ج14: طرق العلاجات الربانية من القرآن والأحاديث النبوية - طرق علاج الخوف من الإنس والجن - المعقبات من الملائكة الحفظة من الله ماذا يفعلون - ما هي الطرق العلاجية التي تساعد على التخلص من الخوف - هل من الممكن جمع الطرق السابقة في حزب واحد وقرائتها.

 بسم الله الرحمن الرحيم

****************************

..:: طرق العلاجات الربانية ::..

- من القرآن والأحاديث النبوية -

******************************

(الطريقة العلاجية الثامنة / ج3)

علاج الخوف من الإنس والجن

وعلاج وسواس الخوف من الموت

 ********************************

* فهرس:

1- س21: المعقبات من الملائكة الحفظة من الله ماذا يفعلون ؟

2- س22: ما هي الطرق العلاجية التي تساعد على التخلص من الخوف ؟

3- س23: هل من الممكن جمع الطرق السابقة في حزب واحد وقرائتها ؟  

***************************

..:: س21: المعقبات من الملائكة الحفظة من الله ماذا يفعلون ؟ ::..

 

- قبل الدخول في العلاجات .. يقول تعالى: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ) الرعد11.

- فقد يأتيك أخي الحبيب سؤال على بالك بعد قراءة الآية السابقة .. وهو ما فائدة المعقبات أو الملائكة الحفظة الذي يتعقبون علينا بالمراقبة والحفظ .. وما دورهم حينما يحدث تسليط علينا من شيطان أو إنسان ..؟!!

 

1- وللجواب على ذلك .. أريدك أن تعقل أمرا هاما .. وهذا الأمر قد ينير لك طريقا في حياتك .. وهو أن تعقل بل وتؤمن أن الإرادة الإلهية قد تريد بك سوءا للإختبار .. حتى تقف أمام نفسك شاهدا عليها .. هل أنت من المؤمنين أم من المتصنعين الإيمان .. ؟ لأن الله يقول: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ . وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) العنكبوت2-3.

 

2- ولذلك قد تقرأ التحصينات والإستعاذات ولكن يحدث لك نوع من التسليط من الشيطان .. وذلك اختبارا لك .. هل ستظل عزيزا بالله متعلقا به .. أم ستقل : أف لقد زهقت ومليت ؟!!

- وهنا يكون اختبارك .. واختيارك ..!! فهل علاقتك مع الله تم بنائها على المصلحة أم العبودية الصادقة مع الله ..؟!! فهذا سؤال أنت تجيب عليه بنفسك ..!!

 

3- فإذا انتبهت لما ذكرته لك سابقا .. فلنرجع إلى قوله تعالى: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ) الرعد11.

 

- والشرح من تفسير المنتخب:

-  وأن الله سبحانه هو الذى يحفظكم، فكل واحد من الناس له ملائكة تحفظه بأمر الله وتتناوب على حفظه من أمامه ومن خلفه، وأن الله سبحانه لا يغير حال قوم من شدة إلى رخاء، ومن قوة إلى ضعف، حتى يغيروا ما بأنفسهم بما يتناسب مع الحال التى يصيرون إليها، وإذا أراد الله أن ينزل بقوم ما يسوؤهم فليس لهم ناصر يحميهم من أمره، ولا من يتولى أمورهم فيدفع عنهم ما ينزل بهم . أ.هـ

 

4- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- إذا كان العلماء يجعلون قوله (من أمر الله) .. أي بأمر الله .. وهو تفسير صحيح .. ولكن أحسب – والله أعلم – أن سبب قوله (من أمر الله) هو للدلالة على انهم مرسلون من الله .. وكأنك تسأل من أين جاءت هذه المعقبات .. فكان الجواب أنهم مرسلون أو موكلون من أمر الله إليك .. وليس لهم خصوصية إرادة في عصيان أوامر الله .. بل من الله جاؤوا وبأوامره يعملون .. والله أعلم .

 

5- وجاء القرآن بلفظ التأنيث (معقبات) .. لأن المقصد بذلك هو أنهم جماعات الملائكة .. التي تتعاقب بالليل والنهار لتنفيذ قدر الله الذي وكله الله إليها لتقوم بتنفيذه من رقابة وحفظ وغير ذلك ..

 

6- فالأصل أن المعقبات رضوان الله عليهم وهم جماعة الملائكة الحفظة .. هو المراقبة للإنسان لحفظه وهم موكلون من أمر الله بذلك ليلا ونهارا .. ولكن إذا حدث للعبد نزول ابتلاء به .. فلا سلطة للحفظ في هذه اللحظة إلا بقدر ما سمح به الله .. فإذا حدثت حادثة وليس من قدر الإنسان أن يموت فيحفظه الملائكة من الموت ولكن قد يكون من قدره الإصابة بجروح .. فيجب أن تحدث له هذه الجروح لأن هذه إرادة الله .. ولذلك قال تعالى في ختام الآية (وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ) .. وهذا قدر أيضا تقوم الملائكة بتنفيذه .. كما كان من قدرها هو الحفظ .. !!

 

7- يبقى لما تقرأ آية في كلام الله .. تتبع تفسيرها جيدا وانتبه لما فيها .. فلا تأخذ جزء من الآية وتسأل عليه وكأنك لم تقرأ باقي الآية .. فهذا خطأ منك .. ولذلك لو انتبهت فستجد أن أول الآية تقول هناك حفظة عليك .. وفي آخر الآية تقول لك أن وقت نزول البلاء فهو سينزل ولن يحفظك منه احد .. لأنه مراد الله . 

 

8- ولكن انتبه من منتصف الآية ففيها خبر مهم جدا .. وهو قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ) من عطاء إلى سلب، ومن سلب إلى عطاء .. (حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) .. فإن أردت أن يغيرك الله .. ويقلب أحوالك  .. فغير من نفسك .. ولكن انتبه .. على قدر ما ستغير من نفسك بقدر ما ستجد في قلبك .. فلو غيرت من نفسك لتكون أمارة بالسوء فستجد أحوالك سوء .. ولو غيرت نفسك لتكون متوجه إلى الله فستجد أحوالك فيها لطف الله .. وبقدر أعمالك يكن إمدادك ..

 

* وخلاصة القول:

1- أن الملائكة موجودة ومحيطة بنا ليحفظونا .. ولكن عند نزول البلاء .. لا يمكنهم أن يغيروا من قضاء الله شيئا .. ولو أراد الله بك سوءا عقابا لك أو تأديبا أو اختبارا .. فالملائكة الحفظة لن يحموك لأنهم لا يعترضون قدر الله ..

 

- وكما قلنا سابقا أن المؤمن العامل مع الله يختلف عن غير العامل مع الله .. هو في خصوصية إمداد من اللطف الإلهي .. وراجع ما ذكرنا عن اللطف الإلهي .. (راجع الجزء الأول في علاج الحسد) ..

 

2- فالملائكة الحفظة يتركون البلاء مثل الخوف الروحاني ينزل بك تنفيذا لأمر الله .. حتى تدخل الإختبار .. وتكون أنت شاهدا على نفسك .. هل أنت متعلق بالله وعلى يقين أنه مغيثك .. أم ستظل تبكي وتلطم خدك وتشكو ربك للخلق .. وتقول قرأت الإستعاذات ولم يحدث شيء .. ثم تذهب للروحانيين والرقاة خدام الجن والعفاريت مستعينا بهم بعد أن تكون يئست في رحمة الله ..؟!! ..

 

- وكأنك تتهم الله بالعجز عن دفع الأمور الروحانية عنك .. أو كأنك تقول .. أن كلام الله وكلام نبيه ليس لهم مدد نوراني ..!! ولكن ما يفعله هؤلاء الضلالية الروحانيين لهم مدد نوراني ..!!

 

- وما ذلك الظن في نفسك إلا لفساد في قلبك وسوء ظن بربك .. فتأدب مع الله يا أخي .. وابتعد عن الإستمتاع بالجن وخدام الجن .. واعلم أن الأنفاس قليلة ويوم القيامة قريب ..!!

 

****************************

 

..:: س22: ما هي الطرق العلاجية التي تساعد على التخلص من الخوف ؟ ::..

 

- من الطرق المهمة للتخلص من الخوف هو ثبوت الإيمان في قلبك من خلال الإيمان بما هو في القرآن ويكن في قلبك كأنه علم يقين .. وارجع لما ذكرته لك في الجزئين السابقين حتى تتعرف ما هي أحوال المخلصين من أهل الله مع الله كيف تكون ..

 

- فإن فهمت وتعلمت كيف تؤمن بقدرة الله وكيف تكون عزيز بالله .. فإليك بعض الطرق التي ألهمني الله بها .. والتي تعينك في طرد الخوف عنك بإذن الله تعالى:

 

1- الطريقة الأولى:

- هو أن تتوسل إلى الله بالآية التالية .. فتقول:

- اللهم أدخلني في حصن أمان: (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) آل عمران173.

- وتكرر قدر المستطاع وأنت تتوسل إلى الله أن يكرمك من بركة هذه الآية.

 

2- الطريقة الثانية:

- هو أن تتوسل إلى الله بالآية التالية .. فتقول:

- اللهم أدخلني في حصن أمان: (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) الأنبياء83.

- وتكرر قدر المستطاع وأنت تتوسل إلى الله أن يكرمك من بركة هذه الآية.

 

3- الطريقة الثالثة:

- هو أن تتوسل إلى الله بالآية التالية .. فتقول:

- اللهم أدخلني في حصن أمان: (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) البقرة137 ..

- وتكرر قدر المستطاع وأنت تتوسل إلى الله أن يكرمك من بركة هذه الآية.

 

4- الطريقة الرابعة:

- هو أن تتوسل إلى الله بالآية التالية .. فتقول:

- اللهم أدخلني في حصن أمان: (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً) الأحزاب25 

- وتكرر قدر المستطاع وأنت تتوسل إلى الله أن يكرمك من بركة هذه الآية.

 

5- الطريقة الخامسة:

- هو أن تتوسل إلى الله بالآية التالية .. فتقول:

- اللهم أدخلني في حصن أمان: (أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ) القمر10.

- وتكرر قدر المستطاع وأنت تتوسل إلى الله أن يكرمك من بركة هذه الآية.

 

6- الطريقة السادسة:

- هو أن تتوسل إلى الله بالدعاء التالي .. فتقول:

- اللهم إني فوضت أمري إليك: (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) .. فأدخلني في حصن أمان (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ) غافر44-45 .. آمين يا رب العالمين .

 

- وتكرر قدر المستطاع وأنت تتوسل إلى الله أن يكرمك من بركة هذه الآية.

 

- وهذا التوسل السابق ينفع جدا بإذن الله - في أوقات الخوف سواء من الإنس أو الجن .. ولمن يعترضه ظالما في حياته يفسد عليه حياته.

 

7- الطريقة السابعة:

- هو أن تتوسل إلى الله بالدعاء التالي .. فتقول:

- اللهم أني مؤمن بك .. فادفع عني كل سوء بحق قولك (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا) .. آمين يا رب العالمين .

- وتكرر قدر المستطاع وأنت تتوسل إلى الله أن يكرمك من بركة هذه الآية.

 

8- الطريقة الثامنة:

- هو أن تتوسل إلى الله بهذه الآيات .. فتقول:

- اللهم أدخلني في حصن أمان: (لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (لَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ ) (لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ) .. آمين يا رب العالمين .

- وتكرر قدر المستطاع وأنت تتوسل إلى الله أن يكرمك من بركة هذه الآية.

- وهذا التوسل ينفع جدا في أوقات الخوف سواء من الإنس أو الجن .. ويكفي أنه كلام الله ..

 

9- الطريقة التاسعة:

- هو أن تتوسل إلى الله بهذا الدعاء .. فتقول:

- (اللهم اكفنيهم بما شئت) .. 

- وتكرر قدر المستطاع وأنت تتوسل إلى الله أن يكرمك من بركة هذا الدعاء.

-تعليق هذا الدعاء .. هو الذي قاله غلام حينما أراد أحد الملوك أن يقتله .. وكلما حاول الملك قتله .. كان الغلام يدعو فيقول (اللهم اكفنيهم بما شئت) .. فكان جنود الملك يموتون وهو ينجيه الله .. والقصة مذكورة في صحيح مسلم وصحيح بن حبان .

 

10- الطريقة العاشرة:

- تتوسل إلى الله بهذا الدعاء النبوي الجميل:

- (يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ)

 

- تعليق على الدعاء السابق:

- عَنِ عبد الله ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ بِهِ هَمٌّ أَوْ غُمٌّ قَالَ: يَا حَيُّ، يَا قَيُّومُ، بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ) رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد .. وذكره الألباني في صحيح الجامع والصحيحة .. وقام بتحسينه لشواهده ..

 

10- الطريقة الحادية عشر:

- تتوسل إلى الله بهذا الدعاء النبوي الجميل لتتحصن به:

- (أعوذُ بكلماتِ اللهِ التَّامَّةِ مِن شرِّ ما خلَق وذرَأ وبرَأ .. ومِن شرِّ ما ينزِلُ مِنَ السَّماءِ ومِن شرِّ ما يعرُجُ فيها .. ومِن شرِّ فِتَنِ اللَّيلِ والنَّهارِ .. ومِن شرِّ كلِّ طارقٍ يطرُقُ .. إلَّا طارقًا يطرُقُ بخيرٍ يا رحمنُ)

 

تعليق على الدعاء السابق:

- فهذا دعاء نبوي ذكره جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم .. حينما كادته الشياطين في بداية دعوته .. جاء في الحديث (عن أبي التَّيَّاحِ قال: قُلتُ لعبدِ الرَّحمنِ بنِ خَنْبَشٍ التَّميميِّ - وكان كَبيرًا-: أدرَكتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قال: نعمْ. قال: قُلتُ: كيف صنَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيلةَ كادتْه الشَّياطينُ؟ فقال: إنَّ الشَّياطينَ تَحدَّرَتْ تلك اللَّيلةَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن الأَوديةِ والشِّعابِ، وفيهم شَيطانٌ بيَدِه شُعلةُ نارٍ يُريدُ أنْ يَحرِقَ بها وَجهَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فهبَطَ إليه جِبريلُ عليه السَّلامُ، فقال: يا محمَّدُ، قُلْ. قال: ما أقولُ؟ قال: قُلْ: "أعوذُ بكَلِماتِ اللهِ التَّامَّةِ مِن شَرِّ ما خلَقَ، وذرَأَ وبرَأَ، ومِن شَرِّ ما يَنزِلُ مِن السَّماءِ، ومِن شَرِّ ما يَعرُجُ فيها، ومِن شَرِّ فِتنِ اللَّيلِ والنَّهارِ، ومِن شَرِّ كلِّ طارقٍ، إلَّا طارقًا يَطرُقُ بخيرٍ يا رَحمنُ". قال: فطُفِئَتْ نارُهم، وهزَمَهم اللهُ تَبارَكَ وتَعالى) رواه أحمد وبن أبي شيبه وأبي يعلى .. وقال الهيثمي: رجال أحد إسنادي أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح ‏‏ ..، وذكره الألباني في الصحيحة..، وقال الأرنؤوط في تخريج سير أعلام النبلاء: إسناده صحيح.

 

- قوله (تَحدَّرَتْ): أي أسرعت إليه في محاولة إليه لتؤذيه ..

- قوله (خَلق وذَرَأَ وبرَأ): "قلت خالد صاحب الرسالة": أي من شر ما أوجده الله وذرأه أي أوجد منه ذرية اتبعته .. ومن شر كل من ابرأه من الخير أي نزعه منه .. (هذا رأيي في الشرح - والله أعلم) – وإلا فالعلماء يساوون بين الألفاظ الثلاثة على أنها بمعنى الخلق والإيجاد .. !!

- قوله (طارق): أي من شر من يأتي بالليل .. كالذي يأتي بالليل يضرب على الباب ..

 

10- الطريقة الثانية عشر:

- توسل إلى الله بهذا الدعاء الطيب :

- (اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ , وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، كُنْ لِي جَارًا مِنْ شَرِّ "فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ" .. وَشَرِّ الْجِنِّ .. وَأَتْبَاعِهِمْ .. أَنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ أو أن يطغى .. عَزَّ جَارُكَ .. وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ .. وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ")

- ويكرر قدر المستطاع وأنت تتوسل إلى الله أن يكرمك من بركة هذه الآية.

 

- تعليق على الدعاء السابق:

- حيث روي من طريقين .. مرة موقوفا على أن قائله هو الصحابي عبد الله بن مسعود .. ومرة مرفوعا أي تم رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأنه هو قائله ..

- حديث موقوف: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: (إِذَا كَانَ عَلَى أَحَدِكُمْ إِمَامٌ يَخَافُ تَغَطْرُسَهُ أَوْ ظُلْمَهُ، فَلْيَقُلِ: "اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، كُنْ لِي جَارًا مِنْ "فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ" وَأَحْزَابِهِ مِنْ خَلَائِقِكَ .. أَنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَوْ يَطْغَى .. عَزَّ جَارُكَ .. وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ .. وَلَا إِلَهَ إلا أنت) صحيح الأدب المفرد ورواه الأصبهاني في الترغيب .

 

- حديث مرفوع:  في الحديث عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِذَا تَخَوَّفَ أَحَدُكُمُ السُّلْطَانَ فَلْيَقُلْ: "اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ .. وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ .. كُنْ لِي جَارًا مِنْ شَرِّ "فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ يَعْنِي الَّذِي تُرِيدُ" .. وَشَرِّ الْجِنِّ .. وَأَتْبَاعِهِمْ .. أَنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ .. عَزَّ جَارُكَ .. وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ .. وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ") رواه الطبراني وغيره .. وحسنه بن حجر في بذل الماعون .. وقال الهيثمي: رواه الطبراني، وفيه جنادة بن سلم، وثقه ابن حبان، وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح .. وقال المنذري: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ وَرِجَاله رجال الصَّحِيح إِلَّا جناد بن سلم وَقد وثق وَرَوَاهُ الْأَصْبَهَانِيّ وَغَيره مَوْقُوفا على عبد الله لم يرفعوه .. وذكره الألباني في الضعيفة بأنه ضعيف .. ولكنه صحح الموقوف على قول بن مسعود وختم قائلا: إلا إنه يحتمل أن يكون في حكم المرفوع. والله أعلم. راجع الضعيفة ج5 ص442.

 

- قلت (خالد صاحب الرسالة):

والذي أميل إليه أنه من قول النبي صلى الله عليه وسلم .. ولا أشك في ذلك .. وضعف السند المرفوع لا يعيبه .. بل الموقوف يؤيده .. والله أعلم .

 

- ومن شرح ألفاظ الحديث:

- قوله (تغطرسه): أي تكبره واحتقاره واستعلاءه بمنصبه أو بماله .

- قوله (كن لي جارا): أي أدخلني في معية حفظك وحصن أمانك ورعايتك فلا يصيبني مكروه .

- قوله (فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ يَعْنِي الَّذِي تُرِيدُ): أي هنا تذكر اسم الشخص الذي تظن أنه يريد أن يؤذيك أو يضايقك.

- قوله (وأحزابه): أي أعوانه ومساعديه في الظلم .

- قوله (يفرط): أن يعتدي علي.

- قوله (يطغى): بل وكذلك يعتدي ويظلم من هم تحت رعايتي ومسئوليتي .. لأن الطغيان مجاوزة الحد .

- قوله (عز جارك): أي غلب من كان في معية حفظك ومعتصما بك ولاجئا إليك .

- قوله (وجل ثناؤك): أي تعالى شأنك من أن يستطيع أحد أن يوفي حقوق حمدك وثناءك .. وإلا قد حمدتك بما أنت مستحق له .. ولا نستطيع أن نقول إلا ما أرشدتنا أنت إليه وهو (الحمد لله رب العالمين).

 

- ملحوظة مهمة:

- وإذا أردت الدعاء لحمايتك من عالم الروحانيات  (سواء شياطين الإنس الروحانيين أو شياطين الجن) .. فاقرأه هكذا:

- (اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ .. وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ .. كُنْ لِي جَارًا مِنْ شَرِّ الإنس .. وَشَرِّ الْجِنِّ .. وَأَتْبَاعِهِمْ .. أَنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ أو أن يطغى .. عَزَّ جَارُكَ .. وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ .. وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ)

- والله أعلم .

 

10- الطريقة الثالثة عشر:

- توسل إلى الله بهذا الدعاء الطيب ثلاث مرات ..

- (اللَّهُ أَكْبَرُ. اللَّهُ أَعَزُّ مِنْ خَلْقِهِ جَمِيعًا، اللَّهُ أَعَزُّ مِمَّا أَخَافُ وَأَحْذَرُ، أعوذ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، الْمُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ أَنْ يَقَعْنَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ؛ مِنْ شَرِّ عَبْدِكَ (فُلَانٍ) ، وَجُنُودِهِ وَأَتْبَاعِهِ وَأَشْيَاعِهِ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ. اللَّهُمَّ كُنْ لِي جَارًا مِنْ شَرِّهِمْ، جَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَعَزَّ جَارُكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ) ..

 

- تعليق على الدعاء السابق:

- الذي قال هذا الدعاء هو الصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنه:

-  فعن بن عباس قال: (إِذَا أَتَيْتَ سُلْطَانًا مَهِيبًا، تَخَافُ أَنْ يَسْطُوَ بِكَ . فَقُلِ: "اللَّهُ أَكْبَرُ. اللَّهُ أَعَزُّ مِنْ خَلْقِهِ جَمِيعًا، اللَّهُ أَعَزُّ مِمَّا أَخَافُ وَأَحْذَرُ، أعوذ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، الْمُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ أَنْ يَقَعْنَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ؛ مِنْ شَرِّ عَبْدِكَ فُلَانٍ، وَجُنُودِهِ وَأَتْبَاعِهِ وَأَشْيَاعِهِ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ. اللَّهُمَّ كُنْ لِي جَارًا مِنْ شَرِّهِمْ، جَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَعَزَّ جَارُكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ". ثلاث مرات) صحيح الأدب المفرد.

- قوله (يسطو بك): أي يعتدي عليك .

- قوله (أشياعهم): أنصارهم .

 

- ملحوظة مهمة:

- وإذا أردت الدعاء لحمايتك من عالم الروحانيات (سواء شياطين الإنس الروحانيين أو شياطين الجن) .. فاقرأه هكذا:

- (اللَّهُ أَكْبَرُ. اللَّهُ أَعَزُّ مِنْ خَلْقِهِ جَمِيعًا .. اللَّهُ أَعَزُّ مِمَّا أَخَافُ وَأَحْذَرُ .. أعوذ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ .. الْمُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ أَنْ يَقَعْنَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ .. مِنْ شَرِّ الجن والإنس .. وَجُنُودِهِم وَأَتْبَاعِهِم وَأَشْيَاعِهِم .. اللَّهُمَّ كُنْ لِي جَارًا مِنْ شَرِّهِمْ، جَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَعَزَّ جَارُكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ) ..

- والله أعلم .

 

**********************************

..:: س23: هل من الممكن جمع الطرق السابقة في حزب واحد وقرائتها ؟ ::..

 

- من الممكن لك أخي الحبيب .. أن تجمع الطرق السابقة وتجعلهم في ورقة واحدة تدعو بهم إلى الله .. ولا مانع في ذلك ..

 

- ويوجد أخي الحبيب .. حزب الامان من شر الإنس والجان .. كنت قد كتبته .. كتحصين يقرأه المؤمن .. ويمكنك أن تستخدمه فهو من القرآن .

 

- وإلى هنا يكون الختام في الكلام على الخوف وطرق علاجه .. وغلى طريقة علاج أخرى إن شاء الله تعالى .. والله ولي التوفيق .

 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

 والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسائل العلمية مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -   ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..