ج2: إشارات ولطائف ذوقية في القصة النبوية - ما هي قصة جريج الراهب - من هو جريج الراهب - ما هو سبب توجه جريج لدخول الصومعة والتفرد للعبادة - ما هو سبب مجيء أم جريج إليه ومناداتها له - هل جاءت أم جريج مرة واحدة فقط تنادي عليه أم تعددت المرات ، وماذا كان يفعل في كل مرة تأتي إليه - ماذا فعلت أم جريج في اليوم الثالث حينما لم يجيبها جريج - ما هي المرأة المومس التي تسلطت على جريج الراهب - ماذا فعلت المرأة الزانية حينما وجدت الرفض من جريج الراهب - ماذا فعل الناس بجريج وصومعته حينما علموا بكلام هذه المرأة.

 بسم الله الرحمن الرحيم

(إشارات ولطائف ذوقية في القصة النبوية)

(2)

(قصة الثلاثة الذين تكلموا في المهد)

(عن قدرة الله – كرامات الأولياء – إظهار الحق)
(الجزء الثاني للقصة)

* فهرس:

:: الفصل الثالث :: القصة الثانية - قصة جريج الراهب ::

1- س4: ما هي قصة جريج الراهب ؟

2- س5: من هو جريج الراهب ؟

3- س6: ما هو سبب توجه جريج لدخول الصومعة والتفرد للعبادة ؟

4- س7: ما هو سبب مجيء أم جريج إليه ومناداتها له ؟

5- س8: هل جاءت أم جريج مرة واحدة فقط تنادي عليه أم تعددت المرات ، وماذا كان يفعل في كل مرة تأتي إليه ؟

6- س9: ماذا فعلت أم جريج في اليوم الثالث حينما لم يجيبها جريج ؟

7- س10: ما هي المرأة المومس التي تسلطت على جريج الراهب ؟

8- س11: ماذا فعلت المرأة الزانية حينما وجدت الرفض من جريج الراهب ؟

9- س12: ماذا فعل الناس بجريج وصومعته حينما علموا بكلام هذه المرأة ؟

****************************

:: الفصل الثالث ::

(2)

:: القصة الثانية: وهي قصة جريج الراهب ::

*******************************

..:: س4: ما هي قصة جريج الراهب ؟ ::..

- هو عابد من عباد بني اسرائيل كان مشهور عنه الصلاح والولاية لله .. وكان الناس يعلمون عنه الصلاح .. وكان يسكن في صومعة له .. وهي عبارة عن مربع مرتفع عن الأرض له غرفة في أعلاه .. وهو مثل المنارة يمتد من أسفله إلى أعلاه بسلم داخلي حلزوني .. حتى يصل إلى أعلاه توجد فيه غرفة الراهب التي يسكن فيها متعزلا عن الناس .. بعيد عن دوشتهم وإزعاجهم وحتى يتلذذ في العبادة بين يدي ربه ..

- وفي يوم جاءت إليه أمه أرادت أن تراه لأنها اشتاقت لرؤيته .. فنادت عليه .. وكان في صلاة .. فاحتار جريج الراهب بين أن يكمل صلاته مع الله أو يرد عليها .. فاستختار الله في نفسه .. فمال إلى أن البقاء مع الله أولى من إجابة أمه ..!! وهذا كان اجتهاد خاطيء تماما من جريج الراهب وقلة توفيق منه في عدم إجابة أمه .. لأن إجابة أمه هي أيضا عبادة مع الله ..!!

- وجاءت إليه تاني يوم وفعلت مثلما فعلت ولم يجيبها ويرد عليها .. وجاءت ثالث يوم وفعلت ملثما فعلت ولم يجيبها ولم يرد عليها .. وهنا دعت عليه .. بأن لا يموت حتى ينظر في وجه البغايا الزانيات طالما رفض أن ينظر إلى وجه أمه .. !!

- وفي هذا الوقت كانت هناك إمرأة من بني اسرائيل معروف عنها الزنا .. وكانت فائقة الجمال ويضرب بحسنها المثل .. ومرت على قوم من بني اسرائيل كان يذكرون جريج الراهب وكم هو إنسان صالح .. فقالت لهم: هل تحبون أن أفتنه لكم .. فوافقوا ..

- فذهبت هذه الزانية وكانت راعية ترعى الغنم لمحاولة إغواء جريج الراهب .. ونادت عليه فلم يجيبها .. وتحايلت بما تستطيع من حيل فلم يجيبها ولم يرد عليها .. فلما يئست منه .. وجدت راعيا يرعى غنم كان يرعى بجوار صومعة جريج الراهب ويبيت بجوار هذه الصومعة .. فاغوته فغوى بها .. وحملت منه .. فلما انجبت الطفل جاءت به تحمله .. فقالوا لها ابن من هذا ؟ فقالت لهم: هذا بن جريج الراهب .. فقد كان زنى بي وهذا الغلام الرضيع هو ثمرة فعلته ..!!

