بسم الله الرحمن الرحيم
..:: طرق العلاجات الربانية ::..
- من القرآن والأحاديث النبوية -
******************************
(الطريقة العلاجية الثانية عشر)
:: الخروج من حالة الإنطواء والعزلة عن المجتمع أو من حالة اكتئاب ::
نتيجة شيء نفسي أو
روحاني أو عضوي
********************************
* فهرس:
1- س1: ما هي الأسباب
التي تؤدي إلى الإنعزال عن المجتمع والإنطواء عنه ؟
2- س2: ما
المقصود بالأسباب الغيبية التي تسبب خنقة أو ضيق أو اكتئاب وانطواء وعزلة عن
المجتمع ؟
3- س3: ما الذي تفعله الأسباب الغيبية حتى تصيب الإنسان
بحالة من الإنعزال والإنطواء ؟ (هل ممكن سلب طاقة الإنسان ؟)
4- س4: هل الإنطواء بسبب أحداث دنيوية أو غيبية فقط ؟
5- س5: ما هي
أهم الطرق العلاجية للخلاص من حالة الإنطواء والعزلة عن المجتمع ؟ وتذوقات في إرشادات وتوجيهات النبي.
- عن (المؤمن القوي – والمؤمن الضعيف).
- وقد تتسائل في معرفة الضابط لقوة الإيمان وضعفه ؟
- هل هناك مؤمنا قويا في كل شيء أو مؤمنا ضعيفا في كل شيء ؟
6- س6: هل هناك طريقة مساعدة لعلاج حالات
الإنطواء والعزلة من خلال الطرق الإيمانية ؟************************* ..:: س1: ما
هي الأسباب التي تؤدي إلى الإنعزال عن المجتمع والإنطواء عنه ؟ ::..
- هناك
أسباب عديدة تجعلنا ننطوي عن
الممارسة في حياتنا بشكل صحيح .. ونجد أن من الأحسن والأفضل هو أن نعتزل المجتمع
نتيجة ما نجده من أذى من العالم المحيط بنا .. مما يعود على أنفسنا بحالة نفسية من
الضيق والخنقة تصل لاكتئاب وقد تؤدي لليأس من رحمة الله ثم الإنتحار ..!!
1- قد
تكون الأسباب نتيجة أحداث دنيوية .. نتيجة ظروف حدثت مع الشخص .. مثل ان يكون فقد عمل مهم .. أو امرأة حدث لها طلاق
.. أو كلام مسيء قيل في حق الشخص .. أو لشعوره بأنه فاقد للإهتمام ممن حوله .. أو
لأنه يظن أنه لا معنى للحياة ولا قيمة لها فلماذا اتعب نفسي في شيء لا قيمة له
..!! أو لأنه مكتئب من أحوال المجتمع .. أو لأنه حصلت له حادثة معينة أثرت في
نفسية بالخوف من المجتمع كالفتاة التي يخدعها شاب لينال منها ما يريد ثم يهجرها فيترتب
على ذلك تدمير لنفسية الفتاة وهذا يحدث في المجتمع الشرقي .. أو بسبب ديون تراكمت
على شخص وأصبح عاجز عن السداد .. أو نتيجة مرض مزمن ويستشعر الإنسان أن حياته
انتهت .. وما هي إلا أيام أو شهور .. وينتهي .. فيبدأ في الإنعزال عن كل شيء
منتظرا للموت ..!! أو غير ذلك من الأسباب التي لا يمكن الإحاطة بها لاختلاف ظروف
كل إنسان ..
2- وقد
تكون الأسباب غيبية وغير مفهوم لها سبب .. حيث أن الإنسان يجد في نفسه فجأة وكأن روح العزيمة والسعي في الحياة قد
انطفئت ..!! بدون أي أسباب سابقة .. ويشعر وكأنه كلما حاول أن يتحرك ويخرج .. يجد
كأن هناك ثقل على صدره .. أو يشعر كأن قدماه مربوطة في المكان الذي يجلس فيه .. أو
يشعر كأن شيء يحبطه نفسيا من داخله كلما أراد الحركة خارج البيت فيجد في نفسه من
يقول له (خليك احسن كما أنت – ما فيش داعي تخرج – لا يوجد جديد – الحياة كما هي لم
تتغير) .. ويظل مثل هذه الأمور تدور في داخله حتى تصيبه بالإحباط وعدم السعي فيذهب
للنوم مرة أخرى .. !!
* وهنا سؤال مهم: ما المقصود بالأسباب الغيبية التي
تؤذي للأعراض السابقة ؟
******************************..:: س2: ما المقصود بالأسباب الغيبية التي تسبب خنقة أو ضيق أو
اكتئاب وعزلة عن المجتمع ؟ ::..
- الأسباب
الغيبية أقصد بها إما أسباب روحانية أو نفسية أو ربانية :
أولا:
الأسباب الروحانية:
1- نتيجة مس روحاني أصاب هذا الشخص .. ويتم الكشف عليه بالرقية .. لمعرفة يوجد إصابة روحانية أم لا ..
2- نتيجة سحر أصاب هذا الشخص .. ويتم الكشف عليه بالرقية .. لمعرفة يوجد إصابة روحانية أم لا ..
3- نتيجة وسواس مسيطر على هذا الشخص .. ويظهر عليه من خلال كثرة الأحاديث النفسية التي يرفضها الإنسان ..
ثانيا:
الأسباب النفسية:
- وأقصد بها ما نصاب به
من نفوس الآخرين .. وهو الحسد .. الناشيء عن غل أو حقد .. أو غير ذك من أسباب ..
ويتم علاجه ذلك بطرق الرقية .
ثالثا:
الأسباب الربانية:
- وهي الأسباب التي
تدفعك للعزلة طلبا لله
.. فتعمل على قهر النفس الأمارة بالسوء بان تطيع الله وتبتعد عن معاصيه .. مع عدم
الإحتكاك بالأسباب التي تجعلك تعود إلى النفس الأمارة بالسوء مرة أخرى ..
- تنبيه: هذه الأسباب لا تجعلك تبتعد عن أداء وظيفتك في الحياة .. ولكنها تعيد لك إعادة تنظيم حياتك ولكن بطريقة سوية وصحيحة ..
- فإذا
ترتب على عزلتك الإيمانية أنك تخليت عن مهامك الحياتية .. فهذا معناه وجود خلل كبير في علاقتك مع الله وعليك ان تقوم بتصحيحه ..
وغالبا هذا الخل ناشيء من نفسك الأمارة بالسوء .. لأنك تريد أمور لم يطلبها الله
ولا رسوله .. وأنت تظن أنك بذلك تحب الله ..!! وأنت بعيد عن المحبة لأن المحب لمن
يحب مطيع .. وليس يعمل عكس ما طلب منه ..!! ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كُلُّكُمْ رَاعٍ
ومَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ؛ فَالإِمَامُ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ
في أهْلِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ في بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ
وهي مَسْؤُولَةٌ عن رَعِيَّتِهَا، والخَادِمُ في مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ
عن رَعِيَّتِهِ) صحيح البخاري.
- وقوله (راع): حافظ
للأمانة والعهدة التي في حيازته أو تم توكيلها إليه .
- بل أن
الهروب من مسئولية الحياة دليل على حب الأنا ونفسك .. ودليل على الرغبة في الحياة كما يحلو لك .. وليس كما طلب منك الله ..
فأنت فقط تحب نفسك وتحب أن تفعل ما يحلو لك دون اعتبارات لمسئولياتك التي هي جزء
من الإيمان ..!!
* نعود
لسؤال آخر مهم: ما الذي تفعله الأسباب الغيبية حتى تصيب الإنسان بحالة من الإنعزال
والإنطواء ؟!!
************************* ..:: س3: ما الذي تفعله
الأسباب الغيبية حتى تصيب الإنسان بحالة من الإنعزال والإنطواء ؟ ::..(هل ممكن سلب طاقة الإنسان ؟)
- جميع
الأسباب الغيبية .. تسبب حالة يسميها الرقاة
الروحانيين أو الطاقيجية الروحانيين (مروجي علم الطاقة الروحانية) .. هذه الحالة
يسمونها بسلب الطاقة الروحانية من الشخص ..!!
-
والحقيقة أنه لا يوجد أحد يستطيع أن يسلب منك قواك .. مهما بلغ من قدرات .. ولا حتى الشيطان نفسه يستطيع أن يفعل ذلك ..
- وقد
تسأل فتقول: نجد في حالات المس أو
الجاثوم دليل على ما قالوا بأنه سلب للطاقة .. بدليل أنه لا يستطيع فعل شيء ..؟
- هذا
كلام خطأ .. ولن يكون .. وإنما الذي يحدث هو إصابة
روحانية .. نتيجة تحميل روحاني يسبب حالة من الرهق تفقد الإنسان القدرة على السعي
.. فكلما حدث مزيد تحميل روحاني على الإنسان مع ثبات حال الإنسان دون عمل مع الله
أو قليل العمل .. كلما أصبح ضعيفا أمام هذه القوة الروحانية التي أحاطت به .. وبالتالي
يزيد تأثيرها عليها .. حتى قد تصل إلى السيطرة على هذا الشخص ..
- ولكن لا
يتم سلب قوة الإنسان كما يتصور البعض .. وإنما إصابة روحانية بتسليط شياطين .. حتى تغلب قوى الإنسان الإيمانية
فيسقط .. !! ولذلك حينما قال تعالى (إِنَّ
كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً) النساء76. فليس لأن الشيطان ضعيفا
.. وإنما كيد ضعيفا في القدرة على التلاعب بالإنسان المؤمن .. وذلك لأن قوى
الإيمان في نفس المؤمن تمنع أن يكون للشيطان تأثير عليه إلا بقدرة ضعيفة جدا ..!!
- ولكن لو
كان الإنسان ضعيف إيمانيا .. !! فبكل تأكيد سيكون كيد
الشيطان فيه قويا .. لأن الشيطان لا يجد حدود إيمانية تمنعه عن التسليط على هذا
الإنسان .. !!
- ولذلك
يقول رب العالمين وهو يخبرنا عن دعاء
المؤمنين: (وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ
وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا) البقرة286.. فانتبه
.. أن الله لا يسلب قدرتك .. وإنما قد يحمل عليك ما لا تطيق في قدرتك .. فتكون
كالعاجز الذي لا قدرة له ..!! وكذلك يقول تعالى: (وَلَيَحْمِلُنَّ
أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ) العنكبوت13.. ، فالأثقال هنا هي الذنوب
الفادحة التي لم يتوبوا عنها وأصبحت ثقيلة عليهم ليحملوها .. !!
- فالذي
يفعله جماعة الروحانيين المفسدين في الأرض .. هو أنهم يظلوا في إرسال قواهم الشريرة (ارسال شياطين) على الإنسان حتى
تعلو قوتهم على قوة الإنسان الروحية .. فلا يقوم له قائمة ..!!
- وحينما تأتي هذه القوى الشيطانية .. فإنه يكون له طاقة مؤذية
تؤثر في الإنسان وقد لا يستطيع أن يتحملها .. فيحدث له ضعف وخمول وكسل وشعور
بالنوم دائما ..
- ومثال ذلك: لو أنك قربت كثيرا أمام مدفأة كهربائية من مسافة متر
مثلا وجعلتها تعمل بثلاث شمعات كهربائية .. فسيحدث لك حالة خمول لأن الحرارة
القريبة منك جدا تسبب خلل في درجة حرارة الجسم فتغير من ضغط الدم لديك فتشعر
بالخمول والكسل وقد تصاب بالصداع ..
- وكذلك
كمثال آخر: لو سلطت عليك مروحة بصورة
مباشرة من مسافة متر مثلا .. وكانت بسرعة عالية سيحدث له خمول ونوم لأنها تقوم
بتبريد الجسم بصورة أكثر من اللازم فيحدث خلل في درجة حرارة الجسم فيحدث خمول ونوم
أمام المروحة ..
- وكمثال
لتوضيح كيف يحدث المس والجاثوم: مثل لو لمسك سلك
كهرباء فيحدث لك صعق لأن الطاقة الكهربائية في المنزل أعلى من أن يتحملها جسمك
فيحدث له صرع فوري .. وهذا السلك الكهربائي لم يسلبك قدرتك وإنما طاقته أعلى من أن
تتحملها قدرتك .. وهذا ما يحدث في حالة المس وحالة الجاثوم ..
- انتبه: قد يحدث لك حالة احساس
بالنوم لمدة أيام .. نتيجة هذا الحضور الروحاني من حولك .. وهذا من رحمة الله بك
.. لأنك لو ظللت مواجه لهذا الحضور الشيطاني من حولك فقد تخسر أحد حواسك الجسدية
.. لأنك قواك قد لا تحتمل وبالتالي قد يتلف شيء من جسمك .. فيأتي اللطف الإلهي بك
ليجعل هذا الرهق الروحاني يصيبك حتى يهدأ جسمك .. وأثناء هذه الأيام يتم تطهير
المجال الروحاني من حولك من حيث لا تعلم ولا تدري من خفي لطف الله ... لأن الله
يدافع عن الذين آمنوا .. ولذلك أحسن إلى الله .. حتى تجد الحسنى من الله .. والله
مع المحسنين .
- أما في حالة العزلة الربانية: فيتم زيادة مدد في القوة
النفسية مع الذكر والعبادة مع سلب رغبات النفس وطموحاتها .. إلا رغبة واحدة وهي
طلب الله .. فيحدث أيضا تحميل نوراني تكتسب من وراءه مزيد عمل ونشاط وقوة وهمه في
العمل مع الله .. وهذا لا يمنعك السعي في الحياة .. ولكن يمنعك عن أمور حياتية أخرى
كالإختلاط الكثير أو الكلام بالقيل والقال و ما شابه ذلك .. فضلا عن توجيهات
(ربانية أو نبوية) يتم إرشادك إليها وتثبيتك فيها .. بل وكلما هممت بعصيان أو
بمعصية يتم أصابتك بحالة من الضعف والخمول حتى لا تفعلها .. وغير ذلك من كريم فضل
الله الذي يحيطك به ويكرمك به ..
****************************
..:: س4: هل الإنطواء بسبب أحداث دنيوية أو غيبية فقط ؟ ::..
-
رجاء منك أخي الحبيب .. التوجه إلى طبيب ليفحصك .. لأن هناك
أسباب عضوية قد تسبب لك انطواء – كوجود خلل في كيمياء المخ .. وربنا يحفظكم جميعا
من كل سوء ومرض .
- فمن الأمور التي قد تسبب لك ذلك :
1- نقص فيتامين بي 12 (B12) .. حيث أن نقصه يؤدي إلى ضعف الذاكرة - الشعور بفقدان طاقة الجسم - ضعف العضلات -
الارتباك الذهني وضعف التركيز - شعور بالكآبة والانطواء على النفس والعصبية - تغير
المزاج بسرعة.
- وكذلك نقص فيتامين الماغنيسيوم .. يؤثر على الحالة المزاجية للإنسان ..
2- اضطراب ثنائي الوجدان أو ثنائي
القطب .. وهذا يستدعي أن تذهب لطبيب نفسية وعصبية ..
- وغير ذلك من الأسباب العضوية التي تؤدي إلى
وجود خلل وظيفي في الجسم وتسبب الإنطوء والعزلة ..
- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ .. احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ، وإنْ أَصَابَكَ شيءٌ، فلا تَقُلْ لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ، فإنَّ لو تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ) صحيح مسلم.
1- القوة والضعف في الحديث تتعلق بالإيمان وليس بالقدرة الجسدية.
1- قوله (احرص على ما ينفعك): أي في دنياك وآخرتك .. باتباع منهج الله في كل تصرفاتك ..
3- ولكن لا تستسلم وتتهاون وتقول (تركت الأمر لله) بدون سعي منك وطلب معونة من الله ..!! لا هذا خطأ إيماني .. لأن المؤمن يستسلم قلبيا لله .. ولكن ظاهريا لا تستسلم بترك الأسباب .. فهذه بلادة منك وقلة أدب مع الله في ترك السعي .. إلا حينما تنقطع عنك القدرة على الأخذ بأسباب الحياة .. لكن طالما أنت قادر على السعي .. فاسعى وقل يا رب ..!!
5- وحتى لا يدخل في التوكل شك .. دائما نقول أن التوكل يجب أن يكون مصحوبا بالرضا قبل السعي وأثناء السعي وبعد السعي .. وإلا فكيف تكون متوكلا على الله ومعتمدا عليه وجعلته وكيلا لك وأنت غير راضي بما يقسمه لك ومعترضا على فعله معك ..؟!!
- فكونه مولاك .. يجعلك تتوكل عليه .. وتوكلك عليه يكسبك عزة بالله .. !!
1- القوة والضعف في الحديث .. ترتبط بالإيمان .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المؤمن القوي) ولم يقل (الشخص القوي) .. فكلامه هنا عن الإيمان الكامن في نفس المؤمن .. فكلما قوي إيمانك من خلال تعلقك بالله ويقينك في أنه مغيثك وأنه القدير على أن يغير من أحوالك .. كلما زاد صدق توجهك إلى الله .. أي تزيد عزيمة استعانتك بالله ويزيد إخلاصك له ويزيد رضاك بالله .. وبالتالي تزيد السكينة والطمأنينة والسلام الداخلي في نفسك مع مجريات أحداث القدر ..
2- قوله (وفي كُلٍّ خَيْرٌ): لأن المؤمن الضعيف الإيمان وإن كان في حالة ضعف إلا أن فيه خيرية حسن الإعتقاد في الله وهو الإقرار بشهادة التوحيد .. وهذه خيرية إيمان في ذاتها حتى وإن كان مقصرا في أداء حقها ..
3- وقد تتسائل في معرفة الضابط لقوة الإيمان وضعفه ؟
- قلت لك: الضابط في الإيمان هو عملك مع الله في العبادات وفي المعاملات مع الناس .. وما يكون عليه باطنك وقت العمل .. أي هل أنت تعمل العمل ابتغاء مرضاة الله أم طلبا للشهرة والرياء والتفاخر ..!!
- فقد يكون ظاهرك التقوى والورع .. ولكن باطنك خراب بطلب الشهرة والرياء .. حيث قد تقوم بتزكية نفسك بالعبادة على خلق الله تحقيرا لما يفعلوه أمام عبادتك العظيمة التي لا مثيل لها .. أو تريد الظهور بها مظهرا بها عن حالك مع الله ليقال عنك أنك متقي ورباني .. أو تظن في نفسك الخيرية عند الله وتحتسب نفسك وليا لله ومقبول العمل يقينا .. ومثل هذه الأفكار الفاسدة لباطنك ..!!
4- هل هناك مؤمنا قويا في كل شيء أو مؤمنا ضعيفا في كل شيء؟
- قلت لك: اعلم أنك قد تكون قويا في ناحية وضعيف في ناحية أخرى .. فلا تنظر بنظرة نقص لأحد في ناحية رأيته ناقص فيها .. فلعل الله أعطاه القوة فيما لا إدراك لك به ..!! فقد تكون أنت مقيما على العبادات .. ولكن الله جعله مطيعا له في انفاق المال في سبيله .. وقد تكون لك طاعة ظاهرة .. ولكن الله أعطاه صدق توجه إليه .. وقد تكون أن تنظر لنفسك انك من الذاكرين .. ولكن الله أعطى غيرك القدرة على المجاهدة في الحياة بقضاء حوائج الناس ومعونتهم .. فما يكون لك قوة فيه لا يجعلك مؤمن قوي لأنك قد تكون غير مقبول العمل أو مرائيا .. أما ما تراه في الآخر أنه ليس له قوة فيه فهذا ليس معناه أنه مؤمن ضعيف ..!! فلعله صادق في الضعيف فيه وقوي فيما لا تدركه أنت ولا تحيط به علما ..!! فلا تحقر من أحد .. واترك عباد الله لله .. فهو أعلم بهم .. فانتبه وأبصر لما كتبته لك فإنه نفيس ..!!
4- ومن ناحية أخرى: لا تحزن لو وجدت في نفسك عجزا في جانب .. كأن لا تستطيع ان تكون مقاتلا بيدك .. ولكن تستطيع ان تكون مقاتلا بمساعدة الناس ومعونتهم ورفع الكرب والحزن عنهم والتخفيف عليهم ولو بجبر خاطرهم ..
- أي لا تحزن إن لم تجد لنفسك بابا في مكان ما مع الله .. ولكن ابحث عن مصدر قوة فيك تستخدمه مع الله وستجد لحظتها أنك مؤمن قوي ..
5- لا تنساق وراء بعض الجهلاء الذين جعلوا من الدين عباءة ولحية أو مجرد سبحة في الرقبة ودوران حول الأضرحة .. ويوهموك أن القوة هي أن تكون منتمي لجماعة ولك هيئة وشكل معين .. أو يوهموك بأن القوة ان تظل متعبدا في مسجد .. لا .. هذا ضلال وانحراف في فهم كلام النبي صلى الله عليه وسلم ..
6- إنما القوة الإيمانية تظهر وقت عملك مع الله الذي تخدم فيه الله .. وكل مؤمن وله قوته التي يخدم بها الله .. وعليه أن يبحث عن كيفية تفعيل هذه القوة ..!! وسيجدها بكل تأكيد .. ولا تستخف بأقل مجهود قد تفعله .. لأنك لا تعرف كيف تحدث عناية الله بالعبد .. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : (لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعروفِ شيئًا، ولو أنْ تَلْقَى أخاكَ بوَجْهٍ طَلْقٍ) صحيح مسلم .
7- فمجرد ابتسامتك لإدخال السرور في قلب إنسان .. هو دليل على قوة في إيمانك .. لأنك كانت لك إرادة في مساعدته من خلال إخراجه من حالة الحزن .. وقد نجحت في ذلك .. ولو بمجرد جبر خاطره ..
8- وكل عمل صالح تفعله .. يجعل منك مؤمن قوي .. فكن مؤمنا قويا وابحث عن عمل لك مع الله .. ولا تكتفي بالقليل .. لا .. كلما فتح بابا أطلب منه غيره ان يفتحه لك .. وهكذا .. حتى تزداد قوة بالله ومعونة منه ..
9- وإن عجزت ولم تعد ترى لك بابا مع الله .. فقل يا رب: استعين بك أن توجهني لبابك الذي تريدني أن أخدمك فيه .. ساعدني يا رب .. أكون مؤمنا قويا بالعمل الصالح الذي تحبه وترضاه .
- كما أخبرتك أخي الحبيب .. أن أهم الطرق هي أن تتبع إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم كما في الطريقة السابقة .. وذلك بدوام طلب المعونة من الله دون ملل أو زهق .. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (استعن بالله ولا تعجز) ..
* وإليك طريقة مساعدة للطريقة السابقة تعينك على الخروج من انطواءك بإذن الله :
2- اللهم إني أسألك أن تكشف ما بي من ضُر بحق: (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ . فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ) الأنبياء83-84 ..
- وتكرر قدر المستطاع وأنت تتوسل إلى الله أن يكرمك من بركة هذه الآية.
3- وأسألك أن تكرمني ببركة السعي في الأرض والغنيمة من فضلك بحق: (فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) الجمعة10 .
4- وأسألك أن تكرمني ببركة السعي في الأرض والغنيمة من فضلك بحق: (وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ) المزمل20.
5- وأسألك فرجا قريبا بحق: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ . فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) الأنبياء87-88 ..
6- اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم .. 3 مرات .
7- آمين يا رب العالمين .
* ملحوظة: لو العزلة والإنطواء نتيجة أسباب غيبية (كمس أو حسد) فيتم مع الطريقتين السابقتين .. قراءة حزب الشفاء للحسد .. وللمساعدة على طرد المس يكون بالمداومة على قراءة سورة التوبة .. فترة شهر مثلا بصوت مسموع أو سماعها .. وأنت متوسلا بها إلى الله أو راجيا من وراء سماعها خيرا من الله ..
* وبهذا يكون ختام الكلام على علاج الإنطواء والعزلة الإجتماعية .. وننتقل بعدها لطريقة أخرى بإذن الله ..
ما شاء الله ..
ردحذفتناول جميل لأسباب وحلول المشكلة ..
بارك الله فيك استاذنا الفاضل
واكرمك بالمزيد من فضله المجيد
امين يارب العالمين
ماشاء الله تبارك الرحمان
ردحذفربنا يسعدك ويحفظك ويزيدك علما وفهما وينفعنا بيك
ربنا يعلي قدرك ويعزك بيه وينصرك على كل من عاداك
اللهم إجعله نورا فوق الارض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
ربنا يخليك تاج فوق راسي وابا عزيزا لي
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي و على آله و سلم صلاة تنير بها درب أستاذي و تحميه و تسعده آمين يا رب العالمين
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.. قرأت موضوع علاج الغضب.. افهم ان ما يقال في التنمية البشريه حتى تتخلص من الضغوط مارس هوايات تحبها كل يوم من شأنها تخفف الضغوط هل هذا صحيح؟..
ردحذفوبالنسبه لاطفال حتى يتخلصوا من الطاقه الزايده لديهم و نوبات الغضب يقومون بالتلوين او النط واللعب.. هل هذا مجدي!ام فقط الدعاء لهم بظهر الغيب
سامحني لا اجيد طرح الاسئله بصورة افضل
********
اللهم صلي على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حذف- ما يقوله المعنيون بتصحيح السلوك النفسي .. إنما هو أسباب دنيوية .. تساعد على كبح جماح الغضب .. وهذا مهم ..
- ولكن ما نعرضه هنا هو اسباب دينية أو ايمانية معينة لذلك ..
فلا ما ان تأخذ بكل الأسباب المتاحة لك ..
- وما ذكرته شيء جيد وأسباب تساعد فعلا على تهدئة النفس وتخفف من الضغوط ..
*********************************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
سالوا سيدى ابو العباس المرسي
ردحذفكم مرة تصلى على سيدنا رسول الله صلى الله علية وسلم فى اليوم
قال ليس لنا عدد للصلاة علية نحن نصلى عليه حتى يسلم علينا باليد
عليك صلاة ربى يا رسول الله
جعل الله تعالى اتباع رسوله هو الطريق إلى حبه تعالى ، فقال : [قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿آل عمران:٣١﴾
ليس هذا فقط ، ولكن جعل رسول الله محبة الله تعالى ، ومحبته ، هي العُدَّة المعتد بها ليوم القيامة . فقد رُوي عن أنس بن مالك رضي الله عنهما أنه قال : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ الله ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله مَتَى قِيَامُ السَّاعَةِ ؟ . فَقَامَ النَّبِيُّ إِلَى الصَّلَاةِ ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ ، قَالَ : [أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ قِيَامِ السَّاعَةِ] ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ : أَنَا يَا رَسُولَ الله . قَالَ : [مَا أَعْدَدْتَ لَهَا] ؟ . قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا كَبِيرَ صَلَاةٍ وَلَا صَوْمٍ ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ . فَقَالَ رَسُولُ الله : [المرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ ، وَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ] . قال أنس رضي الله عنه : فَمَا رَأَيْتُ فَرِحَ المسْلِمُونَ -بَعْدَ الْإِسْلَامِ - فَرَحَهُمْ بِهَذَا
اللهم صلى على سيدنا محمد قدرعزتك لااله الا انت وجلالها وقدس اسمائك وصفاتك وحمالها وعظمه ذاتك وكمالها وعلى اله وسلم
جزاك الله عنا خير الجزاء يا سيدي ربنا يجعلك نور في حياتنا ديما يارب نفعنا الله بعلمك في الدارين وبارك الله لك في زريتك وجمعنا الله في الفردوس الأعلي مع النبي وآله وصحبه وزادك الله من علمه الواسع وفتح عليك فتوح العارفين به ورزقك كل ما تتمناه وترضاه دنيا وأخره ويجعلك من المقربين المحبين المحبوبين عند أهل السماء والأرض ويبعد عنك كل سوء ويحفظك من الفتن ما ظهر منها وما بطن ويمدك بمدد منه موصول غير مقطوع وينصرك علي من يعاديك ويجعلك ناصر للحق ديما بفضل الله عزوجل ويجعل قلبك منير بنور الله ويرزقك بمجالسه سيدنا النبي صل الله عليه وعلي آله وسلم في الدنيا والاخره .......اللهم آمين يا رب العالمين
ردحذف**************************************
اللهم صل علي سيدنا محمد النبي الأمي وعلي آله وسلم
احسن إلى الله... حتى تجد الحسنى من الله... والله مع المحسنين
ردحذف☆☆☆☆☆
العزلة الربانية:
يتم فيها زيادة مدد في القوة النفسية مع الذكر والعبادة مع سلب رغبات النفس وطموحاتها... الا رغبة واحدة وهي طلب الله... فيحدث أيضا تحميل نوراني تكتسب من ورائه مزيد عمل ونشاط وقوة وهمة في العمل مع الله...
وهذا لا يمنعك السعي في الحياة... ولكن يمنعك عن أمور حياتية أخرى بالاختلاط الكثير أو الكلام بالقيل والقال وما شابه ذلك... فضلا عن توجيهات ربانية أو نبوية يتم إرشادك إليها وتثبيتك فيها... بل وكلما هممت بعصيان أو معصية يتم إصابتك بحالة من الضعف والخمول حتى لا تفعلها... وغير ذلك من كريم فضل الله الذي يحيطك به ويكرمك به...
✍️❞ المؤمن لا يعرف شيئا اسمه المرض النفسي لأنه يعيش في حالة قبول وانسجام مع كل ما يحدث له من خير وشر.. فهو كراكب الطائرة الذي يشعر بثقة كاملة في قائدها وفي أنه لا يمكن أن يخطئ لأن علمه بلا حدود، ومهاراته بلا حدود.. فهو سوف يقود الطائرة بكفاءة في جميع الظروف وسوف يجتاز بها العواصف والحر والبرد والجليد والضباب.. وهو من فرط ثقته ينام وينعس في كرسيه في اطمئنان وهو لا يرتجف ولا يهتز اذا سقطت الطائرة في مطب هوائي أو ترنحت في منعطف أو مالت نحو جبل.. فهذه أمور كلها لها حكمة وقد حدثت بارادة القائد وعلمه وغايتها المزيد من الأمان فكل شيء يجري بتدبير وكل حدث يحدث بتقدير وليس في الامكان أبدع مما كان.. وهو لهذا يسلم نفسه تماما لقائده بلا مساءلة وبلا مجادلة و يعطيه كل ثقته بلا تردد و يتمدد في كرسيه قرير العين ساكن النفس في حالة كاملة من تمام التوكل.
ردحذفو هذا هو نفس إحساس المؤمن بربه الذي يقود سفينة المقادير و يدير مجريات الحوادث و يقود الفلك الأعظم و يسوق المجرات في مداراتها و الشموس في مطالعها و مغاربها.. فكل ما يجري عليه من أمور مما لا طاقة له بها،
هي في النهاية خير.
و شعاره دائما: "و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسى أن تحبوا شيئا و هو شر لكم و الله يعلم و أنتم لاتعلمون"
و هو دائما مطمئن القلب ساكن النفس يرى بنور بصيرته أن الدنيا دار امتحان و بلاء و أنها ممر لا مقر، و أنها ضيافة مؤقتة شرها زائل و خيرها زائل.. و أن الصابر فيها هو الكاسب و الشاكر هو الغالب. . ❝
📔عالم الأسرار
دكتور مصطفى محمود رحمه الله