ج2: رسالة التوضيح والبيان في قصة هاروت وماروت وخاتم سليمان - ما هو المعنى العام لقوله تعالى (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ) - ما معنى قوله (واتبعوا) – وقوله (تتلو) - لماذا قال تعالى (ما تتلو) في حين أن الأصل كان يقال (ما تلت) - ما هو ملك سليمان - لماذا قال تعالى (على ملك سليمان) ولم يقل (في ملك سليمان) - ما هو الذي تلته الشياطين على ملك سليمان ؟ (مقارنة بين ما قيل في العقيدة المسيحية واليهودية عن سليمان وداود وزوجته ولوط وبنات لوط عليهم السلام .. وبين ما قيل عنهم في القرآن) - هل ملك سليمان كل الأرض وعاش لمدة سبعمائة عام.

 بسم الله الرحمن الرحيم

 

رسالة التوضيح والبيان

في قصة هاروت وماروت وخاتم سليمان

وشرح قوله تعالى ( واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان)

 

 (الجزء الثاني)

* فهرس:

:: الفصل الثاني :: الشرح لقوله تعالى (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ) ::

1- س4: ما هو المعنى العام لقوله تعالى (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ) ؟

2- س5: ما معنى قوله (واتبعوا) –  وقوله (تتلو) ؟

3- س6: لماذا قال تعالى (ما تتلو) في حين أن الأصل كان يقال (ما تلت) ؟

4- س7: ما هو ملك سليمان ؟

5- س8: هل ملك سليمان كل الأرض وعاش لمدة سبعمائة عام ؟

6- س9: لماذا قال تعالى (على ملك سليمان) ولم يقل (في ملك سليمان) ؟

7- س10: ما هو الذي تلته الشياطين على ملك سليمان ؟ .. ومقارنة بين ما قالته العقيدة اليهودية والمسيحية في حق داود وسليمان ولوط عليهم السلام .. وبين ما قالته العقيدة الإسلامية في حق هؤلاء الأنبياء عليهم السلام .. وكيف برأ القرآن هؤلاء الأنبياء من تهمة الزنا والفجور التي نسبها لهم أصحاب العقائد الأخرى.

 **************************

:: الفصل الثاني ::

 

:: الشرح لقوله تعالى (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ) ::

************************

 

..:: س4: ما هو المعنى العام لقوله تعالى (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ) ؟ ::..

 
- يقول تعالى: (وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ . أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ . وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ . وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) البقرة 101-102.
 
- قال الإمام الطبري رحمه الله المتوفى (المتوفى: 310هـ):
- يعني بقوله: (واتبعوا ما تتلوا الشياطين) ، الفريق من أحبار اليهود وعلمائها، الذين وصفهم الله جل ثناؤه بأنهم نبذوا كتابه الذي أنزله على موسى، وراء ظهورهم، تجاهلا منهم وكفرا بما هم به عالمون، كأنهم لا يعلمون. فأخبر عنهم أنهم رفضوا كتابه الذي يعلمون أنه منزل من عنده على نبيه صلى الله عليه وسلم، ونقضوا عهده الذي أخذه عليهم في العمل بما فيه، وآثروا السحر الذي تلته الشياطين في ملك سليمان بن داود فاتبعوه، وذلك هو الخسار والضلال المبين. (الطبري – 2/405).
- واختلف أهل التأويل في الذين عنوا بقوله: (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان).
- فقال بعضهم: عنى الله بذلك اليهود الذين كانوا بين ظهراني مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنهم خاصموا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوراة، فوجدوا التوراة للقرآن موافقة، تأمر من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم وتصديقه، بمثل الذي يأمر به القرآن. فخاصموا بالكتب التي كان الناس اكتتبوها من الكهنة على عهد سليمان. (الطبري – 2/405).
- وقال آخرون: بل عنى الله بذلك اليهود الذين كانوا على عهد سليمان .. (الطبري – 2/405).
- قال أبو جعفر الطبري: والصواب من القول في تأويل قوله: (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان) ، أن ذلك توبيخ من الله لأحبار اليهود الذين أدركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجحدوا نبوته، وهم يعلمون أنه لله رسول مرسل، وتأنيب منه لهم في رفضهم تنزيله، وهجرهم العمل به، وهو في أيديهم يعلمونه ويعرفون أنه كتاب الله، واتباعهم واتباع أوائلهم وأسلافهم ما تلته الشياطين في عهد سليمان. (الطبري – 2/407-408).
 
- يقول تفسير المنتخب (نخبة من علماء الأزهر) :
- وما ينزل جبريل على قلبك إلا بآيات بينات لا يسع طالب الحق إلا الإيمان بها، وما يكفر بمثلها إلا المعاندون الخارجون عن سنة الفطرة.
- وكما تذبذبوا فى العقيدة والإيمان، تذبذبوا كذلك فيما يبرمونه من عهود، فكانوا كلما عاهدوا المسلمين وغيرهم عهداً نبذه فريق منهم. لأن معظمهم لا يؤمن بحرمة عهد ولا بقداسة ميثاق.
- ولما جاءهم رسول من عند الله مطابقة أوصافه لما فى أسفارهم - وهو محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نبذ فريق منهم ما ذكر فى كتبهم عن هذا الرسول، كأنه لم يرد فيها ولم يعلموا شيئاً عنه.
- ولقد صدَّقوا ما تَتَقَوَّله شياطينهم وفجرتهم على ملك سليمان، إذ زعموا أن سليمان لم يكن نبياً ولا رسولاً ينزل عليه الوحى من الله، بل كان مجرد ساحر يستمد العون من سحره، وأن سحره هذا هو الذى وطَّد له الملك وجعله يسيطر على الجن والطير والرياح، فنسبوا بذلك الكفرَ لسليمان، وما كفر سليمان، ولكن هؤلاء الشياطين الفجرة هم الذين كفروا، إذ تقوَّلوا عليه هذه الأقاويل، وأخذوا يعلِّمون الناس السحر من عندهم ومن آثار ما أنزل ببابل على الملكين هاروت وماروت، مع أن هذين الملكين ما كانا يعلِّمان أحداً حتى يقولا له: إنما نعلِّمك ما يؤدى إلى الفتنة والكفر فاعرفه واحذره وتَوَقَّ العمل به .. ولكن الناس لم ينتصحوا بهذه النصيحة، فاستخدموا ما تعلَّموه منهما فيما يفرقون به بين المرء وزوجه .. نعم كفر هؤلاء الشياطين الفجرة إذ تقوَّلوا هذه الأقاويل من أقاويلهم وأساطيرهم ذريعة لتعليم اليهود السحر، وما هم بضارين بسحرهم هذا من أحد، ولكن الله هو الذى يأذن بالضرر إن شاء، وأن ما يؤخذ عنهم من سحر سيضر من تعلَّمه فى دينه ودنياه ولا يفيده شيئاً، وهم أنفسهم يعلمون حق العلم أن من اتجه هذا الاتجاه لن يكون له حظ فى نعيم الآخرة، ولبئس ما اختاروه لأنفسهم لو كانت بهم بقية من علم.
 
* وفي تفسير الميسر (نخبه من علماء السعودية):
- واتبع اليهود ما تُحَدِّث الشياطينُ به السحرةَ على عهد ملك سليمان بن داود. وما كفر سليمان وما تَعَلَّم السِّحر، ولكنَّ الشياطين هم الذين كفروا بالله حين علَّموا الناس السحر; إفسادًا لدينهم. وكذلك اتبع اليهود السِّحر الذي أُنزل على الملَكَين هاروت وماروت، بأرض «بابل» في «العراق» ; امتحانًا وابتلاء من الله لعباده، وما يعلِّم الملكان من أحد حتى ينصحاه ويحذِّراه من تعلم السحر، ويقولا له: لا تكفر بتعلم السِّحر وطاعة الشياطين .. فيتعلم الناس من الملكين ما يُحْدِثون به الكراهية بين الزوجين حتى يتفرقا. ولا يستطيع السحرة أن يضروا به أحدًا إلا بإذن الله وقضائه. وما يتعلم السحرة إلا شرًا يضرهم ولا ينفعهم، وقد نقلته الشياطين إلى اليهود، فشاع فيهم حتى فضَّلوه على كتاب الله .. ولقد علم اليهود أن من اختار السِّحر وترك الحق ما له في الآخرة من نصيب في الخير .. ولبئس ما باعوا به أنفسهم من السحر والكفر عوضًا عن الإيمان ومتابعة الرسول، لو كان لهم عِلْمٌ يثمر العمل بما وُعِظوا به.
 
* قلت (خالد صاحب الرسالة):
- ستجد اختلاف بسيط في التفسير عند تفسير آيه (واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان) .. فالبعض اختار أن يكون لفظ الشياطين خاص باليهود (كما في تفسير المتخب) .. والبعض اختار أن يكون لفظ الشياطين كما هو معروف وهم كفرة الجن (كما في تفسير الميسر) .. ولكل من الفريقين وجهة نظر واجتهاد مقبول .. وسنناقش الرأيين في أسئلة قادمة إن شاء الله تعالى ..
 
* قلت (خالد صاحب الرسالة):
- لي رأي خاص في شرح الآيات السابقة .. وهذا الرأي مبني على سؤال قد سألته لنفسي .. وهو كيف تَعلَّم شياطين الإنس السحر ؟ أي ما هو مصدرهم في تعليم السحر ؟ أليس لهم معلم يعلمهم ؟!!
- بلى لابد من معلم لهم علمهم هذه الفنون وإلا ما كانت حدثت فتنه وترتب عليها نزول الملكين لتوضيح الحقائق .. فلابد أن يكون حصل وصال بين شياطين الجن وشياطين الإنس كما يوحي الشياطين لأوليائهم .. كما كان يحدث مع الكهان حيث كان الشياطين يوحون إليهم بالغيبيات ويؤلفون عليها مائة كذبة ..
 
- ولذلك فإن كلمة الشياطين هي على أصلها من حيث كونهم كفرة الجن .. وقد اتبعهم في ذلك الوقت شياطين الإنس من اليهود الذين كانوا على عهد سليمان .. واستمر هذا الإتباع لشياطين الجن والإنس .. مستمرا في اليهود حتى يومنا هذا بل وإلى انتهاء زمنهم في نهاية الزمان ..
 
- فالذي قال أنهم شياطين الإنس قال باعتبار اتباع اليهود لوسوسة الشياطين .. ، والذي قال أنهم شياطين الجن قال باعتبار مصدر أصل الوسوسة المنقولة لليهود في عهد سليمان ..
 
- ولذلك أرى أن كلا الرأيين سليم وفي اتجاه واحد .. ولكن الاختلاف باعتبار مصدر المعلومة أم باتباع ناقل المعلومة ..
- والله أعلم .
 

*****************************

 

 ..:: س5: ما معنى قوله (واتبعوا) –  وقوله (تتلو) ؟ ::..

 
1- قوله (واتبعوا) .. من الإتباع .. هو الإقتداء .. وهو أن تتخذ الآخر قدوة لك وتسير على مثل نهجه ..
- والمقصود في الآية هم اليهود المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم .. الذي اتخذوا من منهج أسلافهم ممن كانوا على عهد سليمان قدوة لهم .. في حين أن اسلافهم قد اتبعوا كلام الشياطين في عهد سليمان ..
 
- فكأن المعنى أن الله قد أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم بالحق وهو القرآن .. فجحده اليهود .. وارتضوا بما كتبه أسلافهم مما تلته عليهم الشيطان منذ عهد سليمان عليه السلام ..
 
2- قوله (تتلو) .. من التلاوة .. وهي المتابعة في القراءة الواضحة كلماتها لمن يسمعها .. وهذا يستدعي وجود إصغاء باهتمام للمتلقي لها ..
 
- وكأن الشياطين كانت تتحدث وتروي وتتكلم  بأخبار وتلقي معلومات واضحة البيان لبعض اليهود وهم طائفة الكهان الذين كانوا على تواصل بعالم الشياطين .. حتي دونوها في كتبهم بكل تفصيل .. وكأن الشياطين كانت تقوم بتلقينهم الكلام تلقينا بكل دقه .. وهم يستمعون بإصغاء واهتمام بالغ لما يقرأونه عليهم من معلومات عن السحر وبالكذب على سليمان عليه السلام .. وصدق الله تعالى حينما يقول: (إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) الاعراف27..، ويقول تعالى: (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ) الأنعام121
 

****************************

 

..:: س6: لماذا قال تعالى (ما تتلو) في حين أن الأصل كان يقال (ما تلت) ؟ ::..

 
- قال تعالى (تتلو) بالفعل المضارع .. بالرغم من حدوث هذه التلاوة في الماضي .. ولكن القرآن يريد أن يلفت نظرنا إلى أن هذا الإتباع من اليهود مستمر حتى الآن وفي كل الأزمان التي يقرأ فيها القرآن .. ولا يتربط بزمن دون زمن ..
 
- وكأن النفوس اليهودية في كل زمان مصدقة لما قالته الشياطين وما كتبه أسلافهم من كلام السحر وكلام بالباطل على سليمان .. منذ عهد سليمان عليه السلام ..
 
- والآية السابقة تتشابه مع قوله تعالى: (قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) البقرة91 .. أي لم قتلتم .. ولكن أتي بالفعل المضارع ليرشدك الله إلى أنهم موافقون على ما فعله أسلافهم .. وكأن الله يقول لهم فلما ترضون أفعالهم ..
 
- فاليهود في عصر النبي لم يقتلوا أحد من الأنبياء .. ولكنهم وافقوا على فعل أسلافهم وارتضوا به .. فكان عدم إنكارهم عليهم ورضاهم بما فعلوه أسلافهم هو مشاركة لأسلافهم في هذا الفعل .. بل ويدل استمرار ذلك في نفوسهم أيضا باستباحة قتل الأنبياء .. ولذلك حاولوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم .
 

**************************

 

..:: س7: ما هو ملك سليمان ؟ ::..

 
- قيل المقصود بها النبوة .. وهو قول بعيد .. لأن النبوة توجيه وإرشاد إلى معرفة الله واتباع أوامره واجتناب نواهيه .
 
- وقيل المقصود بها هي ممكلة سيدنا سليمان التي بناها في أورشليم آنذاك .. أي فلسطين الآن .. وقام فيها بتسخير الشياطين في البناء .. وهذا هو الأرجح .. والله أعلم .
 
- ويكفيك كلام الله في حكايته على ملك سليمان ..
1- حيث يقول تعالى: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ . فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ . وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ . وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ . هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ . وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ) ص35.
 
- والمعنى من التفسير الميسر:
- قال: رب اغفر لي ذنبي، وأعطني ملكًا عظيمًا خاصًا لا يكون مثله لأحد من البشر بعدي، إنك -سبحانك- كثير الجود والعطاء. فاستجبنا له، وذللنا الريح تجري بأمره طيِّعة مع قوتها وشدتها حيث أراد.
 
- وسخَّرنا له الشياطين يستعملهم في أعماله: فمنهم البناؤون والغوَّاصون في البحار، وآخرون، وهم مردة الشياطين، موثوقون في الأغلال. هذا المُلْك العظيم والتسخير الخاص عطاؤنا لك يا سليمان، فأعط مَن شئت أو امنع مَن شئت، لا حساب عليك.
- وإن لسليمان عندنا في الدار الآخرة لَقربةً وحسن مرجع.
 
2- ويقول تعالى: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ . وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ) الأنبياء81-82.
 
- والمعنى من التفسير الميسر:
- وسخَّرنا لسليمان الريح شديدة الهبوب تحمله ومَن معه، تجري بأمره إلى أرض «بيت المقدس» بـ «الشام» التي باركنا فيها بالخيرات الكثيرة، وقد أحاط علمنا بجميع الأشياء.
 
- وسخَّرنا لسليمان من الشياطين شياطين يستخدمهم فيما يَعْجِز عنه غيرهم، فكانوا يغوصون في البحر يستخرجون له اللآلئ والجواهر، وكانوا يعملون كذلك في صناعة ما يريده منهم، لا يقدرون على الامتناع مما يريده منهم، حفظهم الله له بقوته وعزته سبحانه وتعالى.
 
3- ويقول تعالى: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ . يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) سبأ12-13.
 
- والمعنى من التفسير الميسر:
- وسخَّرنا لسليمان الريح تجري من أول النهار إلى انتصافه مسيرة شهر، ومن منتصف النهار إلى الليل مسيرة شهر بالسير المعتاد، وأسلنا له النحاس كما يسيل الماء، يعمل به ما يشاء، وسخَّرنا له من الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه، ومن يعدل منهم عن أمرنا الذي أمرناه به من طاعة سليمان نذقه من عذاب النار المستعرة.
 
- يعمل الجن لسليمان ما يشاء من مساجد للعبادة، وصور من نحاس وزجاج، وقِصَاع كبيرة كالأحواض التي يجتمع فيها الماء، وقدور ثابتات لا تتحرك من أماكنها لعظمهن، وقلنا يا آل داود: اعملوا شكرًا لله على ما أعطاكم، وذلك بطاعته وامتثال أمره، وقليل من عبادي من يشكر الله كثيرًا، وكان داود وآله من القليل.
 
4- ويقول تعالى: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَاأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ . وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ) النمل16-17.
 
- والمعنى من التفسير الميسر:
- وورث سليمان أباه داود في النبوة والعلم والملك، وقال سليمان لقومه: يا أيها الناس عُلِّمنا وفُهِّمنا كلام الطير، وأُعطينا مِن كل شيء تدعو إليه الحاجة، إن هذا الذي أعطانا الله تعالى إياه لهو الفضل الواضح الذي يُمَيِّزنا على مَن سوانا.
 
- وجُمِع لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير في مسيرة لهم، فهم على كثرتهم لم يكونوا مهمَلين، بل كان على كل جنس من يَرُدُّ أولهم على آخرهم، كي يقفوا جميعًا منتظمين.
 

******************************

..:: س8: هل ملك سليمان كل الأرض وعاش لمدة سبعمائة عام ؟ ::..

 
- اعلم أخي الحبيب أن من الخرافات التي قد تسمعها في قصة ملك سليمان .. هي أنه عاش سبعمائة عام .. وقد حكم الأرض كلها .. كما جاء في الرواية التالية ..
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: (أُعْطِيَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مُلْكَ مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا فَمَلَكَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ سَبْعمِائَةَ سَنَةٍ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ مَلَكَ أَهْلَ الدُّنْيَا كُلَّهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالشَّيَاطِينِ وَالدَّوَابِّ وَالطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ، وَأُعْطِي عِلْمَ كُلِّ شَيْءٍ، وَمَنْطِقَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِي زَمَانِهِ صُنِعَتِ الصَّنَائِعُ الْمُعْجِبَةُ الَّتِي مَا سَمِعَ بِهَا النَّاسُ، وَسُخِّرَتْ لَهُ فَلَمْ يَزَلْ مُدَبِّرًا بِأَمْرِ اللَّهِ وَنُورِهِ وَحِكْمَتِهِ، حَتَّى إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَقْبِضَهُ أَوْحَى إِلَيْهِ أَنِ اسْتَوْدِعْ عِلْمَ اللَّهِ وَحِكْمَتَهُ أَخَاهُ وَوَلَدَ دَاوُدَ وَكَانُوا أَرْبَعَ مِائَةٍ وَثَمَانِينَ رَجُلًا بِلَا رِسَالَةٍ) رواه الحاكم .. وحكم عليه الإمام الذهبي بأنه حديث باطل .. فضلا عن أنه ليس حديث نبوي ..!!
 
- ومن المعلوم أن ملك سليمان كان حدوده فقط هو الشام .. لا غير .. وهذا هو كان سلطانه وسيادته وملكه .. وليس على كل الكرة الأرضية كما جاء في خرافة الرواية السابقة .
 
 - ومن الخرافات أن سليمان كان يجلس على عرشه .. فيُوضع حوله ستمائة ألف كرسي، ويجلس عليها ألوفٌ من الأنبياء، كما يجلس عليها مئات الألوف من الأمراء والملوك، من الجن والأنس .. وأساطير ما قالها القرآن وما أخبرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم فضلا عن كونها أخبار ضعيفة لا تصح روايتها من أساسه ..!! وإليك نماذج من هذه الخرافات .. وكلها أخبار وروايات ضعيفه أو منكرة لا تصح روايتها .. وكلها اسرائليات .. ولا علاقة لها بدين الإسلام .. فلا علاقة لها بالقرآن ولم يقل بها النبي صلى الله عليه وسلم .
 
- فمن الخرافات التي تجدها في بعض كتب التفاسير والتي لا دليل عليها .. وإنما مجرد أخبار باطلة .. حيث قد جاء في تفسير ابن كثير ج5/315 ..
1- عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قال: (كان يُوضَعُ لِسُلَيْمَانَ سِتُّمِائَةِ أَلْفِ كُرْسِيٍّ، فَيَجْلِسُ مِمَّا يَلِيهِ مُؤْمِنُو الْإِنْسِ، ثُمَّ يَجْلِسُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُؤْمِنُو الْجِنِّ، ثُمَّ يَأْمُرُ الطَّيْرَ فَتُظِلُّهُمْ، ثُمَّ يَأْمُرُ الرِّيحَ فَتَحْمِلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) رواه بن كثير في تفسيره .. حديث ضعيف مقطوع ..!!
 
2- قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: (كَانَ سُلَيْمَانُ يَأْمُرُ الرِّيحَ فَتَجْتَمِعُ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ كَالْجَبَلِ، ثُمَّ يَأْمُرُ بِفِرَاشِهِ فَيُوضَعُ عَلَى أَعْلَى مَكَانٍ مِنْهَا، ثُمَّ يَدْعُو بِفَرَسٍ مِنْ ذَوَاتِ الْأَجْنِحَةِ فيرتفع حتى يصعد عَلَى فِرَاشِهِ، ثُمَّ يَأْمُرُ الرِّيحَ فَتَرْتَفِعُ بِهِ كل شرف دون السماء، وهو مطأطىء رَأْسَهُ مَا يَلْتَفِتُ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا، تَعْظِيمًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَشُكْرًا لِمَا يَعْلَمُ مِنْ صِغَرِ مَا هُوَ فِيهِ فِي مُلْكِ اللَّهِ عز وجل، حَتَّى تَضَعَهُ الرِّيحُ حَيْثُ شَاءَ أَنْ تَضَعَهُ) رواه بن كثير في تفسيره .. حديث ضعيف مقطوع ..!!
 
- ومن الأخبار الباطلة التي لا صحة لها وقد اوردها الإمام السيوطي في تفسيره الدر المنثور للسيوطي ج5/651 .. قال:
1- وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: ( كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ يُوضَعُ لَهُ سِتُّ مِائَةِ كُرْسِيٍّ، ثُمَّ يَجِيءُ أَشْرَافُ الْإِنْسِ فَيَجْلِسُونَ مِمَّا يَلِيهِ، ثُمَّ يَجِيءُ أَشْرَافُ الْجِنِّ فَيَجْلِسُونَ مِمَّا يَلِي أَشْرَافَ الْإِنْسِ، ثُمَّ يَدْعُو الطَّيْرَ فَتُظِلُّهُمْ، ثُمَّ يَدْعُو الرِّيحَ فَتَحْمِلُهُمْ قَالَ: فَيَسِيرُ فِي الْغَدَاةِ الْوَاحِدَةِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ) رواه الحاكم .. وقال الذهبي أنه حديث صحيح .
 
- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على الرواية السابقة:
أولا- انتبه لرواية الحاكم قال فيها (ستمائة كرسي) .. وهذا مقبول .. وفي رواية بن أبي شيبه (ستمائة ألف كرسي) وستأتيك هذه الرواية قريبا ..!!
- ولكن إن كان المقبول وجود ستمائة كرسي .. فالغير مقبول في رواية الحاكم أن يكون الجن يجالسون الإنس سوا سوا .. وكأن الحياة بينهم كانت في تعايش إجتماعي مادي .. !! وطالما كانوا يعايشون الإنس .. فلماذا هم موصوفون بأنهم جن ؟!!
- فإذا كان السند صحيح .. فالرواية منكرة المتن .. لمخالفتها القرآن حيث يقول تعالى (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) الأعراف27.
 
ثانيا- لم أجد هذه الرواية عند بن أبي شيبه .. ولكن لفظ الرواية الموجود عند بن أبي شيبه هو خاص بداود وليس بسليمان .. ولفظ الحديث بدايته هكذا عن بن عباس قال: (كَانَ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُوضَعُ لَهُ سِتُّمِائَةِ أَلْفِ كُرْسِيٍّ، ثُمَّ يَجِيءُ أَشْرَافُ الْإِنْسِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِمَّا يَلِي الْأَيْمَنَ، ثُمَّ يَجِيءُ أَشْرَافُ الْجِنِّ حَتَّى يَجْلِسُوا مِمَّا يَلِي الْأَيْسَرَ، ثُمَّ يَدْعُوَ الطَّيْرَ فَتُظِلَّهُمْ ...) رواه بن أبي شيبه .. ولا صحة لمتن هذا الحديث لأنه اسرائليات مجهولة المصدر وليست حديث نبوي ..!! فضلا عن بطلانه لسببين :
الأول: لمخالفته القرآن حيث أن الجن كان مسخرا لسيدنا سليمان وليس لداود عليه السلام.
الثاني: تعارض هذا الحديث لعقيدة القرآن حيث أن الجن لا نراهم .. ولكن الحديث يثبت أنهم كانوا يجالسون الإنس .. والقرىن يقول (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) الاعراف27
 
2- وَأخرج الْحَاكِم عَن مُحَمَّد بن كَعْب قَالَ: (بَلَغَنَا أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ، كَانَ عَسْكَرُهُ مِائَةَ فَرْسَخٍ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ مِنْهَا لِلْإِنْسِ، وَخَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ لِلْجِنِّ، وَخَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ لِلْوَحْشِ، وَخَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ لِلطَّيْرِ، وَكَانَ لَهُ أَلْفُ بَيْتٍ مِنْ قَوَارِيرَ عَلَى الْخَشَبِ مِنْهَا ثَلَاثُ مِائَةِ صَرِيحَةٍ، وَسَبْعُ مِائَةِ سَرِيَّةٍ فَأَمَرَ الرِّيحَ الْعَاصِفَ فَرَفَعَتْهُ فَأَمَرَ الرِّيحَ فَسَارَتْ بِهِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَسِيرُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنِّي قَدْ زِدْتُ فِي مُلْكِكَ أَنْ لَا يَتَكَلَّمَ أَحَدٌ مِنَ الْخَلَائِقِ بِشَيْءٍ إِلَّا جَاءَتِ الرِّيحُ فَأَخْبَرَتْكَ) رواه الحاكم.. وليس بحديث نبوي .. وإنما رواية إسرائيليه باطلة .. ويكفي صيغة الضعف التي فيها .. من قول محمد بن كعب (بلغنا) .. فعن من بلغه ؟!! !!
 
3- وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن عبد الله بن عبيد بن عُمَيْر قَالَ: (كَانَ سُلَيْمَان يَأْمر الرّيح فتجتمع كالطود الْعَظِيم ثمَّ يَأْمر بفراشه فَيُوضَع على أَعلَى مَكَان مِنْهَا ثمَّ يَدْعُو بفرس من ذَوَات الأجنحة فترتفع حَتَّى تصعد على فرَاشه ثمَّ يَأْمر الرّيح فترتفع بِهِ كل شرف دون السَّمَاء فَهُوَ يُطَأْطِئ رَأسه مَا يلْتَفت يَمِينا وَلَا شمالاً تَعْظِيمًا لله وشكراً لما يعلم من صغر مَا هُوَ فِيهِ فِي ملك الله يَضَعهُ الرّيح حَيْثُ يَشَاء أَن يَضَعهُ) رواه أبي حاتم في تفسيره .. حديث ضعيف مقطوع.
 
4- وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن زيد قَالَ: (كَانَ لِسُلَيْمَان مركب من خشب وَكَانَ فِيهِ ألف ركن فِي كل ركن ألف بَيت يركب مَعَه فِيهِ الْجِنّ وَالْإِنْس تَحت كل ركن ألف شَيْطَان يرفعون ذَلِك الْمركب فَإِذا ارْتَفع جَاءَت الرّيح الرخَاء فسارت بِهِ وَسَارُوا مَعَه فَلَا يدْرِي الْقَوْم إِلَّا قد أظلهم من الجيوش والجنود) حديث ضعيف مقطوع ..!!
 
- فتأمل أخي الحبيب .. ما تم روايته من اخبار لا علاقة لها بالدين الإسلامي من قريب أو بعيد .. وإنما هي محض أخبار منقوله من مصادر يهودية ولا علاقة لها بالدين الإسلامي .. فلا قال بها قرآن .. ولا قال بها النبي صلى الله عليه وسلم .. فضلا عن كونها أخبار مخالفة للقرآن أو أخبار ضعيفة لا يصح روايتها أصلا ..!!
 

****************************

 

..:: س9: لماذا قال تعالى (على ملك سليمان) ولم يقل (في ملك سليمان) ؟ ::..

 
- لفظ (على) في قوله (على ملك سليمان) .. يحمل غموض بسيط .. وحتى في بعض كتب التفسير يقولون أن لفظ (على) بمعنى (في) .. أي في زمن مملكة سليمان ..
 
- ولكن الحقيقة أن لفظ (على) .. قد جاء ليوضح لك أن هناك بهتان تم إضافته زورا على ملك سليمان .. كأنهم افتروا أقاويل بالكذب على ملك سليمان .. لم يحدث منها شيء..
 
- من هذه الأباطيل .. التعويذات والعزائم الروحانية التي ألقوها على ملك سليمان كذبا وقالوا أن سليمان كان يسخر بها الجن والشياطين .
 
- وكأن أحد يسأل عن كيفية بناء ملك سليمان وإدارته بما فيه .. فقيل له بالكذب أن هذا الملك تم بناءه وإدارته بالسحر والشعوذة .. بالإضافة إلى كفر سليمان وبناءه للأصنام .. وحبه للنساء المشركات عابدات الأصنام الذي أفرغ قلبه من الإيمان بالله ..!!
 
- فقوله (على مُلْكِ سُلَيْمَانَ) يكون تقدير الكلام بأنهم اتبعوا (مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ) من افْتِرَاءً عزائم قيلت أنها سبب مُلْكِ سُلَيْمَانَ ..
 
- فكلمة (على) على ظاهرها ولا تحتاج تأويل لا داعي له .
 

***********************

 

..:: س10: ما هو الذي تلته الشياطين على ملك سليمان ؟ ::..

(مع تبرئة القرآن أبواي سليمان وهما داود وزوجته - ولوط وبناته - من جرائم الزنا التي رموها بهم بهتانا وزورا)
 
- هنا سؤال مهم يخطر على البال .. وهو ما الذي قالت به الشياطين .. والذي صدقته اليهود واتبعوه ؟
 
- والجواب على ذلك .. أنهم قالوا ان سليمان عليه السلام قد انحرف عن طريق الله .. وقد استخدم السحر لتسخير الشياطين في بناء مملكته .. وبني الأصنام لنساءه اللاتي أغوينه .. !!
- بل وقبل اتهام سليمان في ملكه بما اتهموه به .. فقد جعلوا والدي سليمان (أبيه سيدنا داود عليه السلام وأمه) قد مارسا الزنا قبل الزواج .. وجاء منهما طفل خطيئة .. ولكنه مات .. !! وبعد أن تزوجا جاء سليمان ثمرة هذا الزواج ..
 
- حيث قد جعلوا داود عليه السلام يزني بزوجةُ قائد جيشه واسمه أوريَّا الحِثِّيِّ .. ولم يكتف بذلك بل أرسل زوجها أوريَّا الحِثِّيِّ إلى الحرب الشديدة في معركة غير متكافئة حتى تم قتل القائد في المعركة .. ومن بعد مقتله بأسبوع تزوج بأرملة قائد جيشه التي كان قد زني بها وحملت منه بطفل خطيئة .. واسمها "بَتشابَعُ بنتُ أليعامَ" .. وقد اتخذها داود زوجة له وهي أم النبي سليمان عليه السلام .
 
- والدليل من الكتاب المقدس على جريمة زنا أبواي سليمان (سفر صموئيل الثاني – الإصحاح الحادي عشر - 1-5) .. من موقع الأنبا تكلا:
1- وكان عند تمام السنة ، في وقت خروج الملوك، أن داود أرسل يوآب وعبيده معه وجميع إسرائيل، فأخربوا بني عمون وحاصروا ربة. وأما داود فأقام في أورشليم
2- وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك، فرأى من على السطح امرأة تستحم. وكانت المرأة جميلة المنظر جدا
3- فأرسل داود وسأل عن المرأة، فقال واحد: أليست هذه بَثْشَبَعَ بِنْتَ أَلِيعَامَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ
4- فأرسل داود رسلا وأخذها، فدخلت إليه، فاضطجع معها وهي مطهرة من طمثها. ثم رجعت إلى بيتها
5- وحبلت المرأة، فأرسلت وأخبرت داود وقالت: إني حبلى) أ.هـ
- وباقي القصة تجدها في الكتاب المقدس وأكتفيت فقط بما ذكرته لك .. حتى لا تظن بأننا نتهم أحد في غير ما يؤمن به ..!!
 
- ولكن القرآن يبريء سيدنا داود عليه السلام وزوجته .. أي يبريء القرآن والداي سليمان عليه السلام .. ونجد ذلك في دعاء سيدنا سليمان حينما قال: (قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) النمل19.
- فقوله (نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ) .. فيها دلالة قاطعة على كرامة النعمة الدنيوية والدينية التي كانت على والداي سليمان عليه السلام ..
 
- ويكفيك قوله تعالى في داود عليه السلام: (واذكر عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأيد إِنَّهُ أَوَّابٌ . إِنَّا سَخَّرْنَا الجبال مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بالعشي والإشراق . والطير مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ . وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الحكمة وَفَصْلَ الخطاب) ص17-20.
- قوله (ذَا الأَيْدِ): أي ذو قوة وعزيمة في الدين (بدوام الطاعة) والدنيا (بالصبر على جهاد الأعداء وتحقيق العدل).
- قوله (أَوَّابٌ): دائم الرجوع إلى الله بالطاعة.
 
- وقال تعالى في داود وسليمان: (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالاَ الحمد لِلَّهِ الذي فَضَّلَنَا على كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ المؤمنين) النمل15.
 
- وفي سورة الأنبياء بعد أن ذكر الله عدد من الأنبياء ومنهم داود وسليمان .. قال تعالى (وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ) الأنبياء87 ..
- قوله (صالحين): أي صلح ظاهرهم وباطنهم في العلاقة مع الله بدوام الطاعة له .
 
- فإذا قد علمت أخي الحبيب .. ما نسبوه زورا لأبواي سليمان عليه السلام .. فهذا أوان أن تعرف ما نسبوه زورا على ملك سليمان ..
 
* وإليك نموذج مما نسبوه لسليمان عليه السلام بالباطل وكذبا عليه في ملكه:
- فقد جاء في كتاب اليهود المقدس والذي أيضا تؤمن به النصارى:
1- وأحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون موابيات و عمونيات و ادوميات و صيدونيات و حثيات
2- من الامم الذين قال عنهم الرب لبني إسرائيل لا تدخلون إليهم و هم لا يدخلون اليكم لانهم يميلون قلوبكم وراء الهتهم فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة
3- وكانت له سبع مئة من النساء السيدات و ثلاث مئة من السراري فامالت نساؤه قلبه
4- وكان في زمان شيخوخة سليمان ان نساءه املن قلبه وراء الهة أخرى و لم يكن قلبه كاملا مع الرب الهه كقلب داود ابيه
5- فذهب سليمان وراء عشتروث الاهة الصيدونيين و ملكوم رجس العمونيين
6- وعمل سليمان الشر في عيني الرب و لم يتبع الرب تماما كداود ابيه
7- حينئذ بنى سليمان مرتفعة لكموش رجس الموابيين على الجبل الذي تجاه أورشليم و لمولك رجس بني عمون
8- وهكذا فعل لجميع نسائه الغريبات اللواتي كن يوقدن ويذبحن لالهتهن
9- فغضب الرب على سليمان لان قلبه مال عن الرب اله إسرائيل الذي تراءى له مرتين
10- وأوصاه في هذا الامر ان لا يتبع الهة أخرى فلم يحفظ ما اوصى به الرب
11- فقال الرب لسليمان من اجل ان ذلك عندك و لم تحفظ عهدي و فرائضي التي اوصيتك بها فاني امزق المملكة عنك تمزيقا و اعطيها لعبدك
12- إلا اني لا افعل ذلك في ايامك من اجل داود ابيك بل من يد ابنك امزقها
13- على اني لا امزق منك المملكة كلها بل اعطي سبطا واحدا لابنك لاجل داود عبدي و لاجل أورشليم التي اخترتها) أ.هـ .. (سفر الملوك الأول 11-1-13 – نقلا عن موقع الأنبا تكلا)
 
- تفسير بعض الألفاظ من قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية – نقلا عن موقع الأنبا تكلا :
- قوله (الغريبات): أي غير المؤمنات بعقيدة بني اسرائيل .
 
- قوله (ابنه فرعون): تزوج سليمان من ابنة فرعون ..
 
- قوله (موابيات): موآب هو ابن ابنة لوط الكبرى الذي حبلت به من أبيها بعد تدمير سدوم، ودعت اسمه "موآب" أي "من الآب" وهو رأس الموآبيين.
- ديانتهم: يعبدون آلهة الخصوبة بكل ما تتضمنه تلك العبادة من عهارة في طقوسها، وبخاصة في عبادة بعل فغور.
 
- قوله (عَمُّونِيَّاتٍ): نسل بن عمي، ابن لوط من ابنته الصغرى .
- ديانتهم: وكانوا يقدمون أبناءهم ذبائح للإله ملكوم أشهر أصنامهم (1 مل 11: 5 و33). وسمى أيضًا مولك (1 مل 11: 7). وعبدوا أيضًا كموش إله الموآبيين، في عهد يفتاح (قض 11: 24).
 
* في الكتاب المقدس يحكي قصة ابنتي لوط مع أبيهما .. في سفر التكوين (تك 19: 29-38):
29- وَحَدَثَ لَمَّا أَخْرَبَ اللهُ مُدُنَ الدَّائِرَةِ أَنَّ اللهَ ذَكَرَ إِبْرَاهِيمَ، وَأَرْسَلَ لُوطًا مِنْ وَسَطِ الانْقِلاَبِ. حِينَ قَلَبَ الْمُدُنَ الَّتِي سَكَنَ فِيهَا لُوطٌ.
30- وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ، وَابْنَتَاهُ مَعَهُ، لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ.
31- وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ، وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ.
32- «هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْرًا وَنَضْطَجعُ مَعَهُ، فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلًا».
33- فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا، وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا.
34- وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْرًا اللَّيْلَةَ أَيْضًا فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ، فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلًا».
35- فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضًا، وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا.
36- فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا.
37- فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ»، وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ.
38- وَالصَّغِيرَةُ أَيْضًا وَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي»، وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ.) أ.هـ
- تعليق من  )خالد صاحب الرسالة(: هذا المذكور سابقا في توراة اليهود والنصارى .. إنما هو محض افتراء على لوط عليه السلام وعلى بناته .. ومخالف لعقيدة القرآن في لوط وبناته .. حيث يقول تعالى (قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ . إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ . إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ) الحجر58-60 .. فلو كانتا بنات لوط من المجرمين لكانتا حدث لهن ما حدث لأمهما .. فدل ذلك على طهارتهما .. 
 -بل ويخبرنا تعالى عن قول قوم لوط في حق آل لوط حيث قالوا: (أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ) النمل56-57..، فقد شهد أهل قرية لوط لآل لوط أنهم يتحرون الطهر في أفعالهم .. فهل يعقل أن تزني بنات لوط به ..!! بل هذا بهتان عظيم ..!! 
- وقال تعالى: (رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ . فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ . إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ) الشعراء169-171 .. فهل ينجي الله أهل لوط من فعل قومهم بالحرام .. حتى يفعل بناته معه الحرام وقد شهدوا هلاك قومهم نتيجة الحرام ..!! 
أهذا كلام يعقل ..!!
 
- وكيف يُسقى لوط خمرا ولا يدرك أنه شرب الخمر ؟ ولا يدرك أن امرأة قد نامت معه ؟!! فهل كان يظن أنه قد احتلم وهو نائم ؟ وهل لم يكن يشم رائحة الخمر وهو تفوح من فمه حينما يفيق ؟ وهل بنتي سيدنا لوط بهذه السفالة والإنحطاط حتى يجامعا والدهما بالتناوب ؟!! فما الفارق بينهما وبين الساقطات ؟!! بل حاشا لوط وبناته أن يكن كذلك  ..!!
- بل وكيف يحدث الزنا من بناته بأبيهم لوط في نفس اليوم أو بعد يوم .. بعد الذي قد رأوا آية من الله في هلاك قومهم بسبب الفاحشة ..!! كيف يعقل هذا الكلام يا ناس .. وكأنهم كن ينكرن اللواط ولكنهن يستبحن الزنا .. بل ولم يؤثر فيهن ما نزل من عذاب الله بقريتهن ..!! (هذا ليس كلام الله ولوط وبناته طاهرات .. وحاشهن فعل المنكر) ..!!
- بل وأين وحي الله إلى لوط لينبهه إلى هذا الفجور الذي ظهر من بناته ؟!! (حاشا الله أن يترك أنبياءه في هذا الوحل – وحاشا لوط وبناته أن يكونوا أهل فجور بل هم أطهار) ..!!
 
- مع التنبيه على أن توراة أهل الكتاب ذكرت أن للوط ابنتين ولكن القرآن ذكر أنهن اكثر من اثنتين بدليل قوله تعالى: (يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) هود78 .. أي هؤلاء بناتي أطهر لكم في الزواج بدلا من فعل المنكر مع الرجال ..
* نعود لتفسير بعض ألفاظ ما جاء في قصة سليمان السابق ذكرها في توراة اليهود والمسيحين:
 
- قوله (أَدُومِيَّاتٍ): لا يعرف شيء عن ديانة الآدوميين إلا أسماء بعض الآلهة مثل "قوس" و"هدد" .
 
- قوله (صِيدُونِيَّاتٍ): من مدينة صيدون "وتعنى مكان صيد السمك" وهي مدينة فينيقية قديمة غنية مبنية على جانب من رأس شمالي يمتد من ساحل عرضه نحو ميلين بين جبال لبنان والبحر المتوسط.
- ديانتهم: كان المعبود الأول عشتروت آلهة الخصب (1 مل 11: 5 و33: و2 مل 23: 13) .. وكانت عبادتها " أي عشتار" تنطوي على الكثير من معالم الخلاعة، وكانت كاهناتها يتولين الدعارة رسميًا. وكانت عشتار تُعْبَد دومًا مع إله ذكر، هو البعل. ورُمِزَت هي والبعل إلى القمر والشمس.
 
- قوله (كموش): وكانت طريقة عبادته تشبه من كل الوجوه عبادة الإله مولك بتقديم الأولاد ذبائح له.
 
- قوله (مولك): هو إله للعمونيين وكانوا يذبحون له ذبائح بشرية ولا سيما الأطفال. يقول الربيون أن ضمنه كان من نحاس جالسًا على عرش من نحاس وكان له رأس عجل عليه إكليل وكان العرش والصنم مجوفين وكانوا يشعلون في التجويف نارًا حامية جدًا حتى إذا بلغت حرارة الذراعين إلى الحمرة وضعوا عليها الذبيحة فاحترقت عاجلًا. وفي أثناء ذلك كانوا يدقون الطبول لمنع سماع صراخها.

* أما عن سليمان عليه السلام في القرآن وعقيدة المسلمين فيه :
- يقول تعالى: (وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ص30.
 
- يقول تعالى: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ . فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ . وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ . وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ . هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ . وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} ص 35-40.
 
 - والمعنى أن سليمان له عند الله في الآخرة لمكانة عظيمة لأنه من المقربين جدا عند الله .. وله كرامة وحظا عظيما .

- فتأمل رحمك الله بين سليمان في عقيدة أهل الكتاب .. وفي عقيدة المسلمين ..!!
 

7- س10: ما هو الذي تلته الشياطين على ملك سليمان ؟ .. ومقارنة بين ما قالته العقيدة اليهودية والمسيحية في حق داود وسليمان ولوط عليهم السلام .. وبين ما قالته العقيدة الإسلامية في حق هؤلاء الأنبياء عليهم السلام .. وكيف برأ القرآن هؤلاء الأنبياء من تهمة الزنا والفجور التي نسبها لهم أصحاب العقائد الاخرى.

*****************************

 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .