ج13: رسالة النفحات في مفهوم الحديث النبوي عن نسيان حفظ القرآن والتغني بالآيات - هل صحيح أن مؤمني الجن يصلون مع من يصلي بالليل ويقرأون بقرائته أو يستمعون له ؟ (قصص من أحوال الجن المؤمن مع الصالحين) - هل هناك حضور ملائكي حينما يقرأ المؤمن القرآن سواء في الصلاة أو خارج الصلاة ؟ وكيف يحدث التوافق المشار إليه من قول النبي (مَن وافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ المَلَائِكَةِ) - قد تتساءل .. كيف يحدث التوافق المشار إليه من قول النبي (مَن وافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ المَلَائِكَةِ) - كيف نفهم مسألة أن الملك يضع فمه على فم القاريء - ما الحكمة من وضع فم الملك على فم القاريء ؟ ما هي الإشارة في قول النبي في قوله (حَتَّى يَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيهِ فَلَا يَقْرَأُ آيَةً إِلَّا كَانَتْ فِي جَوْفِ الْمَلَكِ) - هل يجوز التوسل بالقرآن كلام الله ؟ وما هي كيفية التوسل - انتبه: سيأتيك الشيطان الملعون ليفسد عليك حالك ويقول لك هذا ليس فعل النبي صلى الله عليه وسلم وهذه بدعة فكيف تفعل ما تفعله - هل يجوز الاستشفاء بالقرآن.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة النفحات

في مفهوم الحديث النبوي

عن نسيان حفظ القرآن والتغني بالآيات

(مع التعريف بأهل القرآن وبعض من خسروا أجر عبادتهم عند الله)

(الجزء الثالث عشر)

* فهرس:

:: الفصل الثالث عشر:: مسائل متفرقة عن قراءة القرآن ج2 ::

1- س66: هل صحيح أن مؤمني الجن يصلون مع من يصلي بالليل ويقرأون بقرائته أو يستمعون له ؟ (قصص من أحوال الجن المؤمن مع الصالحين) .

2- س67: هل هناك حضور ملائكي حينما يقرأ المؤمن القرآن سواء في الصلاة أو خارج الصلاة ؟ وكيف يحدث التوافق المشار إليه من قول النبي (مَن وافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ المَلَائِكَةِ) ؟

3- س68: قد تتساءل .. كيف يحدث التوافق المشار إليه من قول النبي (مَن وافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ المَلَائِكَةِ) ؟

4- س69: كيف نفهم مسألة أن الملك يضع فمه على فم القاريء ؟

5- س70: ما الحكمة من وضع فم الملك على فم القاريء ؟ ما هي الإشارة في قول النبي في قوله (حَتَّى يَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيهِ فَلَا يَقْرَأُ آيَةً إِلَّا كَانَتْ فِي جَوْفِ الْمَلَكِ) ؟

6- س71: هل يجوز التوسل بالقرآن كلام الله ؟ وما هي كيفية التوسل؟ انتبه: سيأتيك الشيطان الملعون ليفسد عليك حالك ويقول لك .. هذا ليس فعل النبي صلى الله عليه وسلم وهذه بدعة .. فكيف تفعل ما تفعله ؟!!"

7- س72: هل يجوز الاستشفاء بالقرآن ؟

*****************

..:: الفصل الثالث عشر ::..

:: مسائل متفرقة عن قراءة القرآن ج2 ::

******************

..:: س66: هل صحيح أن مؤمني الجن يصلون مع من يصلي بالليل ويقرأون بقرائته أو يستمعون له ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة):

- رُوي عن معاذ بنِ جبلٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من صلى منكم من الليلِ فليَجْهَرْ بقراءتِه؛ فإنَّ الملائكةَ تصلي بصلاتِه، وتَستَمع لقراءته، وإن مؤمني الجن الذين يكونون في الهواء، وجيرانَه في مسكنه، يصلُّون بصلاته، ويستمعون قراءتَه، وإنه يطرُدُ بقراءتِه عن دارِه وعن الدُّورِ التي حَوله فُسَّاقَ الجن، ومَرَدَةَ الشياطين، وإن البيتَ الذي يُقرأُ فيه القرآن عليه خَيْمةٌ من نور، يهتدي بها أهلُ السماءِ، كما يُهتدى بالكوكب الدُّرِّيَّ في لُجَجِ البحار، وفي الأَرض القَفْرِ ..) رواه البزار .. وقال البزار: وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا اللَّفْظِ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَلَمْ يَسْمَعْ خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ مِنْ مُعَاذٍ ..، ذكره الألباني في ضعيف الترغيب والسسلة الضعيفة: بأنه حديث موضوع ..

- الحديث السابق وإن كان غير صحيح .. ولكن لا يمتنع أن يكون هناك حضور من مؤمني الجن أثناء قرائتك للقرآن .. ودليل ذلك قوله تعالى (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ) الأحقاف29.

- وتأمل قوله تعالى (صرفنا): أي ألهمناهم بأن يتوجهوا إليك ليستمعوا القرآن .. وليس كما يقول جماعة الضلالية بأن القرآن يستحضر الجن .. لا .. وإنما إرادة الله هي التي وجهت الجن ناحية النبي وهو يقرأ القرآن ليستمعوا للقرآن ..!!

- ومن قصص الصالحين مع عالم الجن الصالح :

1- عن سَري السقطي - رحمه الله – يحكي عن قصة حدثت معه وهو صبي صغير ولم يكن قد بلغ بعد .. فيقول:

- بَدَوْتُ يوماً من الأيام وأنا حَدَث (أي صغير لم أبلغ الحلم) ، فطاب وقتي وجُنّ علي الليل وأنا بفناء جبل لا أنيس به ..

- فناداني منادٍ من جوف الجبل : لا تدور القلوب في الغيوب حتى تذوب النفوس من مخافة فَوْت المحبوب ..

- قال: فتعجبت ، وقلت: جِنى يناديني أم إنسي؟!؛ قال: بل جني مؤمن بالله عز وجل ومعي إخواني؛ قال: قلت: فهل عندهم ما عندك؟!، قال: نعم وزيادة ؛ قال:

- فناداني الثاني منهم: لا تذهب من البدن الفتْرة إلا بدوَام الغُربة ؛ قال: فقلت في نفسي : ما أبْلَغَ كلامهم ..

- فناداني الثالث منهم: مَن أنِسَ به في الظلام لا يبقى له اهْتمام .. 

- قال: فصعقت (أي أغمى عليَّ)! .. فما أفقتُ إلاّ برائحة الطيب وإذا نرْجسة على صدري ، فشممتها فأفقت ..

- فقلتُ: وصية يرحمكم الله جميعاً ؟!.

- فقالوا جميعاً: " أبى الله أن تحيا به إلاّ قلوب المتقين ، فمن طَمِعَ في غير ذلك فقد طمع في غير مطمع ، ومَن تبع طبيباً مريضاً دامتْ عِلّته "

- وَوَدّعوني ومَضوْا ..

- وقد أتى عليّ حِينٌ ولا أزال أرى بركة كلامهم موجودة في خاطري ..

صفوة الصفوة ج4 ص446

- الإمام السري السقطي: كان إماما في القرن الثالث الهجري في بغداد وكان خال الإمام الجنيد وأستاذه .. وجميعهم من أهل التصوف العدول الثقة .

* من أقوال السري : مَن قام على طاعة الله بغير علاقة ، سقاه الله شَربةً من عين محبته .

2- عن محمد بن عبد العزيز بن سلمان العابد .. قال : كان أبي إذا قام من الليل ليتهجد سمعت في الدار جلبة شديدة واستسقاء للماء الكثير . قال فنرى أن الجن كانوا يستيقظون للتهجد فيصلون معه .

صفوة الصفوة ج2 ص224

* ملحوظة : كلمة "نرى": بمعنى "نعلم" وليس معناها أنهم يرون الجن بأعينهم .. أي أنهم يستشعرون بتواجدهم يصلون معه ..

- وعبد العزيز بن سليمان .. كان عابدا من عباد البصرة الصحيح حالهم مع الله .. من رجال القرن الثالث الهجري .. وكانت رابعة تسميه سيد العابدين.

- وجاء في كتاب صفوة الصفوة السابق ذكره .. عن أحمد بن أبي الحواري قال: أنبأنا عبد العزيز بن عمير قال: قيل لعبد العزيز: ما بقي مما تلذ به؟ قال: سرداب أخلو به فيه..!!

- ومعنى قوله (سرداب أخلو به فيه): أي لم يبقى لي لذة إلا مناجاة الله وعبادته في سرداب تحت الأرض ادخله منعزلا فيه لعبادة ربي والأنس به حتى يأذن لي بقبضي إليه ..

3- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ ، ثنا الْقَوَارِيرِيُّ ، ثنا أَبُو عِمْرَانَ التَّمَّارُ .. قَالَ : غَدَوْتُ يَوْمًا قَبْلَ الْفَجْرِ إِلَى مَسْجِدِ الْحَفَرِيِّ (عند الْمُقْرِئُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْحَفَرِيُّ) .. فَإِذَا بَابُ الْمَسْجِدِ مُغْلَقٌ وَإِذَا حَسَنٌ جَالِسٌ يَدْعُو وَإِذَا ضَجَّةٌ فِي الْمَسْجِدِ وَجَمَاعَةٌ يُؤَمِّنُونَ عَلَى دُعَائِهِ ، وَالْحَسَنُ يَدْعُو قَالَ : فَجَلَسْتُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ دُعَائِهِ فَقَامَ فَأَذَّنَ وَفَتَحَ بَابَ الْمَسْجِدِ فَدَخَلْتُ فَلَمْ أَرَ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا فَلَمَّا أَصْبَحَ وَتَفَرَّقَ عَنْهُ النَّاسُ قُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، إِنِّي وَاللَّهِ رَأَيْتُ عَجَبًا قَالَ : وَمَا رَأَيْتَ ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي رَأَيْتُ وَسَمِعْتَ ، فَقَالَ : أُولَئِكَ جِنٌّ مِنْ أَهْلِ نَصِيبِينَ يَجِيئُونَ فَيَشْهَدُونَ مَعِي خَتْمَ الْقُرْآنِ كُلَّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ ) .

حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ج10 ص 139 .. بتصرف قليل .

- قال الإمام بن حبان رحمه الله في كتاب المجروحين: ص216: -وكان الحسن بن أبي جعفر من المتعبدين المجابين الدعوة في الأوقات، ولكنه ممن غفل عن صناعته الحديث وحفظه، واشتغل بالعبادة عنها، فإذا حدث وهم فيما يروي، ويقلب الأسانيد وهو لا يعلم، حتى صار ممن لا يحتج به، وإن كان فاضلا.

- تعليق من (خالد صاحب الرسالة):

1- الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْحَفَرِيُّ من رجال القرن الثاني الهجري .. وقوله (جن نصيبين) ليس المقصود بهم من آمنوا في عهد الرسول .. لأن نصيبين منطقة وليس اسم جن .. ولذلك هو يقصد أنهم جن من أهل هذه المنطقة .. وبالتأكيد هم من أخبروه بذلك ..!!

2- ستجد رجال الحديث يعيبون في الحسن .. ولكن العيب فيه من حيث روايته للأحاديث وليس من حيث كونه مجتهدا ومقريء وعبدا صالحا فاضلا .. لأنه لم يكن على علم بصناعة الحديث وعلمه .. واقرأ ما قاله الإمام بن حبان عنه سابقا .. فانتبه حتى لا يختلط عليك الأمر في الحكم على عباد الله ..!!

* خلاصة ما سبق:

1- أنه كان هناك من الصالحين من يحضر معهم الجن لسماع القرآن ويقيمون معهم الليل في الصلاة .. وهذا لم يمنعه أحد من الفقهاء لأنه ليس فيه استحضار ولا استمتاع .. وإنما الذي يجمعهم هو ذكر الله والقرآن والصلاة ..!!

2- وحينما تقرأ لهذه القصص وتسمع ما يحدث حاليا .. ستجد الفارق بين رقي الماضي وانحراف الحاضر .. حيث كان الجن في الماضي يتواصلون بالإنس ليأنسوا جميعا بالله .. ولكن اليوم يستحضرون الجن ليستمتعوا به ويستمتع الجن بهم .. منتهى الإهانة والإنحطاط النفسي ..!!

*********************

..:: س67: هل هناك حضور ملائكي حينما يقرأ المؤمن القرآن سواء في الصلاة أو خارج الصلاة ؟ ::..

:: كيف يحدث التوافق المشار إليه من قول النبي (مَن وافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ المَلَائِكَةِ) ؟ ::

* قلت (خالد صاحب الرسالة):

- يحدث حضور ملائكي لمن يقرأ القرآن سواء في الصلاة أو خارج الصلاة .. بل ويحدث ما هو أكثر من ذلك .. وهو أنك تكون في معية الله .. وإليك الدليل:

- أولا: معية الله مع قاريء القرآن خصوصا والذاكر لله عموما ..

- اعلم أن الله وصف القرآن بأنه ذكر فقال: (وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ) الأنبياء50.

- وقال النبي في الحديث القدسي: (إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يقولُ : أَنا مَعَ عبدي إذا هوَ ذَكَرَني وتحرَّكت بي شفتاهُ) صحيح بن ماجه.

- وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: (يقولُ اللَّهُ تَعالَى: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي) صحيح البخاري.

- يبقى افرح وأبشر يا قاريء القرآن ويا ذاكر الله بأي ذكر لله .. بأنك في معية الله أي عنايته ورعايته وحفظه وفضله والتأييد بملائكته .. بل وبما لا يخطر على بالنا من معية الله التي هو يحيط بها علما ولا نعلمها .. سبحانه جل جلاله .

- ثانيا: الملائكة تحضر مع قاريء القرآن وتتنزل عليه بالسكينة في أي زمان ومكان ..

1- عن أسيد بن خضير: (بيْنَما هو يَقْرَأُ مِنَ اللَّيْلِ سُورَةَ البَقَرَةِ، وفَرَسُهُ مَرْبُوطَةٌ عِنْدَهُ، إذْ جالَتِ الفَرَسُ فَسَكَتَ فَسَكَتَتْ، فَقَرَأَ فَجالَتِ الفَرَسُ، فَسَكَتَ وسَكَتَتِ الفَرَسُ، ثُمَّ قَرَأَ فَجالَتِ الفَرَسُ فانْصَرَفَ، وكانَ ابنُهُ يَحْيَى قَرِيبًا مِنْها، فأشْفَقَ أنْ تُصِيبَهُ فَلَمَّا اجْتَرَّهُ رَفَعَ رَأْسَهُ إلى السَّماءِ، حتَّى ما يَراها، فَلَمَّا أصْبَحَ حَدَّثَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: اقْرَأْ يا ابْنَ حُضَيْرٍ، اقْرَأْ يا ابْنَ حُضَيْرٍ، قالَ: فأشْفَقْتُ يا رَسولَ اللَّهِ أنْ تَطَأَ يَحْيَى، وكانَ مِنْها قَرِيبًا، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فانْصَرَفْتُ إلَيْهِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي إلى السَّماءِ، فإذا مِثْلُ الظُّلَّةِ فيها أمْثالُ المَصابِيحِ، فَخَرَجَتْ حتَّى لا أراها، قالَ: وتَدْرِي ما ذاكَ؟، قالَ: لا، قالَ: تِلكَ المَلائِكَةُ دَنَتْ لِصَوْتِكَ، ولو قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ النَّاسُ إلَيْها، لا تَتَوارَى منهمْ) صحيح البخاري.. وقد رواه البخاري معلقا محذوفا بداية اسناده وابتدأه بالليث .. وَهَذَا التَّعْلِيق وَصله أَبُو نعيم الْحَافِظ، قَالَ: حَدثنَا أَبُو بكر بن خَلاد حَدثنَا أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن ملْحَان، حَدثنَا يحيى بن بكير، حَدثنَا اللَّيْث بن سعد حَدثنِي يزِيد بن الْهَاد.

- من جميل فعل الصحابي .. أنه لم يلتفت إلى ما شاهده بالرغم من ظهور أنوار أمامه .. ولكنه ذهب للنبي صلى الله عليه وسلم ليستعلم عن الأمر .. ويتحقق مما حدث معه ورآه ..!!

- ولا يخفى على عاقل .. أن قراءة الصحابي للسورة لم تكن لرؤية أنوار أو معرفة أسرار وإنما عبادة لله رب العالمين .. فانتبه حتى لا يخدعك ضلالية استحضار الروحانيات بالقرآن ..!!

2- عن البراء بن عازب قال: (كانَ رجُلٌ يَقْرَأُ سورَة الكَهْفِ وَإِلَى جانِبِهِ حِصانٌ مَرْبُوطٌ بِشَطَنَيْن، فَتَغَشَّتْهُ سَحَابَةٌ، فَجَعَلَتْ تَدْنُو وتَدنُو، وجَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفرُ. فلَمَّا أصْبَحَ أَتَى النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لهُ فَقَالَ: تلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ بالقُرْآن) صحيح البخاري.

- معنى (شطنين) : مربوط بحبلين .

- ثالثا: عند قراءة القرآن في الصلاة منفردا في بيتك او في المسجد أو أي مكان ..

- وفي الحديث عن علي بن أبي طالب قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ العبدَ إذا تَسَوَّكَ ثُمَّ قامَ يصلِّي ، قامَ المَلَكُ خلفَهُ ، فيستمعَ لقراءَتِه ، فَيَدْنُو مِنْهُ أوْ كَلِمَةً نَحْوَها حتى يَضَعَ فَاهُ على فيهِ ، فما يخرجُ من فيهِ شيءٌ مِنَ القرآنِ إلَّا صارَ في جَوْفِ المَلَكِ ، فَطَهِّرُوا أَفْوَاهَكُمْ لِلْقُرْآنِ) رواه البزار .. وذكره الألباني في صحيح الترغيب .. وقال في الصحيحة: إسناده جيد ورجاله رجال البخاري .

 - وفي رواية عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أُمِرْنَا بِالسِّوَاكِ .. فَقَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَامَ يُصَلِّي أَتَاهُ الْمَلَكُ فَقَامَ خَلْفَهُ، فَيَسْمَعُ الْقُرْآنَ وَيَدْنُو فَلَا يَزَالُ يَسْتَمِعُ وَيَدْنُو حَتَّى يَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيهِ فَلَا يَقْرَأُ آيَةً إِلَّا كَانَتْ فِي جَوْفِ الْمَلَكِ)  رواه البيهقي في شعب الإيمان والسنن الكبرى .. وذكره الألباني في الصحيحة .. وصححه لشواهده .

- وفي رواية عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَسْتَكْ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَرَأَ فِي صَلَاةٍ وَضَعَ مَلَكٌ فَاهُ عَلَى فِيهِ) رواه البيهقي في شعب الإيمان .

- (الملك): قال العلماء قد يكون ملك الحسنات وقد يكون ملك مخصوص بمن يقرأ القرآن .. الله أعلم .

- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- قد يكون المخصوص بهذه الفضيلة هو صلاة قيام الليل كما في رواية جابر .. وقد يكون في كل الصلوات كما هو الظاهر من رواية علي بن أبي طالب .. والله أعلم .

2- وفيه فضيلة وحكمة من يستخدم السواك .. وهو أن الأرواح الطاهرة تقترب من الأنفاس الطاهرة .. ولذلك هي تتأذى من الرائحة الكريهة للفم .. ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على طهارة فمه لأن كان كثيرا يقرأ القرآن .. وكان يرجو من أمته ان يتسوكوا عند كل صلاة حيث قال (لَوْلَا أنْ أشُقَّ علَى أُمَّتي أوْ علَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بالسِّوَاكِ مع كُلِّ صَلَاةٍ) صحيح البخاري.

- معنى (أشُقَّ): أي أرهق وأتعب أمتي وأحملهم بما لا يستطيعون على المداومة عليه .

- معنى (السواك) عود صغير طول الأصبع يتم قصه من أغصان شجر الأرك .. ويتم تحريكه على الأسنان لنظافتها .. والآن يوجد فرشاة الأسنان والمعجون يؤدي نفس الغرض لمن ليس عنده السواك أو يتأذى من استخدامه .. ويكون نيتك هي اتباع النبي في نظافة أسنانك وطهارة فمك .. لقول النبي (فَطَهِّرُوا أَفْوَاهَكُمْ لِلْقُرْآنِ) رواه البزار .. وذكره الألباني في صحيح الترغيب .

- ودليل أن الملائكة تتأذى بالروائح الكريهة هو قول النبي صلى الله عليه وسلم (مَن أَكَلَ مِن هذِهِ الشَّجرةِ. قالَ : أوَّلَ يومٍ ( الثُّومِ ) ثمَّ قالَ: الثُّومِ والبصلِ والكرَّاثِ - فلا يقربنا في مساجدنا .. فإنَّ الملائِكَةَ تتأذَّى ممَّا يتأذَّى منهُ الإنسُ) صحيح النسائي ومسلم .

- المقصود من نهي الشخص عن الذهاب للمسجد إذا أكل الثوم والبصل والكرات .. على حالهم دون طبخهم أي أكلهم نياً .. ولكن إن تم طهوهم فليس هذا المنهي عنه .. والحكمة في أن المطهو قد تنكسر فيه حدة رائحة هذه الخضروات .. وبالتالي لا يصدر من فمه رائحة كريهة .. لأن الرائحة الكريهة تتأذى منها الملائكة وتحجبهم عن التواجد .. وهذا لا يريده النبي صلى الله عليه وسلم .. والله أعلم .

- ثالثا: الصلاة منفردا في المكان خالي من الناس ..

- فى الحديث عن سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إذا كان الرجلُ بأرضٍ قِيٍّ ، فحانتِ الصلاةُ ، فليتوضأْ ، فإن لم يجد ماءً فلْيتيمَّمْ ، فإن أقام ، صلَّى معه ملَكاه ، وإن أذَّن و أقام ، صلَّى خلفَه من جنودِ اللهِ ما لا يُرى طرفاه) رواه الطبراني .. وذكره الألباني في صحيح الترغيب..

- معنى (قي) : الْخَلَاء من الأَرْض ..

- معنى (ملكاه): يقصد الملكين الكاتبين للحسنات والسيئات ..

- معنى (ما لا يرى طرفاه): أي ما لا يراه عيناه ..

- وهنا الحديث خاص بمن كان في مكان خالي ليس فيه ناس شبيه بالصحراء أو في صحراء ..

- رابعا: حضور الملائكة في صلاة الجماعة وتأمينها على دعاء فاتحة الكتاب ..

- عن أبي هريرة عن النبي قال: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: إذا قالَ الإمامُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، فَقُولوا: اللَّهُمَّ رَبَّنا لكَ الحَمْدُ فإنَّه مَن وافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ المَلائِكَةِ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ) صحيح البخاري .

- وفي رواية عن أبي هريرة عن النبي قال: (إِذَا قالَ الإمَامُ: (غَيْرِ المَغْضُوبِ عليهم ولَا الضَّالِّينَ) [الفاتحة:7] فَقُولوا: آمِينَ، فإنَّه مَن وافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ المَلَائِكَةِ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ) صحيح البخاري .

- وفي رواية عن أبي هريرة عن النبي قال: (إِذَا أمَّنَ الإمَامُ، فأمِّنُوا، فإنَّه مَن وافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ المَلَائِكَةِ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ) - وقالَ ابنُ شِهَابٍ - وكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: آمِينَ) صحيح االبخاري.

- (بن شهاب): أحد رواة الحديث يشرح معنى التأمين أنه يكون بقولك (آمين) .

* الأحاديث الثلاثة السابقة الأحاديث فيها دلالة على أنَّ الملائكةَ يَحضُرونَ الصَّلاةِ في الجماعاتِ ، ويَدْعونَ ويَستغفِرون للمُصلِّين ..

********************************

..:: س68: قد تتساءل .. كيف يحدث التوافق المشار إليه من قول النبي (مَن وافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ المَلَائِكَةِ) ؟::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة):

- في حديث النبي صلى الله عليه وسلم السابق ذكره وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا قالَ الإمَامُ: (غَيْرِ المَغْضُوبِ عليهم ولَا الضَّالِّينَ) [الفاتحة:7] فَقُولوا: آمِينَ، فإنَّه مَن وافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ المَلَائِكَةِ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ) صحيح البخاري .

- قد تتساءل .. وتقول كيف يحدث التوافق المشار إليه من قول النبي (مَن وافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ المَلَائِكَةِ) ؟!!

- قلت لك: المقصود به – والله أعلم - أن من وافق إخلاصه وخشوعة وقت قوله (ربنا ولك الحمد) وعند قولك (آمين) مثل إخلاص وخشوع الملائكة .. فإن الله يجمع إخلاصك مع إخلاص الملائكة ويرفع دعاءك مع دعاء الملائكة وكأنك منهم لاخلاصك في الدعاء .. ولذلك تكون مقبولا .. لأن دعاء الملائكة مقبول.. والله أعلم .

 ******************

..:: س69: كيف نفهم مسألة أن الملك يضع فمه على فم القاريء ؟ ::..

- ذكرت لك منذ قليل أنه جاء في الحديث عن علي بن أبي طالب قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ العبدَ إذا تَسَوَّكَ ثُمَّ قامَ يصلِّي ، قامَ المَلَكُ خلفَهُ ، فيستمعَ لقراءَتِه ، فَيَدْنُو مِنْهُ أوْ كَلِمَةً نَحْوَها حتى يَضَعَ فَاهُ على فيهِ ، فما يخرجُ من فيهِ شيءٌ مِنَ القرآنِ إلَّا صارَ في جَوْفِ المَلَكِ ، فَطَهِّرُوا أَفْوَاهَكُمْ لِلْقُرْآنِ) رواه البزار .. وذكره الألباني في صحيح الترغيب .. وقال في الصحيحة: إسناده جيد ورجاله رجال البخاري .

 - وفي رواية عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أُمِرْنَا بِالسِّوَاكِ .. فَقَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَامَ يُصَلِّي أَتَاهُ الْمَلَكُ فَقَامَ خَلْفَهُ، فَيَسْمَعُ الْقُرْآنَ وَيَدْنُو فَلَا يَزَالُ يَسْتَمِعُ وَيَدْنُو حَتَّى يَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيهِ فَلَا يَقْرَأُ آيَةً إِلَّا كَانَتْ فِي جَوْفِ الْمَلَكِ)  رواه البيهقي في شعب الإيمان والسنن الكبرى .. وذكره الألباني في الصحيحة .. وصححه لشواهده .

- وفي رواية عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَسْتَكْ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَرَأَ فِي صَلَاةٍ وَضَعَ مَلَكٌ فَاهُ عَلَى فِيهِ) رواه البيهقي في شعب الإيمان .

- معنى (يدنو): أي يقترب منه .

- معنى (فاه): أي فمه .

- (الملك): قال العلماء قد يكون ملك الحسنات وقد يكون ملك مخصوص بمن يقرأ القرآن .. الله أعلم .

* قلت (خالد صاحب الرسالة):

- قلت لك: لي رأي – والله أعلم – وهو أنه قد يكون المقصود بهذا (الملك) الذي يقترب حتى يضع فمه على فم القاريء المصلي .. هو ما أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم وهو القرين المَلك الملازم للإنسان الذي يثبته على الحق ويعده بالخير من الله .. وهذا هو غالب ظني .. حيث جاء في الحديث (ما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ، وَقَرِينُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ " قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَإِيَّايَ، وَلَكِنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ، فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِحَقٍّ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط:  إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات ..، وذكره الألباني في صحيح الجامع ..

- ويقول تعالى ((الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) البقرة268 ..

- وأهمية السواك .. هو أنك تطهر فمك وترضي ربك .. لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( السِّواكُ مَطهَرةٌ للفمِ مَرضاةٌ للرَّبِّ) صحيح بن حبان .. وقال الأرنؤوط: رجاله رجال الصحيح .

- وطهارة الفم من الروائح الكريهة (نتيجة طعام أو دخان أو مشروبات) إنما هو من المندوبات المطلوبة في قراءة القرآن أو الصلاة أو الدعاء أو أي ذكر لله .. حتى يقترب منه ملائكة الرحمة ويجالسونه ويدعون له بالرحمة والغفران .. فإن وجدوا رائحة كريهة كرائحة الثوم أو الدخان أو الكحول .. فإنهم يتأذون منه ولا يجالسونه .. ويكون قد فاته خير كثير .. وهو مجالسة الملائكة له ودعائهم له بالرحمة والغفران .

- وإنما طهارة الفم من الروائح الكريهة تكون من الواجبات اللازمة في حالة صلاة الجماعة فيجب على صاحب الفم الكريه الرائحة فإن عليه أن يعتزل المسجد حتى يطهر فمه ..

* وعلى هذا الحديث مسائل .. لم أجد لها إجابات عند أهل العلم ولم أجد أحد تكلم فيها .. حسب ما توافر عندي من مراجع علمية ..!! وإليك بعض هذه التساؤلات ..

* قد تتسائل: كيف نفهم مسألة أن الملك يضع فمه على فم القاريء ؟

- قلت (خالد صاحب الرسالة): بالنسبة لحرف (على) فالاستعلاء هنا مجازي .. وإنما هذا دلالة على تمكين الملك من تلقي قراءة القرآن من هذا القاريء .. وليس المقصود به كما تتصور من قوله (حَتَّى يَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيهِ) أن الملك يضع فمه على فم القاريء كأنه يقبله .. فانتبه حتى لا يذهب فكرك إلى ما هو فاسد ولا يصح تصوره .. !!

- وسأعطيك مثل وتصوير تقريبي لعقلك لهذه الحالة .. فهي شبيهة كميكرفون الموبايل التي يكون قريب من فمك وتسجل عليه صوتك فيتم تسجيله على الموبايل  .. فلا عجب حينئذ أن تتصور كيف يتم الأمر .. والله أعلم .

***************************

..:: س70: ما الحكمة من وضع فم الملك على فم القاريء ؟ ::..

:: ما هي الإشارة في قول النبي في قوله (حَتَّى يَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيهِ فَلَا يَقْرَأُ آيَةً إِلَّا كَانَتْ فِي جَوْفِ الْمَلَكِ) ؟!! ::

- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- ومن المسائل التي قد تدور بخاطرك حين قرائتك لقوله (حَتَّى يَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيهِ فَلَا يَقْرَأُ آيَةً إِلَّا كَانَتْ فِي جَوْفِ الْمَلَكِ) .. فتتسائل قائلا: ما الحكمة من وضع فم الملك على فم القاريء ؟

- قلت لك .. ما يغلب على ظني – والله أعلم – أن النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يشير في كلامه إلى أنه كلما قوي حالك مع القرآن كلما قوي مدد الله الملائكي معك ونشط معك بالإرشاد والتوجيه .. كيف ذلك ؟ نريد توضيح ؟

- يعني كلما زادت قرائتك للقرآن .. فإنك تمد قواك الروحية بمزيد عناية من الله .. من خلال زيادة قدرة القرين الملكي الخاص بك أو غيره من الملائكة من التواصل معك .. وكأن القرآن أحد الوسائل التي تساعد على نمو قدراتك الروحية الملكة وينبهك ذلك لقوله تعالى (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا) الشمس9 ..

- فكلما ازددت طهارة بالقرآن (قولا وعملا) .. كلما زادت نورانيتك وقويت معك قواك الملائكية (القرين الملكي) ..، فإذا زادت قواك الروحية النورانية القرآنية فبالتالي تتفاعل معك القوى الملائكية بمزيد من التأييد والإرشاد وهذا ينبهك لقوله تعالى (وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) المجادلة22 .. بل وكلما قويت أذكارك مع الله بأي وسيلة  كانت (عبادات ومعاملات) .. كلما قويت قواك الروحية النورانية ونشط الإلهام الملكي فيك .. وأصبح للملك سلطان غلبة على نفسك فيقوم بتوجيهك ليعينك على الحق ويعدك بالخير من الله ليثبتك على الإيمان ..

- ومما سبق نفهم أن قراءة القرآن مع العمل به .. تقوي المدد النوراني عندك وتجعلك موصولا بالله ومحاطا بملائكته .. وديمومية وصلك بالقرآن ابتغاء مرضاة الله مع العمل به .. فإنما هو وسيلة للإرتقاء بنفسك من وحل النفس الأمارة بالسوء إلى سماء النفس الملهمة حتى تصل إلى فلك النفس المطمئنة فتسكن فيها إلى يوم أن تلقى مولاك .. حتى إذا حانت لحظتك أسمعك الله (يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ . ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً) الفجر27-28 .. فتكون من الراضين المرضيين عنهم بإذن الله تعالى ..

* ملحوظة : وجدت رأي يقول أن الهدف من وضع الملك فمه على فم القاريء .. إنما هو تجميع الحسنات للقاريء حتى يوفيها الله له يوم القيامة ..!!

- وهذا الرأي فيه نظر .. لأنه يوجد بالفعل ملك مخصص لكتابة الحسنات .. !! فضلا عن أن الحسنات والسيئات يتم كتابتها ولا تدخل في جوف الملائكة ..!! وعلى هذا عموم الكتاب والسنة ..

- ولذلك فهمت (خالد صاحب الرسالة) .. أنه لابد وأن يكون للنبي صلى الله عليه وسلم إشارة في قوله (حَتَّى يَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيهِ فَلَا يَقْرَأُ آيَةً إِلَّا كَانَتْ فِي جَوْفِ الْمَلَكِ) .. وما فهمته قد ذكرته لك .. والله أعلم بمراد نبيه صلى الله عليه وسلم .  

**************************

..:: س71: هل يجوز التوسل بالقرآن كلام الله ؟ وما هي كيفية التوسل؟ ::..

" انتبه: سيأتيك الشيطان الملعون ليفسد عليك حالك ويقول لك .. هذا ليس فعل النبي صلى الله عليه وسلم وهذه بدعة .. فكيف تفعل ما تفعله ؟!!"

- أريدك أن تنتبه أخي الحبيب .. إلى أن التوسل هو نوع من الدعاء مشفوع بعمل يحبه الله .. وليس هناك أحب إلى الله من كلام الله .. لأنه الحق المبين ..

- فكيف تدعو بكلام الله ؟

- بطريقتين ..

1- طريقة الأولى (كمثال توضيحي) .. مثلا عند آية (الحج38) .. تقول اللهم بحق قولك (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا) .. فدافع عني واكفني شر كل ذي شر يارب" ..

- ولا مانع أن تظل تكرر وتعيد متوسلا بالدعاء مع الآية إلى الله .. وأنت منفعلا بقلبك وعلى يقين بحسن ظن أن الله مغيثك ومدافعا عنك ..

2- الطريقة الثانية (كمثال توضيحي) .. بعد أن تقرأ مثلا سورة "يس" أو أي سورة في القرآن أو مجموعة سور أو حزب من أحزاب القرآن أو صفحة من القرآن أو حتى لو قرآت آية كآية الكرسي .. فقل بعدها : "اللهم إني أسألك بحق الآيات التي قراتها من كتابك أن ترزقني خيرها وفضلها ونورها وبركتها وهداها وكل خير فيها أنت تعلمه ولا أعلمه يا أرحم الراحمين .. "وأسألك بحق ما قرأت من كتابك أن ترزقني وتوفقني إلى "كذا وكذا وكذا – وتطلب ما تريد من الله" .. وأسألك بحق ما قراته من كتابك أن تصلي على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم وتبلغه مني السلام "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته" .. آمين يارب العالمين" .

- وما سبق من كيفية التوجه في التوسل بالقرآن هو مثال توضيحي لك .. ولك أن تطلب في الدعاء كما تحب من الله ..

- وإياك أن تتبع طرق المنحرفين وتقول: يا خدام الآيات احضروا وتوكلوا بفعل كذا وكذا .. لأن كلام الله ليس لاستحضار عالم الروحانيات وإلا تكون أثبت لنفسك القدرة على التصرف فيما يملكه الله ولا قدرة لك عليه في التصرف فيه ..!! بالإضافة إلى أنك توكلت على غير الله بتوكيلك هذه الخدام التي تزعم أنها ملائكة وما هي ملائكة وإنما قرناءك من الشياطين ..!! فكيف ترجو الله بكلام الله ثم تتوكل على غيره وتزعم أن لك تصرف على ملائكة الله ..؟!! أفلا تعقلون ؟!! ولا تنسى قوله تعالى (وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) هود:121-123..

* انتبه: سيأتيك الشيطان الملعون ليفسد عليك حالك ويقول لك .. هذا ليس فعل النبي صلى الله عليه وسلم وهذه بدعة .. فكيف تفعل ما تفعل ؟!!

فقل له: اخسأ يا ملعون .. فما أجهلك بكلام وفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وما أحمق عقلك ..!!

- أولا: قد أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم للتوسل بالقرآن حيث قال: (اقرءوا القرآن وسلوا الله به) .. وترك لنا كيفية التوجة إلى الله .. ولم يخصص لنا كيفية توجه بالقرآن إلى الله طالما لا تخالف الشريعة .. !!

- ثانيا: فقد جاء في فعله الشريف أنه كان كلما مر على آية رحمة سأل الله من فضله وإذا مر بآية عذاب تعوذ بالله من عقابه والنار .. كما جاء في الحديث عن حذيفة بن اليمان أنه صلى مع النبي وقال عن صفة قراءة النبي أنه : (إذَا مَرَّ بآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وإذَا مَرَّ بسُؤَالٍ سَأَلَ، وإذَا مَرَّ بتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ) صحيح مسلم ..

- ثالثا: أما عن تكرار آية معينة متوسلا بها إلى الله .. فقد جاء في الحديث .. أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتضرع إلى الله بتكرار آية واحدة كما جاء في الصحيح عن أبي ذر الغفاري قال: ( قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بنا ليلةً فقام بآيةٍ يُردِّدُها وهي : إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) صحيح بن ماجه .

* أما عن أدلة التوسل بالقرآن:

1- روى الترمذي من حديث عمران بن حصين .. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اقرءوا القرآن وسلوا الله به فإن بعدكم قوم يقرون القرآن يسألون به الناس) صحيح الترمذي.

2- جاء في الحديث عن جابر بن عبد الله قال: (دَخَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم المسجِدَ، فإذا فيه قومٌ يَقرَؤون القُرآنَ، قال: اقْرَؤوا القُرآنَ، وابْتَغوا به اللهَ، مِن قَبلِ أنْ يَأتيَ قَومٌ يُقيمونَه إقامةَ القِدْحِ، يتَعَجَّلونه، ولا يَتَأجَّلونَه) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: صحيح .

- معنى (اقرؤوا الْقُرْآن): أَي اقرأوا مَا تيسر منه لكم وتدبروه.

- ومعنى (وابتغوا بِهِ الله): أي اقرأوه طلبا لرضا الله وليس طلبا للشهرة بين الناس واستعلاءا عليهم أنكم تحفظون القرآن وتعرفون في تفسيره وفقهه .. كما هو حال جماعة (أنا خير منه) التي تكلمنا عنها في بداية الرسالة ..!! أو تتخذونه وسيلة مظهرية لخداع الناس في كسب المال كما هو حال بعض من يجعلون أنفسهم رقاة وروحانيين وطقياجية (الذين يستمدون من طاقة الوجود اعتقادا فيه بالإمداد ولا يستمدون من الله) ..!!

- وقد يكون معنى (ابتغوا به الله): أي توسلوا بما تقرأوه إلى الله لطلب ما ترجونه من الله سواء من أمور الدنيا أو الآخرة .. كما في الحديث (مَن قَرَأَ القُرآنَ فليَسأَلِ اللهَ به؛ فإنَّه سيَجيءُ قَومٌ يَقرَؤونَ القُرآنَ يَسأَلونَ النَّاسَ به) صحيح الترمذي ورواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: حسن لغيره .. وصححه الألباني لكثرة شواهد الحديث .

- وقد يحتمل كلا المعنيين .. وهذا الأقرب لقلبي .. والله اعلم .

- معنى (يقيمونه إِقَامَة القِدْحِ): أَي يسرعون فِي تِلَاوَته كإسراع السهْم إِذا خرج من الْقوس .. و(القِدْحِ): بِكَسْر القاف فَسُكُون النون .. هو السهْم ..

- معنى (يتعجلونه): يريدون عاجل الدنيا فيطْلبونَ بقرَاءَته الشهرة ، أو يأكلون به كالذي يرقي ابتغاء المال وليس ابتغاء الله ..!!

- معنى (وَلَا يتأجلونه): لَا يُرِيدُونَ بِهِ الآجلة أَي جَزَاء الْآخِرَة ورضا الله عليهم من وراء قرائته .

************************

..:: س72: هل يجوز الاستشفاء بالقرآن ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- القرآن لا خلاف عليه كونه شفاء لظاهر وباطن الإنسان .. ولكن بشرط الإتباع والعمل بما في القرآن (عمل الطاعات واجتناب النواهي "قدر استطاعتك") .. وذلك حتى ينفعل معك بكرامة الشفاء التي تريدها أو بأي كرامة تطلبها من الله .. وقد ذكرت لك مرارا وتكرار وجوب العمل بالقرآن لأن الكرامة الظاهرة والباطنة تظهر من وراء عملك به واتباعك له .. ورجاء منك أخي المؤمن راجع في هذه الرسالة الأسئلة (من رقم 9- وحتى رقم 12 ) .. حتى تتأكد تماما من وجوب العمل بالقرآن واتباعه ..

- وعموما فإن العمل مع الله بالإخلاص في العبادات (دعاء وأذكار وقرآن وصلاة )، وفي العبادات (أمين في عملك ومعاملاتك مع من حولك) .. فهذه كلها من أسباب التي تيسر لك استجابة دعاءك واستقامة نفسك ظاهرا وباطنا بالإيمان الصادق ..

- وإليك الأدلة على جواز الإستشفاء بالقرآن ..

- من الأدلة على مشروعية الإستشفاء بالقرآن ..  

- أولا: من القرآن ..

1- وقوله تعالى : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) الإسراء82 ..

- والآيه فيها دلالة على مطلق الشفاء بالقرآن .. فمن آمن بيقين في القرآن .. كان له شفاء في ظاهره وباطنه .. أي شفاء لأمراضه الجسدية والقلبية ..

2- قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) المائدة35 ..

- والقرآن وسيلة قُرب إلى الله ، بل وهي من أكرم الوسائل التي نتوسل بها إلى الله ..!!

3- قوله تعالى : (وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ) النساء32 .. والقرآن من فضل الله علينا .. فكان أحق ما نتوسل به إلى الله .. فنتخذه وسيله ندعو به إلى الله ونسأله به من فضله .. ويكفيك فعل النبي في ذلك كما جاء في الحديث (لا يمُرُّ بآيةِ رَحمَةٍ إلا وقفَ فسألَ ، ولا يمُرُّ بآيةِ عَذابٍ إلا وقفَ فتعوَّذَ) صحيح أبي داوود ..

- ثانيا : من الأحاديث ..

1- عَنْ السيدة عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: (دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَامْرَأَةٌ تَرْقِينِي، فَقَالَ: عَالِجِيهَا بِكِتَابِ اللهِ) صحيح بن حبان .. وذكره الألباني في الصحيحة ، وصحيح الجامع ..، وقال الأرنؤوط في تخريج بن حبان : رجاله ثقات رجال الشيخين .

2- عن السيدة عائشة قالت : ( كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِن أَهْلِهِ ، نَفَثَ عليه بالمُعَوِّذَاتِ ، فَلَمَّا مَرِضَ مَرَضَهُ الذي مَاتَ فِيهِ ، جَعَلْتُ أَنْفُثُ عليه وَأَمْسَحُهُ بيَدِ نَفْسِهِ ، لأنَّهَا كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِن يَدِي ) صحيح مسلم ..

3- عن السيدة عائشة قالت : ( أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ ، وَيَنْفُثُ ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عليه ، وَأَمْسَحُ عنْه بيَدِهِ ، رَجَاءَ بَرَكَتِهَا . وفي روايةٍ : أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى نَفَثَ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ وَمَسَحَ عنْه بيَدِهِ ) صحيح مسلم .

4- عن أبي سعيد الخدري قال (أن نفرًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بماءٍ، فيهم لديغٌ أو سليمٌ، فعرض لهم رجُلٌ من أهل الماء، فقال: هل فيكم من راقٍ؟ إن في الماء رجُلًا لديغًا أو سليمًا، فانطلق رجُلٌ منهم، فقرأ بفاتحة الكتاب على شاءٍ ، فبرأ ، فجاء بالشاء إلى أصحابه ، فكرهوا ذلك وقالوا: أخذتَ على كتاب الله أجرًا! حتى قدموا المدينةَ ، فقالوا: يا رسول الله، أخذ على كتاب الله أجرًا ! فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أحق ما أخذتُم عليه أجرًا كتابُ الله) صحيح البخاري ..

- وفي رواية بن ماجه والدارقطني (ولكنْ لا أفعَلُ حتى تُعطونا، فقالوا: فإنَّا نُعطيكم ثَلاثينَ شاءً، قال: فقرَأتُ عليه: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، سَبعَ مَرَّاتٍ؛ فبَرَأَ) صحيح بن ماجه ، ورواه الدارقطني – وقال الأرنؤوط : صحيح ..

5- وَعَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: (لَدَغَتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَقْرَبٌ وَهُوَ يُصَلِّي ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: (لَعَنَ اللَّهُ الْعَقْرَبَ لَا تَدَعُ مُصَلِّيًا وَلَا غَيْرَهُ " ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ وَمِلْحٍ ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ عَلَيْهَا" وَيَقْرَأُ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ - وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ - وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ .. قال الهيثمي : وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ .. وذكره الألباني في الصحيحة (548) ..

6- عن خارجةَ بنِ الصَّلْتِ التميميِّ عن عمه : (أنه أتى النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلم – فأسلم ، ثم أقبلَ راجعاً مِنْ عنده، فمرَّ على قومِ عندَهم رَجُلٌ مجنونٌ مُوثَقٌ بالحديدِ، فقال أهلُه: إنَّا حُدِّثْنا أن صاحبَكم هذا قد جاء بخيرٍ، فهلْ عندكم شيءٌ نُداويه ؟ فرقَيتُه بفاتحةِ الكتابِ ، فبرأ، فأعطَوني مئة شاةٍ ، فأتيتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلم - فاخبرتُه، فقال: "هلْ إلا هذا؟ " - وقال مُسَدَّدٌ: في موضعٍ آخر: "هل قلت غير هذا؟ " قلت: لا، قال: "خُذها، فَلَعَمْرِي لَمَن أكلَ برقيَةِ باطلِ لقد أكلتَ برُقْيَةِ حَقٍّ) صحيح أبي داوود – وذكره الألباني أيضا في الصحيحة .. وقال الأرنؤوط : اسناده حسن .

* نقلا من رسالة الرقية الشرعية للأستاذ خالد أبوعوف من السؤال رقم17 ص88

**************************

***********************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .