..:: س14: هل الذكر بالسبحة بدعة محرمة ؟ ::..
- أخي الحبيب ..
- في ختام مسألة رواية الصحابي
عبد الله بن مسعود .. أنه قد يشغلك أن يكون في هذه الرواية ما
فيه دلالة على منع اتخاذ السبحة في أثناء الذكر .. وهنا يخطر ببالك ما يتداوله بعض
من لا يتقي الله في المسلمين ويهوى تأثيمهم .. فتجده يقول لك أن السبحة بدعة محرمة
ومستخدمها آثم ؟
* قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أولا: على افتراض صحة الرواية من أساسه - فقصة بن
مسعود إنما تدل على اعتراضه على عد الذكر بالحصى داخل المسجد .. ولم يكن اعتراضه كما توهم المتوهم على أن
الإعتراض على السبحة ..!! لا .. وإنما الإعتراض على عد الذكر على السبحة أو بالحصى
بعدد معين .. كما جاء في الرواية :(مَا هَذَا الَّذِي أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ ؟ قَالُوا : يَا
أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حصًا نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ
. قَالَ : فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ .. فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ
شَيْءٌ) كما في رواية الدارمي
والطبراني ..
- ولأن الذين
كانوا يعدون الذكر إنما عن عدد تم وضع فضيلة له من المرشد لهم في حلقة الذكر ..
وهذه الفضيلة لا دليل له عليها .. ولها أنكر الصحابي هذا الفعل .. كما جاء عن الْمُسَيِّبُ بْنُ نَجَبَةَ حينما ذهب إلَى عَبْدِ اللهِ بن مسعود فَقَالَ:
(إِنِّي تَرَكْتُ قَوْمًا بِالْمَسْجِدِ يَقُولُونَ: مَنْ
سَبَّحَ كَذَا وَكَذَا فَلَهُ كَذَا وَكَذَا) من رواية الطبراني في الكبير ..
- قوله (مَنْ
سَبَّحَ كَذَا وَكَذَا فَلَهُ كَذَا وَكَذَا) .. في هذه الرواية تظهر أن الذي كان يرشد الناس للذكر بالعدد والحصى .. كان يخبرهم بفضيلة أجر
على هذا العدد .. بما ليس
له به علم وكأنه يخترع فضائل أعمال للناس ليذكروا الله .. !! وإلا ما كان
اعترض عليه الصحابي لو كان ما ينطقه هذا الرجل موافق لما قال به النبي صلى الله عليه
وسلم .. !!
- ولكن لو كان إنكار بن مسعود على العدد
في الذكر بالحصى .. حتى ولو كان العدد متعين مثلا مائة مرة .. فهذا مردودا
عليه بل وفعل منكرا منه رضي الله عنه لأنه فعل ما هو مخالفا لإرشاد وفعل النبي صلى
الله عليه وسلم ..
- ثانيا: أخي الحبيب .. ستجد من يريد أن يفسد عليك
حالك حينما يجدك تمسك بسبحة تذكر الله .. فيقول لك أن السبحة بدعة وأن ما تفعله
إنما هو أثم .. وفي الحقيقة إنما هو يريد تأثيمك لإظهار نفسه بالتزكية والعلو
النفسي عليك .. فلا تلتفت لهذا الجاهل .. لكونه يستمع لمشايخ أحاطهم بهالة التقديس
حتى جعل كلامهم ككلام الله ورسوله ..!!
- ثالثا: ولو كان هذا الداعية يعقل كلام ما
يسمعه .. لتسائل ببساطة عقليه فقال: ما علاقة هذا الدين ؟!!
- فنحن لا نتعبد
بالسبحة حتى نجعلها بدعة أو غير بدعة .. حتى نجعل منها مسألة
دينية .. فهذا جهل وقلة عقل وفراغ علمي ..
- وإذا وجدتهم يقولوا لك أن السبحة لا تشهد لك عند
الله .. فاعلم أن هذا لا يقل جهل عن سابقه .. لأن اليد تحمل السبحة والأصابع تحرك السبحة
.. ألا تشهد الأصابع واليد لله يوم القيامة على أنها كانت تسبح الله ؟!! حيث أن السبحة
ليست هي التي تتحرك بذاتها حتى يقال أنها لا تشهد لك عند الله ..!! فما هذا الجهل الديني
..؟!
- وبنفس منطقهم وطريقة تفكيرهم نقول لهم: هل يا ترى الملابس التي
تلبسها وقت الذكر ستشهد لك عند الله أم لا حينما تذكر ؟!! .. ونظل في متاهة وهمية
لا علاقة لها بالدين .. والمصيبة أنهم يجعلون منها مسائل دينية .. ويحكمون على
الناس ويدخلونهم النار .. لأنهم جعلوا من أنفسهم نواب عن الله في الحكم على عباد
الله بالتأثيم .. !! في حين يوجد دليل تحريم على اتخاذ السبحة في الذكر .. وإن كان
الأولى الذكر على أصابع اليد اليمنى اتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم ..
- رابعا: بنفس المنطق نسأل الذين لم
يحترموا دينهم وعقولهم .. فنقول لهم بنفس منطق السخافة:
- هل يصح أن تلبس النظارة وأنت بتذكر الله ؟ وما
الدليل على ذلك حيث أنها بدعة حيث لم تكن في زمن الرسول ؟ ويا ترى تنفع بعدسات
بلاستيك أم بعدسات زجاج ؟ وهل تصح بالنظارة الشمس أم فقط بالنظارة الطبية ؟ وووو
...
- وهل يصح أن تذكر الله وأنت لابس بنطلون جينز ؟
وما الدليل؟
- وهل يصح أن تذكر الله بدون طاقية ؟ وما الدليل ؟
- وهل يصح أن تذكر الله وأنت لابس حذاء كوتشي ؟
وما الدليل؟
- وهل يصح أن تذكر الله وأنت لابس قميص نصف كم ؟
وما الدليل؟
- وهل يصح أن تذكر الله بملابس ملونة صنعها غير
المسلم ؟ وما الدليل ؟
- وهل يصح أن تذكر الله وأنت ماسك السبحة
الفسفورية المضيئة بالليل ؟ وما الدليل ؟
- وهل يصح أن تذكر الله وأنت لابس حذاء ؟ وما نوعه
؟ هل لابد أن يكون يلبس جوارب أم لا ؟ وما الدليل ؟
- وكل ما سبق ما هو إلا مجموعة أسئلة سخيفة تدل على خفة عقل الباحث في
هذه الأمور .. فضلا عن كونه على جهل مطلق بالدين وأحكامه .. لأنه لا علاقة لهذه
الأمور بالذكر أو الدين ..!! لأنها أمور مباحة ..!!
- سادسا: وبنفس منطقهم الفاسد
والمنحرف عن الحق تماما .. وحتى تعلم مدى ضلالهم وتضارب أقوالهم .. ستجدهم يجعلون
مساجدهم محاطة بالبدعة أثناء العبادة ..حيث يصلون في مساجد بها مراوح أو تكييفات
وسجاجيد وميكروفونات وتم بنائها من الرخام ودهانها بأفخر أنواع الدهانات .. وفيها
من الرفاهية ما لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ..!! فلماذا لم ينكروا هذه
البدع ويخرجوها من مساجدهم ؟!! أم لأن النفوس لها شوق وهوى نفس في هذه الأشياء فلم
يجعلوا منها بدعة ؟!! وجعلوا منها أنها تجوز ..!!
- سابعا: ختام المسألة من
دار الإفتاء المصرية:
- الفتوى رقم: 4360 - التاريخ : 14/05/2018
- ما رأيكم دام فضلكم في حكم استعمال
السبحة في الذكر؟ وجزاكم الله خيرًا.
- الجواب : الأستاذ الدكتور / شوقي إبراهيم علام:
- السبحة هي: الخرزات
التي يَعُدّ بها المسبح تسبيحه وذِكرَه، والذكر بالسبحة وغيرها مما يُضْبَطُ به العَدُّ
أمر مشروع أقره النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجرى عليه عمل السلف الصالح من غير نكير:
- فعن صَفِيَّةَ بنت حيي رضي الله عنها قالت:
دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَبَيْنَ يَدَيَّ أَرْبَعَةُ
آلَافِ نَوَاةٍ أُسَبِّحُ بِهَا، فَقُلْتُ: لَقَدْ سَبَّحْتُ بِهَذِهِ، فَقَالَ: (أَلَا أُعَلِّمُكِ بِأَكْثَرَ مِمَّا سَبَّحْتِ بِهِ» فَقُلْتُ:
بَلَى عَلِّمْنِي، فَقَالَ: «قُولِي: سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ») أخرجه
الترمذي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
- وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أنه دخل
مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم عَلَى امْرَأَةٍ وَبَيْنَ يَدَيْهَا نَوًى أَوْ حَصًى
تُسَبِّحُ بِهِ فَقَالَ: (أُخْبِرُكِ بِمَا هُوَ أَيْسَرُ
عَلَيْكِ مِنْ هَذَا أَوْ أَفْضَلُ؟ قولي: سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي السَّمَاءِ،
وَسُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي الأَرْضِ، وَسُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا بَيْنَ
ذَلِكَ، وَسُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا هُوَ خَالِقٌ، وَاللهُ أَكْبَرُ مِثْلَ ذَلِكَ،
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مِثْلُ ذَلِكَ، وَلَا
حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ مِثْلَ ذَلِكَ) أخرجه أبو داود والترمذي
وحسنه، والنسائي وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم.
- وعن القاسم بن عبد الرحمن قال: (كانَ لأبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه نَوًى مِنْ نَوَى الْعَجْوَةِ
في كِيسٍ، فَكَانَ إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ أَخْرَجَهُنَّ وَاحِدةً يُسَبِّحُ بِهِنَّ
حَتَّى يَنْفَدْنَ). أخرجه الإمام أحمد في "الزهد".
- وعَنْ أَبِى نَضْرَةَ الغفاري رضي الله عنه
قال: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ طُفَاوَةَ قَالَ: (تَثَوَّيْتُ
أَبَا هُرَيْرَةَ بِالْمَدِينَةِ، فَلَمْ أَرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وآله وسلم أَشَدَّ تَشْمِيرًا وَلَا أَقْوَمَ عَلَى ضَيْفٍ مِنْهُ، فَبَيْنَمَا
أَنَا عِنْدَهُ يَوْمًا وَهُوَ عَلَى سَرِيرٍ لَهُ وَمَعَهُ كِيسٌ فِيهِ حَصًى أَوْ
نَوًى وَأَسْفَلُ مِنْهُ جَارِيَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ وَهُوَ يُسَبِّحُ بِهَا، حَتَّى
إِذَا أَنْفَدَ مَا فِي الْكِيسِ أَلْقَاهُ إِلَيْهَا، فَجَمَعَتْهُ فَأَعَادَتْهُ
فِي الْكِيسِ، فَدَفَعَتْهُ إِلَيْهِ) أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه، والنسائي.
- وعن نعيم بن المحرر بن أبي هريرة عن جده أبي
هريرة رضي الله عنه: (أنه كان له خَيْطٌ فِيه أَلْفَا عُقْدَةٍ،
فَلَا يَنَامُ حَتَّى يُسَبِّحَ بِهِ). أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في
"زوائد الزهد"، وأبو نعيم في "الحلية".
- وروي مثل ذلك عن سيدنا سعد بن
أبي وقاص رضي الله عنه، وأبي سعيد
الخدري رضي الله عنه، وأبي صفية مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والسيدة فاطمة
بنت الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وغيرهم من الصحابة والتابعين.
- قال الحافظ السيوطي رحمه الله
في رسالته "المنحة في السبحة"
-كما في كتابه "الحاوي للفتاوي" (3/ 2-5، ط. دار الفكر)-: [فلو لم يكن في
اتخاذ السبحة غير موافقة هؤلاء السادة، والدخول في سلكهم، والتماس بركتهم، لصارت بهذا
الاعتبار من أهم الأمور وآكدها، فكيف بها وهي مُذَكِّرة بالله تعالى؛ لأن الإنسان قل
أن يراها إلا ويذكر الله، وهذا من أعظم فوائدها، وبذلك كان يسميها بعض السلف رحمه الله
تعالى، ومن فوائدها أيضا الاستعانة على دوام الذكر كلما رآها ذكر أنها آلة للذكر فقاده
ذلك إلى الذكر فيا حبذا سبب موصل إلى دوام ذكر الله عز وجل.. ولم ينقل عن أحد من السلف
ولا من الخلف المنع من جواز عد الذكر بالسبحة، بل كان أكثرهم يعدونه بها ولا يرون ذلك
مكروها] اهـ.
- وقد صنف في مشروعية الذكر بالسبحة جماعة من العلماء
منهم:
- الحافظ السيوطي في "المنحة في السبحة"
- والشيخ محمد بن علان الصديقي في "إيقاد
المصابيح لمشروعية اتخاذ المسابيح"
- والعلامة أبو الحسنات اللكنوي في "نزهة
الفكر في سبحة الذكر".
- ونصت المذاهب الفقهية الأربعة
على مشروعية اتخاذ السبحة
والذكر بها، بل واستحباب ذلك:
- ففي المذهب الحنفي:
- قال العلامة ابن نجيم الحنفي في "البحر
الرائق شرح كنز الدقائق" (2/ 31، ط. دار الكتاب) في تقرير النبي صلى الله عليه
وآله وسلم التسبيح بالحصا أو النوى: [فلم ينهها عن ذلك وإنما أرشدها إلى ما هو أيسر
وأفضل ولو كان مكروها لبين لها ذلك ثم هذا الحديث ونحوه مما يشهد بأنه لا بأس باتخاذ
السبحة المعروفة لإحصاء عدد الأذكار إذ لا تزيد السبحة على مضمون هذا الحديث إلا بضم
النوى ونحوه في خيط ومثل هذا لا يظهر تأثيره في المنع فلا جرم إن نقل اتخاذها والعمل
بها عن جماعة من الصوفية الأخيار وغيرهم اللهم إلا إذا ترتب عليها رياء وسمعة فلا كلام
لنا فيه وهذا الحديث أيضًا يشهد لأفضلية هذا الذكر المخصوص على ذكر مجرد عن هذه الصيغة
ولو تكرر يسيرًا] اهـ.
- وقال العلامة ابن عابدين في حاشيته
"رد المحتار"
(1/ 651، ط. دار الفكر): [(قوله لا بأس باتخاذ المسبحة) بكسر الميم: آلة التسبيح، ودليل
الجواز: ما رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم وقال: صحيح الإسناد،
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه (أنه دخل مع النبي صلى الله
عليه وآله وسلم عَلَى امْرَأَةٍ وَبَيْنَ يَدَيْهَا نَوًى أَوْ حَصًى تُسَبِّحُ بِهِ
فَقَالَ: «أُخْبِرُكِ بِمَا هُوَ أَيْسَرُ عَلَيْكِ مِنْ هَذَا أَوْ أَفْضَلُ؟ قولي:
سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي السَّمَاءِ، وَسُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ
فِي الأَرْضِ، وَسُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا بَيْنَ ذَلِكَ، وَسُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ
مَا هُوَ خَالِقٌ، وَاللهُ أَكْبَرُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِثْلَ ذَلِكَ،
وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مِثْلُ ذَلِكَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ
مِثْلَ ذَلِكَ) .. فلم ينهها النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك، وإنما أرشدها
إلى ما هو أيسر وأفضل ولو كان مكروها لبين لها ذلك .. ولا تزيد السبحة على مضمون هذا
الحديث إلا بضم النوى في خيط، ومثل ذلك لا يظهر تأثيره في المنع، فلا جرم أن نقل اتخاذها
والعمل بها عن جماعة من الصوفية الأخيار وغيرهم؛ اللهم إلا إذا ترتب عليه رياء وسمعة
فلا كلام لنا فيه] اهـ.
قال الشيخ الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح"
(4/ 1601، ط. دار الفكر): [(وَبَيْنَ يَدَيْهَا) الواو
للحال (نَوًى) جمع نواة وهي عظم التمر (أو حَصًى) شك من الراوي (تُسَبِّحُ)
أي: المرأة (بِهِ) أي: بما ذكر من النوى أو الحصى،
وهذا أصل صحيح لتجويز السبحة بتقريره صلى الله عليه وآله وسلم فإنه في معناها؛ إذ لا
فرق بين المنظومة والمنثورة فيما يُعَدُّ به، ولا يُعْتَدُّ بقول مَن عَدَّها بدعة،
وقد قال المشايخ: إنها سوط الشيطان] اهـ.
- وفي المذهب المالكي:
- قال القاضي عياض المالكي في "الغنية"
(1/ 180، ط. دار الغرب الإسلامي): [وأخبرنا -يعني: الحافظ علي بن المشرف الأنماطي-
رحمه الله، فيما كتبه لنا قال: سمعت أبا إسحاق الحبال يقول: سمعت أبا الحسن ابن المرتفق
الصوفي يقول: سمعت أبا عمرو ابن علوان وقد رأيت في يده سبحة فقلت: يا أستاذ مع عظيم
إشارتك وسَنِيِّ عبارتك وأنت مع السبحة! فقال لي: كذا رأيت الجنيد بن محمد وفي يده
سبحة فسألته عما سألتني عنه، فقال لي: كذا رأيت أستاذي بشر بن الحارث وفي يده سبحة،
فسألته عما سألتني عنه، فقال لي: كذا رأيت عامر بن شعيب وفي يده سبحة، فسألته عما سألتني
عنه، فقال لي: كذا رأيت أستاذي الحسن بن أبي الحسن البصري وفي يده سبحة فسألته عما
سألتني عنه، فقال لي: يا بني هذا شيء كنا استعملناه في البدايات ما كنا بالذي نتركه
في النهايات، أحب أن أذكر الله تعالى بقلبي ويدي ولساني] اهـ.
- وفي المذهب الشافعي:
- جاء في فتاوى الحافظ ابن الصلاح (01/ 400، ط.
مكتبة العلوم والحكم، بيروت): [مسألة: هل يجوز للإنسان أن يسبح بسبحة خيطها حرير والخيط
ثخين؟ فأجاب رضي الله عنه: لا يحرم ما ذكره في السبحة المذكورة والأولى إبداله بخيط
آخر. والله أعلم] اهـ.
- وجاء في "الفتاوى
الفقهية الكبرى" للعلامة ابن حجر الهيتمي الشافعي (1/ 152، ط. المكتبة الإسلامية):
[(وسئل) رضي الله عنه: هل للسبحة أصل في السنة أو لا؟
- (فأجاب) بقوله:
نعم، وقد ألف في ذلك الحافظ السيوطي؛ فمن ذلك ما صح عن ابن عمر رضي الله عنهما:
"رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعقد التسبيح بيده"،
وما صح عن صفية رضي الله عنها: (دخل عليَّ رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بهن، فقال: «مَا هَذَا يَا بِنْتَ
حُيَيٍّ؟» قلت: أسبح بهن، قال: «قَدْ سَبَّحْت مُنْذُ قُمْت عَلَى رَأْسِك أَكْثَرَ
مِنْ هَذَا»، قلت: علمني يا رسول الله قال: «قُولِي سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ
مِنْ شَيْءٍ». وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي: «عَلَيْكُنَّ بِالتَّسْبِيحِ
وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّقْدِيسِ، وَلَا تَغْفُلْنَ فَتَنْسَيْنَ التَّوْحِيدَ، وَاعْقِدْنَ
بِالْأَنَامِلِ فَإِنَّهُنَّ مَسْئُولَاتٌ وَمُسْتَنْطَقَاتٌ).
- وجاء التسبيح بالحصى والنوى والخيط المعقود
فيه عقدٌ عن جماعة من الصحابة ومَن بعدهم، وأخرج الديلمي مرفوعًا: «نِعْمَ الْمُذَكِّرُ
السُّبْحَةُ»] اهـ.
- وقال العلامة محمد بن علان في "الفتوحات
الربانية على الأذكار النواوية" (1/ 285. ط، جمعية النشر والتأليف الأزهرية):
[ولهذا اتخذ أهل العبادة وغيرهم السبح. وقال أهل العلم: ينبغي أن يكون عدد التسبيح
باليمين. وفي "شرح المشكاة" لابن حجر: ويستفاد من الأمر بالعقد المذكور في
الحديث ندب اتخاذ السبحة، وزعم أنها بدعة غير صحيح، إلَّا أن يحمل على تلك الكيفيات
التي اخترعها بعض السفهاء مما يمحضها للزينة أو الرياء أو اللعب] اهـ.
- وقال العلامة المناوي في "فيض القدير"
في شرح «عَلَيْكُنَّ بِالتَّسْبِيحِ» (4/ 355، ط. المكتبة التجارية): [وهذا أصل في
ندب السبحة المعروفة وكان ذلك معروفا بين الصحابة] اهـ.
- وفي المذهب الحنبلي:
- قال الحافظ ابن
الجوزي الحنبلي: [إن السبحة مستحبة؛ لِمَا في حديث صفية رضي الله عنه أنها كانت
تسبح بنوى أو حصى، وقد أقرها صلى الله عليه وآله وسلم على فعلها، والسبحة في معناها؛
إذ لا يختلف الغرض عن كونها منظومة أو منثورة] اهـ نقله عنه العلامة ابن علان في
"الفتوحات الربانية" (1/ 285).
- وأفرد العلامة
أبو البركات ابن تيمية الحنبلي في "المنتقى" بابًا في مشروعية ذلك؛
فقال: (باب جواز عقد التسبيح باليد وعده بالنوى ونحوه)، ثم ذكر حديث بسرة وسعد وصفية
رضي الله عنهم.
وقال الشيخ ابن تيمية الحنبلي في "مجموع
الفتاوى" (22/ 506، ط. مجمع الملك فهد): [وَعَدُّ التسبيح بالأصابع سنة؛ كما قال
النبي صلى الله عليه وآله وسلم للنساء: (سَبِّحْنَ واعقدن
بالأصابع فإنهن مسئولات مستنطقات). وأما عَدُّهُ بالنوى والحصى ونحو ذلك فحسن،
وكان من الصحابة رضي الله عنهم من يفعل ذلك، وقد رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم
أم المؤمنين تسبح بالحصى وأقرها على ذلك، وروي أن أبا هريرة رضي الله عنه كان يسبح
به] اهـ.
- وبناءً على ذلك: فالتسبيح بالسبحة جائزٌ،
بل ومندوبٌ إليه شرعًا؛ لأنه وسيلةٌ إلى ذكر الله تعالى، والوسائل لها أحكام المقاصد؛
فوسيلة المندوب مندوبة، وقد أقره النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وورد عن الصحابة والتابعين
من غير نكير، ولا عبرة بمن يدَّعي بِدْعِيَّتَهُ، ولا ينبغي الالتفات إلى هذه الأقوال
التي لا سند لها من عقلٍ أو نقل.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
************************
:: الفصل الرابع ::
:: مشروعية الجهر بالذكر ::
**************************
..::
س15: ما هي حقيقة الخلاف في مسألة
الجهر بالذكر ؟ ::..
-
اعلم أخي الحبيب .. أن الذكر الجماعي هذه مسألة .. والجهر
بالذكر هذه مسألة أخرى سواء كنت منفردا أو في جماعة .. وإن كانت تتبع مسألة الذكر
الجماعي .. لأن الذكر الجماعي لا يكون إلا عن جهر .. وإلا فما فائدته ..؟!!
-
والجهر بالذكر هو مسألة خلافية بين العلماء .. وهي تدور بين مباح وحرام
ومكروه ..
-
ولو تحققت بكلام أهل العلم سلفا وخلفا .. ستجد أن حقيقة الخلاف لا تكمن في
الجهر بالذكر .. وإنما الخلاف نستطيع صياغته في السؤال الآتي وهو .. هل يصح الجهر
بالذكر في مطلق الأوقات .. أم هو مخصوص بأوقات شرعية محددة دون غيرها ..!!
-
لأن الجهر بالذكر موجود فعليا في الشريعة ومن ينكره فهو جاهل .. كرفع الصوت بالأذان وتكبيرات
العيد والصلوات الجهرية والتلبية في الحج وعند الجهاد وعند وقوع حريق .. وكذلك في
السفر كما أوضحنا في السؤال الرابع ..
-
فيكون الخلاف ليس في الجهر بالذكر كما توهم البعض .. وإنما الخلاف في إطلاق هذا الجهر
أم تخصيصه بوصف شرعي كالأذان ؟!!
***************************
..::
س16: ما هي مشروعية الجهر بالذكر ؟ ::..
* قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
الطبيعي في الإستدلال على الجهر بالذكر .. يكون استدلال عام .. سواء كنت فرد أو
جماعة .. ولكن وضعت لك الأدلة بطريقة منظمة ومرتبة لسهولة دراستها واستيعابها حتى
وإن خالف ذلك نمط السابقين في تدوين العلم .. وقد قمت بتنظيم الأدلة التي تدل على
الجهر على مجموعتين ..
-
المجموعة الأولى .. أدلة الجهر بالذكر كفرد ..
-
المجموعة الثانية .. أدلة الجهر بالذكر كجماعة ..
-
ولكن لا يخفى على باحث أن الأدلة في مجموعها تدل على شيء واحد وهو جواز الجهر
بالذكر .. بغض النظر عن كونك تذكر جهرا لوحدك كفرد أو في جماعة .. فانتبه لما قلته
لك ..
- وإليك
الأدلة الخاصة بجواز الجهر بالذكر ..
* أولا: عن أدلة الجهر بالذكر كأفراد :
1- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الَّذي يجهرُ بالقرآنِ ، كالَّذي يجهرُ بالصَّدقةِ، والَّذي يُسرُّ
بالقرآنِ كالَّذي يُسرُّ بالصَّدقةِ) صحيح النسائي .
2- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أَذِنَ اللهُ لشيءٍ ما أَذِنَ لنَبيٍّ حسَنِ الصَّوتِ بالقُرآنِ يجهَرُ به) صحيح البخاري.
- معنى (يجهَرُ بالقُرآنِ): أي يرفع صوته بقراءة القرآن .. في
غير رياء ولا إيذاء لأحد بجواره يتعبد لله .
3-
جاء في الحديث عن غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ، أَتَيْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ : (أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْهَرُ بِالْقُرْآنِ أَوْ يُخَافِتُ بِهِ قَالَتْ: «رُبَّمَا جَهَرَ وَرُبَّمَا
خَافَتَ» ، قُلْتُ: اللَّهُ أَكْبَرُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي
هَذَا الْأَمْرِ سَعَةً) صحيح بن ماجه .
4-
عن بريده بن الحصيب الأسلمي قال: (خَرَجَ بُرَيدةُ عِشاءً، فلَقِيَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه
وسلَّمَ، فأخَذَ بيَدِه فأدخَلَه المًسجِدَ، فإذا صَوتُ رَجُلٍ يَقرَأُ، فقال
النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: تُراهُ مُرائيًا؟ فأُسكِتَ بُرَيدةُ، فإذا
رَجُلٌ يَدْعو، فقال: اللَّهُمَّ إنِّي أسأَلُك بأنِّي أشهَدُ أنَّك أنتَ اللهُ
الذي لا إلهَ إلَّا أنتَ، الأحَدُ الصَّمَدُ، الذي لم يَلِدْ ولم يُولَدْ، ولم
يكُنْ له كُفُوًا أحَدٌ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: والَّذي نَفْسي
بيَدِه -أو قال: والَّذي نَفْسُ مُحمَّدٍ بيَدِه- لقد سَأَلَ اللهَ باسْمِه
الأعظَمِ الذي إذا سُئِلَ به أعْطى، وإذا دُعِيَ به أجابَ، قال: فلمَّا كان مِن
القابِلةِ خَرَجَ بُرَيدةُ عِشاءً، فلَقِيَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ،
فأخَذَ بيَدِه فأدخَلَه المًسجِدَ، فإذا صَوتُ الرَّجُلِ يَقرَأُ، فقال النَّبيُّ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتقولُه مُرائيًا؟ فقال بُرَيدةُ: أتقولُه مُرائيًا يا
رسولَ اللهِ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا، بل مُؤمِنٌ مُنيبٌ،
لا، بل مُؤمِنٌ مُنيبٌ، فإذا الأشعريُّ يَقرَأُ بصَوتٍ له في جانِبِ المَسجِدِ،
فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ الأشعريَّ -أو إنَّ عبدَ اللهِ
بنَ قَيسٍ- أُعطِيَ مِزمارًا مِن مَزاميرِ داودَ، فقُلتُ: ألَا أُخبِرُه يا رسولَ
اللهِ؟ قال: بلى، فأخْبِرْه، فأخْبَرْتُه، فقال: أنت لي صَديقٌ؛ أخْبَرتَني عن
رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بحديثٍ) رواه
احمد .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح .. ورواه بن ماجة وابي داوود والترمذي مختصرا.
-
قلت (خالد) : ولو لم يكن الرجل الذي دعا صوته
مسموع وواضح وحاله أنه يتضرع إلى الله .. فكيف كان سمع النبي وبريدة الصحابي دعاء الرجل ؟!! فدل ذلك على
جواز الجهر بالدعاء وجواز الجهر بقراءة القرآن خارج المسجد .. ولم يعترض النبي على
ذلك .
5-
عَنِ الْأَدْرَعِ الْأَسْلَمِيِّ
قَالَ: (جِئْتُ لَيْلَةً أَحْرُسُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا أَنَا بِعَبْدِ اللهِ ذِي الْبِجَادَيْنِ يَقْرَأُ فِي الْمَسْجِدِ عَالِيَةً
قِرَاءَتُهُ قَالَ: فَخَرَجَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَمِرَاءٌ هَذَا؟ قَالَ:
مَعَاذَ اللهِ هَذَا عَبْدُ اللهِ ذُو الْبِجَادَيْنِ قَالَ: ثُمَّ تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ
فَلَمَّا رُفِعَ نَعْشُهُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" ارْفُقُوا بِهِ رَفَقَ اللهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ حَضَرَ حُفْرَتَهُ " فَقَالَ:
وَسِّعُوا لَهُ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ: " أَحَزِنْتَ بِهِ يَا رَسُولَ اللهِ
"؟ قَالَ: " إِنَّهُ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ) رواه البيهقي في
الشعب.. بسند حسن .
- قوله (أمراء
هذا): أي هل هذا يقرا بصوت عالي رياء الناس ؟!!
- قوله (حضر
حفرته): أي وقف على دفنه .
- وفي رواية بلفظ: (عَنْ
عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ
يُقَالُ لَهُ: ذُو الْبِجَادَيْنِ: " إِنَّهُ أَوَّاهٌ ". وَذَلِكَ أَنَّهُ
كَانَ رَجُلًا كَثِيرَ الذِّكْرِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ، وَيَرْفَعُ
صَوْتَهُ فِي الدُّعَاءِ) رواه احمد .. وقال الأرنؤوط: حسن لغيره وهذا إسناد
ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ، وباقي رجال الإسناد ثقات.
- قوله (ذُو الْبِجَادَيْنِ):
أي صاحب الكساء الذي عليه خطين .. وكان اسمه عبد الله .
- قوله (أوَّاه):
أي كثير الذكر لله والدعاء إليه مصحوبا ذلك بحرارة شوق إلى الله ..
6- عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ بن عبد الله قال: (رَأَى نَاسٌ نَارًا فِي الْمَقْبَرَةِ فَأَتَوْهَا فَإِذَا رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَقْبَرَةِ، وَإِذَا هُوَ يَقُولُ:
" نَاوِلُونِي صَاحِبَكُمْ، وَإِذَا هُوَ الرَّجُلُ الْأَوَّاهُ الَّذِي كَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالذِّكْرِ)
رواه أبي داود والبيهقي في الشعب .. قال الإمام النووي في خلاصة الأحكام: رَوَاهُ أَبُو
دَاوُد بِإِسْنَاد عَلَى شَرط الصَّحِيحَيْنِ ..، وقال بن الملقن في تحفة المنهاج:
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فإسناد عَلَى شَرط الصَّحِيح لَا جرم رَوَاهُ الْحَاكِم وَقَالَ
صَحِيح الْإِسْنَاد وَقَالَ مرّة صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم ..، وقال الوادعي في
الجامع الصحيح: حديث حسن ..، وقال عبد القادر الأرنؤوط في جامع الأصول: إسناده
صحيح ..، وقال شعيب الأرنؤوط في تخريج أبي داود: إسناده حسن محمد بن مسلم - وهو الطائفي-
صدوق حسن الحديث ..، وذكره الالباني في ضعيف أبي داود.
-
وفي روايه عن جابر بلفظ: (أَنَّ
رَجُلًا كَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ
بِالذِّكْرِ فَقَالَ رَجُلٌ: لَوْ أَنَّ هَذَا خَفَضَ مِنْ صَوْتِهِ فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَإِنَّهُ أَوَّاهٌ
" قَالَ: فَمَاتَ فَرَأَى رَجُلٌ نَارًا فِي قَبْرِهِ فَأَتَاهُ فَإِذَا رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ وَهُوَ يَقُولُ: " هَلُمُّوا صَاحِبَكُمْ
" فَإِذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالذِّكْرِ) رواه البيهقي في الشعب.. بسند حسن .
- قوله (رَجُلٌ نَارًا
فِي قَبْرِهِ): أي أن رجل رأى نارا عند
قبره في أثناء دفنه .. فجاء ليرى من يقوم بالدفن في هذا الوقت .. فكان النبي صلى
الله عليه وسلم هو من يدفنه ..
- قوله (هلموا صاحبكم): أي أعطوني
صاحبكم لأدخله القبر ..
* ملحوظة: بعض العلماء قالوا أن ذو البجادين هو الرجل
الذي كان يرفع صوته بالذكر في رواية أبي داود .. والبعض قال لا مانع من تعدد الفعل
لكثرة حدوثه وهو دفن الموتى .. ولأن الرواية لم تصرح بوضوح أنه ذو البجادين ..
*
وهناك أحاديث تدل على أن
النبي وصحابته رفعوا أصواتهم بالذكر .. وإن كان هذا له خصوصية فعل في وقت معين
وليس في كل الأوقات كما الأحاديث السابقة .. وأذكرها لك للمعرفة:
7-
عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ
أَبِيهِ، قَالَ: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يُوتِرُ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَقُلْ يَا أَيُّهَا
الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ مِنَ
الْوِتْرِ قَالَ: سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ يَرْفَعُ صَوْتَهُ فِي
الثَّالِثَةِ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح
على شرط الشيخين.
8-
عن عبد الله بن الزبير قال عن فعل النبي بعد كل صلاة:(كان يقولُ في دُبُرِ الصَّلاةِ
إذا سَلَّمَ قبلَ أنْ يَقُومَ ؛ يَرْفَعُ بِذلكَ صَوْتَهُ : لا إلهَ إلَّا اللهُ ، وحْدَهُ لا
شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ، ولهُ الحمدُ ، وهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ ، ولا حولَ ولا
قوةَ إلَّا باللهِ ، لا إلهَ إلَّا اللهُ ، و لا نَعْبُدُ إلَّا إِيَّاهُ ، لهُ
النِّعْمَةُ ، ولهُ الفضلُ ، ولهُ الثَّناءُ الحَسِنُ ، لا إلهَ إلَّا اللهُ مُخْلِصِينَ
لهُ الدِّينَ ، ولَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ) أخرجه الطبراني في الدعاء ..، وقال الألباني في الصحيحة 453/7: هذا إسناد جيد، رجاله ثقات
رجال مسلم من فوق الرازي؛ غير جنادة؛ وهو صدوق يغلط.
- قلت (خالد): ورفع الصوت هذا ليس خاص بالإمام .. لأن الرواية التالية عن بن عباس تدل على
أن الصحابة كانوا يرفعون أصواتهم بالذكر بعد انتهاء الصلاة .. وعموما لم يكن ذلك
كل أحوالهم كما قال ذلك كثير من العلماء ..
9-
عن مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قال: (أَنَّ رَفْعَ الصَّوْتِ
بِالذِّكْرِ حِينَ يَنْصَرِفُ النَّاسُ مِنَ الْمَكْتُوبَةِ، كَانَ عَلَى عَهْدِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» وَأَنَّهُ قَالَ: قَالَ ابْنُ
عَبَّاسٍ: «كُنْتُ أَعْلَمُ إِذَا انْصَرَفُوا بِذَلِكَ، إِذَا سَمِعْتُهُ) صحيح مسلم والبخاري.
10-
عن السائب بن خلاد عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أتاني جبريلُ صلَّى اللَّهُ
عليْهِ وسلَّمَ فأمرني أن آمرَ أصحابي ومن معي أن يرفعوا أصواتَهم بالإِهلالِ أو قالَ
بالتَّلبيةِ يريدُ أحدَهما) صحيح بي داود.
- قوله (التلبيه): أي يقولوا "لبيك اللهم لبيك".
- قوله (الإهلال): أي رفع الصوت بالتلبية.
- ودل الحديث
على أن رفع الصوت أو الجهر بالذكر لا مشكلة فيه شرعا .. إلا أن هذا كان مخصوصا
بتوقيت معين .
* ثانيا: أما عن الجهر بالذكر في جماعة أو مع جماعة:
1- جاء في الحديث القدسي: (يقولُ اللَّهُ
تَعالَى: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي
في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في
مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ) صحيح البخاري.
- في الحديث دلالة على ذكر الله سرا وعلانية .. لأن الذكر في
الملأ لا يكون إلا عن جهر ..!!
- وفي الحديث دلالة على ذكر الله في الملأ
.. أي في مجلس فيه جماعة من الناس يذكرهم بالله كالداعي إلى الله أو يذكر
ويذكرون معه الله كمحفظ القرآن .. فإن الله يمدحه أمام ملائكة السموات العلا ..
- وفي الحديث مطلق الوقت لهذا الذكر دون تخصيص لوقت دون وقت ..!!
2- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ لِلَّهِ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً، فُضُلًا يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ،
فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ
بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ، حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ
الدُّنْيَا، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ:
فَيَسْأَلُهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: مِنْ أَيْنَ
جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الْأَرْضِ،
يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ
وَيَسْأَلُونَكَ، قَالَ: وَمَاذَا يَسْأَلُونِي؟
قَالُوا: يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ، قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا: لَا،
أَيْ رَبِّ قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا: وَيَسْتَجِيرُونَكَ،
قَالَ: وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي؟ قَالُوا: مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ، قَالَ:
وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟
قَالُوا: وَيَسْتَغْفِرُونَكَ، قَالَ: فَيَقُولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ
فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا، وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا، قَالَ:
فَيَقُولُونَ: رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ، إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ
مَعَهُمْ، قَالَ: فَيَقُولُ: وَلَهُ غَفَرْتُ .. هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ
جَلِيسُهُمْ) صحيح مسلم.
- قوله (إِنَّ
لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّارَةً) : أي كَثِيرَةَ
السَّيْرِ.
- قوله (فضلا) : أنهم ملائكة زائدون على الحفظة وغيرهم.
- وفي رواية بلفظ: (إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً، فُضُلًا يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ،
فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ
ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ ...) صحيح مسلم.
- وفي رواية بلفظ: (إِنَّ لِلَّهِ مَلاَئِكَةً
يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ
اللَّهَ تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ " قَالَ:
«فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا» قَالَ: فَيَسْأَلُهُمْ
رَبُّهُمْ، وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ، مَا يَقُولُ عِبَادِي؟ قَالُوا: يَقُولُونَ:
يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ " .....) صحيح البخاري .
- قوله (يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ
الذِّكْرِ): يبحثون عنهم طالبين لهم ليجالسوهم ويستمعوا لذكرهم
لله .
- قوله (هَلُمُّوا): أَيْ: تعالوا مسرعين .
- قوله (إِلَى حَاجَتِكُمْ): من استماع الذكر ومجالسة
الذاكر .
- قوله (فَيَحُفُّونَهُمْ
بِأَجْنِحَتِهِمْ): يديرون أجنحتهم حول الذاكرين
وكأن أجنحتهم هيئتها مثل خيمة حول الذاكرين .
- وفي رواية بلفظ: (إنَّ للَّهِ ملائِكَةً سيَّاحينَ
في الأَرضِ فضلًا عن كتَّابِ النَّاسِ، فإذا وَجدوا أقوامًا يذكُرونَ اللَّهَ تَنادوا: هلمُّوا
إلى بُغيتِكُم، فيَجيئونَ فيحفُّونَ بِهِم إلى السَّماءِ الدُّنيا، فيَقولُ
اللَّهُ: أيَّ شيءٍ ترَكْتُمْ عِبادي يَصنعونَ، فيقولونَ: ترَكْناهم يحمَدونَكَ ويمجِّدونَكَ ويَذكرونَكَ
.....) صحيح الترمذي .
- قوله (سيَّاحينَ): أي يسيرون في الارض ويطوفون فيها بحثا عن
الذاكرين لله ليجالسوهم .
3- عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَيَبعَثَنَّ اللهُ أقوامًا يَومَ القِيامةِ في وُجوهِهمُ
النُّورُ، على مَنابِرِ اللُّؤلؤِ، يَغبِطُهمُ الناسُ، ليسوا بأنبياءَ ولا شُهداءَ،
قال: فجَثا أعرابيٌّ على رُكبَتَيْه فقال: يا رسولَ اللهِ، جَلِّهْم لنا نَعرِفْهم.
قال: همُ المُتَحابُّونَ في اللهِ، مِن قَبائلَ شَتَّى، وبِلادٍ شَتَّى، يَجتَمِعونَ على ذِكْرِ اللهِ، يَذكُرونَه)
رواه الطبراني .. وقال
الهيثمي: رواه الطبراني، ورجاله موثقون ..، وقال المنذري إسناده حسن ..، ورمز له
الألباني بأنه صحيح في صحيح الترغيب .
4- عن أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ
وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ،
وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ)
صحيح مسلم.
5- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه -
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم: (مَا
مِنْ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا
يَذْكُرُونَ اللهَ، لَا يُرِيدُونَ بِذَلِكَ إِلَّا وَجْهَهُ، إِلَّا
نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَنْ قُومُوا مَغْفُورًا لَكُمْ، قَدْ
بُدِّلَتْ سَيِّئَاتُكُمْ حَسَنَاتٍ) رواه الطبراني وأحمد .. وقال
الأرنؤوط: صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن .. وذكره الألباني في الصحيحة بأنه حسن ..
- قوله (ما جلس قوم يذكرون
الله تعالى): أي يذكرونه بأي نوع من أنواع
الذكر ويدخل فيه تعليم العلم النافع كتابا وسنة.
- قوله (ناداهم مناد): أي تشريفا وتبشيرا لهم.. والمقصد أن هناك من الملائكة
من يأذن له الله بأن يخبر أهل مجلس هذا الذكر بعد انتهائهم من مجلسهم بأنه مغفورا
لهم ..
-
وإذا كان لا يسمع أحد هذا النداء إلا من كشف الله له عن ذلك .. فقد سمعه النبي
صلى الله عليه وسلم وأخبرنا به .. فكان سماع النبي لهذا النداء هو سماعا لنا نعتقد
به ونؤمن فيه .. طالما صح الحديث بذلك .
6-
عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ،
قَالَ: (كَانَ سَلْمَانُ فِي عِصَابَةٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ
فَمَرَّ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَهُمْ قَاصِدًا
حَتَّى دَنَا مِنْهُمْ فَكَفُّوا عَنِ الْحَدِيثِ إِعْظَامًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ؟ فَإِنِّي رَأَيْتُ الرَّحْمَةَ
تَنْزِلُ عَلَيْكُمْ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُشَارِكَكُمْ فِيهَا) رواه الحاكم
وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدِ احْتَجَّا بِجَعْفَرِ بْنِ
سُلَيْمَانَ، فَأَمَّا أَبُو سَلَمَةَ سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ الزَّاهِدُ، فَإِنَّهُ
عَابِدُ عَصْرِهِ وَقَدْ أَكْثَرَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ الرِّوَايَةَ عَنْهُ .. وقال الذهبي: صحيح .
7- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: (نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ - وَهُوَ فِي بَعْضِ أَبْيَاتِهِ (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ
رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ) الكهف 28 ..، خَرَجَ يَلْتَمِسُ .. فَوَجَدَ قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ،
مِنْهُمْ ثَائِرُ الرَّأْسِ وَحَافِ الْجِلْدِ وَذُو الثَّوْبِ الْوَاحِدِ، فَلَمَّا
رَآهُمْ جَلَسَ مَعَهُمْ فَقَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي
مَنْ أَمَرَنِي أَنْ أَصْبِرَ نَفْسِي مَعَهُمْ") رواه الطبراني .. وقال
الهيثمي في المجمع : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ، وَقَدْ
ذَكَرَ الطَّبَرَانِيُّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ فِي الصَّحَابَةِ.
- قوله (خرج يلتمس): أي خرج من بيته يطلب من يدعون ربهم ليجالسهم
.
- قوله (ثائر الرأس): أي شعر رأسه في غير وضع التسريح ..
كهيئة الذي يقوم من نومه ..
- قوله (حاف الجلد): حاف القدمين ..
- قوله (ذو الثوب الواحد): أي لا يجد ما يستر به الجزء
الأعلى من جسمه ..
8- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: (خَرَجَ مُعَاوِيَةُ عَلَى حَلْقَةٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ:
مَا أَجْلَسَكُمْ؟ قَالُوا: جَلَسْنَا
نَذْكُرُ اللهَ، قَالَ آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ؟ قَالُوا:
وَاللهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ، قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ
تُهْمَةً لَكُمْ، وَمَا كَانَ أَحَدٌ بِمَنْزِلَتِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَلَّ عَنْهُ حَدِيثًا مِنِّي، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ،
فَقَالَ: «مَا أَجْلَسَكُمْ؟» قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا
هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ، وَمَنَّ بِهِ عَلَيْنَا، قَالَ: «آللَّهِ مَا
أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ؟» قَالُوا: وَاللهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ،
قَالَ: «أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَلَكِنَّهُ
أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي، أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكُمُ
الْمَلَائِكَةَ) صحيح مسلم .
- في
الحديث دلالة على جواز ذكر الله جماعة في المسجد .. مجتمعين كحلقة مستديرة ..
- قوله (حلقة في المسجد):
أي جماعة من الناس يجلسون في حلقة مستديرة داخل المسجد .. وهذا المسجد قد يكون
المسجد النبوي أو مسجد دمشق وقت ولايته .. والله أعلم .
- قوله (قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ): أي سبب وغرض مجلسنا هذا هو ذكر الله تعظيما له .. ونحمده
على نعمة الإسلام وما أكرمنا به من وراء الإيمان به سبحانه..
- قوله (آللَّهِ مَا
أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ): أي أتُقسمون بالله؟ أي بحق الله عليكم هل هذا
هو فعلا نيتكم من وراء هذا المجلس أن تذكروا الله ؟
- قوله (لَمْ
أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ): أي لم أطلب منكم أن تحلفوا بالله لأني
كنت متهما لكم بسوء الظن فيما ذكرتموه لي من أن مجلسكم هذا لذكر الله .. لا ..
وإنما تقريرا وتأكيدا ومزيد بيان منكم .. حيث أن هذا كان هذا عن فعل النبي صلى
الله عليه وسلم ..
- قوله (بِمَنْزِلَتِي مِنْ
رَسُولِ اللهِ): بمرتبة قربي من رسول
الله -صلى الله عليه وسلم .. لكونه أخته أم حبيبة -رضي الله عنهما- من أمهات
المؤمنين.
- قوله (أَقَلَّ عَنْهُ
حَدِيثًا مِنِّي): والمعنى هو أنه
بالرغم من قرابته للنبي إلا أنه كان قليل الحفظ لحديث النبي .. وكان مما يذكره عن
النبي هذا الحديث .
- قوله (حلقة من أصحابه): أي جماعة من أصحابة مجتمعين على شكل دائرة .
- قوله (يُبَاهِي بِكُمُ
الْمَلَائِكَةَ): أي يثني عليكم أمام ملائكته ويظهر كرامتكم وفضلكم أمامهم
.. في أنكم تذكرون الله طواعية منكم .. وكان بإمكانكم أن لا تذكروه .. ولكنكم
اخترتم فضيلة ذكر الله بدلا من الغفلة عن الله .
- وفي رواية بلفظ: (قَالُوا:
جَلَسْنَا نَدْعُو اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِدِينِهِ، وَمَنَّ
عَلَيْنَا بِكَ ..) صحيح النسائي.
- قوله (وَمَنَّ عَلَيْنَا
بِكَ): أي وما أكرمنا به الله على يديك من خلال إرسالك إلينا بنعمة الإيمان
ورحمة لنا وللعالمين.
9- عن أبي موسى الاشعري قال: (كُنَّا
مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزَاةٍ، فَجَعَلْنَا لا نَصْعَدُ
شَرَفًا، ولَا نَعْلُو شَرَفًا، ولَا نَهْبِطُ في وادٍ إلَّا رَفَعْنَا أصْوَاتَنَا بالتَّكْبِيرِ،
قالَ: فَدَنَا مِنَّا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا أيُّها
النَّاسُ، ارْبَعُوا علَى أنْفُسِكُمْ، فإنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أصَمَّ ولَا غَائِبًا ....) صحيح البخاري.
- قوله (أربعوا): أي رفقا
بأنفسكم واخفضوا أصواتكم ..
- ولم يحرم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم تعلية
أصواتهم بالتكبير .. وقوله (أربعوا) معناه خفض الصوت وليس جعله سرا ..!!
10- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ - رضي الله عنهما- قَالَ: (كُنَّا إِذَا صَعِدْنَا
كَبَّرْنَا، وَإِذَا نَزَلْنَا سَبَّحْنَا) صحيح البخاري .
- فلفظ (كبرنا – سبحنا) .. فيه
دلالة واضحة من فعل الصحابة على أنه كان ذكرهم جماعي وله صوت .. وإلا فما فائدة
قوله (كبرنا –سبحنا) بصيغة الجمع ..!!
-
الإستدلال بالأحاديث السابقة .. هي للدلالة على أنه لا يمكن أن يكون هذا الإجتماع الى
الذكر لله إلا جهرا .. وإلا فما فائدة اجتماعهم للتسبيح والتكبير والتهليل
والتحميد والدعاء إلى الله ؟!!
-
راجع توضيح هذه الجزئية السابقة في الفصل الثاني السؤال رقم 5 تحت عنوان "هل يصح أن يقال أن الإجتماع على الذكر الجماعي إنما يكون سرا ؟" ..
*******************************
يتبع إن شاء الله تعالى
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .
جزاك الله خيراا كثيراا استاذنا الفاضل
ردحذفاللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك على النحو الذي يرضيك عنا يارب العالمين
ردحذفاللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
ردحذف[اللهم اجعلنا ممن استغاث بك فأغثته، ودعاك فأجبته، وتضرع إليك فرحمته، وتوكل عليك فكفيته، واستعصم بك فعصمته، ووثق بك فحميته، واستهداك فهديته، وانقطع إليك فآويته، واستنصر بك فنصرته، وتاب فقبلت توبته، وأناب إليك فرحمت عبرته، واجعلنا اللهم لنعمائك من الشاكرين، وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين، واغفر لنا وأنت خير الغافرين، وصلى الله على محمد خاتم النبيين وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى جميع النبيين والمرسلين، وسلام الله عليه وعليهم أجمعين.]
[ابن بشكوال، المستغيثين بالله تعالى عند المهمات والحاجات، صفحة ٩]
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد النبى الامى وعلى آله عدد نعم الله وافضاله.
سُئلت كيف التوبة إلى الله والانخلاع عن الذنوب والنفوس تأبى التوبة وتأبى الانخلاع عن هذه الذنوب ؟
ردحذفأكثروا من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالليل والنهار {أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} ورسول الله ﷺ هو أحد ركني الشهادة فلا تتم لأحدٍ من الناس لا يتم له الإيمان ولا الدخول في الإسلام بأن يقول (لا إله إلا الله) أو (أشهد أن لا إله إلا الله) حتى يقول الركن الثاني من الشهادة (وأشهد أن محمدًا رسول الله) وكل الأعمال بين القبول والرد إلا ما كان متعلقًا بالجناب الأجل صلى الله عليه وآله وسلم.
ولذلك فصلاتك وصيامك وحجك وسائر أعمالك قد تقبل وقد لا تقبل أما الصلاة على النبي المصطفى والحبيب المجتبى ﷺ فإن الله يقبلها لأنها تعلقت بحبيبه، ولذلك جاء أبي بن كعب يقول: يا رسول الله أجعل لك ثلث مجلسي في الذكر؟ _بأن يصلي على النبي ثلث الوقت الذي خصصه لذكر الله_ قال: (افعل) قال: أأجعل لك نصفه؟ قال: (افعل) قال: أأجعله لك كله قال: (إذن كُفيت ووقيت).
وربنا سبحانه وتعالى يقول {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} فأمرنا أمرًا واضحًا صريحا ويقول رسول الله ﷺ : (لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله) لما سُئل عن عملٍ إذا ما فعلناه انثال لنا الدين وأمسكنا بعروته الوثقى فماذا نفعل؟ "لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله"، وفي الصلاة على النبي ﷺ تذكر ربك وتطلب منه أن يصلي عليه "اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد" فلسانك يذكر اسم الله ولسانك يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يصلي عليه.
أ.د. #علي_جمعة
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الامى وعلى آله وصحبه بعدد معلوماتك
بارك الله في حضرتك استاذ خالد .. امين يارب
ردحذفنحن في زمن القشور .. وتركنا اللب .. ركزنا علي المحسوسات .. وتركنا ما يوصل لرب العباد .. عندما نسبح بالسبحة لا نركز فيها ولكن نركز في من تذكره .. (الله) رب العالمين من توبة .. اخلاص.. توكل.. محبة.. يقين .. خلو بالكم الله جميل (ولا يرضي لعباده الكفر)
لقد انعم الله علينا بالاستاذ / خالد ابو عوف ... اغتنموا من هذه المدونه المباركة .. فوالله لقد عز في هذا الزمان من يدلك علي دينك بهذا الاخلاص ... فسبحان من حجب العالمين بصلاحهم عن مصلحهم، وحجب العلماء بعلمهم عن معلومهم، واختصّ قوماً بنفوذ عزائمهم إلى مشاهدة ذات محبوبهم
اللهم صل علي سيدنا محمد النبي الامي وعلي اله وسلم
لسلام عليكم استاذ خالد وجزاك الله عنا كل خير
ردحذفيوجد في منطقتنا من يعالج لعرق النسا كالتالي ينتظر الى وقت المغرب عند الاذان ويطلب اسم الشخص والام ومن ثم يعالج ماصحة هذه الطريقه ؟!!
ومع كثرة الضلالات التي تنتشر ويستعملها الناس بجهل مع القرءان مثل الجلب والجذب والتسخير هل العلاج منها والوقايه كما في السحر والعين؟؛
ولا يخفى عليك في هذا الزمن استاذنا عقوق الابناء وخاصة المتزوجون منهم وعدم الاكتراث بالاباء ماهي الوسيله لهدايتهم وزيادة التواصل الأسري
وبنفس الوقت كيفيه التعامل مع من يشيع الفرقه والفتنه بين أفراد الأسرة الواحده؟؟
عندما اجلس في مجلس ويكون غيبه وانا شخصيا لا احب الغيبه وبنفس الوقت لا استطيع ان اتغافل عن هذا الأمر وقد ينتهي الأمر بمشكله دون أن اقصد ذلك هل أءثم وماهو التصرف اللائق ؟
واخيرا استمريت على رقبة الشفاء كامله لمده اسبوع قبل الفجر والآن فقط مستمر على الفاتحه واخر رقيتين نبويتين مكتوبات في ملف الرقيه
علما اني لم تظهر لدي اعراض بفضل الله ولكن يوجد تثاؤب كثيرا في أثناء الرقيه وعند القيام بأي عباده ؟
وشكرا...
****************************
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وسلم
صباح الخير جمعة مباركة وطيبة عليكم اهل المدونة الكرام جزاك الله خيراً كثرا استاذي الفاضل وزادكم علما وبارك الله بعمرك اللهم امين
ردحذفقُـل لـلـذي يـنهــاكَ عـن ذِكـرهْ ***(أي ذكر الله)
ردحذفمحرومٌ أنتَ لم يَـدرِ ولم يَفـقِهْ
من نال ذِكرهُ في نفسهْ وفي قومهْ ***(أي ذكر الله)
مـرحومٌ هو في سِـرِّهِ وفي جهرهْ
ذاك لفظٌ تعاقب حرفان في نظمهْ ***(أي محروم/مرحوم)
وذاك معنىً لحال القلبِ في كنفهْ
(A)
بالتوفيق ان شاء الله في اتمام الرسالة، جمعة مباركة على الجميع.
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله و سلم.
لا أعلم لماذا ذكرتني قراءة المقال بالرجل الذي سأل الرسول صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم عن موعد قيام الساعة و رد الرسول صلى الله عليه و سلم عليه بسؤال " ماذا أعددت لها؟" .. ربما رأيت بعض التشابه بين من انشغل عن تربية نفسه و تقويمها بأمور لا تخصه .. و بين من انشغل بتحريم العديد من المباحات على الآخرين و جعل نفسه قيّم على الآخرين بدون علم و لا فهم و لا حتى دراسة .. يرى كثير الذكر فيُنكر عليه .. يرى مستخدم السبحة فيُنكر عليه .. يرى المحب لآل البيت رضوان الله عليهم و الراغب في زيارتهم محبة فيتهمه بالتشيع و الخروج عن الصواب .. بدون أن يكلف نفسه عناء البحث عن أدلة و براهين لإنكاره و تحريمه على الناس و سلبهم أبسط حقوقهم في أن يمارسوا ما أباح الله لهم ..تصيبني هذه الأمور بالإحباط ..
ردحذفاللهمَّ صلِّ على سيدنا محمدٍ عددَ حِلْمِكَ ، وصلِّ على سيدنا محمدٍ عددَ عِلْمِكَ ، وصلِّ على سيدنا محمدٍ عددَ كَلِمَاتِكَ ، وصلِّ على سيدنا محمدٍ عددَ نِعْمَتِكَ ، وصلِّ على سيدنا محمدٍ مِلْءَ سماواتِكَ ، وصلِّ على سيدنا محمدٍ مِلْءَ أرضِكَ ، وصلِّ على سيدنا محمدٍ مِلْءَ عَرْشِكَ ، وصلِّ على سيدنا محمدٍ زِنَةَ عَرْشِكَ ، وصلِّ على سيدنا محمدٍ عددَ ما جَرَى بِهِ القلمُ في أمِّ الكِتابِ ، وصلِّ على سيدنا محمدٍ عددَ ما خَلَقْتَ في سَبْعِ سماواتِكَ وصلِّ على سيدنا محمدٍ عددَ ما أنتَ خالِقٌ فِيهِنَّ إلى يومِ القِيامَةِ ، في كُلِّ يومٍ ألفَ مَرَّةٍ
ردحذف[من كتاب دلائل الخيرات وشوارق الأنوار فى الصلاة على النبى المختار للجازولى ]