ج5: طرق العلاجات الربانية من القرآن والأحاديث النبوية - كيف تحمي نفسك من حسد الآخرين لك - هل من الممكن أن تصيبك نفسك بالحسد - كيف لا تصيب غيرك بالحسد ؟ (معنى: بارك الله فيك ، بارك عليك ، بارك لك) - كيف تستطيع أن تحصن أبناءك من الحسد ؟ (قصة مقولة : العين فلقت الحجر) - هل من الممكن أن تعوذ أو ترقي أحد بظهر الغيب - هل يصح أن نقول لمنع الحسد (ما شاء الله لا قوة إلا بالله) - لماذا يستخدم البعض التكبير في دفع شر الحاسد - كيف تستطيع أن تتجنب إنسان حاسد.

  بسم الله الرحمن الرحيم

****************************

..:: طرق العلاجات الربانية ::..

- من القرآن والأحاديث النبوية -

******************************

(العلاج الثالث / ج3)

الحسد

علاج المحسود من الحسد والتحصين والوقاية من الحسد 

وكيف تأمن شر مجالسة الحاسد

..:: الجزء الثالث  ::..

(تأثير الرقية على الحسد وطرق العلاج من إصابة الحسد)

*************************

* فهرس:

1- س13: كيف تحمي نفسك من حسد الآخرين لك ؟

2- س14: هل من الممكن أن تصيبك نفسك بالحسد ؟

3- س15: كيف لا تصيب غيرك بالحسد ؟ (معنى: بارك الله فيك ، بارك عليك ، بارك لك)

4- س16: كيف تستطيع أن تحصن أبناءك من الحسد ؟ (قصة مقولة : العين فلقت الحجر)

5- س17: هل من الممكن أن تعوذ أو ترقي أحد بظهر الغيب ؟

6- س18: هل يصح أن نقول لمنع الحسد (ما شاء الله لا قوة إلا بالله) ؟

7- س19: لماذا يستخدم البعض التكبير في دفع شر الحاسد ؟

8- س20: كيف تستطيع أن تتجنب إنسان حاسد ؟

******************************

(تابع / العلاج الثالث)

الحسد

(الوقاية من الحسد - وكيف تأمن شر مجالسة الحاسد)

..:: الفصل الثالث ::..

*************************

..:: س13: كيف تحمي نفسك من حسد الآخرين لك ؟ ::..

 
- لكي تحمي نفسك من أن تصاب بالحسد .. فذلك بطريقين:
- الطريق الأول: اكتم حالك واستر نفسك بفضله وداوم على حمده تعالى .. لأن (العين حق) وأنت لا تدري بالنفوس من حولك ما تحمله لك .. 
- فلا تجعل أحد يعرف شيئا عنك .. خاصة علاقتك بالله .. فلا تخبر أحد أن لك أذكار تواظب عليها أو تحافظ على قراءة القرآن يوميا أو ما شابه ذلك ..
 
- ولو سألك أحد عن ذلك فقل له: لا أحب أن أتكلم في علاقتي مع الله .. كما لا أحب أن أتكلم عن عرضي ..!! وهذه عبادة ولا يصح لأحد أن يعرف عنها شيء .. فلماذا تسأل عنها ؟!!
 
- وكذلك لا تظهر قدراتك ومهاراتك الخاصة أمام أحد .. من باب حب الظهور والإعجاب بما أنت تفعله .. لأن ذلك يدعو إلى إصابتك للحسد ..
 
- وإذا أظهرت نعمة اعترافا بفضل الله عليك .. فبارك على نعمتك .. وقل .. "تبارك الله فقد أعطاني من فضله كذا وكذا .. تبارك الله والحمد لله .. اللهم بارك اللهم بارك اللهم بارك" ..
 
- الطريق الثاني: دوام التحصين .. ولا سبيل لذلك إلا من خلال القرآن وبعض الدعوات النبوية البسيطة والسهل حفظها وتكرارها متوسلا بها إلى الله ..
 
أولا: من القرآن ..
1- قراءة المعوذات الثلاثة .. ودليل ذلك ..
- في حال الصحة كتحصين .. عن السيدة عائشة قالت: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذا أخَذَ مَضْجَعَهُ نَفَثَ في يَدَيْهِ، وقَرَأَ بالمُعَوِّذاتِ، ومَسَحَ بهِما جَسَدَهُ) صحيح البخاري.
 
- في حال المرض كعلاج .. عن السيدة عائشة قالت: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذا اشْتَكَى يَقْرَأُ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذاتِ ويَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وجَعُهُ كُنْتُ أقْرَأُ عليه وأَمْسَحُ بيَدِهِ رَجاءَ بَرَكَتِها) صحيح البخاري.
 
- قراءة المعوذات الثلاثة بعد صلاة الفرض .. عن عقبة بن عامر قال: (أمَرَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ أَقرَأَ بالمُعوِّذاتِ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ) صحيح أبي داود.
- وقوله (المعوذات): قد يقصد به سورتي الفلق والناس .. وقد يقصد به سورة الإخلاص وسورتي الفلق والناس .. والله أعلم.
 
2- خواتيم سورة البقرة .. ودليل ذلك :
- عن أبي مسعود عقبة بن عمرو قال: (مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ) صحيح البخاري.
 
- قوله (بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ): أي من أول الآية (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون ..... إلى ختام السورة) .
 
- قوله (كفتاه): أي تكفيه أي تحميه وتحفظه ظاهرا وباطنا من الفتن والشرور .. لما فيها من الإيمان الخالص لله وصدق التوجه إليه .. وعلى هذا يجب أن تكون القرآءة مصحوبة بيقين صادق وقت القراءة حتى تجد كفاية تلك الآيتين معك.. والله اعلم .
 
- ثانيا: من الدعوات النبوية ..
1- عَنْ السيدة عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ تَعَالَى مِنَ الْعَيْنِ .. فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ) رواه الحاكم وقال: هَذَا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ..، وذكره الألباني في الصحيحة.
 
- قوله (استعيذوا): أي الجئوا إلى الله واعتصموا به في أن يحفظكم من شر الحاسد .. مثل ان تقولوا اللهم إنا نعوذ بك من شر حاسد إذا حسد .
 
2- عن أبي هريرة قال: (جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، ما لَقِيتُ مِن عَقْرَبٍ لَدَغَتْنِي البَارِحَةَ، قالَ: أَما لو قُلْتَ، حِينَ أَمْسَيْتَ: "أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ"، لَمْ تَضُرَّكَ) صحيح مسلم .
 
3- عن عبد الله بن عباس قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَوِّذُ الحَسَنَ والحُسَيْنَ، ويقولُ: إنَّ أَبَاكُما كانَ يُعَوِّذُ بهَا إسْمَاعِيلَ وإسْحَاقَ: "أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ") صحيح البخاري.
 
- قوله (هامة): يشمل كل ما يهيم على وجه الأرض من الزواحف السامة والحشرات الزاحفة التي تصيب الإنسان بأذى ..
 
- قوله (عين لامة): أي حاسدة .. لأنها تلم أي تجمع بالمنظور إليه أنواع من الضرر والأذى روحانيا ونفسيا وجسديا ..  
 
4- عن عثمان بن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَن قال في أوَّلِ يَومِه أو في أوَّلِ لَيلَتِه: "بسمِ اللهِ الَّذي لا يَضُرُّ مع اسمِه شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ وهو السَّميعُ العَليمُ" .. ثلاثَ مرَّاتٍ، لمْ يَضُرَّه شيءٌ في ذلكَ اليَومِ أو في تِلكَ اللَّيلةِ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: إسناده حسن.
 
- وفي رواية بلفظ: (مَن قال: "بسمِ اللهِ الذي لا يَضرُ مع اسمِه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ وهو السميعُ العليمِ" .. ثلاثُ مراتٍ ، لم تصبْه فجأةُ بلاءٍ حتى يُصبحَ ، ومَن قالها حينَ يُصبحُ ثلاثَ مراتٍ لم تُصبْه فجأةُ بلاءٍ حتى يُمسي) صحيح أبي داود.
 
- وفي رواية بلفظ: (ما مِن عبدٍ يقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ ومَساءِ كلِّ لَيلةٍ : "بسمِ اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولَا في السَّماءِ ، وَهوَ السَّميعُ العليمُ" .. ثلاثَ مرَّاتٍ ، فيضُرَّهُ شيءٌ) صحيح الترمذي.
 
ثالثا: بالمواجهة بالتبريك ..
- فإن وجدت أحد وتشعر أنه يتكلم على شيء حولك أو فيك .. فقل له تبارك الله والحمد لله على ما رزقني ..
- وإن استحييت أو أُحرجت أن تفعل ذلك أمامه .. فكرر بصوت منخفض أو حتى في داخلك (تبارك الله لا قوة إلا بالله) أو كرر (الله أكبر) أو (يا حفيظ يا رب) .. وفي نيتك أن تدفع كيده وحسده وشر نفسه .
 

*******************************

 

..:: س14: كيف تحمي نفسك من أن تحسد نفسك بنفسك ؟ ::..

 
- هل تعلم أخي الحبيب .. أنه من الممكن .. أن تصيب نفسك بالحسد .. أو أولادك .. أو مالك .. أو أي نعمة عندك .. ودليل ذلك :
 
-  يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ نَفْسِهِ أَوْ مَالِهِ أَوْ أَخِيهِ مَا يُحِبُّ فلْيُبَرِّكْ فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ) رواه الحاكم وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .. ووافقه الذهبي .. وذكره الألباني في صحيح الجامع .
 
- قوله (فليبرك): أي فليدع له بالبركة كأن يقول له: اللهم بارك لك ..
 
- قوله (العين حق): أي الإصابة بالعين حقيقة وجودية ثابته لها تأثير على النفوس والماديات ..
 
- وهنا عليك أن تنتبه لنفسك جيدا .. وكلما رأيت ما يعجبك قل (تبارك الله – اللهم بارك) .. حتى لا تفرح وتغفل عن حمد الله بان تنسب هذا الفضل غليه من خلال التبريك على هذا الشيء أو هذه النعمة التي أنت معجب بها .
 

*****************************

 

..:: س15: كيف لا تصيب غيرك بالحسد ؟ ::..

(معنى: بارك الله فيك ، بارك عليك ، بارك لك)

 
1- الطريقة تصحيح القلب .. فلحماية الآخرين من حسدك لهم هو أن ترضى بما قسمه الله لك .. ولا تجعل عينك طامعة إلى شيء .. وكأن الدنيا وجودها كما عدمها .. فهنا لن يكون منك تأثير على الآخرين ..
 
2- والطريقة الأخرى بالتبريك عليهم .. فحتى تحمي الآخرين وتحمي مالك وأولادك من صفة الإعجاب التي تظهر في نفسك تجاه هؤلاء .. وقد تنقلب لحسد مدمر .. فأبسط شيء هو أن تدعو بالبركة ..
 
- فحينما ترى نعمة عند أحد أو مع أحد .. فبارك له .. وقل: تبارك الله ما شاء الله .. ربنا يبارك لك .. أو بارك الله فيك .. أو بارك الله لك وفيك وعليك ..
1- فَفِي قِصَّةِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (علامَ يقتلُ أحدُكم أخاهُ .. إذا رأى أحدُكم من أخيهِ ما يعجبُهُ .. فليدعُ لَهُ بالبرَكةِ) صحيح بن ماجه.
 
 - وفي رواية بلفظ: (إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ نَفْسِهِ أَوْ مَالِهِ أَوْ أَخِيهِ مَا يُحِبُّ .. فلْيُبَرِّكْ .. فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ) رواه الحاكم وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .. ووافقه الذهبي .. وذكره الألباني في صحيح الجامع .
 
- قوله (فليبرك): أي فليدع له بالبركة كأن يقول له: تبارك الله – اللهم بارك لك ..
 
- قوله (العين حق): أي الإصابة بالعين حقيقة وجودية ثابته لها تأثير على النفوس والماديات ..
 
- وفي رواية بلفظ: (إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ، فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ) رواه بن ماجه وغيره .. وقال الأرنؤوط: حديث صحيح ..، وذكره الألباني في صحيح الجامع وصحيح بن ماجه.
 
- وقوله (فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ): كأن يقول له: اللهم بارك .. أو بارك الله عليك .. أو ربنا يبارك لك .. أو بارك الله فيك ولك وعليك ..
 
- وفي رواية بلفظ: (مَا يَمْنَعُ أَحَدُكُمْ إِذَا رَأَى مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ فِي نَفْسِهِ أَوْ مَالِهِ .. فَلْيُبَرِّكْ عَلَيْهِ .. فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ) رواه الطبراني .. وهو إسناد ضعيف .. وإنما صحيح بشواهده ..
 
- قوله (فليبرك عليه): أي تقول بارك الله عليك فيما رزقك به .
 
- وفي رواية بلفظ: (إذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ نَفْسِهِ وَمَالِهِ وَأَعْجَبَهُ مَا أَعْجَبَهُ .. فَلْيَدْعُ بِالْبَرَكَةِ) رواه النسائي .. بسند فيه ضعف .. وإنما هو صحيح بشواهده ..
 
2- عَنْ سَعِيدِ بْنِ حَكِيمٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قَالَ: (كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذَا خَافَ أَنْ يُصِيبَ شَيْئًا بِعَيْنِهِ قَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِ وَلَا تَضُرُّهُ) رواه بن السني وأبو الشيخ في أخلاق النبي .. وهو حديث ضعيف لأنه معضل .. حيث أن سعيد بن حكيم من اتباع التابعين ولم يدرك أحد من الصحابة .. فكيف عرف فعل النبي ..!!.. وذكره الألباني في ضعيف الجامع.
 
* قلت (خالد صاحب الرسالة):
- بارك فيه .. أي فيما رزقته من فضلك ..
- بارك عليه .. أي بمزيد عناية وفضل إضافة لما رزقته به .
- بارك له .. أي زادك من فضله من حيث لا تحتسب .
- والله أعلم .
 
- وخلاصة ما سبق ..
- حتى تحمي الآخرين من أن تحسدهم بنفسك أنت .. سواء كانوا غرباء أو كانوا أقرباء كأولادك .. أو لتحمي ممتلكاتك كمالك أو مصنعك أو زراعتك من أن تحسدهم أنت بنفسك .. فعليك أن تحصن نفسك فتقول مثلا: تبارك الله - اللهم بارك .. أو تقول "(ما شاء الله لا قوة إلا بالله) .. اللهم بارك ..".
 
- اللهم احفظنا من شر أنفسنا يا رب .. آمين .
 

******************************

 

..:: س16: كيف تستطيع أن تحصن أبناءك من الحسد ؟ ::..

 
(قصة مقولة : العين فلقت الحجر)
- وقاية الأبناء من الحسد هي مطلب لكثير من الناس .. لأن الأبناء غالبا الأكثر إصابة بالحسد .. لأنهم نعمة كبيرة ..!!
 
- ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال لأسماء بنت عُمَيس امرأةَ جَعْفَرِ بنِ أبي طالِبٍ : (مَا شَأْنُ أَجْسَامِ بَنِي أَخِي ضَارِعَةً، أَتُصِيبُهُمْ حَاجَةٌ؟ " قَالَتْ: لَا، وَلَكِنْ تُسْرِعُ إِلَيْهِمُ الْعَيْنُ، أَفَنَرْقِيهِمْ؟ قَالَ: " وَبِمَاذَا؟ " فَعَرَضَتْ عَلَيْهِ فَقَالَ: "ارْقِيهِمْ") رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: صحيح على شرط مسلم.
 
- قولها (العين تسرع إليهم): أي يتأثرون بإصابة العين.
- قوله (أتصيبهم الحاجة): أي هل ما يصيبهم في اجسامهم من ضعف بسبب الفقر والحاجة إلى طعام ..!!
 
- وعن السيدة أم سلمة قالت: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَأَى في بَيْتِها جارِيَةً في وجْهِها سَفْعَةٌ .. فقالَ: اسْتَرْقُوا لَها، فإنَّ بها النَّظْرَةَ) صحيح البخاري .
- وقوله (جارية): أي فتاة صغيرة ..
- وقوله (السفعة): أي تغير في جزء من لون الوجه كالبقعة الكبيرة يميل لونها للسواد أو للأحمرار الغامق جدا .. نتيجة النظرة والحسد .
 
- ولذلك سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا ذلك من خلال عوذته أو تحصينه لسيدنا الحسن والحسين رضوان الله عليهما .. حيث يقول عبد الله بن عباس: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَوِّذُ الحَسَنَ والحُسَيْنَ، ويقولُ: إنَّ أَبَاكُما كانَ يُعَوِّذُ بهَا إسْمَاعِيلَ وإسْحَاقَ: "أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ") صحيح البخاري.
 
- قوله (يعوذ): أي يحصنهم ويحميهم .. (والعوذة غير الرقية – فالتعويذ سبب وقاية من الإصابة – ولكن الرقية سبب للعلاج بعد الإصابة) ..
 
- قوله (أباكما): أي سيدنا إبراهيم عليه السلام .. ويقصد بذلك جدهما إبراهيم عليه السلام .. وكل جد هو الأب الأعلى .. وقد يكون إشارة لما في القرآن (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ) الحج78.. والله أعلم .
 
- قوله (كلمات الله التامة): أي بكل ما أنزل الله به من كلام سماويا فيه تحصين وبركة وشفاء .. وقام بوصف الكلمات بالتامة .. لأن كلمات الله لا نقص فيها ... ولا يمكن أن يكون مقصد النبي بالكلمات هو القرآن فقط .. لأنه يدعو بدعوة سيدنا إبراهيم .. وسيدنا إبراهيم قد نزل القرآن من بعده ..!! ولكن لا مانع أن يكون مقصد سيدنا إبراهيم هو التحصين بكل كلام الله الذي أنزله وسينزله على أنبياءه ورسله .. والله أعلم .
 
- قوله (هامة): كل ما يهم أي يسعى على وجه الأرض من المؤذيات كالأفاعي والعقارب والنمل القراض وغيرهم ..
 
- قوله (عين لامة): أي عين تصيب الإنسان بأذى في نفسه ..
 
- قصة مقولة أن (العين فلقت الحجر) ..
- يقال أن امرأة من عهد رسول الله صلّ الله عليه وسلم كانت يعرف عن الحسد ، وتشتهر به ، جاءت إليه تطلب مقابلته ، فخاف الرسول الكريم على حفيديه الحسن والحسين .. فقد كانا رضيعين .
- فرفعهما من مكانهما واستبدلهم بحجر كبير .. وضع عليه غطاء حتى تظن المرأة الحاسدة أن الحسن والحسين هما المغطيان بهذا الغطاء .. فلا تصيبهما عين المرآة الحاسدة ..
- وحينما دخلت المرآة ونظرت إلى الغطاء .. وبعدما انصرفت من عند النبي صلى الله عليه وسلم .. أزال الغطاء .. ووجد الحجر قد انفلق نصفين ..
- ومن هنا جاءت مقولة العين فلقت الحجر .
 
* خلاصة القول:
- ضم أبنك إليك أو امسح على رأسه وجسمه وأنت تقول هذا التحصين (أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ) .. وكرر التعوذ .. فإن في التكرار بركة وزيادة خير ونور.
 
- ولكن انتبه: فإن الإستعاذة تحتاج ليقين في قلب المستعيذ بالله .. فكن على يقين مما تتحصن به .. ولا تشك في تحصين الأنبياء .. واطلب من الله في قلبك أن يأذن لك ببركة هذا التحصين في أن يسري نوره في الذين تعوذهم أو تحصنهم ..
 

**************************

 

..:: س17: هل من الممكن أن تعوذ أو ترقي أحد بظهر الغيب ؟ ::..

 
- قد يطرأ على بالك سؤال أخي الحبيب .. فتقول: هل ممكن أن تعوذ أو ترقي أحد من مكان بعيد .. ؟
 
- نعم أخي الحبيب .. ممكن ذلك بدعائك له .. ولكن كيف ؟
- أعطيك أمثلة على ذلك ..
- قل: "اللهم أني أُعيذ (فلان) بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة" .
- أو قل: "اللهم عُذ (فلان) بكلماتك التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة" .
- أو قل: "اللهم اكفي واحفظ (فلان) بكلماتك التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة" .
 
- ودليل الدعاء لغيرك بظهر الغيب :
- هو قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ دعوةَ المرءِ المسلمِ مُستَجابةٌ لأخيهِ بظهرِ الغَيبِ ، عندَ رأسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ ، كُلَّما دعا لأخيهِ بخيرٍ قال : آمينَ ، ولكَ بمِثْلٍ) صحيح الأدب المفرد.
 
- قوله (بظهر الغيب): أي تدعو له وهو لا يدري بذلك .. والدعاء بظهر الغيب فيه استجابة غالبا لوجود الإخلاص في هذا الدعاء حيث تكون وحدك ولا يطلع أحد على عملك وتفعله بمحض إرادتك حبا فيمن تريد أن تدعو له .. ولهذا تأتي الإجابة ويؤمن الملائكة على دعائك .. والله أعلم .
 
- وفي رواية بلفظ: (مَن دَعَا لأَخِيهِ بظَهْرِ الغَيْبِ، قالَ المَلَكُ المُوَكَّلُ بهِ: آمِينَ، وَلَكَ بمِثْلٍ) صحيح مسلم.
 
- وفي رواية بلفظ: (ما مِن مُسلِمٍ يدعو لأخيه بظَهْرِ الغيبِ إلَّا قال المَلَكُ : ولكَ بمِثْلٍ ولكَ بمِثْلٍ) رواه بن حبان.. وقال الأرنؤوط: صحيح.

****************************

 

..:: س18: هل يصح أن نقول لمنع الحسد (ما شاء الله لا قوة إلا بالله) ؟ ::..

 
- قد تستغرب أخي الحبيب .. لاهتمامي بالتبريك .. في منع الحسد .. ولكن لم اذكر الذكر المعهود وهو (ما شاء الله لا قوة إلا بالله) ..!!
 
- وقد تعمدت ذلك .. لأجعله في سؤال خاص .. لأن الروايات الخاصة بهذا الذكر غير صحيحة .. وجاءت بسند ضعيف .. ولذلك أحببت أن اجعل لها تحقيق خاص لتكون على بينة من الأمر ..
 
- وهذا ليس معناه أن قولك (ما شاء الله لا قوة إلا بالله) هو خطأ منك .. لا .. هو صحيح .. ولكن لا تقل أن هذا ارشاد النبي صلى الله عليه وسلم .. لأن الروايات ضعيفة .. وإنما قل جاء عن بعض السلف .. ذلك الدعاء المبارك .. استنباطا من القرآن .. كما ستعلم بعد قليل .
 
1- وفي رواية بسند ضعيف .. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا أَنْعَمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً فِي أَهْلٍ وَمَالٍ وَوَلَدٍ يَقُولُ: فَيَقُولُ: مَا شَاءَ اللهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ فَيَرَى فِيهِ آفَةً دُونَ الْمَوْتِ - وكانَ يتأوَّلُ هذه الآيةَ: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} [الكهف: 39]) رواه الطبراني في الأوسط .. قال الهيثمي: فيه عبدالملك بن زرارة .. وهو ضعيف .. وضعف الحديث البوصيري في الإتحاف .. وذكره الألباني في الضعيفة.
 
2- وفي رواية بسند ضعيف .. عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِنِعْمَةٍ فَأَرَادَ بَقَاءَهَا ; فَلْيُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ".. ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} [الكهف: 39]») رواه الطبراني في الأوسط .. وقال الهيثمي: وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ نَجِيحٍ .. وَهُوَ ضَعِيفٌ.
 
3- وفي رواية بسند ضعيف جدا .. عن أنس بن مالك جاءت بلفظ: (مَنْ رَأَى شَيْئًا يُعْجِبُهُ، فَقَالَ: مَا شَاءَ اللهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ لَمْ يَضُرَّهُ) رواه البيهقي والبزار وبن السني .. قال الهيثمي: رواه البزار من رواية أبي بكر الهذلي، وأبو بكر ضعيف جداً ..، وذكره الألباني في ضعيف الجامع.
 
- ونفس الرواية السابقة جاءت بلفظ: (مَنْ رَأَى شَيْئًا فَأَعْجَبَهُ فَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ لَمْ يَضُرَّهُ) رواه البزار وابن السني .. وهو حديث ضعيف جدا كما أوضحنا .
 
- ونفس الرواية السابقة بلفظ: (مَن رأى شيئًا يُعْجِبُهُ فقال : ما شاء اللهُ ، لا قوةَ إلا باللهِ ، لم تَضُرَّهُ العينُ) رواه البزار .. وهو حديث ضعيف جدا كما تقدم .
 
* قلت (خالد صاحب الرسالة):
- وإذا كانت الأحاديث السابقة في قولنا (ما شاء الله لا قوة إلا بالله) هي أحاديث ضعيفة ..
 
- ولكن نجد أن كثير من السلف قد عمل بقول (ما شاء الله لا قوة إلا بالله) .. استنباطا من قوله تعالى: (وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ) الكهف39 ..
 
- كما روي البيهقي: (كَانَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ (من كبار التابعين) إِذَا كَانَ أَيَّامُ الرَّطْبِ .. قَلَّمَ حَائِطَهُ .. فَيَدْخُلُ النَّاسُ، فَيَأْكُلُونَ وَيَحْمِلُونَ .. وَكَانَ إِذَا دَخَلَهُ رَدَّدَ هَذِهِ الْآيَةَ فِيهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ :{وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ}) رواه البيهقي في الشعب .
 
- وقال الإمام ابن كثير في "تفسيره" (5/ 143) عند شرح آية سورة الكهف:
- أي هلا إذ أعجبتك حين دخلتها ونظرت إليها، حمدت الله ما أنعم به عليك وأعطاك من المال والولد ما لم يعطه غيرك، وقلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله ..
- ولهذا قال بعض السلف: من أعجبه شيء من حاله أو ماله أو ولده، فليقل: (ما شاء الله لا قوة إلا بالله)، وهذا مأخوذ من هذه الآية الكريمة . أهـ
 
- وروى الإمام السيوطي بعض الآثار عند شرح آية سورة الكهف:
- أخرج سعيد بن مَنْصُور وَابْن أبي حَاتِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن عُرْوَة: (أَنه كَانَ إِذا رأى من مَاله شَيْئا يُعجبهُ أَو دخل حَائِطا من حيطانه قَالَ: {مَا شَاءَ الله لَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه} ويتأول قَول الله: {وَلَوْلَا إِذْ دخلت جنتك قلت مَا شَاءَ الله لَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه}).
 
- وَأخرج ابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن زِيَاد بن سعد قَالَ: (كَانَ ابْن شهَاب إِذا دخل أَمْوَاله قَالَ: {مَا شَاءَ الله لَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه} ويتأول قَوْله: {وَلَوْلَا إِذْ دخلت جنتك} الْآيَة).
 
- وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن مطرف قَالَ: (كَانَ مَالك إِذا دخل بَيته قَالَ: {مَا شَاءَ الله} قلت لمَالِك لم تَقول هَذَا قَالَ: أَلا تسمع الله يَقُول: {وَلَوْلَا إِذْ دخلت جنتك قلت مَا شَاءَ الله}).
الدر المنثور ج5 ص391
 
* قلت (خالد صاحب الرسالة):
- ما سبق هو توضيح أن بعض السلف فهم من قوله تعالى (وَلَوْلَا إِذْ دخلت جنتك قلت مَا شَاءَ الله لَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه) أن لها تأثير في منع الحسد من النفس .. لأن فيها اعتراف بفضل الله وأن هذا الفضل إنما جاء بقوة الله وليس بقدرة الإنسان .. وهذا الإعتراف يكسر شوكة النفس بكل تأكيد ..!!
 
- وقد جرب هذا السلف والخلف .. ووجدوا لهذه الآية كرامة في حفظ الأشياء .. ويكفي أنها كلام الله (مَا شَاءَ الله لَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه) .. نتبرك به .. وقد وجد فيها السلف بركة وكرامة في دفع الحسد من النفس .. ولا نقول أن في ذلك نص شرعي صحيح .. وإنما نقول هو منفعة قرآنية استنبطها بعض السلف ووجد لها أثرا في دفع شر الحسد من النفس ..!! وهذا لا حرج فيه .. وليس بدعة كما يظن جماعة الجهلاء .. ويكفيك قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا) صحيح مسلم .
نقلا عن رسالة (سورة الفلق كرامة للأبد في فك سحر العقد ودفع شر الحاسد وعلاج العين والحسد – للأستاذ خالد أبوعوف)
 

*******************************

 

..:: س19: لماذا يستخدم البعض التكبير في دفع شر الحاسد ؟ ::..

 
- كثيرا نجد أنفسنا أو نجد من البعض أنه كلما شعر بوجود حسد في المكان فيسرع بذكر (الله أكبر) ويكرر .. ولكن لماذا هذا الذكر بالذات ..؟!!
 
- وسبب استخدام التكبير .. لأنه إذا كانت عين الحاسد لها شدة تأثير كبيرة بالضرر .. فالله أكبر بقدرته في أن يدفع شرها عنا بعظيم قدرته ..
 
- ولعل الأصل الذي استخدم عليه البعض التكبير في دفع الحسد .. لأنه جاء في الحديث (إِذَا رَأَيْتُمُ الْحَرِيقَ فَكَبِّرُوا، فَإِنَّهُ يُطْفِئُهُ) رواه الطبراني وغيره .. وهو حديث سنده ضعيف جدا .. وذكره الألباني في الضعيفة .
 
- وقد تقول ما علاقة الحديث .. بالحسد ؟
- قلت لك : نظرا لأن الحاسد .. حسده ما هو إلا نتيجة نار مشتعلة في باطنة .. فلذلك يأتي التكبير ليطفيء هذه النار ويبطل عملها .. فإذا كان التكبير كالماء المبطل لعمل النار ويخمدها .. فكذلك التكبير يبطل نار الحاسد ويطفئها ..
- والله أعلم .
 

**************************

 

..:: س20: كيف تستطيع أن تتجنب إنسان حاسد ؟ ::..

 

- أحيانا تجبرنا الظروف .. ونجتمع مع شخص نشعر من داخلنا أنه مش سليم القلب .. وكأنه غير راضي بما يجده من النعمة عند الآخرين .. فماذا نفعل مع هذه النفوس .. وخاصة أن منهم من يكون من أقاربنا ..؟!!
 
- إليك طريقتين :
1- أن نتجب مجالسة هذا الشخص .. والأفضل ترك المكان له .. إن استطعنا ذلك .
 
2- ولكن إن لم تستطع تتجنبه .. فأثناء جلوسك في المكان الذي هو متواجد فيه .. فقم بدوام الحمد والتبريك أثناء جلوسك معه .. حيث ان التبريك يمنع الحسد بفضل الله .. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ نَفْسِهِ أَوْ مَالِهِ أَوْ أَخِيهِ مَا يُحِبُّ فلْيُبَرِّكْ فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ) رواه الحاكم وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .. ووافقه الذهبي .. وذكره الألباني في صحيح الجامع .
 
- ويمكنك أن تكرر بلسانك أو في نفسك .. فتقول مثلا (تبارك الله - تبارك الله - تبارك الله ..) وهكذا نظل نكرره وفي نيتنا دفع شره .. أو نكرر (أعوذ بكلمات الله التامة من كل عين لامة) .. أو تكرر (الله أكبر - الله أكبر - الله أكبر ..) وسبب هذا الذكر وكأنك تطفيء بعظمة الله عين هذا الحاسد .. أو ممكن نجمع كل ما سبق فنقول ونكرر: (الله أكبر تبارك الله نعوذ بكلمات الله التامة من عين الحاسد) ..
 
- فالذكر الأسهل لك أفعله .. وكله يأتي بالنتيجة المرجوة إن شاء الله تعالى .. وهي دفع ضرر عين الحاسد .
 

********************************

وبهذا يكون ختام الكلام عن الحسد وعلاجه بالطرق النبوية ..

وأسأل الله لكل المؤمنين أن يكفينا شر الحاسد إذا حسد ..

ويكفينا شر كل ذي شر ..

فإنه على ذلك قدير ..

آمين يا رب العالمين ..

وننتقل بعدها لمواجهة حل مشكلة أخرى بطريقة ربانية ..

إن شاء الله تعالى .

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .