ج2: أحاديث سببت فتنة للمراة في زماننا - أليس هناك غرابة في إرشاد النبي لما فعله الصحابيان جابر بن عبد الله ومحمد بن سلمة في مراقبة من يريدا الزواج منها - أليست في طريقة عرض المرأة على الخاطب إهانة لها حيث تبدو كسلعة - كيف نفهم فعل الصحابي عمر بن الخطاب في محاولة تقبيله وتعرية ساقي أم كلثوم حفيدة النبي وابنه فاطمة الزهراء وعلي بن أبي طالب - هل رأي الشيخ الألباني على صواب في جواز رؤية ما وراء الوجه والكفين - ما هي خلاصة البحث في مسألة رؤية الخاطب لمن يتقدم إليها - هل يصح أن يقال عن أن المرأة هي متاع أليس في ذلك إهانة لها - ختام هذا البحث في مسألة رؤية الخاطب لمن يتقدم لخطبتها.

  بسم الله الرحمن الرحيم

**************************

أحاديث سببت فتنة للمرأة في زماننا

"مسألة رؤية الخاطب لمن يتقدم لخطبتها"

(من رسالة المرأة الإنسان الكامل - جزء الشبهات)

(الجزء الثاني - والأخير في هذه المسألة)

* فهرس:

:: تابع الفصل الثاني :: مسائل على توجيهات النبي لرؤية المرأة المراد خطبتها ::

6- س6: أليس هناك غرابة في إرشاد النبي لما فعله الصحابيان جابر بن عبد الله ومحمد بن سلمة في مراقبة من يريدا الزواج منها ؟

7- س7: أليست في طريقة عرض المرأة على الخاطب إهانة لها حيث تبدو كسلعة ؟

8- س8: كيف نفهم فعل الصحابي عمر بن الخطاب في محاولة تقبيله وتعرية ساقي أم كلثوم حفيدة النبي وابنه فاطمة الزهراء وعلي بن أبي طالب ؟

9- س9: هل رأي الشيخ الألباني على صواب في جواز رؤية ما وراء الوجه والكفين ؟

10- س10: ما هي خلاصة البحث في مسألة رؤية الخاطب لمن يتقدم إليها ؟

11- س11: هل يصح أن يقال عن أن المرأة هي متاع أليس في ذلك إهانة لها ؟

12- ختام هذا البحث في مسألة رؤية الخاطب لمن يتقدم لخطبتها. 

***********************

:: الفصل الثاني ::

:: مسائل على توجيهات النبي لرؤية المرأة المراد خطبتها ::

****************

 ..:: س6: أليس هناك غرابة في إرشاد النبي لما فعله الصحابيان جابر بن عبد الله ومحمد بن سلمة في مراقبة من يريدا الزواج منها ؟ ::..

 

- وقد تتسائل يا صديقي متعجبا من فعل أفاضل الصحابة في مراقبة امرأة قبل أن يتقدم لخطبتها .. وتقول هذا حال مراهقين ولا يليق بأفاضل أن يفعلوه ؟ بل ويدعو للتساؤل بأنه كيف يرشدهم النبي لمثل هذا الفعل ؟!! إلا لو كان هناك سبب وحكمة وراء هذا الفعل ..؟!!

 

1- فعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمُ الْمَرْأَةَ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَا يَدْعُوهُ إِلَى نِكَاحِهَا فَلْيَفْعَلْ"، قَالَ: فَخَطَبْتُ جَارِيَةً فَكُنْتُ أَتَخَبَّأُ لَهَا حَتَّى رَأَيْتُ مِنْهَا مَا دَعَانِي إِلَى نِكَاحِهَا وَتَزْوِيجِهَا .. فَتَزَوَّجْتُهَا) رواه أبي داود وغيره .. وقال الأرنؤوط: حديث حسن ..، وقال الألباني: حسن.

 

2- عن سُلَيْمَانِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، قَالَ: (رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ يُطَارِدُ ابْنَةَ الضَّحَّاكِ عَلَى إِنْجَارٍ مِنْ أَنَاجِيرِ الْمَدِينَةِ يُبْصِرُهَا، فَقُلْتُ لَهُ: أَتَفْعَلُ هَذَا وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:  "إِذَا أَلْقَى اللَّهُ فِي قَلْبِ امْرِئٍ خِطْبَةَ امْرَأَةٍ، فَلَا بَأْسَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا") رواه بن حبان وبن ماجه .. وقال الألباني صحيح لغيره .. وقال الأرنؤوط: ضعيف.

 

* قلت (خالد صاحب الرسالة):

- سؤالك يحمل اتهام غير مقبول .. ويحمل طلب حكمة هو حق لك أن تعرفه لترتفع عنك شبهة الظن في التوجيه والإرشاد النبوي .. ؟!!

 

- أولا: فأما الإتهام .. فهو ما ذكرته لفعل الصحابيان .. ووصفته بأنه حال المراهقين ؟!! وهذا اتهام لا يليق منك كمؤمن بصير ومتعلم .. لأن المراهق لا يراقب ليخطب امرأة .. وإنما المراهق يراقب ليتلصص النظر بحثا عن متعة النظر ..!! فلا وجه شبه بين فعل الصحابي وفعل المراهق ..!!

 

- ثانيا: أنت سألت عن الحكمة .. ودعني أوضح لك الحكمة من خلال سؤال مهم .. ما الأفضل في الآتي :

1- أن يرى رجل امرأة في مكان دون أن تعرف بأنه يريد التقدم إليها .. وذلك حتى إذا لم يجد في نفسه انجذاب إليها فلا يتقدم وبالتالي لا يجرح أنوثتها ..

 

2- أم يتقدم لها ويدخل بيتها ويجالس أهلها  ثم يتركها ويرحل ولا يعود .. فتستشعر الأنثى بأنها غير مرغوب فيها .. وذلك يترك في نفسيتها من الأثر السيء ما لا تعلمه إلا الأنثى فقط ..!!

 

- فلو سألت أي امرأة ستختار الإختيار الأول .. لأنها لا تريد أن تشعر بأنها غير مرغوب فيها ..!!

- فلنحترم عقولنا قبل أن نتهم أحد بما لم يفعله ..!!

 

- ثالثا: هل الصحابي فعل ذلك من نفسه أم بتوجيه وإرشاد عن النبي صلى الله عليه وسلم ..؟ بل كان بتوجيه وإرشاد من النبي صلى الله عليه وسلم .. وارجع للأحاديث ..

 

- والحكمة من توجيه النبي صلى الله عليه وسلم في طريقة النظر من بعيد .. قد ذكرت لك حكمتها .. وهي أن لا تجرح أنثى بتركها وكأنها غير مرغوب فيها .. فافهم مقصد النبي صلى الله عليه وسلم .. ولعل ذلك المقصد لم ينتبه له أحد من قبل .. والله أعلم .

 

- رابعا: من الخطأ أن تحْمِل الحديث إلى غير مقصده .. حيث كان المقصد هو الشكل والهيئة وليس رؤية الجسد عاريا ..!! حيث أن الصحابي ذهب لرؤيتها شكلا وهيئة .. ولم يذهب ليراها وهي تستحم مثلا ..!!

 

- خامسا: وهل يُعقل أن يرتبط إنسان بامرأة دون أن يراها شكلا ..؟!!

 

- سادسا: من ناحية أخرى .. فأجد أن قصة الصحابي وفعله .. يرشدك إلى أن المجتمع في هذا الوقت كان رجاله أعينهم لا تطول النساء بأي حال ..!! فلماذا تغافلت عن ذلك في قصة الصحابيان ؟!!

 

- وإنما ما جعلهم ينظروا للمرأة المراد خطبتها كان النبي صلى الله عليه وسلم .. حتى يحدث القبول النفسي أولا قبل أن يتقدم لمن يريد خطبتها ..!! وإذا لم يستطع مراقبتها فليطلب رؤيتها وكشف وجهها له .. وعلة ذلك الفعل أيضا هو أن يجد انجذاب في نفسه لها ..

 

- سابعا: أما ما يروج له البعض من منكري الحديث النبوي .. حيث يريد أن يظهر من الصحابي أنه كان يتجسس ويفعل ما يفعله المراهقين ..!! أو كيف يرشد النبي لمثل هذا الفعل المشين ؟!!

 

- فعفوا يا صديقي .. أراك تتبعت عقول من طمس الله عليها بالغباء المطلق حتى أصبح الغباء شعارا لهم ودليلا عليهم ..!!

- وقد ذكرت لك فساد الإتهام بالمراهقة وكذلك ذكرت لك حكمة إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم ..

- فلا تتبع جماعة الظلام في اتهاماتهم يا صديقي .. فإنما هي اتهامات تدل على محاولات رخيصة تدل على انحطاط وسفالة نفسية كاتبها .. !!

 

*****************************

 

..:: س7: أليست في طريقة عرض المرأة على الخاطب إهانة لها حيث تبدو كسلعة ؟ ::..

 

- بما أنك يا صديقي استمعت لما قاله جماعة الظلام سابقا .. فاحسبك ستسألني الأن وتقول: أليست في طريقة عرض المرأة على الخاطب إهانة لها ؟!! حيث أن هذا يجعل منها كسلعة يتم عرضها فتكون محل للقبول والرفض .. وهذا منتهى الإهانة للمرأة ؟

 

* قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أولا: إذا كنت تظن ظهور المرأة ورؤية خاطبها لها هو نوع من الإهانة وجعلها كسلعة .. فأنت مخطيء .. لأن المرأة لها حق القبول والرفض لأنها عزيزة نفسها .. والسلعة ليس لها حق القبول والرفض لأنها ذليلة في نفسها .. فكيف تساوي بين العزيز والذليل ..؟!! 

- أليس هذا فساد في أن تساوى المرأة بالسلعة .. وشيطنة في تلبيس الأفكار ببعضها ..؟!!

- يبقى لازم تراجع طريقة تفكيرك حتى لا يتهمك الناس في عقلك ..!!

 

- ثانيا: لماذا جعلت نظر الرجل للمرأة فيه إهانة للمراة .. ولم تجعل نظر المراة للرجل فيه إهانة للرجل ؟!!

- فهذا تناقض واضح في طريقة التفكير ..!! مش كده ولا إيه ؟!!

 

- ثالثا: ما هو مفهوم الإهانة عندك حتى نتقارب في فهم المسألة ؟ حيث لا يصح أن تضع كلمات لها أثر نفسي سيء .. في موضوع لا علاقة له بمفهوم الإهانة ..!!

 

- تعالى نناقش مفهوم الإهانة ونربطها بالمسألة التي نتكلم فيها .. وسيتبين لك انك على خطأ في تصورك لمفهوم الإهانة وعلاقته بالنظر للمرأة المراد الإرتباط بها ..