- فذهبوا إليه وقاموا بتكسير صومعته واتهموه بالزنا وبأنه كان يخدعهم بالدين ويحسبون أنه رجل صالح ..

- وفي روايات للحديث: جاء فيها أنهم ذهبوا به وهو مربوطا بالحبال لملك القرية وفي طريقهم إليه مروا به في شارع كان به نساء بغايا موجودين فنظروا في وجهه .. فضحك جريج .. فسألوه لماذا تضحك .. فقال : لأن هذه دعوة أمي قد تحققت ..!!

- فلما وجد جريج الراهب أنه لا سبيل له في الدفاع عن نفسه إلا بالله .. فطلب من الناس أن يتركوه يتوضأ ويصلي لله ركعتين .. فتركوه يصلي .. حتى إذا انتهى من صلاته .. فقال ائتوني بالولد .. فجاؤوا به .. فوضع أصابعه عليه .. وقال: من أبوك .. فأجاب الطفل الرضيع: أبي هو الراعي فلان الفلاني ..!!

- وفي رواية ضعيفة من روايات الحديث .. أنه سأل المرأة : أين حدث هذا بيني وبينك .. فقالت عند الشجرة الفلانية .. فذهب لهذه الشجرة فنطقت ببرائته .. ثم أخذ منها غصنا ولمس به الطفل فنطق ببرائته أيضا .. (ولكن هذه الرواية لا سند لها معتبر عند اهل الحديث . بل الأصل هو أنه لمس الطفل بأصبعه فنطق ببرائته) .. والله أعلم .

- فلما ظهرت برائته .. قام الناس بالإعتذار إليه يقبلون رأسه .. ويتمسحون به تبركا لما ظهر لهم من كريم أخلاقه وعظيم حاله مع الله .. استرضاء له واعتراف له بكرامته عند الله .. وعرضوا أن يبنوا صومعته بالفضة والذهب .. ولكن رفض وقال بل كما كانت بالطوب والطين فقط ..!!

- ملحوظة: جاء في الحديث جملة (صاحب جريج) .. والمقصود به هو الطفل الذي نطق ببراءة جريج الراهب من تهمة الزنا ..

- وإليك الدليل من روايات الحديث على ما سبق بيانه في قصة جريج الراهب ..

*********************************

..:: س5: من هو جريج الراهب ؟ ::..

- هو عابد من عباد بني اسرائيل الذين اشتهر عنهم صلاح القلب في العلاقة مع الله .. وكان صادقا في عبادته مع الله ..

1- جاء في رواية: (وَكَانَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ عَابِدٌ يُقَالُ لَهُ: جُرَيْجٌ، فَابْتَنَى صَوْمَعَةً وَتَعَبَّدَ فِيهَا "، رواه أحمد . قال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

2- وفي رواية بلفظ: (كان في بني إسرائيلَ رجُلٌ يُقالُ له: جُريجٌ فأنشَأ صَومعةً .. فجعَل يعبُدُ اللهَ فيها) صحيح بن حبان.

3- وفي رواية بلفظ: (وَكانَ في بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ يُقَالُ له جُرَيْجٌ، كانَ يُصَلِّي) صحيح البخاري.

4- وفي رواية بلفظ: (وَكَانَ جُرَيْجٌ رَجُلًا عَابِدًا، فَاتَّخَذَ صَوْمَعَةً، فَكَانَ فِيهَا) صحيح مسلم.

- وقوله (صومعه): مبنى مرتفع عن الأرض يتم الصعود لغرفته العليا بسلم دائري داخلي وهو يشبه المنارة إلا انه يأخذ شكل مربع .

****************************

..:: س6: ما هو سبب توجه جريج لدخول الصومعة والتفرد للعبادة ؟ ::..

- قيل (في رواية ضعيفة) .. أن سبب توجهه للعباده هو أنه كان تاجرا .. فرأى أن تجارته يوما تربح ويوما تخسر .. فقال أريد تجارة لا تخسر .. وهي دوام العلاقة مع الله .. فبنى صومعه وظل يتعبد لله فيها ..

1- جاء في رواية (ضعيفه) : عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (كَانَ رَجُلٌ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ تَاجِرًا، وَكَانَ يَنْقُصُ مَرَّةً وَيَزِيدُ أُخْرَى، قَالَ: مَا فِي هَذِهِ التِّجَارَةِ خَيْرٌ، لَأَلْتَمِسُ تِجَارَةً هِيَ خَيْرٌ مِنْ هَذِهِ، فَبَنَى صَوْمَعَةً، وَتَرَهَّبَ فِيهَا، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: جُرَيْجٌ) رواه أحمد وأبو طاهر الذهبي في المخلصيات برقم 416 .. ورواه العقيلي في الضعفاء .. قال الأرنؤوط في تخريج المسند:  إسناده ضعيف من أجل عمر بن أبي سلمة، وقد تفرد بمطلع هذا الحديث بهذه السياقة.

- وقوله (وَكَانَ يُنْقِصُ مَرَّةً وَيَزِيدُ أُخْرَى): أي مرة ينقص ماله من التجارة ومرة أخرى يزيد .. أي يخسر ويربح ..

**************************

..:: س7: ما هو سبب مجيء أم جريج إليه ومناداتها له ؟ ::..

- جاء في أحد روايات القصة توضيح لسبب مجيء أم جريج إليه .. وهو الإشتياق لرؤية ابنها جريج ..

1- جاءت الرواية بلفظ: (وَأَمَّا جُرَيْجٌ فَكَانَ رَجُلًا عَابِدًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَكَانَتْ لَهُ أُمٌّ، فَكَانَ يَوْمًا يُصَلِّي، إِذِ اشْتَاقَتْ إِلَيْهِ أُمُّهُ..) رواه أحمد .. قال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

2- وفي رواية بلفظ: (فَأَتَتْهُ أُمُّهُ فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، أَطْلِعْ عَلَيَّ وَجْهَكَ أَنْظُرْ إِلَيْهِ .. فَوَافَقَتْهُ يُصَلِّي ..) روه الطبراني في الأحاديث الطوال .. بسند صحيح .

- قوله (وجهك انظر إليه): لشدة شوقها لرؤية وجهه ..

- قوله (فوافقته يصلي): أي صادف ذلك أنها جائته في وقت كان يصلي فيه .

**************************

..:: س8: هل جاءت أم جريج مرة واحدة فقط تنادي عليه أم تعددت المرات ، وماذا كان يفعل في كل مرة تأتي إليه ؟ ::..

- جاء في بعض روايات القصة توضيح للفترة الزمنية التي جائته أمه تنادي عليه .. وهو ثلاثة أيام متتالية .. وصادف أنها كانت تأتي في وقت له فيها صلاة .. فكان يدعو الله في نفسه (كحوار داخلي) .. يارب هل أقطع الصلاة وأجيب على أمي أم استمر في الصلاة ؟ .. فكان يختار عن إرادة نفسية منه أن يكمل الصلاة ولا يرد على أمه .. كما جاء ذلك واضحا في بعض الروايات حيث قال: (أُمِّي وَصَلَاتِي .. أَرَى أَنْ أُوثِرَ أُمِّي عَلَى صَلَاتِي) ..!!

1- فجاءت الرواية بلفظ: (كَانَ جُرَيْجٌ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَتِهِ، قَالَ: فَأَتَتْهُ أُمُّهُ، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، أَنَا أُمُّكَ، فَكَلِّمْنِي "، قَالَ: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَصِفُ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصِفُهَا، وَضَعَ يَدَهُ عَلَى حَاجِبِهِ الْأَيْمَنِ، قَالَ: " فَصَادَفَتْهُ يُصَلِّي .. فَقَالَ: يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي .. فَاخْتَارَ صَلَاتَهُ، فَرَجَعَتْ، ثُمَّ أَتَتْهُ فَصَادَفَتْهُ يُصَلِّي، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، أَنَا أُمُّكَ فَكَلِّمْنِي، فَقَالَ: يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَاخْتَارَ صَلَاتَهُ، ثُمَّ أَتَتْهُ فَصَادَفَتْهُ يُصَلِّي، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، أَنَا أُمُّكَ فَكَلِّمْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَاخْتَارَ صَلَاتَهُ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: صحيح على شرط الشيخين .

2- وفي رواية بلفظ: (وَكَانَ جُرَيْجٌ رَجُلًا عَابِدًا، فَاتَّخَذَ صَوْمَعَةً، فَكَانَ فِيهَا، فَأَتَتْهُ أُمُّهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ فَقَالَ: يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي .. فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ، فَانْصَرَفَتْ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ فَقَالَ: يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ، فَانْصَرَفَتْ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ) صحيح مسلم .

- قوله (يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي): أي يدعو الله في نفسه .. فيقول يارب دلني ماذا اختار .. هل أجيب أمي أم أظل في صلاتي ؟ .. فكان يختار الإستمرار في صلاته ..!!

3- وفي رواية بلفظ: (فأتَتْه أُمُّه ذاتَ يومٍ فنادَتْه فلَمْ يلتفِتْ إليها، ثمَّ أتَتْه يومًا ثانيًا فنادَتْه فلَمْ يلتفِتْ إليها، ثمَّ أتَتْه يومًا ثالثًا فقال: صلاتي وأمِّي) صحيح بن حبان ..

- وقوله (صلاتي وأمي): أي يقول في نفسه .. ماذا اختار ؟ هل اختار الرد على أمي .. أم أبقى في صلاتي ..؟!! ثم يقرر البقاء في صلاته ..!!

- قوله (لم يلتفت إليها): أي لم يستجيب لندائها ولم يخرج إليها لتراه وتكلمه ..!!

4- وفي رواية بلفظ: (فأتَتْ أُمُّهُ يَومًا، فقالَتْ: يا جُرَيْجُ، وهو يُصَلِّي، فقال في نفْسِهِ وهو يُصَلِّي: أُمِّي وصَلاتي؟ فرأَى أنْ يُؤْثِرَ صَلاتَهُ، ثُمَّ صَرَخَتْ به الثَّانيةَ، فقال في نفْسِهِ: أُمِّي وصَلاتي؟ فرأَى أنْ يُؤْثِرَ صَلاتَهُ، ثُمَّ صَرَخَتْ به الثَّالثةَ، فقال: أُمِّي وصَلاتي؟ فرأَى أنْ يُؤْثِرَ صَلاتَهُ، فلمَّا لم يُجِبْها قالتْ: لا أَماتَكَ اللهُ يا جُرَيْجُ حتَّى تَنظُرَ في وجْهِ المُومِساتِ .. ثُمَّ انصَرَفَتْ. ) الأدب المفرد للبخاري.. وقد صححه الالباني في صحيح الأدب المفرد .

5- وفي رواية بلفظ: (فَأَتَتْهُ أُمُّهُ فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، أَطْلِعْ عَلَيَّ وَجْهَكَ أَنْظُرْ إِلَيْهِ .. فَوَافَقَتْهُ يُصَلِّي . فَقَالَ: أُمِّي وَصَلَاتِي .. أَرَى أَنْ أُوثِرَ أُمِّي عَلَى صَلَاتِي .. فَانْصَرَفَتْ .. ثُمَّ جَاءَتْهُ الثَّانِيَةَ فَنَادَتْهُ: يَا جُرَيْجُ، أَطْلِعْ عَلَيَّ وَجْهَكَ أَنْظُرْ إِلَيْهِ، فَوَافَقَتْهُ يُصَلِّي .. فَقَالَ مِثْلَ قَوْلِهِ لَهَا .. فَقَالَتْ: أَبَيْتَ أَنْ تُطْلِعَ إِلَيَّ وَجْهَكَ، لَا أَمَاتَكَ اللَّهُ حَتَّى تَنْظُرَ فِي زَوَانِي الْمَدِينَةِ، فَعَرَفَ أَنَّ ذَلِكَ يُصِيبُهُ ) روه الطبراني في الأحاديث الطوال .. بسند صحيح .

- قوله (فوافقته يصلي): أي صادف في وقت الثلاثة أيام المتتالية التي كانت تأتيه فيهم .. أنه كلما جاءت إليه يكون في صلاة ..

************************

..:: س9: ماذا فعلت أم جريج في اليوم الثالث حينما لم يجيبها جريج ؟ ::..

- بعد أن جاءت أمه إليه في اليوم الثالث .. ولم يجيب عليها .. ولم يجعلها تراه ولا تنظر إليه .. فقد دعت عليه .. بدعوة عجيبة .. وكأنها تعاقبه على عدم نزوله لرؤيتها والكلام معها .. فدعت عليه بأن يسلط عليه الله رؤية الزانيات ..!! .. وكأنها تريد أن تقول لجريج ابنها .. أنت حرمتني من رؤيتك ولم تنزل لأمك وهي أحب الناس لك .. فأسأل الله ان ينزلك قهرا من مكانك وترى أبغض الناس لك ..!!

1- جاء في الرواية: (يَا جُرَيْجُ، أَنَا أُمُّكَ فَكَلِّمْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَاخْتَارَ صَلَاتَهُ .. فَقَالَتْ: اللهُمَّ هَذَا جُرَيْجٌ، وَإِنَّهُ ابْنِي، وَإِنِّي كَلَّمْتُهُ فَأَبَى أَنْ يُكَلِّمَنِي، اللهُمَّ فَلَا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ الْمُومِسَاتِ .. وَلَوْ دَعَتْ عَلَيْهِ أَنْ يُفْتَتَنَ لَافْتُتِنَ) رواه أحمد ومسلم .. وقال الأرنؤوط: صحيح على شرط الشيخين .

- قوله (المومسات): النساء التي تمارس الزنا كمهنة احترافية ..

- قوله (ولو دَعَتْ عليه أَنْ يُفْتَنَ لَفُتِنَ): أي لو كانت دعت عليه أن يقع في المعصية مع المومسات لوقع فيها ..

2- جاء في رواية: (لا أَماتَكَ اللهُ يا جُرَيْجُ حتَّى تَنظُرَ في وجْهِ المُومِساتِ ) رواه البخاري في الأدب المفرد .. وقد ذكره الألباني في صحيح الأدب المفرد .

3- جاء في رواية: (فَقَالَتْ: أَبَيْتَ أَنْ تُطْلِعَ إِلَيَّ وَجْهَكَ، لَا أَمَاتَكَ اللَّهُ حَتَّى تَنْظُرَ فِي زَوَانِي الْمَدِينَةِ .. فَعَرَفَ أَنَّ ذَلِكَ يُصِيبُهُ) روه الطبراني في الأحاديث الطوال .. بسند صحيح .

- قوله (أَبَيْتَ أَنْ تُطْلِعَ إِلَيَّ وَجْهَكَ): أنت رفضت أن تنظر إلى بوجهك .

- قوله (زَوَانِي الْمَدِينَةِ): أي النساء التي تمارس الزنا ..

- قوله (فَعَرَفَ أَنَّ ذَلِكَ يُصِيبُهُ): أي فهم من هذه الدعوة التي قالتها أمه عليه .. أنها ستصيبه وستتحقق فيه ..

******************************

..:: س10: ما هي المرأة المومس التي تسلطت على جريج الراهب ؟ ::..

- بعد أن دعت أم جريج عليه بأن لا يموت حتى يرى وجه المومسات .. فحدث أن الله سلط عليه امرأة معروف عنها ممارسة الزنا .. كانت في قرية من قرى بني اسرائيل وكانت راعية وكان مشهور عنها ممارسة الزنا وكانت في غاية الجمال حتى كان يضرب بجمالها المثل ..

- تعالوا نتعرف على مواصفات هذه المرأة من خلال روايات الحديث .. ونتعرف كيف كان بداية الكيد منها لجريج الراهب ..

1- في رواية بلفظ: (وَكَانَ جُرَيْجٌ فِي صَوْمَعَتِهِ، فَتَعَرَّضَتْ لَهُ امْرَأَةٌ ...) صحيح البخاري.

2- جاء في الرواية: (فَخَرَجَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْقَرْيَةِ ..) صحيح مسلم.

3- وفي رواية بلفظ: (وكَانَتْ تَأْوِي إلى صَوْمعتِهِ رَاعِيَةٌ تَرْعَى الغَنَمَ ..) صحيح البخاري .

- قوله (تأوي): أي تأتي راعية الغنم بجوار صومعته ..

4- وفي رواية بلفظ: (جُرَيْجًا كَانَ رَجُلًا رَاهِبًا فِي صَوْمَعَةٍ لَهُ، وَكَانَ رَاعِيَ بَقَرٍ يَأْوِي إِلَى أَسْفَلِ صَوْمَعَتِهِ، وَكَانَتِ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ الْقَرْيَةِ تَخْتَلِفُ إِلَى الرَّاعِي ..) صحيح الأدب المفرد .

- قوله (تختلف إلى الراعي): أي تذهب إليه مرة تلو الأخرى وتجالسه وترعى معه الغنم .

5- في رواية بلفظ: (وَكَانَتْ زَانِيَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ..) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

6- في رواية بلفظ: (فَتَذَاكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ جُرَيْجًا وَعِبَادَتَهُ وَكَانَتِ امْرَأَةٌ بَغِيٌّ يُتَمَثَّلُ بِحُسْنِهَا، فَقَالَتْ: إِنْ شِئْتُمْ لَأَفْتِنَنَّهُ لَكُمْ، قَالَ: فَتَعَرَّضَتْ لَهُ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا) صحيح مسلم.

- قوله (يتمثل بحسنها): أي يضرب المثل بجمالها .. أي أنها غاية في الجمال ..

7- وفي رواية بلفظ: (وَكَانَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ عَابِدٌ يُقَالُ لَهُ: جُرَيْجٌ، فَابْتَنَى صَوْمَعَةً وَتَعَبَّدَ فِيهَا "، قَالَ: " فَذَكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَوْمًا عِبَادَةَ جُرَيْجٍ، فَقَالَتْ: بَغِيٌّ مِنْهُمْ: لَئِنْ شِئْتُمْ لَأُفْتِنَنَّهُ فَقَالُوا: قَدْ شِئْنَا "، قَالَ: " فَأَتَتْهُ فَتَعَرَّضَتْ لَهُ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا ..) رواه أحمد . قال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

- قوله (فَذَكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَوْمًا عِبَادَةَ جُرَيْجٍ): أي تذكروا غبادة جريج لله فمدحوه عليها .. ، وقد يكون قالوها حسدا له وليس مدحا فيه .. ودليل الحسد له أنهم سمحوا للمرأة البغي أن تفتنه ..!! وهذا هو الذي يغلب على ظني ..!! والله أعلم .

- قوله (فابتنى): أي قام ببناء ..

- قوله (بغي): أي زانية  من أحدى قرى بني إسرائيل ..

- قوله (لأفتننه): سأغويه وأخرجه من صومعته .. واللفظ يدل على أنه كانت لها عزيمة قوية في إغواءه ..

- قوله (فتعرضت له): أي حاولت أن تغويه بأن تناديه بالكلام الذي تجذب به قلبه وتحرك فيه مشاعره كرجل .. ولكنه لم ينظر إليها من صومعته ..!!

***********************

..:: س11: ماذا فعلت المرأة الزانية حينما وجدت الرفض من جريج الراهب ؟ ::..

- بعد أن يئست المرأة الزانية في غواية جريج الراهب والتأثير عليه لينزل من صومعته .. فأتت إليها فكرة شيطانية .. وهي أن تفعل الزنا مع راعي غنم .. وتحبل منه وتعتزل الناس حتى تلد الطفل ثم تأتي به بين الناس وتفتري على جريج الراهب أن هذا الولد كان من جريج الراهب .. وجاء نتيجة الزنا ..!!

1- جاء في الرواية: (وكَانَتْ تَأْوِي إلى صَوْمعتِهِ رَاعِيَةٌ تَرْعَى الغَنَمَ، فَوَلَدَتْ، فقِيلَ لَهَا: مِمَّنْ هذا الوَلَدُ؟ قالَتْ: مِن جُرَيْجٍ ...) صحيح البخاري.

2- وفي رواية بلفظ: (وَكَانَ جُرَيْجٌ فِي صَوْمَعَتِهِ، فَتَعَرَّضَتْ لَهُ امْرَأَةٌ وَكَلَّمَتْهُ .. فَأَبَى .. فَأَتَتْ رَاعِيًا فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا .. فَوَلَدَتْ غُلاَمًا، فَقَالَتْ: مِنْ جُرَيْجٍ ...) صحيح البخاري.

3- وفي رواية بلفظ: (فَتَعَرَّضَتْ لَهُ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا، فَأَتَتْ رَاعِيًا كَانَ يَأْوِي إِلَى صَوْمَعَتِهِ، فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا، فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ، فَلَمَّا وَلَدَتْ قَالَتْ: هُوَ مِنْ جُرَيْجٍ ...) صحيح مسلم.

- قوله (فأمكنته): أي جعلت الراعي يتمكن من الزنا بها .

- قوله (فوقع عليها): أي جامعها جماع كامل في الحرام .

**************************

..:: س12: ماذا فعل الناس بجريج وصومعته حينما علموا بكلام هذه المرأة ؟ ::..

- بعد أن أشاعت هذه المرأة أن هذا الطفل الرضيع إنما هو طفل جريج الراهب وجاء نتيجة ممارسة الزنا مع هذه المرأة .. فقال ملك القرية للناس أن تذهب لجريج وليأتوا به لمحاكمته .. فذهب الناس إليه منفعلين وفي حالة غضب .. فنادوا عليه فلم يفتح لهم لأنه كان في صلاة .. فما كان من الناس إلا أن كسروا باب الصومعة وصعدوا إليه يشتمونه ويضربوه وأنزلوه من صومعته وأخذوا يهدمونها له .. حتى جعلوا حبلا في عنقه وعنقها وطافوا بهما على الناس .. ومروا بهما على مكان كانت تسكنه المومسات فخرجن من مسكنهن ينظرن إلى جريج وهو يجرجر في الحبل من رقبته .. ونظر إليهن جريج .. فضحك وتذكر دعوة أمه عليه ..!!

1- جاء في الرواية: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فَحَمَلَتْ جَارِيَةٌ كَانَتْ تَرْعَى غَنَمًا لِأَهْلِهَا قَرِيبًا مِنْ صَوْمَعَتِهِ، فَلَمَّا وَضَعَتْ قِيلَ لَهَا: مَنْ صَاحِبُكِ؟ قَالَتْ: جُرَيْجٌ الرَّاهِبُ، نَزَلَ فَأَصَابَنِي. فَأُتِيَ بِهِ فَانْطَلَقَ إِلَى مَلِكِهِمْ، فَلَمَّا مَرَّ فَتَحُوا بَابَ الزَّوَانِي حَتَّى أُخْرِجْنَ يَضْحَكْنَ بِهِ، فَتَبَسَّمَ فَقَالُوا: لَمْ تَضْحَكِ الْيَوْمَ حَتَّى مَرَرْتَ بِالزَّوَانِي؟ ..) روه الطبراني في الأحاديث الطوال .. بسند صحيح .

- قولهم لجريج (لَمْ تَضْحَكِ الْيَوْمَ حَتَّى مَرَرْتَ بِالزَّوَانِي؟): أي لماذا تضحك حينما رأيت الزواني ؟ فأجابهم جريج كما في رواية أخرى (عند البخاري في الأدب المفرد) وجاء في هذه الرواية أن جريج قال لهم: (أَدْرَكَتْنِي دَعْوَةُ أُمِّي) ..!! أي أصابتني دعوة أمي حينما دعت علي فقالت: اللهم لا تمته حتى يرى وجوه المومسات ..!!

2- وفي رواية بلفظ: (فَأُتِيَ الْمَلِكُ بِتِلْكَ الْمَرْأَةِ وَلَدَتْ، فَقَالَ: مِمَّنْ؟ قَالَتْ: مِنْ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَصَاحِبُ الصَّوْمَعَةِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: اهْدِمُوا صَوْمَعَتَهُ، وَأْتُونِي بِهِ، فَضَرَبُوا صَوْمَعَتَهُ بِالْفُئُوسِ حَتَّى وَقَعَتْ. فَجَعَلُوا يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ بِحَبْلٍ، ثُمَّ انْطُلِقَ بِهِ، فَمَرَّ بِهِ عَلَى الْمُومِسَاتِ، فَرَآهُنَّ فَتَبَسَّمَ، وَهُنَّ يَنْظُرْنَ إِلَيْهِ فِي النَّاسِ، فَقَالَ الْمَلِكُ: مَا تَزْعُمُ هَذِهِ؟ قَالَ: مَا تَزْعُمُ؟ قَالَ: تَزْعُمُ أَنَّ وَلَدَهَا مِنْكَ، قَالَ: أَنْتِ تَزْعُمِينَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ ..) الأدب المفرد للبخاري.. وقد صححه الالباني في صحيح الأدب المفرد .

- قوله (ولدت): أي وقد ولدت ولدت غلاما مجهول الأب ..!!

3- وفي رواية بلفظ:  (فحمَلَتْ فولَدَتْ غلامًا فقالت: هو مِن جُرَيجٍ فوثَب عليه قومٌ مِن بني إسرائيلَ فضرَبوه وشتَموه وهَدُّوا صَومعتَه) صحيح بن حبان.

- قوله (فوثب قومٌ مِن بني إسرائيلَ): أي انقض عليه وهجموا عليه جماعة من بني إسرائيل ..

4- وفي رواية بلفظ: (فَأَتَوْهُ فَاسْتَنْزَلُوهُ وَهَدَمُوا صَوْمَعَتَهُ وَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ؟ قَالُوا: زَنَيْتَ بِهَذِهِ الْبَغِيِّ، فَوَلَدَتْ مِنْكَ ..) صحيح مسلم.

5- وفي رواية بلفظ: (فَأَتَوْهُ فَاسْتَنْزَلُوهُ، فَشَتَمُوهُ وَضَرَبُوهُ وَهَدَمُوا صَوْمَعَتَهُ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط.. إسناده صحيح على شرط مسلم .

6- وفي رواية بلفظ: (فَجَعَلُوا فِي عُنُقِهِ وَعُنُقِهَا حَبْلًا، فَجَعَلُوا يَطُوفُونَ بِهِمَا فِي النَّاسِ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط.. إسناده صحيح على شرط مسلم .

7- جاء في الرواية: (فَوَقَعَ عَلَيْهَا الرَّاعِي، فَحَمَلَتْ فَوَلَدَتْ غُلَامًا، فَقِيلَ لَهَا: مَا هَذَا؟ قَالَتْ: مِنْ صَاحِبِ هَذَا الدَّيْرِ، قَالَ فَجَاءُوا بِفُئُوسِهِمْ وَمَسَاحِيهِمْ، فَنَادَوْهُ فَصَادَفُوهُ يُصَلِّي، فَلَمْ يُكَلِّمْهُمْ، قَالَ: فَأَخَذُوا يَهْدِمُونَ دَيْرَهُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ نَزَلَ إِلَيْهِمْ ..) صحيح مسلم.

- قوله (الدير): هو مكان صغير يكون في مكان بعيد عن المدينة والناس .. والمقصد بها هنا هو الصومعة الخاصة بجريج ..

- قوله (ومساحيهم): المساحي جمع مسحاة وهي كالمجرفة الحديد.

8- وفي رواية بلفظ: (فَلَمَّا وَلَدَتْ قَالَتْ: هُوَ مِنْ جُرَيْجٍ، فَأَتَوْهُ فَاسْتَنْزَلُوهُ وَهَدَمُوا صَوْمَعَتَهُ وَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ؟ قَالُوا: زَنَيْتَ بِهَذِهِ الْبَغِيِّ، فَوَلَدَتْ مِنْكَ ...) صحيح مسلم.

9- وفي رواية بلفظ: (فَأَتَتْ رَاعِيًا فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا، فَوَلَدَتْ غُلاَمًا، فَقَالَتْ: مِنْ جُرَيْجٍ .. فَأَتَوْهُ فَكَسَرُوا صَوْمَعَتَهُ وَأَنْزَلُوهُ وَسَبُّوهُ ..) صحيح البخاري.

- قوله (سَبُّوهُ): أي شتموه بأقبح الشتائم .

10- وفي رواية بلفظ: (فَحَمَلَتْ، فَوَلَدَتْ غُلَامًا، فَقَالُوا: مِمَّنْ؟ قَالَتْ: مِنْ جُرَيْجٍ. فَأَتَوْهُ فَاسْتَنْزَلُوهُ، فَشَتَمُوهُ وَضَرَبُوهُ وَهَدَمُوا صَوْمَعَتَهُ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ؟ قَالُوا: إِنَّكَ زَنَيْتَ بِهَذِهِ الْبَغِيِّ، فَوَلَدَتْ غُلَامًا...) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

11- تنبيه وملحوظة هامة جدا: جاء في رواية عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (وَيَقَعُ صَاحِبُ الضَّأْنِ عَلَى صَاحِبَةِ الْمَعْزَى فَأَحْبَلَهَا، فَقِيلَ لَهَا حِينَ وَلَدَتْ: وَيْحَكِ مِمَّنْ وَلَدْتِ؟ قَالَتْ: مِنْ جُرَيْجٍ قَالَ: فَذَهَبُوا إِلَى الْمَلِكِ فَأَخْبَرُوهُ فَقَالَ: أَنْزِلُوهُ وَأْتُونِي بِهِ وَاكْسِرُوا صَوْمَعَتَهُ، فَلَمَّا أَنْزَلُوهُ قَالُوا: وَيْحَكَ يَا جُرَيْجُ كُنَّا نَرَاكَ خَيْرَ النَّاسِ فَأَحْبَلْتَ هَذِهِ .. اذْهَبُوا بِهِ فَاصْلِبُوهُ، قَالَ: فَخَرَجَ وَخَرَجَ مَعَهُ النَّاسُ ..) رواه أبو طاهر الذهبي في المخلصيات برقم 416 ، ورقم 3008 .. ورواه العقيلي في الضعفاء .. وذكر أن عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ (ضعيف) .. فتكون الرواية فيها ضعف ..

- ملحوظة: الرواية السابقة (عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ) لا يصح خبر القصة فيها .. لأن سندها فيه ضعف .. وفيه زيادة منكرة وهي أن الملك أمر بأن يصلبوه .. وهذا شيء لم يذكر في الروايات السابقة ..، بل ومخالف لما رواه البخاري في الأدب المفرد .. لأن الملك في رواية البخاري والطبراني تثبت أن جريج قال للملك ما الذي تزعمه هذه المراة التي اتهمتوني بها ؟ ورد عليه الملك بأنها تتهمه بأنه زنى بها وأتت منه بغلام ..!! فكان هناك حوار بين الملك وجريج .. !! فضلا عن أن رواية البخاري والطبراني تثبت أن البراءة ظهرت أمام الملك وفي وجوده .. ولكن في رواية (عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ) تثبت أن الملك حكم عليه بالصلب وخرجوا به من عند الملك ولم يرى الملك كرامة جريج ..!!

  

*************************

..:: س13: ماذا فعل جريج بعد أن اتهمه الناس بهذا الفعل الكاذب الذي قالته عنه المرأة الزانية ؟ ::..

 ****************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .