بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
مشروعية مجلس الذين يذكرون الله
الطالبين لعفوه ورضاه
مشروعية مجلس الذكر الجماعي والرد على من ضل برواية بن مسعود الصحابي
:: تابع / الفصل الرابع :: مسألة مشروعية الجهر بالذكر
::
1- س17: ما هي أدلة المعترضين على منع الجهر بالذكر ؟
2- الإعتراض الأول .. بقوله تعالى: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ
الْجَهْرِ) الأعراف205.
3- الإعتراض الثاني ..
بقوله تعالى: (وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ
بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا)
الإسراء110.
4- الإعتراض الثالث .. بقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ
الْمُعْتَدِينَ)
الأعراف55 .
5- الإعتراض الرابع: عن
أبي موسى الاشعري قال: (كُنَّا مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزَاةٍ،
فَجَعَلْنَا لا نَصْعَدُ شَرَفًا، ولَا نَعْلُو شَرَفًا، ولَا نَهْبِطُ في وادٍ إلَّا
رَفَعْنَا أصْوَاتَنَا بالتَّكْبِيرِ، قالَ: فَدَنَا مِنَّا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا أيُّها النَّاسُ، ارْبَعُوا علَى أنْفُسِكُمْ، فإنَّكُمْ لا تَدْعُونَ
أصَمَّ ولَا غَائِبًا ....) صحيح البخاري.
6- الإعتراض الخامس: - رواية بن مسعود الصحابي الذي طرد فيها بعض الناس من
المسجد وكانوا يجهرون بالذكر .
7- الإعتراض السادس: حديث (خير الذكر الخفي) .
8- س18: هل يجوز الذكر
الجماعي في المساجد ؟
9- س19: ما هو حكم من يقرأ بجوارك قرآن بصوت عالي ؟
10- س20: ما رأي دار الإفتاء
المصرية في جواز أو كراهية الجهر بالذكر ؟
11- س21: ما هي المنهجية
والأساليب التي يتبعها الجماعات التبديعة والتحقيرية في التأثير على الناس ليؤمنوا
بأفكارهم المنحرفة وآرائهم الشاذة والبعيدة عن الحق ؟
12- ختام الرسالة ..
*******************************
:: تابع: الفصل الرابع والاخير ::
**************************************
..::
س17: ما هي أدلة منع الجهر بالذكر ؟
::..
* قلت (خالد صاحب الرسالة):
هناك
بعض الأدلة التي استدل بها المانعون على الذكر جهرا إلا في المواقف التعبدية التي
أشارت لها الشريعة .. ومن هذه الأدلة المانعة من الجهر بالذكر ..
1- الإعتراض
الأول ..
-
يقول تعالى: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ
الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ) الأعراف205.
-
بموجب هذه الآية يكون الجهر بالذكر ممنوعا إلا ما خص عليه الدليل ..
* قلت (خالد صاحب الرسالة):
1-
ليس في الآية فرضية وجوب .. حتى يَحرم أو يكره أو يمنع
الجهر ..!! وإنما هو دلالة إرشاد لما هو أولى في العمل مع الله ..
2-
الآية تدل في ظاهرها إلى أن قوله (دون الجهر) .. لا تعني الإمتناع عن عموم
الجهر .. وإنما عن الجهر المفرط عن الحد كما قال كثير من العلماء مستدلين بقوله (وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا) وهو حالة التوسط التي لا تخل
عن ظهور الجهر فيها .. وذلك يظهر من قوله تعالى (وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ
بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا)
الإسراء110.
3- وقوله تعالى (دون الجهر من القول) ليس المقصود منه النهي عن
الجهر مطلقا .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم سمح بالجهر ومدحه في ذكر القرآن حيث
قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ
الَّذي يجهرُ بالقرآنِ
، كالَّذي يجهرُ بالصَّدقةِ، والَّذي يُسرُّ بالقرآنِ كالَّذي يُسرُّ بالصَّدقةِ) صحيح النسائي .
*************************
(من
أدلة المعترضين على الجهر بالذكر)
2- الإعتراض الثاني ..
- يقول تعالى: (وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ
بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا)
الإسراء110.
-
والشاهد من الآية هو النهي عن الجهر ..
* قلت (خالد صاحب الرسالة):
1-
الأصل في هذه الآية إن منع الجهر بالقرآن في الصلاة إنما كان لسبب .. وهو التخوف من أن يسمعه الكفار فيسبون القرآن
ومن أنزله ومن نزل به .. كما جاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: {وَلَا تَجْهَرْ
بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: 110] قَالَ: (أُنْزِلَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مُتَوَارٍ بِمَكَّةَ، فَكَانَ إِذَا رَفَعَ صَوْتَهُ سَمِعَ المُشْرِكُونَ .. فَسَبُّوا
القُرْآنَ وَمَنْ أَنْزَلَهُ وَمَنْ جَاءَ بِهِ .. فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {وَلَا
تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: 110] .. لَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ
حَتَّى يَسْمَعَ المُشْرِكُونَ، {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: 110] عَنْ أَصْحَابِكَ
فَلَا تُسْمِعُهُمْ، {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} [الإسراء: 110] أَسْمِعْهُمْ وَلَا تَجْهَرْ،
حَتَّى يَأْخُذُوا عَنْكَ القُرْآنَ) صحيح البخاري.
-
فلما زال السبب وهو التخوف من سب الكفار لهذا القرآن ولله ولجبريل .. فلا
مانع حينئذ من الجهر بالقرآن .. ويبقى علة المنع موجودة في أي مكان يستشعر فيه
المؤمن أن قرائته للقرآن قد تسبب إساءة للقرآن ولله ورسوله .. كالمؤمن الذي يعيش
في بلد تحقد على الإسلام والمسلمين .
-
ولو تنبهت لآخر رواية البخاري وشرح بن عباس لجزئية (وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا) الإسراء110 .. ستجده يقول: أسمعهم ولا تجهر به ..
والإسماع يحتاج لصوت مسموع أي له جهر بصوت متوسط لا يخرج عن محيط المكان الذي
يقرأه للمؤمنين .. حتى لا يسمعه الكافرين ..
2-
لو كان النهي عن الجهر المقصود به منع علو الصوت .. فحينئذ ما فائدة قوله تعالى (وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا) ؟!! .. وإنما المقصد هو الجهر
بما ليس فيه إفراط بتعليه الصوت ورفعه زيادة عن الحد ..!!
-
ودليل ذلك ما جاء في الحديث عن أبي قتادة قال: (أنَّ النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم خرجَ ليلةً فإذا هوَ بأبي
بَكرٍ رضي اللَّه عنه يصلِّي يخفضُ من صوتِهِ قالَ: ومرَّ بعمرَ بنِ الخطَّابِ وَهوَ
يصلِّي رافعًا صوتَهُ قالَ: فلمَّا اجتمعا عندَ النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم قالَ:
يا أبا بَكرٍ مررتُ بِكَ وأنتَ تصلَّي تخفِضُ صوتَكَ. قالَ: قد أسمعتُ من ناجيتُ يا
رسولَ اللَّهِ..، قالَ .. وقالَ لعمرَ: مررتُ بِكَ وأنتَ تصلَّي رافعًا صوتَكَ. قالَ
فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ أوقظُ الوسنانَ وأطردُ الشَّيطانَ. "زادَ الحسنُ في حديثِهِ"
فقالَ النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم: يا أبا بَكرٍ ارفع من صوتِكَ شيئًا. وقالَ لعمرَ: اخفِض من صوتِكَ شيئًا) صحيح أبي داود.
-
قوله (الوسنان): أي الشخص الذي لم يغلبه النوم
"بين اليقظة والنوم" ..
3-
ولو كانت الصلاة في الآية بمعنى الدعاء .. كما جاءت الرواية في البخاري السيدة
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: (نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {وَلاَ تَجْهَرْ
بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا) [الإسراء: 110] .. فِي الدُّعَاءِ) صحيح البخاري ..
-
فقد فسر البعض معنى الدعاء في قول السيدة عائشة .. على أن المقصود به
الصلاة أيضا .. وهو
من باب إطلاق الكل على الجزء إذ الدعاء بعض أجزاء الصلاة .. أو لأن الأصل في الصلاة هي
دعاء إلى الله ..
-
والبعض فسر قولها (نزلت الآية في الدعاء) أي في التشهد .. ودليل ذلك ما جاء: (عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: " نَزَلَتْ
هَذِهِ الْآيَةُ فِي التَّشَهُّدِ
{وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا}) رواه الحاكم وقال إسناد صحيح .. ورواه
بن خزيمة .. وقال الشيخ محمد الأعظمي في تحقيقه على بن خزيمة: إسناده صحيح.
- البعض فسر كلام السيدة عائشة على
أنه مطلق الدعاء في العموم .. وهذا لا يصح .. لأن لو كان في الآية نهي عن الجهر
بالدعاء على رأي من
قال بذلك مستدلا بكلام السيدة عائشة .. فبنفس المنطق ستكون الآية فيها نهي عن
الإخفاء بالدعاء أيضا وحينئذ سيكون هذا متعارضا مع قوله تعالى عن زكريا: (إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا) مريم3 .. بل ويكون معارضا لقوله تعالى:
(ادْعُوا رَبَّكُمْ
تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً)
الأعراف55 .. والتضرع هو تذلل مصحوبا بصوت والإخفاء هو خفض الصوت حتى لا يسمعه أحد غير
نفسك ..!!
-
والذي يغلب على العقل ويطمئن له القلب .. أن النهي في الآية هو
نهي كراهة وليس نهي تحريم .. والقرآن فيه يرشدك للطريق الأولى والأكمل وهو التوسط في
العبادة القولية ..
-
وسواء كانت الآية تشير للصلاة التعبدية أو للتشهد .. فليس فيها إلا التوسط في الذكر
بدرجة بين الجهر والإخفاء .. وليس فيها منع الجهر بالذكر ..!!
************************
(من أدلة المعترضين على الجهر بالذكر)
3- الإعتراض الثالث ..
-
يقول تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ
تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) الأعراف55 .
-
دلت الآية على أن الذي يجهر بالدعاء يكون من المعتدين ..
* قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
التَّضَرُّعُ: إظهار التذلل والإنكسار لله وقد يصاحب ذلك انفعال
ظاهري في الجهر بالدعاء ..
- ولذلك حمل بعض العلماء لفظ
التضرع على التذلل الجهري أي الدعاء جهرا ..
- قلت (خالد): الذي أظنه
أن هذا القول السابق لكثير من العلماء وإن كان يحمل صوابا ولكن ليس على إطلاقة ..
لأن التضرع هو صدق توجه إلى الله مظهرا في ذلك التوجه التذلل والإفتقار إلى الله
.. وإذا قد يظهر التذلل والإنكسار في انفعالك الظاهري فلابد وأن يحدث أولا في
انفعالك الباطني .. وهناك من يحدث له أنفعال باطني دون أن يظهر ذلك .. ولكن هذا
الإنفعال الباطني هو الأصل في التضرع .. ودليل ذلك قوله تعالى (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ
تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ) الأعراف205.. فالتضرع في الآية يظهر منه انفعال باطني
وهذا هو أصله .. وسواء ظهر ذلك على انفعال خارجي أم لا .. فيبقى الأصل على أن
التضرع هو صدق توجه إلى الله بإظهار التذلل لله والافتقار إليه أي الإحتياج إليه
.. والله أعلم .
-
ولذلك من يحتج بآية التضرع على أنها خاصة بأن التضرع هو وصف لحال القلب
وقت الدعاء (وهو الرأي الآخر لكثير من العلماء) .. هم على صواب أيضا .. ولكنهم
عزلوا انفعال الظاهر مع الباطن في حال الدعاء وهو الجهر الذي قد يصاحب هذا التضرع
في الظاهر والإعلان به .. والله أعلم .
-
ومن يعتقد أن الآية خاصة بالدعاء الخفي فقط دون الإعلان به .. فقد جانبه الصواب .. وخالف ما
كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم .. ليه ؟
-
لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفعل باطنه مع الله ويدعو جهرا ويرفع يديه .. ودليل ذلك :
- ما جاء في الحديث عن أنس بن مالك قال: (أنَّ رَجُلًا دَخَلَ يَومَ الجُمُعَةِ مِن بَابٍ كانَ وِجَاهَ
المِنْبَرِ، ورَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَ
رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَائِمًا، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ: هَلَكَتِ
المَوَاشِي، وانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنَا، قالَ: فَرَفَعَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَيْهِ،
فَقالَ: اللَّهُمَّ اسْقِنَا،
اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا .. قالَ أنَسُ: ولَا واللَّهِ ما
نَرَى في السَّمَاءِ مِن سَحَابٍ، ولَا قَزَعَةً ولَا شيئًا وما بيْنَنَا وبيْنَ سَلْعٍ
مِن بَيْتٍ، ولَا دَارٍ قالَ: فَطَلَعَتْ مِن ورَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ،
فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ، انْتَشَرَتْ ثُمَّ أمْطَرَتْ، قالَ: واللَّهِ ما
رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتًّا، ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِن ذلكَ البَابِ في الجُمُعَةِ المُقْبِلَةِ،
ورَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا،
فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ: هَلَكَتِ الأمْوَالُ وانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ
يُمْسِكْهَا، قالَ: فَرَفَعَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَيْهِ، ثُمَّ
قالَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا،
ولَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ علَى الآكَامِ والجِبَالِ والآجَامِ والظِّرَابِ والأوْدِيَةِ
ومَنَابِتِ الشَّجَرِ قالَ: فَانْقَطَعَتْ، وخَرَجْنَا نَمْشِي في الشَّمْسِ
قالَ شَرِيكٌ: فَسَأَلْتُ أنَسَ بنَ مَالِكٍ: أهو الرَّجُلُ الأوَّلُ؟ قالَ: لا أدْرِي.) صحيح البخاري.
- قوله (الآكام):
التلال .. وهي مرتفعات تشبه الجبل ولكنها أقل انحدارا منه وأكثر انبساطا .
- قوله (الآجام):
الهضاب المرتفعة .. والفرق بينها وبيت
التل أن التل له حواف بارزه مثل الجبل .. لكن الهضبة هو مرتفع عن الأرض ولكنه
مستوى.
- قوله (الظراب):
الجبال الصغار ..
- وجاء في الحديث عن عبد الله بن مسعود قال: (كانَ النبيُّ
صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي في ظِلِّ الكَعْبَةِ، فَقالَ أبو جَهْلٍ: ونَاسٌ
مِن قُرَيْشٍ، ونُحِرَتْ جَزُورٌ بنَاحِيَةِ مَكَّةَ، فأرْسَلُوا فَجَاؤُوا مِن سَلَاهَا
وطَرَحُوهُ عليه، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ، فألْقَتْهُ عنْه، فَقالَ: اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بقُرَيْشٍ،
اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بقُرَيْشٍ
.. لأبِي جَهْلِ بنِ هِشَامٍ، وعُتْبَةَ بنِ رَبِيعَةَ، وشيبَةَ بنِ رَبِيعَةَ، والوَلِيدِ
بنِ عُتْبَةَ، وأُبَيِّ بنِ خَلَفٍ، وعُقْبَةَ بنِ أبِي مُعَيْطٍ .. قالَ عبدُ اللَّهِ:
فَلقَدْ رَأَيْتُهُمْ في قَلِيبِ بَدْرٍ قَتْلَى) صحيح البخاري.
- قوله (قليب
بدر): وهي الحُفرةُ التي حَفَرَها المُسلِمونَ لِيُلْقوا فيها من تم قتله
من كفار قريش .
* مما سبق يتبين لك أن الجهر
بالدعاء هو سنة نبوية ولا حرج منه طالما لحاجة وضرورة تستدعي ذلك وهو التضرع إلى
الله .. لأنك لو تأملت الحال النبوي في الأحاديث السابقة ستجده حال تضرع .. بل أن
حال النبي صلى الله عليه وسلم كان التضرع إلى الله دائما .. لأنه كان دائما صادق
التوجه إلى الله وحاله متذللا ومفتقرا إلى الله .. !! وهل يعقل أن يكون الامر خلاف
ذلك ؟!!
- والجهر بالدعاء في جماعة قد جاء في الحديث النبوي عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً،
فُضُلًا يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ
الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ،
وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ، حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ
وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى
السَّمَاءِ، قَالَ: فَيَسْأَلُهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ:
مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي
الْأَرْضِ، يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ
وَيَسْأَلُونَكَ، قَالَ: وَمَاذَا يَسْأَلُونِي؟
قَالُوا: يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ، قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا: لَا،
أَيْ رَبِّ قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا: وَيَسْتَجِيرُونَكَ،
قَالَ: وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي؟ قَالُوا: مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ، قَالَ:
وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟
قَالُوا: وَيَسْتَغْفِرُونَكَ، قَالَ: فَيَقُولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ
فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا، وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا، قَالَ:
فَيَقُولُونَ: رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ، إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ
مَعَهُمْ، قَالَ: فَيَقُولُ: وَلَهُ غَفَرْتُ .. هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى
بِهِمْ جَلِيسُهُمْ) صحيح مسلم.
- فلا حجة لمن ينكر الجهر بالدعاء إلا ما كان فيه جهرا يخل بالخشوع أو الأدب
فيه مع الله كاذي يتكسر بالدعاء ويتمايع فيه أو يطلب ما ليس له بحق كأن يجعله الله
نبيا ..!!
- أما عن قوله (دون الجهر): فالمقصد به هو الجهر الشديد الخارج عن حد الخشوع والأدب
في التوجه إلى الله .. وهذا يفهم من قوله تعالى (وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا) الإسراء110.. أي الوسطية في البين الجهر
والإخفاء .. كإسماع نفسك أو إسماع من هم حولك في نفس المكان أو الغرفة التي
تجتمعون فيها للصلاة أو الذكر أو الدعاء ..
-
أما الذي يجهر بشدة ويصيح بالدعاء ومن يمسك الميكروفونات في المساجد ويظل يذكر
الله ويدعو .. فهو الذي يدخل تحت قوله تعالى (إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) الأعراف55 .. وهذه أعمال خاسرة لأنها غير مقبولة عند
الله .. وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ..!!
***************************
(من أدلة المعترضين على الجهر بالذكر)
4- الإعتراض
الرابع:
- عن أبي موسى الاشعري قال: (كُنَّا
مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزَاةٍ، فَجَعَلْنَا لا نَصْعَدُ
شَرَفًا، ولَا نَعْلُو شَرَفًا، ولَا نَهْبِطُ في وادٍ إلَّا رَفَعْنَا أصْوَاتَنَا بالتَّكْبِيرِ،
قالَ: فَدَنَا مِنَّا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا أيُّها
النَّاسُ، ارْبَعُوا علَى أنْفُسِكُمْ، فإنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أصَمَّ ولَا غَائِبًا ....) صحيح البخاري.
- قوله (أربعوا): أي رفقا بأنفسكم واخفضوا أصواتكم ..
- والشاهد من الإستدلال بهذا الحديث .. أنه دليل على خفض الصوت..
* قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- قوله (أربعوا)
هو دليل على الرفق بالنفس .. الغرض منه خفض الصوت .. وليس فيه دلالة على منع الجهر
.. وإنما إرشاد إلى ما هو أولى .. فضلا عن أن خفض الصوت ليس معناه التحول لحال
السر وإلا كان النبي صلى الله عليه وسلم أوضح ذلك .. ويظهر حقيقة التوسط في الجهر
من خلال قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع سيدنا أبي بكر وسيدنا عمر السابق ذكرها
.. ومن خلال قوله تعالى (وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا) الإسراء 110.
2-
قال الإمام السندي رحمه الله (المتوفى:1138 هـ) .. في حاشيته على البخاري ج2 ص71:
-
قوله (يارأيها الناس اربعوا على أنفسكم): مقتضاه أن رفع الصوت لا يكره لذاته بل لما فيه من التعب
والمشقة على صاحبه ، فالمكروه هو الجهر الشديد المشتمل على النعب لا مجرد الإظهار إلا
إذا تضمن مفسدة الرياء فلا حجة فيه لمن يقول بكراهة الجهر مطلقاً والله تعالى أعلم.
-
قال الشيخ شعيب الأرنؤوط رحمه اله على تخريج المسند ج32 ص286:
- قوله (لا تَدْعون) أي: فلا تصيحوا صياح من ينادي أصمَ أو غائباً، ففيه نهيٌ
عن الصياح بالذكر، لا عن استعمال الصوت المتوسط فيه.
***************************
(من أدلة المعترضين على الجهر بالذكر)
5- الإعتراض
الخامس:
-
رواية بن مسعود الصحابي الذي طرد فيها الناس من المسجد وكانوا يجهرون بالذكر .. وهذا دليل على منع الجهر بالذكر
في المسجد.
* قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
قد تم الرد على ذلك في الفصل الثالث بالتفصيل .. على رواية بن مسعود حيث لم يمنع
الذكر ولا الجهر بالذكر ولا حلقة الذكر ولا الذكر نفسه .. وإنما انكر عد الذكر
بالحصى في المسجد ..!!
****************************
(من أدلة المعترضين على الجهر بالذكر)
6- الإعتراض
السادس:
- حديث (خير الذكر الخفي) رواه أحمد وبن حبان ..
-
ودل ذلك على أن الجهر بالذكر هو شر ..!!
* قلت (خالد صاحب الرسالة):
1-
الحديث ضعيف .. فسقط الإستدلال به .. وقد ضعفه الشيخ
الأرنؤوط والشيخ الألباني وغيرهما .. و إن كان حسنه آخرين ..!!
2-
وعلى افتراض صحة الحديث أو تحسينه .. فليس في الحديث
دليل على أن الجهر بالذكر دليل على الشر .. وإنما فيه دليل على أن الأفضلية للذكر
إنما تكون لما كان خفيا .. ولو كان الجهر بالذكر هو شر كما ظن المعترض لكان ذلك
مخالفا لقوله تعالى (وَلَا
تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا) الإسراء110 .. ومخالف لما أرشد إليه النبي
صلى الله عليه وسلم حيث يقول (إنَّ
الَّذي يجهرُ بالقرآنِ كالَّذي يجهرُ بالصَّدقةِ وإنَّ الَّذي يسرُّ بالقرآنِ كالَّذي
يسرُّ بالصَّدَقةِ)
صحيح النسائي .. فدل ذلك على أن الجهر بالذكر لا حرج فيه طالما يخلو من الرياء ولا
يتسول به ليأكل من وراءه ..
*****************************
..:: س18: هل يجوز الذكر الجماعي في
المساجد ؟ ::..
* قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- يجوز الذكر في المساجد .. طالما في غير أوقات
الصلاة المفروضة .. ودليل ذلك:
- قول النبي صلى الله عليه وسلم: (وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ،
وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ
الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ) صحيح مسلم ..
- والقرآن هو ذكر لله .. ويجوز الجهر
به ولكن بضوابطه .. وقياسا على قراءة القرآن جماعة .. يكون كل ذكر الله من من
تمجيد وتعظيم ودعاء إلى الله .. لأن كل ذلك ذكر لله ..!!
- وكذلك كثير من أحاديث الذكر الجماعي السابق ذكرها في أدلة جواز الجهر بالذكر تشير لذلك .. حيث لم تجعل مكان محدد أو
مخصص للذكر .. ولذلك الامر سواء كان في المسجد أو غيره .. ولكن بشروط .. منها لا يصح
فعل مجالس ذكر وقت الصلوات المفروضه لأن ذلك يسبب تشويش وإفساد لمن يصلون .. وهذا
لم يختلف عليه مذهب فيما أعرف ..!!
- بل كيف يتم منع أحد من مساجد الله أن
يذكر فيها اسم الله .. والله يقول: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ
فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا) البقرة114 ..
2- ولكن ننكر الأفعال التي يفعلها البعض في
مجالس الذكر الجماعي سواء في المساجد أو غيرها كالتي يخترعها بعض الطرق الصوفية من
خلط الذكر بالتصفيق والرقص ومخالطة النساء بالرجال في مجلس الذكر ..!! فهذا ليس
ذكر وإنما يسمى انحراف وضلال وشيطنه ..!!
3- وفي العموم نجد أي مجلس ذكر فيه مخالفة
لشريعة وآدابها .. فهو لا يصح وأمر منكر يجب تقويمه ..!!
******************************
..:: س19: ما هو حكم من يقرأ بجوارك قرآن بصوت عالي ؟ ::..
- حكم هذا
الشخص الذي يقرأ بجوارك قرآن
.. ويكون صوته تعالى بدرجة أن يؤثر صوته فيمن حوله من المصلين .. هو أنه إنسان فعل
ما نهى النبي عنه وخالف النبي صلى الله عليه وسلم .. وهو إنسان موصوف بأنه
"مؤذي" يفسد على الآخرين عبادتهم مع الله .. ودليل
ذلك:
1- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: (اعْتَكَفَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، فَسَمِعَهُمْ
يَجْهَرُون بِالْقِرَاءَةِ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ لَهُ، فَكَشَفَ السُّتُورَ،
وَقَالَ: "إِنَّ كُلَّكُمْ مُنَاجٍ رَبَّهُ فَلَا يُؤْذِيَنَّ بَعْضُكُمْ
بَعْضًا، وَلَا يَرْفَعَنَّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقِرَاءَةِ
" أَوْ قَالَ: "فِي الصَّلَاةِ")
رواه أحمد وأبي داوود .. وذكره الألباني في صحيح أبي داود .. وقال الأرنؤوط في
تخريج المسند: إسناده صحيح
على شرط الشيخين.
2-
وفي رواية عَنِ الْبَيَاضِيِّ قال: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى النَّاسِ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَقَدْ عَلَتْ
أَصْوَاتُهُمْ بِالْقِرَاءَةِ، فَقَالَ: يا أيها الناس كلكم يناجي ربَّه، فلا يجهر بعضكم على بعض
بالقراءة ؛ فتؤذوا المؤمنين) رواه مالك وأبو داود وابن
خزيمة .. وذكره الألباني في الصحيحة بأنه حديث صحيح.
- وفي رواية بلفظ: (إذا كان أحدُكم فى صلاةٍ فإنه
يناجى ربَّه فلينظرْ أحدُكم ما يقولُ فى صلاتِهِ ولا ترفعوا أصواتَكم فتؤذوا المؤمنين) رواه البغوي في الجعديات ..
وذكره الألباني في الصحيحة .
- وفي رواية بلفظ: (إِنَّ الْمُصَلِّي يُنَاجِي رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ،
فَلْيَنْظُرْ مَا يُنَاجِيهِ، وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ
بِالْقُرْآنِ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: حديث صحيح .
3- وفي رواية عن عبد الله بن عمر قال: (اعتَكَفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في
العَشرِ الأَواخِرِ مِن رمضانَ، فاتُّخِذَ له فيه بَيتٌ مِن سَعَفٍ، قال: فأَخرَجَ
رأسَه ذاتَ يَومٍ، فقال: "إنَّ المُصلِّيَ يُناجي ربَّه عزَّ وجلَّ،
فلْيَنظُرْ أحَدُكُم بما يُناجي ربَّه، ولا يَجهَرْ بعضُكُم على بعضٍ بالقِراءةِ") رواه أحمد .. وقال أحمد شاكر: إسناده حسن ..
وقال الأرنؤوط: صحيح .. وذكره الألباني في أصل صفة الصلاة بأنه صحيح.
* قلت (خالد صاحب الرسالة) :
- انتبه أخي الحبيب .. فإن النهي بعلو صوتك بالقرآن أو الذكر ..
حكم خاص بتواجدك في المساجد أثناء صلاة المصلين فيه .. وليس على الإطلاق .. وليس
هذا الحكم خاص بعموم الأماكن .. لأنه في المسجد يحدث تشويش وإفساد العباده على
الآخرين الذين يتعبدون فيه ..!! .. فانتبه ..
- لكن عموم الجهر بالقرآن أو الذكر في
بيتك أو أي مكان منعزلا عن الناس أو في ركن خاص بالمسجد حيث لا ينتبه إليك أحد .. وطالما لا تعتدي على حقوق غيرك
في العبادة والراحة .. فلا مانع منه .. وإليك دليل ذلك:
1- جاء في الحديث عن غُضَيْفِ بْنِ
الْحَارِثِ، أَتَيْتُ
عَائِشَةَ فَقُلْتُ : (أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْهَرُ بِالْقُرْآنِ أَوْ يُخَافِتُ بِهِ قَالَتْ: «رُبَّمَا
جَهَرَ وَرُبَّمَا خَافَتَ» ، قُلْتُ: اللَّهُ أَكْبَرُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي
جَعَلَ فِي هَذَا الْأَمْرِ سَعَةً) صحيح بن ماجه .
2- ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الَّذي يجهرُ بالقرآنِ ، كالَّذي يجهرُ بالصَّدقةِ،
والَّذي يُسرُّ بالقرآنِ كالَّذي يُسرُّ بالصَّدقةِ) صحيح النسائي .
- معنى (يجهَرُ بالقُرآنِ): أي يرفع صوته بقراءة القرآن .. في
غير رياء ولا إيذاء لأحد بجواره يتعبد لله .
*********************
..:: س20: ما رأي دار الإفتاء المصرية في
جواز أو كراهية الجهر بالذكر ؟ ::..
* قالت دار الإفتاء المصرية في فتوى صادرة
لها بتاريخ 26-6-2012 على موقعها الألكتروني:
السؤال: ما حكم اجتماع بعض أهل التصوف يومين في الأسبوع بشكل مستمر داخل المسجد بعد
صلاة العشاء، ويذكرون الله ذِكْرًا جهريًّا جماعيًّا، ويؤدون الأذكار بعد الصلاة بطريقة
جماعية؟
- جواب أمانة الفتوى:
أولًا: مشروعية الجهر
بالذكر والاجتماع له ثابتةٌ بالكتاب والسنة وعمل الأمة سلفًا وخلفًا، وقد صنف جماعة
من العلماء في إثبات مشروعية ذلك؛ كالإمام الحافظ السيوطي في رسالته "نتيجة الفكر
في الجهر بالذكر" والإمام أبي الحسنات اللكنوي في كتابه "ساحة الفكر في الجهر
بالذكر" وغيرهما.
- وقد ورد الأمر الشرعي بذكر الله تعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم مطلقًا، ومن المقرر أن الأمر المطلق يستلزم عموم الأزمنة
والأمكنة والأشخاص والأحوال؛ فالأمر فيه واسع، وإذا شرع الله سبحانه وتعالى أمرًا على
جهة الإطلاق وكان يحتمل في فعله وكيفية إيقاعه أكثر من وجه فإنه يؤخذ على إطلاقه وسعته،
ولا يصح تقييده بوجه دون وجه إلا بدليل.
- فمن أدلة الكتاب في الأمر بالذكر على جهة الإطلاق:
- قوله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا
كَثِيرًا • وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب: 41-42]، فهذا خطاب
للمؤمنين يأمرهم بذكر الله تعالى، وامتثال الأمر حاصل بالذكر من الجماعة كما هو حاصل
بالذكر من الفرد.
- وقوله تعالى:
﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ [الكهف: 28]، وامتثال الأمر
بمعية الداعين لله يحصل بالمشاركة الجماعية في الدعاء، ويحصل بالتأمين عليه، ويحصل
بمجرد الحضور.
- ومن السنة: ما رواه البخاري
ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم: (يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي
بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي
نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي ملأٍ ذَكَرْتُهُ فِي ملأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ
إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا
تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً)
.. قال العلامة ابن الجزري في "مفتاح الحصن الحصين": [فيه دليل على جواز الجهر بالذكر، خلافًا
لمن منعه] اهـ.
- وقال الحافظ
السيوطي في "نتيجة الفكر في الجهر بالذكر" المطبوع ضمن "الحاوي للفتاوي"
(1/ 376. ط. دار الكتب العلمية): [والذكر في الملأ لا يكون إلا عن جهر] اهـ.
- وقد ساق الإمام السيوطي في "رسالته" هذه خمسة وعشرين حديثًا تدل على مشروعية الجهر بالذكر، ثم قال عقبها محققًا
الكلام في ذلك: [إذا تأملت ما أوردنا من الأحاديث عرفت من مجموعها أنه لا كراهة البتة
في الجهر بالذكر، بل فيه ما يدل على استحبابه؛ إما صريحًا أو التزامًا كما أشرنا إليه،
وأما معارضته بحديث: «خيرُ الذِّكْرِ الخَفِيُّ» فهو نظير معارضة أحاديث الجهر بالقرآن
بحديث «المسرُّ بالقرآن كالمسرِّ بالصدقة» .. وقد جمع الإمام النووي بينهما: بأن الإخفاء
أفضل حيث خاف الرياء أو تأذى به مصلون أو نيام، والجهر أفضل في غير ذلك؛ لأن العمل
فيه أكثر، ولأن فائدته تتعدى إلى السامعين، ولأنه يوقظ قلب القارئ، ويجمع همَّه إلى
الفكر، ويصرف سمعه إليه، ويطرد النوم، ويزيد في النشاط. وقال بعضهم: يُستَحَبُّ الجهر
ببعض القراءة والإسرار ببعضها؛ لأن المسِرَّ قد يمل فيأنس بالجهر، والجاهر قد يكل فيستريح
بالإسرار. انتهى. وكذلك نقول في الذكر على هذا التفصيل، وبه يحصل الجمع بين الأحاديث]
اهـ.
- ومن خصوص ما جاء في السنة من الجهر بالذكر جماعة ما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في التكبير في العيدين؛ فعن الحسن
بن علي رضي الله عنهما قال: "أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَلْبَسَ أَجْوَدَ مَا نَجِدُ، وَأَنْ
نَتَطَيَّبَ بِأَجْوَدِ مَا نَجِدُ، وَأَنْ نُضَحِّيَ بِأَسْمَنِ مَا نَجِدُ ... وَأَنْ
نُظْهِرَ التَّكْبِيرَ وَعَلَيْنَا السَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ" رواه البخاري
في "التاريخ" والحاكم في "المستدرك"، والطبراني في "المعجم
الكبير". قال الحاكم في "المستدرك" (4/ 256. ط. دار الكتب العلمية):
[لولا جهالة إسحاق بن بزرج لحكمت للحديث بالصحة] اهـ، وقد تعقبه ابن الملقن والحافظ
ابن حجر وغيرهما بأنه ليس بمجهول بل وثقه ابن حبان.
- وعن ابن عمر
رضي الله عنهما: "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
كان يخرج يوم الفطر والأضحى رافعًا صوته بالتهليل والتكبير حتى يأتي المصلَّى"
رواه الحاكم والبيهقي مرفوعًا وموقوفًا، ولكن صحح البيهقي وقفه، وقال الحاكم في
"المستدرك" (1/ 437): [هذه سنة تداولها أئمة أهل الحديث، وصحت به الرواية
عن عبد الله بن عمر وغيره من الصحابة] اهـ.
والثابت عن الصحابة
رضي الله عنهم استحباب الجهر بتكبيرات العيد، سواء في ذلك التكبير المقيد الذي يقال
بعد الصلوات المكتوبات أو التكبير المطلق الذي يبدأ من رؤية هلال ذي الحجة إلى آخر
أيام التشريق؛ ففي "صحيح البخاري:(أن عُمَرُ رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ، كان يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنًى فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ المَسْجِدِ،
فَيُكَبِّرُونَ وَيُكَبِّرُ أَهْلُ الأَسْوَاقِ حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا)
، وهذا صريح في الجهر بالتكبير، بل وفي كونه جماعيًّا؛ فإن ارتجاج منًى لا يتأتى إلا
بذلك، قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (2/ 462. ط. دار المعرفة): [وهي
مبالغة في اجتماع رفع الأصوات] اهـ.
- وكذلك قال
الحافظ العيني والشوكاني في "نيل الأوطار"، وأصرح من ذلك رواية البيهقي في
"السنن الكبرى" (3/ 437. ط. دار الكتب العلمية): (فيسمعه أهل السوق فيكبرون؛ حتى تَرْتَجَّ منًى تكبيرًا واحدًا).
- وفي
"صحيح البخاري" تعليقًا: (أن ابن عمر وأبا هريرة
رضي الله عنهم كانا يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما)،
وقد وصله الفاكهي في "أخبار مكة" (3/ 9-10، ط. دار خضر) بلفظ: (فيكبران فيكبر الناس معهما لا يأتيان السوق إلا لذلك).
وهذا، والذي
قبله صريحان في التكبير الجماعي.
- وهكذا جاء
الأمر الإلهي بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال تعالى: ﴿إِنَّ الله وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]،
وامتثاله حاصل بفعله في جماعة أو على انفراد.
- وبناءً على
ذلك: فالذكر الجماعي أمر مشروع في المسجد وفي غيره .. وتبديعه في الحقيقة نوع من البدعة
؛ لأنه تضييق لِمَا وسَّعه الشرع الشريف.
والله سبحانه
وتعالى أعلم.
************************
..:: س21: ما هي المنهجية والأساليب التي يتبعها بعض الجماعات
الدينية في التأثير على الناس ليؤمنوا بأفكارهم الدينية وينفروهم من أي رأي مخالف
لهم ؟ ::..
- أخي الحبيب ..
- أحب أن انبهك .. إلى أن هناك بعض الجماعات الدينية أو
بعض النفوس التي لها توجيه خاص في الحياة للسيطرة على الناس ليخضعوا لهم باسم
الدين ويكونوا لهم أعوانا للبقاء والمحافظة على جماعتهم الخاصة وكيانهم الديني ..
- فانتبه أخي الحبيب .. هكذا يؤثرون عليك نفسيا لتخضع لهم:
- هناك منهجية يفعلها بعض الدعاة والمشايخ الذين لهم
انتماءات خاصة لطائفة معينة .. وذلك للتأثير عليك لتقبل كلامهم وتنتمي لطائفتهم ..
فمن ذلك:
1- يتبعون سياسة الصوت العالي ..
-
وهذا الأسلوب ليكون صوته هو فقط المسموع .. ثم يقول لك (من أنت حتى لا
تقبل رأي الشيخ الفلاني) .. أو (هكذا قال كل الأئمة) .. أو (هكذا قال أهل السنة
والجماعة) .. أو ما شابه ذلك ..
-
وهناك من يقول لك (من أنت حتى تعرف الأسرار والأنوار) أو (ومن
أنت حتى تتكلم في كلام الكبار) أو (منذ متى وأهل العمى يتكلمون على أهل الولاية)
.. أو ما شابه ذلك ..
-
وما سبق هو من الكلام المشهور الذي يستخدمه طوائف مثل من يصفون أنفسهم (صوفية –
سلفية - أو غيرهم) ..
-
وهذه الأسلوب السابق ناجح جدا بتأثيره في كثير من النفوس .. !!
2-
اتباع أساليب التخويف الديني ..
-
فيتهمك في دينك أنك ستكون بدعي أو كافر أو خرجت من أهل السنة والجماعة
إن لم تتقبل كلامه .. ثم يخبرك أنه يقول لك ذلك لأنه يخاف عليك حتى لا تخسر آخرتك
.. فإن لم تفعل وتؤمن ما يخبرك به فأنت قد اتبعت غير سبيل المؤمنين .. !!
-
وهناك من يقول لك أنك إن لم تصدق ما يقوله الشيخ فقد تسلب من
مقامك .. وتسلب من روحانياتك .. وينقطع عنك المدد .. وتبتعد عنك عين العناية لو
غضب عليك الشيخ ..!!
-
وهذه الأسلوب أيضا ناجح جدا في تأثيره مع كثير من النفوس .. !!
3-
الوهم بأن أفكارهم الدينية هي من العلم الذي اتفق عليه
العلماء ..
-
يبدأ الداعية أو الشيخ يسرد لك أقوال لمشايخ معينة ينتمون لمدرسة وفكر واحد فيقول
لك وقال الشيخ فلان والشيخ فلان .. !!
-
ويظل يكرر أسماء مشايخ هذا
الفكر الواحد لنفس المدرسة الواحدة .. مستغلا في ذلك جهل من هو جالس أمامه
لأنه لا يعرف أن هذه أقوال مدرسة أو مذهب أو فكر معين ..
- والداعية أو الشيخ أو من ينتهج هذا المنهج
فهذه خيانة للأمانة العلمية بكل تأكيد ..
-
وحتى يتم الحبكة على من يستمع له فيقول لهم مثلا (وقال علماء الحرم الشريف) أو
(وقال أهل المدد النوراني والكشف الرباني) .. أو ما شابه ذلك حسب الطائفة التي
ينتمي إليها تكون أقواله ..
-
وكأن أقوال من استدل بهم هو حجة شرعية ودليل من الوحي .. وأقوال غيرهم من الأمة جهلاء
وتم تلقينهم من الشيطان الرجيم ..!!
- ومن يتبع أسلوب الخيانة في الأمانة
العلمية .. يكفيك في أمثال هؤلاء قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ
وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) الأنفال27..
- وقوله (وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ): يشمل كل
أمانة علمية واجتماعية ومادية وسلوكية وإيمانية وغير ذلك مما هو فيه أمانة التبليغ
والعلم والمحافظة على الأشياء ..!!
4- التسويق
والترويج الطائفي ..
-
يزيد الداعية أو الشيخ في مدح محاسن جماعته وأنهم هم فقط أهل الحق
.. وأهل السنة والجماعة ولا يوجد غيرهم .. حتى تعتقد فعلا أنه على حق .. ثم يكون
متسترا وراء قناع طائفي (صوفيه – السلفية – أو غيرهم) ..!!
- وهذا التزيين أيضا من أهم الأساليب التي
يتبعونها في التأثير النفسي على الآخرين ليجذبوهم إليهم ..
#-
أخي الحبيب ..
- إذا صادفك مثل هذه المنهجية في
أي جماعة أو طائفة .. فابتعد عنهم .. وابحث عمن يتكلم في الدين
بأمانة وصدق .. وهؤلاء من أوصافهم أنهم يكسوهم الهدوء والبساطة .. ولا يسخرون من
أحد .. ولا يتهمون أحد في دينه .. ويقربون بين المسلمين ولا يفرقونهم .. ولا
يخونون أحد من المسلمين في العلم الديني .. ولا يبغون شهرة ولا جزاء ولا شكورا .. ولا
يحملون حقدا ولا كرها ولا غلا لمن يخالفهم لأن المخالفة فيما فيه سعة هو رحمة
جعلها الله حتى تتآلف النفوس عليها.
#- واعلم
أخي الحبيب أن الطائفية قد تكون مؤشر على طلب الرئاسة وطلب الشهرة والتزكية على الله "إلا
من رحم ربي"..
- فمن يزعم أن جماعته هم من أهل الحق فقط
دون غيره .. وأنه الذي يعلم التفسير والفقه دون غيره .. فيكفينا أن نقرأ حديث رسول الله
صلى الله عليه وسلم حتى تعلم أن هذه النفوس قد أشار إليها النبي صلى الله عليه
وسلم .. حيث قد جاء في الحيث عن لبابة بنت
الحارث أم الفضل قالت: (بينَما نحنُ بمَكَّةَ ، قامَ رسولُ
اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ منَ اللَّيلِ فَنادى هل بلَّغتُ ، اللَّهمَّ هل
بلَّغتُ ، ثلاثًا ، فقامَ عمرُ بنُ الخطَّابِ فقالَ : نعَم ، ثمَّ أصبحَ ، فقالَ النبيُّ
صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : ليظهَرنَّ الإسلامُ حتَّى يُردَّ الكفرَ إلى مواطنِهِ
، ولتخوضُنَّ البحارَ بالإسلامِ ، وليأتينَّ على النَّاسِ زمانٌ يتعلَّمونَ القرآنَ
ويقرئونَهُ ثمَّ يقولونَ : قد قرأنا ، وعلِمنا فمَن هذا الَّذي هوَ خيرٌ منَّا ؟ .. فَهَل في أولئِكَ
مِن خيرٍ ؟ قالوا : يا رسولَ اللَّهِ : فمَن أولئِكَ ؟ قالَ : أولئِكَ منكُم ، وأولئِكَ
هُم وقودُ النَّارِ) رواه الطبراني .. وقال الألباني في صحيح الترغيب: إسناده
حسن إن شاء الله ..
- ويكفيك في هؤلاء الذين يزكون أنفسهم على عباد الله ..
أنه تعالى قال: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ
اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا . انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ
الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا) النساء50-49.
#- والمعنى من "أيسر
التفاسير" :
-
(يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ): يمدحونها بالبراءة من الذنوب.
- (الفَتِيلُ): الخيط الرفيع في شق نواة
التمرة.
- نزلت هذه الآية في اليهود والنصارى حين قالوا: (نَحْنُ أَبْنَاءُ اللهِ
وَأحِبَّاؤُهُ) وحين قالوا: (لَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ إلاَّ
مَنْ كَانَ هُوداً أوْ نَصَارَى).
-
(وقيل إنها نزلت في ذم مدح النفس، وتزكية الإنسان نفسه بصورة عامة).
- فقال تعالى:
ألا تعجب يا محمد من هؤلاء الكافرين الذين نبين لهم سوء عملهم فيرونه حسنا، ويثنون
على انفسهم مزكين إياها، فإن الله تعالى هو المرجع في تقدير أفعال العباد، لأنه
العالم بحقائق الأمور وغوامضها، وهو يعلم ما يكتمه الناس ومل يعلنونه، وهو لا يترك
لأحد شيئا من العمل، ولو كان مقدار الفتيل في شق نواة التمرة إلا ويحتسبه له.
-
انظر يا محمد كيف يفتري هؤلاء الكذب على الله في تزكية أنفسهم وادعائهم أنهم أبناء
الله وأحباؤه، وأنهم لن تمسهم النار إلا أياما معدودات، وكفى بهذا الذي يقولونه
ويفعلونه كذبا ظاهرا.
أيسر التفاسير لأسعد حومد ج1 ص542-534
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- وبناء على ما سبق .. لا تكن يا أخي الحبيب من الذي يزكون أنفسهم على الله .. وكأنهم ملائكة تسير على الأرض .. لأنك بذلك تكون حكمت على الله أنه أثبت لك ذلك .. فتكون من الكاذبين على الله .. لأن الله هو أعلم بمن اتقى ..!!
- واحذر من أن تكون نفسك من جماعة (أنا خير منه) .. التي قال عنها النبي أنهم وقود النار
..!!
- ولا تنسى قوله تعالى: (فَلَا تُزَكُّوا
أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) النجم32.
- (فَلا تُزَكُّو أَنْفُسَكُمْ): فَلا تَمْدَحُوها بِحُسْنِ
الأَعْمَالِ.
- والنهي في الآية واضح .. والنهي يرشدك أن من يزكي نفسه
ويمدحها فإنما هو إنسان نفسه غير سوية لأنه يكون قد كذب على الله وقال بما لم يقل
به الله .. لأنه حكم لنفسه بالتزكية وهو حكم غيبي لا يعلمه إلا الله .. وهذا إثم
كبير كما أخبرنا تعالى في الآية السابقة في سورة النساء .
- وإياك أن تفرق بين المسلمين باتهام المسلمين في دينهم .. لاعتقادك أنك
على الحق وحدك أنت وجماعتك والآخرون على الباطل .. وتذكر أنك مسئول أمام الله .
- والله أعلم.
**************************
- وكان هذا ختام الرسالة
بتاريخ 21/10/2020 .. وتم رفعه على مدونة الروحانيات في
الإسلام من تاريخ
9-10-2020 .. والحمد لله على ما أكرمني به من كتابة العلم .. ولا حول ولا قوة
إلا بالله ..
****************************
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات
الأحياء منهم والأموات .. في كل زمان
ومكان .. آمين يارب العالمين .
******************************
اللهم صل على سيدنا محمدالنبي الأمي
وعلى آله وسلم
اللهم عفوك ورضاك
وأسألك القبول
ولا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم زد وبارك ..
ردحذفاكرمك الله استاذنا الفاضل واحسن اليك
وجمعك مع النبيين والصديقين والشهداء
والصالحين وحسن اولئك رفيقا ..
امين يارب العالمين
جزاك الله خيرا كثيرا يا ابي
ردحذفاللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ردحذفما شاء الله تبارك الرحمن - اللهم زد علما و نفعا لجميع المسلمين.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ردحذفاللهم علمنا و انفعنا بالعلم و زد خيرا من علمنا.
جزاك الله عنا ما هو اهله استاذنا
ردحذفالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
اللهم صل علي سيدنا محمد النبي الامي و علي اله و صحبه و سلم تسليما كثيرا الي يوم الدين
شيخي الحبيب خالد ابو عوف
ردحذفهون عليك .. والله لا اجد رد لهؤلاء الا قول الله سبحانه وتعالي ( إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَّـا هُم بِبَالِغِيهِ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ إِنَّـهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ) ٥٦ -غافر
هون عليك .. شيخي الحبيب
اللهم صل علي سيدنا محمد النبي الامي وعلي اله وسلم
الحمد لله حمدا طيبا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه.الله نور الحق المبين
ردحذفجزاك الله خيرا ا /خالد لدفاعك عن الراى الآخر الذى طالما كنا نسمع عنه من هذه الطائفه انهم اعوان للشر وانهم لايفقهون شيئا وكانوا ينهرونا اذا تحدثنا عنهم...و
جزاك كل الخير لاستدلالك بآراء دار الافتاء فى موضوعاتك الاخيره..
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
آمين يارب العالمين.������ وكل عام وانتم واهل المدونه بخير بمناسبه مولد رسول الله فى هذا الشهر الكريم...
اللهم يا وهاب صل على سيدنا محمد النبى الامي الأمين وعلى آله وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الساده والسيدات أعضاء المدونه أحييكم من كل قلبي وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ونسأله تعالى أن يرحمنا برحمته الواسعة ونرجوا منكم دوما صالح الدعاء
ردحذفوأضربوهن !!!
معنى رائع كنت أبحث عنه للرد على الملحدين الذين يصورون للناس أن الإسلام يأمر أتباعه بضرب نسائهم ... فكان المعنى مختلفا تماماً عما فسروا وفسره بعض المسلمين ... وإليكم المعنى الحقيقي والمنطقي
ما هو المقصود بكلمة : "واضربوهن" في القرآن الكريم ؟؟ سوف تندهش من الإجابة
لا يمكن أن يُتصوَّر أن الله يأمر بضرب شريكة الحياة بمعنى: الجلد.. وهذا المفسِّر يتعقب كلمة (ضرب) في القرآن ليأتي بمعنى جديد فيقول:
كنتُ على يقين أن ضرب النساء المذكور في القرآن لا يمكن أن يعني الضرب بالمعنى والمفهوم العامّي ،
لأنّ ديناً بهذه الرِّفعة والرُّقي والعظمة (الدين الإسلامي) والذي لا يسمح بإيذاء قطة، لا يمكن أن يسمح بضرب وإيذاء وإهانة الأم والأخت والزوجة والإبنة.
يتابع المفسِّر كلامه ويقول:
المعنى الرائع لكلمة (فاضربوهن) في القرآن يفسّرها ليس كما يفسرها الآخرون ....
ماذا تقول الآية..!؟
{وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً}النساء٣٤.
"من خلال المعرفة البسيطة في اللغة العربية وتطوّرها وتفسيرها فإن العقوبة للمرأة الناشز أي المخالفة نراه في هذه الآية عقوبة تواترية تصاعدية: بالبداية تكون بالوعظ والكلام الحسن والنصح والإرشاد".
فإن لم يستجبن:
فيكون الهجر في المضاجع أي في أسرّة النوم وهي طريقة العلاج الثانية ولها دلالتها النفسية والتربوية على المرأة والهجر هنا في داخل الغرفة.
أما (واضربوهن) فهي ليست بالمدلول الفعلي للضرب باليد أو العصا لأن الضرب هنا هو المباعدة أو الإبتعاد خارج بيت الزوجية.
ولما كانت معاني ألفاظ القرآن تُستخلص من القرآن نفسه ، فقد تتبعنا معاني كلمة (ضرب) في المصحف وفي صحيح لغة العرب ، نجد أنها تعني في غالبها المفارقة والمباعدة والإنفصال والتجاهل ، خلافاً للمعنى المتداول الآن لكلمة (ضرب).
فمثلا الضرب بإستعمال عصا يستخدم له لفظ (جلد) ، والضرب على الوجه يستخدم له لفظ (لطم) ، والضرب على القفا (صفع) والضرب بقبضة اليد (وكز) ، والضرب بالقدم (ركل).
وفي المعاجم وكتب اللغة والنحو لو تابعنا كلمة ضرب لنرى مثلاً في قول:
(ضرب الدهر بين القوم) أي فرّق وباعد بينهم.
و(ضرب عليه الحصار) أي عزله عن محيطه.
و(ضرب عنقه) أي فصلها عن جسده.
فالضرب إذن يفيد المباعدة والإنفصال والتجاهل.
وهنالك آيات كثيرة في القرآن تتابع نفس المعنى للضرب أي المباعدة:
{وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لَّا تَخَافُ دَرَكاً وَلَا تَخْشَى} طه ٧٧
أي أفرق لهم بين الماء طريقاً.
{فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} الشعراء ٦٣
أي باعد بين جانبي الماء.
{لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ} البقرة٢٧٣
أي مباعدة وسفر وهجرة إلى أرض الله الواسعة.
{وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ}المزمل٢٠
أي يسافرون ويبتعدون عن ديارهم طلباً للرزق.
{فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ} الحديد ١٣
أي فصل بينهم بسور.
ويُقال في الأمثال (ضرب به عُرض الحائط) أي أهمله وأعرض عنه.
وذلك المعنى الأخير هو المقصود في الآية…
أما الآية التي تحض على ضرب الزوجة {فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ}:
فالآية تحض على الوعظ ثم الهجر في المضجع والإعتزال في الفراش ، أي لا يجمع بين الزوجين فراش واحد ، وإن لم يُجْدِ ذلك ولم ينفع ، فهنا (الضرب) بمعنى المباعدة والهجران والتجاهل ، وهو أمر يأخذ به العقلاء من المسلمين ، وأعتقد أنه سلاح للزوج والزوجة معاً في تقويم النفس والأسرة والتخلص من بعض العادات الضارة التي تهدد كيان الأسرة التي هي الأساس المتين لبناء المجتمع الإسلامي والإنساني
.....................................................
ولدينا كلمات نمارسها ايضا
كأضرب عن الطعام اى امتنع عنه وتركه
والاضرابات فى الجامعات او المعامل مثلا فكل معناها هى ترك العمل او الدراسة او اهمالهما ...
سبحانك اللهم وبحمدك.
سبحان الله العظيم ....
منقول
أريد أن أعرف موقف أستاذنا خالد أبو عوف من هذا التفسير
الحمد لله على تمام هذه الرسالة.نفع الله بها كل باحث عن الحق ان شاء الله.
ردحذفاللهم ثبت عبادك وخذ بأيديهم دائما يارب في كل زمان ومكان..آمين.
بالتوفيق ان شاء الله فيما هو آت.
هذا تطبيق إذاعة القرآن الكريم بث مباشر حملوه على الهواتف من البلاي ستور واسمعوا إذاعة القرآن الكريم في أي مكان طالما معكم إنترنت.
ردحذف(الناس اللي خارج مصر سيعجبها التطبيق)
رابط التطبيق 🔝
https://bit.ly/3ofqPAH
من الأمور التي جربتها حين أرى منام سيء - والمعروف انه غالبا من تلاعب الشيطان بالمؤمن - والذي يؤثر بشكل سلبي على نفسي ، أن الله ذكرني بقوله تعالى : (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
حذف[سورة البقرة 268]
فإن كان الشيطان يتدخل في احلامنا لتظن النفس أن شرا ما سيقع لنا او لاحبابنا ..فتقلق وتفكر وتنشغل عن ذكر الله ،،أفلا نظن بالله الظن الحسن الجميل الذي يعدنا مغفرة منه وفضلا وهو الواسع العليم سبحانه ...!!
=============
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
جزاك الله خيرا أستاذنا وبارك في صحتك وعمرك ..
ردحذفاللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
بارك الله فيك استاذنا على تكملة الرسالة جميل ياطيب
ردحذفجزاك الله كل خير أستاذنا
ردحذف