ج9 إشارات ولطائف ذوقية في القصة النبوية - بعض الإشارات واللطائف الإيمانية والشرعية في قصة الثلاثة الذين تكلموا في المهد - ما هي أهم الإشارات واللطائف الإيمانية في قصة الذين تكلموا في المهد - دليل على حدوث كرامات للأولياء - لماذا بدأت رواية الحديث بقصة عيسى عليه السلام - كيف علم الأطفال الثلاثة في القصة النبوية بالأمور الغيبية - ما الفرق بين سيدنا عيسى والطفل البصير بالحق وبين طفل الزنا في قضية جريج الراهب - هل هناك روايات تثبت أن هناك بعض من تكلم في المهد غير هؤلاء الثلاثة - هل يوجد أحد من الأنبياء تكلم في المهد غير سيدنا عيسى عليه السلام - هل تكلم النبي صلى الله عليه وسلم في المهد - ما المقصود بالحصر العددي في قول النبي (لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة) نظرا لوجود شواهد تدل على خلاف ذلك.

    بسم الله الرحمن الرحيم

(إشارات ولطائف ذوقية في القصة النبوية)

(2)

(قصة الثلاثة الذين تكلموا في المهد)

(عن قدرة الله – كرامات الأولياء – إظهار الحق)
(خاتمة الحديث عن القصص الثلاثة)

:: (الفصل التاسع) :: إشارات ومسائل عامة عن قصص الذين تكلموا في المهد ::

1- س54: ما هي أهم الإشارات واللطائف الإيمانية في قصة الذين تكلموا في المهد ؟ ( دليل على حدوث كرامات للأولياء )

2- س55: لماذا بدأت رواية الحديث بقصة عيسى عليه السلام ؟

3- س56: كيف علم الأطفال الثلاثة في القصة النبوية بالأمور الغيبية ؟

4- س57: ما الفرق بين سيدنا عيسى والطفل البصير بالحق  وبين طفل الزنا في قضية جريج الراهب ؟

:: الفصل العاشر والأخير :: مسألة مهمة جدا - هل الذين تكلموا في المهد ثلاثة فقط أم أكثر ؟ ::

5- س58: هل هناك روايات تثبت أن هناك بعض من تكلم في المهد غير هؤلاء الثلاثة ؟

6- س59: هل يوجد أحد من الأنبياء تكلم في المهد غير سيدنا عيسى عليه السلام ؟ وهل تكلم النبي صلى الله عليه وسلم في المهد؟

7- س60: ما المقصود بالحصر العددي في قول النبي (لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة) نظرا لوجود شواهد تدل على خلاف ذلك ؟

*************************

:: (الفصل التاسع) ::..

:: إشارات ومسائل عامة عن قصص الذين تكلموا في المهد ::

************************

 

..:: س54: ما هي أهم الإشارات واللطائف الإيمانية في قصة الذين تكلموا في المهد ؟ ::..

( جواز حدوث كرامات للأولياء )

 

- تكلمت معك أخي الحبيب .. في الإشارة عند كل قصة فيما ترشد إليه من إشارات .. ولكن هنا أرشدك لمفهوم آخر أوسع وأبعد تستطيع أن تفهمه من وراء هذه القصص الثلاثة للأطفال الذين تكلموا في المهد .. وهذا المفهوم الآخر هو خاص بالبالغين أو الكبار في السن .. كيف ذلك ؟

 

1- وكأن الحديث يرشدك إلى أنه إذا كان الله قد قدر على منح الأطفال في المهد إدراكا وتمييزا بإلهاما منه جل جلاله .. فما بالك بمن كان له حال مع الله بالحب لله ويجتهد في مرضاته .. ؟!! ألا تظن أن الله يمنح قلب محبيه من نوره حتى يخرجهم من ظلمات الوهم والجهل إلى نور البصيرة والعلم ..؟!!

 

- يبقى نفهم أن الذي أجري الإلهام بالحق في قلوب الأطفال الرضع وأنطقهم به .. لا يجعلك تتعجب حينئذ حينما يجري الله بالإلهام بالحق في قلوب المؤمنين (رجال أو نساء) وينطقهم به  .. وهذا لا يعتبر رجما بالغيب ولا عرافة .. وإنما هو حدث أو علامة أو إشارة أو خاطر أو حكمة أو معلومة قد يلقيها الله في قلب من يحبه من عباده .. ولا حد لقدرة الله .

 

- فالبصير يبحث عن الجوهر وليس عن المظهر .. والبصير بالحق هو يبصر بالله ويسمع بالله أي بواسطة الله .. فيدرك بالله كشفا وسمعا .. لأنه يبصر ويسمع بالله .. كما في الحديث القدسي: (ما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به) صحيح البخاري.

 

- كما أن الإلهام بالحق متاح لبعض الخلق الذين صفت قلوبهم مع الحق جل جلاله .. ومنهم عمر بن الخطاب .. كما في الحديث: (إنَّه قدْ كانَ فِيما مَضَى قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، وإنَّه إنْ كانَ في أُمَّتي هذِه منهمْ فإنَّه عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ) صحيح البخاري .

 

- قوله (المُحَدَّثُونَ) : أي الملهمون بالحق.

 

2- أن هذا الحديث الخاص بقصص الذين تكلموا في المهد .. ترشدك إلى جواز حدوث كرامات للأولياء .. لأنه إذا كان الطفل الذي في المهد أجرى الله على يديه كرامة .. فكيف يمتنع عقلا أن يجريها على خواص المؤمنين رجالا ونساءا ..؟!!

- وقصص كرامات الأولياء للصحابة والتابعين وغيرهم .. موجودة في الصحيح .. وكذلك في القرآن قصة ذي القرنين وأم موسى والسيدة مريم عليها السلام .. وغير ذلك كثير من المحبين لله .. ويكفيك الحديث القدسي: (إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي ولِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ) صحيح البخاري.

- فما ظنك بعبد .. ينطق بالحق ويسمع بالحق ويسعى للحق .. أفلا يكون مكرما من الله ..!! بلى .. بكل تأكيد هو من الأولياء المحبين المحبوبين لله رب العالمين ..

 

- قال الإمام أبو العباس القرطبي (المتوفى: 656 هـ):

- وفي هذا الحديث ما يدلّ على صحة وقوع كرامات الأولياء، وهذا قول جمهور - أهل السنة والعلماء .

- وقد نسب لبعض العلماء إنكارها ..، والظن بهم أنهم ما أنكروا أصلها لتجويز العقل لها، ولما وقع في الكتاب والسنة وأخبار صالحي هذه الأمة مما يدل على وقوعها .. وإنَّما محل الإنكار ادعاء وقوعها ممن ليس موصوفا بشروطها .. ولا هو أهل لها.

 المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ج6 ص516

 

***********************

 

..:: س55: لماذا بدأت رواية الحديث بقصة عيسى عليه السلام ؟ ::..

 

- بدأ بقصة سيدنا عيسى حتى يعلمك النبي صلى الله عليه وسلم أن المسألة بقدرة من القدير وتلقين من العليم .. ولا مجال لقانون الأسباب فيها ..!! ولا تبحث عن كيفية أسباب في هذه القصص .. لأن طفل المهد في كل الأحوال لا يستطيع النطق ..!!

 

- فقصة سيدنا عيسى في القرآن وقد علمها المؤمنين .. وعلموا أن قصته قائمة على مطلق القدرة الإلهية المخالفة لقانون الأسباب .. وإذا كان الله قد أنطق عيسى عليه السلام في المهد .. فانتبهوا إلى أن هناك غير عيسى عليه السلام قد انطقه الله في المهد .. وكما آمنت بقدرة الله في عيسى .. فآمن كذلك بقدرته في مطلق الوجود لأنه لا يمنعه شيء عن تحقيق ما يريد جل جلاله .. لأنه لا تحكمه الأسباب وإنما هو من يخلق الأسباب ويحكمها ..

 

- وكأن الحديث ابتدأ بقصة عيسى كأنه يقول لنا: انتبه يا مؤمن على أن الله هو من أنطق هؤلاء الأطفال بقدرة خارجة عن قانون الأسباب .. كما هو حال سيدنا عيسى عليه السلام ..

 

****************************

 

..:: س56: كيف علم الأطفال الثلاثة في القصة النبوية بالأمور الغيبية ؟ ::..

 

- قد تتسائل أخي الحبيب مع نهاية قصص الحديث فتقول:

- كيف عرف عيسى أن أمه لم تخطيء وأنه رسول الله ؟

- وكيف عرف صاحب جريج أنه لم يزني ؟

- وكيف عرف الصبي الرضيع أن الفارس الذي رأته أمه أنه جبار من الجبابرة وكافر .. وأن المرأة المتهمة بالزنا والسرقة لم تزني ولم تسرق ؟!!

 

- قلت لك:

1- عرفوا بالإلهام من الله .. وبما أجراه الله على ألسنتهم من خلال الملائكة ..

2- أما عن مقدرة النطق فهو بقدرة الله ..

 

- فلعل الله قذف في قلبهم خاطرا مصحوبا بعين يقين في صورة كل فعل رآه .. ولذلك نطق بقدرة الله بما رآه منطبعا في عين قلبه .. ولذلك نرى مثلا الطفل البصير بالحق رأى بعين قلبه ولم يرى بعين رأسه فقط .. وإلا كان رأى ما رأته أمه من ظاهر المشهد ..!!

 

- وكما قلنا سابقا في قصة جريج .. أننا نجد قذف الخاطر المصحوب باليقين المؤكد في القلب .. هذا مع كثير من الأولياء والصالحين .. كما حدث مع أم موسى حينما هاجمها خاطر بقوة يقين أن تلقيه في مياه النيل .. أو لعل الله رزق أم موسى رؤيا سابقة أرشدتها لهذا الفعل .

 

- وقد تقول كيف تعرف أن ما يجري في قلبك هو اليقين ؟

- قلت لك : إذا كان الطير له قوة يقين في قلبه لتوكله على الله .. ألا يكون لقلوب أولياء الله قوة يقين في قلوبهم لتمييز صوت الحق المقذوف فيها بإلهام من الله ..؟!!

 

- وكما حدث مع الصحابي عمر بن الخطاب حينما ألهمه الله بما يحدث في إحدى معارك المسلمين مع الفرس .. بل وألهمه الله بأن ينادي على قائد جيشه "ساريه" وحذره بأن يحتمي بالجبل قائلا له "يا سارية الجبل" .. حتى بلغ صوته من المدينة إلى العراق .. وقد سمع صوته سارية وبعض أفراد الجيش ..!!

 

- وكما حدث مع الصحابي أبي سعيد الخدري في معرفته بأن الرقية بسورة الفاتحة وسيلة شفاء للرجل الذي لدغته العقرب .. وحينما سأله النبي صلى الله عليه وسلم كيف علمت أن سورة الفاتحة رقية .. فاجاب الصحابي أنه تم إلقاء ذلك في رُوعه أي في خاطره وداخل نفسه ..

 

- وغير ذلك كثير مما يحدث مع المحبين لله ورسله .. في كل زمان ومكان ..

 

- وراجع السؤال رقم 26 لمزيد فادة وتحقيق .. في قصة جريج الراهب.

- وراجع السؤال رقم 47 لمزيد تحقيق وفائدة .. في قصة الطفل البصير بالحق ..

 

**********************

 

..:: س57: ما الفرق بين سيدنا عيسى والطفل البصير بالحق  وبين طفل الزنا في قضية جريج الراهب ؟ ::..

 

- هناك فارق ملحوظ بين سيدنا عيسى والطفل البصير بالحق .. وبين الطفل الذي جاء نتيجة زنا والمسمى بصاحب جريج .. فما هو هذا الفرق ؟

 

- ستجد أن سيدنا عيسى عليه السلام .. والطفل البصير بالحق .. كانا ينطقان إلهاما منهما وكأن لهما إرادة النطق .. وكأنهما يستعقلون ما يدور حولهما ويجيبون بحقائق لا يعلمها غيرهما ..

 

- أم طفل الزنا الذي اتُهمَ به جريج .. فهو لم يتكلم بنفسه إلهاما .. وإنما تكلم استنطاقا بعد أن لمسه جريج بأصابعه ..

 

- وهذا يرشدك إلى الآتي:

1- أن هناك من هو ملطوفا به مسبوقا له بالعناية من الله بدون أسباب كسيدنا عيسى والطفل البصير بالحق .. وهناك من هو يحتاج إلى واسطة (كجريج الراهب) ليجري الله الحق على قلبه ولسانه ..

 

2- ذنب الآخرين من حولك لا يحجبك عن وصل الحق إلى قلبك وجريه على لسانك .. طالما لم تكن مستبيحا لهذا الذنب ولا موافقا لهم عليه ..

- كما في قصة الأم الزانية التي أتهمت جريج بالباطل .. ومع ذلك فإن هذا الطفل الذي جاء نتيجة الزنا أجرى الله على لسانه الحق ونطق .

 

3- أن لبعض المحبين لله كرامة وصل الحق بالآخر .. قد يجعل قلبك يتحرك مع الحق وينطق بالحق .. إذا كان الله قد ألهم هذا الشيخ بدعاء ليحرك الحق في نفس الآخر .. ولله في خلقه شئون .. 

- كما حدث بين جريج الراهب والطفل الصغير ..

- والله أعلم .

 

****************************

:: الفصل العاشر والأخير ::

:: مسألة مهمة جدا ::

:: هل الذين تكلموا في المهد ثلاثة فقط أم أكثر ؟ ::

***************************

..:: س58: هل هناك روايات تثبت أن هناك بعض من تكلم في المهد غير هؤلاء الثلاثة ؟ ::..

 

- جاءت بعض الأحاديث التي تقول بأن هناك من تكلم في المهد وهو صغير .. بخلاف عيسى بن مريم ، وصاحب جريج ، والطفيل البصير بالحق ..

- فقد قيل أن بن ماشطة فرعون كان رضيعا وأنطقه الله ، وقيل أن شاهد يوسف كان رضيعا فأنطقه الله ..

- وقد ثبت بطريق صحيح أن امرأة الأخدود كان ابنها رضيعا وأنطقه الله ..

- وغلام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قد شهد أن النبي هو رسول الله وكان يسمى "مبارك اليمامة" .

 

- فهؤلاء سبعة أطفال .. جاءت مرويات عنهم تقول أنهم تكلموا في المهد منهم عيسى عليه السلام .. بخلاف بعض الأنبياء وسنتكلم عنهم في السؤال القادم إن شاء الله تعالى ..

 

- لكن هنا دعنا نتحقق من هذه المرويات التي جاء فيها أسماء بعض من لم يتم ذكرهم في رواية (الثلاثة الذين تكلموا في المهد) .

 

- وإليك هذه الروايات :

1- جاء في بعض روايات حديث الإسراء .. (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا أُسْرِيَ بِي مَرَّتْ بِي رَائِحَةٌ طَيْبَةٌ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ؟ " فَقَالُوا: هَذِهِ رَائِحَةُ مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ وَأَوْلَادِهَا كَانَتْ تَمْشِطُهَا فَوَقَعَ الْمُشْطُ مِنْ يَدِهَا، فَقَالَتْ: بِسْمِ اللَّهِ. فَقَالَتِ ابْنَتُهُ: أَبِي؟ فَقَالَتْ: لَا، بَلْ رَبِّي وَرَبُّكِ وَرَبُّ أَبِيكِ. فَقَالَتْ: أُخْبِرُ بِذَلِكَ أَبِي، قَالَتْ: نَعَمْ. فَأَخْبَرَتْهُ فَدَعَا بِهَا وَبِوَلَدِهَا فَقَالَتْ: لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ. فَقَالَ: مَا هِيَ؟ قَالَتْ: تَجْمَعُ عِظَامِي وَعِظَامَ وَلَدِي فَتَدْفِنُهُ جَمِيعًا. فَقَالَ: ذَلِكَ لَكِ عَلَيْنَا مِنَ الْحَقِّ. فَأَتَى بِأَوْلَادِهَا فَأَلْقَى وَاحِدًا وَاحِدًا حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرُ وَلَدِهَا وَكَانَ صَبِيًّا مُرْضَعًا، فَقَالَ: اصْبِرِي يَا أُمَّاهُ فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ، ثُمَّ أُلْقِيَتْ مَعَ وَلَدِهَا.

- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَكَلَّمَ أَرْبَعَةٌ وَهُمْ صِغَارٌ: هَذَا وَشَاهِدُ يُوسُفَ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ) رواه الحاكم وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .. ووافقه الذهبي وقال : صحيح .. وذكره السيوطي بأنه صحيح وكذلك بن كثير بأنه لا بأس به .. وغيرهم .. وضعفه الألباني .

 

- وفي رواية بلفظ: (فأمَرَ بأَولادِها فأُلقوا بيْنَ يَدَيْها، واحِدًا واحِدًا، إلى أنِ انتَهى ذلك إلى صَبيٍّ لها مُرضَعٍ، كأنَّها تقاعَسَت مِن أَجلِه، قال: يا أُمَّه، اقتَحِمي؛ فإنَّ عذابَ الدُّنيا أَهوَنُ مِن عَذابِ الآخِرَةِ، فاقتحَمَت.

- قال: قال ابنُ عبَّاسٍ: تكلَّمَ أَربعةٌ صِغارٌ: عيسى ابنُ مَريمَ عليه السَّلامُ، وصاحِبُ جُرَيجٍ، وشاهِدُ يوسُفَ، وابنُ ماشِطَةِ ابنَةِ فِرعَونَ.) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: إسناده حسن .. وضعفه الألباني.

 

- وفي رواية بن حبان مثل القصة السابقة بدون الزيادة الأخيرة وهي (تكلم أربعة صغار .... ) وقال الأرنؤوط في تخريج بن حبان: إسناده قوي.. وضعفه الألباني ..!!

 

- قال الألباني عن هذا الحديث السابق في الإسراء والمعراج ص80-81: أخرجه أحمد 1/310 وابن حبان 36 و 37 والطبراني 12279 وغيرهم وفيه ضعف لاختلاط عطاء بن السائب وما قيل من سماع حماد منه قبل اختلاطه فقد قيل أيضا: إنه سمع منه بعد الاختلاط كما هو مبين في "التهذيب" و "الأحاديث الضعيفة" 880 فقول السيوطي في الخصائص 1/399) : سنده صحيح .. مردود ، ونحوه قول ابن كثير: "إسناده لا بأس به"..

 

- قلت (خالد صاحب الرسالة): في حديث الحاكم كان القول بأن الذين تكلموا في المهد .. منسوب للنبي صلى الله عليه وسلم .. وفي رواية أحمد نجد أن القول منسوب لابن عباس ..!! فانتبه لهذه التغاير في القول .. والأثبت أنه عن بن عباس رضي الله عنه .. والله أعلم ..!!

 

2- وفي رواية أخرى: (لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى ابن مريم، وشاهد يوسف، وصاحب جريج، وابن ماشطة بنت فرعون) رواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين .. ووافقه الذهبي .

 

- قال الشيخ الألباني: وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل عندي .. وذلك لأمرين:

- الأول: أنه حصر المتكلمين في المهد في ثلاثة، ثم عند التفصيل ذكرهم أربعة!

- والثاني: أن الحديث رواه البخاري في " صحيحه - أحاديث الأنبياء " من الطريق التي عند الحاكم فقال: حدثنا مسلم بن إبراهيم بسنده عند الحاكم تماما إلا أنه خالفه في اللفظ فقال: (لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى، وكان في بني إسرائيل رجل يقال له جريج) .. قلت فذكر قصته وفيها: (ثم أتى الغلام فقال: من أبو ك يا غلام؟ فقال: الراعي، ثم قال: وكانت امرأة ترضع ابنا لها من بني إسرائيل فمر بها رجل راكب ذو شارة، فقالت: " اللهم اجعل ابني مثله، فترك ثديها فأقبل على الراكب، فقال: اللهم لا تجعلني مثله). الحديث..

راجع السلسلة الضعيفة ج2 ص272

 

3- وفي "صحيح مسلم" من حديث صهيب في قصة أصحاب الأخدود: (جَاءَتِ امْرَأَةٌ وَمعهَا صَبِيٌّ لَهَا، فتقاعست ^{(أي توقفت وتريد التراجع)} ، أَنْ تَقَعَ فِيهَا، فَقالَ لَهَا الغُلَامُ: يا أُمَّهْ ^(أماه) ، اصْبِرِي فإنَّكِ علَى الحَقِّ) صحيح مسلم .

 

* قال الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة بعد أن سرد أحاديث الأربعة الذين تكلموا في المهد .. ثم قال : لم أجد في حديث صحيح ما ينافي هذا الحصر الوارد في حديث الصحيحين إلا ما قصة غلام الأخدود ففيها أنه قال لأمه: (يا أمه اصبري فإنك على الحق) رواه أحمد (6 / 17 - 18) من حديث صهيب مرفوعا بسند صحيح على شرط مسلم. وفيه عنده زيادة أن "أمه كانت ترضعه" ، والقصة عند مسلم أيضا (8 / 231) "دون هذه الزيادة" .. وقد عزاها الحافظ في " الفتح " (6 / 371) لمسلم، وهو وهم إن لم تكن ثابتة في بعض نسخ مسلم.

- وقد جُمع بين هذا الحديث وحديث الصحيحين .. بأن حمل هذا على أنه لم يكن في المهد .. والله أعلم.

السلسلة الضعيفة ج2 ص273

 

- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على كلام الشيخ الألباني:

- لم ينتبه الشيخ الألباني إلى أن زيادة لفظ الرضاعة جاءت في مسند الإمام أحمد .. فقد جاءت الرواية بلفظ:  (فَجَاءَتْ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا تُرْضِعُهُ، فَكَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِي النَّارِ، فَقَالَ الصَّبِيُّ: يَا أُمَّهْ، اصْبِرِي، فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ) رواه أحمد وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد ابن سلمة، فمن رجال مسلم.

 

- قوله (تقاعست): أي خمدت عزيمتها وتراجعت على إلقاء نفسها في النار خوفا من الإحراق لها ولولدها ..

 

- فقوله (ترضعه) هي زيادة صحيحة وثابته في رواية أحمد .. وليس بالضرورة أن يكون ذكرها مسلم .. ولو لم يكن هذا الغلام رضيعا .. ما كانت الأم زادت تثبيتا .. لأنها علمت حينئذ أنها رسالة من الله إليها لثبيتها .. بل لو كان الغلام مجرد صبي يدرك ما يحدث حوله لكان أصابه الفزع والهلع مع أمه ..!! وإنما جاء التثبيت بطريق لطف خفي لا يحتمل شكا أنها رسالة تأييد من الله قد جائتها على لسان رضيعها .. والله أعلم .

- ولذلك الذي أظنه أن من تكلم في المهد هو أكثر من ثلاثة .. وهنا يصبح حديث البخاري يحتاج لتأويل مفهوم الثلاثة الذين تكلموا في المهد ..!!

- وهذا التأويل سأذكره بعد قليل إن شاء الله تعالى.

 

4- أما عن شاهد يوسف .. قال تعالى (وشهد شاهد من أهلها) يوسف 26 ..

- فقد رُوِيَ بأنه كان ابن خال زوجة امراة العزيز وكان صبيًا تكلم في المهد .. وقيل هذا الرأي على أنه منقول عن سعيد بن جبير والضحاك. (ذكره البغوي في تفسيره 2/487)

- وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: ((وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا) قَالَ: صَبِيُّ فِي الْمَهْدِ) - (رواه بن أبي حاتم في تفسيره 2/2128 - بسند ضعيف) .

– وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالضَّحَّاكِ نَحْوَ ذَلِكَ (أي أنه صبي في المهد) .. (رواه بن أبي حاتم في تفسيره 2/2128 .. بلا سند) .

- وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: ((وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا) قَالَ: ذُو لِحْيَةٍ) - (رواه بن أبي حاتم في تفسيره 2/2128 .. بسند ضعيف) .

- وروي عن أبي بكر الهذلي عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال عن الذين تكلموا في المهد أنهم : (عيسى، وصاحب يوسف، وصاحب جريج) .. (تفسير الطبري 16/54 بسند ضعيف لأن أبو بكر الهذلي متروك الحديث .. راجع تحقيق أحمد شاكر)

- وروي عن أيوب بن جابر، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير، في قوله: (وشهد شاهد من أهلها) قال: صبي) - (تفسير الطبري 16/54 بسند ضعيف لأن أيوب بن جابر بن سيار اليمامي ضعيف – راجع تحقيق أحمد شاكر)

- وقيل عن عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا) يوسف26 .. يَزْعُمُونَ أَنَّهُ كَانَ صَبِيًّا فِي الدَّارِ) - (تفسير الطبري 16/54 .. قلت خالد: ولا يخفى فساد هذا الرأي لأن الإمام الضحاك لا يعرف له أصلا وكأنه ينكره ..!!)

 

- وجاء عن بن عباس قال: ((وشهد شاهد من أهلها) قال: ذو لحية) رواه الطبري في تفسيره بسند جيد .

- وجاء عن عكرمه وقد ذكر عنده قوله تعالى ((وشهد شاهد من أهلها) .. فقالوا له كان صبيًّا. فقال: إنه ليس بصبي، ولكنه رجل حكيم ) رواه الطبري في تفسيره بسند جيد .

- وجاء عن عن مجاهد، في قوله: (وشهد شاهد من أهلها) قال: رجل) رواه الطبري بسند جيد .

- وجاء عن سعيد بن جبير قال: ((وشهد شاهد من أهلها) قال: رجل) رواه الطبري في تفسيره بسند جيد .

- عن الحسن البصري في قوله: ((وشهد شاهد من أهلها) قال: رجل له رأي أشارَ برأيه) رواه الطبري بسند فيه ضعف لجهالة بعض سنده وهم أصحاب الحسن.

- عن قتادة في قوله: ((وشهد شاهد من أهلها) قال: رجل حكيم كان من أهلها) رواه الطبراني في تفسيره بسند جيد.

 

* قلت (خالد صاحب الرسالة):

- ما سبق من أقوال وآراء مفسرين .. في تفسير شاهد يوسف على أنه صبي .. هي أقاويل لها أسانيد ضعيفه .. ولعل أصحابها عتمدوا على رواية بن عباس التي قال فيها (تكلم أربعة وهم صغار ....) .. والله أعلم ..!!

 

- والحديث الوحيد المرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم .. هو حديث ضعيف عن بن عباس .. جاء فيه (تَكَلَّمَ أَرْبَعَةٌ وَهُمْ صِغَارٌ: هَذَا (أي طفل امرأة الأخدود)،  وَشَاهِدُ يُوسُفَ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ) رواه الحاكم وقال: حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي .. ولكن علة هذا الحديث هو "عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ" .. وقد سبق وأظهرنا بيان ضعف الحديث وقلت أن هذا القول روي مرة موقوفا على بن عباس وروي مرة مرفوعا للنبي ..!! والحديث قد ضعفه الألباني وسبق بيان ذلك منذ قليل.

 

- والقول الأصوب عندي في التفسير هو رجلا رشيد كما قال بن عباس (في أحد الروايات) وسعيد بن جبير وعكرمة وقتادة ومجاهد .. ليه هذا الرأي هو الأصوب ؟

- لأنه لو كان طفلا رضيعا حقا لكان قوله ببراءة يوسف كافية لمجرد نطقه بذلك لأنها حينئذ معجزة واضحة على براءة يوسف .. 

- وما كان يحتاج لتحقيق في المسألة وبرهان ليصدقه أحد ..!!

- بل وما احتاج القرآن أن يقول أن الشاهد من أهلها لأن كونه طفل رضيع ينطق فهذا كافي جدا سواء كان قريبا أم بعيدا عن زوجة امراة العزيز ..!! 

- ولذلك تم الترجيح على أنه رجلا لا طفلا .. وشهادة القريب على قريبه أولى بالقبول من شهادة الغير عليه .. ولذلك أتى القرآن بلفظ القريب ..

 

- ومما سبق تدرك أن القول الأخير هو الأصوب والأرجح لقبول العقل بذلك .. فضلا عن ضعف المرويات التي تدل على أن شاهد يوسف هو صبي ..!! والله أعلم .

 

5- أما عن الطفل "مبارك اليمامة" ..  فقد جاء في رواية عن معيقيب اليماني قال: (حججت حجة الوداع فدخلت دارًا فيها رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ورأيت منه عجبًا جاءه رجل من أهل اليمامة بغلام يوم ولد .. فقال له رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يا غلام من أنا"؟ قال: أنت رسول الله. قال: "صدقت بارك الله فيك". ثم إن الغلام لم يتكلم بعد حتى شبّ فكنا نسميه مبارك اليمامة) رواه البيهقي .. وذكره الألباني في الضعيفة بأنه ضعيف جدا .

 

* من كل ما سبق .. يتضح لك أن من بين هؤلاء السبعة اطفال من نجد فيهم رواية صحيحة هم أربعة .. وهؤلاء هم : عيسى عليه السلام ، والطفل المتهم به جريج الراهب ، والطفل البصير بالحق ، وطفل امرأة الأخدود ..

 

****************************

 

..:: س59: هل يوجد أحد من الأنبياء تكلم في المهد غير سيدنا عيسى عليه السلام ؟ ::..

(هل تكلم النبي صلى الله عليه وسلم في المهد؟)

 

- جاءت روايات تدل على أن بعض الأنبياء تكلم في المهد بخلاف عيسى عليه السلام .. ومن هؤلاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وسيدنا يحيى عليه السلام ، وسيدنا إبراهيم عليه السلام .

 

- تعالوا نشوف الأدلة التي أشار إليها البعض في تفسيرهم أو في سيرهم ..

1- ما قيل عن النبي صلى الله عليه وسلم:

- في دلائل النبوة وسير الإمام الواقدي .. روي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: (كَانَتْ حَلِيمَةُ بِنْتُ أَبِي ذُؤَيْبٍ الَّتِي أَرْضَعَتِ النَّبِيَّ، صَلَّى الله عليه وسلم، تُحَدِّثُ أَنَّهَا لَمَّا فَطَمَتْ رَسُولَ اللهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَكَلَّمُ، قَالَتْ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ كَلَامًا عَجِيبًا: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) رواه البيهقي في دلائل النبوة ورواه بن منده وأبو نعيم .. والحديث ضعيف .. فيه مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغَلَابِيُّ وهو ضعيف .. وقال عنه البيهقي متهم بالوضع .. وقد ذكره ابن حبان في «الثقات» ، وقال: «يعتبر بحديثه إذا روى عن ثقة» ، وقال الدارقطني: «يصنع الحديث» ..

 

2- قال الإمام الضحاك (وهو الضحاك بن مزاحم أحد التابعين ومن المفسرين):

- تكلم في المهد ستة: شاهد يوسف عليه السلام، وابن ماشطة بنت فرعون، وعيسى، ويحيى عليهما السلام، وصاحب جُريج، وصاحب الأخدود. (رواه الثعلبي في تفسيره ج25 ص162).

 

- قلت (خالد صاحب الرسالة): القول السابق المروي عن الإمام الضحاك لم يذكر الإمام أبو اسحاق الثعلبي له سندا .. وإنما مجرد رأي لا دليل عليه في الصحيح ولا في الضعيف ولا في أي حديث أصلا ..!!

 

3- كنت قرأت للإمام بن حجر رحمه الله (في فتح الباري 6/480).. أنه قال أن الإمام البغوي قد ذكر في تفسيره أن إبراهيم عليه السلام قد تكلم في المهد ..!!

- قلت (خالد صاحب الرسالة): هذا كلام لم أجد له سند ولا دليل عليه .. بل ولم أجده في تفسير البغوي .. وعلى افتراض وجوده ولم ألحظه أو لم انتبه إليه .. فإن الإمام البغوي غالبا لا يذكر أسانيد لما يرويه ..!!

 

**************************

 

..:: س60: ما المقصود بالحصر العددي في قول النبي (لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة) نظرا لوجود شواهد تدل على خلاف ذلك ؟ ::..

 

- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- طالما أن عدد الذين تكلموا في المهد قد زاد عن ثلاثة .. كما أثبتنا ذلك في حديث طفل امرأة الأخدود .. فلابد من تأويل قول النبي صلى الله عليه وسلم (لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة) صحيح البخاري ..

 

- وتأويل الكلام النبوي على ثلاث أقاويل .. وأرجحهم هو الرأي الأول .. ثم الرأي الثاني .. ولكن الرأي الثالث أراه فاسد ولا يصح من أساسه ..!!

 

1- قوله (لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة) : أي في بني اسرائيل .. فالحصر خاص ببني اسرائيل .. ويقوي هذا الرأي أن الحديث يتكلم عن قصص حدثت في بني اسرائيل ..

- قلت (خالد صاحب الرسالة): وهذا القول محترم جدا ويتفق مع سياق حديث قصص الذين تكلموا في المهد .. حيث عيسى من بني اسرائيل وجريج من بني اسرائيل وقد يكون الطفل البصير بالحق وأمه من بني اسرائيل ..

 

2- وقيل يحتمل أن يكون كلام الثلاثة المذكورين مقيدا بالمهد، وكلام غيرهم من الأطفال بغير مهد ..!!

- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- وهذا القول محترم جدا .. ولكن على افتراض أن طفل امرأة الأخدود كان صبيا وليس رضيعا .. وبالتالي يتم الإعتماد على رواية الإمام مسلم واعتبار لفظ رواية الإمام أحمد (رضيعا) هو لفظ منكر ..!! وحديث الإمام أحمد لم أجد أحد تكلم في زيادة كلمة (رضيع) .. لأن السند واحد مع رواية سند مسلم ..!! والله أعلم .

 

3- وقيل أنه صلى الله عليه وسلم قال (لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة)  قبل أن يعلم الزيادة على ذلك بأن هناك من تكلموا غيرهم .. !!

 

- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- وهذا كلام بعيد جدا أن يقبله أحد .. لأن هذا معناه أن الخبر الأول الذي أتاه بأنهم ثلاثة كان خبرا فيه جهالة وكأن الوحي لم ينتبه لذلك ..!! وحاشا الله أن يخبر نبيه صلى الله عليه وسلم بكلام فيه جهالة ..!!

 

*************************

  - وكان هذا آخر ما جال بخاطري عن لطائف وإشارات ومسائل عن قصة الثلاثة الذين تكلموا في المهد .. والحمد لله رب العالمين .. وأسأله القبول ..

- والله أعلم ..

*************************

- اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم *******************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .