بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
الحق والنور
في موجز علم تدوين الحديث الشريف
وتبرئة البخاري ممن شهد عليه بالزور
ومناقشات
حول أحاديث الآحاد ومفهوم الظن الراجح
(الجزء الرابع)
:: الفصل
الثالث :: الحديث من حيث كونه دليل
شرعي قطعي أم ظني ::1- س11: هل النصوص الشرعية قطعية الثبوت أم ظنية الثبوت ؟2- ما هي طرق وصول الأحاديث إلينا ؟ (الأحاديث المتواترة – أحاديث الآحاد)3- س13: هل معنى قولنا أن حديث الآحاد يفيد العلم النظري أنه
لا يقين فيه ؟4- س14: هل يوجد أحاديث آحاد
في الصحيحين (البخاري ومسلم) ؟*************************** :: الفصل
الثالث:::: الحديث من حيث كونه دليل
شرعي قطعي أم ظني ::***********************..:: س11: هل النصوص
الشرعية قطعية الثبوت أم ظنية الثبوت ؟ ::.. - اعلم أخي
الحبيب .. أن النصوص أو الأدلة الشرعية المنقولة إلينا ككلام أو
أقاويل أو أحاديث أو روايات .. يتم النظر إليها في سندها ومتنها .. من حيث ثبوت
السند ودلالة المتن .. وإليك تفصيل ذلك ..
- أولا: فمن حيث ثبوت السند الذي
بلغنا منه النص الشرعي .. ننظر فيه هل
وصل بطريق قطعي الثبوت أم ظني الثبوت ..؟
- وقطعي .. يعني (مؤكد)
وبالتالي صحيح ..- وظني .. يعني (محتمل) وبالتالي قد يكون صحيح أو ضعيف ..!! 1- سند القرآن
.. كله قطعي الثبوت أي مؤكد بأنه صحيح لا يحتمل شكا.. لأنه
وصلنا بطريق التواتر ولا يحتمل شكا .. سيأتيك شرح التواتر بعد قليل .. 2- سند الحديث
.. منه ما هو قطعي الثبوت وهو المتواتر الذي رواه جماعة ..
ومنه ما هو ظني الثبوت وهو حديث الآحاد .. وسياتيك شرحه بعد قليل .. - ملحوظة هامة: بعض
العلماء اعترض وقال طالما صح السند حتى ولو بطريق واحد .. فقد ثبتت
قطعية الحديث .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرسل سفيرا منه لتبليغ رسالته
.. ولم يكن يرسل معه جماعة ليبلغوا نفس الرسالة حتى يؤكدوا مصداقيته ..!! فثبت
بذلك رجاحة وقطعية ثبوت خبر الآحاد .. - ولكن الغالب
عند علماء الحديث هو ظنية حديث الآحاد .. ولذلك قد يظهر علل في
سند هذا الحديث غالبا وليس دائما . - ثانيا: من حيث
المتن .. وهو النص نفسه المكتوب الذي تم نقله .. منه ما هو قطعي الدلالة في الفهم
لوضوحه .. ومنه ما هو ظني الدلالة في لاحتمالية توجيه فيه .. 1- متن القرآن: وهو نص القرآن .. منه ما
هو قطعي الدلالة في حالة فسره النبي صلى الله عليه وسلم .. ولا يستطيع أن يفسر أحد
نص قد فسره النبي صلى الله عليه وسلم .. ولكن من نصوص القرآن ما هو ظني الدلالة لأن
اللفظ يحتمل أكثر من تفسير وتوجيه ..- يقول تعالى: (هُوَ الَّذِي
أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ
مُتَشَابِهَاتٌ) آل عمران7 .. ويشار هنا في الآية للمحكم بأنه قطعي
الدلالة .. ويشار للمتشابه بأنه ظني الدلالة .. والله أعلم . 2- متن الحديث: وهو نص الحديث .. منه ما
هو قطعي الدلالة لوضوح معانيه .. ومنه ما هو ظني الدلالة لأنه يحتمل أكثر من تفسير
وتوجيه للفظه . *****************************..:: س12: ما هي طرق
وصول الأحاديث إلينا ؟ ::..(الأحاديث
المتواترة – أحاديث الآحاد)
- الحديث من حيث وصول خبره إلينا فهو من طريقين :- أولا: طريق متواتر .. والتواتر معناه
التتابع .. ويقصد به الحديث الذي تتابع تداوله من عدة طرق للأسناد مختلفة عن عدد
كثير من الرواة .. جماعة عن جماعة .. وذلك بدون حصر لعددهم في كل طبقات السند (وإن
كان البعض جعلهم أربعة والبعض أوصلهم لعشرة بل ولأكثر من ذلك) .. ولكن الذي أراه
صائبا هو ما ذكره الإمام بن حجر العسقلاني في كتاب نزهة النظر حيث قال: الكثرة أحد
شروط التواتر إذا وردت .. بلا
حصر عدد معين .. (نزهة النظر ص37) .. - وهؤلاء الجماعة عن الجماعة الذين تواتر عنهم الحديث .. يستحيل تواطؤهم على
الكذب أو افتعال هذا الحديث من أنفسهم .. لأنهم غالبا يكونوا من بلاد مختلفه
ومذاهب مختلفه ولغات مختلفة وغير ذلك مما دونه أهل العلم .. - ويكون رواية الحديث المتواتر مبنية على الحس .. فيقولوا: سمعنا أو
حدثنا أو رأينا أو ما شابه ذلك من ألفاظ تفيد تحقيق الرواي للتلقي فعليا ممن سبقه
.. - فالحديث
المتواتر .. هو الذي تم روايته جماعة عن جماعة .. وقد تلقوه حسا
وإدراكا بما يفد التحقيق .. ومحال عقلا أن يتواطئوا بينهم على الكذب لاختلاق حديث
.. - وحكم
الحديث المتواتر .. هو التصديق به والعمل
بما جاء فيه .. لأنه يفيد العلم اليقيني المؤكد .. بأنه لا احتمالية شك فيه ..
ويسمى بحديث قطعي الثبوت .. - ومن أمثلة الحديث المتواتر .. قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ
مِنَ النَّارِ) صحيح البخاري ..
ويقول الإمام السيوطي في الأزهار المتناثرة أنه قد رواه أثنين وسبعون صحابيا .. - من أشهر الكتب التي حاولت
جمعت المتواتر ..- نظرا لأن الحديث
المتواتر قليل الوجود في علم الحديث حيث قد يبلغ بعض المئات منه .. فقلت الكتب
التي تجمعه .. ولكن من أشهر الكتب الجامعة له .1-
الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة – جلال الدين السيوطي (المتوفى:
911هـ) .. وقد جمع أكثر من مائة حديث ..2-
اتحاف ذوي الفضائل المشتهرة بما وقع من الزيادات في نظم المتناثر على الأزهار المتناثرة
– للشيخ عبد العزيز صديق الغماري – حفظه الله .. وقد جمع أكثر من مائي وستة
وثمانون حديثا ..- والكتابين السابقين تجمعهم بعض
المطابع في كتاب واحد .. - ثانيا: طريق آحاد .. جمع أحد .. وبمعنى
واحد .. وهذا الطريق هو ما لم يجمع شروط التواتر .. ويرويه واحد عن واحد .. بل ولا ينحصر في
الخبر الذي ينقله الواحد .. بل يشمل الذي ينقله اثنان أو أكثر ما لم ينته إلى حد
التواتر .. 1- وحديث الآحاد .. من حيث قبوله أو رده ينقسم إلى :أ- منه ما هو
مقبول .. كالصحيح والحسن .. وسبب قبوله هو الثقة الناقل للحديث
والراوي له .. مع عدم مخالفة متنه لأحاديث متشابه في نفس المسألة .. وأيضا عدم
مخالفة متنه للقرآن الكريم . ب- ومنه ما هو
مردود .. بسبب علة في السند أو المتن ..- فقد يكون مردود بسبب علة في الرواي نفسه .. كالحديث
الضعيف والموضوع والمتروك والشاذ والمنكر وغير ذلك ..- وقد يكون مردود بسبب سقوط في الاسناد .. أي سقوط راوي
من بين سلسلة الرواة .. كالحديث المرسل والمنقطع وغير ذلك ..- وقد
يكون حديث صحيح سندا ومردود متنا إما لمخالفته وقائع حقيقية أو لمخالفته القرآن .. (وإن كان بعض علماء
الحديث لا يذكر ضعف المتن – لأنهم يقولون أن المتن لا يكون فيه مخالفة إلا لو كان
السند فيه علة) .. وهذا من وجهة نظري كلام غير منضبط لوجود مخالفات في بعض متون أحاديث
صحيح مسلم كما في حديث خلق السموات والأرض وقد سبق بيان ذلك .. وكان سنده صحيح .. !! 2- وأغلب الأحاديث النبوية أو جميعها هي أحاديث
آحاد .. إلا القليل منها وهو
المتواتر والذي قد لا يزيد عن ثلاثمائة حديث .. 3- وحديث
الآحاد يفيد العلم النظري .. أي يحتاج إلى نظر واستدلال لمعرفة صحته من ضعفه ..- والعلم
النظري .. إذا اجتمع له بعد التأمل فيه والنظر إلى
الأدلة والقرائن ما يدل على صحته وقبوله .. فهذا يرفعه إلى العلم القطعي اليقيني
.. 4- وطالما راويه هو شخص واحد غالبا .. قال العلماء أنها أحاديث
ظنية الثبوت (حتى
يتم تحقيقها) .. احترازا من رواية الشخص الواحد .. حيث قد يجوز عليه الخطأ
أو النسيان .. بخلاف الحديث المتواتر الذي يرويه أشخاص كثيرة بنفس اللفظ او المعنى
وبالتالي يستحيل عليهم الخطأ والنسيان بدليل اجتماعهم عليه . ********************** ..:: س13: هل معنى
قولنا أن حديث الآحاد يفيد العلم النظري أنه لا يقين فيه ؟ ::.. * انتبه: ليس معنى قولنا أن حديث الآحاد يفيد العلم النظري أنه لا
يقين فيه .. لا .. أنت فهمت خطأ ..، وليس معنى أنه يفيد الظن أنه لا يقين فيه ..
أيضا هذا خطأ .. - ليه ما
سبق هو خطأ ؟ 1- أما عن تصورك بأن العلم
النظري لا يفيد اليقين .. فهذا خطأ .. لأن معنى العلم
النظري .. أي أن العلم الذي في هذا الحديث .. يحتاج إلى نظرة تحقيق لاثبات قبول ما فيه ..
وقد وضعوا لذلك شروط لتحقيق قبول الحديث وهي: اتصال السند من أوله إلى منتهاه ..،
ضبط الرواه ، وعدالة الرواة ، وأن لا يكون شاذا ولا معلولا بعلة من العلل القادحة
فيه .. وقد شرحنا هذه
الشروط في جزء سابق فارجع إليه ..- فإذا تحققت
هذه الشروط .. ينتقل من مجرد العلم النظري إلى العلم الضروري الواجب
الأخذ به .. لانتفاء شبهة الشك عنه . 2- أما عن
تصورك بأن الظن لا يفيد اليقين .. فهذا خطأ .. لأن الحديث من حيث
قبوله أو رفضه .. فهو يحتمل الظن بصحته أو بضعفه قبل التحقيق من قبوله أو رفضه .. لأن راويه واحد عن
واحد .. ولكن إن تطابقت شروط القبول عليه وتبينت ثقة الرواة وعدم مخالفته لنصوص
شرعية أخرى .. فهو من العلم القطعي الواجب العمل به .. وعلى هذا عموم جماهير علماء
المسلمين .. - وبعض
العلماء يصفون حديث الآحاد المقبول بالظن الراجح .. وذلك ليس شكا منه في قبول الحديث .. وإنما احترازا مما
قد يحدث لأحد الرواه من خطأ أو نسيان أو لأن الرواية قد تقال بالمعنى وليس باللفظ
النبوي .. ولكن حديث الآحاد لو صح سندا ومتنا فهو يفيد اليقين . - وليس لهؤلاء الرواه تقديس أوعصمة من الخطأ كما يزعم من
يقول بذلك .. ولكن قبول الحديث والعمل
به لا ينفي عنهم إمكانية حدوث الخطأ أو النسيان .. فانتبه لهذا الكلام جيدا .. حتى
تفهم ما يقال في الكتب القديمة التي شرحت علم الحديث ..!! - خلاصة
ما سبق: إن ظهر في
الحديث صفة القبول (صحيح أو حسن) .. فهو يغلب فيه الظن
الراجح أي يرتقي لليقين وانتفت عنه شبهة الشك .. ووجب العمل به عند جمهور المسلمين
من عهد الصحابة وحتى يومنا هذا .. إلا من شذ عن ذلك من آحاد العلماء أو طوائف
خالفت علماء أهل السنة والجماعة كبعض جماعة القرآنيين في زماننا .. فانتبه ..!! **************************** ..:: س14: هل يوجد أحاديث
آحاد في الصحيحين (البخاري ومسلم) ؟ ::.. - يوجد
أحاديث آحاد كثيرة جدا في البخاري ومسلم .. بل وعموم وأغلب السنة
النبوية هي أحايث آحاد .. ولا تجعل الشك ينتابك من هذا الأمر لأنه ليس كل حديث
آحاد مردود .. وإنما منه ما هو مقبول وما هو مردود .. كما سبق وأوضحت لك ذلك .. - أما عن سبب
قبول صحيحي البخاري ومسلم .. عند عموم علماء المسلمين .. فيقول الإمام بن حجر العسقلاني رحمه
الله (المتوفى: 852هـ) في نزهة النظر في توضيح
نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر (ص60-61):- والخبرُ المُحْتَفُّ
بالقرائن أنواع :- مِنْها:
مَا أَخْرَجَهُ الشيخانِ في صَحيحَيْهِما، ممَّا لم يبلغ
التواتر، فإنه احتفَّتْ به قرائن منها:1- جَلالتُهُما في هذا الشأن.2-
وتقدُّمهما في تمييز الصحيح على غيرِهما.3- وتلقِّي العلماء لكتابيهما
بالقَبُولِ، وهذا التلقِّي وحده
أَقوى في إفادة العلم من مجرد كثرة الطرق القاصرة عن التواتر.- إلا أنّ هذا:1- يختصُّ بما لم ينتقده أحد مِنَ
الحُفَّاظِ مما في الكتابين.2- وبما لم يقع التّخالُفُ بينَ
مَدْلولَيْهِ مما وقع في الكتابين .. حيثُ لا تَرْجيحَ .. لاستحالةِ أَنْ يُفيدَ
المتناقِضَان العلمَ بصدقهما من غير ترجيحٍ لأحدهما على الآخرِ .. وما عَدا ذلك
فالإِجماعُ حاصلٌ على تسليم صحته. * قلت (خالد صاحب الرسالة) توضيحا لبعض كلام الإمام بن
حجر:-
قوله (المُحْتَفُّ بالقرائن): أي الخبر المؤيد
بما يدل على صحته. -
قوله (جَلالتُهُما في هذا الشأن): أي علو
شأن الإمامين البخاري ومسلم في ضبط تحقيق الأحاديث عن غيرهما. -
قوله (إلا أنّ هذا): أي أن ما سبق من قبول ما
في الصحيحين إنما هو ليس مقبول على إطلاقه ولكن بشرطين .. -
قوله (وبما لم يقع التّخالُفُ بينَ مَدْلولَيْهِ
مما وقع في الكتابين): أي لم تقع مخالفة بين روايتين كلاهما
يناقض الآخر ويستحيل الجمع بينهما .. أو بين حديث وآية قرآنية ويستحيل الجمع
بينهما .. (هذا على افتراض ظهر ذلك – فهذا شرط احترازي) .. -
قوله (لم ينتقدْه أحدٌ مِنَ الحُفَّاظِ مِمَّا في
الكِتابينِ): أي لم يعترض عليه أحد من محققي
الأحاديث المتقنين على صحيحي البخاري ومسلم.
* ملحوظة :
-
جملة ما في صحيح البخاري من الأسانيد المتصلة غير المكررة هو (2602)
حديث .. والمجموع بالمكرر (7397) حديث ..
- وجملة ما في صحيح مسلم بدون
المكرر (3330) حديث .. وبالمكرر يزيد عن ثمانية آلاف لأنه يكثر من طرق الحديث
الواحد ..
************************** ..:: س15: هل يوجد
في نصوص الشريعة (قرآن وسنة) ما يسمح بقبول خبر الآحاد والعمل به ؟ ::.. - بعد كل ما
سبق .. يكون من المهم أن نجد أدلة تشير إلى جواز العمل بحديث
الآحاد والأخذ به .. ومن هذه الأدلة في القرآن والسنة نجد الآتي: - أولا: الأدلة من القرآن ..1-
الدليل الأول: يقول تعالى .. (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ
مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ
رِسَالَتَهُ) المائدة67 .. ويقول تعالى: (وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا
الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) النور54 . -
والشاهد من الآيات .. أن البلاغ كان من النبي صلى الله عليه وسلم
.. وبه يحصل العلم اللازم الضروري لاتباعه .. فلو كان خبر الواحد لا يحصل به العلم
الضروري الواجب اتباعه .. فليس في تبليغ النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن حينئذ أي
حجة في قبول هذا القرآن .. وبالتالي ليس لله على عباده أي حجة حينئذ لأنه تبليغ
آحاد ..!!- ولذلك
من ينكر حديث الآحاد ويظن أن العقل ينكر ذلك .. فهو شخص قد فاته
من العقل أكثر مما أدركه بعقله .. ويحتاج لمراجعة عقله حينئذ ..!! 2-
الدليل الثاني: يقول تعالى .. (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ
بِهِ عِلْمٌ) الإسراء36 ..، ويقول تعالى: (إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ) النجم28 .-
والشاهد من الآيات .. لو كان خير الآحاد يفيد الظن
المذموم الذي لا يقوم به علم صحيح .. فلماذا استخدم النبي صلى الله عليه وسلم خبر
الآحاد في رسائله وسفرائه .. ولماذا الصحابة والتابعين كانوا يعتدون بخبر الآحاد
لو لم تكن تفيد علما صحيحا لديهم .. وإلا يكونوا حينئذ قد اتبعوا ما ليس فيه علم
.. واتبعوا الظن المذموم الذي نهى عنه الله ..!! - ثانيا: الأدلة من السنة النبوية ..1- الدليل
الأول: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: (بَيْنَا النَّاسُ بِقُبَاءٍ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ، إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ
فَقَالَ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُنْزِلَ
عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الكَعْبَةَ
فَاسْتَقْبِلُوهَا»، وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّأْمِ فَاسْتَدَارُوا إِلَى
الكَعْبَةِ) صحيح البخاري. - وفي رواية بلفظ عن البراء بن عازب قال: (لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ المَدِينَةَ صَلَّى نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ أَوْ
سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يُوَجَّهَ إِلَى الكَعْبَةِ،
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ
فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} [البقرة: 144]، فَوُجِّهَ نَحْوَ
الكَعْبَةِ، وَصَلَّى
مَعَهُ رَجُلٌ العَصْرَ .. ثُمَّ خَرَجَ فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ مِنَ
الأَنْصَارِ، فَقَالَ: هُوَ يَشْهَدُ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّهُ قَدْ وُجِّهَ إِلَى الكَعْبَةِ .. فَانْحَرَفُوا
وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلاَةِ العَصْرِ) صحيح البخاري. - والشاهد من هذا الحديث .. أن الذي أخبرهم هو مجرد شخص
مؤمن وأكيد مشهود له بالثقة والأمانة .. وحدث له ذلك في حياة النبي صلى الله عليه
وسلم .. بل ولم ينكر عليه أحد من الصحابة قوله .. ولم يسألوه مستنكرين من أين لك
بهذا الخبر ..؟!! بل نفذوا بمجرد سماعهم الخبر وهم كانوا في صلاة العصر ..- ولو كان
هذا الخبر بمستنكر .. لكان أنكره النبي صلى الله عليه وسلم .. ولقال لهم كيف سمحتم
لأنفسكم ان تقبلوا خبرا من مؤمن ولم ترجعوا لي فتسألوني ..!!- فدل ذلك بيقين على جواز قبول خبر الواحد .. وقد أقر
النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفعل وإلا كان أنكره .. ولكن هذا لم يحدث ..!! 2- الدليل
الثاني: عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (إِنَّ بِلاَلًا يُنَادِي بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا
حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ) صحيح البخاري . - والشاهد
من الحديث .. ان الأذان الذي يقول به هو شخص واحد .. وقد انقادت له الجماعة
.. فلو لم يكن الأذان الواحد كافي في تبليغ وقت الصلاة .. لكان النبي صلى الله
عليه وسلم قد جعل عدة مؤذنين في نفس الوقت ليفعلوا ذلك .. ولكن هذا لم يحدث ..
وهذا يدل على أن خبر الواحد ملزم للجماعة طالما هو مقبول صحيح .. 3- الدليل
الثالث: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
(كُنْتُ أَسْقِي أَبَا طَلْحَةَ الأَنْصَارِيَّ، وَأَبَا
عُبَيْدَةَ بْنَ الجَرَّاحِ، وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ شَرَابًا مِنْ فَضِيخٍ -
وَهُوَ تَمْرٌ -، فَجَاءَهُمْ
آتٍ فَقَالَ: إِنَّ الخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ .. فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ:
يَا أَنَسُ، قُمْ إِلَى هَذِهِ الجِرَارِ فَاكْسِرْهَا، قَالَ أَنَسٌ: فَقُمْتُ
إِلَى مِهْرَاسٍ لَنَا فَضَرَبْتُهَا بِأَسْفَلِهِ حَتَّى انْكَسَرَتْ)
صحيح البخاري.- قوله (جرار): جمع جرة .. وهي مثل القلة أو وعاء يتم وضع
السوائل فيه ..- قوله (مهراس):
وهو حجر مستطيل .. - والشاهد
من الحديث .. أن هذا الذي أتاهم وأخبرهم بخبر التحريم .. قد نفذوا ما
جائهم من الخبر دون أن يسألوه من أين لك هذا وما هو دليلك .. بل اعتمدوا على الخبر
الذي أتاهم من هذا الواحد .. والذي بكل تأكيد هو ثقة فيهم .. ولم يقووا له سنذهب
لنتلقى من النبي الخبر ونعرف مدى صحته بالرغم من مجاورة النبي صلى الله عليه وسلم
لهم .. ولو كان فعل الصحابي خطأ في تنفيذ الحكم من خبر الواحد .. لكان النبي صلى
الله عليه وسلم قد أنكر ذلك وما سمح به .. بل وكان نهاهم عنه .. ولكن ذلك لم يحدث
.. فتبين لنا أن هذا اقرار من النبي صلى الله عليه وسلم بقبول خبر الواحد .. 4- الدليل
الرابع: عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيَةً، وَحَدِّثُوا عن بَنِي
إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ) صحيح البخاري. - والشاهد من
الحديث .. هو أن التبليغ يكون من أي شخص دون تحديد لجماعة تقوم
بذلك .. ثم أن التحديث عن بني اسرائيل لا يكون إلا عن حديث آحاد ولا سند له أصلا
إلا مجرد الحكاية .. ومع ذلك فقد سمح بذلك النبي صلى الله عليه وسلم .. ولو كان
خبر الآحاد منكر الأخذ به فلماذا أمر بتبليغ ولو آية عنه .. أو لم يمنع عن التحدث
بأخبار بني اسرائيل والتي غالبا لا أصل لها إلا مجرد الحكاية ممن كانوا يسكنون
المدينة من اليهود أو من اليهود الذين أسلموا .. 5-
الدليل الخامس: عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالَ: (وَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، إِذَا غَابَ عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَهِدْتُهُ أَتَيْتُهُ بِمَا يَكُونُ
مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِذَا غِبْتُ عَنْ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَهِدَهُ أَتَانِي بِمَا
يَكُونُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) صحيح
البخاري.- قوله (وشهدته): أي شهدت من أقواله وأفعاله وأحواله . - والشاهد من الحديث .. أن عمر بن الخطاب كان ينقل
حديث النبي إلى صاحبه الذي غاب عن مجلس النبي صلى الله عليه وسلم .. وكان صاحبه
ينقل له كلام النبي حينما يغيب عمر عن مجلس النبي صلى الله عليه وسلم .. وسواء كان
نقل عمر أو صاحبه لكلام النبي النبي صلى الله عليه وسلم فإنما هو نقل عن خبر الواحد
.. بل وفي هذا الحديث دليل على أن الصحابة ينقلون أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
فيما بينهم .. 6-
الدليل السادس: عن عبد الله بن عباس قال: (أنَّ
النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا رَضِيَ اللَّهُ عنْه إلى
اليَمَنِ، فَقالَ: ادْعُهُمْ إلى شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَنِّي
رَسولُ اللَّهِ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ قَدِ
افْتَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا
لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم صَدَقَةً في أمْوَالِهِمْ
تُؤْخَذُ مِن أغْنِيَائِهِمْ وتُرَدُّ علَى فُقَرَائِهِمْ) صحيح البخاري. -
والشاهد من الحديث .. أن معاذ بن جبل هو شخص واحد وقد أرسله لأهل اليمن وهم
كانوا نصارى حينئذ .. ليخبرهم عن عقيدة الإسلام وعن فرائضه وأحكامه .. ولا يخفى
على أحد أن أن معاذ بن جبل كان لوحده في التبليغ .. وقد قامت الحجة على أهل الكتاب
بهذا الرجل الواحد ..- فهل كان فعل النبي صلى الله عليه وسلم بالسماح لمعاذ بن
جبل إلا دليلا على وجوب خبر الآحاد طالما صح طريق هذا الآحاد وتم الوثوق فيه ..!! 7-
الدليل السابع: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (نضَّرَ اللَّهُ امرأً سمِعَ مقالتي ، فبلَّغَها .. فرُبَّ حاملِ فِقهٍ ،
غيرُ فَقيهٍ .. وربَّ حاملِ فِقهٍ إلى من هوَ أفقَهُ منهُ) صحيح بن ماجة.- قوله (نضر الله): أي حسَّن وجمَّل الله برضاه وجه من سمع
كلامي وقام بتبليغه.- قوله (رُبَّ): هو حرف جر يفيد الإحتمال بالتقليل أو
التكثير حسب السياق .. كأنك تقول ربما يكون الكثير منهم أو القليل منهم .. - والشاهد من الحديث .. أن التبليغ موجهة لكل شخص
أي لآحاد الناس كلا على حده .. والتبليغ قائم على ما يتم سماعه من حديث النبي صلى
الله عليه وسلم .. 8-
الدليل الثامن: إرسال النبي صلى الله عليه وسلم سفراءه إلى الملوك
والبلدان .. وهم كانوا آحاد أناس يتكلمون في الدين .. كجعفر بن أبي طالب في كلامه
مع النجاشي ملك الحبشة .. وكحاطب بن أبي بلتعه مع المقوقس حاكم مصر .. وكدِحية
الكلبي مع هرقل قيصر الروم .. وكعبد الله بن حذافة السهمي مع كسرى ملك الفرس ..-
فهل فعل النبي صلى الله عليه وسلم في إرسال آحاد الناس بحديثه عن دعوتهم إلى الله .. كان
فيه مخالفة شرعية ؟!! بكل تأكيد لا .. وهل كان هؤلاء الملوك يقولون لمن يرسل إليهم
أين دليلكم في أنكم أتيتم من عند نبي ؟!! بكل تأكيد .. لا .. * خلاصة ما سبق:1-
لماذا بعد كل ما سبق يريد البعض أن ينكر أحاديث الآحاد لأن من رواها هو شخص عن شخص وليس جماعة عن
جماعة .. في حين أن هذا له أصل في الدين ..؟!! 2-
ولا نقول أن كل أحاديث الآحاد مقبولة .. وإنما قبولها مرهون بشرط صحتها .. فإن صحت ..
صح العمل بها والاعتقاد فيها .. 3-
الملفت للنظر
أن الذي يتهم الحديث بأنه ظن .. هو أصلا اتبع
اسلوب الظن في الحكم .. وإلا فما يقينه بأن هذا ليس حديث النبي ؟!!- وإذا كان حديث الآحاد في أصله يحتمل الظن قبل
التحقيق من صحته .. فهو يحتمل الحق ويحتمل الباطل ..- ولكن إذا كان الظن مؤيد بدليل يدل على صحته فهو ظن راجح مائلا للحق .. واذا كان غير مؤيد بدليل فهو
ظن مرجوح (مشكوك فيه أو متهم) ..- فالذي يرد خبر الآحاد لمجرد أنه
ظن .. فهو متهم في ظنه لأن
مجرد الظن لا يغني من الحق شيئا ..!!- والذي يثبت خبر الآحاد بدليل يثبت
ثقة سنده ومتنه .. فهذا ظنه
راجح .. وهو للحق لأقرب ..- وبناءا على ما سبق .. العقل يميل إلى أي طريق ؟!! الذي يعترض لمجرد أنه ظن بدون دليل أم للذي يثبت
ظنه بدليل ؟!! بكل تأكيد يميل إلى ما معه الدليل .. فعلام الإنكار حينئذ في رد
الحديث طالما ثبتت صحته ؟!! 4-
الذي ينكر خبر الآحاد .. تحت مسمى أن العقل يرفضه .. فهو إما مؤمن متهم في عقله
لأنه لم يحترم عقله من أساسه .. أو ملحد منافق لديه الرغبة في الإفساد الديني .. ولكن
ليه قلت: مؤمن متهم في عقله أو ملحد يرغب بالإفساد الديني ؟-
لأن أصل الدين من أساسه قائم على خبر الآحاد ... فالذي بلغ خبر السماء للنبي هو واحد (جبريل
عليه السلام) .. والذي بلغ القرآن لأهل الأرض هو واحد أيضا وهو النبي صلى الله
عليه وسلم .. فإذا كان الإنكار على تبليغ الأخبار لأنهم آحاد .. فهؤلاء لو كانوا
مؤمنين فإنهم سيكونوا متهمون في عقولهم لأنهم يتهمون دينهم في أساسه ..!!- فجبريل
عليه السلام كان أمين اهل السماء على الوحي .. والنبي صلى الله عليه وسلم كان أمين
أهل الأرض .. فلماذا أنكرتم أن يكون في أمته أمناء على حديثه صلى الله عليه وسلم
..!! -
أو أنهم جماعة ملحدة يستخدمون قواعد عقلية مضللة ومخالفة للحقائق .. فلأنهم يرمون من ورائها للتشكيك في تبليغ
الدعوة من أساسها .. حتى يتبين لك وكأنها دعوة ملفقة لأن كلها موصولة بخبر الآحاد
.. ثم يقولون لك كيف نأمن لدعوة لا يتم وصولها إليك إلا بآحاد من الخلق ومنهم
مخلوق غير مرئي أيضا (وهو جبريل عليه السلام) .. أهذا كلام معقول !! (وهذا فكر
إلحادي تم استخدامه من بعض جماعة القرآنيين .. وسنرد عليه بالتفصيل في قسم
الشبهات) .. - أرأيتم كيف يخدعونكم بمنهجية العقل في التضليل ..
ويزيفون لكم في الحقائق ليبعدوكم عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم .. من خلال
اتهام جماعة الحق وهم أهل السنة والجماعة العاملين بحديث النبي صلى الله عليه وسلم
.. - فإلى متى ستظل لا تحترم عقلك ..
وتظل خاضعا لجماعة تلاعبوا بعقلك بعد أن كنت تأمن لهم وتظن فيهم الخير ..؟! 5- فإذا لم تكن لديك الملكة الفكرية أو العلم الذي تستطيع
أن تميز الحق من الباطل في كلام هؤلاء (وهذا هو الغالب) ولا ملامة
عليك في ذلك .. ولكن الملامة عليك في
كيف لم تفكر وتسأل نفسك سؤال بسيط فتقول: هل
كل علماء المسلمين من عهد الصحابة إلى يومنا هذا على ضلال .. حتى يأتي جهلاء الناس
يستحقرونهم ويتهمونهم في أنفسهم ودينهم وينكرون حديث النبي صلى الله عليه وسلم
..؟؟!! - أم أنك وجدت ما يتفق مع أهواءك الخاصة في استباحة بعض الأمور التي حرمها النبي صلى الله عليه وسلم
؟ -
أم أن لديك استكبار في نفسك من
أن تسمع جملة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) ؟!! -
أم أن حقيقتك هي نفاق مستتر في
نفسك تريد تأكيده من خلال دخولك بسمومك الشيطانية بين جماعة المؤمنين لتفقدهم
إيمانهم ؟!! -
أم أنك ماذا ؟!! -
فالذي يغلب على العقل حينما يتفكر في نفسية هؤلاء .. فالعقل يقول أنهم ليسوا باحثين عن الحق .. لأن الباحث عن الحق لا يثير
فتنة .. ومثير الفتنة متبع لشيطان النفس أو شيطان الجن .. والشيطان ليس من الحق
وإنما من الباطل .. ؟!! والمتبع للباطل هو متبع للضلال ..
6- أخي
الحبيب .. أرجو منك أن تنتبه من شيء مهم وهو أن لا تأخذ فكرة عقلية
من أحد وكأنها حق .. لأن العقل ليس عاصم للذهن من الوقوع في الخطأ .. بل قد يخطئ
ويضل وينحرف .. وإلا ما كان هناك مؤمن وملحد .. ولذلك تحقق من أفكار عقلك أو من
الأفكار التي تسمعها من غيرك .. فانتبه لهذا الكلام جيدا ..
**************************
-
جملة ما في صحيح البخاري من الأسانيد المتصلة غير المكررة هو (2602)
حديث .. والمجموع بالمكرر (7397) حديث ..
* خلاصة ما سبق:1-
لماذا بعد كل ما سبق يريد البعض أن ينكر أحاديث الآحاد لأن من رواها هو شخص عن شخص وليس جماعة عن
جماعة .. في حين أن هذا له أصل في الدين ..؟!! 2-
ولا نقول أن كل أحاديث الآحاد مقبولة .. وإنما قبولها مرهون بشرط صحتها .. فإن صحت ..
صح العمل بها والاعتقاد فيها .. 3-
الملفت للنظر
أن الذي يتهم الحديث بأنه ظن .. هو أصلا اتبع
اسلوب الظن في الحكم .. وإلا فما يقينه بأن هذا ليس حديث النبي ؟!!- وإذا كان حديث الآحاد في أصله يحتمل الظن قبل
التحقيق من صحته .. فهو يحتمل الحق ويحتمل الباطل ..- ولكن إذا كان الظن مؤيد بدليل يدل على صحته فهو ظن راجح مائلا للحق .. واذا كان غير مؤيد بدليل فهو
ظن مرجوح (مشكوك فيه أو متهم) ..- فالذي يرد خبر الآحاد لمجرد أنه
ظن .. فهو متهم في ظنه لأن
مجرد الظن لا يغني من الحق شيئا ..!!- والذي يثبت خبر الآحاد بدليل يثبت
ثقة سنده ومتنه .. فهذا ظنه
راجح .. وهو للحق لأقرب ..- وبناءا على ما سبق .. العقل يميل إلى أي طريق ؟!! الذي يعترض لمجرد أنه ظن بدون دليل أم للذي يثبت
ظنه بدليل ؟!! بكل تأكيد يميل إلى ما معه الدليل .. فعلام الإنكار حينئذ في رد
الحديث طالما ثبتت صحته ؟!! 4-
الذي ينكر خبر الآحاد .. تحت مسمى أن العقل يرفضه .. فهو إما مؤمن متهم في عقله
لأنه لم يحترم عقله من أساسه .. أو ملحد منافق لديه الرغبة في الإفساد الديني .. ولكن
ليه قلت: مؤمن متهم في عقله أو ملحد يرغب بالإفساد الديني ؟-
لأن أصل الدين من أساسه قائم على خبر الآحاد ... فالذي بلغ خبر السماء للنبي هو واحد (جبريل
عليه السلام) .. والذي بلغ القرآن لأهل الأرض هو واحد أيضا وهو النبي صلى الله
عليه وسلم .. فإذا كان الإنكار على تبليغ الأخبار لأنهم آحاد .. فهؤلاء لو كانوا
مؤمنين فإنهم سيكونوا متهمون في عقولهم لأنهم يتهمون دينهم في أساسه ..!!- فجبريل
عليه السلام كان أمين اهل السماء على الوحي .. والنبي صلى الله عليه وسلم كان أمين
أهل الأرض .. فلماذا أنكرتم أن يكون في أمته أمناء على حديثه صلى الله عليه وسلم
..!! -
أو أنهم جماعة ملحدة يستخدمون قواعد عقلية مضللة ومخالفة للحقائق .. فلأنهم يرمون من ورائها للتشكيك في تبليغ
الدعوة من أساسها .. حتى يتبين لك وكأنها دعوة ملفقة لأن كلها موصولة بخبر الآحاد
.. ثم يقولون لك كيف نأمن لدعوة لا يتم وصولها إليك إلا بآحاد من الخلق ومنهم
مخلوق غير مرئي أيضا (وهو جبريل عليه السلام) .. أهذا كلام معقول !! (وهذا فكر
إلحادي تم استخدامه من بعض جماعة القرآنيين .. وسنرد عليه بالتفصيل في قسم
الشبهات) .. - أرأيتم كيف يخدعونكم بمنهجية العقل في التضليل ..
ويزيفون لكم في الحقائق ليبعدوكم عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم .. من خلال
اتهام جماعة الحق وهم أهل السنة والجماعة العاملين بحديث النبي صلى الله عليه وسلم
.. - فإلى متى ستظل لا تحترم عقلك ..
وتظل خاضعا لجماعة تلاعبوا بعقلك بعد أن كنت تأمن لهم وتظن فيهم الخير ..؟! 5- فإذا لم تكن لديك الملكة الفكرية أو العلم الذي تستطيع
أن تميز الحق من الباطل في كلام هؤلاء (وهذا هو الغالب) ولا ملامة
عليك في ذلك .. ولكن الملامة عليك في
كيف لم تفكر وتسأل نفسك سؤال بسيط فتقول: هل
كل علماء المسلمين من عهد الصحابة إلى يومنا هذا على ضلال .. حتى يأتي جهلاء الناس
يستحقرونهم ويتهمونهم في أنفسهم ودينهم وينكرون حديث النبي صلى الله عليه وسلم
..؟؟!! - أم أنك وجدت ما يتفق مع أهواءك الخاصة في استباحة بعض الأمور التي حرمها النبي صلى الله عليه وسلم
؟ -
أم أن لديك استكبار في نفسك من
أن تسمع جملة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) ؟!! -
أم أن حقيقتك هي نفاق مستتر في
نفسك تريد تأكيده من خلال دخولك بسمومك الشيطانية بين جماعة المؤمنين لتفقدهم
إيمانهم ؟!! -
أم أنك ماذا ؟!! -
فالذي يغلب على العقل حينما يتفكر في نفسية هؤلاء .. فالعقل يقول أنهم ليسوا باحثين عن الحق .. لأن الباحث عن الحق لا يثير
فتنة .. ومثير الفتنة متبع لشيطان النفس أو شيطان الجن .. والشيطان ليس من الحق
وإنما من الباطل .. ؟!! والمتبع للباطل هو متبع للضلال ..
6- أخي
الحبيب .. أرجو منك أن تنتبه من شيء مهم وهو أن لا تأخذ فكرة عقلية
من أحد وكأنها حق .. لأن العقل ليس عاصم للذهن من الوقوع في الخطأ .. بل قد يخطئ
ويضل وينحرف .. وإلا ما كان هناك مؤمن وملحد .. ولذلك تحقق من أفكار عقلك أو من
الأفكار التي تسمعها من غيرك .. فانتبه لهذا الكلام جيدا ..
ما شاء الله
ردحذفجعله الله كل حرف في ميزان حسناتك - بارك الله فيك يا شيح
- اعلم يا مُحب أنك إذا تولع قلبك حباً وغراماً
ردحذفبسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم..
فأنت ممن رضي الله عنهم لأن الله لا يلقى محبة حبيبه عليه الصلاة والسلام إلا فى قلوب اصطفاها الله لرضاه
- وأما إذا اطلعك الله على بعض أسرار سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم..
أى تعرفت علي قدر من نورانيته ووقفت على بعض علاقته بالموجودات
وأدركت يقيناً سريان أنواره الشريفة فى كل ذرات الكون وفيك أنت ظاهراً وباطناً
* وتجلت فى قلبك صورتين له صلى الله عليه وسلم
** الصورة البشرية من بحر قوله تعالى
(( قل إنما أنا بشر مثلكم ))
** والصورة النورانيه من بحر قوله تعالى
(( قد جاءكم من الله نور ))
وبقيت الصورتان لا تفارقان قلبك
فاعلم أنك من السعداء فالنبى هو الحبيب المقرب عند الله ومن اطلعه الله على خصوصيات حبيبه
فهو السعيد .....
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين اجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين ♥
جزاك الله خيرا
ردحذفيسلموا ايديك استاذي
وفقك الله لما يرضي الله ورسوله الكريم
اللهم امين امين امين يارب العالمين
بارك الله فيك استاذي الكريم. اللهم حققنا بكرامةقولك المبييين " ويعلمكم الله" وصل اللهم على النبي الكريم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
ردحذفالسلام عليكم
ردحذفاذا امكن اعطائي ايميل الاستاذ خالد او احد اخوان المدونه للاستشاره في امر هام واريد المساعده ، وشكرا.
اخوكم خالد.
وعليكم السلام..اهلا وسهلا بك اخي خالد
حذفبآمكانك التواصل معي علي البريد الإلكتروني
amrmohey887@gmail.com
وعليكم السلام اخي الفاضل
حذفواهلا ومرحبا بك
من فضلك تواصل معنا من خلال الانضمام الى قناة جروب المدونة على قناة الروحانيات في الاسلام على تطبيق التليجرام .. كما هو مبين اعلى الصفحة يمينا .. ولك الشكر
جزاك الله خيراا استاذنا الفاضل
حذفوزادك فضلا ووصلا ..
ومعك نتابع ان شاء الله رسالة الحق والنور
ربي يتقبلها قبولا حسنا
امين يارب العالمين
جزاك الله عنا كل خير استاذي الفاضل
ردحذفوانار قلبك بنور من نوره لا ينقطع إلى يوم لقياه
و أسعد قلبك و عينك برؤية النبي صل الله عليه وسلم يقظة ومنام
سلمت يداك
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى اله وسلم
تنبيه هام جدا من سيدي خالد
ردحذفأخي الحبيب
أرجو منك أن تنتبه لشيء مهم وهو أن لا تأخذ فكرة عقلية من أحد وكأنها حق... لأن العقل ليس عاصم للذهن من الوقوع في الخطأ... بل قد يخطيؤ ويظل وينحرف ولذلك تحقق من أفكار عقلك أو من الأفكار التي تسمعها من غيرك... فانتبه لهذا الكلام جيدا...