 

- ولو كنت تقصد بالإهانة .. التي معناها تحقير الآخر .. هو أن مجرد طلب النظر للمرأة هو تحقير للمرأة حيث أن هذا يجعل منها سلعة يتم عرضها على الرجل .. !! فأنت أيضا مناقض لنفسك .. ليه ؟

 

- لأن الرجل هو أول من عرض نفسه أولا على المرأة ..!! فهل الرجل قام بتحقير نفسه حينما عرض نفسه على المرأة ؟!! بكل تأكيد .. لا ..

 

- يبقى بنفس المنطق الذي أنت تظنه أن ظهور المرأة للرجل يجعلها كسلعة تباع .. فيكون الرجل هو أيضا سلعة تباع لأنه عرض نفسه على المراة ..!! .. فلماذا لم تقل أن في ذلك إهانة للرجل كما قلت ذلك على المراة ؟!!

- أليس هذا تناقض واضح في طريقة التفكير ..؟!!

 

- يبقى مسألة رؤية أحد الشخصين للآخر .. ليس فيه إهانة .. وإنما الشخص الذي يشعر بالإهانة .. فإنما حقيقته أنه شخص مهان في نفسه .. أي يشعر بالدونية والمهانة في نفسه .. ولا يصح أن يرتبط به انسان عاقل .. طالما لديه هذه الدرجة من التفكير في طريقة الإرتباط ..!!

 

- رابعا: لا يمتنع رؤية الشكل شرعا ولا عقلا .. سواء للمراة أو الرجل .. لأنه محل القبول في النفس ..!!

 

- فلا يوجد في المسألة إهانة للمرأة أو الرجل ..!! وكيف يكون هناك إهانة في مسألة يترتب عليها قبول أم عدم قبول ؟!! فإذا كانت متطلبات الحياة العادية لا تقتنيها إلا بعد رؤيتها لتراها تعجبك أم لا .. فما بالك بمن يلازمك ويشاركك في حياتك الشخصية .. أليس هو أحق بالرؤية لتجد فيه ما تطمئن له نفسك ؟!!

- مش كده ولا إيه يا صديقي ..!!

 

- خامسا: ما هي حكمة نظر الطرفين للآخر ؟

- أليس هو القبول والإطمئنان النفسي .. حيث أن الشكل له عامل جذب .. وسبب من أسباب الإرتباط ..!!

 

- فهل القبول النفسي لشيء يعتبر إهانة ؟!! فلو كان إهانة فلما لا تعتبر كل حياتك هي إهانة كبرى .. لأنك كإنسان تبحث دائما عما فيه قبول وراحة نفسية ؟!!

- أمرك عجيب يا صديقي في التفكير ..!!

 

- لذلك يا صديقي ترى أن من ينظر لمسألة الرؤية للمراة المراد خطبتها هو نوع من الإهانة .. فإنما هو إنسان مهان أولا في نفسه لأن هذا الشيء بنطبق عليه أولا ..!! بل أن من ينظر لموضوع الرؤية على إنه إهانة لنفسية المرأة .. فهو بكل تأكيد يحتاج إلى تقويم نفسي وبرنامج إعادة تأهيل سلوك عقلي ..!!

 

*****************************

 

..:: س8: كيف نفهم فعل الصحابي عمر بن الخطاب في محاولة تقبيله وتعرية ساقي أم كلثوم حفيدة النبي وابنه فاطمة الزهراء وعلي بن أبي طالب ؟ ::..

- لعلك يا صديقي .. قد تجادلني في فعلى الصحابي عمر بن الخطاب وتقول لي ما رأيك فيما فعله من محاولة تقبيل أم كلثوم وتعرية ساقيها برفع الإسدال عنها غصب عنها .. وكانت فتاة صغيرة في بداية العقد الثاني من عمرها .. بل وفعل ذلك في دار الخلاقة ..!!

* قلت (خالد صاحب الرسالة):

- تركت لي أهم ما في المسائل لنهاية جولتنا ظنا منك بأنها القاضية لي ولا مهرب ولا مخرج لي منها ..!! ولكن دعني أخيب ظنك يا صديقي .. وأرد عليك بما لم تحط به علما ..!!

 

- فدعني أناقش معك ما أردت الإشارة إليه من روايات تجمع ما بين الضعيف والضعيف جدا والذي لا يعقل ولا يصدق ..!! والجميع سنده فيه من العلل ما يمنع قبول ما جاء فيه ..!!

 

أولا: الروايات التي يحتج بها المحتجون وهي أقواهم سندا بالنسبة لهم:

1- فقد جاء في رواية عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر قَالَ: (خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ابْنَةَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَ مِنْهَا صِغَرًا، فَقَالُوا لَهُ: إِنَّمَا أَدْرَكَتْ. فَعَاوَدَهُ، فَقَالَ: نُرْسِلُ بِهَا إِلَيْكَ تَنْظُرُ إِلَيْهَا. فَرَضِيَهَا، فَكَشَفَ عَنْ سَاقِهَا، فَقَالَتْ: أَرْسِلْ، لَوْلَا أَنَّكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَلَطَمْتُ عَيْنَيْكَ) رواه سعيد بن منصور في سننه.

 

- قولها (أرسل): أي أنزل ردائي الذي رفعته يا عمر .

 

2- وفي رواية بلفظ: (خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى عَلِيٍّ ابْنَتَهُ، فَقَالَ: مَا بِكَ إِلَّا مَنْعُهَا قَالَ: «سَوْفَ أُرْسِلُهَا، فَإِنْ رَضِيتَ فَهِيَ امْرَأَتُكَ، وَقَدْ أَنْكَحْتُكَ»، فَزَيَّنَهَا، وَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: قَدْ رَضِيتُ، فَأَخَذَ بِسَاقِهَا، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَوْلَا أَنَّكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَصَكَكْتُ عَيْنَكَ) رواه عبد الرزاق في مصنفه .

 

- قوله (فأخذ بساقها): أي رفع ردائها ليكشف عن ساقها ويعاينها ..!!

 

- قولها (لصككت عينك): أي ضربتك على عينك لفعل السوء ..!!

 

- وعن تحقيق الروايتين .. قال الألباني رحمه الله: أن الإسناد منقطع بين أبو جعفر الباقر وجده علي بن أبي طالب .. حيث أن أبو جعفر ولد بعد وفاة جده عليا بأكثر من عشرون عاما .. فكيف يكون سمع عنه ؟!!

 

- انتبه جيدا: إلى أن الشيخ الألباني احتج بروايات منها رواية عمر بن الخطاب في جواز رؤية ما في المرأة خلاف الوجه والكفين .. وتراجع عن ذلك التصحيح وضعف الحديث في السلسلة الضعيفة بعد ذلك .. فانتبه لما قاله هنا وهناك ..!! ولكنه ظل على رأيه في أنه يجوز أن يرى الخاطب أكثر من الوجه والكفين ..!! "وسيأتيك بيان ذلك في السؤال التالي" ..

 

3- وفي رواية بلفظ: عن الزُّبير بن بكَّار: (أنَّ عمرَ بن الخطاب خَطَب أُمَّ كلثوم إلى عليٍّ، فقال: إنها صغيرةٌ. قال: إني أُرْصِدُ كرامتَها. فقال: إنِّي أَبعثُها إليك، فإنْ رَضِيتَهَا فقد زَوجتُكَها. فبَعَثَها ببُرْدٍ، وقال: قولي له: هذا البُرْدُ الذي قلتُ. فقالت ذلك لعمرَ، فقال: قولي له: قد رَضيتُهُ رضي اللهُ عنكِ، ووَضَع يده على ساقِها فكَشَفَها، فقالت له: أتفعلُ هذا؟ لولا أنكَ أميرُ المؤمنين لكَسَرتُ أنفَكَ. ثم خَرَجتْ حتى أَتَتْ أباها، فأَخبَرَتْهُ الخبرَ، وقالت: بَعَثْتَني إلى شيخِ سوءٍ !! قال: مَهلاً يابنيَّة، فإنه زَوجُكِ. ثم جاء عمرُ إلى مجلسٍ فيه المهاجرون والأنصار، فقال: رَفِّئِوني ، تَزوَّجتُ أُمَّ كلثوم بنتَ علي، سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ وصِهرٍ منقطعُ يومَ القيامةِ إلا سَبَبِي وَنَسَبِي وصِهري»، فكان لِيَ به السببُ والنَّسبُ، فأردتُ أن أَجمعَ إليه الصِّهرَ، فرَفَّئوه، فوَلَدَتْ له زيدًا ورُقيَّة) مسند الفاروق عمر وبن عساكر ..

- والحديث ضعيف جدا ومعضل لغياب معرفة رواة هذا الحديث الذين روى عن الزبير بن بكار حيث يغيب أكثر من راويين عن السند ..!!

 

- وقوله (رَفِّئِوني): أي هنئوني وباركوا لي ..

 

4- وفي رواية بلفظ: هو أفسد من الرواية السابقة وقد جاء فيها عن عقبة بن عامر قال: (خطب عمر بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب ابنته من فاطمة، وأكثر تردده إليه، فقال: يا أبا الحسن! ما يحملني على كثرة ترددي إليك إلا حديث سمعته من رسول لله صلى الله عليه وسلم يقول: «كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ وصِهرٍ منقطعُ يومَ القيامةِ إلا سَبَبِي وَنَسَبِي وصِهري»،  فقام علي فأمر بابنته من فاطمة فزينت ..  ثم بعث بها إلى أمير المؤمنين عمر، فلما رآها قام إليها فأخذ بساقها .. وقال: قولي لأبيك: قد رضيت قد رضيت قد رضيت، فلما جاءت الجارية إلى أبيها قال لها: ما قال لك أمير المؤمنين؟ قالت: دعاني وقبلني، فلما قمت أخذ بساقي، وقال قولي لأبيك قد رضيت، فأنكحها إياه، فولدت له زيد بن عمر بن الخطاب، فعاش حتى كان رجلا، ثم مات) . أخرجه أبو بكر الشافعي في الفوائد والخطيب في التاريخ ..!!

 

- وهذه رواية منكرة .. وقال بن عدي أن ابن رستم (أحد رواة الحديث السابق) .. ليس بمعروف، منكر الحديث عن الثقات ..

 

- وهذه الروايات على ضعفها الغير مقبول شرعا ولا عقلا .. نجد أن عمر تحرش بها تقبيلا وكشف عن ساقيها عمدا ..!! وكيف تكون زوجة له بمجرد القبول دون شهود ؟!! وهل سيدنا علي بن أبي طالب كان يقبل لابنته أن تتعرى ويتم تقبيلها على يد عمر في دار الخلافة ؟!! فأي قلب سقيم يقبل هذه الروايات المخالفة للشرع والعقل ولعلم الحديث ..!!

 

- وعموما هذه الروايات غير صحيحة وباطلة وفيها من التحريف ما فيها .. وإنما الصحيح المعلوم .. أن سيدنا عمر طلب أم كلثوم وزوجها له سيدنا علي .. في حضور المهاجرين ..!!

 

- فالرواية الأولى والثانية لا يمكن تصديقها .. لأنه يظهر فيها أن أمير المؤمنين وخليفة المسلمين .. يتحرش بابنة سيدنا علي وفاطمة الزهراء .. في دار خلافة المسلمين ..!! ويمر الأمر بسلام ؟!! فهل هذا شيء يعقله أي إنسان حتى ولو كان كافر ..!!

 

- والرواية الثالثة لا يمكن تصور حدوثها ولا يقبلها عقل ولا دين ..!! بأن عمر بن الخطاب بمحاولة تقبيل ويكشف عن ساق حفيدة النبي صلى الله عليه وسلم .. في دار الخلافة ..؟!!

- أهذا يعقل يا عقلاء الشريعة ؟!! أهذه هي السلفية والسلف الصالح من وجهة نظر البعض ..!! لا .. بل هذا محض كذب .. لا هذه سلفية ولا هذا فعل السلف الصالح ..!!

 

- وفي الرواية الأخيرة التي لا يمكن تصديقها أيضا .. حتى وإن كان ظهر فيها أنه تم زواجه بها .. فأي زواج هذا الذي يحدث بدون شهود .. حتى يستبيح عمر أن يفعل ما فعله ..!! وهل يفعل خليفة المسلمين هذا الفعل مع صغيرة وهي لا تزال جاهلة بالأمر ولا تعرف أنه زوجها ..!! أهذا كلام يعقل أن يفعله عمر بن الخطاب في دار الخلافة ..!!

- ما لكم يا عقلاء كيف تحكمون ..!!

 

- وللمعلومية .. فإن المذهب الظاهري الذي أجاز النظر لجسم المرأة ظاهرا وباطنا ما عدا الفرج .. كان بسبب مثل هذا الحديث الفاسد والباطل والمُحرَّف بلا ريب عن أصله ..!! ولكن نعذر من استدل به لأنه لم يكن يعرف ما به من علل تدل على فساده ..!! وإنما ظن في وقته صحتها وصدقها ..!!

 

- انتبه: هذه القصة متداولة كثيرا في كتب الفقة وشروح الحديث ..!! فاحترس وانتبه .. !!

 

* الخلاصة: القصة بهذه الكيفيات المذكورة سابقا .. إنما هي روايات باطلة ومحرفة وفيها من الخبث ما فيها .. فانتبه يا مؤمن ..!!

***************************

..:: س9: هل رأي الشيخ الألباني على صواب في جواز رؤية ما وراء الوجه والكفين ؟ ::..

 
- قد تعارض يا صديقي ما قلته سابقا بما قاله الشيخ الألباني رحمه الله فتقول:
- أن الشيخ الألباني رأيه مع رأي المخالفين للجمهور .. حيث كان رأيه كما صرح في (السلسلة الصحيحة ج1 ص204) ما نصه: قلت: ويجوز له أن ينظر منها إلى أكثر من الوجه والكفين" ..!!
- ولكن لم يبين لنا الشيخ الألباني ما هو المقصود بأكثر من الوجه والكفين في رأيه ..!! إلا ان مفهوم كلامه بعد ذلك يدل على أنه لا مانع من أن يقوم الخاطب بتعرية الساقين .. كما فعل الخليقة عمر بن الخطاب ..!! حيث جاء تعقيبه على تخريجه لحديث جابر الذي جاء فيه: (إذا خطب أحدكم المرأة، فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل):
- فقال رحمه الله: والحديث ظاهر الدلالة لما ترجمنا له، وأيده عمل راويه به، وهو الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وقد صنع مثله محمد بن مسلمة كما ذكرناه في الحديث الذي قبله، وكفى بهما حجة، ولا يضرنا بعد ذلك، مذهب من قيد الحديث بالنظر إلى الوجه والكفين فقط، لأنه تقييد للحديث بدون نص مقيد، وتعطيل لفهم الصحابة بدون حجة، لاسيما وقد تأيد بفعل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ..!! السلسلة الصحيحة ج1 ص205
 
- قلت (خالد صاحب الرسالة): 
- أولا: يا صديقي لست أتعبد إلى الله برأي الشيخ الألباني أو غيره .. وإنما أقف مع النص وألتزم به وأحترم الرأي الفقهي المحترم الموافق مع أصل أو روح الشرع .. ودعني أسألك وأقول: هل قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة اذهب وانظر لمن ترغب في رؤيتها سواء بملابسها أو عارية أو تتبع عوراتها حتى ترى ما يعجبك منها  ؟ .. بكل تأكيد .. لا ..!! يبقى ليه ننسب للنبي قولا لم يقل به .. أو نقوم بتأويله على خلاف ظاهره ..!! أليس في هذا انحراف مكشوف لكل عاقل في تفسير كلام النبي صلى الله عليه وسلم ..!!
 
- ثانيا: ما ذهب إليه الشيخ الألباني رحمه الله وإن كان موافق لبعض آراء مذهب الحنابلة والظاهرية .. إلا أنه قول لا دليل عليه محترم في الكتاب والسنة .. وما استدل به الشيخ الألباني ليس فيه حجة .. لأن حديث محمد بن سلمة هو ضعيف السند ولم تصح منه رواية .. وحديث عمر بن الخطاب هو أيضا ضعيف السند ولم تصح منه رواية .. أما حديث جابر (أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل) .. الذين يزعمون تأويله على أنه إباحة مطلقة لينظر كما يهوى ويشتهي أن ينظر لمن يتقدم لخطبتها ..!! فهو تأويل فاسد ومنحرف عما قاله النبي صلى الله عليه وسلم .. (وحاشاه أن يكون هذا مقصده) .. !!
 
- ولو كان المقصد من كلام النبي هو مطلق الرؤية سواء من ظاهرها أو من باطنها (أي عارية) (وحاشاه صلى الله عليه وسلم) .. فهذا معناه أن الشيخ الألباني وغيره من السابقين الذين وافقهم .. لم يكن يرى مانع من أن يقوم الخاطب بتعرية الخاطب لمن يتقدم لخطبتها ليعاين ما وراء ملابسها دون أي حرج .. بل ويفعل ذلك بغير إذنها .. وكأن يتحرش بها .. !! ويزعمون أن هذا دين ..!!
 
- وقد تظن أن الشيخ الألباني تراجع عن رأيه بعد تضعيف حديث عمر .. لا .. بل ظل مصرا على رأيه حتى بعد تضعيف رواية عمر بن الخطاب .. وأن رأيه بجواز رؤية ما سوى الوجه والكفين إنما هو من العلم والفقه .. !! راجع السلسلة الضعيفة ج3 ص433
 
- ولكن هنا نسأل جماعة المخالفين لجمهور الفقهاء والعلماء .. والمستبيحين لرؤية ما وراء الوجه والكفين .. والقدمين (على رأي أبي حنيفه) :
1- هل يرضون ذلك لبناتهم وأخواتهم أن يتم تعريتهم بيد الخاطب ليبصر ما يعجبه كما استدلوا بحديث عمر وهو حديث باطل ومحرف ..!! بكل تأكيد .. لا ..!!
 
2- هل يرضون أن يأتي أحد ليقف على سطح مقابل لغرفة بناتهم أو أخواتهم ويتفحص النظر عليهن لينظر إلى عوراتهن ليرى إن كن يعجبنه أم لا ؟!! "كما استدلوا بقصة محمد بن سلمة وهي قصة لا يصح الاستدلال بها لضعفها" ..؟!!
- بكل تأكيد لن يرضوا ..!!

- بل لو شاهد أحد هؤلاء المشايخ أي شخص يعاين ابنته بهذه الطريقة .. سيبلغ الشرطة ويتهمه بأنه مجرم وسافل وقليل الأدب .. بل وقد يقاتله .. !! مهما كان المبرر الذي سيقوله هذا الشخص في أن نيته كانت خير وإنما كان فعله ليعاين العروسة عارية ليرى إن كانت تعجبه أم لا ؟!! 

- أهذه هي السلفية وفعل السلف الصالح ..؟!! لا .. بل محض كذب ولا يقبله إلا ذو قلب مريض بعدما جاءه من الأدلة ما يطمئنه بفساد هذه المرويات الحديثية التي حتى ولو كانت غير صحيحة فهي بكل تأكيد مكذوبة .. فما بالك وهي مرويات سقيمة الأسانيد ..!!
 
2- وأكرر مرة أخرى .. لمن يقول بجواز الخاطب أن يقوم بتعرية من يتقدم لخطبتها ليبصر ساقيها وما شابه ذلك .. أو يزعم أن له الحق في أن يتلصص على العورات متجسسا عليها ليرى ما يعجبه من عورات النساء ..!!
 
- فالقائل بهذه الأقاويل نلزمه بذلك في بناته ونساءه .. فإن قبله في نفسه أن يعري الخاطب ابنته ليعاينها "كما استدل بحديث عمر" .. أو يقبل أن يتجسس على عوراتها عارية وهو مختبئا "كما بحديث عمر بن سلمه" .. فليخبرنا حينئذ ما الفرق بينه وبين القوَّاد الذي يتجار بأعراض النساء ويجعل منهن معروضات للمعاينة ..!!
 
- وإن لم يقبل ذلك في بناته ونساءه .. فقد علمنا حينئذ أنه أنما استباح ذلك لنفسه ليتطلع على عورات النساء بشهوة منه في ذلك ..؟!! وحسبه قوله أمام الله هو سيجازيه عليه ..!! ولا نقول إلا أن مستبيح ذلك إنما استباح فعلا منكرا لا يرضي الله ولا رسوله ولا حتى أشار إليه رسول الله كما توهم من توهم ..!!
 
- فيا صديقي .. لا تنفعل مع أقوالا وآراء فقهية .. قبل أن تستعقل ما يقال فيها .. ولا تقبل رأيا لمجرد أن قاله شيخا مشهورا عنه العلم .. لأنه لازال إنسان قد يخطيء وقد يصيب .. فلا تنسى ذلك ..!! فإياك أن تنظر لرأي فقهي بانه راي مقدس .. وإلا كنت ممن اتخذوا مشايخهم أربابا من دون الله .. وفعلوا كما فعل اليهود والنصارى .. وتذكر هذا الحديث (أتيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وفي عُنقي صليبٌ من ذهبٍ فقال يا عديُّ اطرَح هذا الوثنَ وسمعتُه يقرأ في سورة براءةَ {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ} فقلتُ إنا لسنا نعبدُهم قال أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلُّوا لهم شيئًا استحلُّوهُ وإذا حرَّموا عليهم شيئًا حرَّموهُ فتلك عبادتُهم) رواه الترمذي .. وحسنه الألباني لطرقه .. لكونه له شاهد من حديث مرسل صحيح: (سئل حذيفة- رضي الله عنه- عن هذه الآية {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله} ؛ أكانوا يصلون لهم؟ قال: لا، ولكنهم كانوا يحلون لهم ما حرم الله عليهم فيستحلونه، ويحرمون عليهم ما أحل الله لهم فيحرمونه، فصاروا بذلك (أرباباً)) رواه الطبري والبيهقي.
 
- ويا صديقي لا تنسب للنبي قولا لم يقل به .. ولم يشير إليه .. ولا تنسب له فعلا لم يقم به .. ولا تقريرا لم يجيزه لأحد .. حتى لا تكون من الكاذبين عليه .. !!
 
- وحتى أبين لك يا صديقي .. فساد ما ذهب إليه الشيخ الألباني وسابقيه .. ممن استدلوا بقصة الصحابي جابر بن عبد الله ومحمد بن سلمه .. فتأمل الآتي:
 
1- كيف تعقب الصحابي جابر المرأة التي أردا أن يخطبها ؟
- ألم يقف مختبئا وراء كَرَب يراقبها .. أي مختبئا وراء جريد نخل مقطوع يراقبها كما في رواية أحمد (فكنت أختبئ لها تحت الكرب) ؟!! فهل هذا الفعل دليل على أنها كان يراقبها في داخل منزلها أم من خارجه ؟!! أكيد من خارجه ..
- وكيف تكون المراقبة في داخل منزلها .. وفي ذلك تتبع عورات ليس لها فقط وإنما لكل أهل المنزل ..!!
- فإذا كان يراقبها وهي تقف خارج منزلها ؟ فهل كانت تقف عارية ؟!! بكل تأكيد .. لا ..
- فمن أين فهموا هؤلاء المستبيحين لرؤية الأجساد من وراء الملابس .. أن الصحابي كان ينظر إلى ما وراء ظاهر الهيئة ؟!!

 

2- أما عن تعقب الصحابي محمد بن سلمة لمن أردا خطبتها .. من فوق السطوح ..!! فلا يوجد سند واحد لها صحيح ..!! وبالرغم من تلف أسانيد القصة التي ذكر عللها الألباني نفسه .. إلا انه قال في ختام بحثه لهذا الحديث: قوي هذه الطرق ..!!

- فكيف يقبل العقل تقوية قصة مثل هذه لم يصح لها إسناد .. وفيها اتهام صريح لفعل لا يليق بصحابي !! وهو فعل فيه تتبع عورات لكل أهل المنزل ..؟!! أهذا هو الدين والشرف ..؟!!
- أم أنه مخرج لإجازة تتبع العورات ..!!
- ما لكم كيف تحكمون ؟ أفلا تعقلون ..!!
 
- فمن أين فهموا هؤلاء المستبيحين لرؤية العورات من وراء الملابس .. أن الصحابي جابر كان ينظر إلى ما وراء ظاهر الهيئة ؟!! وكيف ظنوا أن محمد بن سلمة يتتبع العورات بهذا الشكل القبيح بأن يقف على سطح منزل ليراقب امرأة ..!!
 
- اللهم إن هذا منكر .. ولم يقل به الله ورسوله ولا تفعله الصحابة الأفاضل .. الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ..!!
 
- ومن يقل بجواز تعرية المرأة عند خطبتها مستدلا بفعل عمر (وهو حديث باطل) .. أو يستبيح رؤية العورات قدر ما يستطيعه (مستدلا بإرشاد النبي لجابر) وهو يعلم أن النبي لم يقل بذلك ولم يرشد لذلك وسياق القصة يأبى ذلك .. فهذا رأي فاسد وضال ومنحرف .. وفيه تأويل فاسد وتدليس على كلام النبي صلى الله عليه وسلم .. لأنه لم يقل بذلك ولم يرشد لذلك .. (وحاشاه صلى الله عليه وسلم) ..!!

 

**************************

 

..:: س10: ما هي خلاصة البحث في مسألة رؤية الخاطب لمن يتقدم إليها ؟ ::..

 

- قلت (خالد صاحب الرسالة): 

- وخلاصة قولي في هذه المسألة يا صديقي:

- أن الرأي الصائب فيما يجوز للخاطب أن يرى من المتقدم إليها.. إنما هو رأي الجمهور برؤية الوجه والكفين .. ولا مانع من إضافة رأي أبي حنيفة برؤية القدمين .. والله أعلم.

 

- أن إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لجابر: (إذا خطب أحدكم المرأة، فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل) .. هو ما يظهر من الوجه والكفين والقدمين إن ظهرا فلا مانع .. وما يظهر من هيئتها عموما من مظهرها الخارجي .. ودليل ذلك ما ظهر من إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم للمغيرة بن شعبه حينما قال له (اذهب فانظر إليها) .. فذهب وشاهد وجهها ..

 

- وكما في حديث آخر جاء فيه: (فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا إِذَا كَانَ إِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا لِخِطْبَةٍ ، وَإِنْ كَانَتْ لَا تَعْلَمُ) رواه أحمد ..

- فتأمل قوله (ينظر إليها) .. كما فعل المغيرة بن شعبة ..

- وتأمل قوله (وإن كانت لا تعلم) .. أي نظر إلى ما هو مباح له النظر إليه مثل الوجه والكفين وظاهر الهيئة .. وليس أن يعيانها عارية ويتتبع عوراتها ..!!

 

- فليتقي الله أهل الفتوى .. ولا يخرجوا كلام النبي صلى الله عليه وسلم عن مخرجه ومقصده .. اتباعا لمذهبه أو اشتهاءا لما تهواه النفس من رؤية العورات .. !!

 

*****************************

 ..:: س11: هل يصح أن يقال عن أن المرأة هي متاع أليس في ذلك إهانة لها ؟ ::..

 - وكأني اسمع صديقي يهمس لي قائلا فيقول:

- لعل ختام هذه المسألة لا يصح دون أن نذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ) صحيح مسلم .

- هل يصح أن يقال عن أن المرأة هي متاع أليس في ذلك إهانة لها .. كما يقول بعض منكري الحديث النبوي؟

 
- قلت (خالد صاحب الرسالة): 
- أولا : ما هي المتعة ؟
- المتعة هي الشيء الذي يأتيك من وراءه منفعة .. والمقصد بذلك هو أنه نعمة من الله رزقك بها ليتحقق لك من خلالها ما ترجوه من أثر نفسي يسمى بالمتعة .. !!

- فقراءة القرآن للبعض متعة ، والصلاة للبعض متعة ، ومناجاة الله للبعض متعة ، وفعل العمل الصالح متعة ، والذكر للبعض متعة .. وهكذا ..

- فلماذا لم تقل أن المستمتع بالقرآن والصلاة والذكر والعمل الصالح .. أنهم قد احتقروا من القرآن والذكر والصلاة والعمل الصالح ..؟!! لأنك لو قلت ذلك ستكون متهما في إيمانك وفي عقلك ؟!!
- فيتبين مما سبق فساد ما ذهبت من موضوع الإهانة .. لأن المتعة إنما تأتي أثر عن الشيء وليس في الشيء نفسه ..!! فافهم حتى تغنم ..!!
 
- ثانيا: هل قال النبي أن المرأة متاع ؟!! أم قال أن الدنيا متاع ؟!! أكيد قال أن الدنيا متاع .. !! يبقى ما تكذبش وتقول أن النبي قال على المرأة أنها متاع .. وكأنه يصفها على أنها سلعة تجارية .. !! وهل وصف المرأة بخير المتاع في الدنيا أم وصف المرأة الصالحة ..؟! أكيد وصف المرأة الصالحة .. يبقى يقصد من المرأة هو صلاحها وليس ذاتها ..!! يبقى المتعة فيها هو صفة الصلاح ..!! وبطل تكذب على النبي بكلام جماعة الظلام يا صديقي ..!!
 
ثالثا: قوله (الدنيا متاع) أي فيها متاع للناس .. وليس الدنيا ذاتها هي متاع .. !! وإلا فلماذا هناك فقر ومرض وأذى وقتل وضيق وشدة .. وغير ذلك مما لا يمكن أن يكون من وراءه متعة ..؟!! فالدنيا ليست متعة في ذاتها .. وإنما فيها شيء من المتعة أو من النعم التي ينتفع بها الإنسان .
 
- فقوله عن المرأة الصالحة أنها خير متاع الدنيا .. أي خير نعم الدنيا التي ممكن أن تحظى بها .. هي المرأة الصالحة التي تعينك على طاعة الله وتحفظك في نفسها وفي مالك وبيتك ..
 
- فالمتاع هنا متعلق بالصلاح .. وليس لمجرد أنها امرأة .. يعني المتعة ناشئة عن صلاحها وليس من ذاتها كإنسان ..!!
 
- ففي صلاحها تجد المتعة .. وفي فسادها تجد السوء .. يبقى المرأة في الحديث النبوي السابق .. ليس فيه وصف ذاتي للأنثى وأنها محل رغبة من الرجال .. لا .. وإنما هو وصف صفاتي لما تكون عليه في حالة صلاحها .. !!
 
- رابعا: يبقى الخلاصة يا صديقي .. هي أن لا تتوهم أمرا لا وجود له في اللفظ النبوي وتخترع عليه توهمات لا وجود لها .. لمجرد أن أعجبك قول بعض جماعات الظلام ..!!
 
- وأكرر عليك يا صديقي .. لا تتبع نفسية جماعات الظلام المنكرة للحديث النبوي أو الذين يزعمون تحرير المرأة من "الأحقاد الشرعية" كما يسميها البعض .. وكأن الشريعة تحقد على المرأة وتريد أن تحرمها من أنوثتها ..!! لأن هذه النفوس  يا صديقي تحتاج إلى تقويم نفسي لإصلاح القبح الذي تحمله في قلوبها وعقولها من شدة حقدها للشريعة بصفة عامة .. وللنبي صلى الله عليه وسلم بصفة خاصة .. !!
 

******************************

 

..:: ختام هذا البحث في مسألة رؤية الخاطب لمن يتقدم لخطبتها ::..

 
- بهذه المسألة الختامية في الكلام عن المتعة ومراد الحديث النبوي من وراء جملة (خير متاع الدنيا المرأة الصالحة) .. يكون هذا آخر ما أردتك أن تعلمه يا صديقي الحبيب فيما يتعلق بمسألة رؤية الخاطب لمن يتقدم إليها .. وأرجو من الله أن تكون قد أدركت فهما جيدا لما ذكرته لك .. واغتنم ما ذكرته لك فقد لا تجده في مكان .. لأن الدين لو خلا من منطقية العقل فلا وجود للحكمة حينئذ .. ولا اطمئنان حينئذ لما تستقبل من معلومات دينية .. بل وقد يسري الشك في نفسك ..!!
 
- فاحرص يا صديقي على أن تبحث دائما في علمك بالحق على الحكمة من وراء كلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم .. حتى تثبت على الإيمان .
 
- والله أعلم في كل ما سبق ..
 
- كان البداية في هذا البحث بتاريخ 22/9/2020 .. والفراغ منه 25/9/2020 .. والحمد لله على ما اعان وأسأله القبول خالصا لوجهه الكريم .. والحمد لله رب العالمين .
 
- اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم .

*********************

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .