ج2: رقية الشفاء بكلام الله ودعاء الملائكة و الأنبياء - ما الذي أفاده الحديث الشريف بقوله (أنت الشافي) (لا شفاء إلا شفاؤك) (شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا) - هل أفادت أحاديث رقية النبي بجواز تسمية الله بما ليس في القرآن - ما الذي أفاده الحديث الشريف بقوله (بسم الله أرقيك) في بداية الرقية وآخرها - ما الذي أفاده لفظ (أو) في رقية الحديث (مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنٍ أَوْ حَاسِدٍ) - ما هو مفهوم الحسد - ما الفرق بين النفس والحسد والعين والنظرة - هل حزب "رقية الشفاء" أو أي حزب يتم كتابته للدعاء أو للرقية به يكون عليه دليل شرعي - لماذا الفاتحة يتم قرائتها سبع مرات - ما هو تحقيق حديث آية (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا).

 بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

رقية الشفاء 

بكلام الله ودعاء الملائكة و الأنبياء

لعلاج الحسد والعين والنَّفْس والمرض والسَّقم والداء

(الجزء الثاني)

* فهرس الجزء الثاني:

:: تابع/الفصل الأول :: مسائل مهمة لا غنى لك عنها في العقيدة واللغة وتفسير الحديث ::

1- س5: ما الذي أفاده الحديث الشريف بقوله (أنت الشافي) (لا شفاء إلا شفاؤك) (شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا) ؟

2- س6: هل أفادت أحاديث رقية النبي بجواز تسمية الله بما ليس في القرآن ؟  

3- س7: ما الذي أفاده الحديث الشريف بقوله (بسم الله أرقيك) في بداية الرقية وآخرها ؟

4- س8: ما الذي أفاده لفظ (أو) في رقية الحديث (مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنٍ أَوْ حَاسِدٍ) ؟

5- س9: ما هو مفهوم الحسد ؟

6- س10: ما الفرق بين النفس والحسد والعين والنظرة ؟

:: الفصل الثاني :: مسائل قدر تخطر ببالك ::

11- س11: هل حزب "رقية الشفاء" أو أي حزب يتم كتابته للدعاء أو للرقية به يكون عليه دليل شرعي ؟ 

12- س12: لماذا الفاتحة يتم قرائتها سبع مرات ؟

13- س13: ما هو تحقيق حديث آية (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا)؟

 *****************************

:: تابع: الفصل الأول ::

:: مسائل مهمة لا غنى لك عنها في العقيدة واللغة وتفسير الحديث ::

****************************** 

..:: س5: ما الذي أفاده الحديث الشريف بقوله (أنت الشافي) (لا شفاء إلا شفاؤك) (شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا) ؟ ::..

 - عن السيدة عائشة قالت عن النبي صلى الله عليه وسلم : (كان يُعَوِّذُ بِهَذِهِ الكَلِماتِ : اللهمَّ رَبَّ الناسِ أَذْهِبْ الباسَ ، واشْفِ وأنتَ الشَّافي ، لا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ .. شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا) رواه بن أبي شيبه .. وذكره الألباني في الصحيحة بأنه إسناد صحيح على شرط الشيخين.

 

1- قوله (أنت الشافي): فيه جواز التوسل بالأسماء الحسنى ..

 

2- قوله (لا شفاء إلا شفاؤك): للدلالة على أن من له قدرة الشفاء على الحقيقة هو الله وحده لا غيره .. حتى أن قانون الأسباب الشفائية هو من يجعل فيها سر الشفاء وهو من يمنع ذلك .. لحكمة هو يعلمها ..

 

- فالدواء والدعاء وإن كانا من أسباب الشفاء .. إلا إن النفع بهما لا يتم إلا إن سمح الله وأعطى الإذن بأن يحدث هذا الشفاء ..

 

3- قوله (شفاء لا يغادر سقماً): أي شفاءً تاماً لا يتركا أي أثر للمرض حتى يصح الجسد ويسترد عافيته .. وذلك كرامة منك وفضلا ..

 

*****************************

 ..:: س6: هل أفادت أحاديث رقية النبي بجواز تسمية الله بما ليس في القرآن ؟ ::..

 

- هنا مسألة مهمة .. قد تكلم عنها العلماء .. في جواز تسمية الله من أفعاله التي ذكرها لنا أم لا يجوز ..؟!!

 

- وحدث خلاف بسيط في هذه المسألة .. واستقر عامة العلماء على أنه يجوز تسميه الله من أفعاله .. واستدلوا على ذلك بعمل النبي صلى الله عليه وسلم من فهمه للقرآن .. حيث قال تعالى في القرآن (وإذا مرضت فهو يشفين) الشعراء80 .. وكان من رقية النبي صلى الله عليه وسلم أن قال (اللهمَّ رَبَّ الناسِ أَذْهِبْ الباسَ ، واشْفِ وأنتَ الشَّافي ، لا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ .. شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا) رواه بن أبي شيبه .. وذكره الألباني في الصحيحة بأنه إسناد صحيح على شرط الشيخين.

 

- فثبت الحديث دلالة على جواز تسمية الله تعالى بما ليس في القرآن .. بشرطين:

1- إذا كان لهذا الإسم أصل فيه في الشريعة ..

2- وأن لا يوهم ذلك الإسم نقصًا بالذات الإلهية ..

 

- ومثال على ما سبق نجده في قوله تعالى: (وإذا مرضت فهو يشفين) الشعراء80 .. فجاء منه اسم الله الشافي .. لأن هذا الإسم له أصل في القرآن (فهو يشفين) ، واسم الله الشافي لا يوهم بوجود نقص على الله .. لأنه يثبت له مطلق القدرة على منح عطاء الشفاء وسلب ومنع المرض .. فأثبت اسم الشافي قدرة الله على السلب والعطاء .. فهو المانع المعطي جل جلاله .

 

****************************

 ..:: س7: ما الذي أفاده الحديث الشريف بقوله (بسم الله أرقيك) في بداية الرقية وآخرها ؟ ::..

 

- جاء في الحديث عن أَبِي سَعِيدٍ الخدري قال: (أَنَ جِبْرَائِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ؛ اشْتَكَيْتَ؟ قَالَ: "نَعَمْ " قَالَ: بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنٍ أَوْ حَاسِدٍ اللهُ يَشْفِيكَ، بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ) صحيح بن ماجه.

 

1- بَدَأَ بِقوله (بسم الله أرقيك) وَخَتَمَ بِهِا .. توكيدا للرقية .. وقد أفاد هذا التوكيد :

أ- أن الله هو من له القدرة على الشفاء وحده دون غيره ..

ب- توسلا إلى الله واعترافا إلى الله بقدرته وحده على الشفاء ..

- ولذلك توجه متوسلا إلى الله في البداية وفي النهاية لأنه تعالى قال: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ) يونس107 .. ولأنه تعالى قال (لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ) التوبة118 ..

 

2- وفي قوله (بسم الله أرقيك): تصريح بالرقى بأسماء الله تعالى ..

 

3- وفي تكرار قوله (بسم الله أرقيك): يفيد بأن التوسل إلى الله بأسماءه وتكرار الدعاء والإلحاح به هو أمر جائز .. لأنه يفيد صدق التعلق بالله واليقين فيه بكونه مغيثا دون غيره .

- والله أعلم .

 

***************************

 ..:: س8: ما الذي أفاده لفظ (أو) في رقية الحديث (مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنٍ أَوْ حَاسِدٍ) ؟ ::..

 

- جاء في الحديث عن أَبِي سَعِيدٍ الخدري قال: (أَنَ جِبْرَائِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ؛ اشْتَكَيْتَ؟ قَالَ: "نَعَمْ " قَالَ: بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنٍ أَوْ حَاسِدٍ اللهُ يَشْفِيكَ، بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ) صحيح بن ماجه.

 

- ستجد تفسير الألفاظ الثلاثة في الكتب يدور على أحد مفهومين:

- الأول: قال بعض العلماء .. أن التغاير بين الألفاظ من باب التوكيد باللفظ المختلف .. ولكن المعنى واحد .. مثل قولك أن فلان ضرب فلان حتى أوجعه أو ألمه .. أو تقول: حتى أذاه أو ضره .

 

- الثاني: ورأي آخر يقول .. أن لفظ (أو) تفيد الشك .. أي أن الرواي قد ذكرها شكا منه في حقيقة اللفظ الدقيق الذي نطقه جبريل .. كأنه يقول أن لفظ جبريل في الدعاء يحتمل أن يكون (نفس) أو (عين) أو (حاسد) .. لأن الرواي غير متيقن من اللفظ الدقيق .

 

* قلت (خالد صاحب الرسالة):

- كلام العلماء السابق هو كلام محترم وله وجاهته .. لكن أجد نفسي اختلف معهم .. لأنه لو استطعنا أن نفرق بين الألفاظ في معانيها (نَفْسٍ أَوْ عَيْنٍ أَوْ حَاسِدٍ) .. ووضعنا لكل لفظ دلالته باعتبار المراد منه .. فسيكون لدينا تذوق جديد لرقية سيدنا جبريل عليه السلام ..

 

- سأضع لك شرح لما أراه من اختلاف في الألفاظ التي تتعلق بلفظ الحسد .. ولكن سيكون التوضيح الكامل في رسالة خاصة بذلك إن شاء الله تعالى ..

 

**************************

 

..:: س9: ما هو مفهوم الحسد ؟ ::..

 

- لفظ الحسد .. قال عنه بن الأعرابي .. أنه أتي لفظه من حشرة الحسدل ..!!

 

* قلت (خالد صاحب الرسالة):

- ما هي حشرة الحسدل ؟

- حشرة الحسدل .. هي حشرة القُراد التي تلتصق بالجلد وتمتص الدم .. وغالبا ما تلتصق بأجسام الحيوانات تتغذى على دمائهم وتقتلهم .. وأيضا تلتصق بالإنسان وتمتص دمه .. إلا أنها مشهورة بالتصاقها بالحيوان في غالب الأحوال ..  

- وكأن العرب أخذوا اللفظ من اسم هذه الحشرة .. لأنها كما تسلب الدم من الكائنات الحية وقد تقتلهم .. فكذلك الحاسد يريد أن يسلب من أخيه الإنسان نعمة وجدها عنده  حتى أنه يتمنى موت الإنسان نفسه ..

 *********************************

..:: س10: ما الفرق بين النفس والحسد والعين والنظرة ؟ ::..

 

* قلت (خالد صاحب الرسالة):

- اسمح لي يا صديقي .. أن أكتب لك رأيي الخاص (كرأي اجتهادي مبني على أصل شرعي) .. في التفرقة بين هذه الألفاظ الثلاثة .. بل وسأويد لك ما كتبته لك بالدليل الشرعي ..

  

1- النفس: هي اسم يطلق على أصل المنشأ للصفات الإنسانية التي تجمع بين صفات الخير وصفات الشر والتي منها صفة الحسد والغل والكراهية والنفاق والشك وغير ذلك .. وكما يوجد في النفس أيضا صفات الخير كالحب والصدق والرضا واليقين وغير ذلك ..

 

2- والحسد: ما هو إلا اسم لصفة نفسية لها تأثير في الشيء المقابل لها سواء كان هذا الشيء مادي أو نفسي .. كشعاع ليزر غير مرئي .. قد يؤثر وقد لا يؤثر في الأشياء وذلك يتوقف على نفسية الحاسد ووقاية المحسود ..

 

3- العين: هي الأداة أو الآلة الجسمانية التي من خلالها يتم النظر إلى النعمة التي عند الغير ..

 

4- النظرة: ما ثبتت رؤيته في العين بتحقيق .. أي هي ما أدركة الإنسان بواسطة العين من مرائي ينظر إليها متأملا فيها ..

 

* وإليك دليل ما سبق:

1- أما عن كون النفس منشأ الصفات .. فذلك لقوله تعالى (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا . فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا . قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) الشمس7-10 ..

 - والآية توضح أن مجال الفجور والتقوى إنما محله النفس الإنسانية .. وكل إنسان واختياره ..!!

 

- والمعنى: بحق من خلق النفس في أحسن تقويم ، وأرشدها ووضح لها وعرفها طريق الخير والشر والحسن والقبيح من خلال التمييز العقلي مع منحها منهج سماوي لمعرفة ماهية الحسن والقبيح .. فإن من يتبع طرق الصلاح والتزكية وتطهير النفس من الأهواء والشهوات المذمومة فهو الذي ينجح ويفوز برضوان الله ورحمته .. ومن يتبع طريق الفساد والإنحراف السلوكي عن طريق الله بفعل المعاصي واتباع شهوات النفس المذمومة .. فهذا هو الشخص الذي قد خسر وخاب سعيه في الحياة الدنيا وسيجد عقابه عند رب العالمين.

 

2- أما عن كون الحسد صفة نفسية من جملة صفات النفس .. فلقوله تعالى (يقول تعالى: (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ) البقرة109.

 - والآية توضح لنا بوضوح أن الحسد يكون من عند النفس ..

 

3- أما عن كون العين هي الآلة المستخدمة في تحديد منطقة الإصابة .. فذلك يظهر من قوله تعالى (وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ) القلم51.

 - والآية بلفظ (ليزلقونك) .. تدل على أن مراقبة العين لفعل النبي في حركته لنشر الدعوة  كأنها مصحوبة برغبة حاقدة في إصابة قدم النبي صلى الله عليه وسلم .. كأنهم يريدون أن تصيب قدمه الشريفة علة أو مرض يمنعه من الحركة حتى لا يبلغ رسالة الله ..

 

4- أما عن كون النظرة هي ما رأته العين بتحقيق .. فذلك يظهر من قوله تعالى: (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ) الصافات88 ..، ويقول تعالى: (فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ) الصافات19 ..، ويقول تعالى: (أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) الغاشية17 ..، ويقول تعالى: (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ) الاعراف185..  

- وفي الحديث الشريف .. عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت: (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ، فَقَالَ:"اسْتَرْقُوا لَهَا، فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ") صحيح البخاري.

- قوله (جارية): أي فتاة صغيرة .

- قوله (سفعة): أي شحوبا في الوجه .. وهو مثل احمرار زائد يميل للسواد .. ولا علاقة للسفعة بكونها من نظر الجن كما يزعم البعض .. فهذا لا دليل عليه إلا مجرد قول ظنه أحد العلماء في تفسير لفظ الحديث ..!! ولا يذكر إلا كمجرد قول فقط ولا صحة له ..!!

- قوله (النظرة): أي أصابتها نظرة عين بالحسد .

* أما عن تقنية وكيفية حدوث الحسد والعين والنظر .. وتطبيق ما سبق كنموذج واقعي على مثال حقيقي .. فهذا ستجده في رسالة خاصة إن شاء الله تعالى بطريقة مبسطة .. حتى لا تتعجب من كيفية حدوث الحسد .. وحتى تعلم أن من زعم أن له عقل واعتقد أن لا وجود للحسد ومن خرافات الزمان .. فإنما هو شخص بليد العقل .. بل هو شخص قد اتخذ من الجهل شاهد عليه ومن الغباء مقرا له ..!! 

********************************

:: الفصل الثاني ::

:: مسائل قدر تخطر ببالك ::

**************************

..:: س11: هل حزب "رقية الشفاء" أو أي حزب يتم كتابته للدعاء أو للرقية به يكون عليه دليل شرعي؟  ::..

-  قبل أن أكتب لك حزب "رقية الشفاء" .. فأريد أن أنبهك بأن بعض من ضل في العلم الشرعي ويزكي نفسه على الله بأنه متبع للسلف الصالح ويختبيء وراء عباءة الدين .. ويجعل نفسه ناصح أمين كما فعل الشيطان مع آدم .. ويقول لك: أن مثل هذا الحزب هو شيء غير شرعي وهو بدعة وجهل ..!!

 

- فهذا الجاهل نقول له بمنتهى البساطة .. لا تكذب على الله ورسوله وتحكم على أخيك المسلم بالجهل والتبديع وتجعل منه آثما .. لأنك أنت المبتدع الجاهل .. ليه ؟

- لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا بَأْسَ بالرُّقَى ما لَمْ يَكُنْ فيه شِرْكٌ) صحيح مسلم.

 - فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أباح مطلق الرقى عموما طالما معلومة ومفهومة ليتبين منها أن فيها شركا أم لا .. فهل يكون الرقى بكلام الله ورسوله فيها شرك ..؟!! بكل تأكيد من يقل بأن كلام الله ورسوله فيه شرك فقد كفر بالله ورسوله .. ولا حاجة بعد ذلك للحديث معه لأنه كشف عن نفسه ..!!

 - أما عن كون هذا الشخص مبتدع جاهل بل وضلالي .. فلأنه ابتدع حُكما دينيا وافتراه بالكذب على الله ورسوله ليضل المسلمين في شريعة الله .. لأن هذا الحكم مخالف لقول النبي صلى الله عليه وسلم السابق ذكره في الحديث (لا بَأْسَ بالرُّقَى ما لَمْ يَكُنْ فيه شِرْكٌ) .. وهذا المعتدي على شريعة الله بالكذب .. يكفينا فيه قوله تعالى: (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ) النحل116.

 - الخلاصة أخي الحبيب .. 

- ابتعد عن هذا الشخص الجاهل بالعلم الشرعي حتى يتوب عما هو عليه من ضلال وجهل ..!!

 - ولا تنسي أخي الحبيب .. أن معنى كلمة (حزب) .. أي مجموعة لها نظام وهدف .. ونقصد بكلمة حزب الرقية .. أي مجموعة من الآيات والدعوات مجموعة في نظام وترتيب لتخدم هدف محدد .. كما يوجد الحزب القرآني في القرآن حيث يوجد بالقرآن ستون حزبا .. وهي تكون عن مجموعة آيات مقسمة لسهولة قراءة القرآن لمن يريد أن يختمه في ستون يوما .. وهذه الاحزاب القرآنية هي تقسيم العلماء وليس بوحي إلهي .. فانتبه .

 - وأيضا لا تنسى أخي الحبيب .. أن كلمة حزب جاءت في كلام النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (مَن نامَ عن حِزْبِهِ، أوْ عن شيءٍ منه، فَقَرَأَهُ فِيما بيْنَ صَلاةِ الفَجْرِ، وصَلاةِ الظُّهْرِ، كُتِبَ له كَأنَّما قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ) صحيح مسلم.

 - قوله (حزبه): وهو ما اختص به المؤمن نفسه بأن يلتزم به من كلام مجموع يتقرب به إلى الله .. كذكره بأذكار المساء أو قراءة القرآن أو دعاءه أو مناجاته أو الرقية بكلامه .. أو التوجه إليه بهذا كله ..

 ****************************

..:: س12: لماذا الفاتحة يتم قرائتها سبع مرات ؟ ::..

- اعلم أخي الحبيب .. أن  في بداية رقية الشفاء يتم قراءة سورة الفاتحة مرة وحتى سبعة مرات قدر اجتهادك وعزيمتك .. ولا مشكلة في أن تذكر بعدد طالما لا تزعم أن هذا العدد له خاصية شرعية (فضيلة شرعية) بدون دليل شرعي ..!! فلا تتبع الجاهل الذي يقول لك لا تذكر بأعداد .. لأنه إنسان بكل تأكيد جاهل ويتبع سبيل الجهلاء .. ولأن الأدلة الشرعية ستقف ضدك وتعارضك وستظهر بمظهر الكاذب في شريعة الله ..!!

 - وعموما سأشبع رغبتك في معرفة سبب العدد 7 مرات في سورة الفاتحة .. وقس على هذا الدليل الذي سأثبته لك .. أن العدد لا حرج عليه ولا مانع منه .. وأن الصحابة الذين عددوا قراءة سورة الفاتحة لم يكن عن إرشاد نبوي مسبق .. لأنه لا حرج في العدد .. وإنما الحرج في إن كانت الرقية تحتوي على شرك أم لا .. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا) صحيح مسلم ..!!

- فأين هو الدليل الذي ذكرته لك ؟

1- عن أبي سعيد الخدري قال: (بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاَثِينَ رَاكِبًا فِي سَرِيَّةٍ فَنَزَلْنَا بِقَوْمٍ فَسَأَلْنَاهُمْ أَنْ يَقْرُونَا فَأَبَوْا فَلُدِغَ سَيِّدُهُمْ فَأَتَوْنَا فَقَالُوا أَفِيكُمْ أَحَدٌ يَرْقِى مِنَ الْعَقْرَبِ فَقُلْتُ نَعَمْ أَنَا وَلَكِنْ لاَ أَرْقِيهِ حَتَّى تُعْطُونَا غَنَمًا قَالُوا فَإِنَّا نُعْطِيكُمْ ثَلاَثِينَ شَاةً .. فَقَبِلْنَاهَا فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ (الْحَمْدُ) سَبْعَ مَرَّاتٍ .. فَبَرِئَ .. وَقَبَضْنَا الْغَنَمَ .. فَعَرَضَ فِي أَنْفُسِنَا مِنْهَا شَيْءٌ .. فَقُلْنَا لاَ تَعْجَلُوا حَتَّى نَأْتِىَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا قَدِمْنَا ذَكَرْتُ لَهُ الَّذِى صَنَعْتُ .. فَقَالَ: أَوَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ .. اقْتَسِمُوهَا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ سَهْمًا) صحيح بن ماجه ورواه أحمد .. وقال الأرنؤوط في تخريج المسند: إسناده صحيح على شرط مسلم.

 - قوله (سرية) : طائفة من الجيش يتم إرسالها في مهمة ..

 - قوله (فعرض في أنفسنا منها شيء): أي أن نفوسهم لم تقبل أخذ هذا الأجر .. وكأنهم في شك منه هل يجوز أم لا يجوز ما فعله أبي سعيد الخدري .. وكأنه لم يكن لديهم علم أو خبر حتى هذه الحادثة .. بأن أخذ الأجرة على قراءة القرآن كرقية هو أمر جائز ..!!

 - وفي رواية بلفظ: (بعَثَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَعثًا، فكُنتُ فيهم، فأَتَيْنا على قَريَةٍ، فاسْتَطعَمْنا أهْلَها، فأبَوْا أنْ يُطعِمونا شَيْئًا، فجاءَنا رَجُلٌ من أهْلِ القَريَةِ، فقال: يا مَعشَرَ العَرَبِ، فيكم رَجُلٌ يَرْقي؟ فقال أبو سَعيدٍ: قُلتُ: وما ذاك؟ قال: مَلِكُ القَريَةِ يَموتُ. قال: فانطَلَقْنا معه فرَقَيْتُه بفاتحةِ الكِتابِ، فرَدَّدتُها عليه مِرارًا، فعُوفيَ، فبَعَثَ إلينا بطَعامٍ، وبغَنَمٍ تُساقُ، فقال أصْحابي: لم يَعهَدْ إلينا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا بشَيءٍ، لا نَأخُذُ منه شَيْئًا حتى نَأْتيَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فسُقْنا الغَنَمَ حتَّى أَتَيْنا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فحَدَّثْناهُ، فقال: كُلْ وأَطعِمْنا معك، وما يُدريكَ أنَّها رُقْيةٌ؟ قال: قُلتُ: أُلْقيَ في رُوعي) رواه أحمد والدارقطني .. وقال الأرنؤوط في تخريج المسند: حديث صحيح وهذا إسناد فيه ضعف ..، وقال الأرنؤوط: في تخريج سنن الدارقطني: صحيح .

 - قوله (روعي): أي ألقي في نفسي وقلبي  أي في خاطري أن أرقيه بسورة الفاتحة .. ففعلت .

 2- الحديث الثاني:

أ- عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ الصَّلْتِ، عَنْ عَمِّهِ قال: (أَنَّهُ مَرَّ بِقَوْمٍ وَعِنْدَهُمْ مَجْنُونٌ مُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُهُمْ أَعِنْدَكَ شَيْءٌ يُدَاوَى بِهِ هَذَا، فَإِنَّ صَاحِبَكُمْ قَدْ جَاءَ بِخَيْرٍ، قَالَ: فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ، فَبَرَأَ فَأَعْطَاهُ مِائَةَ شَاةٍ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: «كُلْ .. فَمَنْ أَكَلَ بِرُقْيَةِ بَاطِلٍ فَقَدْ أَكَلْتَ بِرُقْيَةِ حَقٍّ) رواه الحاكم .. وقال:هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ ولم يخرجاه .. وذكره الألباني في الصحيحة ووافق على قول الحاكم .

 ب- وفي رواية بلفظ: (أَنَّهُ مَرَّ بِقَوْمٍ فَأَتَوْهُ، فَقَالُوا: إِنَّكَ جِئْتَ مِنْ عِنْدِ هَذَا الرَّجُلِ بِخَيْرٍ، فَارْقِ لَنَا هَذَا الرَّجُلَ .. فَأَتَوْهُ بِرَجُلٍ مَعْتُوهٍ فِي الْقُيُودِ .. فَرَقَاهُ بِأُمِّ الْقُرْآنِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً، وَكُلَّمَا خَتَمَهَا جَمَعَ بُزَاقَهُ، ثُمَّ تَفَلَ فَكَأَنَّمَا أُنْشِطَ مِنْ عِقَالٍ فَأَعْطَوْهُ شَيْئًا، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كُلْ .. فَلَعَمْرِي لَمَنْ أَكَلَ بِرُقْيَةٍ بَاطِلٍ، لَقَدْ أَكَلْتَ بِرُقْيَةٍ حَقٍّ) صحيح أبي داوود.

 ج- وفي رواية بلفظ : (فَكَأَنَّمَا أُنْشِطَ مِنْ عِقَالٍ فَأَعْطَوْنِي جُعْلًا ....) صحيح أبي داود.

 * من شرح ألفاظ الحديث:

- (من عند هذا الرجل): أي النبي - صلى الله عليه وسلم .

(برجل معتوه) أي: مجنون .. وقيل هو المدهوش من غير جنون .. ولكن تفسيره بالمدهوش قولا فيه نظر .. لأنه كان مقيدا والمدهوش كالتائه السرحان ولا يتم تقييده ..!! والله أعلم .

 - (في القيود) : مقيد مربوط تم تكتيفه ..

- (فرقاه بأم القرآن) : أي بسورة الفاتحة مرتين صباحا ومساء لمدة ثلاثة أيام .. كمايظهر هذا في رواية أخرى بلفظ: (فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ، فَبَرَأَ) .. رواه الحاكم بسند صحيح ..

 - (ثلاثة أيام غدوة وعشية): يرشدنا ذلك إلى متابعة الرقية مع المصاب صباحا ومساء لمتابعة الحالة ..  وإن كان ذلك ليس في كل الحالات .. لأنه في حالة أبي سعيد الخدري كانت الرقية سبعة مرات في يوم .. كما يظهر ذلك من الاحاديث .. والله أعلم .

 - قوله (كلما ختمتها): أي كلما انتهيت من قرائتها كاملة .. وفي ذلك دلالة على أن النفث يكون بعد القرآءة للرقية وليس بين كل آية كما يزعم البعض ..

 - قوله (جمع بزاقه): يجمع ريقه بعد كل قراءة ..

- قوله (يتفل): ينفث بهذا الريق عليه .. ولم يتم تحديد مكان النفث عليه ..!!

 - قوله (أُنْشِطَ): بضم الألف أي بصيغة المجهول .. والمعنى هو كأنما تم حله وفكه .

 - قوله (عِقَالٍ): من قيد أو حبل كان مكتوفا به ..

 - والمقصد أنه شعر براحة وكأنه أصبح حرا نشيطا بعد أن كان يشعر بأنه مقيدا .. (هذا وصف لحالته النفسية) .. وليس وصفا لما كان عليه من تقييد بالحبال فعلا حينما كان مجنونا ..

 - وهذا القول (أُنْشِطَ مِنْ عِقَالٍ) .. يستخدمه العرب فيمن زال عنه المكروه الذي كان يفسد عليه حركته في الحياة .. والله أعلم .

- قَالَ الطِّيبِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: الْكَلَامُ فِيهِ التَّشْبِيهُ شَبَّهَ سُرْعَةَ بُرْئِهِ مِنَ الْجُنُونِ بِوَاسِطَةِ قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ وَالتَّفْلِ بِجَمَلٍ مَعْقُولٍ بَرَأَ مِنْ عِقَالٍ فَتَرَاهُ سَرِيعَ النُّهُوضِ.

 - قوله (جُعلا): بضم الجيم .. أي أجرا نظير شفاء هذا الذي كان مصاب بالجنون .

 - قوله (كُلْ): أي حلالا لك أن تأكل من الأجر الذي أعطوه لك .

 - قوله (فَلَعَمْرِي): حلف النبي بعمره لأن الله أقسم به في كتابه ..  (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) الحجر72..  وقيل أن هذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم وقد أذن الله له بذلك .. وقيل المعنى بحق من خلق حياتي .. والله أعلم .

 - قوله (لَمَنْ أَكَلَ بِرُقْيَةٍ بَاطِلٍ، لَقَدْ أَكَلْتَ بِرُقْيَةٍ حَقٍّ): أي من الناس من يرقي برقية باطل ويأخذ عليها أجرا أما أنت فقد رقيت برقية حق فأنت أحق بهذا الأجر .

 - قوله (أكلت): جاء بصيغة الماضي للدلالة على أن ما فعله كان صحيحا ودليل على استحقاقه لما أخذه منهم ..

 * وفي الحديث دليل على الآتي:

1- دليل أنه قرأ سورة الفاتحة كاملة .. وكان ينفث بريقه بعد قرائتها كاملة .

 2- وأنه ليس بالضرورة تكون الرقية بأعداد بل يكفي مرة واحدة .. كما في رواية (فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ، فَبَرَأَ ) رواه الحاكم وصححه .. وتم توضيح المرتين في الرواية الثانية بأنها صباحا ومساءا (فَرَقَاهُ بِأُمِّ الْقُرْآنِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً) صحيح أبي داود .. فيكون المقصد يرقيه مرة بالصباح ومرة في المساء كما في الرواية الثانية .. والله أعلم.

 3- والحديث دليل على أن في بعض القرآن رقية بدليل اختصاص الفاتحة دون غيرها بالرقية .. ولكن هذا لا يمنع أن القرآن كله بركة وشفاء ورحمة .. وقد استرقى النبي صلى الله عليه وسلم بالمعوذتين .

 * الخلاصة لما سبق:

- سواء كنت تقرأ مرة أو اثنين أو ثلاثة أو سبعة أو بقدر ما تجد في عزيمتك .. فأنت حر لأنك تتوسل إلى الله بكلامه .. ويكفيك ما رواه عمران بن حصين عن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اقْرَءُوا الْقُرْآنَ، وَسَلُوا اللهَ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَجِيءَ قَوْمٌ يَسْأَلُونَ النَّاسَ بِهِ) صحيح الترمذي ورواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: حسن لغيره .. وصححه الألباني لكثرة شواهد الحديث .

 

- قوله (سلوا الله به): أي حينما تقرأون القرآن فاسألوا الله به من فضل عطاءه في الدنيا والآخرة .. مثل أن تقول (اللهم إني أسألك الشفاء بحق ما قرأته من القرآن وأن ترزقني كذا وكذا ..) أو تقول (اللهم اشفني وارزقني بحق قولك بسم الله الرحمن الرحيم "وتقرأ من القرآن ما تريد ان تتوسل به إلى الله) وهكذا ..

 

- قوله (يسألون به الناس): أي يبتغون من وراء قرائتهم ما في أيدي الناس من مال .. أي أن سبب قرائته للقرآن هو أن تعطيه المال .. ولم تكن قرائتهم ابتغاء وجه الله .. !!

**********************

..:: س13: ما هو تحقيق حديث آية (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا)؟ ::..

 - قد يصادفك أخي الحبيب .. أحد الجهلاء في زماننا هذا .. ويقول لك أن الرقية بالآيات من سورة المؤمنون قد جاء فيها حديث موضوع ولا يصح قرائتها في الرقية وبالتالي يكون قرائتها كرقية هي بدعة ..!! وهذه هي الآيات التي يقصدها: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ . فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ . وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ . وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) المؤمنون115-118 ..

- الجواب:

1- كون هذا الشخص يمنع كلام الله في الرقية .. فليأت بالدليل على المنع وإلا فهو مبتدع حكما بالكذب على الله ورسوله .. وإذا كان هذا الجاهل سيقول أئتنا بالدليل على جواز قرائتها .. فنقول له أنه قد يكفيك إن كنت تعقل .. قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا) صحيح مسلم .. إلا لو كنت مكذبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. فحينئذ يكون قد اتضح مكنون قلبك للمؤمنين ولا حاجة للكلام معك ..!!

 - وعلى هذا أخي الحبيب .. اجعل قياس كل الآيات المستدل بها في الرقية .. ولا تبالي بهؤلاء الجهلة المبتدعة بالأحكام المفتراه في الدين كذبا وافتراء على الله ورسوله .

 2- أما عن الحديث الذي يشير إليه البعض بأنه حديث موضوع فيما يتعلق بتلك الآيات .. فهذا حق في أحد طرقه وليس في كل طرقه .. وكان من الأمانه أن يذكر كل طرق الحديث ليتبين الأمر ..!!

 - وإليك هذا التحقيق البسيط عن الحديث:

- عن الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن حنش الصنعاني عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه – (أنه قرأ في أذن مبتلىً؛ فأفاق؛ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ "ما قرأت في أذنه؟ "؛ فقال: قرأت: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115)} حتى فرغ من آخر السورة [المؤمنون: 115]؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو أن رجلًا موقنًا قرأ بها على جبل لزال") رواه أبو يعلى ..

- قال السيوطي اللآليء المصنوعة (1/225): وهذا الإسناد رجاله رجال الصحيح؛ سوى ابن لهيعة وحنش، وحديثهما حسن ..

- قال الشيخ سليم بن عيد الهلالي في عجالة الراغب المتمني (ج2 ص714): إسناده حسن، رجاله ثقات رجال مسلم في "صحيحه" غير عبد الله بن لهيعة، فإنما روى له مسلم مقرونًا بغيره، والمتقرر فيه: أنه حسن الحديث إذا روى عنه أحد العبادلة أو واحد من قدماء أصحابه، وهذا منها؛ فإن عبد الله بن وهب وعبد الله بن مسلمة القعنبي من قدماء أصحابه ..، وأعله بعضهم بالانقطاع بين حنش الصنعاني وعبد الله بن مسعود، وليس هذا بشيء، فقد ذكر الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (3/ 57) أنه يروي عن ابن مسعود، ومن قبله الإمام الدارقطني في "الأفراد" (ق 207/أ) ولم يوصف حنش بتدليس ولا إرسال ..، قد سبق لي وأن ضعفت هذا الحديث في تعليقي على "الأذكار" للإمام النووي (1/ 356 - 357) وقد تبين لي بعد هذا التحقيق أنه حسن. (انتهي كلامه مختصرا) ..

- ورأي الشيخ الألباني فيه: أنه صحيح كمرسل لرواية (أن رجلا مصابا مر به على ابن مسعود ...) .. ولم يعتبر الرواية المسندة عند أبي يعلى كرواية مسندا لابن مسعود ..!!

- وضعف البعض رواية أبو يعلى بسبب عنعنة الوليد بن مسلم وهو من المدلسين خاصة وأنه لم يصرح بالسماع حتى يقبل حديثه .. ولكن هذا التضعيف لا يصح لوجود متابعة عليه عن بن وهب .. قد ذكرها أبي حاتم في تفسيره في عند آخر سورة المؤمنون بلفظ : حدثنا ابن وهب: أخبرني ابن لهيعة عن ابن هبيرة عن حنش بن عبد الله: "أن رجلا مصابا مر به على ابن مسعود، فقرأ في أذنه ......." !!

 

- تنبيه : للحديث سند آخر لم يصح وقد ذكره العقيلي في الضعفاء، وذكره بن الجوزي في الموضوعات، وكذلك السيوطي في اللآليء المصنوعة، وغيرهم من رجال تحقيق الأحاديث .. لأن في سنده راوي متهم بالكذب وهو "سلام بن رزين قاضي أنطاكية" ..، ولكن سند الحديث الذي رويناه عن أبي يعلي فهو حديث حسن إن شاء الله تعالى ..

- والله أعلم .

 **************************

:: الفصل الثالث ::

:: عن كيفية استخدام حزب "رقية الشفاء" ::

************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .