بسم الله الرحمن الرحيم
****************************
..:: طرق
العلاجات الربانية ::..
- من القرآن والأحاديث النبوية -
******************************
(1)
علاج الخنقة النفسية والضيق والهم والحزن والكرب والألم النفسي مما يضايقك من مواقف الحياة وكلام الناس
*************************
* فهرس:
1- مقدمة مهمة جدا عليك أن تنتبه لها .. حتى تعرف ما هي المجربات ومفهومها عند السلف والصالحين .
2- س1: ما هو علاج الضيق النفسي نتيجة ما
يضايقك من هم أو غم أو كرب أو حزن ؟
3- س2: ما هي الطريقة العلاجية التي أرشد الله بها نبيه
لمواجهة الألم النفسي الذي يؤلمه في نفسه أو يضيق به صدره ؟
4- س3: ما معنى (سبحان
الله وبحمده) ؟
5- س4: هل الفضيلة في (سبحان الله وبحمده) مختصه بالمتقين فقط دون
العاصين ؟
6- س5: كيف يقول النبي أن ذكر (سبحان الله وبحمده) هو أفضل الكلام .. في حين أن القرآن كلام الله هو أفضل الذكر وأفضل الكلام ؟
***********************
..::
مقدمة الرسالة
::..
- بسم الله – اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى
آله وسلم ..
- السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته ..
- هذه رسالة أهديها إلى كل مؤمن يحب الله ورسوله .. وله
يقين في القرآن وفي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم .. وله يقين في قوة الدعاء إلى
الله ..
- وهذه الرسالة هي الجزء الثالث من (رسالة علم الرقية الشرعية من الكتاب والسنة النبوية) التي نشرنا جزء كبير منها من قبل .. وهذه الرسالة هي قسم العلاجات .. التابع لرسالة علم الرقية الشرعية .. وسيتم نشر أجزاء منها على مراحل إن شاء الله تعالى .. كلما تيسر الأمر .
- وقد جمعت فيها ما تيسر لي من علاجات .. قد عايشتها واستعملتها أو أرشدت إليها
البعض ووجد فيها نفعا من فضل الله .. ولذلك أحببت أن أشاركها معكم عسى أن تكون
سببا ونفعا للكثيرين .. بدلا من الذهاب لبعض من ارتدى عباءة الدين وأصبح يأكل
بدينه ويتاجر به ويفسد على المؤمنين دينهم بكلام فاسد ومغلوط .. مما يسبب خلط في
عقيدة المؤمنين مما يجعل البعض منهم في حالة يئس من الدين وقلة عمل مع الله .. لأنه
لا يجد نتيجة مرجوة من وراء ما يرشده إليه هؤلاء المتاجرون بدينهم والآكلون به ..!!
- وكيف يجد المؤمن ما يرجو من كرامة الله والإرشاد مغلوط وفاسد ومضلل ..؟!! ولذلك كان هذا الجزء المهم لطرق العلاجات المتعددة لبعض المشاكل التي تواجه عصرنا .. حتى يبتعد المؤمن عن مشايخ الضلال وبائعي الوهم ..!!
* وقبل أن تقرأ طرق العلاجات .. فأريدك أخي الحبيب أن تنتبه للآتي:
1- أن العلاجات الربانية تعتمد على التوسل بالدعاء إلى الله .. وإذا كانت العلاجات الربانية تعتمد في أصلها على الدعاء .. فيجب عليك أن تعرف انك تحتاج إلى صدق توجه إلى الله .. مع حسن ظن بما يفعله معك الله .. سواء أعطاك ما رجوته حين دعوته .. أو منعك فلم يستجيب لك .. وإلا فأين حسن ظنك بالله ؟!!
- وإذا كانت العلاجات الربانية .. تعتمد على الدعاء .. فهذا ليس معناه أن هناك شيء يسمى بدعاء كن فيكون ..!! كما يزعم بعض من يتاجرون بالدين ويأكلون به ..!!
- واعلم اخي الحبيب أنه ليس هناك إلزاما على الله أن يستجيب لك ..!! لأن الله ليس محكوما بدعائك .. وإنما أنت المحكوم بفضل الله وكرامته .. فإن شاء أعطاك وإن شاء منعك وفق حكمته .. وهو سبحانه يستجيب لك كرامة منه وفضلا لأنه وعدك بذلك .. وأيضا وضع ضوابط حتى تتحقق هذه الإستجابه .
2- قد تجدني أنكر على البعض .. ما يسمونه بالمجربات .. والإنكار ليس على مجرد اللفظ وإنما على مفهوم اللفظ .. لأن مفهوم اللفظ عند من يتاجرون بدينهم هو مفهوم (جرب يمكن تنفع .. ولو لم تنفع جرب غيرها) وهكذا .. فهذا المفهوم يشحن في النفس شكا مما يتعبد به المؤمن لله .. فيقول سأجرب يمكن تنفع ..!! وهذا القول في النفس يجعل من هذه المجربات يصاحبها شك من فاعلها .. لأنه يأخذها ويجربها على سبيل التجربة إذ ربما قد تنفع .. !! وهذا خطأ كبير .. لأن التجربة مع الله شك .. والشك يحبط العمل ..!! لأن الأصل أن تعمل مع الله باليقين وليس بالشك ..!! بل وكيف يستجيب لك الله وأنت تشك فيه ..؟!!
- ولكن مفهوم هذه المجربات عند السلف والصالحين عموما .. لم يكن المقصد منها التجربة على سبيل مفهوم (جرب يمكن تنفع .. ولو لم تنفع جرب غيرها) .. كما زعم من يتاجرون بدينهم في عصرنا .. لا .. وإنما كان مقصد السلف والصالحين .. هو أنهم وجدوا منفعة في بعض دعواتهم وتوسلاتهم حينما توجهوا بها إلى الله .. فلما وجدوا منفعة حدثت لهم من وراء التوسل بالدعاء به إلى الله .. أظهروه للناس عسى أن ينتفع به غيرهم .. وذلك اتباع لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنِ اسْتَطَاعَ مِنكُم أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ) صحيح مسلم ..
- ولكن انتبه أخي الحبيب .. هذه المجربات أو المنافع الخاصة التي ذكرها الصالحين في كل زمان ومكان .. إنما هي محكومة بضوابط الدعاء التي ذكرها الله ورسوله .. ولم يكونوا يتوسلون بها إلى الله على سبيل التجربة وإنما على سبيل اليقين في الله في أنه عليم مجيب دون أدنى شك في ذلك .. وكانوا يعلمون أن الله سبحانه يستجيب في الوقت الذي يريد .. وليس في الوقت الذي هم يريدون .. وهم بذلك راضون لحكم الله .. حتى وإن لم يستجيب .. لأنهم يعلمون أن لله حكمه في عطاءه ومنعه .. ولذلك لم يصيبهم الحزن في علاقتهم بالله ولم تتأثر علاقتهم بالله .. بل تزداد .. لأنهم فهموا حكمة المنع والعطاء .. وهي أن لله في تدبيره حكمه .. وهم قد رضوا بهذه الحكمة حتى وإن لم يعرفوها .. ولكنهم راضون .. لأن الله يقول لهم: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) البقرة216 .. ولأن الله مولاهم وقد توكلوا عليه فتركوا امورهم بين يديه حيث قال لهم مولاهم: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) التوبة51 .. ولذلك كانوا راضين بقضاء الله لأنه مولاهم .. وكان عليهم رضى من الله لأنه تولاهم .. فكانوا من أولياؤه ..!!
3- فإذا قد أبصرت أخي الحبيب هذه المقدمة جيدا .. فهذا أوان أن أذكر لك بعض المنافع التي قد تجد فيها كرامة لك لو تعبدت بها لله .. أي توسلت بها داعيا إلى الله .. دون ملل أو خمول أو ضعف أو يئس .. ولكن فقط توجه إلى الله بصدق توجه ..، وأحسن الظن به جل جلاله .. واتركه يدبر لك .. فإنه حكيم في تدبيره .
- اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم.
**************************..:: س1: ما هو علاج الضيق النفسي نتيجة ما يضايقك من هم أو غم أو
كرب أو حزن ؟ ::..
- كثير منا يشعر
بضيق نفسي أو حزن أو هم أو غم .. حينما يجرحه البعض
ببعض الكلام .. سواء كان عن عمد او بدون قصد .. ولكن أحيانا هذه الكلمات تترك في
أنفسنا أثر مؤلم .. أو تحدث لنا مشكلة ما وتسبب ألم نفسي مثل عدم القدرة على سداد
دين .. أو ما شابه ذلك من المواقف التي تسبب ضيق في الصدر وألم في النفس .. فماذا
نفعل حتى نخرج من هذه الحالة ؟
- هناك عدة طرق ربانية .. أذكر لك ما اجتهدت في
تحصيله منها .. ثم سأهتم بطريقة مهمة جدا وهي طريقة (سبحان الله وبحمده) .. وسأجعلها
آخر طريقة ..
- ولكن
دعني أولا أذكر لك عدة طرق أرشدنا إليها النبي صلى الله عليه وسلم للخروج من الكرب
والضيق والغم والهم والألم النفسي عموما:
1- الطريقة
الأولى:
- يقول النبي صلى الله
عليه وسلم: (ما قال عبدٌ قطُّ إذا أصابه هَمٌّ أو حُزْنٌ
: "اللَّهمَّ إنِّي عبدُكَ ابنُ عبدِكَ ابنُ أَمَتِكَ
.. ناصِيَتي بيدِكَ .. ماضٍ فيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فيَّ قضاؤُكَ .. أسأَلُكَ بكلِّ اسمٍ
هو لكَ سمَّيْتَ به نفسَكَ أو أنزَلْتَه في كتابِكَ أو علَّمْتَه أحَدًا مِن خَلْقِكَ
أوِ استأثَرْتَ به في عِلمِ الغيبِ عندَكَ أنْ تجعَلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ بصَري
وجِلاءَ حُزْني وذَهابَ همِّي" إلَّا أذهَب
اللهُ همَّه وأبدَله مكانَ حُزْنِه فرَحًا ) قالوا : يا رسولَ اللهِ ينبغي لنا أنْ
نتعلَّمَ هذه الكلماتِ ؟ قال : ( أجَلْ، ينبغي لِمَن سمِعهنَّ أنْ يتعلَّمَهنَّ) رواه بن حبان وأحمد
.. وقال الأرنؤوط في تخريج بن حبان: إسناده صحيح ورجاله رجال الصحيح .. وذكره
الألباني في الصحيحة.
- قوله (ناصيتي بيدك): أي يقصد بذلك أنه لا حول
ولا قوة لي إلا بك في جلب المنافع ودفع المضار .. فأسألك أن توجهني إلى ما تحب
وترضى .. ولا تسلط علي نفسي فانحرف عن طريق الصواب ..
- لأن الناصية هي محل
التوجيه والإرشاد .. والله أعلم .
- قوله (ماض في حكمك – عدل في قضاؤك): دليل على التسليم لحكم
الله .. مع الإعتراف بأن فعله عدل فينا .. لأنه مدبر حكيم ..
2- الطريقة
الثانية:
- عَنْ أَسْمَاءَ
ابْنَةِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: (عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ: اللَّهُ اللَّهُ
رَبِّي .. لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا) صحيح بن ماجه ..
- وفي رواية عن السيدة
عائشة قالت: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جمَع
أهلَ بيتِه فقال : ( إذا أصاب أحَدَكم غَمٌّ أو كَرْبٌ فلْيقُلِ : اللهُ اللهُ
ربِّي .. لا أُشرِكُ به شيئًا ) رواه بن حبان .. وهو
حديث ضعيف .. ولكن حديث أسماء بنت عميس السابق شاهد له يقويه .. ولذلك ذكره
الألباني في الصحيحة .. بأنه حسن أو صحيح لشواهده .
- قوله (الكرب): أي الغم الذي ينزل بالإنسان نتيجة موقف ما
أصابه .
3- الطريقة
الثالثة:
- عن عبد الله بن مسعود
قال: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
كانَ يقولُ عِنْدَ الكَرْبِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ
.. لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ .. لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ
السَّمَوَاتِ ورَبُّ الأرْضِ ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ) صحيح البخاري.
- قوله (العرش الكريم – العرش العظيم):
العرش الكريم باعتبار كرم وصفه وجماله .. والعرش العظيم باعتبار سعته وحجمه ..
والله أعلم .
4- الطريقة الرابعة:
- عن أنس بن مالك قال: (كُنْتُ أخْدُمُ
رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا نَزَلَ، فَكُنْتُ أسْمَعُهُ كَثِيرًا
يقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ
والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ
الرِّجَالِ) صحيح البخاري.
- قوله (الهم): ألم النفس مما يتوقع حصوله ..
- قوله (الحزن): ألم النفس مما قد حدث فعلا ..
- قوله (العجز): هو عدم القدرة على الفعل نتيجة مرض مثلا ..
- قوله (الكسل): ترك الفعل لقلة العزيمة مع القدرة على
القيام به ..
- قوله (ضلع الدين): عدم القدرة على سداد ديوني .
- قوله (غلبة الرجال): أي لا تسلط علي ظالما فيقهرني .. أو
يكون المقصود لا تسلط علي من ظروف الحياة من مرض أو فقر أو شدة .. فأعجز عن تحمل
أعباء ومسئوليات الحياة .. فأكون مغلوبا على أمري ومقهورا غير قادرا على السعي ..
والله أعلم .
- وفي
رواية أخرى عن أبي سعيد الخدري قال: (دخل رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلم - ذاتَ يوم المسجدَ، فإذا
هو برجلِ من الأنصار يقال له: أبو أمامة .. فقال: " يا أبا أمامة .. ما لي أراكَ
جالساً في المسجدِ في غيرِ وَقتِ الصَلاة؟ "قال: هُمُوم لزِمَتني، وديونٌ يا رسولَ
الله، قال: "أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله هَمَّك، وقَضَى عنك دينَك؟
" قال: قلت: بلى يا رسولَ الله، قال: "قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهُم إني أعوذُ بكَ مِن الهَم والحَزَن، وأعوذُ بكَ مِن العَجزِ
والكسَل، وأعوذُ بك مِن الجُبن والبُخلِ، وأعوذُ بكَ مِن غلَبةِ الدين وقهْر الرجال" قال: ففعلت ذلك، فأذهب الله همّي، وقضى عني ديني) رواه أبي داود .. وصححه السيوطي في الصغير وحسنه بن حجر في المشكاة ..
وضعفه الألباني والأرنؤوط ..، والحديث في العموم من فضائل الأعمال ولا يضرك العمل
به والإنتفاع بما فيه من دعوات .. وحديث البخاري السابق عليه يشهد له ..
5- الطريقة الخامسة:
- قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ: اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو، فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي
طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ)
صحيح أبي داود وصحيح بن حبان .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم.
6-
الطريقة السادسة:
- عَنِ عبد الله ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ
بِهِ هَمٌّ أَوْ غُمٌّ قَالَ: يَا حَيُّ، يَا قَيُّومُ، بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ) رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
.. وذكره الألباني في صحيح الجامع والصحيحة .. وقام بتحسينه لشواهده ..
- وله شاهد في وصية النبي صلى الله عليه
وسلم لابنته السيدة فاطمة حيث قال لها: (مَا يَمْنَعُكِ أَنْ تَسْمَعِي مَا أُوصِيكِ بِهِ أَنْ تَقُولِي
إِذَا أَصْبَحْتِ، وَإِذَا أَمْسَيْتِ: يَا حَيُّ
يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلَا تَكِلْنِي
إِلَى نَفْسِي طَرَفَةَ عَيْنٍ) رواه الحاكم وقال: حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ
الشَّيْخَيْنِ.
7- الطريقة السابعة:
- الدعاء
إلى الله بأسماءه الحسنى .. كما يقول تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ
الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) الأعراف180.
- ومن الأسماء المناسبة لرفع الضيق والخنقة والكرب والغم .. أن تتوسل إلى الله بأسمائه .. (الباسط – الرافع –
أرحم الراحمين) .. فتقول مثلا: يا باسط ابسط لي السكينة والطمأنينة والراحة في
صدري وأبدل حزني فرحا ومن الضيق بسطا .. وارفع عني ما نزل بي من هم وغم وضيق .. يا
باسط يا رافع يا أرحم الراحمين .. آمين يا رب العالمين ..
- أو اختار من الدعاء ما تريده مع أسماء الله تعالى ..
-
وممكن أن تكرر ذكر الأسماء على سبيل التوسل إلى الله بها .. فتقول مثلا: (يا باسط يا رافع يا أرحم الراحمين) .. وهكذا تظل
تتوسل بهم إلى الله بدون أعداد ولكن كثيرا حتى تجد راحة في نفسك .. ويكون أثناء
ذكر بهذه الأسماء تكون مستحضرا في نيتك رجاءك الذي تطلبه من الله وتريده أن يحققه
لك من رفع الكرب الذي أصابك ..
8- الطريقة الثامنة:
- وهي
طريقة ذكر (سبحان الله وبحمده) ..
- يقول
تعالى لنبيه: (وَلَقَدْ
نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ . فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ
وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ . وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) الحجر97-99.
- وهذه الطريقة نشرحها بالتفصيل .. مع مزيد فوائد لهذا
الذكر .. وما يتبع ذلك من مسائل قد تأتي على فضائله من كلام بعض العلماء ..
*************************** ..:: س2: ما هي الطريقة العلاجية التي أرشد الله بها نبيه لمواجهة
الألم النفسي الذي يؤلمه في نفسه أو يضيق به صدره ؟ ::..
- يقول
تعالى لنبيه: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ
أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ . فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ
مِنَ السَّاجِدِينَ . وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) الحجر97-99.
- سنجد أن
الله قد أرشد النبي صلى الله عليه
وسلم لكيفية الخروج من هذه الحالة النفسية .. من خلال الذكر والإنكسار لله بكثرة
السجود ..
- يقول
تعالى: (وَلَقَدْ
نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ . فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ
وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ . وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) الحجر97-99.
- يبقى الضيق
النفسي من الكلام المؤذي الذي تشعر منه
وكأن شيئا يطبق على صدرك .. يكون علاجه في ثلاث أمور:
1- التسبيح .. مثل أن تقول (سبحان الله وبحمده)
أو تقول (سبحان الله العظيم وبحمده) أو تقول (سبحان الله وبحمده - سبحان الله العظيم) .. أو تقول
(سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ
وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ) ..
- ولا يكفي في وقت الضيق النفسي أن تقول (سبحان الله ) فقط .. ليه ؟
- لأن الله قال للنبي (فسبح بحمد ربك) ..
فهذه هي العلاج أو الروشتة الصحيحة التي تنفعل لها نفسيتك وتتغير للأفضل مع الألم
النفسي .. وهو التسبيح المصحوب بالحمد لله ..
2- كثرة
السجود لله سواء من خلال الصلاة أو سجود الشكر لله أو
سجود التلاوة .. ويمكن الرجوع لمزيد إفادة حول السجود لله إلى رسالة بعنوان (رسالة
المناجاة في جواز الاستخارة والسجود بغير صلاة) ..
- وفائدة
السجود له تكسبك قربا من الله لانكسارك إلى عزة الله وعظمته .. فيتجلى عليك برحمته ويفتح لك باب القبول والرحمة .. حيث يقول النبي صلى
الله عليه وسلم: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن
رَبِّهِ وهو ساجِدٌ .. فأكْثِرُوا الدُّعاءَ) صحيح مسلم.
- وقد تجمع بين السجود والذكر .. فتقول الذكر السابق
في سجود .. أي تتوجه إلى الله بذكر (سبحان الله وبحمده) .. أو ما شابهه من أذكار
.. وتقولها وأنت ساجد لله .. فتكون جمعت
بين الخير كله ..
3- ولا تنقطع عن ذكره وعبادة بدوام التوجه إليه ..
بل اجعل هذا هو حالك دائما مع الله .. ولا تنكسر بما يؤذيك به الناس من أقوال أو
أفعال .. بل كن منتصرا على المؤذيات بدوام اللجوء إلى الله .. حتى يأتيك الموت الذي
هو حق اليقين .. أي حقيقة يقينية آتية لا مفر منها .. ومع الموت تنكشف الحقائق ..
فيتحقق المؤمن بكرامة إيمانه .. ويتحقق الكافر بعاقبة كفرانه .. ولا يظلم الله
أحدا ولكن الناس كانوا يظلمون أنفسهم بغفلتهم عن الله .. !!
- واعلم
أخي الحبيب .. أن العبودية مع الله ..
تستلزم أن يكون لك صدق توجه إلى الله لأنه لا ملجا ولا منجا منه إلا إليه .. مع
حسن الظن به يقينا فيه أنه هو المغيث لك في كل الأحوال وأنه لا يترك عبده المؤمن
به مهما حدث له من ابتلاءات .. لأن المؤمن يعلم أن الابتلاء محبة من الله وله أجر
كرامة عند الصبر عليه ..
- فإذا
كان لله إرادة لك شيئا خلاف ما كنت ترجوه وتريده من الله .. فله في ذلك حكمة لا نعلمها .. ولكن ما نعلمه أنه حكيم في فعله وعدل فيما
يفعله معنا .. وسبحان الله وبحمده على ما قضى به وحكم .. فهو ماضي فينا بحكمه وعدل
فينا قضاؤه .
***************************** ..:: س3: ما معنى (سبحان الله وبحمده) والدليل على هذا الدعاء ؟ ::..- اعلم
أخي الحبيب .. أن ذكر سبحان الله
وبحمده .. له كرامة كبيرة .. منها أن له كرامة تأثير في النفس التي يصيبها ضيق
نفسي .. ولذلك أرشد الله النبي إلى هذا الذكر في القرآن كما أوضحت لك .. بل وله
كرامة عجيبة قد أوضحها لنا النبي صلى الله عليه وسلم .. وهي أن الله يغفر لك بها
الذكر لو تعبدت به لله مائة مرة ..
- في السطور
القادمة نتعرف على فضيلة الذكر حينما نقول (سبحان الله وبحمده) .. مع ذكر الصيغ المختلفة للتسبيح مع التحميد ..
والأدلة عليها من كلام النبي صلى الله عليه وسلم:
1- عن أبي ذر الغفاري قال: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ أَيُّ الْكَلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "
مَا اصْطَفَى اللهُ لِمَلَائِكَتِهِ أَوْ لِعِبَادِهِ: سُبْحَانَ اللهِ
وَبِحَمْدِهِ) صحيح مسلم.
- قوله (سبحان الله وبحمده): أي أنت
منزه أي متباعد عن كل نقص وعيب وسوء وظلم
يا ألله .. وتسبيحنا لك هو مستحق لك لذاتك .. بل ونحمدك على ما أنعمت به
علينا حيث هو عدلك فينا ولم تكن ظالما لنا .. لأنك ذي السبحان .. والله أعلم .
- فالذكر بقولك (سبحان الله وبحمده) .. جمع لك الإعتراف
لله بالكمال المطلق .. كأنك تقول له: أنت لست ناقصا في ذاتك أو صفاتك أو أفعالك ..
بل وعدل فيَّ قضاؤك ..
- فهذا الذكر كأنه يفرغ من صدرك عبء الأذى النفسي .. ويخفف من صدرك عبء الذنوب التي تخنقك أيضا .. كما سيتبين
لك في أحاديث تالية .
- وانتبه أخي الحبيب: حيث ينبغي أن يكون قلبك معترفا بالكمال لله في ذاته
وأنه ليس بظالم في أفعاله .. ثم يأتي هذا الذكر عبودية إقرار منك إلى الله ..
وإظهارا لما في قلبك مما تؤمن به لله جل جلاله .
2- وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قال: سبحان
اللهِ وبحمدِه .. مائةَ مرةٍ .. غُفرَتْ له ذنوبُه وإنْ كانتْ مثلَ زبَدِ البحرِ) صحيح
البخاري وصحيح الترمذي وصحيح بن حبان وغيرهم .
- وفي
رواية بلفظ: (مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ .. فِي يَوْمٍ
مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ
خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ) صحيح مسلم.
- وفي
رواية بلفظ: (مَن قال حينَ يُصبِحُ : سُبحانَ اللهِ وبحَمْدِه .. مِئةَ
مرَّةٍ .. وإذا أمسى مِئةَ مرَّةٍ .. غُفِرَتْ ذُنوبُه .. وإنْ كانت أكثَرَ مِن
زَبَدِ البحرِ) صحيح بن حبان .. وقال الأرنؤوط: إسناده قوي.
- قوله (حطت): أي سقطت عنه .. والمقصد هو أنها قد غفرت له .
- قوله (زبد البحر): أي الرغاوى البيضاء التي
تكون على ظاهر البحر .. نتيجة تلاطم الأمواج .. أو كالرغاوي التي يلقي بها البحر
على الشاطيء وتكون مثل التكتلات الدهنية البيضاء .. والله أعلم ..
- والمقصد
من الحديث .. هو الإشارة إلى كثرة محو
الذنوب بسبب هذا الذكر الكريم ..
- وحتى نجمع
بين الأحاديث .. فالمقصد أنك لو ذكرت
مائة مرة صباحا يغفر الله لك .. ولو قلتها مائة مرة مساءا يغفر الله لك أيضا ..
والله أعلم .
3- وقال صلى الله عله وسلم: (مَنْ قَالَ: حِينَ
يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ .. مِائَةَ مَرَّةٍ ..
لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا
أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ) صحيح مسلم.
4- وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (كَلِمَتانِ
خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى
الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ)
صحيح مسلم وصحيح البخاري.
5- عن أبي ذر الغفاري قال: (قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَحَبِّ الْكَلَامِ إِلَى
اللهِ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْنِي بِأَحَبِّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ،
فَقَالَ: " إِنَّ أَحَبَّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ: سُبْحَانَ اللهِ
وَبِحَمْدِهِ) صحيح مسلم.
6- وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن قالَ :
سُبحانَ اللَّهِ العظيمِ وبحمدِهِ ، غُرِسَت لَهُ نَخلةٌ في الجنَّةِ) صحيح
الترمذي.
- وفي
رواية بلفظ: (من قال: سبحانَ اللهِ وبحمدِه .. غُرست له نخلةٌ في الجنَّةِ)
رواه البزار .. وقال الهيثمي : إسناد جيد .
7- عن السيدة جويرية زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ
مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ، وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ
رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى، وَهِيَ جَالِسَةٌ، فَقَالَ: «مَا زِلْتِ عَلَى
الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟» قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ
كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ
لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ
وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ) صحيح مسلم.
- قوله (بكرة حين صلى الصبح): أي خرج من عندها لصلاة الصبح (وهو فرض)
.. ثم عاد بعد أن صلى الضحى (وهو سنة) ..
- قوله (في مسجدها): في مكان صلاتها التي كانت تصلي فيه في
بيتها .. حيث لم تقم من المكان التي كانت تصلي فيه في بيتها وكانت تذكر الله ..
- قوله (بما قلت هذا اليوم): أي بجميع ما قلت
من الذَّكر في هذا اليوم .
- قوله (لوزنتهن): أي لساوتها في قدر الأجر
المترتب عليها .. أي لو قارنتها بما قلتي لكانت مثلها في الأجر ..، وقد يكون
المراد لو قارنتها بما قلتي في الميزان والأجر عند الله لكانت أرجح في الميزان مما
قلتي .. والله
أعلم .
- قوله (رضا نفسه): أي بقدر ما رضا بفعله في
الوجود ويوم الشهود .. والله أعلم .
- وقوله (مداد كلماته): أي بقدر ما أودعه الله
من بركات وكرامات في كلامه أي القرآن .. والله أعلم .
8- عَنْ رَبِيعَةَ بْنَ كَعْبٍ
الْأَسْلَمِيَّ قَالَ:
(كُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَأَقُومُ لَهُ فِي حَوَائِجِهِ نَهَارِي، أَجْمَعَ حَتَّى يُصَلِّيَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ فَأَجْلِسَ
بِبَابِهِ، إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ أَقُولُ: لَعَلَّهَا أَنْ تَحْدُثَ لِرَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَةٌ فَمَا أَزَالُ أَسْمَعُهُ يَقُولُ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سُبْحَانَ اللهِ، سُبْحَانَ اللهِ،
سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ "، حَتَّى أَمَلَّ فَأَرْجِعَ، أَوْ
تَغْلِبَنِي عَيْنِي فَأَرْقُدَ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: وهذا إسناد
حسن من أجل ابن إسحاق: وهو محمد، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية
رجاله ثقات رجال الشيخين.. ، وقال الألباني في إروآء الغليل: حديث حسن.
- قوله (العشاء
الآخرة): أي بعد صلاة العشاء .. وتسمى بالآخرة .. لأن المغرب يسمى بالعشاء
الأول ..
- قوله (تحدث
له حاجة): لعل النبي يطرأ عليه شيء يريدني أن أخدمه في أي حاجة يريدها ..
كأن أحضر له شيئا أو أساعده في شيء أو أخدمه باي نوع من الخدمة التي قد يحتاجها ..
- قوله (فما
أزال أسمعه): فيه دلالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع الصوت
بهذين الذكرين .. وإلا فكيف سمعه الصحابي من خارج خيمة النبي صلى الله عليه وسلم
..!!
- قوله (حَتَّى
أَمَلَّ فَأَرْجِعَ، أَوْ تَغْلِبَنِي عَيْنِي فَأَرْقُدَ): دلالة على مدى
إطالة الذكر وقتا طويلا جدا بهذين الذكرين في الليل .. مع رفع الصوت بهما .. حتى
كان الصحابي من طول الفترة الزمنية يمل من كثرة الوقت الذي يجلسه عند باب النبي
والنبي يذكر دون انقطاع ولا توقف ولا ضعف في عزيمته .. فيضطر الصحابي إلى أن يرجع
إلى بيته لظنه أن النبي ليس في حاجة إلى شيء .. وفي بعض الأحيان كان الصحابي ينام
عند باب حجرة النبي لعدم قدرته على المواصلة في أن يظل صاحيا ..!!
- وفي رواية بلفظ: (كُنْتُ أبِيتُ عندَ حُجرةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
وكُنْتُ أسمَعُه إذا قام مِن اللَّيلِ قال: ( سُبحانَ ربِّ العالَمينَ ) الهَوِيَّ
ثمَّ يقولُ: ( سُبحانَ اللهِ وبحمدِه ) الهَوِيَّ) صحيح بن حبان والنسائي
والترمذي .. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح ..، وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح .. وذكره
الألباني في صحيح النسائي وصحيح الترمذي .. وقال في تخريج المشكاة: صحيح .
-
وفي رواية عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ رَبِيعَةَ بْنَ كَعْبٍ
الْأَسْلَمِيَّ: (أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ يَبِيتُ
عِنْدَ بَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ يَسْمَعُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مِنَ اللَّيْلِ:
"سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "الْهَوِيَّ، ثُمَّ يَقُولُ:
"سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ") صحيح بن ماجه وصحيح الترمذي .
- قوله (الهوي):
أي زمنا طويلا من الوقت يذكر الله بهذه الأذكار في الليل .. والله أعلم .. ولكن ما
يبدو من رواية أحمد ان هذه الاذكار كان يذكرها النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلاة
العشاء بوقت ليس ببعيد بعدها .. كأن يكون بعد ساعة أو أكثر .. فيكون هذا الذكر قبل
قيامه بصلاة الليل .. والله أعلم .
****************************
..:: س4: هل
الفضيلة في (سبحان الله وبحمده) مختصه بالمتقين فقط دون العاصين ؟ ::..
* انتبه أخي
الحبيب :
- بعض
العلماء قال أن هذه الفضائل
المذكورة في الأحاديث السابقة من الغفران والثواب .. أنما تكون لأهل الفضيلة
والعاملين مع الله .. الذي يغفلون قليلا .. وليس للمؤمنين من أهل الغفلة والمرتكبين
للكبائر ..!!
- وهذا كلام باطل وغير صحيح .. بل وهو تفسير فاسد لكلام النبي صلى الله عليه وسلم .. لأن النبي صلى الله
عليه وسلم لم يقل به ولم يشير إليه ..!! فكان كلامهم منكر ومردودا عليهم ..!!
- وإذا
كانت حجة الذين خصصوا الحديث بأنه لا يدخل فيه أهل
الكبائر والمُصرين على الغفلة .. مستدلين بذلك بقوله تعالى (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ
يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ)
الاعراف156..، ولقوله تعالى (إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ
قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) الأعراف56.
- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- وهل الذي يذكر الله هو من المسيئين لله ؟!! بكل تأكيد ..لا .. فلماذا هذا
الاستدلال ..؟!!
2- وكلامكم مبني على افتراض الإصرار والمداومة على العصيان جحودا حتى الموت
.. وهذا لا خلاف عليه .. لقوله تعالى: (وَلَيْسَتِ
التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي
تُبْتُ الْآنَ) النساء18..
- ولكن
كلامكم لا يصح مع الذين يتوبون ويعودون إلى الله ويعصون
ويتوبون ويعودون وهكذا .. لأنه سبحانه يقول (إِنَّمَا
التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ
يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ
عَلِيمًا حَكِيمًا) النسائ17 .
- وحتى مع
أهل الكبائر أو أي معصية .. طالما يتوبون بصدق ويذكرون
الله طمعا في رحمة .. فقد استحقوا الغفران وجنة الله فضلا من الله .. يقول تعالى:
(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا
أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ
يَعْلَمُونَ . أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ
الْعَامِلِينَ) آل عمران135-136.
3- يبقى
الذين يجتهدون في طاعة الله والتي منها ذكر الله .. في محاولة منهم لإصلاح حالهم مع الله .. ينطبق عليهم فضيلة الأحاديث
بالغفران .. وإلا فما فائدة خصوصية الغفران لو كانت خاصة بأهل الفضيلة دون غيرهم
..!!
4- ولذلك
قال القاضي عياض رحمه الله (المتوفى: 544هـ) أن الأحاديث عامة .. وقال النووي رحمه الله
(المتوفى: 676هـ) أن الصحيح هو أن الأحاديث لا تختص ..
- ومعنى كلامهما أنه لا خصوصية في الأحاديث لجماعة من المؤمنين دون أخرى ..
لكن فضلها مرتبط لمن يعمل بهذا الذكر ..
- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. أما من ناحية العقل:
1- وكيف يُعقل
لمؤمن يُصر على العصيان ويذكر الله .. إذا كان هو أصلا يصر على عصيانه ..!! فلعلها لحظات أرادها الله منه ليجذبه
إليه ويفتح على قلبه ببركة نور هذا الذكر ..!!
2- ثم كيف لمؤمن عاصي يريد أن يذكر الله ابتغاء
مرضاة الله بالرغم من تقصيره في علاقته بالله .. ثم نحكم عليه بأنه غير
مقبول ؟!! أأنت نائبا عن الله أم شريكا له في ملكه ؟!! فإذا لم تكن كذلك .. فلماذا
تحرم عباد الله من كرامة وفضل الله ؟!!
3- ثم كيف
يتوجه مؤمن إلى الله ويجتهد في طاعته ولو بالقليل .. ثم نقول أن الله يحرمه بركه ذكره ..؟!! فلماذا من الأساس قد سمح له
بذكره طالما أراد حرمانه ؟!!
4- ثم ما المانع أن يكون العبد غافلا في أمر
طلبه من الله .. ولكنه مطيع في أمر آخر .. وهذا الأمر المطيع فيه هو مخلص
فيه مثل ذكر الله .. ؟!!
- فما للبعض
كيف يحكمون على رحمة الله فيحرمون منها بعض المؤمنين ..!! وصدق الله حينما قال: (قُلْ لَوْ أَنْتُمْ
تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ
الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا) الإسراء100 .. ويقول تعالى (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ) الزخرف32 ..!!
- والله أعلم .
**************************
..:: س5: كيف يقول النبي أن ذكر (سبحان الله وبحمده) هو أفضل
الكلام .. في حين أن القرآن كلام الله هو أفضل الذكر وأفضل الكلام ؟ ::..
- أخي
الحبيب .. قد يخطر ببالك ..
فتقول أن الأحاديث السابقة تبين منها أن ذكر (سبحان الله وبحمده) من أفضل الكلام
.. ولكننا نعلم أن أفضل الكلام على الإطلاق هو كلام الله أي القرآن .. فكيف نحل
هذا الإشكال ؟!!
- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- يحل لنا
هذا الإشكال .. هو النبي صلى الله
عليه وسلم .. حيث يقول صلى الله عليه وسلم: (أَفْضَلُ
الْكَلَامِ بَعْدَ الْقُرْآنِ - وَهُو مِنَ الْقُرْآنِ - أَرْبَعٌ لَا يَضُرُّكَ
بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ
إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح.
- وتستطيع أن تقول بطريقة أخرى ..
- أن الأفضلية في الأحاديث التي يتم ذكر فيها أنها من أفضل الأذكار أو أفضل
الكلام .. فيكون المقصد منها أنها من جملة أفضل الكلام أو الأذكار التي يحبها الله
.. لأن كل كلام فيه ذكر لله فله أفضلية على غيره من الكلام .. طالما المقصد من
وراءه ذكر الله وابتغاء مرضاته ..
- فحينما
تجد في حديث يقول (أفضل الكلام كذا) .. فاعلم أنه قد يقصد به .. (من أفضل الكلام
كذا) .. أو قد يكون المقصد هو (أفضل الكلام
بعد كلام الله هو كذا) ..
- والله أعلم
.
*******************************
- وبهذا يكون
ختام هذه المسألة الخاصة بذكر (سبحان
الله وبحمده) .. من حيث ان هذا الذكر له خاصية تفريج الضيق النفسي وسبب للغفران ..
- ويتبقى
أن أرشدك لخاصية أخرى عظيمة جدا
جدا لذكر (سبحان الله وبحمده) .. قد غفل عنها
أو لم ينتبه إليها بعض المحبين .. وسيأتيك بيان هذه الخاصية في الجزء التالي إن
شاء الله تعالى ..
- وأسأله القبول
والتوفيق في العمل بها ولكل أمة
النبي صلى الل عليه وسلم .
- اللهم صل
على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم.
*******************************
(2)
علاج ضيق الحال المادي وتعسير الأمور
اللهم انعم وزد وبارك لأستاذنا في كل خير
ردحذفوإنها لمعينات تحيي القلوب وتنعشها 💦💦
اللهم اجعلنا ممن استجاب لنداء القرآن والحديث :
(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱسۡتَجِیبُوا۟ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمۡ لِمَا یُحۡیِیكُمۡۖ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ یَحُولُ بَیۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَقَلۡبِهِۦ وَأَنَّهُۥۤ إِلَیۡهِ تُحۡشَرُونَ)[سورة الأنفال 24]
آمين ياارب العالمين
بارك الله فيك أستاذ خالد و نفع بك خلقه في زمن الفتن و الضلال و فرج همنا و همكم و هم أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه و على آله و أصحابه الكرام و جمعنا و اياكم في فسيح جنانه يوم لا ظل ألا ظله و رزقنا الثبات على دينه و الفرحة الكبرى يوم نلقاه فوالله الدنيا و من عليها فأن و لا يبقى ألا وجه ربك ذو الجلال و الاكرام
ردحذفجزاكم الله خيراً وبارك فيكم استاذي المدونه نوارت من جديد
ردحذفتصفحت الموضوع سريعا ولي عودة قريبة معه إن شاء الله.
ردحذف🌱🌱🌱🌱
في قصص الصابرين:
كان الخليفة الوليد يجلس في مجلسه، فدخل عليه شيخ طاعن في السن، مهشم الوجه، أعمى البصر، فسأله عن قصته..؟
فقال الشيخ: (إني بتُّ ذات ليلةٍ في وادٍ، وليس في ذلك الوادي أغنى مني، ولا أكثر مني مالًا وحلالًا وعيالًا، فأتانا السيل بالليل، فأخذ عيالي ومالي وحلالي، وطلعت الشمس وأنا لا أملك إلا طفلًا صغيرًا وبعيرًا واحدًا، فهرب البعير، فأردت اللحاق به، فلم أبتعد كثيرًا حتى سمعت خلفي صراخ الطفل، فالتفت فإذا برأس الطفل في فم الذئب، فانطلقت لإنقاذه فلم أقدر على ذلك؛ فقد مزقه الذئب بأنيابه، فعدت لألحق بالبعير، فضربني بخفه على وجهي، فهشم وجهي وأعمى بصري، فأصبحت لا مال لي، ولا أهل، ولا ولد، ولا بصر).
- قال: (وما تقول يا شيخ بعد هذا؟).
فقال ، أقول: ( الحمد لله الذي ترك لي قلبًا عامرًا، ولسانًا ذاكرًا).
==============
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم.
الآن اتممت قراءة الموضوع، موضوع جميل ومرتب ومفيد ما شاء الله..أضاف لي ما فاتني من مجلس الذكر السابق..جزاك الله خيرا استاذنا الكريم.
حذف============
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم.
تحياتى استاذنا الفاضل
ردحذفاذا كان لله ملاائكة اصطفهاهم لتبليغ عباده ما اراد
اذا انت واحد من عبادة الذين اصطفهاهم لتبلغ عباده الذين احب الله فاحبهم
فهنين لك يا من علمنى حب الله ورسوله
بارك الله فيك أستاذ خالد و زادك علما و حكمة و لكل أعضاء المدونة..آمين
ردحذفقرأت عن منهجكم في الذكر و استحسنته كثيرا
و لقد بدأت به البارحة فالحمد لله المعين على ذلك..
فممكن من فضلكم توضيح عنه و عن المراحل السبعة؟
و جزاكم الله خير الجزاء..
أخوكم محمد من اليمن
اخي محمد السلام عليكم. زادكم الله علما وفهما. برجاء التواصل علي الايميلات الاتيه
حذفالأستاذ/ إبراهيم فهيم
alabdalfaqer5@gmail.com
السيد/ إبراهيم زعير
ebrahimzuair@yahoo.com
أحمد إسماعيل
Ahmeddewek@gmail.com
شكرا لك أخي الكريم
حذف{ #فقه_إسلامى} { #الدرس_الخامس }
ردحذف(قال رسول اللهﷺ:من يرد الله بها خيراً يفقهه فى الدين)
قال.ا.د/على جمعة[تابع :
⬅يجوز للمسلم استعمال أو اتخاذ أي إناء من أي معدن أو حجر كريم إلا إناء الذهب والفضة، فإنه يحرم عليه استعمالهما أو حتى اتخاذهما من غير استعمال، وهذا الحكم عام للرجل والمرأة على حد سواء؛ وذلك لما رواه حذيفة رضى الله عنه قال : « نهانا النبي ﷺ أن نشرب في آنية الذهب والفضة وأن نأكل فيها » [أحمد والبخاري].
⬅كما لا يجوز للمسلم أن يستعمل الأواني المطلية بالذهب أو الفضة إذا كان الطلاء كثيفاً، أما إن كان الطلاء بالذهب والفضة بسيطاً وغير كثيف بحيث إنه إذا تعرض للنار يمثل وزناً لا قيمة له فإنه يجوز حينئذ.
⬅وكذلك لا يجوز للمسلم أن يستخدم ما يسمى بضبة الذهب (وهي قطعة من الذهب توضع للإناء لإصلاح خلل به) فتلك الضبة الذهبية تحرم مطلقاً في الأواني صغيرة كانت الضبة أم كبيرة،
⬅أما ضبة الفضة ففيها تفصيل : إن كانت كبيرة لزينة فإنها تحرم، وإن كانت كبيرة لحاجة جاز مع الكراهة إذ كانت تكفي الصغيرة، وأما الصغيرة إذا كانت لزينة كرهت، وإذا كانت لحاجة فلا تكره.
⬅ولقد شدد الشرع الشريف في استعمال الذهب والفضة في غير ما جعله الله لهما؛ لأن الله سبحانه وتعالى جعل الذهب والفضة معياراً لقيمة السلع والخدمات ومقياساً لها، والذهب في أيامنا هذه انفرد بهذه الوظيفة، فاستعماله في غير الحلي والسبائك يقلل من وجوده وتختل قيم السلع والخدمات مما يربك الحياة الاقتصادية في البلاد، والشريعة جاءت لرفع الحرج، والمعاناة عن الناس.
السواك وما يتعلق به من أحكام : .....(يتبع)
أ.د. #علي_جمعة
لقراءة ما سبق من هنا : https://facebook.com/DrAliGomaa/posts/10165041407840144?__tn__=-R]إنتهى.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
بارك الله فيكم ربي ينفعنا بما تعلمناه جزاكم الله خير كل من مد يد العون' سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
ردحذفجزاك الله عنا كل خير ونفعنا الله بعلمك في الدارين وبارك الله لك في زريتك وجمعنا الله في الفردوس الأعلي مع النبي وآله وصحبه وزادك الله من علمه الواسع وفتح عليك فتوح العارفين به ورزقك كل ما تتمناه وترضاه ويدمك في حياتنا نعمه
ردحذف************
اللهم صل علي سيدنا محمد النبي الأمي وعلي آله وسلم
سبحان الله وبحمده ..
ردحذفعدد خلقه
ورضا نفسه
وزنة عرشه
ومداد كلماته
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
منقول من دروس " العلامة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمة الله عليه"
ردحذف****
بعنوان: " اوعي تخلي باب الحزن موارب، سنكر باب الحزن بمسمار الرضا.. واللي يهجرك ساعده ع هجره بإنك متذكرهوش بك "
******
" كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ " (59)
{كَذَلِكَ...}.. كإييه ؟؟؟
أي .. كما رأيت إنِّنَا كلِّ ما نْجِيبْ لهم حاجة ينكروها .. فطبع الله على قلوب هؤلاء الكافرين .. فمعنى الطبع على القلوب أي ختمها .. طب السؤال " ختَمْها ليه؟
طب .. من المصلحة إنها تِفْضَلْ مفتوحة .. علشان ممكن يدخلها شيء من النور ..
قالك: لاء .. ما هو دول ما فيش فايدة معاهم .. فالله سبحانه و تعالى سَيُعِين الكافر على مرادِه .. فيقول له ربنا هو إنت حبيت الكفر .. و الكفر عندك حلو أوي أوي .. طب إيه رأيك يا كافر إني حَخْتِمْ على قلبك .. علشان لا الكفر يِطْلَع و لا الإيمان يدخل ( نسأل الله السلامة و اللطف ) ..
و لذلك إحنا قلنا زمان للذين يحزنزن لفراق أحبابهم .. و يعملوه شُغْلانَة بقى .. و يلبسوا النسوان الإسوِد و يِقْعُدُوا يِعَيَّطُوا .. و اللي يِجِي يِوَاسِيهم .. قال يعني يصرخ بصوت جامد و قوي علشان تكون المجاملة صح و تلطم قدامهم
.. لاء .. أقول لهم إِوْعُو و إحذروا أن يُوافقَكم الله على هواكم في عشق الحزن .. لأنه ما دام تِعْشَقُوا الحزن .. ربنا بيقول لك .. إنت عشقت الحزن و حبيتو .. خلاص بكرة نجيب لك واحد ثاني نموتو و ثالث نموتوا ..
و لذلك نقول إاللي هما زعلانين إوعى يِتْمَكِّن منكم الحزن.
إوعى تخلي باب الحزن موارب .. سنكر باب الحزن بمسمار الرضا ..
إوعى تخلي باب الحزن موارب .. سنكر باب الحزن بمسمار الرضا ..
- و لذلك أيضا .. لما واحد يُشْغَل عنَّك .. إوعى تْذَكَّرُ بِيك ..
بل عِنْهُ على هَجْرِكْ .. و ساعِدْهُ على الهّجْرْ ..
وِ حَتْسَاعْدُ على هّجْرَكْ .. بِإِيهْ؟؟
.. بأنك إنت ما تفكروش بنفسك .. بإنك متذكرهوش بك
أهو .. زيِّ ما ربنا بيعين الكافر على كفره و يخليه .. يطبع على قلبه.
سبحان الله... شكرا لك يا حسن نقلك ... جعلتنا نتصور مشهد الشيخ الشعراوي بحذافيره... بجلسته بحركاته وسكناتها وفكاهته التي تجعل الذي لا يريد الضحك يضحك رغما عن أنفه دون أن يضحك هو...
ردحذفأضحك الله سنك... ورحم الله الشيخ الشعراوي وأدخله فسيح جنانه...