ج1: رسالة الحق والنور في موجز علم تدوين الحديث الشريف وتبرئة البخاري ممن شهد عليه بالزور - من هم جماعة الشبعانين الذين أخبرنا عنهم النبي صلى الله عليه وسلم .. والذين وسموا أنفسهم ب(القرآنيون) ومنهم ضلالية ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الحق والنور

في موجز علم تدوين الحديث الشريف

وتبرئة البخاري ممن شهد عليه بالزور

ومناقشات حول أحاديث الآحاد ومفهوم الظن الراجح

(الجزء الأول)

* فهرس:

:: الفصل الأول :: احذر من أن تكون من هذه الطائفة المنكرة لحجيَّة الحديث النبوي الصحيح  ::

1- س1: من هم جماعة الشبعانين الذين أخبرنا عنهم النبي صلى الله عليه وسلم .. والذين وسموا أنفسهم ب(القرآنيون) ؟

***************************

..:: مقدمة الرسالة ::..
 
- بسم الله – اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم ..
 
- هذه رسالة لطيفة وقصيرة في محتواها .. نتكلم فيها سريعا عن تاريخ تدوين علم الحديث الشريف في نقاط مبسطة .. وعن صحيح البخاري .. في محاورة عقلية ومنهجية بسيطة في توضيح المغالطات المكذوبة والغير أمينة من ضلالية الفتنة الدينية على شبكة الإنترنت وخاصة اليوتيوب والفيسبوك .. .. والمتسترون وراء توصيف أنفسهم بأنهم قرآنيون كوصف لجذب المؤمنين إليهم .. وعموما الذين نتكلم عنهم في هذه الرسالة هي الأفكار الضلالية حول مشروعية الأحاديث النبوية .. !!
 
- وهذه الأفكار الضلالية هي تلك الأفكار المشوهة والضالة والمضلة والمنحرفة عن الحق التي قام بإحيائها بعض من يصفون أنفسهم بأنهم جماعة القرآنيون في عصرنا .. وهذه الأفكار هي مجموع خليط أفكار جماعة من المستشرقون الحاقدون على الإسلام منذ أكثر من مائة سنة .. وبين أفكار من جماعة المعتزلة السابق عهدها في تاريخ الإسلام والتي كان لها ما لها وعليها ما عليها .. !!
- وهذا الخليط المشبوه والمشوه بالباطل وأحيانا يكون مصحوب بخيانة علمية في التحقيق .. هو الذي يروج له بعض هذه الجماعة المنسوبة لجماعة قرآنيين في عصرنا هذا .. ولا يكون نشر هذا الخليط إلا عن تشابه في القلوب .. وكأنهم غفلوا عن قوله تعالى (وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) المائدة77 ..!!
 
- ويهدفون من وراء فتنتهم الدينية في إبطال تشريع الحديث النبوي .. هو إطفاء نور الحديث النبوي الشريف كمصدر للتشريع بالرغم من كونه قد يكون صحيح السند ومتنه غير مناقض للقرآن .. ولهم في ذلك أغراض من إبطال تشريع الحديث النبوي .. من هذه الأغراض فرصة لهم في تحليل واستباحة ما حرمه النبي صلى الله عليه وسلم وليس له وجود في القرآن .. كما وجدت ذلك من بعضهم وليس جميعهم ..!!
 

- واعلم أخي الحبيب .. ان هؤلاء القرآنيون لهم أفكار توجهات في الدين مختلفة .. وإن كان يجتمعون في إنكار تشريع الحديث النبوي ..

 

1- فبعض هؤلاء القرآنيون من أصحاب الأفكار الضلالية .. لا يقولون بأنهم يردون كلام النبي صلى الله عليه وسلم .. نعم .. فهم يقولون بأن من يرد كلام النبي فهو كافر بكل تأكيد .. ولكنهم بعد ذلك يقولون: أين كلام النبي هذا الذي نثق فيه ونعتقد أنه كلامه ؟!! فهذه التي تسمونها أحاديث لا قيمة لها لأنه غلب عليها الكذب والنسيان والخطأ والغلط .. فكيف نصدق أن هذا كلام النبي ؟!! ولكننا نكتفي بالقرآن الذي بلغنا به النبي .. !!

 

2- بل والبعض منهم يخالف ما سبق قليلا .. ولا مانع لديه من الأخذ بالأحاديث التي لها مرجعية قرآنية .. ويأخذ باحاديث الفضائل والأخلاق والتزكية .. ولكن ينكر ويجحد الأحاديث التي لها أحكام شرعية وليست لها مرجعية في القرآن ..!!

 

2- ومنهم من ابتدع نشر فكرة ضلالية في عصرنا .. واستباحوا جحود الصلاة على النبي بالقول .. وإذا ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم .. فهم لا يصلون عليه أبدا (لا قولا ولا كتابة) .. بل والبعض من هؤلاء الضلالية يهينون جماعة المؤمنين الذين يصلون عليه بالقول في كل زمان ومكان .. ويسمونهم ببغاوات أي حيوانات تردد ما لا تعقل .. لأن عقيدتهم هي أن الصلاة على النبي ليست بالقول بل هي العمل بما جاء به في آيات القرآن فقط .. وأبطلوا ذكر الصلاة على النبي ..!! ولا يخفى على مؤمن أن هذا الإبطال إنما هو تحريفا وتضليلا لكلام الله وتكذيبا لكلام النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا من أحاديثه بسند ومتن صحيح .. وقد رددت على هذا الضلال المبين والكذب الصريح في رسالة خاصة واسمها (رسالة القول الحق السرمدي في الرد على المنكر الجاحد لذكر الصلاة على النبي) .

 

- ومهما كانت اختلافاتهم وأفكارهم في الدين فهذا شأنهم .. ولكن ما يهمنا هنا في هذه الرسالة هو مناقشة ما فيه أفكار مغلوطة ومشوهة بالباطل فيما يتعلق بالحديث النبوي .. ولكن أحببتك أن تعرف في هذه المقدمة القليل من أفكارهم .. لأنهم سيفاجئونك بأنهم لا ينكرون كلام النبي .. بل ويكفرون المنكر لكلام النبي .. حتى البعض منهم يستدل بأحاديث بصورة طبيعية "لأن هذا البعض منهم هو منكر للأحاديث التشريعية وليس لعموم الأحاديث" .. واستدلاله بالأحاديث في كلامه حتى تطمئن لهم أنهم لا ينكرون الأحاديث كما يقال عنهم .. ثم يستدرجوك إلى ما بعد ذلك من مغالطاتهم المخلوطة بالكذب والتضليل حسب ما يتفق وأهوائهم .. في إنكار الأحاديث التشريعية ..!!

 

- إنهم يتبعون سياسة المخادعة بالملاطفة ..!! فيسقيك عسلا ثم بعد ذلك يسقيك خلا ..!!

 

- تبقى أن تعرف أخي الحبيب شيئا هاما .. وهو أن معنى اعتراضي على هذه الأفكار المغلوطة أو المخلوطة بالباطل .. ليس هو اتهام بالكفر لأحد .. ولا اتهام بتحقير شخصية أحد .. لا .. والله شاهد على ذلك .. ولذلك لا أذكر أسماء من اعترض على أفكارهم في كتاباتي حتى لا يكون تحريضا عليهم أو تشويها لهم أو تحقيرا فيهم .. فكل إنسان له ما له وعليه وما عليه .. ولكن اعتراضي على البعض إنما هو مجرد مواجهة لأفكار ضالة ومنحرفة ومشوهة بأباطيل .. قد ارتضاها البعض حينما غفل عن التحقيق العلمي بأمانة .. ولم يفكر بطريقة عقلية سليمة لتعصب قد غلبه ..!!  

 

- ورسالتي هذه وإن كانت صغيرة الحجم .. إلا أنها كبيرة المعاني وكثيرة العلم إن شاء الله تعالى .. وقد أهتممت فيها بالمناقشات العقلية المصاحبة للأدلة الشرعية .. كما هو حالي في كل رسائلي العلمية حيث أن المناقشة العقلية تفكرا وتدبرا هي عشقي دائما في الكتابة وفي عموم الحياة .. لأنها تزيدك فهما ونورا وبصيرة .. بل والمناقشات العقلية تكشف لك كيف يتلاعب تجار الفتنة بأفكارهم الضالة والمنحرفة عن الحق .. حتى تنتبه وتحذر من تضليلهم وفتنتهم .. ولكن مع العقل دائما كن أمينا في الحق ولا تكن متعصبا .. واجتهد أن تكون سليم القلب قدر استطاعتك .. حتي يكسبك الله بصيرة في قلبك تجعلك تميز بين الحق والباطل .!!

 

- ومن غلبه حب رسوله ومولاه .. لا تغلبه فتنة ولا يستعبده هواه ..

 

- وهذه الطائفة بالرغم من تكرارها على مر الزمان في تاريخ الإسلام .. إلا أن الله يخزيهم ويطفيء نار فتنتهم المتأججة من قلوبهم المشوهة بكل جحود لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. بنور المحبة المتوهجة من قلوب محبي الحديث النبوي الشريف المملوءة بحب النبي صلى الله عليه وسلم ..

 

- وقد أكرمني الله سابقا في الرد على بعض المغالطات المكذوبة التي يروج لها ضلالية ممن ينسبون أنفسهم لجماعة القرآنيون .. من خلال عدة رسائل منها:
1- رسالة القول القرآني المجيد في التحذير من  النظام العالمي الجديد.
2- رسالة القول الحق السرمدي في الرد على المنكر الجاحد لذكر الصلاة على النبي .
3- رسالة الردود الربانية  على من استباح تفسير حروف القرآن من اللغة الآرامية .
 
- وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم .. التوفيق إلى ما يحب ويرضى .. وأن يجعلها رسالة حق ونور لكل مؤمن محب لحديث النبي صلى الله عليه وسلم .. ولكل مؤمن قد خالطه الشك من كلام ضلالية الإنترنت في جحودهم للحديث النبوي الصحيح السند والغير مناقض متنه للقرآن .. وذلك في محاولة منهم لإطفاء نور الحديث النبوي بكل طريقة ممكنة ..!!
 
- والذي أقصده بالسند: هو سلسلة الرواة المتصلة ببعضها تلقينا والذين نقلوا إلينا حديث النبي صلى الله عليه وسلم .. ويجب أن يكون معروف ومشهور عنهم أنهم أهل ثقة وأمانة .
 
- والذي أقصده بالمتن: هو نص الحديث نفسه الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم .. وهو النص الذي نقلوه إلينا أهل الثقة والأمانة من هؤلاء الرواة .. وهذا المتن أو هذا النص يجب أن لا يكون مناقض للقرآن متعارضا معه .. فلو حدث ذلك يتم رد الحديث حتى لو كان السند صحيح .. لأن المتن حينئذ فيه معارضة للقرآن .. وهذا نادر الحدوث ..!!
 
- وهذا أوان الشروع في كتابة هذه الرسالة البسيطة .. وأرجو من الله القبول والتوفيق فقد توكلت عليه .. (وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) هود88 .. هو حسبي ونعم والوكيل .

- اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم .

********************

:: الفصل الأول ::

:: احذر من أن تكون من هذه الطائفة المنكرة لحجيَّة الحديث النبوي الصحيح ::

********************

..:: س1: من هم جماعة الشبعانين الذين أخبرنا عنهم النبي صلى الله عليه وسلم .. والذين وسموا أنفسهم ب(القرآنيون) ومنهم ضلالية ؟ ::..

 

- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنِّي أوتيتُ الكتابَ وما يعدِلُه .. يوشكُ شَبْعانُ على أريكتِه أنْ يقولَ: بيني وبينكم هذا الكتابُ فما كان فيه مِن حلالٍ أحلَلْناه وما كان فيه مِن حرامٍ حرَّمْناه .. ألَا وإنَّه ليس كذلك) صحيح بن حبان .. وقال الأرنؤوط: إسناده قوي.
 
- وفي رواية بلفظ: (ألا هل عسى رجلٌ يبلُغُه الحديثُ عني وهو مُتَّكِئٌ على أريكَتِهِ ، فيقولُ: بينَنَا وبينَكم كتابُ اللهِ ، فما وجدْنا فيه حلالًا استحلَلْنَاه ، وما وجدْنا فيه حرامًا حرَّمناه .. وإِنَّ ما حرَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كما حرمَ اللهَ) صحيح الترمذي.
 
- جماعة المتكيء الشبعان: والذي يوصفون أنفسهم بأنهم قرآنيون ومنهم ضلالية .. ويختبئون وراء هذا الوصف .. لينشروا بين المسلمين سمومهم الفكرية في الدين كما تهوى أنفسهم .. حتى يوهمون الناس أنهم أهل الحق .. وأدق صفاتهم هو أنهم ينكرون الحديث الشريف الصحيح السند والغير مناقض أو متعارض متنه للقرآن .. وكذلك لا يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم .. ويحتقرون من علماء المسلمين ويستخفون بكلامهم، ويعتقدون في أنفسهم أنهم العقلاء فقط دون غيرهم .. !!
 
- وسبب تسميتهم بالشبعانين هي تسمية نبوية ومن علامات النبوة في الإخبار بالغيب .. وأظن أن سبب تسميتهم بالمتكيء الشبعان .. هو إظهار أنهم جماعة مترفة معجبة برأيها جاحدة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم .. حيث لا يذهبون لتحصيل العلم ولا سؤال أهل الذكر .. واكتفى من نفسه بنفسه .. ولا حاجة لهم لكلام النبي صلى الله عليه وسلم .. ويكتفون بتفسير القرآن بأنفسهم وكما يتفق وهواهم .. وليسوا بأول من فعل ذلك .. ولكنهم أتباع لمن تشابهت قلوبهم معهم من السابقين ..!!
 
- وكأن الإشارة في لفظ (شَبْعانُ) الذي جاء في الحديث السابق: هو وصف يجمع بين حال ظاهره وباطنه بالإنكار واتباع الهوى ..
 
- وكأنه في ظاهره: حاله أنه لا يذهب لتحصيل العلم ولا سؤال أهل الذكر .. واكتفى من نفسه بنفسه في أنه يعلم ولا يحتاج لغيره .. ويحمل في ظاهر كلامه استخفافا من كلام علماء المسلمين وانتقاصا من شأنهم ..
 
- وكأنه في باطنه: حاله أنه شبع من اتباع الهوى ومن الإستكبار حتى أنكر كلام النبي صلى الله عليه وسلم الموصول بالسند الصحيح والمتن الغير مناقض للقرآن .. وكأن حالهم القلبي أنهم شبعوا من هوى النفس حتى جحدوا اتباع حديث النبي صلى الله عليه وسلم ..!!
 
- ولذلك تجد أن كثيرا منهم يكذب أحاديث النبي ويجحدها وينكرها .. ويتأول كلام الله بما تهواه نفسه وقام بتلفيق الآيات كما يحلو له ..
 
- ولذلك وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ألَا إنِّي أُوتِيتُ الكتابَ ومِثْلَهُ معه، ألَا يُوشِكُ رجُلٌ شَبْعانُ على أريكتِهِ يقولُ: عليكم بهذا القرآنِ فما وجَدْتُم فيه مِن حلالٍ فأحِلُّوه، وما وجَدْتُم فيه مِن حرامٍ فحرِّموه .. ألَا لا يَحِلُّ لكم لحمُ الحِمارِ الأهليِّ ، ولا كلُّ ذي ناب مِن السَّبُعِ ، ولا لُقَطةُ مُعاهَدٍ ، إلَّا أن يستغنيَ عنها صاحبُها، ومَن نزَل بقومٍ فعليهم أن يَقْرُوه، فإن لم يَقْرُوه فله أن يُعقِبَهم بمِثْلِ قِرَاهُ) صحيح أبي داوود.
 
* شرح الحديث من موقع الدرر السنية:
- قد أمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأمورٍ ونهى عن أشياءَ ليستْ في القرآنِ الكريمِ .. والواجبُ امتثالُ أوامرِه واجتنابُ نَواهِيه .. فإنَّ طاعتَه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ من طاعةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، كما قال الله تعالى: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ) النساء80.
 
- وفي هذا الحَديثِ أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال:
- (ألَا لا يَحِلُّ ذو نابٍ من السِّباعِ): أي ما يَعْدو بِنَابِه على النَّاسِ كالذِّئبِ والأسدِ والكلبِ ونحوِها ..
- (ولا الحِمارُ الأهليُّ): أي لا يَحِلُّ أَكْلُه، وهو الحمارُ الإنسيُّ غيرُ الوَحْشيِّ.
- (ولا اللُّقَطةُ من مالِ مُعاهَدٍ): و"اللُّقَطةُ": هي ما يُلْتقَطُ ممَّا يَضيعُ مِن الشَّخصِ ..، و"المُعاهَدُ": مَنْ أعطاه المسلِمون عَهْدَ أمانٍ مِن الكفَّارِ، وخَصَّه بالذِّكرِ خَشْيةَ التَّساهُلِ في لُقَطتِه لأنَّه كافرٌ.. (إلَّا أنْ يَستغنيَ عنها): أي يَتْرُكَها لمن أَخَذها.
- ثمَّ قال: (وأيُّما رَجُلٍ ضاف قومًا): أي نَزَل على قومٍ ضيفًا ..، (فلَم يَقْرُوه) أي: لم يُضيِّفوه ..، (فإنَّ له أن يُعْقِبَهم): مِن الإعقابِ وهو المجازاةُ ..، (بمِثْلِ قِراه) أي: يَأخُذَ مِنهم مِقْدارَ ما حَرَموه من الضِّيافةِ". انتهى الشرح .
 
- وفي رواية بلفظ: (إنِّي أوتيتُ الكتابَ وما يعدِلُه .. يوشكُ شَبْعانُ على أريكتِه أنْ يقولَ: بيني وبينكم هذا الكتابُ فما كان فيه مِن حلالٍ أحلَلْناه وما كان فيه مِن حرامٍ حرَّمْناه .. ألَا وإنَّه ليس كذلك) صحيح بن حبان .. وقال الأرنؤوط: إسناده قوي.
 
- وفي رواية بلفظ: (ألا هل عسى رجلٌ يبلُغُه الحديثُ عني وهو مُتَّكِئٌ على أريكَتِهِ ، فيقولُ: بينَنَا وبينَكم كتابُ اللهِ ، فما وجدْنا فيه حلالًا استحلَلْنَاه ، وما وجدْنا فيه حرامًا حرَّمناه .. وإِنَّ ما حرَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كما حرمَ اللهَ) صحيح الترمذي.
 
- وبعض من هؤلاء الضلالية .. بالرغم من تكذيبه للأحاديث الصحيحة السند والمتن عن النبي صلى الله عليه وسلم .. ستجده يستبيح الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم .. ويذكر أحاديث باطلة عن النبي ليؤكد صحة تكذيبه للأحاديث .. فيذكر مثلا حديث (إنه سيفشوا عني أحاديث فما أتاكم من حديثي فاقرأوا كتاب الله واعتبروه فما وافق كتاب الله فأنا قلته وما لم يوافق كتاب الله فلم أقله) رواه الطبراني في الكبير – قال الهيثمي: وفيه أبو حاضر عبد الملك بن عبد ربه وهو منكر الحديث .
 
- وفي رواية: (إنها تكون بعدي رواة يروون عني الحديث، فاعرضوا حديثهم على القرآن، فما وافق القرآن فخذوا به، وما لم يوافق القرآن فلا تأخذوا به) رواه الدارقطني .. وذكره الألباني في الضعيفة بأنه ضعيف لكونه مرسل.
 
- قال الإمام الشوكاني رحمه الله (المتوفى: 1250هـ) .. تعقيبا على رواية بن عساكر:
- قال الخطابي: وضعته الزنادقة، ويدفعه حديث: "أوتيت الكتاب ومثله معه" ..، كذا قال الصغاني.
- قلت (أي الشوكاني): وقد سبقهما إلى نسبة وضعه إلي الزنادقة: يحيى بن معين، كما حكاه عنه الذهبي، على أن في هذا الحديث الموضوع نفسه ما يدل على رده؛ لأنا إذا عرضناه على كتاب الله عز وجل خالفه، ففي كتاب الله عز وجل (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) الحشر7 .. ونحو هذا من الآيات.
راجع الفوائد المجموعة للشوكاني ص291
 
- وقال الإمام بن حزم رحمه الله (المتوفى: 456هـ):
- فصل في قوم لا يتقون الله فيما ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم:
- قال علي "أي بن حزم": وقد ذكر قوم لا يتقون الله عز وجل أحاديث في بعضها إبطال شرائع الإسلام وفي بعضها نسبة الكذب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإباحة الكذب عليه ..
- ثم ذكر بن حزم بعد ما سبق .. مجموعة من الأحاديث السابق ذكرها وقام بتفنيد أسانيدها .. ما بين حديث منكر ومجهول وموضوع أو كذب ..!!
راجع  الإحكام في أصول الأحكام ج2 ص276
- وأيضا راجع ما ذكره البيهقي معرفة السُّنن والآثار” ج 1 ص 23
 
- والذي تعجب له من هؤلاء الضلالية في العلم .. أنهم يحتجون بالحديث وهم منكرون للحديث .. ولا يعترفون به ..!! فما هذا التناقض الفاضح لطريقة تفكيرهم في التشكيك فيما بلغنا من أحاديث نبوية صحيحة السند والمتن ..!!  
 
- وإذا قيل لهم قال رسول الله .. فإنهم يكذبون الحديث الصحيح .. تحت مسمى أن هذه أحاديث لا نثق فيها ..!! ولكن الحقيقة أنهم لأهوائهم متبعون .. وبالغواية سائحون .. وإنما ينكرون تشريع الحديث النبوي الصحيح السند والمتن .. لأنه قد يكون فيه تفصيلا لتحريم شرعي لم يأت ذكره بالقرآن .. فأرادوا استباحة ما حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم من محرمات مثل تحليل بعضهم لتعدد وجمع (الرجل بالمرأة وعمتها وخالتها) وهذا محرم بالنص النبوي وليس القرآني .. واستباحتهم عدم فعل التفاصيل الشرعية التعبدية لله كأداء الصلوات الخمس بركعاتها وسجودها .. وعدم إخرج نسبة الزكاة .. وغير ذلك مما يستبحوه بجحودهم للأحاديث النبوية الصحية السند والمتن .
 
- وهذه الطائفة بالرغم من تكرارها على مر الزمان في تاريخ الإسلام .. إلا أن الله يخزيهم ويطفيء نار فتنتهم المتأججة من قلوبهم المشوهة بالمغالطات المكذوبة لإطفاء نور حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. بنور المحبة المتوهجة من قلوب محبي الحديث النبوي الشريف المملؤه بحب النبي صلى الله عليه وسلم .. 

* هذا الفصل تم نقله كاملا من رسالة / القول القرآني المجيد في التحذير من  النظام العالمي الجديد – للإستاذ خالد أبوعوف.. مع بعض الإضافات ..

***************************

:: الفصل الثاني ::

:: عن تدوين الحديث النبوي بالكتابة ::

***********************

..:: س2: لو كانتِ السُّنة النبوية حُجَّةً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابتها ؟ ::..

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسائل العلمية مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..