ج18: رسالة الإحسان خواطر قلبية - هل يصح الرابطة مباشرة مع النبي بدون شيخ - هل الروح لها قدرة على تخطي الحدود الزمنية والمكانية بلا واسطة ؟ لماذا يقال أن هناك واسطة ملائكية في نقل كلام سيدنا عمر إلى سارية قائد جيشه - هل الإنسان من الممكن أن يسمع من الله هاتفا بدون واسطة - ما فائدة استحضار صورة الشيخ أو مجالسته معي أثناء الذكر ؟ (وكلام رائع للشيخ بن تيميه رحمه الله) - ما هو المقصود من استحضار روحانية الشيخ أثناء الذكر - هل يصح إنكار التواصل الروحاني بين الإنس وبعضهم - هل حديث (إن لكم أخوة ما صعدتم جبلاً ولا نزلتم وادياً إلا كانوا معكم) يدل على وجود رابطة روحية.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة الإحسان

مفاهيم وخواطر قلبية حول معاني ايمانية وروحية

 (الجزء الثامن عشر)

* فهرس:

:: مصطلح ( الرابطة الروحية ) – الجزء الخامس::

::الفصل السابع والأخير :: مسائل مختلفة على الرابطة الروحانية ::

1- س28: هل الروح لها قدرة على تخطي الحدود الزمنية والمكانية بلا واسطة ؟ لماذا يقال أن هناك واسطة ملائكية في نقل كلام سيدنا عمر إلى سارية قائد جيشه ؟

2- س29: هل الإنسان من الممكن أن يسمع من الله هاتفا بدون واسطة ؟

3- س30: ما فائدة استحضار صورة الشيخ أو مجالسته معي أثناء الذكر ؟ (وكلام رائع للشيخ بن تيميه رحمه الله)

4- س31: ما هو المقصود من استحضار روحانية الشيخ أثناء الذكر ؟

5- س32: هل يصح الرابطة مباشرة مع النبي بدون شيخ ؟ 

6- س33: هل يصح إنكار التواصل الروحاني بين الإنس وبعضهم ؟

7- س34: هل حديث (إن لكم أخوة ما صعدتم جبلاً ولا نزلتم وادياً إلا كانوا معكم) يدل على وجود رابطة روحية ؟

 ************************

:: الفصل السابع والأخير::

:: مسائل مختلفة على الرابطة الروحانية ::

*******************

..:: س28: هل الروح لها قدرة على تخطي الحدود الزمنية والمكانية بلا واسطة ؟ ::..

(لماذا يقال أن هناك واسطة ملائكية في نقل كلام سيدنا عمر إلى سارية قائد جيشه ؟)

 

- قد تسأل أخي الحبيب مستفسرا قائلا:

- لقد قال بعض العلماء أن نقل صوت عمر إنما كان بواسطة الملائكة .. ولكن لما لا يكون للروح قوة وصل بذاتها .. في توصيل كلام سيدنا عمر إلى قائد جيشه سارية .. حينما أرشده روحانيا وهو في حال اليقظة فناداه وهو بالمدينة .. وكان سارية في العراق حينئذ .. وقال (يا سارية الجبل) أي احتمي بالجبل ..

 

- فلماذا لا تكون الروح لها قدرة على فعل ذلك بدون وساطة ملائكية ..؟

 

- الجواب :

- أخي الحبيب .. هنا جزئية مهمة في سؤالك دعني أوضحها لك .. وكأنك تستوضح أنه هل الروح لها قدرة على تخطي الحدود الزمنية والمكانية بلا واسطة ؟

 

* والآن دعنا نستوضح المسألة ..

- قد تكون الإجابة بنعم .. وقد تكون بلا .. وذلك يتوقف على على الحالة التي تسأل عنها هل في اليقظة أم في المنام ؟!!

 

1- ففي حالة اليقظة .. لا يمكن للروح الإنساني أن تتخطى حدود الزمان والمكان إلا بواسطة .. وكمثال قصة سيدنا عمر بن الخطاب .. فقد انفتح له كشفا ورأى أن العدو سيحيط بالجيش وهم في طريق بين جبلين .. فناداه أن يعلو الجبل ويحتمي به حتى يصبح العدو أسفلهم .. وكان هذا سببا للنصر ..

 

- وهنا السؤال: كيف وصل صوت عمر إلى سارية ؟

- هل بواسطة الملائكة كما قال البعض ومنهم الشيخ بن تيميه .. أم ذهب بروحه وأتي في لحظة ؟!!

 

- الحقيقة لا يمكن القول أن عمر ذهب بروحه ليخبر سارية .. لأن كان عمر في حال يقظة .. وصوت عمر من عالم المادة وحدوده المادة .. فلابد أن يكون هناك وسيط نقل صوته ..!!

 

- ولو انتقل بروحه لكان لابد له أن يحدث له غيبوبة نوم .. ولكن ذلك لم يحدث .. وسيأتيك تفصيل هذه الجزئية بعد قليل في حال النوم ..!!

 

- ولعلك تقول أخي الحبيب .. وما أيقنه أن صوته سيصل إلى العراق؟

- لأنه أدرك أن سبب فتح الكشف له هو دليل على وصل روحاني حدث في هذه اللحظة .. فالذي فتح له الكشف هو الذي سينقل صوته إلى هناك ..!!

 

- ولذلك لما عاتب الصحابي عبد الرحمن بن عوف على فعل عمر بن الخطاب بعد خطبة الجمعة وكان حاضرا في خطبة الجمعة وقال لعمر لما قلت ذلك يا عمر .. فأجابه عمر: (إِنِّي وَاللَّهِ مَا مَلَكْتُ ذَلِكَ رَأَيْتُهُمْ يُقَاتِلُونَ عِنْدَ جَبَلٍ يُؤْتَوْنَ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ فَلَمْ أَمْلِكْ أَنْ قُلْتُ: يَا سَارِيَةُ الْجَبَلَ لِيَلْحَقُوا بِالْجَبَلِ) رواه ابو نعيم في الدلائل .. ولم يذكر الألباني هذه الرواية في تحقيقه للروايات التي أنكرها .. !! والحديث صحيح السند لولا ما فيه من انقطاع في آخره .. إلا أن له شاهدا عليه يؤيده من رواية بن دحلان التي حسنها الحافظ بن حجر والحافظ بن كثير وأيضا وافق على التحسين الألباني .. إلا أنه لم يثبت فيه لفظ (رأيتهم) ..

 

- خلاصة ما سبق .. أن الجسم طالما في حال اليقظة .. فلا بد من واسطة روحانية للتواصل الروحاني ..

 

2- في حال المنام .. يكون للروح تصرف أقوى .. لهمدان القوى العقلية .. وتنشيط قوى الفؤاد في القلب .. والتي فيها يحدث الإنعكسات للمرائي .. ولكن لا يحدث هذا التصرف الروحي في إدراك المرائي من تلقاء نفسك أو برغبتك .. وإنما يكون بقدرة من الله على ذلك .. وليس بقدرتك أنت على فعل ذلك .. ودليل ذلك قوله تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الزمر42.

 

 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ قال: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} [الزمر: 42] .. قال تلتقي أرواحُ الأحياءِ والأمواتِ في المنامِ فيتساءَلونَ بَيْنَهم فيُمسِكُ اللهُ أرواحَ الموتى ويُرسِلُ أرواحَ الأحياءِ إلى أجسادِها) رواه الطبراني في الأوسط .. وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح .

 

- ولكن أريدك أن تنتبه لهذه الألفاظ (يتوفى) (فيمسك) (يرسل) .. من الفاعل ؟! الفاعل هو الله .. وليس من تلقاء نفسك .. وليس لك قدرة فاعلة من ذاتك على هذا .. وكيف يكون لك قدرة على ذلك وأنت في حال غفلة إدراكية .. أي لا قدرة لك على التصرف في شيء ..؟!!

 

- فخلاصة ما سبق: أن سواء كنت في المنام أو اليقظة .. فالروح الإنساني لها حدود .. وإطلاقها في المنام ليس من ذاتها . وإنما قد يكون لمتعلق بمحبوبها .. فيسمح الله لها بذلك لأمر هو يعلمه .. ولكن هناك وسائط في ذلك تتدخل .. فكما أن الحلم قد يكون من الشيطان فقد يكون من النفس وقد يكون من الملك .. وما كان من الملك فهو من الله ..

 

- والتوسع في الرؤى .. له رسالة خاصة ليس هنا مناقشتها ..

 

***********************

 

..:: س29:هل الإنسان من الممكن أن يسمع من الله هاتفا أو خاطرا بدون واسطة ؟ ::..

 

- يقول تعالى: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) الشورى51.

- والمعنى: أي إعلاما خفيا سريعاً في يقظة بالإلهام أو بالمنام، أو يكلمه دون رؤية فيسمع الكلام ولا يرى من يكلمه ..، أو يرسل ملكاً في صورة إنسان فيكلمه مبلغاً عن الله تعالى.

 

- ومن النوع الأول يتساوى عموم وخصوص الناس كالملهمون .. والنوعين الآخران .. فهما لصفوة الناس وهم الأنبياء والرسل .. والله أعلم .

 

- يبقى من الممكن أن يكلمك الله بطريق خفي في نفسك ..

 

- وبالقياس العقلي لا يمكن منع حدوث ذلك لسببين :

- الأول: يقول تعالى (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) الحجر29 .. فهذه النفخة الربانية لها سبب في كشفها .. وهي أن تفهم أنها سببا للوصل مع الله .. وكأنها رابطة بينك وبين الله .. بشرط أن تقوم بتفعيلها بدوام الإستقامة مع الله .. فافهم .

 

- الثاني: إذا كان الإنسان واسطته الملائكة .. فما هي واسطة الملائكة في التلقي عن الله ؟ وكيف يسمعه الملائكة وهم على الأرض ؟!! ما واسطتهم حينئذ ..؟!!

فلو قلت يسمعون من ملائكة آخرين .. وهكذا ..

فسأقول لك : ومن أسمع المَلك الأول .. الذي أوصل الخبر للملك الثاني .. أليس الله عن طريق الإلهام في نفوسهم ..؟!!

 

* ولذلك مَن يحصر القدرة الإلهية في فعلها من خلال الواسطة فقط .. فهذا بالتأكيد مخطيء في فهم توصيل المعلومات الربانية لعبادة .. ويكفي قوله تعالى (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) يس82 .. فلا قانون أسباب يحكمه ، ولا واسطه تساعده ..

 

- وإجمالا .. فالأمور التي ليس لنا فيها علم على الغيبيات .. فإن الأسلم فيها أن نتركها لمطلق القدرة الإلهية .. دون أن نزعم واسطة في ذلك ..!!

 

* ولذلك ستجد أن بعض من استعمل عقله في البحث عن كيفية رد السلام من النبي على أمته .. قد أخطأ وضل بعيدا .. لأنه تكلم في مسألة غيبية لا علم له فيها بأي حال ..!! فكيف يتفكر فيما لا منطقية عقل فيه ولا علم له فيه ؟!!

 

- كذلك الحال من أنكر أن يكون النبي يرد السلام على أمته .. هل بذاته أم بواسطة .. أي هل النبي كلامه يوصل من نفسه للمؤمن أو من خلال ملك من الملائكة ..!!

 

- وهذا خطأ لأن المنكر لرد سلام النبي من ذاته قد قاس المسألة بقانون الأسباب .. ولو تركوا المسألة لمطلق القدرة الإلهية .. ولا يخوضوا في مسألة غيبية .. فما كان ليظهر خلاف من أساسه ..!! ويكفي قوله تعالى (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) المدثر31.. ، بل ويكفيك قوله تعالى لحسم المسألة تماما (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) الإسراء36..، والمعنى هو أن لا تتبع ما ليس لك فيه علم من قول أو فعل .. بدون دليل وتحقيق وتأكيد وتوثيق .. لأنك مسئول فيما ستستخدم فيه إدراكاتك .. فاستعملها مع ما تكون متأكد منه ..

 

- والذي يظن أن الواسطة تكون في الملائكة فهو أمره غريب جدا .. وكأن قدرة الله انحصرت فقط في ايجاد الملائكة كواسطة ..؟!!

 

- أو كأن الله لا يستطيع أن يعطي النبي قدرة لتوصيل صوته لمن يحب .. كما كان يسمعه ويجعله يشاهد أحوال الملكوت في حياته بلا واسطة .. وكما كلم موسى عليه السلام .. بل وكما أوحى إلى النحل ..؟!!

 

* فهل الملائكة هي قدرة الله فقط ؟!! ولا يستطيع القدير أن يجعل للروح الإنساني خصوصية من قدرته سبحانه .. وهي من نفخة الله ..؟!! بالتأكيد الله قادر قدير مقتدر ..!!

فمن الخطأ أن نحصر القدرة الالهية في الملائكة .. لأنه تعالى قال : ( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ) المدثر31 .. !!

 

* من فضلك حاول أن يتسع عقلك وقلبك لمفهوم القدرة الإلهية .. ولا تكن كالذين حصروا القدرة الإلهية في الملائكة ..!!

 

* فالحقيقة المطلقة .. أنه لا يوجد شيء إلا بواسطة قدرة الله في الكون .. فالقدرة في ذاتها هي واسطة .. ولا يهمنا كيف تتكيف .. لأن البحث عن الكيفيات .. هو ضرب من الغيب الغير مطلوب معرفته .. ولا يحق لك الخوض فيه .. فانتبه ..!!

 

* فسواء كانت القدرة أخرجت كائن اسمه ملائكة .. أو غيرهم (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) .. فهذا لا يهم المسلم .. لأنه مؤمن أن الله قادر مقتدر أن يفعل بلا واسطة .. وأيضا قادر ومقتدر أن يعطي لوسائطه ما لا يحصيه العقل من القدرة .. لأنه قادر مقتدر ..؟!!

 

* كمثال للقدرة الإلهية:

- ما واسطة بقاء الروح مع الجسد ؟ أو ما واسطة بقاء الكون ؟

الإجابة هي : القدرة الإلهية ..

 

* فلو تأملت في كل الكون .. ستجد أسباب .. ولكن كيف جاءت الأسباب ؟

- جاءت من القدرة الإلهية ..

* وكيف سيفني الكون ..؟

- سيكون بالقدرة الالهية على سلب قانون الأسباب من الكون .. !!

 

* يبقى الذي أوجد لك أسبابا أنت تعرفها .. قد يوجد أسبابا أنت لا تعرفها .. وإلا تكون قد أحطت علما بالقدرة الإلهية وهذا محال عقلا .. لأنك ناقص وهو كامل .. ومحال للناقص أن يحيط بالكامل ..؟!!

 

* فلا تنظر للأسباب .. بل للقدرة الخالقة للأسباب .. ووقتها ستعلم أن من ينظر للقدرة الإلهية .. فلا يوجد عنده تعجب ولا استغراب .. بل سكينة واطمئنان .. لأنه موقن أن الله قادر مقتدر .. فلماذا يتعجب .. ولماذا يشك ..؟!!

أفي قدرة الله شك ؟؟!! بالتأكيد .. لا .. لأنك مؤمن ..

 

- يبقى لما تقول اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد .. أو (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا سيدي يارسول الله) فقد أوجدت قناة اتصال بينك وبينه .. عن طريق الملائكة التي تبلغه ذلك .. هذه القناة نسميها بالرابطة الروحية .. لأن الملائكة وهي أرواح قد فتحت هذه القناة بمجرد صلاتك وسلامك على النبي .. وإياك أن تشك ..!!

 

- أما عن كيفية رد النبي للسلام ومن يقوم بتوصيله لك أو كيف يصل إليك .. فلا تبحث عن ذلك .. وإنما يكفيك العلم اليقيني أنه يرد عليك السلام ويصلك ..!!

 

- والله أعلم ..

 

**********************

 

..:: س30: ما فائدة استحضار صورة الشيخ أو مجالسته معي أثناء الذكر ؟ ::..

(وكلام رائع للشيخ بن تيميه رحمه الله)

 

 - وقد تتسائل أخي الحبيب فتقول: ما فائدة استحضار صورة الشيخ وأنت تذكر .. خاصة وأن بعض المشايخ ممن ينتمون للتصوف يرشدون لذلك .. فهل لذلك من حكمة وفائدة ؟ وهل لذلك دليل أيضا ؟

 

- قلت لك:

1- الحكمة من استحضار صورة الشيخ في نفسك أثناء الذكر .. لسببين :

- الأول: هو رغبة منك في مجالسة من تأنس بمجالستهم ..

- الثاني: هو أن تصورك لهم هو سبب ووسيلة في رفع همتك وعزيمتك وقت الذكر ..

2- وفائدة هذا التصور أو التخيل يكسبك مزيد من الأدب أثناء الذكر لإحساسك بالمؤانسة لمجالستك لمن تحبه ويحبه الله .. كأنك تجالسه فعلا في الواقع ..!!

 

- ولا يخدعك كلام من يزين لك كلاما عن أن تخيلك لصورة الشيخ  يكسبك مدد خاص .. لا هذا كلام خطأ .. وإنما يكسبك مزيد أدب وعزيمة في أثناء ذكرك لله .. ولكن ما دليل ذلك ؟

 

3- والدليل على ما سبق من أن رؤية وتصور أهل الله يكسبك عزيمة نفسية في ذكر الله .. لأن هذا يندرج تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم : (أولياء الله هم الذين يذكر الله لرؤيتهم) رواه أبو نعيم في أخبار أصبهان .. وقال الألباني: الحديث حسن، لاسيما وله شواهد .

 

- وجاء في رواية: ( أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ ) ؟ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : ( الَّذِينَ إِذَا رُءُوا ذُكِرَ اللَّهُ تَعَالَى ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ ؟ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ الْبَاغُونَ لِلْبُرَآءِ الْعَنَتَ) رواه أحمد .. وذكره الألباني في الصحيحة وصحيح الأدب المفرد بأنه حديث حسن بمجموع طرقه.

 

- وفي رواية بلفظ: (إن خيار عباد الله من هذه الأمة الذين إذا رؤوا ذكر الله تعالى ..) رواه الخرائطي في مساويء الأخلاق .. وذكره الألباني في الصحيحة بأنه حسن بمجموع طرقه .

- معنى قوله (المشاؤون بالنميمة): هم الذين يفسدون بين الناس بنقل حديث بعضهم لبعض بغرض إيقاع الشر والفساد بينهم .

- قوله (المفرقون بين الأحبة): بما يسعون به بينهم من الفتن بين المحبين .. ليفسدوا عليهم محبتهم وينشروا بينهم الكراهية والبغضاء.

- قوله (الباغون للبرآء العنت): وهم الذين يبغون أي يطلبون للإنسان السليم حاله الذي لا شبهة ولا غبار عليه فيرمونه بما هو بريء منه من الآثام والعيوب .

- والله أعلم .

 

* كلام رائع قاله الشيخ بن تيمية رحمه الله (المتوفى: 728هـ):

- فالمخلوق إذا أحب لله .. كان حبه جاذبا إلى حب الله .. وإذا تحاب الرجلان في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه .. كان كل منهما جاذبا للآخر إلى حب الله .. كما قال تعالى: (حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ) رواه أحمد بسند صحيح.. وفي الحديث:(وَإِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءِ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ بِقُرْبِهِمْ مِنْ اللَّهِ وَهُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرَوْحِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ أَمْوَالٍ يتباذلونها وَلَا أَرْحَامٍ يَتَوَاصَلُونَ بِهَا إنَّ لِوُجُوهِهِمْ لَنُورًا وَإِنَّهُمْ لَعَلَى كَرَاسٍ مِنْ نُورٍ لَا يَخَافُونَ إذَا خَافَ النَّاسُ وَلَا يَحْزَنُونَ إذَا حَزِنَ النَّاسُ) صحيح أبي داود.

- فإنك إذا أحببت الشخص لله .. كان الله هو المحبوب لذاته ، فكلما تصورته في قلبك تصورت مَحْبُوبَ الحق فأحببته .. فازداد حُبُّك لله ..

- كما إذا ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء قبله والمرسلين وأصحابهم والصالحين وتصورتهم في قلبك ، فإن ذلك يَجْذِبُ قلبك إلى محبة الله .. المنعم عليهم وبهم .. إذا كنت تحبهم لله .

- فالمحبوب لله يُجْذَبُ إلى محبة الله ، وَالْمُحِبُّ لله إذا أحب شخصاً لله فإن الله هو مَحْبُوبُهُ ، فهو يُحِبُّ أن يَجْذِبَهُ إلى الله تعالى ، وكل من الْمُحِبِّ لله والمحبوب لله يُجْذَبُ إلى الله.

مجموع الفتاوى ج10 ص608 .. مع تخريج الأحاديث وفصلها عن بعض .. لأن في الأصل تم خلط الحديث القدسي بالحديث النبوي ..!!

 

****************************

 

..:: س31: ما هو المقصود من استحضار روحانية الشيخ أثناء الذكر ؟ ::..

 

- قد تسمع أخي الحبيب .. البعض يقول لك .. عليك ان تستحضر روحانية الشيخ أثناء ذكرك أو في خلوتك .. فما هو المقصود بروحانية الشيخ ؟!!

 

* مصطلح (روحانية الشيخ) .. أي صورته الروحانية أي صورته التخيلية .. فإن لم تكن تعرف شكله .. فتخيل وجوده معك ..  فتصور وجودك مع الشيخ .. هو صورة حاجبة للروحانية المؤذية والخيالات المفسدة عليك حالك .. ليس أكثر من ذلك ..

 

- حتى إذا استشعرت حضورك بقلبك بين يدي مولاك .. فهذه الصورة تسقط بالكلية .. ولا يتبقى إلا أنت ومولاك فقط ..

 

- ملحوظة هامة:

- تخيلك لوجود الشيخ بجوارك .. هذا في حد ذاته حبا للشيخ وهذا الحب يجذب لك مددا من الله .. لأنه قال في الحديث القدسي (مَن عادَى لي ولِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ) صحيح البخاري ..

- وبالتالي نفهم مما سبق أن من يحب وليا لله فقد أعلن الله له الود والحب ..

- بل وأيضا هذا الحب للشيخ يجذب لك من الأرواح الطاهرة التي تكون مصاحبة لهذا الشيخ .. فتجالسك هذه الروحانية ..!!

 

- وهذا ما يسميه البعض "روحانية الشيخ" .. وهذا خطأ .. لأن روحانية الشيخ ليس المقصود منها استحضار ما يجالسه من أرواح طاهرة .. لا .. وإنما المقصود بها استحضار صورة الشيخ في النفس أو تصور وجوده معك .. فهذه هي صورته الروحانية أو صورته التخيلية في النفس .. وبقدر حبك للشيخ يترتب على ذلك ما سبق محبة الله لك أو يحدث لك جذبا للأرواح الطاهرة التي تجالس شيخك لتجالسك بسبب حبك له ..

 

- ولكن انتبه واحذر:

- ما سبق من مدد من الله أو مجالسة روحانية من محبي الشيخ .. فهذا يحدث في حالة الحب الصادق للشيخ وليس لأنك أنت تريد أن مدد روحاني .. لا .. فبدون المحبة الخالصة في الله .. فلا مدد لك من الله .. لأن الله يقول في الحديث القدسي: (وَجَبَتْ مَحبَّتي للمُتحابِّينَ فيَّ، والمُتجالِسينَ فيَّ) رواه احمد .. وقال الارنؤوط: صحيح .

 

- ولا تنسى كما قلنا سابقا .. ان المحبة أصل كل رابطة روحانية ..!! ونقاء الرابطة الروحانية بقدر إخلاصك في محبتك دون أي رغبات مصاحبة من وراء هذه المحبة ..!!

 

**************************

..:: س32: هل يصح الرابطة مباشرة مع النبي بدون شيخ ؟ ::..

- أصل الرابطة هو محبة القلب لمن تريد أن ترتبط به .. وسبب أن بعض المريدين لله يتصورون صور مشايخهم أثناء ذكرهم .. فذلك كما ذكرنا سابقا لتقوية العزيمة على الذكر في نفوسهم مع قهر النفس على الإلتزام بالأدب لشعور المريد أن شيخه يجالسه فيتأدب معه ..

 

- ولكن من الممكن أن تتصور أو تتخيل وجود النبي صلى الله عليه وسلم .. نتيجة حبك للنبي في قلبك .. وهذا ممكن جدا ..

 

- لكن دائما في البدايات يكون الإنسان متعلق بمن يجالسه أو يراه أو يسمع منه .. ولذلك يكون أقرب إليه .. حتى إذا ثبت في طريق الذكر .. فهو ينتقل تلقائيا إلى دوائر روحانية أعلى .. واللي منها الشعور والإحساس بأنه يجالس النبي صلى الله عليه وسلم لغلبة المحبة له ..

*********************

.:: س33: هل يصح إنكار التواصل الروحاني بين الإنس وبعضهم ؟ ::..

 

- أخي الحبيب .. قد تجد بعض الناس يقولون لك .. أن التواصل الروحاني بين الإنس لا وجود له .. فهل هذا كلام يصح ؟

 

- قلت لك: هذا كلام خطأ .. وفيه من المخالفة للواقع ما لا يمكن لعقل أن ينكره .. وأبسط مثال على ذلك التخاطر .. وهذا التخاطر هو أحد وسائل التواصل الروحاني .. !!

 

- ومشكلة هؤلاء أنهم يظنون أن التواصل الروحاني بين طرفين .. إنما يكون بقدرة الإنسان على التحكم في روحه ..!! وهذا كلام غير صحيح .. لأنها عقيدة غير المسلمين كالهندوس والبوذيين ..!!

 

- ولعلك تتعجب من عقول هؤلاء .. حينما تجدهم يقولون أن الساحر يتواصل مع الشيطان ويقوم بتسليطه على الإنسان ..!! أليس هذا التسليط إرسال روحاني ؟!! وإلا فكيف شعر المسلط عليه بما تم التسليط به عليه .. ؟ فهذا الإرسال والإستقبال هو تواصل روحاني .. أفلا يعقلون هؤلاء المنكرون ..!!

 

- بل والأعجب .. تجد هؤلاء يتكلمون على قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع قائد جيشه .. حينما ناداه (يا سارية الجبل) .. وكان عمر بالمدينة المنورة .. وسارية في العراق .. ومع ذلك سمعه سارية ..!!

- أليست هذه رابطة روحانية ؟!! فلماذا ينكرون التواصل الروحاني بين الإنس الاحياء ..!! أم أنهم يقرأون ولا يفكرون فيما يقرأون ..!!

 

- وحتى تعلم مدى الخطأ الذي يتكلمون فيه .. فهناك تواصل رحاني قد يحدث بدون واسطة .. واقرأ الحديث التالي .. عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ أَبَاهُ، قَالَ: (رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنِّي أَسْجُدُ عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ: «إِنَّ الرُّوحَ لَيَلْقَى الرُّوحَ» وَأقْنعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ، هَكَذَا قَالَ عَفَّانُ: بِرَأْسِهِ إِلَى خَلْفِهِ فَوَضَعَ جَبْهَتَهُ عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) رواه النسائي في الكبرى.. وذكره الألباني في الصحيحة بأنه صحيح ورجاله ثقات .

 

- قوله (أقنع رأسَه) : أي رفعها إلى الخلف وكأنه ينظر ببصره إلى جهة السماء.

 

- وفي الحديث إشارة لتلاقي أرواح المؤمنين في المنام .. بدليل قوله: (إن الروح ليلقى الروح) .. وهذا في ذاته رابطة روحية عن محبة قلبية في الله ..

 

* مما سبق .. يتبين لك أن ممكن أن يكون هناك تواصل روحاني بين الإنس الاحياء سواء بواسطة (جن او ملائكة) أو بدون واسطة (بالروح) ..

 

- وعجبا لقوم أثبتوا التواصل الروحاني بين الجن والإنس .. وبين الملائكة والإنس .. ثم أنكروا أن يكون هناك تواصل روحاني بين الإنس والإنس الذين هم من روح الله ..!!

 

- وفي الحديث .. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الأرْواحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَما تَعارَفَ مِنْها ائْتَلَفَ، وما تَناكَرَ مِنْها اخْتَلَفَ) صحيح مسلم .. 

- إذن الأصل هو التواصل الروحاني في عالم الأرواح .. ولكن الأجساد جاءت وحجبت .. ولكن عند حدوث ارتقاء وصفاء ومحبه .. تتعرف الأرواح على بعضها .. وقد يحدث الإتصال الروحاني .. سواء يقظة بواسطة عالم الأرواح أو مناما بواسطة الروح الإنساني .. وقد يحدث مجرد ظهور الإحساس بوجود رابطة قلبية بين الطرفين ..!!

* قال الإمام بن القيم رحمه الله (المتوفى: 751هـ):

- وقد تتناسب الروحان وتشتد علاقَة احداهما بالأخرى فيشعر كل منهما ببعض ما يحدث لصاحبه وإن لم يشعر بما يحدث لغيره لشدة العلاقة بينهما وقد شاهد الناس من ذلك عجائب.

- والمقصود أَن أرواح الأحياء تتلاقى فِي النّوم كما تتلاقى أرواح الأحياء والأموات.

 

******************************

 

..:: س34: هل حديث (إن لكم أخوة ما صعدتم جبلاً ولا نزلتم وادياً إلا كانوا معكم) يدل على وجود رابطة روحية ؟ ::..

 

- أخي الحبيب .. ستجد البعض يشير للرابطة الروحانية من خلال حديث .. عن أنس بن مالك قال: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجَعَ مِن غَزْوَةِ تَبُوكَ فَدَنا مِنَ المَدِينَةِ، فقالَ: إنَّ بالمَدِينَةِ أقْوامًا، ما سِرْتُمْ مَسِيرًا، ولا قَطَعْتُمْ وادِيًا إلَّا كانُوا معكُمْ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وهُمْ بالمَدِينَةِ؟ قالَ: وهُمْ بالمَدِينَةِ، حَبَسَهُمُ العُذْرُ) صحيح البخاري.

- وفي رواية بلفظ: (كُنَّا مع النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في غَزَاةٍ، فَقالَ: إنَّ بالمَدِينَةِ لَرِجَالًا ما سِرْتُمْ مَسِيرًا، وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا، إلَّا كَانُوا معكُمْ، حَبَسَهُمُ المَرَضُ. وفي رواية : بهذا الإسْنَادِ، غيرَ أنَّ في حَديثِ وَكِيعٍ: "إلَّا شَرِكُوكُمْ في الأجْرِ") صحيح مسلم.

 

- ومن خلال هذا الحديث السابق .. قال بعض الطيبين .. أن لفظ (إلَّا كَانُوا معكُمْ) يدل على رابطة روحية بين من حبسهم المرض وبين النبي وأصحابة في أثناء غزوة تبوك .. !!

 

- وهذا كلام لا يصح قوله لمخالفته للنص .. لأن رواية الحديث أوضحت أن المعية هي معية الأجر .. بدليل (إلَّا شَرِكُوكُمْ في الأجْرِ) .. فهذه الجزئية أتت في رواية أخرى للحديث بدلا من قوله (إلا كانوا معكم) .. فظهر بذلك أن المقصد هنا هو مشارك ة الأجر.

- وهذا شبيه بقوله تعالى (وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) التوبة121.

 

- وقوله (إلا كتب لهم).. يدل على مشاركة الأجر لكل من جاهد بماله ونفسه ..

 

- ولذلك المعية في الحديث إنما هي معية أجر لا معية وصل بالنبي وصحابته ..!!

 

- وإن كان الذين في حال المرض والمجاهدين كلاهما في حال وصال بالله لأن كلاهما في حال رضا مع الله .. أما أن يكون كلاهما في حالة رابطة روحانية مع بعضهما من خلال الإستدلال بالحديث .. فهذا استدلال في غير محله .

 

- ولا مانع من حدوث رابطة روحية كشفية أو دعائية فعلا بين المرضى بالمدينة والمجاهدين بحكم المحبة القلبية بين المجاهدين والذين حبسهم المرض لصدق نواياهم في الجهاد لولا حدوث مرض لهم .. ولكن اعتراضي هو الاستدلال بهذا الحديث لإثبات الرابطة الروحانية ..!!

 

-  وقد أثبتنا سابقا الادلة على الروابط الروحانية أو ما يجعل ويسبب لك تفعيل وحدوث الرابطة الروحانية .. بأدلة كثيرة تغنيك عن تأويل أحاديث لغير ما قيلت فيه ..!!

 

- وقد يكفيك هذا الحديث التالي لتفهم الرابطة الروحانية .. حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أرْواحَ المؤمنينَ لَتَلتَقيانِ على مَسيرةِ يومٍ ولَيلةٍ، وما رَأى واحدٌ منهما صاحبَه) رواه أحمد .. وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح .. وقال الأرنؤوط: حديث حسن، ابن لهيعة قد توبع .. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" ص 76، من طريق ابن وهب، عن حيوة بن شريح، عن دراج، به، نحوه، وهذا إسناد حسن..، وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/274، وقال: "رواه أحمد، ورجاله وُثقوا على ضعف في بعضهم. "راجع تحقيق الارنؤوط على المسند حديث رقم 6636".

 

- وقوله (لَتَلتَقيانِ على مَسيرةِ يومٍ ولَيلةٍ): أي يحدث تلاقي روحيا من مسافة بعيدة دون أن يكون هناك تلاقي أجساد ..

 

- وقوله (ما رأى واحد منهما صاحبه): أي ما رأووا بعضهما رؤيا العين في الواقع. 

 

- والحديث بالرغم من أنه يفهمنا أن هناك تلاقي أرواح يحدث دون تلاقي أجساد بين المؤمنين .. ولكن الحديث أيضا نفهم منه أن هذا التلاقي الروحي .. إنما هو السبب في إحساسك بشخص مؤمن قد تقابله أول مرة في الواقع وتشعر وكأنك قابلته من قبل ذلك ويحدث بينكما تآلف .. وكأنكما تعرفان بعضكما البعض .

- والله أعلم .

- وبهذا ختام الكلام على مصطلح الرابطة الروحانية .. والحمد لله رب العالمين .

 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .