ج16: رسالة الإحسان مفاهيم وخواطر قلبية - هل هناك رابطة روحية مع الله وما فائدتها - هل هناك رابطة روحية قلبية لغير الأنبياء والرسل وما فائدتها - ما هي أسباب تفعيل الرابطة الروحية الإيمانية التي ينتج عنها الوصل القلبي والروحي سواء بينك وبين الله أو بين ملائكة الله وبينك - ما هي بعض روابط العبادات التي يترتب عليها وصل مع الله بقلبك وروحك - ما هي بعض روابط المعاملات التي يترتب عليها وصل مع الله بقلبك وروحك.

    بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة الإحسان

مفاهيم وخواطر قلبية حول معاني إيمانية وروحية

 (الجزء السادس عشر)

* فهرس:

:: مصطلح ( الرابطة الروحية ) – الجزء الثالث ::

:: الفصل الثالث :: عن الروابط الروحانية ::

1- س19: هل هناك رابطة روحية مع الله وما فائدتها ؟

2- س20: هل هناك رابطة روحية قلبية لغير الأنبياء والرسل وما فائدتها ؟  

 

:: الفصل الرابع :: كيف نصل للوصل الروحي والقلبي بالله ::

3- س21: ما هي أسباب تفعيل الرابطة الروحية الإيمانية التي ينتج عنها الوصل القلبي والروحي سواء بينك وبين الله أو بين ملائكة الله وبينك ؟

4- س22: ما هي بعض روابط العبادات التي يترتب عليها وصل مع الله بقلبك وروحك ؟

5- س23: ما هي بعض روابط المعاملات التي يترتب عليها وصل مع الله بقلبك وروحك ؟

 **************************

:: تابع مصطلح / (الرابطة الروحانية) ::

:: الفصل الثالث ::

:: روابط قلبية وروحية يغفل عنها المؤمن ::

******************

..:: س19: هل هناك رابطة روحية مع الله وما فائدتها ؟ ::..

 - الرابطة الروحية أو القلبية أو النورانية .. لفظ يقال لمن ربط قلبه بالله قربا وحبا .. فربط الله على قلبه بالثبات في الإيمان إحسانا منه وفضلا .. كما قال تعالى لفتية الكهف: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى . وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) الكهف13-14.

 - ربَط على قلبه: قوّاه بالسّكينة والطمأنينة والصَّبر .. ليحافظ له على إيمانه ..

 - ونجد رابطة نورانية في قوله تعالى: (أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا) الأنعام 122.

- وهذا النور ما هو إلا رابطة روحية قلبية نورانية يقذفها الله في قلب المؤمن ليحافظ له على إيمانه ويزيده فيه من فضله فيخرجه من الظلمات إلى النور ..

 

- وهناك رابطة روحية قلبية مع الله تأتي نتيجة معاملات صادقة مع الله .. وحتى يربط الله على قلبك من الزيغ والإنحراف فلابد من إيمان صادق (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى . وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ) .. ولذلك فإن منشأ كل الروابط الروحية القلبية هو الإيمان بالله وطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم .. وبدون ذلك فلا تسمى روابط روحية إيمانية .. ولكن تسمى مجرد روابط روحانية عن تفعيل خصوصية عطاء كالتي تكلمنا عنها من قبل وهي لجميع الناس ..

 

- وحينما نتكلم عن الروابط الروحية القلبية الإيمانية .. فلابد أن تفهم وتدرك أن هناك تواصل مع الله بقلبك والسبب هو روحك التي هي من روح الله والتي تؤهلك لاستقبال المدد والوصل الإلهي .. وكذلك تؤهلك لتواصل العالم الروحاني النوراني أي عالم الملائكة معك في كل الأوقت سواء أنت أدركت ذلك أم لم تدركه ..

 

- ويكفيك رابطة الدعاء من الملأ الأعلى بسبب إيمانك بالله .. هو قوله تعالى: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) غافر7.

- وكقوله تعالى: (وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الشورى5.

 

- بل وهناك رابطة وصال من الملائكة معك بسبب إيمانك .. يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ . نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ) فصلت30-31.

 

- وعدم رؤيتك للملائكة في تواصلها معك وربطها وملازمتها لك .. ليس محل مناقشة لأن العلم اليقيني الشرعي أفاد بذلك .. وذلك من خلال القرآن الكريم ومن خلال النبي صلى الله عليه وسلم .. والعلم من الله ورسوله يجعلك تؤمن علم يقين كأنك تدرك وجود هذه الرابطة الروحية كلما اتخذت أسبابها بصدق توجه إلى الله .. ولكن رؤيتك لهذا العالم فهو ارتقاء إلى حال عين اليقين .. ونادرا ما يكون ذلك .. فانتبه لذلك ..!!

 

* وفائدة الوصل بالله .. تكون لزيادة الإيمان والثبات عليه والشعور بمعيته سبحانه وتعالى فتأنس به وتتلذ بذكره وشكره ويرزقك حُسن عبادته ..

 

********************

..:: س20: هل هناك رابطة روحية قلبية لغير الأنبياء والرسل وما فائدتها ؟ ::..

 

- ذكرت لك اخي الحبيب أن هناك رابطة بسبب إيمانك بالله .. فتحدث رابطة وصال بالله فتكون مستجاب الدعاء أو موصول بالله قولا وفعلا  ..

- وهناك رابطة بين الله وبعض خلقه سواء كانت الملائكة واسطة فيها أم لا كالملهمون بالحق ..

- وهناك رابطةأخرى بين المؤمنين وبعضهم البعض ..

 

- وإليك أمثلة على ما سبق .. 

1- رابطة النور من الله للعبد .. في قوله تعالى: (أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا) الأنعام 122.

- وهذا النور ما هو إلا رابطة روحية قلبية نورانية يقذفها الله في قلب المؤمن ليحافظ له على إيمانه ويزيده فيه من فضله فيخرجه من الظلمات إلى النور ..

2- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ) صحيح البخاري.

- قوله (عادى): أي من اتخذ من الذين يحبون الله أعداءا له .. فقد خالف مراد الله وانتهك حرمة محبته .. ومن خالفه وانتهك حرمته .. فقد عادى الله وتحداه ..

- ويفهم من ذلك أيضا أن من يحب أولياء الله .. فإن الله يكرمه ويحبه .. لأن المؤمن الذي يحب وليا لله .. فهو يحب من أحبه الله .. ومن يحب من أحبه الله .. فله درجة من محبة الله له حتى ولو كان ليس مطيعا لله كما يجب .. لأنهم هم القوم لا يشقى جليسهم .. ويكفيك هذا الحديث من قول الملائكة لله حينما راووا شخص كثير الأخطاء يجلس مع الذاكرين وليس منهم فقالت الملائكة لله: (رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ، إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ، قَالَ: فَيَقُولُ: وَلَهُ غَفَرْتُ .. هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ) صحيح مسلم.

- فتأمل وانتبه لما ذكرته لك .!!

 

- قوله (وليا): هو الذي توالت طاعته لله حبا لله ..

- قوله (النوافل): أي كل ما فيه زيادة عن المطلوب منك شرعا .. في العبادات والمعاملات .

- قوله (آذنته): أي أعلنت عليه الحرب والهلاك .. والمقصد به هنا التهديد الشديد ..

- قوله (سمعه – بصره – يده – رجله): أي كنت مؤيدا له بالحق في كل حركاته وسكناته ..

- قوله (استعاذني): أي لجأ إلي لأحميه مما يخاف منه .. فسوف أحميه بقدرتي واجعله في عنايتي.

 

3- قال النبي صلى الله عليه وسلم (كَمْ من أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لا يُؤْبَهُ لهُ ، لَوْ أَقْسَمَ على اللهِ لَأَبَرَّهُ ، مِنْهُمْ البَرَاءُ بْنُ مالِكٍ) صحيح الترمذي .

- قوله (أشعث أغبر): أي شعره لم يتم تسريحه .. وعلى وجهه غبار .

- قوله (ذي طمرين): أي لا يملك إلا ثوب بالي ممزق لقطعتين يستر بهما نفسه ..

- قوله (لا يؤبه): أي لا يبالي به أحد من شكله ومظهره .

- قوله (منهم البراء بن مالك): أي من المستجابي الدعاء هم البراء بن مالك .

 

4- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لقَدْ كانَ فِيما قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، فإنْ يَكُ في أُمَّتي أحَدٌ، فإنَّه عُمَرُ) صحيح البخاري.

- وقوله (محدثون): أي ملهمون بالحق .. وكأن قلوبهم مرآة ينعكس الحق عليها .. حتى تنطق به ألسنتهم ..

 

5- وكذلك نرى الإلهام بالحق .. حينما رقي أبا سعيد الخدري بسورة الفاتحة فسأله النبي صلى الله عليه وسلم: (ما يُدريكَ أنَّها رُقْيةٌ ؟ قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، شيءٌ أُلقيَ في رُوعي) رواه الدارقطني وأحمد .. وقال الأرنؤوط: صحيح.

- قوله (ألقي في روعي): أي ألهمني الله به في خاطري بلا إرادة مني ..

 

6- وهناك رابطة قلبية أو روحية حدثت بين عمر بن الخطاب وقائد جيشه سارية .. حينما نادى عليه عمر بن الخطاب وكان يخطب يوم الجمعة بين الناس ثم توقف عن الكلام وقال: (يا سارية الجبل) .. أي يا سارية احتمي بالجبل من العدو .. وسمعه سارية وكان حينئذ في العراق يحارب جيش من جيوش الفرس .. كادوا أن ينقضوا عليه بخدعة حربية لولا أن قام عمر بإرشاده بالإحتماء بأعلى الجبل لا بأسفله .. وكان ذلك سببا في انتصار المسلمين حينئذ ..!!

 

* والأمثلة السابقة دليل واضح وصريح على الرابطة بين الله وقلب العبد المؤمن .. من خلال إمداده ووصله بطريق الإلهام .. وقد تكون بين اثنين من المؤمنين نتجة رابطة إيمان ووجود قوة روحية في أحدهما أو كلاهما .. أدت إلى هذا الوصل .. كما حدث بين عمر وقائد جيشه ساريه ..!!

 

- وفائدة الوصل الروحي بين المؤمنين .. إنما يكون للتوجيه والإرشاد إما لأمر دنيوي أو ديني أو لخلل نفسي أو لغير ذلك مما يستدعي فيه الموضوع إلى توجيه وإرشاد .. كما سبق وأوضحنا ذلك في فوئد الرابطة الروحية فس اسئلة سابقة ..

 

***********************

:: الفصل الرابع ::

(كيف نصل للوصل الروحي والقلبي بالله وملائكته)

*********************

..:: س21: ما هي أسباب تفعيل الرابطة الروحية الإيمانية التي ينتج عنها الوصل القلبي والروحي سواء بينك وبين الله أو بين ملائكة الله وبينك ؟ ::..

 

- أخي الحبيب ..

- كل رابطة روحية مع الله إنما هي نتاج وصل بينك وبين الله .. ولكن كيف نصل للوصل الروحي والقلبي بالله ؟ أو بعبارة أخرى ما هي أسباب تفعيل الرابطة الروحية الإيمانية التي ينتج عنها الوصل القلبي والروحي سواء بينك وبين الله أو بين ملائكة الله وبينك ؟

 

- يكون ذلك من خلال طريقين :

1- هناك رابطة تحدث نتيجة العبادة .. مثل السجود .. والتقرب النوافل ..

 

2- وهناك رابطة تحدث نتيجة المعاملات .. أحب الناس أنفعهم ..

 

- تعالوا نتعرف على بعض أنواع الروابط من خلال المعاملات والعبادات .. التي يترتب عليها جذب إلهي لقلبك ويكسبك الأنس بمعية الله .. أو حضور روحاني ملائكي يجالسك أو يحيط بك .

 

***********************

( بعض روابط العبادات)

..:: س22: ما هي بعض روابط العبادات التي يترتب عليها وصل مع الله بقلبك وروحك ؟ ::..

 

1- بسبب الإيمان الخالص لله .. يكسبك التأييد بروح ملائكية تؤيدك وتعينك على الإيمان وتثبتك عليه كعناية من الله بك ..

- يقول تعالى: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) المجادلة22.

- فكلما أخلصت في إيمانك وارتقيت فيه .. كلما تم تأييدك برابطة نورانية من عالم الأرواح النورانية وهم الملائكة الأطهار ..

 

2- القرآن الكريم .. يكسبك رابطة وصل نوراني ورباني ..

- من المؤكد لك أن تعلم أن من أعظم الروابط .. هو ما كان بينك وبين القرآن .. حيث يقول تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا) الشورى52. 

- ويترتب على ترابطك بالقرآن قنوات روحية وقلبية متعددة .. إذا كان القرآن هو كلام الله الذي تحيا به القلوب .. فهو أحق الروابط الروحية التي على المؤمن أن يقوي نفسه بها .. مش كده ولا إيه ؟!!

 

- وبقدر رابطتك القلبية بكلام الله أي بقدر تعلق قلبك بالقرآن .. واتباعك له .. وليس قرائته فقط ..!! بقدر ما ينتج عن ذلك رابطة روحية بينك وبين القرآن .. حتى أنك ستجد روح القرآن تتفاعل معك .. كيف ذلك ؟

 

- سأعطيك أمثلة :

- ستجد حينما تقدم على فعل معصية .. تظهر آية معينة أو جزء من آية أو معلومة من القرآن تخطر فجأة على بالك تذكرك بالله حتى ترجع عما تفعل ..

- قد يأتيك خاطر قرآني في المنام أو في اليقظة .. يلمهك بأنك تقرأ سورة كذا أو تتوسل إلى الله بآية كذا .. أو قم الليل بسورة كذا .. أو ما شابه ذلك ..

- قد يأتيك خاطر لحظة .. بأن تقرأ سورة معينة وتتقرب بها إلى الله .. مثل تجد في نفسك خاطر يقول لك ...اقرأ الآن سورة يس أو سورة مريم أو سورة الفلق .. أو أي سورة .. وقد يأتي الخاطر بآية فقط ..

- قد يأتيك الخاطر ليعلمك فهما جديدا عليك من القرآن لم تكن منتبها له فيما سبق ..

- وقد تجد القرآن يتم تلاوته في صدرك دون إرادة منك .. وكأن هناك من يذكرك به .. 

- وقد تجد حضورا نورانيا من فوقك أو من حولك .. كما حدث مع الصحابي أسيد بن خضير ..

- وقد تحضر الملائكة وتجالسك وتحيطك بأجنحتها رعاية لك وحفظا وتدعو لك .. كما قال صلى الله عليه وسلم (ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوتِ اللهِ ، يتلون كتابَ اللهِ ، و يتدارسونه بينهم ، إلا نزلتْ عليهم السَّكينةُ : وغَشِيَتْهم الرحمةُ ، و حفَّتهم الملائكةُ ، و ذكرهم اللهُ فيمن عندَه) صحيح مسلم.

- وغير ذلك من كرامات القرآن التي لا يحصيها بيان .. لكثرة فضائله مع الموصولين به قراءة وعملا ..

 

* خلاصة ماسبق:

- هو أن القرآن له رابطة روحية قوية بالمؤمن الذي يتعلق به .. وكفى به نعمة أنه كتاب الله ..

- فالروح القرآني إذا ارتبط بقلب مؤمن .. فهذا الروح يشعل في القلب فتيل المحبة .. ويطفيء فيه فتيل الغفلة.

 

3- المراقبة على نفسك وكأنك ترى الله رقيبا لك أو عليك .. فهذا يكسبك رابطة الإحسان ..

- وقال النبي صلى الله عليه وسلم في تعريف الإحسان حينما سأله جبريل عليه السلام: (قَالَ: مَا الإِحْسَانُ؟ قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ) صحيح البخاري ..

 

- وهذه رابطة تصورية في القلب .. تستحضر بها كمال الأدب مع الله في أفعالك وكلامك وأثناء الوقوف بين يدي الله في عبادتك له .. وكان باطنك أصبح مشغول بالله .. لا تهتم بشيء سوى أن ترضيه .. والإحساس القلبي أو الرابطة التصورية القلبية بأن الله رقيب لك أو عليك .. فذا في حد ذاته يدخلك باب الولاية .. لأن هذا المراقبة تكسبك حال التقوى .. التي هي أهم صفة لأولياء الله بعد الإيمان .. يقول تعالى (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ . لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) يونس62-64.

 

4- الدعاء لله بإخلاص وصدق توجه إليه .. يكسبك رابطة العبودية والدعوة المستجابة ومدد من ملائكته بالدعاء لك ..

- يقول تعالى: (هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين) غافر65.

- ويقول تعالى (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ) النمل62.

- يقول تعالى: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ) الانفال9.

- فالدعاء بإخلاص هو عبودية مطلوبة لله .. ولإستغاثة بالله بصدق توجه إليه .. تسبب لك حدوث مدد ورابطة من وصول الملائكة إليك بالمعونة ..

 

5- حسن الظن بالله والذكر والإجتهاد في التقرب إلى الله  .. يكسبك رابطة معية ومحبة مع الله ورابطة مع ملائكته ..

- قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً) صحيح مسلم.

 

- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً، فُضُلًا يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ، حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: فَيَسْأَلُهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الْأَرْضِ، يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ، قَالَ: وَمَاذَا يَسْأَلُونِي؟ قَالُوا: يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ، قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا: لَا، أَيْ رَبِّ قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا: وَيَسْتَجِيرُونَكَ، قَالَ: وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي؟ قَالُوا: مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ، قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: وَيَسْتَغْفِرُونَكَ، قَالَ: فَيَقُولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا، وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا، قَالَ: فَيَقُولُونَ: رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ، إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ، قَالَ: فَيَقُولُ: وَلَهُ غَفَرْتُ .. هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ) صحيح مسلم.

 

- قوله (إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّارَةً) : أي كَثِيرَةَ السَّيْرِ .. يبحثون عن مجالس الذكر .. هذه وظيفتهم .. أن يجالسوا أهل الذكر في مجالسهم .. سواء مجالس علمية أو تعبدية.

 

- قوله (فضلا) : أنهم ملائكة زائدون على الحفظة وغيرهم.

 

- ويظهر لك من خلال الحديث السابق روابط روحية قلبية مع الله .. فيحيط بعندية كرامة منه عليك كلما أحسنت الظن في فعله معك وأحسنت في رجاءك وخوفك منه (وهذا يظهر بوضوح في الحديث الثاني الخاص بأهل الذكر) .. ويحيطك بمعية الفضل واللطف كلما ذكرته .. ويحيطك بمعية القرب منك كلما اجتهدت في الوصول إليه بالأعمال الصالحة والعبادات بصدق توجه إليه ..

 

- ومع الذكر على وجه الخصوص يحدث لك رابطة علوية بحضور بعض الملائكة المخصوصة بحضور مجالس أهل الذكر .. بل ويحدث وصل بالله وكرامة غفران وإنعام ورضوان من الله ..

 

6- الأعمال الزائدة عن الفرائض أي زائدة عن المطلوب منك شرعا .. تكسبك رابطة محبة مع الله .. سواء كانت النوافل في عبادات أو معاملات ..  كنوافل الصلوات وكالصدقات .. وغير ذلك:

- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ) صحيح البخاري.

 

- والحديث السابق يوضح .. أن العمل الصادق مع الله .. بمزيد إحسان منك (النوافل) .. يترتب عليه مزيد رابطة من الله إليك بالمحبة الكاملة .. حتى يجعل ظاهرك وباطنك في حالة تسليم كامل لله .. فلا تنحرف عن مراد الله منك .. وتبقى مع الله في كل حركاتك وسكناتك .. فلا تفعل فعل ولا تنطق بقول إلا بما يحبه الله .

 

7- الإبتلاء والرضا به .. يكسبك رابطة محبة مع الله:

- قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ عِظمَ الجزاءِ مع عِظمِ البلاءِ ، وإنَّ اللهَ إذا أحبَّ قومًا ابتَلاهم ، فمَن رَضي فله الرِّضَى ، ومَن سخِط فله السَّخطُ) صحيح الترمذي.

- فإذا ابتلاك الله تبارك وتعالى مثلا بمرض أو بأذى من الغير .. ورضيت داخلك بما قسمه الله لك .. فهذا يكسبك رابطة محبة مع الله سبحانه وتعالى ..   

 

8- السجود لله .. يكسبك رابطة قلبية وقرب مع الله ..

- حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ) صحيح مسلم.

 

- فكلما سجدت بين يدي الله منكسرا .. كلما كنت عزيزا بالله موصولا .. فبسجودك تكون أوجدت رابطة قرب مع الله .. وحدث وصال بينك وبين الله .. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم (فأكثروا الدعاء) .. حيث أنت واقف بين يدي الله .

 

9- بسبب الدفاع عن الله ورسوله .. يكسبك مددا من الملائكة يؤيدك ويوفقك للطريقة التي تدافع بها ..

- يقول تعالى: (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الاعراف157.

- وقوله (عزروه): منعوه وحموه من كل ما يؤذيه.

 

- كان حسان بن ثابت من شعراء لمدينة وكان يهجو المشركين ويرد على أسائتهم الشعرية على النبي بشعر مضاد لهم .. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ رُوحَ القُدُسِ لا يَزالُ يُؤَيِّدُكَ، ما نافَحْتَ عَنِ اللهِ ورَسولِهِ) صحيح مسلم.

- قوله (نافحت): أي دافعت .

 

- فالدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم .. يكسبك مددا من الملائكة يؤيدك ويوفقك لفعل الخير الذي تنتصر به لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ..

 

***********************

( بعض روابط المعاملات)

..:: س23: ما هي بعض روابط المعاملات التي يترتب عليها وصل مع الله بقلبك وروحك ؟ ::..

 

1- زيارة المرضى لله .. تكسبك تأييد الملائكة لك بالدعاء لك بالغفران ..

- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما مِن رجلٍ يعودُ مريضًا مُمسيًا، إلَّا خرجَ معَهُ سَبعونَ ألفَ ملَكٍ يستَغفرونَ لَهُ حتَّى يُصْبِحَ، وَكانَ لَهُ خريفٌ في الجنَّةِ، ومن أتاهُ مُصبحًا، خرجَ معَهُ سبعونَ ألفَ ملَكٍ يستغفرونَ لَهُ حتَّى يُمْسيَ، وَكانَ لَهُ خَريفٌ في الجنَّةِ) صحيح أبي داود.

 

- قوله (خريفا في الجنة): أي بستانا أو حديقة في الجنة .

- فإذا أردت رابطة نورانية تلازمك بالدعاء لك .. فقم بزيارة مريضا وأنت محتسبا ذلك عند الله وليس لمصلحة تريد ورائها من وراء هذه الزيارة .. وستجد من عالم النور أي الملائكة يدعون لك بالغفران ..

 

2- زيارة صديق لله .. تكسبك دعوة ملك لك ومحبة من الله ..

- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أنَّ رَجُلًا زارَ أخًا له في قَرْيَةٍ أُخْرَى، فأرْصَدَ اللَّهُ له، علَى مَدْرَجَتِهِ، مَلَكًا فَلَمَّا أتَى عليه، قالَ: أيْنَ تُرِيدُ؟ قالَ: أُرِيدُ أخًا لي في هذِه القَرْيَةِ، قالَ: هلْ لكَ عليه مِن نِعْمَةٍ تَرُبُّها؟ قالَ: لا، غيرَ أنِّي أحْبَبْتُهُ في اللهِ عزَّ وجلَّ، قالَ: فإنِّي رَسولُ اللهِ إلَيْكَ، بأنَّ اللَّهَ قدْ أحَبَّكَ كما أحْبَبْتَهُ فِيهِ) صحيح مسلم.

 

- قوله (مدرجته): أي في اثناء طريقه إلى أخيه المؤمن ..

 

- فالمحبة الخالصة لله بين أخوة الإيمان تكسبك مددا روحيا ووصلا من الله بالمحبة .. حيث ان الإحسان جزاءه الإحسان .

 

3- الدعاء لأخيك المؤمن وانت مخلصا له الدعاء بظهر الغيب أي دون أن يعلم .. فهذا يكسبك مددا نورانيا .. حيث يؤيد الله لك ملكا يدعو لك ..

- قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ما مِن عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بظَهْرِ الغَيْبِ، إلَّا قالَ المَلَكُ: وَلَكَ بمِثْلٍ) صحيح مسلم .

- قوله (ولك بمثل): أي الملك يدعو له ويقول: ولك بمثل ما دعوت من الدعاء لأخيك ..

- قوله (بظهر الغيب): أي دون أن يعلم أو تخبره بما تفعله له من الدعاء ..

- فالدعاء بإخلاص للغير .. يسخر الله لك ملكا من الملائكة يدعو لك بمثل ما تدعو به غيبا لأخيك المؤمن .

 

4- السعي في قضاء حوائج الناس ومعونتهم والتيسير عليهم ورفع الكرب عنهم وسترهم .. والسعي لتحصيل العلم .. والإجتماع على القرآن .. فهذا يكسبك رابطة وصال ومدد من الله بالكرامة لك في الدنيا والآخرة ..

- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ، وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ) صحيح مسلم.

 

5- النافع للناس والفاعل معهم الخيرات والقاضي لهم حاجاتهم والذي يدخل السرور عليهم ويقضي ديونهم .. فهذا يكسبك رابطة محبة ووصل بالله في الدنيا والآخرة .. 

- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً ، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا ، و لأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا ، و مَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ ، و مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ ، و لَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ ، و مَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ) رواه الطبراني .. وذكره الألباني في الصحيحة.

 

- قوله (أنفعهم): بالمال وبالعلم وبالمشورة وبالنصيحة وبالسلطة وبكل قوة أعطاها الله للإنسان يستطيع ان ينفع بها غيره كما يحب الله .

 

**********************

:: الفصل الخامس ::

(الرابطة الروحية مع النبي صلى الله عليه وسلم)

**********************

..:: س24: ما هي الرابطة الروحية مع الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ ::..

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .