بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
الحق والنور
في موجز علم تدوين الحديث الشريف
وتبرئة البخاري ممن شهد عليه بالزور
(الجزء الخامس عشر)
*
فهرس::: الفصل الرابع عشر :: مناقشة الأحاديث والروايات
التي جاء فيها النهي عن كتابة الحديث النبوي ::1- س49: ما الذي عليك أن تنتبه له جيدا قبل مناقشة مسألة النهي عن كتابة
الحديث النبوي ؟2- س50: هل نهى
النبي والصحابة والتابعين عن كتابة الحديث النبوي ؟3- س51: ما هي الحكمة من النهي عن كتابة الحديث النبوي ؟4- س52: ما هو السبب الذي أميل
إليه (خالد صاحب الرسالة) في حكمة النهي ثم الإذن بكتابة الحديث النبوي ؟ ***************************:: الفصل الرابع
عشر :::: مناقشة
الأحاديث والروايات التي جاء فيها النهي عن كتابة الحديث النبوي ::*********************** ..:: س49: ما الذي عليك أن تنتبه له جيدا قبل
مناقشة مسألة النهي عن كتابة الحديث النبوي ؟ ::.. - من المسائل التي تعلق بها جماعة
القرآنيين .. كانت
مسألة خلافية بين السلف (الصحابة والتابعين) في القرن الأول الهجري .. وهي هل يجوز
كتابة الحديث النبوي أم لا يجوز ؟!! - وانقسم السلف إلى
فريقين .. ففريق يقول بالجواز وفريق
يقول بالنهي .. وكل فريق وله أدلته .. - وقبل أن أسوق أدلة الفريقين .. فأحب
منك أخي الحبيب أن تنتبه للآتي:1- أن
الحديث هو حجة شرعية عند الفريقين .. ولكن اختلاف الصحابة والتابعين كان بخصوص كتابة
العلم عموما أو الحديث خصوصا .. هل يسمح بذلك أم لا ..؟!! وهذا شيء آخر تماما عن
اعتراف كلا الفريقين بحجية وشرعية الحديث الشريف. 2- لا
يوجد دليل نهي عن عدم
اتخاذ الحديث النبوي كحجة شرعية .. بل هناك أمر نبوي بتبليغ الحديث النبوي .. حيث
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (حَدِّثُوا عَنِّي
وَلَا حَرَجَ) صحيح مسلم.- ويقول صلى الله عليه وسلم: (نضَّرَ اللَّهُ امرأً سمعَ منَّا حديثًا
فحفظَهُ حتَّى يبلِّغَهُ فربَّ حاملِ فقْهٍ إلى من هوَ أفقَهُ منْهُ وربَّ حاملِ فقْهٍ
ليسَ بفقيهٍ) صحيح
بن ماجه -
أخي الحبيب ..- ما سبق مهم أن تنتبه له .. حتى تميز بين
مسألتين مختلفتين تماما .. وهما :1- مسألة: هل الحديث النبوي حجة
شرعية أم لا ؟ وهذه المسألة
أجبنا عنها بالتفصيل في السؤال رقم (26- 27- 28) ..2- ومسألة: هل نهي النبي والصحابة
عن كتابة الحديث النبوي أم لا ؟ وهذه
المسألة التي سأجيب عنها في هذا الفصل إن شاء الله تعالى .. - وهاتين المسألتين يخلط بينهما بعض
جماعة القرآنيين .. سواء
يتعمد ذلك أو بجهل منه .. ولكن المقصد في النهاية من خلطهما لهاتين المسألتين هو الطعن
على الحديث الشريف بأنه لا وجود له ومشكوك فيه لأنه بطريق الآحاد .. ولا حجة شرعية
للحديث النبوي .. - ومسألة اتهامهم بأن الحديث
النبوي ليس حجة شرعية أو أنه ليس حديث نبوي ومشكوك فيه لأنه منقول بطريق الآحاد ..
فقد أجبنا عن ذلك في الرسالة الأولى بالتفصيل على هذا الوهم والتضليل .. وقد التزمت
فيه منهجية العقل والشرع .. - ولكن في هذا الفصل من الرسالة سنناقش مسألة النهي عن كتابة الحديث
الشريف .. ونناقش
ما قاله جماعة القرآنيين .. من أن هذا دليل على أنه ليس حجة شرعية وإلا كان سمح
بكتابته .. بل ويرون أن ما فعله العلماء الذين كتبوا الحديث إنما هو عصيان صريح
لكلام النبي صلى الله عليه وسلم .. فكيف نقبل حديث قد نهى النبي صلى الله عليه
وسلم عن كتابته ؟!! - وحتى نجيب على هذا الإشكال الذي
يخلطون فيه الحق بالباطل .. فعلينا
أن نرجع لهذه الأدلة التي استندوا إليها .. والتي نقلوها أصلا من أدلة الفريق الذي
نهى عن كتابة الحديث النبوي .. وما السبب في نهيهم عن كتابة الحديث النبوي ؟!! .. - فلنذهب لرؤية هذه الأدلة .. ثم نناقش بعد ذلك ما هي علة أو سبب النهي .. ثم
نعود للرد على جماعة القرآنيين .. ****************************** ..:: س50: هل نهى النبي والصحابة والتابعين
عن كتابة الحديث النبوي ؟ ::.. - لا تستغرب أخي الحبيب .. حينما تعلم أن النبي صلى الله
عليه وسلم قد نهى عن كتابة الحديث النبوي .. واتبعه في ذلك بعض الصحابة .. واتبعهم
في ذلك بعض التابعين .. والأدلة على ذلك كما يلي: - أولا: من الحديث النبوي:- عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(لَا تَكْتُبُوا عَنِّي .. وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ
فَلْيَمْحُهُ .. وَحَدِّثُوا عَنِّي وَلَا حَرَجَ .. وَمَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا
.. فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) صحيح مسلم.- قوله (فليمحه): أي فليمسحه.- وقوله (ولا حرج): أي لا إثم عليكم في التحديث عني بنقل ما
أقوله لكم، ولكن مشافهة وليس كتابة .قوله (فليتبوأ): أي فليتهيأ لنفسه بسبب كذبه المتعمد على
النبي صلى الله عليه وسلم .. مجلسا أو مقرا أو منزلا خاصا به في النار . - أما عن سبب النهي عن كتابة الحديث النبوي في زمن النبي .. وكيف
نجمع بين دليل النهي وأدلة جواز كتابة الحديث النبوي .. ؟!! فسياتيك مناقشة ذلك في
الأسئلة القادمة إن شاء الله تعالى .. - ثانيا:
أقوال وأفعال الصحابة:
1- أبو سعيد الخدري:
- عَنْ أَبِي نَضْرَةَ
(تابعي ثقة) أنه قَالَ لأبي سعيد الْخُدْرِيِّ .. (أَلَا
نَكْتُبُ مَا نَسْمَعُ مِنْكَ .. قَالَ: تُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوهَا مَصَاحِفَ؟ فَإِنَّ
نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ كَانَ يُحَدِّثُنَا .. فَاحْفَظُوا مِنَّا كَمَا
حَفِظْنَا) رواه الخطيب البغدادي في تقييد العلم .. وقال محققه الشيخ سعد
عبد الغفار: إسناده صحيح.
- وفي
رواية بلفظ: (إِنَّكَ تُحَدِّثُنَا بِأَحَادِيثَ
مُعْجِبَةٌ .. وَإِنَّا نَخَافُ أَنْ تَزِيدَ أَوْ تَنْقُصَ فَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا
..؟! قَالَ: لَنْ نُكْتِبَكُمْ .. وَلَنْ نَجْعَلَهُ قُرْآنًا .. وَلَكِنِ احْفَظُوا
عَنَّا كَمَا حَفِظْنَا) رواه الخطيب البغدادي في تقييد العلم .. وقال
محققه الشيخ سعد عبد الغفار: إسناده صحيح.
- قوله (معجبة): محببة إلى نفوسنا .. لأنها حديث النبي صلى
الله عليه وسلم.
- وفي
رواية قال أبي سعيد الخدري: (قَالَ: أَتَجْعَلُونَهُ مَصَاحِفَ
تَقْرَأُونَهَا؟ كَانَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يُحَدِّثُنَا فَنَحْفَظُ
عَنْهُ .. فَاحْفَظُوا عَنَّا كَمَا حَفِظْنَا عَنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ)
رواه الخطيب البغدادي في تقييد العلم .. وقال محققه الشيخ سعد عبد الغفار: إسناده
صحيح.
2- عمر بن الخطاب ..
- عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: (أَنَّهُ أَرَادَ
أَنْ يَكْتُبَ السُّنَنَ فَاسْتَخَارَ اللَّهَ شَهْرًا فَأَصْبَحَ وَقَدْ عَزَمَ لَهُ
, ثُمَّ قَالَ: إِنِّي ذَكَرْتُ قَوْمًا كَانُوا قَبْلَكُمْ كَتَبُوا كِتَابًا فَأَقْبَلُوا
عَلَيْهِ وَتَرَكُوا كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ) رواه الخطيب البغدادي
في تقييد العلم .. وقال محققه سعد عبد الغفار: اسناده صحيح .
3- عبد الله بن مسعود ..
- عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: (أُتِيَ عَبْدُ اللَّهِ بِصَحِيفَةٍ فِيهَا حَدِيثٌ فَدَعَا بِمَاءٍ
فَمَحَاهَا، ثُمَّ غَسَلَهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَأُخْرِجَتْ) رواه بن
عبد البر في جامع العلم .. وقال محققه الشيخ أبو الأشبال الزهيري: إسناده صحيح.
- جاء في
رواية عن حُصَيْنٌ، عَنْ مُرَّةَ
الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ: (جَاءَ أَبُو قُرَّةَ
الْكِنْدِيُّ بِكِتَابٍ مِنَ الشَّامِ، فَحَمَلَهُ فَدَفَعَهُ إِلَى عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَنَظَرَ فِيهِ فَدَعَا بِطَسْتٍ،
ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَمَرَسَهُ فِيهِ، وَقَالَ: إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ
قَبْلَكُمْ بِاتِّبَاعِهِمُ الْكُتُبَ وَتَرْكِهِمْ كِتَابَهُمْ .. قَالَ:
حُصَيْنٌ فَقَالَ مُرَّةُ: أَمَا إِنَّهُ لَوْ كَانَ مِنَ الْقُرْآنِ أَوِ
السُّنَّةِ لَمْ يَمْحُهُ، وَلَكِنْ كَانَ مِنْ كُتُبِ أَهْلِ الْكِتَابِ) رواه الدارمي .. وقال محققه الشيخ حسين الداراني: اسناده
صحيح.
- عَنْ
إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: (بَلَغَ ابْنَ
مَسْعُودٍ أَنَّ عِنْدَ، نَاسٍ كِتَابًا , فَلَمْ يَزَلْ بِهِمْ حَتَّى أَتَوْهُ
بِهِ .. فَلَمَّا أَتَوْهُ بِهِ مَحَاهُ .. ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا هَلَكَ أَهْلُ
الْكِتَابِ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ أَقْبَلُوا عَلَى كُتُبِ عُلَمَائِهِمْ
وَأَسَاقِفَتِهِمْ وَتَرَكُوا كِتَابَ رَبِّهِمْ .. أَوْ قَالَ: تَرَكُوا
التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ حَتَّى دَرَسَا وَذَهَبَ مَا فِيهِمَا مِنَ
الْفَرَائِضِ وَالْأَحْكَامِ) رواه الخطيب البغدادي في
تقييد العلم .. وقال محققه سعد عبد الغفار: إسناده صحيح.
- وعَنْ أَبِي الشَّعْثَاءَ
الْمُحَارِبِيُّ قال: (أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ
كَرِهَ كِتَابَ الْعِلْمِ) رواه الخطيب البغدادي
في تقييد العلم .. وقال محققه الشيخ سعد عبد الغفار: إسناده صحيح.
4- أبو موسى الأشعري ..
- عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: (كَتَبْتُ حَدِيثَ أَبِي مُوسَى أَنَا وَمَوْلَى لَنَا .. قَالَ:
فَظَنَّ أَنِّي أَكْتُبُ حَدِيثَهُ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ أَتَكْتُبُ حَدِيثِي؟ قُلْتُ:
نَعَمْ .. قَالَ: جِئْنِي بِهِ .. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِهِ .. فَنَظَرَ فِيهِ فَمَحَاهُ
.. وَقَالَ: يَا بُنَيَّ احْفَظْ كَمَا حَفِظْتُ) رواه الخطيب البغدادي في
تقييد العلم .. وقال محققه الشيخ سعد عبد الغفار: إسناده حسن.
- (أبي بردة): هو بن أبي موسى الأشعري.
- قوله (مولى لنا): أي خادم يخدمنا ..
- وفي
رواية بلفظ: (فَقَالَ: أَتَكْتُبْنَانِ مَا
سَمِعْتُمَا مِنِّي؟ قَالَا: نَعَمْ .. قَالَ: فَجِيئَانِي بِهِ .. فَدَعَا بِمَاءٍ
فَغَسَلَهُ .. وَقَالَ: احْفَظُوا عَنَّا كَمَا حَفِظْنَا) رواه الخطيب البغدادي
في تقييد العلم .. وقال محققه الشيخ سعد عبد الغفار: إسناده حسن بمجموع طرقه.
- وعن أحد
أسباب النهي عن كتابة العلم .. فيقول أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى،
قَالَ: (إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَتَبُوا كِتَابًا
وَاتَّبَعُوهُ وَتَرَكُوا التَّوْرَاةَ) رواه الخطيب البغدادي في
تقييد العلم .. وقال محققه سعد عبد الغفار: إسناده صحيح.
5- أبو هريرة
..
- عَنْ سَعِيدِ
بْنِ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ: (لَمْ يَكُنْ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ .. أَكْثَرُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ .. وَإِنَّ مَرْوَانَ زَمَنَ هُوَ عَلَى الْمَدِينَةِ
أَرَادَ أَنْ يُكْتِبَهُ حَدِيثَهُ .. فَأَبَى .. وَقَالَ: ارْوُوا كَمَا رَوَينَا
.. فَلَمَّا أَبَى عَلَيْهِ .. تَغَفَّلَهُ فَأَقْعَدَ لَهُ كَاتِبًا لَقِنًا ثَقِفًا
.. وَدَعَاهُ فَجَعَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُهُ وَيَكْتُبُ الْكَاتِبُ حَتَّى
اسْتَفْرَغَ حَدِيثَهُ أَجْمَعَ .. قَالَ: ثُمَّ قَالَ مَرْوَانُ: تَعْلَمُ أَنَا قَدْ
كَتَبْنَا حَدِيثَكَ أَجْمَعَ .. قَالَ: وَقَدْ فَعَلْتُمْ؟ قَالَ: نَعَمْ .. قَالَ:
فَاقْرَأُوهُ عَلَيَّ إِذًا .. قَالَ: فَقَرَأُوهُ عَلَيْهِ .. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:
أَمَا إِنَّكُمْ قَدْ حَفِظْتُمْ وَإِنْ تُطِعْنِي تَمْحُهُ .. قَالَ: فَمَحَاهُ)
رواه الخطيب البغدادي في تقييد العلم .. وقال محققه الشيخ سعد عبد الغفار: إسناده
صحيح.
- قوله (مروان زمن هو على المدينة): أي وقت أن كان مروان بن
الحكم واليا على المدينة ..
- قوله (فلما أبى عليه): أي فلما رفض أبو هريرة أن يكتب
مروان بن الحكم الحديث.
- قوله (تغفله): أي أتي بكاتب يكتب حديث أبا هريرة دون أن
ينتبه أبا هريرة له .. ولعل هذا الكاتب كان يجلس في خلف أبا هريرة كخادم أتي مع
مروان بن الحكم .. والله أعلم .
- قوله (كاتبا لقنا ثقفا): أي كاتب يتقن فن التلقين أي الحفظ
المباشر وثقفا أي فطنا منتبها بكل تركيز لما ينطق به أبو هريرة ..
- عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ
قَالَ سَمِعْتُ أَبَا كَثِيرٍ قَالَ: (سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّا أَبَا هُرَيْرَةَ لَا
نَكْتُمُ وَلَا نَكْتُبُ) رواه الخطيب البغدادي في تقييد العلم .. وقال
محققه الشيخ سعد عبد الغفار: إسناده صحيح.
* قلت (خالد صاحب الرسالة) .. انتبه أخي الحبيب:
- ما سبق من
روايات عن أبي هريرة لا يناقض ما ذكرناه عن أنه سمح بكتابة الحديث أو كتبه لنفسه
.. كما أوضحت ذلك في (السؤال رقم 33) .. وإليك بيان حل هذا الإشكال حتى لا يختلط
عليك الأمر:
أ- في
رواية أبو هريرة الأولى .. ظهر فيها كرهية أبو هريرة في كتابة الحديث لمروان بن
الحكم .. لأنه خاف ان ينشره كتابة بين الناس لأنه كان واليا
حينئذ على المدينة .. ولا
يخفى أن كتابة الحديث النبوي كان مسموح بها بدليل أن أبا هريرة لم يقل له أن ما
فعله حرام .. وإنما قال له أن يمحوه طالما حفظه .. وذلك حتى لا ينشره بين
الناس ..
ب- في
رواية أبو هريرة الثانية .. (لا نكتم ونكتب): أي لا
نكتم العلم ولا نَكتبه .. لأنه رضي الله عنه كان لا يعرف القراءة والكتابة ..،
ويوجد رواية أخرى له بلفظ (لا نَكتُب ولا نُكتِب): وهذا خطأ في كتابة الرواية ..
لأن أصلها في لفظها الأول (نَكتم) بحرم الميم وليس (نَكتب) بحرف الباء .. !!
ج- وما
سبق عن فعل أبو هريرة لا علاقة له بما أجاز كتابتة لنهيك بن بشير وهمام بن منبه أو
بما كتبه هو لنفسه .. حيث كان يأذن للبعض بالكتابة وقد لا يأذن للبعض
بالكتابة .. وهذا يتوقف على درجة حفظ المتلقي وأمانته في حفظ ما كتبه لنفسه دون
كتابته للعوام .. وثبت عنه أنه كان يجعل أحد يكتب له بعض الأحاديث ويحتفظ بها عنده
.. ولكن لا يجعل أحد ينسخها منه ..
6- عبد الله بن
عباس ..
- عَنْ طَاوُسٍ
قَالَ: (إِنْ كَانَ الرَّجُلُ يَكْتُبُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ
يَسْأَلُهُ عَنِ الْأَمْرِ .. فَيَقُولُ لِلرَّجُلِ الَّذِي جَاءَ أَخْبِرْ صَاحِبَكَ
أَنَّ الْأَمْرَ كَذَا وَكَذَا .. فَإِنَّا لَا نَكْتُبُ فِي الصُّحُفِ إِلَّا الرَّسَائِلَ
وَالْقُرْآنَ) رواه الخطيب البغدادي في تقييد العلم .. وقال محققه
الشيخ سعد عبد الغفار: إسناده صحيح.
- قوله
(الرسائل): يقصد بها المراسلات التي كتبها النبي صلى الله عليه وسلم
للقبائل والملوك ..
- وفي رواية
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: (أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَنْهَى عَنْ كِتَابِ
الْعِلْمِ وَأَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا أَضَلَّ مَنْ قَبْلَكُمُ الْكَتْبُ) رواه الخطيب البغدادي
في تقييد العلم .. وقال محققه الشيخ سعد عبد الغفار: إسناده صحيح.
7- عبد الله بن
عمر ..
- عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: (كُنَّا إِذَا اخْتَلَفْنَا فِي الشَّيْءِ كَتَبْتُهُ
حَتَّى أَلْقَى بِهِ ابْنَ عُمَرَ .. وَلَوْ يَعْلَمُ بِالصَّحِيفَةِ مَعِيَ لَكَانَ
الْفِيصَلُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ) رواه الخطيب البغدادي في تقييد العلم .. وقال محققه
الشيخ سعد عبد الغفار: إسناده صحيح.
- قوله (حتى ألقى به بن عمر): أي إذا اختلف مع احد من
أصحابي في مسألة كتبتها حتى إذا لقيت عبد الله بن عمر فأسأله فيها ..
- قوله (ولو يعلم بالصحيفة): أي لو كان يعلم عبد الله بن
عمر أن معي صحيفة أكتب فيها العلم .. لكان منعني مجالسته والفراق بيني وبينه .
- ثالثا: من كره كتابة الحديث والعلم من التابعين: - ثالثا: من كره كتابة
الحديث والعلم من التابعين:- بعض التابعين الثقات
قد كره كتابة العلم والحديث النبوي .. منهم عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن
الخطاب، إبراهيم النخعي، والمغيرة بن شعبة، وعبد الله بن عون المزني، وبن شهاب الزهري، وبن
سيرين، والأوزعي، وغيرهم من التابعين .. حتى قال الأوزعي: (كَانَ هَذَا
الْعِلْمُ شَيْئًا شَرِيفًا إِذْ كَانَ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ يَتَلَاقَوْنَهُ
وَيَتَذَاكَرُونَهُ، فَلَمَّا صَارَ فِي الْكُتُبِ ذَهَبَ نُورُهُ وَصَارَ إِلَى غَيْرِ
أَهْلِهِ) رواه بن عبد البر في جامع العلم .. وقال محققه أبو
الأشبال الزهيري: إسناده صحيح. - وأذكر
لك من أسباب نهي التابعين وغيرهم عن كتابة العلم ..- حيث يقول بن سيرين: (إِنَّمَا ضَلَّتْ
بَنُو إِسْرَائِيلَ بِكُتُبٍ وَرِثُوهَا عَنْ آبَائِهِمْ) رواه بن عبد البر في
جامع العلم .. وقال محققه أبو الاشبال الزهيري: إسناده حسن.- ويقول إبراهيم
النخعي: (لَا تَكْتُبُوا فَتَتَّكِلُوا) رواه بن
عبد البر في جامع العلم .. وقال محققه أبو الاشبال الزهيري: إسناده لا بأس به
لشواهده.- ويقول إسماعيل بن علي
الخُطبي (من تابعي التابعين) قال: (إِنَّمَا كَرِهُوَا الْكِتَابَ
لِأَنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ اتَّخَذُوا الْكُتُبَ فَأُعْجِبُوا بِهَا فَكَانُوا
يَكْرَهُوَنَ أَنْ يَشْتَغِلُوا بِهَا عَنِ الْقُرْآنِ) رواه الخطيب
البغدادي في تقييد العلم .. وقال محققه سعد عبد الغفار: إسناده صحيح. - واختصارا
في نقل روايات التابعين .. فيمكنك الرجوع إلى ما ذكره الخطيب البغدادي في تقييد
العلم، وبن عبد البر في جامع بيان العلم .. وستجد روايات عمن
سبق ذكرهم من التابعين بأسانيد كثيرة فيها الحسن والصحيح وقليل من الضعيف .. في بيان
أنهم كانوا يكرهون ليس كتابة الحديث فقط وإنما كتابة العلم عموما .. حيث أن مبدا
العلم عندهم يؤخذ تلقينا ومشافهة وليس كتابة .. * وخلاصة القول فيما سبق أخي الحبيب:1- ثبت فعلا عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه نهى عن كتابة الحديث النبوي .. 2- ثبت فعلا عن جماعة من بعض الصحابة
وبعض التابعين .. كراهيتهم لكتابة الحديث النبوي خصوصا أو لتدوين العلم عموما .. 3- أنهم كانوا لديهم ملكة الحفظ بصورة متفوقه جدا .. وكان
لا يدخل مجال العلم فيهم إلا الحفظة المتقنين .. ولذلك ظل العلم متداول عند من
لديه علم فعلا .. وقد أخذه تلقينا من الصدور .. ولعل كلام الإمام الأوزعي السابق
ذكره .. فيه من الحكمة الكثير .. 4- أن مفهوم لفظ
حديث عند الصحابة والتابعين (تعني علم مكتوب) يعني كلمة حديث تشمل أي
حديث تم كتابته سواء كان نبوي أو عن صحابي أو عن غيرهم .. فمثلا جاء في الرواية عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: (أَصَبْتُ أَنَا وَعَلْقَمَةُ،
صَحِيفَةً فَانْطَلَقَ مَعِي إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ بِهَا وَقَدْ زَالَتِ الشَّمْسُ
أَوْ كَادَتْ تَزُولُ، فَجَلَسْنَا بِالْبَابِ، ثُمَّ قَالَ لِلْجَارِيَةِ: انْظُرِي
مَنْ بِالْبَابِ، فَقَالَتْ: عَلْقَمَةُ وَالْأَسْوَدُ، فَقَالَ: ائْذَنِي لَهُمَا،
فَدَخَلْنَا فَقَالَ: كَأَنَّكُمَا قَدْ أَطَلْتُمَا الْجُلُوسَ؟ قُلْنَا: أَجَلْ،
قَالَ: فَمَا مَنَعَكُمَا أَنْ تَسْتَأْذِنَا؟ قَالَا: خَشِينَا أَنْ تَكُونَ نَائِمًا
قَالَ: مَا أُحِبُّ أَنْ تَظُنُّوا بِي هَذَا إِنَّ هَذِهِ سَاعَةٌ كُنَّا نَقِيسُهَا
بِصَلَاةِ اللَّيْلِ، فَقُلْنَا: هَذِهِ صَحِيفَةٌ فِيهَا حَدِيثٌ حَسَنٌ فَقَالَ: يَا جَارِيَةُ هَاتِي
الطَّسْتَ وَاسْكُبِي فِيهِ مَاءً قَالَ: فَجَعَلَ يَمْحُوهَا بِيَدِهِ وَيَقُولُ:
(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ) [يوسف: 3] ، فَقُلْنَا: انْظُرْ فِيهَا
فَإِنَّ فِيهَا حَدِيثًا عَجَبًا،
فَجَعَلَ يَمْحُوهَا وَيَقُولُ: «إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ فَاشْغِلُوهَا
بِالْقُرْآنِ وَلَا تَشْغَلُوهَا بِغَيْرِهِ» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: " نَرَى أَنَّ
هَذِهِ الصَّحِيفَةَ أُخِذَتْ
مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ؛ فَلِهَذَا كَرِهَ عَبْدُ اللَّهِ النَّظَرَ فِيهَا) رواه بن عبد البر في
جامع العلم .. وقال محققه أبو الأشبال الزهيري: إسناده حسن. - وفي
رواية أخرى جاء فيها .. عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ: (بَلَغَ ابْنَ مَسْعُودٍ أَنَّ عِنْدَ، نَاسٍ كِتَابًا .. فَلَمْ
يَزَلْ بِهِمْ حَتَّى أَتَوْهُ بِهِ .. فَلَمَّا أَتَوْهُ بِهِ مَحَاهُ .. ثُمَّ قَالَ:
إِنَّمَا هَلَكَ أَهْلُ الْكِتَابِ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ أَقْبَلُوا عَلَى كُتُبِ عُلَمَائِهِمْ
وَأَسَاقِفَتِهِمْ وَتَرَكُوا كِتَابَ رَبِّهِمْ .. أَوْ قَالَ: تَرَكُوا التَّوْرَاةَ
وَالْإِنْجِيلَ حَتَّى دَرَسَا وَذَهَبَ مَا فِيهِمَا مِنَ الْفَرَائِضِ وَالْأَحْكَامِ)
رواه الخطيب البغدادي في تقييد العلم .. وقال محققه الشيخ سعد عبد الغفار: إسناده
صحيح. - فكلمة
الحديث على لسان الصحابة والتابعين .. لم يكن المقصد به
فقط هو الحديث النبوي وإنما هو العلم المكتوب .. 5- أن كراهية
كتابة العلم في عهد الصحابة والتابعين بما قيل عن بعضهم .. إنما كان لسببين قد
ذكرهما الإمام بن عبد البر في جامع بيان العلم ص292 .. حيث قال: من كره كتاب العلم
.. إنما كرهه لوجهين:- أحدهما:
ألا يتخذ مع القرآن كتاب يُضاهَى به.- ثَانِيهِمَا:
ولئلا يتكل الكاتب على ما كتب فلا يحفظ فيقل الحفظ . ************************** ..:: س51: ما هي الحكمة من النهي عن كتابة الحديث النبوي ؟ ::.. - قبل أن
نعرف حكمة النهي عن كتابة الحديث النبوي خاصة أو العلم عامة كما في زمن الصحابة
والتابعين .. فاعلم أن النهي كان في أول الأمر نهي تحريم بدليل أنه
قال بعدها (حدثوا عني ولا حرج) صحيح مسلم ..
فيكون الحرج في كتابة حديثه ..- ثم سمح النبي
صلى الله عليه وسلم بكتابة حديثه بعد ذلك كما يظهر ذلك من
سماحه بكتابة حديثه لرجل من اليمن اسمه أبو شاه يوم فتح مكه لما طلب من النبي
كتابة خطبته يوم فتح مكه .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم (اكْتُبُوا لأبِي شَاهٍ) صحيح البخاري .. وقد سبق وذكرنا ذلك
في أدلة كتابة الحديث النبوي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. - ولو كان
حكم النبي بالنهي تحريما لازال موجودا .. لكان الصحابة أولى بهذا
النهي للتابعين تلاميذهم ولحذروهم من هذا الفعل .. ولكن هذا التحريم لم يبلغنا عن
أي صحابي .. أيكون الجميع تغافل عن إدراك هذا الأمر ؟!! - بكل تأكيد هذا شيء لا يمكن أن يصدقه عاقل أن يكون
الصحابة جميعهم نسوا أن يبلغوا تابعيهم أثناء قراءة حديث النبي عليهم أن يقولوا
لهم لا تكتبوا الحديث لأن النبي نهى عن ذلك تحريما ..!! - خاصة لو عرفنا أن الذين اتبعوا
منهج النهي من الصحابة والتابعين .. البعض منهم كان يكتب الحديث ليحفظه ثم يمحوه بعد
ذلك .. فلو كان النهي للتحريم ما كتبوه أصلا وإلا كانوا ارتكبوا معصية .. ولكنهم
فهموا أن هذا النهي قد يكون متعلق بكراهية خلط القرآن بغيره من الكلام في صحيفة
واحدة .. فيختلط هذا بذاك .. فكانوا يكتبون الحديث منفردا في صحيفة مستقلة ليحفظوه
ثم يمحوه بعد ذلك .. - بل نجد أن بعض الصحابة والتابعين
.. رفضوا
تدوين العلم لأنه يكون فيه كلام الله مع التفسير والفقه .. فمنعوا كتابة العلم
لهذا السبب أيضا .. حتى لا يختلط القرآن بغيره .. ولكن فعلهم هذا لمصلحة رأوها
وليس حكما نبويا .. فانتبه . - فإذا علمت ما سبق أخي الحبيب ..- فاعلم أن كراهية كتابة
الحديث النبوي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لها سبب .. وكراهية الكتابة في زمن
الصحابة والتابعين لها سببين .. 1- أما عن سبب
كراهية كتابة الحديث النبوي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. إنما
كان لسبب رئيسي ..- قيل أن هذا السبب هو أن
لا يختلط القرآن بغيره من أي كلام آخر .. حيث أن القرآن له صفة التعبد به وله صفة
الإعجاز .. وأي كلام آخر ليس له ذلك .. وكإجراء احترازي منع النبي صلى الله عليه
وسلم كتابة شي آخر مع القرآن . 2- أما عن
كراهية كتابة الحديث النبوي بصورة خاصة .. أو العلم
بصورة عامة .. في زمن الصحابة والتابعين .. فهذا قد ذكره الإمام بن عبد
البر في كتابه جامع بيان العلم ص292 .. حيث قال: من كره كتاب العلم .. إنما كرهه
لوجهين:- أحدهما:
ألا يتخذ مع القرآن كتاب يُضاهَى به ..- ثَانِيهِمَا: ولئلا يتكل الكاتب على
ما كتب فلا يحفظ فيقل الحفظ . * قلت (خالد
صاحب الرسالة) تعقيبا على كلام الإمام بن عبد البر:1- قوله (يضاهي به القرآن) .. المضاهاة أي المماثلة والمشابهة
من حيث وجود كتاب آخر مكتوب فالمضاهاة خاصة بالكتابة .. والمقصد هو أن لا يتخذ
البعض من قراءة الكتب سببا يمنعهم ويشغلهم ويفتنهم عن القرآن .. سواء كانت كتبا
بها أراء تفسيرية وفقهية فينشغلوا بها عن قراءة القرآن والتعبد به .. أو كانت قصص
وغرائب كانت تأتيهم بسبب كثرة الفتوحات الإسلامية .. مما يثير الفضول في عقول
الكثيرين بالقراءة فيها لمعرفة ما يأتي من الثقافات الأخرى .. وبالتالي ينشغلوا
بها عن القرآن .. (وللأسف هذه الفتنة حدثت في عصور لاحقة حيث تم نقل القصص الخرافية
حول قصص بعض الأنبياء في بعض كتب التفسير – بسبب فضول البعض في نقل ما كان في كتب
أهل الكتاب من اليهود) ..!! 2- قوله (ولئلا يتكل الكاتب على ما كتب فلا يحفظ): أي كانوا
يسمحون بكتابة الاحاديث لحفظها فقط .. (من كان ينهى عن كتابة الأحاديث من الصحابة
والتابعين) .. فكانوا يسمحون للبعض بكتابتها لحفظها ثم محوها بعد ذلك .. حتى تظل
ملكة الحفظ هي المستعملة نتيجة التلقين من صدر إلى صدر .. فلا يتلاعب في كتابة
حديث بزيادة أو نقصان لو تم كتابته ونشره واطلاع العوام عليه .. والله أعلم . * ملحوظة
.. انتبه لها:- لم يذكر الإمام
بن عبد البر سببا ثالثا لكراهية كتابة العلم .. في أن يكون هو منع
اختلاط القرآن بغيره من حديث النبي صلى الله عليه وسلم .. وذلك لأن هذا السبب قد
انتهى وقته حيث قد تم جمع القرآن ونشره في البلاد وحفظه العوام والخواص .. ولذلك نجد
أن علة منع كتابة القرآن ومعه الحديث لم تكن سببا مانعا في عصر الصحابة والتابعين
.. وإنما لأسباب أخرى تقتضي المصلحة مثل المحافظة على تلقين الحفظ وعدم اللجوء
لغير القرآن لقرائته .. فانتبه ..
- ثانيا: أقوال وأفعال الصحابة:
1- أبو سعيد الخدري:
- عَنْ أَبِي نَضْرَةَ
(تابعي ثقة) أنه قَالَ لأبي سعيد الْخُدْرِيِّ .. (أَلَا
نَكْتُبُ مَا نَسْمَعُ مِنْكَ .. قَالَ: تُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوهَا مَصَاحِفَ؟ فَإِنَّ
نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ كَانَ يُحَدِّثُنَا .. فَاحْفَظُوا مِنَّا كَمَا
حَفِظْنَا) رواه الخطيب البغدادي في تقييد العلم .. وقال محققه الشيخ سعد
عبد الغفار: إسناده صحيح.
- وفي
رواية بلفظ: (إِنَّكَ تُحَدِّثُنَا بِأَحَادِيثَ
مُعْجِبَةٌ .. وَإِنَّا نَخَافُ أَنْ تَزِيدَ أَوْ تَنْقُصَ فَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا
..؟! قَالَ: لَنْ نُكْتِبَكُمْ .. وَلَنْ نَجْعَلَهُ قُرْآنًا .. وَلَكِنِ احْفَظُوا
عَنَّا كَمَا حَفِظْنَا) رواه الخطيب البغدادي في تقييد العلم .. وقال
محققه الشيخ سعد عبد الغفار: إسناده صحيح.
- قوله (معجبة): محببة إلى نفوسنا .. لأنها حديث النبي صلى
الله عليه وسلم.
- وفي
رواية قال أبي سعيد الخدري: (قَالَ: أَتَجْعَلُونَهُ مَصَاحِفَ
تَقْرَأُونَهَا؟ كَانَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يُحَدِّثُنَا فَنَحْفَظُ
عَنْهُ .. فَاحْفَظُوا عَنَّا كَمَا حَفِظْنَا عَنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ)
رواه الخطيب البغدادي في تقييد العلم .. وقال محققه الشيخ سعد عبد الغفار: إسناده
صحيح.
2- عمر بن الخطاب ..
- عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: (أَنَّهُ أَرَادَ
أَنْ يَكْتُبَ السُّنَنَ فَاسْتَخَارَ اللَّهَ شَهْرًا فَأَصْبَحَ وَقَدْ عَزَمَ لَهُ
, ثُمَّ قَالَ: إِنِّي ذَكَرْتُ قَوْمًا كَانُوا قَبْلَكُمْ كَتَبُوا كِتَابًا فَأَقْبَلُوا
عَلَيْهِ وَتَرَكُوا كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ) رواه الخطيب البغدادي
في تقييد العلم .. وقال محققه سعد عبد الغفار: اسناده صحيح .
3- عبد الله بن مسعود ..
- عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: (أُتِيَ عَبْدُ اللَّهِ بِصَحِيفَةٍ فِيهَا حَدِيثٌ فَدَعَا بِمَاءٍ
فَمَحَاهَا، ثُمَّ غَسَلَهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَأُخْرِجَتْ) رواه بن
عبد البر في جامع العلم .. وقال محققه الشيخ أبو الأشبال الزهيري: إسناده صحيح.
- جاء في
رواية عن حُصَيْنٌ، عَنْ مُرَّةَ
الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ: (جَاءَ أَبُو قُرَّةَ
الْكِنْدِيُّ بِكِتَابٍ مِنَ الشَّامِ، فَحَمَلَهُ فَدَفَعَهُ إِلَى عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَنَظَرَ فِيهِ فَدَعَا بِطَسْتٍ،
ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَمَرَسَهُ فِيهِ، وَقَالَ: إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ
قَبْلَكُمْ بِاتِّبَاعِهِمُ الْكُتُبَ وَتَرْكِهِمْ كِتَابَهُمْ .. قَالَ:
حُصَيْنٌ فَقَالَ مُرَّةُ: أَمَا إِنَّهُ لَوْ كَانَ مِنَ الْقُرْآنِ أَوِ
السُّنَّةِ لَمْ يَمْحُهُ، وَلَكِنْ كَانَ مِنْ كُتُبِ أَهْلِ الْكِتَابِ) رواه الدارمي .. وقال محققه الشيخ حسين الداراني: اسناده
صحيح.
- عَنْ
إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: (بَلَغَ ابْنَ
مَسْعُودٍ أَنَّ عِنْدَ، نَاسٍ كِتَابًا , فَلَمْ يَزَلْ بِهِمْ حَتَّى أَتَوْهُ
بِهِ .. فَلَمَّا أَتَوْهُ بِهِ مَحَاهُ .. ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا هَلَكَ أَهْلُ
الْكِتَابِ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ أَقْبَلُوا عَلَى كُتُبِ عُلَمَائِهِمْ
وَأَسَاقِفَتِهِمْ وَتَرَكُوا كِتَابَ رَبِّهِمْ .. أَوْ قَالَ: تَرَكُوا
التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ حَتَّى دَرَسَا وَذَهَبَ مَا فِيهِمَا مِنَ
الْفَرَائِضِ وَالْأَحْكَامِ) رواه الخطيب البغدادي في
تقييد العلم .. وقال محققه سعد عبد الغفار: إسناده صحيح.
- وعَنْ أَبِي الشَّعْثَاءَ
الْمُحَارِبِيُّ قال: (أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ
كَرِهَ كِتَابَ الْعِلْمِ) رواه الخطيب البغدادي
في تقييد العلم .. وقال محققه الشيخ سعد عبد الغفار: إسناده صحيح.
4- أبو موسى الأشعري ..
- عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: (كَتَبْتُ حَدِيثَ أَبِي مُوسَى أَنَا وَمَوْلَى لَنَا .. قَالَ:
فَظَنَّ أَنِّي أَكْتُبُ حَدِيثَهُ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ أَتَكْتُبُ حَدِيثِي؟ قُلْتُ:
نَعَمْ .. قَالَ: جِئْنِي بِهِ .. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِهِ .. فَنَظَرَ فِيهِ فَمَحَاهُ
.. وَقَالَ: يَا بُنَيَّ احْفَظْ كَمَا حَفِظْتُ) رواه الخطيب البغدادي في
تقييد العلم .. وقال محققه الشيخ سعد عبد الغفار: إسناده حسن.
- (أبي بردة): هو بن أبي موسى الأشعري.
- قوله (مولى لنا): أي خادم يخدمنا ..
- وفي
رواية بلفظ: (فَقَالَ: أَتَكْتُبْنَانِ مَا
سَمِعْتُمَا مِنِّي؟ قَالَا: نَعَمْ .. قَالَ: فَجِيئَانِي بِهِ .. فَدَعَا بِمَاءٍ
فَغَسَلَهُ .. وَقَالَ: احْفَظُوا عَنَّا كَمَا حَفِظْنَا) رواه الخطيب البغدادي
في تقييد العلم .. وقال محققه الشيخ سعد عبد الغفار: إسناده حسن بمجموع طرقه.
- وعن أحد
أسباب النهي عن كتابة العلم .. فيقول أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى،
قَالَ: (إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَتَبُوا كِتَابًا
وَاتَّبَعُوهُ وَتَرَكُوا التَّوْرَاةَ) رواه الخطيب البغدادي في
تقييد العلم .. وقال محققه سعد عبد الغفار: إسناده صحيح.
5- أبو هريرة
..
- عَنْ سَعِيدِ
بْنِ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ: (لَمْ يَكُنْ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ .. أَكْثَرُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ .. وَإِنَّ مَرْوَانَ زَمَنَ هُوَ عَلَى الْمَدِينَةِ
أَرَادَ أَنْ يُكْتِبَهُ حَدِيثَهُ .. فَأَبَى .. وَقَالَ: ارْوُوا كَمَا رَوَينَا
.. فَلَمَّا أَبَى عَلَيْهِ .. تَغَفَّلَهُ فَأَقْعَدَ لَهُ كَاتِبًا لَقِنًا ثَقِفًا
.. وَدَعَاهُ فَجَعَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُهُ وَيَكْتُبُ الْكَاتِبُ حَتَّى
اسْتَفْرَغَ حَدِيثَهُ أَجْمَعَ .. قَالَ: ثُمَّ قَالَ مَرْوَانُ: تَعْلَمُ أَنَا قَدْ
كَتَبْنَا حَدِيثَكَ أَجْمَعَ .. قَالَ: وَقَدْ فَعَلْتُمْ؟ قَالَ: نَعَمْ .. قَالَ:
فَاقْرَأُوهُ عَلَيَّ إِذًا .. قَالَ: فَقَرَأُوهُ عَلَيْهِ .. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:
أَمَا إِنَّكُمْ قَدْ حَفِظْتُمْ وَإِنْ تُطِعْنِي تَمْحُهُ .. قَالَ: فَمَحَاهُ)
رواه الخطيب البغدادي في تقييد العلم .. وقال محققه الشيخ سعد عبد الغفار: إسناده
صحيح.
- قوله (مروان زمن هو على المدينة): أي وقت أن كان مروان بن
الحكم واليا على المدينة ..
- قوله (فلما أبى عليه): أي فلما رفض أبو هريرة أن يكتب
مروان بن الحكم الحديث.
- قوله (تغفله): أي أتي بكاتب يكتب حديث أبا هريرة دون أن
ينتبه أبا هريرة له .. ولعل هذا الكاتب كان يجلس في خلف أبا هريرة كخادم أتي مع
مروان بن الحكم .. والله أعلم .
- قوله (كاتبا لقنا ثقفا): أي كاتب يتقن فن التلقين أي الحفظ
المباشر وثقفا أي فطنا منتبها بكل تركيز لما ينطق به أبو هريرة ..
- عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ
قَالَ سَمِعْتُ أَبَا كَثِيرٍ قَالَ: (سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّا أَبَا هُرَيْرَةَ لَا
نَكْتُمُ وَلَا نَكْتُبُ) رواه الخطيب البغدادي في تقييد العلم .. وقال
محققه الشيخ سعد عبد الغفار: إسناده صحيح.
* قلت (خالد صاحب الرسالة) .. انتبه أخي الحبيب:
- ما سبق من
روايات عن أبي هريرة لا يناقض ما ذكرناه عن أنه سمح بكتابة الحديث أو كتبه لنفسه
.. كما أوضحت ذلك في (السؤال رقم 33) .. وإليك بيان حل هذا الإشكال حتى لا يختلط
عليك الأمر:
أ- في
رواية أبو هريرة الأولى .. ظهر فيها كرهية أبو هريرة في كتابة الحديث لمروان بن
الحكم .. لأنه خاف ان ينشره كتابة بين الناس لأنه كان واليا
حينئذ على المدينة .. ولا
يخفى أن كتابة الحديث النبوي كان مسموح بها بدليل أن أبا هريرة لم يقل له أن ما
فعله حرام .. وإنما قال له أن يمحوه طالما حفظه .. وذلك حتى لا ينشره بين
الناس ..
ب- في
رواية أبو هريرة الثانية .. (لا نكتم ونكتب): أي لا
نكتم العلم ولا نَكتبه .. لأنه رضي الله عنه كان لا يعرف القراءة والكتابة ..،
ويوجد رواية أخرى له بلفظ (لا نَكتُب ولا نُكتِب): وهذا خطأ في كتابة الرواية ..
لأن أصلها في لفظها الأول (نَكتم) بحرم الميم وليس (نَكتب) بحرف الباء .. !!
ج- وما
سبق عن فعل أبو هريرة لا علاقة له بما أجاز كتابتة لنهيك بن بشير وهمام بن منبه أو
بما كتبه هو لنفسه .. حيث كان يأذن للبعض بالكتابة وقد لا يأذن للبعض
بالكتابة .. وهذا يتوقف على درجة حفظ المتلقي وأمانته في حفظ ما كتبه لنفسه دون
كتابته للعوام .. وثبت عنه أنه كان يجعل أحد يكتب له بعض الأحاديث ويحتفظ بها عنده
.. ولكن لا يجعل أحد ينسخها منه ..
6- عبد الله بن
عباس ..
- عَنْ طَاوُسٍ
قَالَ: (إِنْ كَانَ الرَّجُلُ يَكْتُبُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ
يَسْأَلُهُ عَنِ الْأَمْرِ .. فَيَقُولُ لِلرَّجُلِ الَّذِي جَاءَ أَخْبِرْ صَاحِبَكَ
أَنَّ الْأَمْرَ كَذَا وَكَذَا .. فَإِنَّا لَا نَكْتُبُ فِي الصُّحُفِ إِلَّا الرَّسَائِلَ
وَالْقُرْآنَ) رواه الخطيب البغدادي في تقييد العلم .. وقال محققه
الشيخ سعد عبد الغفار: إسناده صحيح.
- قوله
(الرسائل): يقصد بها المراسلات التي كتبها النبي صلى الله عليه وسلم
للقبائل والملوك ..
- وفي رواية
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: (أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَنْهَى عَنْ كِتَابِ
الْعِلْمِ وَأَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا أَضَلَّ مَنْ قَبْلَكُمُ الْكَتْبُ) رواه الخطيب البغدادي
في تقييد العلم .. وقال محققه الشيخ سعد عبد الغفار: إسناده صحيح.
7- عبد الله بن
عمر ..
- عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: (كُنَّا إِذَا اخْتَلَفْنَا فِي الشَّيْءِ كَتَبْتُهُ
حَتَّى أَلْقَى بِهِ ابْنَ عُمَرَ .. وَلَوْ يَعْلَمُ بِالصَّحِيفَةِ مَعِيَ لَكَانَ
الْفِيصَلُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ) رواه الخطيب البغدادي في تقييد العلم .. وقال محققه
الشيخ سعد عبد الغفار: إسناده صحيح.
- قوله (حتى ألقى به بن عمر): أي إذا اختلف مع احد من
أصحابي في مسألة كتبتها حتى إذا لقيت عبد الله بن عمر فأسأله فيها ..
- قوله (ولو يعلم بالصحيفة): أي لو كان يعلم عبد الله بن
عمر أن معي صحيفة أكتب فيها العلم .. لكان منعني مجالسته والفراق بيني وبينه .
- ثالثا: من كره كتابة الحديث والعلم من التابعين:# قلت (خالد
صاحب الرسالة) :
- وهناك
سببا آخر في رأيي - قد لم ينتبه إليه أحد - .. يثبت علة كراهية بعض الصحابة وبعض
التابعين في جمع الحديث النبوي في كتاب ..
- حيث كان المنع من جمع الحديث النبوي في كتاب .. ذلك لأن النبي صلى الله
عليه وسلم لم يأمر بجمعه .. ولم يريدوا أن يفعلوا فعلا لم يفعله النبي صلى الله
عليه وسلم في حياته ..!!
- وهذا
السبب يظهر واضحا من قول أبا بكر الصديق لعمر بن الخطاب حينما قال له أن
يأمر بجمع القرآن في كتاب .. حيث جاء في رواية الحديث: (وَإِنِّي لأَرَى
أَنْ تَجْمَعَ الْقُرْآنَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قُلْتُ لِعُمَرَ: كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا
لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ عُمَرُ:
هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي فِيهِ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ
لِذَلِكَ صَدْرِي) صحيح البخاري.
- فالعلة
عند الصحابي أبا بكر في المنع من جمع القرآن في كتاب .. أصلها هي عدم فعل ما لم
يفعله النبي صلى الله عليه وسلم .. خشية من أن يكون في ذلك ابتداع منهم في الدين ..!!
- وكذلك المنع في جمع
الحديث النبوي في كتاب كان لنفس ذات العلة .. وهذا رأيي والله أعلم .
..:: س53: كيف نجمع
بين أحاديث إجازة كتابة الحديث النبوي وأحاديث النهي عن كتابة الحديث النبوي في
زمن النبي والصحابة والتابعين ؟ ::..
هذه الرسائل العلمية مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..
جلّ الذي حفظ كتابه وسنة نبيه من الخلط والكذب
ردحذفوخاب وخسر من انكر وأساء الأدب
وقفة جميلة جدا يا استاذ خالد
وجزء ممتع فعلا
ربي يبارك في جهدك
ويجزيك احسن ماعملت
ويزيدك من فضله العظيم
آمين يارب العالمين
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ردحذفنسال الله لكم جميعا المودة و الرحمة و الغفرة و منزله عالية في جنة الله مع نبينا محمد و اله واصحابة و جميع المؤمنين التابعين من الإنس والجن.
اللهم آمين
ماشاء الله لاقوة إلا بالله
ردحذفمدد يارب مدد
(اهداء خاص لمن يعي ويفهم )ويقرا
ردحذفشكرا لسيدنا يوسف
للكاتب الفلسطيني : أدهم شرقاوي*
1- ﺷُﻜﺮًﺍ لسيدنا ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻜﺮﻫﻮﻧﻨﺎ ﻟﻤﺰﺍﻳﺎﻧﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻌﻴﻮﺑﻨﺎ، ﻓﻘﺪ ﻛﺮﻫﻮﻙ ﻷﻧﻚ ﺟﻤﻴﻞ ﻭﻃﻴّﺐ ﻭﻻﺗﺸﺒﻬﻬﻢ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﻳﺬﻛﺮﻫﻢ ﺑﻨﻘﺼﻬﻢ !
2- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﻌﻨﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻﻧﺤﺘﺴﺐ، ﻭﺃﻧﻚَ ﺣﻴﻦ ﺳﻠﻤﺖَ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻟﻢ ﺗﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺗﻚ !
3- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻻ ﺃﻗﺼﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻛﻞَّ ﺧﻴﺮٍ ﻭﻫﺒﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻳﺎﻩ، ﻷﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ﺿﻴﻘﺔ، ﻭﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺃﺿﻴﻖ، ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ .
4- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺛﻴﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺻﺤﻴﻦ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺇﺑﻠﻴﺲُ ﻷﺑﻴﻚَ ﺁﺩﻡ " ﻫﻞ ﺃﺩﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺨﻠﺪ " ، ﻭﻗﺎﻝ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﻷﺑﻴﻚَ ﻳﻌﻘﻮﺏ " ﺇﻧﺎ ﻟﻪ ﻟﻨﺎﺻﺤﻮﻥ " " ﻭﺇﻧﺎ ﻟﻪ ﻟﺤﺎﻓﻈﻮﻥ !"
5- وﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺮ ﺃﻫﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻔﺎﻭﺗﻮﻥ ﻓﻲ ﺻﻼﺣﻬﻢ ﻳﺘﻔﺎﻭﺗﻮﻥ ﻓﻲ ﺷﺮﻫﻢ، ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺠﺎﻙ ﺃﻗﻞ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﺷﺮًﺍ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ : "
ﻻﺗﻘﺘﻠﻮﺍ ﻳﻮﺳﻒ !"
6- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺑﻮﺡ ﺑﻤﺨﺎﻭﻓﻲ ﻛﻲ ﻻﻳﺤﺎﺭﺑﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻬﺎ، ﻓﻸﻥ ﺃﺑﺎﻙ ﻗﺎﻝ : " ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻠﻪ ﺍﻟﺬﺋﺐ " ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﺇﻥّ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻗﺪ ﺃﻛﻠﻚ .
7- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻧﻪ ﻻﻳﻮﺟﺪ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺮﻡ ﺗُﻮﻗﻊ ﺑﻪ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻓﺎﺗﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻟﻬﺎ، ﻓﻘﺪ ﻧﺴﻲ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﺃﻥ ﻳﻤﺰﻗﻮﺍ ﻗﻤﻴﺼﻚ، ﻓﺄﻱ ﺫﺋﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺘﺮﺱ ﺻﺒﻴًﺎ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻗﻤﻴﺼﻪ ﺳﺎﻟﻤًﺎ !
8- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻨﺎ ﻟﻬﺎ ! ﻓﻘﻤﻴﺼﻚَ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺓً ﺃﺩﺍﺓ ﻛﺬﺏ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺮﺓً ﺩﻟﻴﻞ ﺑﺮﺍﺀﺓ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺮﺓ ﺩﻭﺍﺀً !
9- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻻ ﺧﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ، ﺑﺌﺲ ﺩﺍﺭ ﺗُﺒﺎﻉ ﻭﺗُﺸﺘﺮﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﺖَ ﺑﺪﺭﺍﻫﻢ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ !
10- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﻟﻴﺴﺖ ﺇﻻ ﺃﺳﺒﺎﺑًﺎ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﻖّ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ " ﻟﻨﻌﻠﻤﻪ ﻣﻦ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ " ﺁﺗﻴﻨﺎﻩ ﺣﻜﻤًﺎ ﻭﻋﻠﻤًﺎ " ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻬﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ " ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﻌﻠﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ " ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻳﻮﻣًﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﻘﻮﻝ ﺑﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻗﻠﻮﺏ !
11- ﺷُﻜﺮًﺍ لسيدنا ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻻﻳﻐﺪﺭ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮ ﻻﻳﻘﺎﺑﻞ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺑﺎﻹﺳﺎﺀﺓ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻻﻳﺒﺼﻖ ﻓﻲ ﺑﺌﺮ ﺷﺮﺏ ﻣﻨﻪ، ﻓﻤﺎ ﺃﺟﻤﻠﻚ ﻭﺃﻧﺖَ ﺗﻘﻮﻝ : " ﻣﻌﺎﺫ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻪ ﺭﺑﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺜﻮﺍﻱ !"
12- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ
ﻻﺗﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻣﻊ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻌﻔﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻻﺗﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻣﻊ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻧﺎ، ﻭﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﻗﺎﺩﺭًﺍ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺜﻠﻚ ﻻﻳﺨﻮﻥ ﻭﻻﻳﺰﻧﻲ .
13- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻡ ﻣﻦ ﻋﺼﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﻥ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺸﻬﻮﺍﺗﻪ، ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻳﺴﺮﻩ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺷﺪّﺗﻪ !
14- كما ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ
ﻻﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺠﺒﺮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ
ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻓﻌﻞ، ﻓﺘﻮﻗﻔﺖُ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻞ ﺑﺎﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ! ﻛﺎﻧﺖْ زليخا ﺳﻴﺪﺗﻚ، ﺃﻏﻠﻘﺖْ ﻋﻠﻴﻚَ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ، ﺭﺍﻭﺩﺗﻚ، ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻭﻟﻜﻨﻚ ﻗﺎﻭﻣﺖ ﻷﻧﻚَ ﻻﺗﺮﻳﺪ !
15- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳُﻈﻬﺮ ﺃﻣﺮًﺍ ، ﻻﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺳﺘﺮﻩ،
16- ﺷُﻜﺮًﺍ لسيدنا ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥّ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻣﻈﺎﻟﻴﻢ ﻛُﺜﺮ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻋﻘﺎﺑًﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﺭﺗﻜﺎﺑﻬﻢ ﺍﻟﺬﻧﺐ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻗﺪﻳﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ .
17- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺣﻼﻭﺓ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺗﻐﻠﺐ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺃﻥ ﺣﻼﻭﺓ ﺇﻳﻤﺎﻧﻚ ﺃﻧﺴﺘﻚَ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴﺠﻦ، ﻭﺃﻧﻚ ﻟﻮ ﺧﻨﺖَ - ﻭﻣﻌﺎﺫ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻞ - ﻟﺼﺎﺭ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺴﺎﻋﻪ ﺿﻴﻘًﺎ ﻋﻠﻴﻚ .
18- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺘﺴﻊ ﻟﻠﺪﻋﻮﺓ، ﻣﻤﻠﻮﻛًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﺳﺠﻴﻨًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻋﺰﻳﺰًﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ .
19- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺪﻥ ﺍﻷﺻﻴﻞ
ﻻﺗُﻐﻴﺮﻩ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ، ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻗﻴﻞ ﻟﻚ " ﺇﻧﺎ ﻧﺮﺍﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ " ﻭﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻷﻧﻬﻢ ﺭﺃﻭﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ !
20- ﺷُﻜﺮًﺍ لسيدنا ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﻭﺭﺍﺀ ﻛﻞ ﺷﺮ، ﻓﻬﻮ ﺃﻭﻝ ﺫﻧﺐ ﻋُﺼﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻭﻣﺎ ﺭﻓﺾ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻵﺩﻡ ﺇﻻ ﺣﺴﺪًﺍ، ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﺫﻧﺐ ﻋُﺼﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻤﺎ ﻗﺘﻞ ﻗﺎﺑﻴﻞ ﺃﺧﺎﻩ ﺇﻻ ﺣﺴﺪًﺍ، ﻭﻣﺎ ﺃُﻟﻘﻴﺖَ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺐ ﺇﻻ ﺣﺴﺪًﺍ .
21- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥّ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻻ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ، ﻭﺃﻧﻚ ﺣﻴﻦ ﻧﺠﻮﺕَ ﺑﺄﻫﻞ ﻣﺼﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺤﻂ ﻟﻢ ﺗﺄﺕِ ﻟﻬﻢ ﺑﻤﻮﺍﺭﺩ ﺟﺪﻳﺪﺓ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺑﻌﻘﻠﻴﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ .
22- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺮﺏ ﻣﺴﺘﻌﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻻ ﺗﻬﺪﺃ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ، ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻓﻘﻂ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻐﻴﺮﻭﻥ، ﺻﺮﺍﻋﻚ ﻣﻊ ﺯﻟﻴﺨﺔ ﻫﻮ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﻔﺔ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺼﺮ، ﻭﺻﺮﺍﻋﻚ ﻣﻊ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﻫﻮ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺒﻐﺾ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺼﺮ .
23- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺃُﺧﻄﻂ ﻭﺃﺩﺑﺮ، ﻭﺃﻧﻪ ﻻﻳﺼﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ
ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ، ﺍﻟﻘﺤﻂ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺧﻄﺔ ﻭﺗﺪﺑﻴﺮ، ﻭﺇﺑﻘﺎﺀ ﺃﺧﻴﻚ ﻋﻨﺪﻙ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺧﻄﺔ ﻭﺗﺪﺑﻴﺮ !
24- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﻭﻣًﺎ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺳﻼﺣًﺎ ﻟﻠﻤﻌﺮﻛﺔ ﻻ ﻳﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻝ ﺃﺣﺪ، ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭًﺍ ﺃﻥ ﻳُﺮﺳﻞ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﻟﻴﺤﻄﻢ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﻳُﺨﺮﺟﻚ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻥ ﺣُﻠُﻤًﺎ !
﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 282].
رُبَّ علم لا ينفع لو لم توجد تقوى...
قد يعلم الإنسان ولا يتَّقي، فإذا اتقى علَّمه الله ما ينفعه وينجِّيه ويثبِّته.
المراد من العلم العمَل، فإذا لَم يَقترنا، كان العلم غَير نافع لصاحبه، وإن كان نافعًا بالأصالة؛ لذلك يكون الباب في العِلم نافعًا لفلان وغير نافعٍ لفلان، بحسب الاستفادة لا بحسب العلم نفسه، وهذا حجَّة على صاحبه.
مثال؟
خذوا أيَّ باب من أبواب أعمال القلوب، فلنقل: حُسن الظنِّ بالله، يمكننا أن نَحشد عشرات الآثار في الباب، ثم عمليًّا لا عمل ولا يقين بمقتضى ما عَلِمنا.
25- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﺗﻜﻠﻴﻒ
ردحذفﻻﺗﺸﺮﻳﻒ، ﻭﻣﺎ ﻃﻠﺒﺖَ ﺧﺰﺍﺋﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﺘﻤﻠﻜﻬﺎ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻟﺘﻮﺯﻋﻬﺎ، ﻭﻟﻮ ﻋﻠﻤﺖَ ﺃﻗﺪﺭ ﻣﻨﻚ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﺘﻬﺎ !
26- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻟﻠﺤﺐ ﺭﺍﺋﺤﺔ
ﻻﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﻥ، ﻟﺬﻟﻚ ﻭﺟﺪَ ﺃﺑﻮﻙ ﺭﻳﺤﻚ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻪ ﻗﻤﻴﺼﻚَ !
27- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻣﻄﻠﺐ، ﻭﺃﻥ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻳﻮﻏﺮﻭﻥ ﺻﺪﻭﺭ ﺃﻭﻻﺩﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮﻭﺍ، ﻭﻗﺪ ﻗﺪّﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﻀّﻠﻚ ﺃﺑﻮﻙ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﻮﺗﻚ، ﻟﻴﻌﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺤﺬﺭ ﺣﻴﻦ ﻧﺤﺐ ﻭﻟﺪًﺍ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮ، ﺃﻥ ﻧﺒﻘﻲ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻭﻻ ﻧﺤﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺳﻠﻮﻙ .
28- ﺷُﻜﺮًﺍ لسيدنا ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺷﻜﻮ ﺑﺜﻲ ﻭﺣﺰﻧﻲ ﺇﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺎﻟﻨﺎﺱ ﺇﻣﺎ ﻣﺤﺐ ﻭﺇﻣﺎ ﻣﺒﻐﺾ، ﻭﺍﻟﻤﺤﺐ ﺳﻴﺤﺰﻥ ﻷﺟﻠﻲ، ﻭﺍﻟﻤﺒﻐﺾ ﺳﻴﺸﻤﺖ ﺑﻲ، ﻭﻛﻼﻫﻤﺎ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺣﺰﻧﻲ ﺷﻴﺌًﺎ، ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺃﺷﻜﻮ ﺑﺜﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﺑﻴﺪﻩ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻠﻪ؟ !
29- ﺷُﻜﺮًﺍ لسيدنا ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺃﺗﺠﺎﻫﻞ ﻹﺑﻘﺎﺀ ﻭﺩ، ﻭﺃﻥ ﺃﺗﺼﺮﻑ ﻛﺄﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﻓﻬﻢ ﻹﺑﻘﺎﺀ ﻋﻼﻗﺔ، ﻭﻗﺪ ﺃﺳﺮﺭﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚَ ﻭﻛﻨﺖَ ﻗﺎﺩﺭًﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻔﻌﻞ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﺳﻴﺪ ﻗﻮﻣﻪ ﺍﻟﻤﺘﻐﺎﺑﻲ .
** اللهم وفقنا لما تحب وترضى*
صباح الخير والنور والعافية
ماشاء الله تبارك الله رأيكم في أخر الرساله جعلني أفهم وأميل لما قلت لأني إختلط على الأمر ولكن ما أريد أنه أعرفه أن كان للحديث النبوي بعض من الصحابه يحفظونه ويخافون على باقي عوام الناس طب منين عوام الناس كانت بتعرف الأحكام الشرعيه والأوامر النبويه رغم صعوبه انتشار العلم يعني مش زي زمانا كل حاجه في لحظات ده ميكنش سبب في عدم وصول الأحاديث والعلم لعوام الناس وكيف سيفهمون أمور الدين طلما لم تبلغهم وكيف سينفزون الأحكام الشرعيه وهي لم تصل إليهم قصدي أن الأحاديث النبويه هي شرح للدين الإسلامي وكيفيه فإن احتفظ بها الحفاظ ولم تصل إلى العوام فكيف القيام بكامل أوامر ونواهي الدين الإسلام....... أرجو ألا أكون أطالت عليك أستاذنا الفاضل
ردحذف*******************************
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
بص يا محمد ..
حذفماذا تفعل حينما لا تعرف حكم شرعي قبل ظهور الانترنت ؟
- كنت تذهب لشيخ معتمد مثلا من الأزهر .. لعلمك أنه دارس لمنهج الدين ..
- كذلك الحال في كل زمان .. من لم يكن يعرف شيئا كان يذهب لمن يعرف ..
- وطبعا كان هناك حلقات تلقي العلم ومجالس العلماء لمن يريد أن يحضرها ليتلقى العلم .. حيث أن تلقين العلم كان متاحا لأي شخص ..
*****************************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم