ج4: طرق العلاجات الربانية من القرآن والأحاديث النبوية - ما هي الوسيلة لتعرف إن كان بك حسد أم لا - ما هي طرق العلاج من الحسد - متى يظهر وصف الحسد في نفسية الإنسان - كيف توفي حق النعمة حتى لا تحسد - هل سماع الرقية من الأجهزة يصلح كوقاية وتحصين وعلاج - ما الذي قد يشعر به المصاب بالحسد حين رقيته - لماذا تظهر هذه الأعراض على المحسود - كيف نعرف أن الجسم يتعالج أو يتعافى من الحسد.

 بسم الله الرحمن الرحيم

****************************

..:: طرق العلاجات الربانية ::..

- من القرآن والأحاديث النبوية -

******************************

(العلاج الثالث / ج2)

الحسد

علاج المحسود من الحسد والتحصين والوقاية من الحسد 

وكيف تأمن شر مجالسة الحاسد

..:: الفصل الثاني  ::..

(تأثير الرقية على الحسد وطرق العلاج من إصابة الحسد)

*************************

* فهرس:

1- س5: متى يظهر وصف الحسد في نفسية الإنسان ؟

2- س6: كيف توفي حق النعمة حتى لا تحسد ؟

3- س7: ما هي الوسيلة لتعرف إن كان بك حسد أم لا ؟

4- س8: هل سماع الرقية من الأجهزة يصلح كوقاية وتحصين وعلاج ؟

5- س9: ما هي طرق العلاج من الحسد ؟

6- س10: ما الذي قد يشعر به المصاب بالحسد حين رقيته ؟

7- س11: لماذا تظهر هذه الأعراض على المحسود ؟

8- س12: كيف نعرف أن الجسم يتعالج أو يتعافى من الحسد ؟

******************************

(تابع / العلاج الثالث)

الحسد

(تأثير الرقية على الحسد وطرق العلاج من إصابة الحسد)

..:: الفصل الثاني ::..

*************************

 ..:: س5: متى يظهر وصف الحسد في نفسية الإنسان ؟ ::..

 
* قلت (خالد صاحب الرسالة):
- يظهر وصف الحسد في نفسية الإنسان الحاسد حينما يرى نعمة أمامه .. فتتحرك طاقة أو قدرة من داخله لها اعتبارات مختلفة ..
 
1- فقد تكون باعتبار تمني زوال النعمة عن الغير .. بسبب الحقد .
 
2- أو باعتبار الغفلة عن الوفاء بحق النعمة التي رأيتها عند استحسانها سواء في نفسك أو عند رؤيتها عن الغير ..
 

*********************************

 

..:: س6: كيف توفي حق النعمة حتى لا تحسد ؟ ::..

 

- والوفاء بحق رؤية النعمة بأن يكون بالتبريك عليها .. وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ نَفْسِهِ أَوْ مَالِهِ أَوْ أَخِيهِ مَا يُحِبُّ فلْيُبَرِّكْ فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ) رواه الحاكم وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .. ووافقه الذهبي .. وذكره الألباني في صحيح الجامع .
 
- قوله (فليبرك): أي فليدع له بالبركة كأن يقول له: اللهم بارك .. وليس المقصود أن تقول: تبارك الله ..!!
 
- قوله (العين حق): أي حقيقة وجودية ثابته لها تأثير على النفوس والماديات ..
 
- انتبه أخي الحبيب جيدا :
- لا تظن أخي الحبيب .. أن مجرد قولك لكلمات التبريك والمشيئة .. كأن تقول تبارك الله واللهم بارك – وما شاء الله .. فهذا يجعلك في مناعة من أن تكون حاسد .. لا .. وإنما المناعة تحدث حينما تكون أنت راجيا منع الحسد .. فتنفعل لك كلمات التبريك والمشيئة ..
 
- ولكن إذا كنت كلمات التبريك هي مجرد عادة على لسانك .. دون رغبة صادقة منه في حجب نفسك عن أذية الآخر .. فلن تنفعل لك الكلمات ببركتها ..

- فقوة هذه الكلمات هو لأنها تذكرك بأن الله هو المنعم على الآخر بهذه النعم .. وهذه مشيئته فتأدب مع الله .. !! ولذلك يحدث انكسار لشوكة النفس .. فانتبه .
 

**************************

 

..:: س7: ما هي الوسيلة لتعرف إن كان بك حسد أم لا ؟ ::..

 
- كثيرا أخي الحبيب .. نريد أن نعرف إن كان أصابنا نوع من الحسد أم لا .. خاصة حينما تبدأ في الشعور بخمول وكسل مفاجيء بعد أن كنت نشيطا ولديك عزيمة .
- فمن ضمن الوسائل التي تساعدك في معرفة إن كان بك وجود حسد أم لا .. هو سماع الرقية مثل سماع رقية المعوذتين أي سورتي الفلق والناس، مع الدعوات النبوية الخاصة بهذا الموضوع ..
 
- وأبسط أنواع الرقى التي تكشف لك ذلك .. هي سورة الفلق .. وإليك طريقة ناجحة جدا إن شاء الله تعالى .. وقد أُلهمت بقرائتها هكذا كوسيلة إلى الله مستعيذا به سبحانه وبكلامه من شر كل ذي شر .. وكثيرا أحببت استخدامها في الكشف على الحالات .. والعلاج أيضا أثناء رقية البعض .. ليقيني في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
 
- وإليك الطريقة:
- يتم قراءة سورة الفلق من أول البسملة .. حتى إذا أتيت إلى قوله (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) .. فكررها كثيرا بلا عدد أو على الأقل سبعة مرات .. سواء كنت تقرأ على نفسك أو على الذي تريد رقيته .. ثم أعد مرة أخرى قراءة السورة من بدايتها حتى إذا اتيت لأخر آية فكررها .. وهكذا تفعل سبعة مرات تكرر السورة كاملة .. وكل مرة تكرر آخر آية بعدد سبعة أو أي عدد أو بقدر عزيمتك أي تقرأها بلا عدد ..!!
 
- وهذه الطريقة هي للكشف وللعلاج أيضا .. في نفس الوقت ..
 
- وإن شاء الله ستجد خيرا جميلا بإذن الله .. مع قراءة السورة هكذا على ما تظن أن به إصابة نفس أو عين أو حسد ..!!
 
- ويمكنك أن تضيف ما تشاء من الدعوات النبوية الطيبة الخاصة بهذه المسألة .. وقد ذكرتها لك كاملة .. في رسالة رقية الشفاء .. ويمكنك تحميلها وطباعتها والرقية بها .. فهي تحمل كل الدعوات النبوية الخاصة برقية الحسد .. مع تفاصيل أدلتها الشرعية.
 
- وأسأل الله للجميع الشفاء من كل داء .. آمين يا رب العالمين .
 
* انتبه جيدا :
- أولا: لن تجد بركة خصوصية القرآن لو قلت في نفسك سأجرب أن اقرأ كذا ليحدث كذا ..!! ليه ؟ لأن التجربة شك .. والشك يفسد العمل ويقطع المدد ..!!
 
- ثانيا: لا يوجد سر في الأعداد التي أكتبها لك .. وإنما الأصل هو الإيمان الصادق في توجهك لله .. وليس في العدد .. لأنه كما قلنا أن العدد ليس مقصود بذاته .. وإنما المقصود هو التوسل إلى الله بكلامه والإلحاح في طلب الوقاية والعلاج منه سبحانه .. فانتبه !!
 
- وغالبا عن شخصي .. فأحب التبريك بالرقم سبعة أو ثلاثة من باب التبرك بعدد كان يحب النبي صلى الله عليه وسلم يذكر به في الدعوات العلاجية ..
 
- وإليك بعض الأمثلة على ذلك:
1- ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما مِنْ عبدٍ مسلمٍ يعودُ مريضًا لم يَحضُرْ أجلُه فيقولُ سبعَ مراتٍ : أسألُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أنْ يَشفيَكَ إلا عُوفيَ) رواه أحمد والترمذي .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح ..، وذكره الألباني في صحيح الترمذي وصحيح الجامع.
 
2- وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري قال: (بَعَثَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سَرِيَّةٍ .. فنزَلْنا بقَومٍ فسأَلْناهم القِرَى .. فلم يُقْرُونا .. فلُدِغَ سَيِّدُهم .. فأتَونا فقالوا: هل فيكم من يَرقي من العَقْربِ؟ قلتُ: نعم .. أنا .. ولكِنْ لا أَرقِيه حتى تُعْطونا غَنَمًا .. قال: فأنا أُعطيكم ثلاثينَ شاةً، فقَبِلْنا، فقرأتُ عليه { الْحَمْدُ لِلَّهِ } سَبْعَ مرَّاتٍ .. فبَرَأ .. وقبَضْنا الغَنَمَ .. قال: فعَرَض في أنفُسِنا منها شيءٌ .. فقُلْنا: لا تَعْجَلوا حتى تأتوا رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم .. قال: فلمَّا قَدِمْنا عليه ذكَرْتُ له الذي صنَعْتُ؟ قال: وما عَلِمْتَ أنَّها رُقيةٌ؟ اقبِضوا الغَنَم .. واضرِبوا لي معكم بسَهمٍ) صحيح الترمذي وصحيح بن ماحة.
 
- قوله (فسأَلْناهم القِرَى - فلم يُقْرُونا): فطلبنا منهم إكرامنا بالضيافة .. فرفضوا أن يضيفونا.
 
- قوله (الحمد لله): أي قرأت عليه سورة الفاتحة كاملة سبع مرات .
 
3- وفي الحديث عن عثمان بن أبي العاص قال: (أنَّهُ شَكَا إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَجَعًا يَجِدُهُ في جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ضَعْ يَدَكَ علَى الذي تَأَلَّمَ مِن جَسَدِكَ، وَقُلْ: باسْمِ اللهِ (ثَلَاثًا) .. وَقُلْ (سَبْعَ مَرَّاتٍ): أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ) صحيح مسلم.
 
- وفي رواية بلفظ: (اجعل يدَكَ اليُمنى عليهِ، وقُلْ بسمِ اللَّهِ أعوذُ بعزَّةِ اللَّهِ، وقدرتِهِ من شرِّ ما أجدُ، وأحاذرُ، سبعَ مرَّاتٍ .. فقلتُ ذلِكَ، فَشفانيَ اللَّهُ) صحيح بن ماجه.
 
- وفي رواية بلفظ: (ضَعْ يَمينَكَ على مكانِكَ الذي تَشتَكي، فامسَحْ بها سَبعَ مرَّاتٍ .. وقُلْ: أَعوذُ بعِزَّةِ اللهِ، وقُدرَتِه من شَرِّ ما أجِدُ .. في كلِّ مَسحةٍ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح.
 
- قوله (بعزة الله): أحتمي بالإله الواحد الأحد لا شريك له .. والمنفرد بالقدرة على كل شيء ..
 
- قوله (ضع يدك): أي استخدمها كوسيط مع الرقية .. وفي رواية أخرى قال (ضع يمينك) أي يدك اليمنى.
 
- قوله (أَعُوذُ بالله وقُدرَتِه): أي ألجأ وأحتمي بالله معتصما به موقنا بقدرته على كل شيء .. في أن يحميني ويقيني ويحفظني من شر ما أجد من الوجع فيصرفه عني .. بل ويحميني ويقيني ويحفظني مما قد (أحاذر) أي أخاف أن يحدث لي ويصيبني من المرض مستقبلا ..
 
- كأنه يقصد أن يقول: وكلت الأمر إلى الله في إغاثتي مما يوجعني حاليا .. ووكلت إليه الأمر في حمايتي مما قد يصيبني من وجه مستقبلا ..
 

**************************

 

..:: س8: هل سماع الرقية من الأجهزة يصلح كوقاية وتحصين وعلاج ؟ ::..

* وقد تسال أخي الحبيب .. فتقول: هل سماع الرقية من الأجهزة كالموبايل .. هو وقاية وتحصين من الإصابة ؟ كما هو قد يكون كشف وعلاج ؟
- قلت لك :
1- السماع لا ينفع كوقاية وتحصين .. إلا من حيث تأثيره في القلب إيمانيا .. أما كعلاج .. لا .. لأن الوقاية والتحصين تأتي من القرآءة بنفسك على نفسك ..  وكيفية ذلك .. بأن تقرأ على كفيك سورة الفلق والناس ثلاث مرات صباحا ومساءا .. ثم تمسح بيديك على رأسك ورقبتك وعلى سائر جسمك (على ظاهر ملابسك) حتى قدميك ..
 
2- أما كونها تصلح ككشف وعلاج .. فتأثير ذلك يتوقف على عزيمة وقلب الراقي وإخلاصه وقت تسجيل الرقية .. بالإضافة إلى توفيق الله وإذنه بالشفاء ..!!
- والله أعلم .
 

*********************************

 

..:: س9: ما هي طرق العلاج من الحسد ؟ ::..

 
- اعلم أخي الحبيب .. أن الحسد من أصعب العلاجات .. لأنه يخذ وقت طويل في إصلاح ما تم إتلافه .. هذا على افتراض أنه يمكن علاجه .. لأن غالبا الحسد يتلف الشيء أو يفسده .. !! وهنا يكون العلاج عضويا .. كالرياضي الذي يصاب بنظرة في صحته فيصاب مثلا في رجله فيتم كسرها .. فهذه يتم علاجها بالجبيرة الطبية .. وليس بالرقية ..!!
 
- وأحيانا يؤدي الحسد إلى وفاة .. وهذا لا علاج له ..!!
- وقد روي في الحديث: (إِنَّ العَيْنَ لَتُدْخِلُ الرَّجُلَ القَبْرَ، والجَمَلَ القِدْرَ) رواه الشهاب القضاعي في مسنده .. وأبو نعيم في الحلية .. وضعفه السخاوي والذهبي والسيوطي .. وحسنة الشيخ الألباني في الصحيحة .. !!
 
- قوله (الجمل القدر): أي تكون سبب في انهيار قواه حتى لا يجد أصحابه من مفر إلا ذبحه لينتفعوا بلحمه قبل أن يموت .. فيطبخونه في القدر التي هي الطنجرة الكبيرة أو حلة الطبخ الكبيرة .
 
- ولكن أغلب الحسد في العموم يظهر أثره في إضعاف القوى البدنية .. كظهور الخمول والكسل .. أو في ضعف عضو من أعضاء الجسم كالكتف أو الرأس أو الرجل أو الظهر .. ونقصد هنا ضعف مفاجيء بلا أسباب .. أو ظهور علامات على الجسم كالبقع مثلا (ما لم يكن لها سبب عضوي) ..!!
 
- كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم أسماء بنت عُمَيس امرأةَ جَعْفَرِ بنِ أبي طالِبٍ .. فقال لها: (مَا شَأْنُ أَجْسَامِ بَنِي أَخِي ضَارِعَةً، أَتُصِيبُهُمْ حَاجَةٌ؟ " قَالَتْ: لَا، وَلَكِنْ تُسْرِعُ إِلَيْهِمُ الْعَيْنُ، أَفَنَرْقِيهِمْ؟ قَالَ: " وَبِمَاذَا؟ " فَعَرَضَتْ عَلَيْهِ فَقَالَ: "ارْقِيهِمْ") رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: صحيح على شرط مسلم.
 
- قولها (العين تسرع إليهم): أي يتأثرون بإصابة العين.
- قوله (تصيبهم الحاجة): أي هل ما يصيبهم من ضعف بسبب الفقر والحاجة إلى طعام ..!!
 
- وعن السيدة أم سلمة قالت: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَأَى في بَيْتِها جارِيَةً في وجْهِها سَفْعَةٌ .. فقالَ: اسْتَرْقُوا لَها، فإنَّ بها النَّظْرَةَ) صحيح البخاري .
- وقوله (جارية): أي فتاة صغيرة ..
- وقوله (السفعة): أي تغير في جزء من لون الوجه كالبقعة الكبيرة يميل لونها للسواد أو للأحمرار الغامق جدا .. نتيجة النظرة والحسد .
 
- وفي العموم فإن الحسد الممكن علاجه هو ما يترتب عليه ضعف أو خمول أو كسل يصيب الإنسان بعد أن كان يشعر بنشاط وعزيمة وهمة .. ثم يحدث فجأة أن تنطفيء هذه العزيمة أو النشاط في نفسه ..
 
- وأيضا ما سبق على افتراض أن الإنسان لا يوجد به خلل في الغدة الدرقية أو خلل في أنزيمات الكبد أو خلل في الدم كوجود انيميا ..!!
 
- لذلك لا تهتم بوجود حسد إلا بعد اتخاذ كافة الإجراءات الطبية .. وإظهار نتيجة التحاليل الطبية .. فإن تبين أنك بخير في التحاليل الطبية .. فهنا تدرك أن هناك خلل بسبب عين أصابتك أي نفس أصابتك وقد أثرت بضعف في بدنك .. 
 
- وإليك بعض الطرق التي ممكن أن تساعد بها نفسك وغيرك .. لو شعرت أنك محسود أو غيرك محسود .. وفجأة بدأت تشعر بوجود خمول وكسل وقلة نشاط مفاجيء .. !! فاتبع الآتي:
 
1- الطريقة الأولى:
- استخدام المعوذتين (أي سورتي الفلق والناس) لما فيهما من بركة وقاية وعلاج ..
- عن عقبة بن عامر عن النبي قال : (يا عقبةُ قل فقلتُ ماذا أقولُ يا رسولَ اللَّهِ فسَكتَ عنِّي ثمَّ قالَ يا عقبةُ قل قلتُ ماذا أقولُ يا رسولَ اللَّهِ فسَكتَ عنِّي فقلتُ اللَّهمَّ ارددْهُ عليَّ فقالَ يا عقبةُ قل قلتُ ماذا أقولُ يا رسولَ اللَّهِ فقالَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ فقرأتُها حتَّى أتيتُ على آخرِها ثمَّ قالَ قل قلتُ ماذا أقولُ يا رسولَ اللَّهِ قالَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ فقرأتُها حتَّى أتيتُ على آخرِها ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ عندَ ذلِكَ ما سألَ سائلٌ بمثلِهما ولا استعاذَ مستعيذٌ بمثلِهما) صحيح النسائي .
 
- عن ابن عائش الجهني عن النبي قال : (يا ابن عابسٍ ألا أُخبركَ بأفضلَ ما تعوَّذَ بهِ المتعوذونَ ؟ قال : بلى يا رسولَ اللهِ ، قال : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الفَلَقِ ) (وقُلْ أَعُوذُ بِرَبّ النّاسِ ) ، هاتينِ السورتينِ ..) صحيح النسائي .
 
* واعلم أخي الحبيب أن لسورتي الفلق والناس قوة في التحصين والعلاج ..
 
- لأن السورتين هما عُوذة وليس مجرد رقية ..!! 
- يعني يتم استخدامهما في الوقاية وفي العلاج .. يعني للتحصين وللاستشفاء .. من كل سوء ظاهر وباطن .. بإذن من الله تعالى ..
 
* ودليل ذلك على أنهما يستخدمان في حال الصحة (كتحصين)  وحال المرض (كعلاج) :
 
- أولا: في حال الصحة :
عن السيدة عائشة قالت : ( كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا أوَى إلى فِرَاشِهِ ، نَفَثَ في كَفَّيْهِ بقُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ وبِالْمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعًا ، ثُمَّ يَمْسَحُ بهِما وجْهَهُ ، وما بَلَغَتْ يَدَاهُ مِن جَسَدِهِ قَالَتْ عَائِشَةُ : فَلَمَّا اشْتَكَى كانَ يَأْمُرُنِي أنْ أفْعَلَ ذلكَ به ) صحيح البخاري .
- قوله (المعوذتين) : هما سورة الفلق والناس ..
 
- ثانيا: في حال المرض :
عن السيدة عائشة قالت : ( أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ ، وَيَنْفُثُ ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عليه ، وَأَمْسَحُ عنْه بيَدِهِ ، رَجَاءَ بَرَكَتِهَا . وفي روايةٍ : أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى نَفَثَ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ وَمَسَحَ عنْه بيَدِهِ ) صحيح مسلم ..
- والمعوذات هنا المقصود بهم .. سورة الإخلاص والفلق والناس ..
 
* واعلم أخي الحبيب أن المعوذتين لهما تأثير في تهدئة الأطفال الصغار ..
 
- فهاتين السورتين لهما تأثير عجيب على الأطفال الصغار لتهدئتهم خاصة لو أصابتهم عين حاسد .. حيث يتم قرائتهما كما سبق بيانه .. وأنت واضع يدك على رأسه أو صدره وهو نائم أو صاحي .. وتقرأ مرة سورة الفلق وتكرر آخر آية قدر عزيمتك (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) .. ثم تقرأ سورة الناس وتقرأ آخر ثلاث آيات (مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ . الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ . مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) .. تكررهم بقدر عزيمتك ..
 
- ثم تعود للقرآءة لسورة الفلق مرة أخرى ثم لسورة الناس وهكذا تفعل ثلاث مرات أو سبعة .. أو قدر عزيمتك ..
 
- ولا تنسى أخي الحبيب .. أن التكرار إنما هو توسل إلى الله بكلامه .. وفي داخلك تكون نيتك هي ان تقول يا رب ارزقي مدد وبركة ونور آياتك .
 
- وقراءة المعوذتين هما لعموم الوقاية من الأوجاع وللعلاج أيضا وخاصة الأمور النفسية والروحانية .. كالحسد والوسوسة .  
 
- وكن على يقين من كلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم ..
 
- وتستمر كل يوم حتى تجد الخير إن شاء الله في عدة أيام قليلة بإذن الله ..
 
2- الطريقة الثانية:
- قراءة سورة الفلق لعلاج الحسد .. وهي تتم كما سبق في طريقة الكشف على الحاسد (لأن سورة الفلق هي للكشف وللحماية وللعلاج) ..
- وهذه الطريقة كما قلنا تكون عن طريقة تكرار السورة سبعة مرات وكل مرة تكرر آخر آية قدر عزيمتك .. وأنت تقول في داخل نفسك عند تكرار السورة والآية: يا رب ارزقي بركة ومدد ونور هذه السورة وآياتها .
 
3- الطريقة الثالثة:
- طريقة أنفاس أو عرق الحاسد ..
- وهي أن يتوضأ الحاسد وتأخذ وضوئه وتغتسل به .. وهذا في حالة أنه اعترف بأنه حسد .. بل وقد يترتب على ذلك نزاعات وقطع علاقات وأرحام في حال واجهت أحد بأنه حسد .. وتطلب منه أن يتوضأ ..!! بل قد يزداد الأمر سوءا لو توضأ وظلت العلة موجودة في الشخص فيكون اتهامك لهذا الشخص هو اتهام باطل وسيترتب على ذلك مشاكل لا تتوقف ..!!
 
- ولذلك لجأ جدودنا لحيلة أخرى دفعا للمشاكل:   
- وهي أن يأتوا بمن يظنوا أنه حسد ويستضيفونه .. ثم يأخذون كل ما شرب فيه أو أكل منه ويضعونه في كميه ماء كبيرة ويتم الاغتسال بهذا الماء ..
- مثال ذلك: وهي أن تأخذ كوب من فنجان قهوة أو شاي أو حتى كوب ماء .. قد شرب منه من تظن أنه حسدك .. ثم تضعه في سطل أو جردل أو كروانه أو طنجرة ماء .. وتترك هذا الكوب في الماء عدة دقائق .. ثم تأخذ هذا الماء لتغتسل به لو كنت أنت المحسود .. ومن الممكن أخذ ولو ورقة مناديل قد استخدمها هذا الحاسد .. وتضعها في الماء .. أو أي شيء استخدمه كملعقة أو طبق ..
 
- والفكرة في ذلك هي وجود أنفاسه أو عرقه على هذا الأثر ..
 
- والغرض من ذلك هو أنك تريد أن تمحو سم الحاسد بترياق من جنس سمه .. كالأفعى التي تحمل السم وهذا السم في ذاته يحمل الترياق .. 
 
- وأعلم أن الطريقة السابقة .. تم الاهتداء إليها من خلال قصة حدثت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ..
- فعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّهُ: سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ: (اغْتَسَلَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ بِالْخَرَّارِ، فَنَزَعَ جُبَّةً كَانَتْ عَلَيْهِ، وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ يَنْظُرُ، قَالَ: وَكَانَ رَجُلًا أَبْيَضَ حَسَنَ الْجِلْدِ، فَقَالَ لَهُ عَامِرٌ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ، وَلَا جَلْدَ عَذْرَاءَ، فَوُعِكَ سَهْلٌ مَكَانَهُ، وَاشْتَدَّ وَعْكُهُ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُخْبِرَ أَنَّ سَهْلًا قَدْ وُعِكَ، وَأَنَّهُ غَيْرُ رَائِحٍ مَعَكَ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ سَهْلٌ الَّذِي كَانَ مِنْ شَأْنِ عَامِرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟ أَلَا بَرَّكْتَ، إِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ تَوَضَّأْ لَهُ» ، فَتَوَضَّأَ لَهُ عَامِرٌ، فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ) رواه الطبراني وبن حبان .. وقال الأرنؤوط : رجاله ثقات رجال الشيخين ، وقال الألباني : صحيح .
 
- وقوله (الْخَرَّارِ): عين ماء جارية مكانها بالجحفة وتسمى وادي الخرار .. ولعل الصحابي كان يغتسل بوضع الماء تبريدا على جسمه من الحر .. وسميت عين الماء الجارية بالخرار بسبب خرير الماء الذي هو صوت الماء .
- وقوله (فوعك): أي سقط متألما في مكانه لا يتحرك من الألم .. وكأن طلقة رصاص أصابته .
- قوله (غير رائح): أي لا يستطيع أن يذهب إلى النبي ليذهب معه في مشوار قد اتفقا عليه .
- قوله (يقتل أخاه): تشبيه الحسد بالقتل .. لما في الحسد من ضرر قد يؤدي إلى الموت فعلا .
- قوله (ألا بركت): أي حينما رأيت ما يعجبك كنت تقول: تبارك الله .. او تبارك الله احسن الخالقين .
- قوله (العين حق): أي الإصابة بالعين لها حقيقة وجودية ثابته لها تأثير على النفوس والماديات ..
- قوله (فتوضأ له): أي أن النبي أمر عامر بأن يتوضأ لمن أصابه بالعين .
- قوله (ليس به بأس): أي فحين أغتسل سهل بوضوء عامر .. وصبه على نفسه .. حتى زالت عنه علة المرض وكأن لم يكن به شيء .
 
- انتبه لشيء مهم: أن هذا الحديث يوضح أن الشيطان لا شأن له بعملية الحسد كما يزعم البعض أن الشيطان هو الذي يسبب ضرر الحسد .. لا .. بدليل قول النبي (عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟ أَلَا بَرَّكْتَ، إِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ) .. ولو لم تكن عين الإنسان مرسال لطاقة الشر المودعة فيه .. فلماذا قال النبي (العين حق) ؟!!
 
- بل ولماذا استعاذ من عين الإنسان ؟!! إلا إذا كان لها تأثير ..!!
 
- وقد تقول: ولو كان الشيطان يصيب المحسود بضرر .. فلماذا ينسب الحسد للإنسان ..؟!!
 
- فيقال لك: أن الشياطين تقوم بتنفيذ السحر .. ومع ذلك ينسب الفع للساحر ولا يقال أن الشيطان هو الفاعل ؟
 
- فتقول: لأن الساحر قام بتحضير وتسخير وتسليط عن إرادة منه في أذى الشخص بهذه الوسيلة الشيطانية .. ولكن الحسد ليس فيه استحضار  ولا تسليط .. وإنما هو فعل ذاتي من النفس بدليل قول النبي (علام يقتل احدكم أخاه .. العين حق).
 
4- الطريقة الرابعة:
- الدعوات النبوية المباركة في علاج الحسد .. ومنها:
أ- (باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِن كُلِّ شيءٍ يُؤْذِيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ) صحيح مسلم.
 
- عن ابي سعيد الخدري: (أنَّ جِبْرِيلَ، أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ؟ فَقالَ: نَعَمْ قالَ: باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِن كُلِّ شيءٍ يُؤْذِيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ) صحيح مسلم.
- قوله (اشتكيت): أي نزل بك مرض تشتكي منه الوجع والألم .
- قوله (أرقيك): أي اعالجك مما اصابك ببركة اسم الله ..
- قوله (يؤذيك): يؤثر عليك بالضرر في ظاهرك وباطنك ..
 
ب- (باسْمِ اللهِ يُبْرِيكَ، وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إذَا حَسَدَ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ) صحيح مسلم.
 
- عن السيدة عائشة قالت: (كانَ إذَا اشْتَكَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَقَاهُ جِبْرِيلُ، قالَ: باسْمِ اللهِ يُبْرِيكَ، وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إذَا حَسَدَ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ) صحيح مسلم.
 
ج- (بسمِ اللَّهِ أرقيكَ، من كلِّ شيءٍ يؤذيكَ، مِن حسَدِ حاسدٍ، ومِن كلِّ عينٍ، اللَّهُ يَشفيكَ) صحيح بن ماجه .
 
- عن عبادة بن الصامت قال: (أتى جَبرائيلُ عليهِ السَّلامُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، وَهوَ يوعَكُ، فقالَ: بسمِ اللَّهِ أرقيكَ، من كلِّ شيءٍ يؤذيكَ، مِن حسَدِ حاسدٍ، ومِن كلِّ عينٍ، اللَّهُ يَشفيكَ) صحيح بن ماجه .
 
د- (اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا) صحيح البخاري.
 
- عن السيدة عائشة قالت: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أهْلِهِ، يَمْسَحُ بيَدِهِ اليُمْنَى ويقولُ: اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا) صحيح البخاري.
 
- قوله (أذهب الباس): أي امحو كل شدة وألم ووجع يشكو منه المريض وما لا يعرفه كذلك .
 
- قوله (شفاء): يقال أشفى على الشيء: أي أشرف عليه وظهر .. وسمي الشفاء شفاءً لغلبته للمرض وإشفائه عليه .. أو بمعنى الحد .. كشفا حفرة .. ويكون معنى الشفاء حينئذ أنه المداواة التي أتت على كامل المرض حتى بلغت نهايته فمحته ولم تترك منه شيء ..
- والشفاء عموما يقصد به هو تخلص البدن من المرض .. ويطلق على الظاهر وعلى الباطن.
 
- والشافي: لأنه أشرف على المريض (أي تجلي عليه) بما فيه مداواته ولم يترك للمرض أثر وجود ..!! والله أعلم .
 
- قوله (شفاءً لا يُغادِرُ سَقَمًا): أي: شفاءً مطلقًا لا يَترُكُ أيَّ مرضٍ أو أثرٍ له  .. أي لا يترك مرضا ولو كان خفيفا .. والتنوين أفاد التقليل .. أي مهما كان المرض خفيفا فاشفه يا رب منه ..
 
هـ - (أذهِبِ الباسَ ربَّ الناسِ .. بيدك الشفاءُ .. لا كاشفَ لهُ إلا أنتَ) صحيح مسلم.
- (امْسَحِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ .. بيَدِكَ الشِّفَاءُ .. لا كَاشِفَ له إلَّا أنْتَ) صحيح البخاري.
 
- عَنْ السيدة عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: (كُنْتُ أَرْقِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ الْعَيْنِ، فَأَضَعُ يَدِي عَلَى صَدْرِهِ وَأَقُولُ: امْسَحْ الْبَأسَ رَبَّ النَّاسِ، بِيَدِكَ الشِّفَاءُ، لَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا أَنْتَ) رواه أحمد .. قال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم .. وذكره الألباني في الصحيحة.
 
- قوله (امسح): أي أزل وأبعد وأذهب وامحو المرض كله .
 
- قوله (الباس): أي امحو كل شدة وألم ووجع يشكو منه المريض وما لا يعرفه كذلك .
 
- قوله (كاشف): أي لا صارف ولا رافع ولا مزيل لهذا المرض إلا إذا أَذِنْتَ أنت بذلك .. لأنك قادر على ذلك ..
 
- وفي رواية بلفظ: عن السيدة عائشة قالت: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَرْقِي بهذِه الرُّقْيَةِ: "أَذْهِبِ البَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، بيَدِكَ الشِّفَاءُ، لا كَاشِفَ له إلَّا أَنْتَ") صحيح مسلم.
 
- وفي رواية بلفظ: عن السيدة عائشة قالت: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَرْقِي يقولُ: "امْسَحِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، بيَدِكَ الشِّفَاءُ، لا كَاشِفَ له إلَّا أنْتَ") صحيح البخاري.
 
و- (أذهِبِ البأْسَ ربَّ الناسِ، واشْفِ وأنتَ الشافي، لا شِفاءَ إلَّا شِفاؤُكَ، شِفاءً لا يُغادِرُ سَقَمًا) رواه أحمد.
- عن السيدة عائشة قالت: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذا اشْتَكى أحَدٌ مسَحَه بيَمينِه، ثُم قال: أذهِبِ البأْسَ ربَّ الناسِ، واشْفِ وأنتَ الشافي، لا شِفاءَ إلَّا شِفاؤُكَ، شِفاءً لا يُغادِرُ سَقَمًا) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط:  إسناده صحيح على شرط الشيخين.
 
ي- (أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ ) رواه أحمد.
- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالَ: (تَنَاوَلْتُ قِدْرًا لِأُمِّي، فَاحْتَرَقَتْ يَدِي، فَذَهَبَتْ بِي أُمِّي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ يَدِي، وَلَا أَدْرِي مَا يَقُولُ، أَنَا أَصْغَرُ مِنْ ذَاكَ، فَسَأَلْتُ أُمِّي، فَقَالَتْ: كَانَ يَقُولُ: " أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: مرفوعه صحيح، وهذا إسناد حسن.
 
- قوله (أذهب الباس): أي امحو كل شدة وألم ووجع يشكو منه المريض وما لا يعرفه كذلك .
 
- قوله (قِدْرًا): أي أنه ذهب ليحمل وعاء للطبخ كانت أمه تضعه على النار .. فاحترقت يده .. ولعل ذلك لأن ما كان بالوعاء قد انقلب على يده وهو ساخن جدا .. 
 
ك- (أذهِبِ البأْسَ رَبَّ الناسِ .. أنتَ الطبيبُ .. وأنتَ الشافي) رواه أحمد.
- عن السيدة عائشة قالت: (مرِضَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فوضَعْتُ يَدي على صَدرِه، فقُلْتُ: "أذهِبِ البأْسَ رَبَّ الناسِ، أنتَ الطبيبُ، وأنتَ الشافي"، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يقولُ: أَلحِقْني بالرَّفيقِ الأَعْلى، وأَلحِقْني بالرَّفيقِ الأَعْلى) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط البخاري.
 
ل- (بِسمِ اللهِ أَرْقيكَ .. واللهُ يَشْفيكَ، من كلِّ داءٍ فيكَ .. أَذهِبِ الباسَ ربَّ النَّاسِ .. واشفِ أنت الشَّافي .. لا شافِيَ إلَّا أنت) رواه أحمد.
- عن السيدة ميمونة بنت الحارث قالت لابن اخيها عبدِ الرَّحمنِ بنِ السَّائبِ: (يا ابنَ أخي، ألَا أَرقِيكَ برُقْيةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ؟ قلتُ: بلى، قالتْ: بِسمِ اللهِ أَرْقيكَ، واللهُ يَشْفيكَ، من كلِّ داءٍ فيكَ، أَذهِبِ الباسَ ربَّ النَّاسِ، واشفِ أنت الشَّافي، لا شافِيَ إلَّا أنت) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: حديث صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ حسن.
 
- ولمزيد من الدعوات ارجع (لرسالة رقية الشفاء بكلام الملائكة والأنبياء) .. للأستاذ خالد أبوعوف.
 
5- الطريقة الخامسة:

 

5- الطريقة الخامسة:

- طريقة الأسماء الحسنى .. ومن الأسماء الحسنى التي لها أثر قوي في شفاء الحسد .. هو اسم الله "الشافي" .. فيمكنك أن تتوسل إلى الله باسمه الشافي .. فتدعو بدعاء النبي (أذهِبِ البأْسَ رَبَّ الناسِ .. أنتَ الطبيبُ .. وأنتَ الشافي) رواه أحمد. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط البخاري..، أو تدعو بدعاء النبي (اللهمَّ رَبَّ الناسِ أَذْهِبْ الباسَ ، واشْفِ وأنتَ الشَّافي ، لا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ .. شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا) رواه بن أبي شيبه .. وذكره الألباني في الصحيحة بأنه إسناد صحيح على شرط الشيخين.

 

- ومن الأسماء التي لها قوة في الحماية من الحسد وغيره فهي أسماء الله: الكافي الحفيظ المانع اللطيف .. فيمكنك أن تقول: (يا ألله يا كافي يا حفيظ يا مانع يا لطيف .. أكفني واحفظني وألطف بي وامنع عني كيد الكائدين وحسد الحاسدين يا أرحم الراحمين ) .. وتظل تتوسل بالدعاء .

 

*******************************

 

*******************************

 

..:: س10: ما الذي قد يشعر به المصاب بالحسد حين رقيته ؟ ::..

 
- قد تتسائل أخي الحبيب عن الأعراض التي من الممكن أن تظهر فقط مع قراءة الرقية أو سماعها :
1- غالبا عند رقية الشخص المصاب بالحسد أو عند سماعه للرقية .. تجده في حالة تثاؤب مستمر أو متكرر .. دون سيطرة منه على هذا الأمر ..
 
2- وقد يشعر بزيد من الضيق على الصدر .. وكأنه شيء ثقيل على صدره ..
 
3- وقد يشعر بألم متكرر في مكان محدد ثابت .. أو نغز ووخز في مكان معين ثابت مثل الدبابيس .. وهذا نادرا .
 
* انتبه جيدا للآتي حتى لا تتوهم :
1- هذا العرض الأخير وهو الألم في مكان محدد .. لو ظهر في غير وقت الرقية .. فهو نتيجة مرض عضوي .. نتيجة ارتفاع أملاح في الجسم غالبا .. فرجاء سرعة عمل التحاليل اللازمة لذلك ..
 
2- قد يظهر عليك حركة عصبية في صورة نبض متحرك أو شكشكة أو وخز متحرك في الجسم .. فهذا يحتاج لعلاج أعصاب .. ومراجعة حالك مع الله في أفعالك وأقوالك ..!!
 
3- إياك تستمع للرقية أو تقرأ الرقية أو حتى وأنت تقرأ أذكارك .. أن تكون جالس متربعا على الارض .. إيااااااااااااك .. لأن ذلك سيسبب لك ألما في الظهر وأعصاب الرجلين وتشعر بألم متفرق ومتنقل في كل أجزاء الجسم .. وستتوهم أن ذلك بسبب الرقية أو الذكر .. لا .. ليس بسبب الرقية أو الذكر وإنما بسبب هذه الجلسة الخاطئة والمؤذية لك ..!!
- ولذلك وقت الرقية أو حتى قرائتك للأذكار . فافعل ذلك وأنت جالسا على كرسي أو ممد قدميك على السرير .. أي يكون جسمك متحرر وليس مكتوم في جلسة مربعة ..!!
 

**************************

 

..:: س11: لماذا تظهر هذه الأعراض على المحسود ؟ ::..

 
- قد يثير فضولك سؤال .. وهو لماذا قد تظهر مثل هذه الأعراض على المحسود ..؟
 
- الإجابة ببساطة .. أن الحسد يفسد القوى البدنية ويجعلها في حالة خمول وكسل وضعف .. وعدم رغبة في فعل شيء .. ويكون فعل أي شيء عليك ثقيل جدا .. ولا تفعله إلا تحت ضغط أو ضرورة قصوى .. بعد أن كنت تفعله بمنتهى النشاط والعزيمة وتسعى في الحياة بدون أي مشكلة .
 
- فهذه العلامات أو الأعراض ما هي إلا مؤشر على تأثير الحسد الموجود في الجسد .. فمثلا حينما تتثائب وهذا غالب المحسودين .. فأنت تفهم أن هناك حسد في الجسم قد أثر عليك بالخمول والإرهاق .. 
 

*******************************

 

..:: س12: كيف نعرف أن الجسم يتعالج أو يتعافى من الحسد ؟ ::..

 
- ويظهر العلاج أخي الحبيب .. من خلال طريقتين:
- الأولى: انتهاء الأعراض .. مثل انتهاء التثاؤب .. أو اختفاء الثقل الذي أحيانا يظهر على الصدر .. أو انتهاء الوخز البسيط الذي يظهر في مكان معين ..
 
- الثانية: قد تشعر مع الراحة التي تحسها .. بوجود هواء خفيف يخرج من بين أصابع القدمين أو اليدين .. أن من نهاية أطراف الجسم .. وغالبا يكون من أطراف أصابع القدمين .. وهذا الهواء قد يكون كنسمة هواء تخرج من بين اصابع القدمين .. وهذا الهواء ما هو إلا دلالة لطرد أثر النفس أو العين أو النظرة الحاسدة من الجسد ..
 
- وبعد اختفاء الأعراض أو خروج ما هو يشبه نسمات الهواء من أصابع القدمين أو اليدين .. يبدأ الإحساس بالراحة ورجوع الهمة للنفس والعزيمة ..
 
- وإذا كان المرض العضوي تخف منه باختفاء الأعراض الدالة على الألم .. فكذلك الإصابة النفسية والروحانية تكون بانتهاء الأعراض الدالة عليه وزوال الضيق النفسي عن الشخص ..
 

****************************

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .