذي اخْتلفْتُم فيه عِلْمًا؛ سمعتُ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: (إذا سَمِعْتُم بهِ)، أي: بالطَّاعونِ بأرضٍ فَلا تَقْدَمُوا عليه؛ لِيَكونَ أسْكَنَ لأنْفُسِكُم، وأقْطعَ لِوَساوِسِ الشَّيْطانِ؛ وإذا وَقعَ بأرضٍ وأنتم بها فلا تَخْرُجوا فِرَارًا منه؛ لِئَلَّا يَكونَ مُعارَضَةً للقَدَرِ؛ وحتَّى لا يَنْتَشِرَ الوَباءُ خارِجَ المَكانِ الذي بَدأ فيه، فَحَمِدَ عُمرُ اللهَ تَعالى على مُوافَقَةِ اجْتِهادِهِ واجْتِهادِ مُعْظَمِ الصَّحابةِ حَدِيثَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثُمَّ انْصَرفَ راجِعًا إلى المَدينةِ.

- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- في الحديث دلالة على أنه على الإنسان أن ياخذ حذره ويتقي المكاره قبل وقوعها .. ويتجنب ما يخيف ويتوقع حدوثه .. وأن هذا من الأسباب القدرية .. ولا حرج في ذلك ..!!

2- وأنه لا مانع من حجب الناس عن التجمعات التي يغلب الظن فيها انتقال العدوى .. وقاية للمسلم .. حتى لو كان هذا التجمع هو المسجد .. لأنة مظنة انتشار للمرض لو اجتمع الناس ..!!

3- فلماذا الناس لا يحترمون دينهم .. ثم يتجرأون بنشر أهواء نفسية ويفسدون في الدين .. ويسببون اضطراب نفسي للمؤمنين ..؟!! أهذه هي الدعوة إلى الله ؟!! أم هم يعتدون بالكذب في دين الله ؟!!

*************************

..:: الفصل الثاني ::..

:: كيف تعامل الناس مع مسألة الفيروس ::

************************

..:: س6: هل الوباء لعنة أو غضب من الله أم فيه رحمة للمؤمنين؟ ::..

 (لا تعتدي على الله في أحكامه - وإياك أن تتبع الهوى والجاهلين)

- أولا: لماذا تظن السوء بالله ؟!!

- في علاقتنا ببعض أن لا نظن السوء .. فقال: (إيَّاكُمْ والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكْذَبُ الحَديثِ) صحيح البخاري .. فلماذا أنت تظن السوء بالله ولا تحسن الظن بالله ؟!!

- ثانيا: أنت لا تستطيع أن تجزم بشيء لا علم لك به .. فلماذا تحكم على الله وتتقول عليه بغير علم ؟!!

- كيف تنسب لله حكم لا سبيل لك إلى معرفته إلا بوحي ؟!! .. يقول تعالى محذرا: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) الإسراء36.

* شرح الآية نقلا عن أيسر التفاسير:

- معنى(لاَ تَقْفُ) : لاَ تَتْبَعْ.

- ومعنى الآية: يَنْهَى اللهُ تَعَالَى العِبَادَ عَنِ القَوْلِ بِلاَ عِلْمٍ، وَبُدُونِ تَثَبُّتٍ، فَعَلَى المُؤْمِنِ أَنْ يَمْتَنِعَ عَنِ الحَدِيثِ فِي أَمْرٍ عَلَى الظَّنِّ وَالشُّبْهَةِ وَالتَّوَهُّمِ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ: لاَ تَشْهَدْ إِلاَّ بِمَا رَأَتْ عَيْنَاكَ، وَسَمِعَتُهُ أُذُنَاكَ، وَوَعَاهُ قَلْبُكَ.

- وَفِي الحَدِيثِ: (إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ) . وَيَقُولُ تَعَالَى لِلعِبَادِ إِنَّهُ سَيَسْأَلُهُمْ عَنْ أَسْمَاعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأَفْئِدَتِهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَعَمَّا اجْتَرَحَتْهُ كُلُّ جَارِحَةٍ مِنْ هَذِهِ الجَوَارِحِ. (أيسر التفاسير لأسعد حومد ص2066)

- وبالتالي من يحكم على فعل الله بأنه كذا أو كذا .. فقد تكلم بما ليس له فيه علم .. فيحذر عذاب الله أم أنه في مناعة من عذاب الله ؟!!

- ثالثا: لماذا تنكر أن يبتلي الله عباده بالخوف والموت ؟!!

- وكأنك تنكر قوله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) البقرة155-156.

- المعنى من أيسر التفاسير:

- يُخْبِرُ اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنينَ بِأَنَّهُ سَيَبْلُوهُمْ وَيَخْتَبِرُهُمْ بِقَليلٍ (بِشَيءٍ) مِنْ الخَوْفِ والجُوعِ، وَبِذَهَابِ بَعْضِ المَالِ، وَبِمَوتِ بَعْضِ الأَصْحَابِ وَالأَقَارِبِ وَالأَحْبَابِ، وَبِنَقْصِ غِلاَلِ المَزَارِعِ. . . فَمَنْ صَبَرَ عَلَى قَضَاءِ اللهِ وَحُكْمِهِ أَثَابَهُ، وَمَنْ قَنَطَ وَلَجَّ أَحَلَّ بِهِ عِقَابَهُ.

- وَيُبَشِّرُ اللهُ الصَّابِرِينَ بِحُسْنِ العَاقِبَةِ فِي أُمُورِهِمْ..

- أّمَّا الصَّابِرُونَ الذِينَ خَصَّهُمُ اللهُ بِالبُشْرَى فَهُمُ الذِينَ يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ الخَيْرَ وَالشَّرَّ مِنَ اللهِ، وَإِذَا نَزَلَتْ بِهِمْ مُصِيبَةٌ صَبَرُوا، وَتَمَسَّكُوا بِقَولِهِمْ: إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِليهِ رَاجِعُونَ، أَيْ إِنَّهُم عَبيدُ اللهِ وَمُلْكُهُ، وَإِنَّهُمْ رَاجِعُونَ إِليهِ فِي الدَّارِ الآخِرَةِ. وَفي الحَدِيثِ: " مَنِ استَرجَعَ عِنْدَ المُصِيبَةِ جَبَرَ اللهُ مُصِيبَتَهُ، وَأَحْسَنَ عَاقِبَتَهُ، وَجَعَلَ لَهُ خَلَفاً صَالِحاً يَرْضَاهُ " (أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) . (أيسر التفاسير أسعد حومد ص162-163)

- رابعا: لماذا تخيف المؤمنين وتنشر بينهم الأكاذيب وأنت تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول أن في إصابة الطاعون رحمة للمؤمنين ؟!!

- كما جاء في الحديث عَنْ السيدة عائشَةَ رضي اللَّهُ عنها قالت: (أنَّهَا سَأَلَتْ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الطَّاعُونِ، فأخْبَرَهَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّه كانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ علَى مَن يَشَاءُ، فَجَعَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، فليسَ مِن عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ .. فَيَمْكُثُ في بَلَدِهِ صَابِرًا .. يَعْلَمُ أنَّه لَنْ يُصِيبَهُ إلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ له .. إلَّا كانَ له مِثْلُ أجْرِ الشَّهِيدِ) صحيح البخاري .

- فلماذا يحلو للبعض أن يتكلم بمحض الهوى ويجعل من نفسه عالم دين ويتكلم بما فيه مخالفة صريحة لكلام النبي صلى الله عليه وسلم .. ويخترع أحكام إلهية افتراءا على الله وعلى النبي صلى الله عليه وسلم .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في وباء الطاعون أنه رحمة للمؤمنين .. وله أجر شهيد إن صبر عليه ..!!

- وحتى لو افترضنا أنه لم يكن طاعون .. بل مجرد مرض عادي بأي فيروس أصاب المؤمن في باطنه وصبر عليه وكان سببا في موته .. فإن له اجر شهيد .. كما جاء في الحديث (المبطون شهيد) .!!

- فلماذا البعض لا ينشرون رحمة الله بين المؤمنين ليطمئنوهم ..!! وينشرون ما هو مخالف للدين ويعلوه الكذب ..!! إلا لو كان في نفوس هؤلاء الكاذبين أمورا لا نعلمها ويريدون أن يؤذوا بها المؤمنين ..!!

- ولكن الله سيجازيهم عليها بكل تأكيد .. جزاء ما ينشرونه من فزع وتخويف للمؤمنين ..!!

- أخي المؤمن .. يتبين لك مما سبق .. أن من يقول بالغضب الإلهي أو يقوم بتخويف المؤمنين .. فإنما هو إنسان جاهل ومضلل ومخالف لكلام الله وكلام الرسول .. فلا تصدقه ولكن صدق كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم .

***********************

..:: س7: من هم الذين عملوا بالإيمان – والذين تجاهلوا الإيمان - والذين أذاعوا الخوف من الله ودعوا إليه ؟ ::..  

- وجدت الناس ثلاث طوائف في تعاملهم مع مشكلة الفيروس ..

1- الطائفة الأولى (الذين عملوا بالإيمان ):

- البعض فزع إلى الله بالدعاء ولم يمنعهم ذلك من الإحتراز الوقائي .. وهؤلاء هم الصادقين حقا .. لأنهم احترموا قدر الله وسلموا له الأمر .. وأخذوا بالأسباب الإيمانية مع الوقائية .. ومن أهم الأسباب الإيمانية هي الدعاء إلى الله والتسليم له جل جلاله .. ولا يهمهم إن كان هذا الفيروس بلاء أو بلواء .. ففي كلا الأمرين يجب الدعاء عبودية لله .. لقوله تعالى (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ) النمل62.

2- الطائفة الثانية (الذين تجاهلوا الإيمان) :

- البعض فزع إلى الصيدليات بحثا عن طرق وقاية خوفا من المرض .. ولكنهم تجاهلوا الإيمان واعتمدوا على ما يشترون من أدوات .. دون عمل مع الله بالإنتباه لهذا الأمر لعله يكون آية من الله لينتبهوا ..!!

- وإنما انشغلوا بان هذا الفيروس هل مصدره أمريكا أم الصين .. وهل هو تجارة ام حرب اقتصادية .. او غير ذلك مما لا نفع من وراءه ..!!

- تعليق على فعل هذه الطائفة:

- وكأن الموت يأتي من خلال الفيروس وليس بأجل مكتوب من الله ولو كانوا في صحة تامة وعافية .. !! وكأن هذا الفيروس على افتراض أنه صناعة أحد من الدول .. !! ولكن نقول: هل هذا الفيروس انتشر بغير إذن من الله ؟!! أفلا تبصرون ؟!!

- فطالما انتشر بإذن من الله .. فله فيه حكمة .. !!

3- الطائفة الثالثة (والذين أذاعوا الخوف من الله ودعوا إليه) جماعة المنفرون من الله :

- وهم الذين قد استغلوا فتنة الفيروس في الترويج لعقاب الله .. ونشر الخوف بين المؤمنين وترويعهم بالله .. فعملوا على إذاعة أسلوب التخويف من عقاب الله .. حتى أعمتهم أنفسهم وتجاهلوا عن أن الله رحيم ..!! وأرسلوا رسائل على الواتساب والفيسبوك تفيد بذلك ..!! مما ترتب على ذلك نشر حالة من الإضطراب النفسي لبعض المؤمنين .. !!

- وذلك لأنهم أرادوا من المؤمنين أن يعبدوا الله على حرف واحد فقط .. وهو أن يروا الله منتقم فقط .. وهذا فساد في التوجيه الإيماني لأنه توجيه يفسد قلب المؤمن ويسبب له قبض ..!!

- تعليق على هذه الطائفة:

1- كأنهم بأفعالهم .. يشهدون على أنفسهم بأنهم ليسوا دعاة إلى الله .. !! لأنهم لو دعوا إلى الله .. لكان بالحكمة والموعظة الحسنة والبصيرة في الدين .. ولجمعوا بين الجلال الإلهي والجمال الإلهي في الدعوة إلى الله .. كما ذكرنا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم السابق ذكرها وقت الإبتلاء .. ووقت الوباء .. !!

- إلا أنهم ارتضوا ما تهواه أنفسهم فقط وليس ما يقول به الدين ..!! بل وأحسب أن هؤلاء لا ترتاح ضمائرهم إلا حينما ينشروا الخوف من الله ويذيعوا به بين المؤمنين ..!! وكأن الله منتقم فقط ..!! ولا يعلمون أنهم بذلك أنهم عبدوا الله على حرف ..!! لأنهم لم يقولوا الحق عن الله فيذكروا الله بجماله كما ذكروه بجلاله ..!! فبئس المنهج منهجهم ..!!

2- ويقال لهم من أين لكم العلم أن هذا الفيروس هو عقاب من الله ؟ ما اجرأكم على الله ؟!! ألكم بذلك وحي ؟!! أم مجرد ظن ؟!! وإن كان مجرد ظن وتوهم نفسي فلماذا جزمتم بأن هذا عقاب من الله ؟ ألكم بذلك علم من الله أم على الله تفترون بما ليس لكم فيه علم ؟!!

3- فرق أن تقول أن هذا الفيروس فيه إنذار من الله .. فهذا خبر عن الله وله اصل في القرآن .. وفرق بين أن تقول أنه عقاب .. فأنت بذلك أثبت حكم لله .. فمن أين لك بهذا الحكم الإلهي .. ؟!! ومن أنت لتحكم على العباد بحكم غيبي لا يعلمه إلا الله ؟!! فتكون تكلمت بما ليس لك فيه علم ..!! وكأنك تلقيت وحي بيقين عن حكم الله ..!!

- ويكفيك قوله تعالى: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) الإسراء36..

- وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وجهنا في علاقتنا ببعض أن لا نظن السوء .. فقال: (إيَّاكُمْ والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكْذَبُ الحَديثِ) صحيح البخاري .. فلماذا أنت تظن السوء بالله ولا تحسن الظن بالله .. وتنشر بين الناس ما ليس لك به علم ..؟!!

4- من قال أن الإبتلاء بالمرض أو الطاعون هو لعنة وغضب من الله ؟!! فهل كل الأمراض التي حولنا هي من عقاب الله لنا ؟!! ..

5- أما أغرب الأشياء التي يروج لها هذه الجماعة المنفرة .. وهو أن تجد رسالة على الواتس تأتيك بأن غلق المساجد (كوقاية للمسلم) .. هو نوع من الغضب الإلهي .. وإشارة إلى أنه يريد أن يستبدلنا بقوم آخرين .. !!

- وكأن الله يكون موجودا بسمعه وعلمه في المساجد فقط ..!! وما عدا ذلك .. فلا يسمع ولا يعلم ..!!

- أهذه هي عقيدة هؤلاء .. ؟! فلو كانت كذلك .. فما أفسدها من عقيدة في ظنهم السوء عن الله ..!!

6- يزعم أهل هذه الطائفة التي تذيع الخوف بين المؤمنين .. بأنها تتبع الرسول وبأنها بفعلها هذا تنذر الناس من عذاب الله .. !!

- ولو كان الامر كذلك .. فلماذا تخيف مسلما حتى ولو قلت له أنه إنذار من الله .. ثم تتجاهل عمدا بشارتهم من الله ؟!! وكأنك تعبد الله على وجه إيماني فقط ..!!

- ألم يكن النبي صلى الله عليه وسلم بشيرا ونذيرا ؟!! أليس الله كما هو منتقم فهو غفور رحيم ؟!! فلماذا لم تتبع النبي ؟!! أم أنك تريد أن تنتصر لله كما أنت تهوى وترغب وليس كما أرشدك الله ورسوله ؟!!

- فلماذا لم تذيع للمؤمنين التبشير كما جعلت من نفسك نذير ..!! أم أن أسلوب الترويع محبب إلى قلبك حتى نزع الله الرحمة منه فأنساك أن تبشر برحمة الله ؟!! أم أنك تستمتع بتخويف الناس وترويعهم من الله ؟!! أم أنك تعبد إله منتقم ليس من صفاته أنه رحيم حتى أصبحت أعمى القلب ..؟!!

- لا تنسى أنه جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يحِلُّ لرجلٍ أن يروِّعَ مسلمًا) صحيح أبي داوود .

7- ويا أخي المنفَّر .. هل في وقت النكبات .. تأتي البشارات أم تأتي الإنذارات ؟!! ليه بتعبد الله على حرف الجلال ؟ وتكتم عن المؤمنين حرف الجمال ؟ فأين رحمات الله في منهجك ..!! أم أنك منزوع الرحمة الإيمانية ؟!!

****************************

..:: س8: هل يصح ترك المساجد وصلاة الجماعة خوفا على أرواحنا وقت الوباء ؟ ::..

* جائني سؤال جميل يستفسر فيه صاحبه قائلا :

- ماذا لو طالت مدة هذا الفيروس .. والمؤمنين منقطعين عن شعائر الله ومتخوفين لسلامة أرواحهم .. فهل بذلك يكونوا صبروا على البلاء وعلموا أنه لن يصيبهم الا ماكتب الله لهم في حين هم منقطعون عن بيته ولا يستجيبون لنداء الصلاة في الجماعة .. كيف ذلك ؟!! مع أن الصلاة تتم جماعة حتى ولو في حالة الحرب  .. !! ثم كيف نفهم منع الصلاة في المساجد من ولاة الأمر مع قوله تعالى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا) البقرة114.؟

- الجواب ببساطة يا أخي الحبيب:

1- هل إلقاء النفس في التهلكة هو مطلب شرعي ؟!! بكل تأكيد ..لا .. فوقاية الناس من الهلاك هو مطلب شرعي أخي الحبيب .. لقوله تعالى (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) البقرة195 .. وهذه التهلكة تشمل ما يفسد عليك حياتك سواء دينيا أو دنيويا ..!!

2- هل قتل النفس هو من الشريعة .. ؟ بكل تاكيد .. لا .. يقول تعالى (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا . وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا) النساء29-30 .. فكيف تذهب لمكان فيه مظنة الهلاك لنفسك ولغيرك ؟!! وكأنك تعصي الله عمدا وتتعمد العدوان على غيرك .. وتظلمه باذيتك له لعلمك أن هناك عدوى تنتقل مع التجمعات القريبة ..!!

3- هل مخالفة ولي الأمر (الحاكم) من الشريعة ..؟ بكل تأكيد .. لا .. طالما ما يفعله فيه محافظه على الإنسان المسلم .. يقول تعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) النساء59 .. فعصيانك لما يأمر به ولي الأمر وهو صاحب المصلحة لك .. هو عصيان لله .. لأنه لم يأمر بما فيه مخالفة للشريعة .. وإنما حفاظا على صحتك وصحة أهل بيتك ومجتمعك .. وإلا هلك المجتمع .. !!

- ولا ننسى أن الحاكم أو الأمير أو الإمام أو القائد أو ولي الأمر .. هو مسئول عن رعيته أمام الله .. حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم (كُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ في أهْلِهِ رَاعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ في بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وهي مَسْئُولَةٌ عن رَعِيَّتِهَا، والخَادِمُ في مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ) صحيح البخاري.

- ولذلك في قصة سيدنا عمر وقت انتشار الوباء بالشام .. ولذلك كان قرار سيدنا عمر بالرجوع بالمؤمنين خوفا عليهم من الهلاك لأنه مسئول عنهم أمام الله .. وكانت هذه الوقاية هي أيضا من قدر الله .. لأنها من أسباب الله التي أعطاها لنا لنحتمي بها .. وهذا هو أصل التوكل الذي أخذ بالأسباب ظاهريا .. مع التفويض قلبيا لله رب العالمين وقت الأخذ بالأسباب لأنه القادر على تيسيرها وفق حكمته .. مع الرضا بما يجري به القدر أثناء ذلك ..

4- فضلا عما سبق يا أخي الحبيب .. فالمؤمنون لم يمتنعوا عن المساجد عمدا وجحودا للصلاة .. وإنما لضرورة المحافظة على الصحة .. وهذا يدخل تحت قوله تعالى (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) البقرة173 .. وكما تعلم أن الضرورات تبيح المحظورات .. ولكن هذه الضرورة تقدر بقدرها .. وما نحن فيه هو ضرورة للحفاظ على الصحة .. وإلا هلك المسلمون ..!! فانتبه .

5- أما عن ذكرك على أن الصلاة تتم جماعة في كل الأحوال .. حتى في حالة الجهاد .. فهذا خلط واضح وتفسير خطأ للأمور .. لأنك خلطت حالة الجهاد بحال الوباء .. ففي حال الجهاد كانوا بصحة وعافية ولم يكن هناك حرب بدأت .. وإنما حالة حذر ومراقبة .. !!

- ولكن يا أخي ما نتكلم عنه هو حالة وباء سيقضي على المسلمين .. وفعل صلاة الجماعة في هذا التوقيت .. هو نوع من إلقاء النفوس إلى التهلكة عمدا وفيه أذية للمسلمين .. وهذا عصيان لله عمدا واعتداء على أخيك المسلم .. لأنك تعلم أنك قد تؤذيه بفعلك هذا .. وكان معك رخصة باجتناب ذلك ولكنك عصيت الأمر .. !!

- فضلا عن أنه في حالة الخوف .. يصح لك عدم الخروج لصلاة الجماعة لظروف قد يترتب عليها أذية لك كالمطر الجارف أو عواصف مؤذية أو أحد يتربص بك أو غير ذلك مثل هذا الفيروس الذي ينتشر مع التجمعات .. وذلك يمكنك الصلاة منفردا في بيتك.

- فانتبه أخي الحبيب .. ولا تخلط المسائل ببعضها البعض .. ولا تصدق ما يقوله أصحاب الفتن على الإنترنت .. فإنه لا يقول بهذا الكلام إلا من يريد قتل المسلمين وإبادتهم .. وليس الحفاظ عليهم .. ولذلك يحرضون الناس على ولاة الأمر ..!! فانتبه ولا تكن من هؤلاء حتى لا تسقط في فتنتهم ..!!

 

6- أما عن استفسارك عن قوله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا) البقرة114 .. فهو خلط للأمور ببعضها .. لأن ما فعله ولي الأمر ليس منع لذكر الله ولا منع للصلاة ولا سعي في خرابها ..!! وإنما هو لضرورة مؤقته ثم يعود الأمر لطبيعته مرة أخرى .. فلا يصح أن نتهم ولي الأمر بهذا الإتهام الشنيع والباطل .. لن في ذلك تحريض على الفتنة .. ويقول تعالى (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ) البقرة191 .. فلا تكون سببا في التحريض على الفتنة .. فيحدث ما لا يحمد عقباه .. فتحمل من إثم ما يترتب على هذه الفتنة بسبب تحريضك عليها.

- فانتبه أخي الحبيب .. ولا تتبع ما يتم الترويج له على بعض مواقع الإنترنت من بعض المحرضين على الفتنة .. حتى لا تسقط معهم في الفتنة ..!!

- هذا والله أعلم .

***********************

..:: الفصل الثالث ::..

:: ما هو واجبنا كمجتمع وقت البلاء ؟ ::.. 

************************

..:: س9: ما هو واجبنا كمجتمع وقت نزول البلاء ؟ ::..

"من فقه المعاملات"

1- لا تذيع الأخبار إلا بعد التحقق من مصادرها (ولي الأمر):

- اعلم رحمك الله أن من الأمور المذمومة عند الله أن تنشر معلومات وتشيعها بين الناس وتذيعها سواء لنشر الأمن أو الخوف دون أخذها من مصادرها الحقيقية .. فهذا امر مذموم عند الله .. يقول تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) النساء83.

- والمعنى من أيسر التفاسير:

- (أَذَاعُوا بِهِ) : أَفْشَوْهُ وَأَشَاعُوهُ.

- (يَسْتَنْبِطُونَهُ) : يَسْتَخْرِجُونَ تَدْبِيرَهُ أَو عِلْمَهُ.

- في هذه الآية: يُنْكِرُ اللهُ تَعَالَى عَلى مَنْ يُبَادِرُ إلى الأُمُورِ قَبْلَ أنْ يَتَحَقَقُ مِنْهَا، فَيُخْبِرُ بِهَا وَيُفْشِيهَا، وَيَنْشُرُهَا، وَقَدْ لاَ يَكُونُ لَهَا أَسَاسٌ مِنَ الصِّحَّةِ، وَيَكُونُ مِنْ شَأْنِهَا أنْ تُحْدِثَ البَلْبَلَةَ فِي الجَمَاعَةِ، وَقَدْ تَكُونُ صَحِيْحَةٌ وَلَكِنْ يَكُونُ فِي إفْشَائِهَا وَالإِعْلاَنِ عَنْهَا مَضَرَّةٌ بِالأمَّةِ، يُفِيدُ مِنْهَا أعْدَاؤُها.

- وَقِيلَ إنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ يَوْمَ أشِيعَ أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَلَّقَ زَوْجَاتِهِ فَجَاءَهُ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، وَرَأى النَّاسَ فِي المَسْجِدِ يَتَحَدَّثُونَ عَنْ طَلاقِ رَسُولِ اللهِ أَزْوَاجَهُ، فَاسْتَأْذَنَ عُمَرُ عَلَيهِ، فَسَألَهُ إنْ كَانَ طَلَّقَ نِسَاءَهُ، فَقَالَ: لاَ. فَخَرَجَ عُمَرُ وَقَالَ للنَّاسِ إنَّ الرَّسُولَ لَمْ يُطَلِّقْ نِسَاءَهُ.

- وَقِيلَ أَيْضاً: إِنَّهَا نَزَلَتْ يَوْمَ الأَحْزَابِ إذِ اشْتَدَّ الأَمْرُ بِالمُسْلِمِينَ، وَجَاءَ مَنْ يُخْبِرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِأَنَّ يَهُودَ بَنِي قُرَيْظَةَ نَقَضُوا عَهْدَهُمْ مَعَ المُسْلِمِينَ، فَأَرْسَلَ الرَّسُولُ إِلَيْهِمْ نَفَراً مِنْ أَصْحَابِهِ يَسْتَكْشِفُونَ خَبَرَ بَنِي قُرَيْظَةَ، وَقاَلَ لَهُمْ إنْ وَجَدْتُمُ الخَبَرَ صَحِيحاً فَالْحنُوا إِلَينَا بِإِشَارَةٍ لِكَيْلاَ يَفُتّ ذَلِكَ فِي عَضُدِ المُسْلِمِينَ، وَيَزِيدَ فِي اضْطِرَابِهِمْ، فَعَادَ الوَفْدُ وَأخْبَرَ النَّبِيَّ بِنَقْضِهِمُ العَهْدَ، وَانْتَشَرَ خَبَرُ نَقْضِ بَنِي قُرَيْظَةَ العَهْدَ، وَانْضِمَامِهِمْ إلى الكُفَّارِ، وَتَنَاقَلَهُ المُسْلِمُونَ فَزَادَ ذَلِكَ فِي اضْطِرابِهِمْ.

- والمعنى: لَوْ أنَّ هَؤُلاءِ رَدُّوا مَا سَمِعُوا إلى الرَّسُولِ، وَإلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، الذِينَ يَسْتَطِيعُونَ تَقْدِيرَ الأمُورِ، وَمَعْرِفَةَ مَا يَجُوزُ نَشْرُهُ وَإذَاعُتُهُ، وَمَا لاَ يَجُوزُ، لَقَدَّرُوهُ، وَلَرأوا إنْ كَانَ يَحْسُنُ نَشْرُهُ وَإذَاعَتُهُ أوْ لا.

- وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ وَرَحْمَتِهِ بِكُمْ - إذْ هَدَاكُمْ إلى طَاعَتِهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ ظَاهِراً وَبَاطِناً، وَرَدَّ الأُمُورَ العَامَّةَ إلى الرَّسُولِ، وَإلَى أُوْلِي الأَمْرِ - لاَتَّبَعْتُمْ وَسْوَسَةَ الشَّيْطَانِ، كَمَا اتَّبَعَتْها تِلَكَ الطَّائِفَةُ مِنَ المُنَافِقِينَ، التِي تَقُولُ لِلرَّسُولِ: طَاعَةٌ! ثُمَّ تُبَيِّتُ فِعْلَ غَيْرِ مَا قَالَتْ، وَالتِي تُذْيعُ أَمْرَ الأَمْنِ وَالخَوْفِ، وَتُفْسِدُ سِيَاسَةَ الأُمَّةِ، وَلأخَذْتُمْ بِآرَاءِ المُنَافِقِينَ، فِيمَا تَأْتُونَ، وَفِيمَا تَذَرُونَ، وَلَمَا اهْتَدى إلى الصَّوَابِ مِنْكُمْ إلاَّ قَلِيلُونَ. (أيسر التفاسير لأسعد حومد ص576 .. مع بعض التصرف)

2- الدعاء والتوجة إلى الله ..

- لقوله تعالى: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) النمل62..، وذلك لحقيقة إيمانية أوضحها تعالى فقال:(وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) الانعام17.

3- التعريف بالإيمان في هذه الأوقات والتشجيع عليه ..

- هذا هو وقت مناسب جدا لتعريف الناس بحكمة الإبتلاء وتشجيعهم على الصبر وبيان ثمرة من يصبر على الإبتلاء .. يقول تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ .أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) البقرة155-157.

4- توضيح حكمة الإبتلاء ..

- حيث أن الإبتلاء يأتي لحكمة .. وهي بأنه اختبار من الله لتنكشف فيه حقائق أنفسنا الإيمانية .. يقول تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) محمد31..

- معنى (نَبْلُو أخْبَارَكُمْ): نُظْهِرُهَا وَنَكْشِفُها .

5- تثبت المؤمنين على الإيمان وقت المحنة ..

- من خلال عدم السخط على قضاء الله .. وتعريف الناس ببعض المحن التي قابلت النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته .. وامتدت لثلاث سنوات حتى ذاقوا الجوع .. كما حدث في حصار المؤمنين في السنة السابعة من البعثة النبوية .. وطردوهم خارج مكة في الشعاب مدة ثلاث سنوات ..

- وهذا الطرد من المساكن والحصار الإقتصادي والجوع وفقد الحاجة وضيق الحال .. بكل تأكيد لم يكن نوعا من العقاب الإلهي ؟!! ولمدة ثلاث سنوات ؟!! وإنما اختبار للإيمان لبيان صدق إيمانهم مع الله .

- ونحن لسنا أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

6- توجيه الناس أن الوباء والمرض من قدر الله وليس لغضب من الله .. كما شرحنا في قصة سيدنا عمر .. وما أثبتناه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم في كرامة الإبتلاء للمؤمن ..

7- توجيه الناس إلى البشرى لمن مات مطعونا بالوباء .. فهو له أجر شهيد .. كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم .. وأن ذلك ليس غضب من الله ولا لعنة ..!!

8- مساعدة الناس ومعونة من يحتاج والتيسير عليه ..

- يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (من نفَّسَ عن مسلمٍ كُربةً مِن كُربِ الدُّنيا نفَّسَ اللَّهُ عنهُ كربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ ، ومن يسَّرَ على مُعسرٍ في الدُّنيا يسَّرَ اللَّهُ عليهِ في الدُّنيا والآخرةِ ، ومن سَترَ على مُسلمٍ في الدُّنيا سترَ اللَّهُ علَيهِ في الدُّنيا والآخرةِ ، واللَّهُ في عونِ العَبدِ ، ما كانَ العَبدُ في عونِ أخيهِ) صحيح الترمذي.

9- أن يكون نافعا للناس ولا يعيش أناني يرى نفسه فقط .. ويجتهد أن يفعل أحب الأعمال إلى الله في علاقته بالمجتمع .. كما يقول صلى الله عليه وسلم: (أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً ، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا .. و لأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا ، و مَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ ، و مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ ، و لَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ ، و مَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ) رواه بن أبي الدنيا في قضاء الحوائج .. وذكره الألباني في السلسلة الصحيحة بإسناد حسن من طريق بن أبي الدنيا .. أما طريق رواية الطبراني فهي ضعيفة جدا لوجود (سكين بن سراج) وهو ضعيف جدا .. والبعض ضعف الحديث بكل طرقه حتى من طريق بن أبي الدنيا لأن به (بكر بن خنيس) وعلماء الجرح على أن (بكر بن خنيس) ضعيف .. ولكن الألباني تعلق بقول الحافظ بن حجر عنه حيث قال : صدوق له أغلاط .. ولذلك الألباني حسن الحديث من حكم الحافظ بن حجر .. ولكن باقي علماء الجرح والتعديل كأبي حاتم على تضعيفه .. والله أعلم .

 **************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب هذه الموضوعات والرسائل العلمية.