ج5: رسالة القول الحق السرمدي في الرد على المنكر الجاحد لذكر الصلاة على النبي - أين تحقيق الأمر الإلهي في قوله (صلوا عليه) في حين يقال (اللهم صل على النبي) بصيغة الدعاء - ما هي الحكمة في أن تكون الصلاة على النبي من خلال دعائنا لله وليس بصلاة نفعلها نحن بأنفسنا للنبي - هل الله لم يسلم على النبي لأن الله لا يسلم لأحد - هل السلام على النبي ليس تحية لأنه قد مات والميت لا يسمع شيئا - هل السلام غير التسليم - هل يقال تعظيم لله اذا ذُكر اسمه مثلما يقال عن النبي (صلى الله عليه وسلم) - ختام الرسالة.

  بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

القول الحق السرمدي

في الرد على المنكر الجاحد لذكر الصلاة على النبي

(الجزء الخامس - والأخير)

* فهرس الرسالة:

:: تابع/ الفصل السادس :: شبهات القرآنيين مكذبي الحديث النبوي حول إنكار الصلاة على النبي بالقول  ::

1- س27: أين تحقيق الأمر الإلهي في قوله (صلوا عليه) في حين يقال (اللهم صل على النبي) بصيغة الدعاء ؟

2- س28: ما هي الحكمة في أن تكون الصلاة على النبي من خلال دعائنا لله وليس بصلاة نفعلها نحن بأنفسنا للنبي ؟

 ::الفصل السابع :: شبهات القرآنيين مكذبي الحديث النبوي حول إنكار الصلاة على النبي بالقول  ::

3- س29: هل الله لم يسلم على النبي لأن الله لا يسلم لأحد ؟

4- س30: هل السلام على النبي ليس تحية لأنه قد مات والميت لا يسمع شيئا ؟

5- س31: هل السلام غير التسليم ؟

6- س32: هل يقال تعظيم لله اذا ذُكر اسمه مثلما يقال عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ؟

7- ختام الرسالة..

************************

:: تابع: الفصل السادس ::

:: شبهات عن الصلاة على النبي ::

*****************************

 

(الإعتراض على أننا لا نصلي على النبي كما أمرنا الله)

 

..:: س27: أين تحقيق الأمر الإلهي في قوله (صلوا عليه) في حين يقال (اللهم صل على النبي) بصيغة الدعاء ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- قال مكذبي الحديث النبوي الصحيح .. أين تحقيق الأمر الإلهي في قوله تعالى (صلوا عليه وسلموا تسليما) .. حينما تقولون (اللهم صل على النبي او محمد) ..؟!! فالله يقول صلوا عليه .. وأنتم تقولون بل أنت صلي عليه يارب ؟!! فكأنكم تردون الأمر على الله ليفعله هو بدلا عنكم ... فهذا ذكر لمحمد وليس تنفيذ أمر إلهي ..!!

 

- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- أولا: ما ذهب إليه هذا المكذب بالحديث النبوي الصحيح .. إنما هو قول باطل مخالف للقرآن ومعارض له .. ليه ؟

1- لأنه إذا كانت الصلاة في القرآن بمعنى الدعاء .. فما وجه التعجب .. ألم يقل الله لنبيه (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ) التوبة103 .. أي ادعوا لهم ؟!!

- فما المانع أن يكون قوله للمؤمنين: (صلوا عليه) أي ادعوا له ؟!!

- فثبت بذلك أول الإنحراف منهم في الجهل بتفسير كلام الله.

 

2- إذا كان الله يصلي والملائكة تصلي والمؤمنون يصلون على النبي .. فما الذي يمنع أن يكون فعل المؤمن هو الطلب من الله إذا كان لا يقدر عليه ؟!!

- ودليل ذلك قوله تعالى: (إِن الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ) الْبَقَرَة 159 ..

- واللعن هو الطرد من رحمة الله .. فكيف يلعن المؤمن أحد وهو لا يملك سلطة الطرد من رحمة الله .. إلا لو كان من خلال الطلب من الله أن يفعل ذلك لأنه هو من يملك سلطة هذه اللعنة ..

- فيتبين لك أنه قد يتساوى فعل الله مع فعل المؤمن في وصف فعل .. ولكن يختلفا في كيفية تحقيق هذا الوصف .. فيكون كيفية تحقيق ذلك من الله بالقدرة .. ويكون كيفية تحقيق ذلك من المؤمن بطلب ذلك من الله لأنه لا قدرة له على تحقيقه من نفسه .. !!

- وهذه الآية السابقة قد انتبهت لها من كلام الإمام بن القيم رحمه الله في جلاء الأفهام ص162 ..

 

3- هناك فرق بين عزيمة الأمر الإلهي أي ما يطلبه الإله ويأمر به .. وبين كيفية فعل هذه العزيمة أي كيفية تنفيذ هذا الأمر الإلهي .. !!

 

- ففي الأمر الإلهي بقوله تعالى (صلوا) .. نجد أن الله أمرنا بالصلاة عليه .. ولكنه لم يذكر لنا كيفية ذلك ؟ وإنما أخبر النبي بكيفية ذلك وهي أن تكون من خلال توكيل الله بدعاءه في ذلك وليس من خلال المؤمن بنفسه .. لأن المؤمن لن يستطيع بنفسه الوفاء بحق النبي صلى الله عليه وسلم ..

 

- وبأسلوب أبسط مما سبق دعنى أقول لك .. حينما قال تعالى : (صلوا عليه) .. لم يحدد لنا الله كيفية ذلك ؟ فلم نفهم هل المقصود (صلوا عليه من أنفسكم أم صلوا عليه بطلب ذلك من الله) ؟!! حتى أخبرنا الله على لسان نبيه كيفية تحقيق ذلك من خلال الطلب من الله ..

 

- كمثال في الصلاة على الميت .. نحن لا نعرف هيئتها وكيفيتها التي يريدها الله منا في تحقيق رجائنا في الميت بالغفران له والرضا عليه .. ؟!! فأوكل الله لنبيه تبيين هذه الصلاة بهيئتها وكيفيتها بأن وجهنا لقراءة سورة الفاتحة والصلاة على النبي والدعاء للميت .. فبهذه الأمور يتحقق الرجاء من المصلين على الميت في الطلب من الله بأن يغفر للميت ويرحمه ..

 

- ولو انتبهت لما قلته لك فستجد أننا لسنا من صلينا على الميت بكيفية من أنفسنا .. وإنما النبي هو من أرشدنا لكيفية تحقيق ذلك ..

 

- مثال آخر .. نجد أن الله أمرنا بإقامة الصلاة التعبدية التي هي الفروض الخمسة فقال: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) النور56 ..

- فلماذا لم يخترع كل واحد فينا طريقة صلاة إلى الله حينما قرأ قوله تعالى (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ) ..؟!!

- لأن الله أوكل لنبيه تبيين هذه الكيفية والهيئة في الصلاة .. ولذلك قال (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).

 

- فكيفية أداء الصلاة وهيئتها علمها لنا النبي صلى الله عليه وسلم وقال (صَلُّوا كما رَأيْتُموني أُصلِّي) رواه الدارقطني .. وقال الأرنؤوط: صحيح ..، وذكره الألباني في صحيح الجامع .

 

4- المؤمن ليس مصليا على النبي من حيث الفعل .. لأنه يقول (اللهم صل على محمد) .. ولو كان مصليا بفعله هو عليه لكان قال (أصلي على محمد) ..!!

 

- ولكن المؤمن مصليا على النبي من حيث سعيه في تحقيق ذلك الأمر الإلهي من خلال طلبه ذلك من الله لهذا الفعل ..

 

* وأوضح لك هذه المسألة بمثال:

- حينما تكون وسيط في مساعدة إنسان مريض ولا تستطيع تحمل مصاريف علاجه .. فأنت تطلب مساعدة وتسعى في ذلك .. وتجد من يحقق هذه المساعدة فعلا .. فأنت ساعدت بالطلب والذي قام بالتنفيذ ساعد بالفعل .. وكلاكما لم يخرج عن دائرة المساعدة لها الشخص ولكن كل واحد من حيث ما استطاعته .. ولكن ينطبق على كلاكما وصف مساعدة إنسان أو معونته .. ولكن اختلف الفعل في تحقيق ذلك .

 

- كذلك الحال حينما تطلب من الله أن يصلي على النبي .. وبالرغم من أن الله هو المصلي على النبي فعلا .. إلا أن طلبك وسعيك في تحقيق ذلك أكسبك وصف أنك مصليا على النبي صلى الله عليه وسلم .. لأنك سعيت في تحقيق ذلك .

 

5- هذا الرد هنا خاص بالمؤمن المصلي على النبي بالقول متبعا لرسول الله وحديثه :

- عليك أخي الحبيب أن تسائل فتقول:

- من الذي قال (صلوا عليه) ؟ هو الله جل جلاله ..

- ومن الذي قال : (قولوا اللهم صل على محمد) ؟ هو سيدنا محمد ..

- وهل قالها من نفسه أم بوحي من ربه ؟ أكيد بوحي من ربه .. ودليل ذلك كما جاء في الرواية عَن مُحَمَّد بن زيد، عَن أَبِيه، قَالَ: (كُنَّا عِنْد سعد بن عبَادَة، فَأَتَانَا النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - فَقَالَ لَهُ بشير بن سعد: يَا رَسُول الله {كَيفَ الصَّلَاة عَلَيْك؟ قَالَ: فَسكت حَتَّى جَاءَهُ الْوَحْي، قَالَ: فتربد لَهُ وَجهه، فَقَالَ: " تَقولُونَ: اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا صليت على آل إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميد مجيد، اللَّهُمَّ بَارك على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا باركت على آل إِبْرَاهِيم فِي الْعَالمين إِنَّك حميد مجيد، .. وَالسَّلَام قد علمْتُم) رواه الطبراني بسند صحيح في تهذيب الآثار برقم346.

 

- إذن نجد مما سبق .. أن الذي أمر بالصلاة على النبي هو الله .. والذي أمر بتوكيل الله في الصلاة على النبي هو الله أيضا ..

 

- فالأمر في الآية من قوله تعالى (صلوا عليه) .. إنما هو لعزيمة فرضية الصلاة على النبي .. أما عن كيفية الصلاة على النبي فالله أوكل إليه هذا الأمر من خلال طلب المؤمن منه ذلك .. لأن الله يعلم أن المؤمن لا يعرف كيفية الوفاء بحق النبي صلى الله عليه وسلم ..

 

****************************

 

..:: س28: ما هي الحكمة في أن تكون الصلاة على النبي من خلال دعائنا لله وليس بصلاة نفعلها نحن بأنفسنا للنبي ؟ ::..

 

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- وقد تتسائل أخي الحبيب المصدق لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فتقول: لماذا جعل الله كيفية الصلاة على النبي هي من خلال دعاءه جل جلاله .. وليس من خلال طريقة نفعلها بأنفسنا ونقدمها له صلى الله عليه وسلم ..؟!!

- أو تقول السؤال بعبارة أخرى: ما هي الحكمة في أن يكون الصلاة على النبي من خلال دعائنا لله ؟!!

 

* الجواب ..

- قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

- أجد في هذه الحكمة الإلهية سببين :

- الأول: الله يريد لنبيه صلاة كمالية بالخير له والثناء عليه كالتي يصليها هو وملائكته .. بدليل أنه أثبت حقيقة غيبية وهي أن الله وملائكته يصلون على النبي .. فما كانت هذه الحقيقة الغيبية تهم المؤمن كثيرا لو لم يذكرها الله .. وإنما لتعلم أن الأمر الإلهي الذي سيتبع ذلك إنما هو لأن الله يريد منك أن تفعل مثله في الكمال ..

- فلما علم أنك مخلوق ناقص وفعلك ناقص .. في حين هو يريد لحبيبه الصلاة الكمالية له بأن يعطف عليه بسائر أنواع التجليات والكرامات والخيرات في كل الأزمنة .. ولذلك أوكل إليه الأمر في تحقيق تلك الصلاة الكمالية التي يصليها هو وملائكته .. لأنه يعلم مدى عجزك عن تحقيق ذلك ..!! فجعل من دعاءك لله هو تحقيق لهذه الصلاة الكمالية .. التي لن تستطيع تحقيقها للنبي صلى الله عليه وسلم .. وبالتالي لن توفي حق الأمر الإلهي ولن توفي حق النبي صلى الله عليه وسلم لو صليت من نفسك .. لأنك لا تملك من نفسك شيئا تستطيع أن توفي به حقه صلى الله عليه وسلم ..!!

 

- ولذلك جعل الصلاة على النبي تأتي بصيغة الدعاء إلى الله .. لتكون صلاة كمالية بالخير والإحسان والعطف على النبي بكل كمال .. أي صلاة فيها من تجليات الله الكمالية على النبي بما هو يليق بحق الله في العطاء .. ويليق بحق النبي صلى الله عليه وسلم في التكريم .. 

- وكأن حال دعائنا نقول: "اللهم إننا لا نملك من العطاء شيئا لنصلي على نبيك صلاة كمالية تليق به كالتي تصليها أنت وملائكتك .. ولكننا ندعوك يا من هو يملك خزئن كل شيء أن تتجلي عليه بالإنعام بكل شيء يليق بكرمك وعطفك عليه .. ويليق بحقه صلى الله عليه وسلم .. ويليق بوفاء حقه علينا .. يا ألله" .

 

- الثاني: لما علم الله منك النقص في أداء حق النبي .. وقبل منك الدعاء إليه كعبادة إليه .. فجمع لك ما فيه عبادة له جل جلاله وهو "الدعاء" .. وما فيه كمال الوفاء بحق النبي صلى الله عليه وسلم وهو "الصلاة عليه" .. فتكون عبدت الله .. وأثبت حبك للنبي من خلال محاولتك للوفاء بحقه عليك .. كما قال صلى الله عليه وسلم (من أتى إليكم معروفًا فكافِئوه فإن لم تجدوا فادعوا لهُ حتى تعلموا أن قد كافأتموهُ) صحيح أبي داود.

- والله أعلم .

 

************************

:: الفصل السابع ::

:: شبهات عن السلام على النبي ::

*****************************

 

(اعتراضهم على أن السلام على النبي مجرد قول)

 

..:: س29: هل الله لم يسلم على النبي لأن الله لا يسلم لأحد ؟ ::..

 

- يقول تعالى (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) الأحزاب56 .

 

- من أعجب ما قاله بعض مكذبي الحديث النبوي الصحيح .. مشيرا للعلماء فيه بأنهم جهلاء .. أنه زعم أن الله لم يسلم على النبي .. لأن الله لا يسلم لأحد ؟!!

 

* قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- لن تجد أجهل من هذا الشخص .. حيث ظن أن السلام على النبي بمعنى السلام له ..!! ولذلك قال أن الله لم يذكر السلام منه في الآية لأن الله لا يسلم لأحد ..؟!!

- والذي يدل على جهل هذا الشخص .. قوله تعالى  (سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ) الصافات79 ..، وقوله تعالى (سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ) الصافات 109..، وقوله تعالى (سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ) الصافات120 ..

 

- فهل خضع الله لهؤلاء الأنبياء وانقاد لهم ..!! أم أن هذا يدل على غباء محكم من مكذبي الحديث النبوي الصحيح ..!!

 

2- لو كان الله يريد أن يذكر السلام في الآية لكان قال (يصلون ويسلمون على النبي) وليس للنبي .. وهذا هو نمط القرآن في سلامه على الأنبياء والرسل ..

 

3- ولعل الله قد أعماه عن أنه سلم على النبي صلى الله عليه وسلم .. حيث يقول تعالى (وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ) الصافات181 .. والنبي صلى الله عليه وسلم من المرسلين ..!!

 

4- ولعل الله قد طمس بصيرته في إدراك أن لفظ السلام لم يذكره الله لأن مدرج ضمنيا في لفظ (يصلون) .. حيث أن لفظ (يصلون) تحمل معنى السلام على النبي .. لأن الصلاة على النبي هي صلاة تجيات من الحق عليه وتشمل السلام عليه وغيره كالرحمات والبركات ..

 

5- من أين جزم هذا الشخص بأن قوله تعالى (سلموا تسليما) .. معناها انقادوا له ؟!! 

- فالسلام على النبي في القرآن قد يكون تحية أو دعاء له او خضوعا وانقياد له .. !!

- فقوله أن الله لا يسلم لأحد .. فهذا حق .. ولكنه أراد تضليلك بجملته هذه ليوهمك أن معنى التسليم في آية (وسلموا تسليما) هو الخضوع والإنقياد فقط وليس التحيه أو الدعاء .. وهذه خيانة علمية كبيرة في القرآن .. لأن السلام على النبي بحسب مقتضى السياق القرآني  جاء بمعنى السلام عليه والسلام له ..

 

**************************

(اعتراضهم على السلام بالقول لأن النبي مات)

 

..:: س30: هل السلام على النبي ليس تحية لأنه قد مات والميت لا يسمع شيئا ؟ ::..

 

- يقول تعالى (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) الأحزاب56 .

 

- وقال مكذب الحديث النبوي الصحيح .. أن السلام في آية (سلموا تسليما) : ليس كما قيل هي أن نلقي التحية عليه وهو يرد عليها فهذا مما يخالف القرآن .. فرسول الله قد مات والموتى لا يسمعون بنص القرآن .. ولا يصح السلام عليه حينئذ ..!!

 

* قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- هذا المكذب الأحاديث الصحيحة يمنع أن يكون هناك خصوصية وكرامة سماع للرسول صلى الله عليه وسلم .. وهو بذلك يرد الأحاديث الصحيحة .. مشيرا بذلك إلى قوله تعالى (إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى) النمل 80 .. !!

 

- ومن المعلوم أن المراد هنا سمع القبول والإتباع لدعوة الحق .. بدليل ما جاء في ختام الآية التالية (إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ) النمل81 .. ولكنه لم يكمل الآيات حتى لا ينكشف أمره ..!!

 

- وهذا المكذب للحديث النبوي الصحيح يساوى بين حال الكافر الميت قلبه عن سماع الحق وساكن قبره على باطله .. بحال النبي صلى الله عليه وسلم في البرزخ ..!!

 

- فيا له من ظالم لنفسه ..!! وما أجرأه في تسوية رسول الله في قبره .. بحال الكافر في قبره ..!! فما أجرأه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..!!

 

 

2- يقول تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) الأحزاب56 ..

- فهل خصص الله تعالى هذا السلام أو هذه الصلاة بزمن دون زمن .. حتى يزعم أحد أنهما يخصان حياة النبي فقط ولا يخصان مماته ..!! فإما أن يأتي بدليل التخصيص على أن الأمر الإلهي خاص بحياة النبي فقط .. وإلا فهو كاذب على الله بلا ريب ..!! وعليه أن يثبت بالنص القرآني أن الصلاة والسلام ليستا قولا دعائيا .. كما أثبت العلماء ذلك من القرآن ..!!

 

3- وليطمئن قلبك أخي الحبيب إلى بطلان ما ذهب إليه مكذب الحديث النبوي الصحيح .. من منع النبي أن يسمع السلام عليه .. أو أن يرد عليك ..

- يقول صلى الله عليه وسلم (ما مِن أحدٍ يسلِّمُ عليَّ إلَّا ردَّ اللَّهُ عليَّ روحي حتَّى أردَّ علَيهِ السَّلامَ) صحيح أبي داود.

 

- عن عبد الله بن مسعود عن النبي قال :(إنَّ للهِ ملائكةً سيَّاحينَ في الأرضِ يُبلِّغوني عن أُمَّتي السَّلامَ) .. صحيح بن حبان.

 

- وعن أبي بكر الصديق عن النبي قال (أكثِروا الصَّلاةَ عليَّ ، فإنَّ اللهَ وكَّلَ بي مَلَكًا عندَ قبري ، فإذا صلَّى عليَّ رجلٌ مِن أُمَّتي قال لي ذلكَ الملَكُ : يا محمَّدُ إنَّ فلانَ ابنَ فلانٍ صلَّى عليكَ السَّاعةَ) أخرجه الديلمي في الفردوس ..، وقال الألباني عنه في الصحيحة: أنه حسن بشواهده.

 

- وفيما سبق الكفاية لمن كان قلبه حيا وعقله فطنا .. وغير مكذب للنبي صلى الله عليه وسلم ..!!

 

- ولكن أصحاب هذه الشبهة .. نظرا لأنهم يكذبون الحديث الصحيح .. وينكرون أقوال النبي صلى الله عليه وسلم المنقولة إلينا بسند صحيح .. ويزعمون أن السلام على النبي هو مجرد خضوعا له وانقياد ..!!

 

- ونقول لهم قد كذبتم .. لأن السلام في القرآن مع النبي صلى الله عليه وسلم على طريقين:

-الأول: السلام عليه .. على الشخص المقصد منه التحية المصحوبة بالأمان .. ويترتب عليه دفع الأذى عنه باليد واللسان .. وليس معناه الخضوع والإنقياد ..!!

 

- الثاني: السلام له .. وهو الخضوع والإنقياد له ظاهرا وباطنا دون أدنى شك ..!!

 

- فكونك تنتقي ما تشاء على مزاجك الخاص .. لتمنع من شريعة الله ما هو معلوم في الدين بالضرورة .. فهذا دليل على رغبتك المؤكدة بالتحريف فيه والكذب الصريح على كلام الله .. فضلا عن تكذيبك للأحاديث الصحيحة وكأنك تنكر على الرسول كلامه وترده عليه ..!!

 

**************************

..:: س31: هل السلام غير التسليم ؟ ::..

 

- من غرائب ما قاله بعض مكذبي الحديث النبوي الصحيح .. أن السلام غير التسليم ..!!

- ثم يشرحون التسليم ويتركون شرح مدلول السلام في القرآن على النبي ؟!!

* قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أسلوب عزل الألفاظ المرتبطة ببعضها عن بعضها .. إنما هو أسلوب رخيص طالما استخدم جماعة الملحدين في التشكيك في القرآن ..!!

 

- المهم انك ستجد جماعة مكذبي الحديث النبوي .. عند شرحهم لآية (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) الأحزاب56 ..

 

- قاموا بعزل اللفظين عن بعض وكأنهما لا علاقة لهما ببعض .. ؟ وأخذوا يشرحون لفظ التسليم ..!! ليوهمك أن التسليم لا علاقة له بقوله (سلموا) في الآية ..!!

 

- ثم يستدرجك في الكلام ويسترسل فيه شرح كلمة "تسليما" .. ويترك الأصل المشتق منه الكلمة وهو (سلموا) الذي هو مطلوب من المؤمن عمله .. ويتجاهلوا شرح لفظ السلام على النبي في القرآن كيف يكون .. لأنهم لو شرحوه لاختلفت الكلام ..!!

 

- وقد تبين للمؤمن أن السلام بخصوص ارتباطه بالنبي في القرآن على وجهتين .. إما سلاما له أو سلاما عليه .. كما سبق وأوضحنا سابقا ..

 

- فالعبرة بمعرفة مدلول لفظ السلام على النبي إلى ماذا يشير ؟!! وهذا يتم معرفته بالقرآئن والأدلة المعلومة عند أهل العلم وليس بالمزاج .. وبناء عليه يتم معرفة المراد بالتسليم .. وليس العكس ..!!

 

- فإذا وجدت أحد من هؤلاء يشرح لك التسليم .. فقل له .. اشرح لي معنى  (السلام) على النبي في القرآن أولا حتى يتبين لنا حقيقة معنى المصدر المؤكد له وهو (تسليما) .. موضحا ذلك بالأدلة اليقينة التي تدعم ما ذهبت إليه ..؟!!

 

*****************************

 

(ختام الشبهات)

 

..:: س32: هل يقال تعظيم لله اذا ذُكر اسمه مثلما يقال عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ؟ ::..

 

- قال بعض مكذبي الحديث النبوي الصحيح .. أنكم تعظمون النبي وتوقروه أكثر من ربكم .. لأنكم إذا ذكر اسم محمد .. فأنتم تقولون (صلى الله عليه وسلم) .. وإذا قيل اسم الله .. سكتم ولم تقولوا شيء .. فأنتم محمديون ولستم ربانيون ..؟!!

 

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

1- ما أسوأ هذه الفرية التي افتروها على المؤمنين .. وما أكذبها ..!!

- فالمؤمنون يقولون مع اسم الله حين سماعه .. تبارك وتعالى .. أو جل شأنه .. أو عزَّ وجلَّ .. أو جل جلاله أو سبحانه وتعالى ..

- فكلها ألفاظ جاءت من منطوق أو مفهوم القرآن والسنة .. فضلا عن حث العلماء على ضرورة ذلك .. سواء مع الله أو الانبياء أو الصالحين ..

 

* ومنين جاب العلماء أنواع التعظيم والتقديس لاسم الله تعالى مثل (سبحانه وتعالى) ؟

- أذكر لك نماذج :

1- من قوله تعالى: (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) الرحمن78 .. ومن قوله تعالى: ( سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ) الأنعام100 ..

 

2- ومن الحديث القدسي مثل: (ومن الحديث القدسي (أنَّ رجُلًا أذنَب ذنبًا فقال : أيْ ربِّ أذنَبْتُ ذنبًا - أو قال : عمِلْتُ عمَلًا - فاغفِرْ لي .. فقال تبارَك وتعالى : عبدي عمِل ذنبًا فعلِم أنَّ له ربًّا يغفِرُ الذَّنبَ ويأخُذُ به قد غفَرْتُ لعبدي) صحيح بن حبان ..

 

3- ومن أحاديث النبي مثل: (اتَّقوا دعوةَ المظلومِ ، فإنَّها تُحمَلُ على الغَمامِ ، يقولُ اللهُ جلَّ جلالُه ، وعزَّتي وجلالي لأنصُرنَّك ولو بعد حينٍ) أخرجه الطبراني بسند حسن ..

 

- وكما جاء في حديث الدجال . حيث قال النبي :(إن اللهَ تباركَ وتعالَى ليس بأعورَ ألا وإن المسيحَ الدجالَ أعورُ عينِ اليمنى) صحيح مسلم ورواه أحمد بسند صحيح ...

 

* ومثل قول النبي حين توجهه إلى الله قائلا في استفتاح الصلاة (تباركتَ وتعالَيتَ . أستغفرُك وأتوبُ إليك) ، وفي السجود كان يقول (تبارك اللهُ أحسنُ الخالقِين) رواه مسلم .

 

* قال الإمام النووي رحمه الله :

- يستحب لكاتب الحديث اذا مر بذكر الله عز وجل أن يكتب (عز وجل) أو (تعالى) أو (سبحانه وتعالى) أو (تبارك وتعالى) أو (جل ذكره) أو (تبارك اسمه) أو (جلت عظمته) أو ما أشبه ذلك وكذلك يكتب عند ذكر النبى صلى الله عليه وسلم بكمالهما لا رامزا اليهما ولا مقتصرا على أحدهما ...

- وكذلك يقول فى الصحابى (رضى الله عنه) فان كان صحابيا بن صحابى قال (رضى الله عنهما) ..

- وكذلك يترضى ويترحم على سائر العلماء والأخيار ويكتب كل هذا وان لم يكن مكتوبا فى الأصل الذى ينقل منه ...

- فان هذا ليس رواية وإنما هو دعاء .. .

شرح مسلم للنووي ج1 ص40

 

************************

 

:: ختام الرسالة ::

 

- الصلاة على النبي .. هي قول دعائي إلى الله وهي ذكر لله لأنك تقول (اللهم) أي يا ألله ..

 

* وهي وسيلة قرب إلى الله .. قد جعلها الله كرامة لمن يستخدمها في الوصول إليه .. طالبا رحمته والقرب منه سبحانه ..

 

* والذي يدلك على أنها كرامة مخصوصة .. هو أنك لن تجد أحد يواظب على الصلاة على النبي بكثرة .. إلا بتوفيق من الله .. وذلك لأنها مدد من الله يمنحه لمن يشاء من فضل عطاءه .. والمدد يؤتيه الله لمن يريد أن يغير من نفسه لمراد الله ورسوله ..!!

 

* أما الذي يظل يقول .. ليست قولا وليست بالكثرة القولية .. فذلك لأنه عاجز عن الصلاة على النبي .. بل عن الذكر .. حتى ألقى بظلال عجزه على الآخرين حتى يرى منهم ما رآه في نفسه من عجز ...!!

 

* ويظل يتهم الآخرين الذين يكثرون الصلاة على النبي بأنهم ببغاوات .. ويوهمهم أن الصلاة على النبي هي عمل مع الله وليس قول .. حتى يحرمهم كرامة الله التي حرمه الله منها ..!!

 

- وما أبعد عن الحق .. أليس الدعاء هو عمل قولي مع الله .. كحال باقي الأذكار ..!!

 

* ولكن لما علمنا حال هذا الشخص بتحريضه على منع الصلاة على النبي دعاء له صلى الله عليه وسلم .. فقد علمنا منه أنه محروم من كرامة الله بطريقة ما أو بأخرى .. حتى حرمه من مجرد الدعاء إلى الله بالصلاة على النبي .. فما أبخله هذا الإنسان وما أضله .. بل ما أتعسه لأنه يقينا قام بتحريف الصلاة على النبي عن معناها المطلوب شرعا .. إلى ما يظنه بهواه ..!! 

 

- ويكفيك في كثرة الصلاة على النبي بالقول .. قوله تعالى ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) الأحزاب56 .. حيث أن دوام الفعل الإلهي بالصلاة على النبي وكذلك ملائكته يفعلون .. فيه إرشاد واضح على أن يكون المؤمنين أولى بدوام الصلاة منهم على النبي .. بل وقوله (صلوا عليه) هو أمر مطلق غير مخصص بزمان ولا مكان ولا عدد .. وكأنه يقول لك اجعل لك حال بالصلاة والسلام عليه كلما استطعت ذلك يا مؤمن ..

 

- ويرشدك لكثرة الصلاة عليه كذلك قوله صلى الله عليه وسلم : قال (إنَّ أَوْلى النَّاسِ بي يومَ القيامةِ أكثَرُهم علَيَّ صلاةً) صحيح بن حبان وصحيح الترمذي .

- وقوله (أولى الناس بي) : أي أحق الناس بشفاعتي وقربا مني .. المكثرين من الصلاة عليَّ ..!!

 

-  وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ( مَا صَلَّى عَلَيَّ أَحَدٌ صَلَاةً ، إِلَّا صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ مَا دَامَ يُصَلِّي عَلَيَّ ، فَلْيُقِلَّ عَبْدٌ مِنْ ذَلِكَ أَوْ لِيُكْثِرْ ) رواه أحمد برقم 15689 ، واخرجه ابن أبي شيبة 11/507 .. قال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تخريج المسند : سند حسن .. وكذلك ذكره الألباني بسند حسن في صحيح الجامع .

 

- ويكفيك في مطلق كثرة الذكر بالقول .. قوله تعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا) الأحزاب41

 

- وهذه بعض الشبهات التي ذكرتها هنا .. إنما هي فقط للرد على من أنكر الصلاة على النبي بالقول الدعائي وكذكر لله له خصوصية عطاء من الله ..

 

- أما عن الاسئة المتعلقة بالصلاة والسلام على النبي تجدها تفصيليا في رسالة (أطيب الكلام ومسك الختام - في شرح الصلاة والسلام على سيد الأنام) .. إن شاء الله تعالى ..

- والله أعلم .

 

*******************************

:: اللهم تقبل يارب ::

* اللهم صل على سيدنا محمد .. صلاة تقبل بها دعائنا إليك .. واجعلها وسيلة في رفع الحجاب ودوام الوصل بك والتوكل عليك .. واجعل من الصلاة عليه يوم الصلاة علينا وصلا بمزيد الفضل منك .. وعلى آله وسلم .

**************************

- وكان بداية الشروع في هذه الرسالة بتاريخ 24/10/2020 .. وتم رفعه على مدونة الروحانيات في الإسلام في نفس ذات التاريخ .. وكان الفراغ منها بتاريخ 7/11/2020 ..  والحمد لله على ما أكرمني به من كتابة .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

******************

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .