ج16: رسالة الحق والنور - كيف نجمع بين أحاديث إجازة كتابة الحديث النبوي وأحاديث النهي عن كتابة الحديث النبوي في زمن النبي - ما هو الرأي الذي أحسبه صوابا في الجمع بين أحاديث الإذن بالكتابة وحديث النهي عن كتابة الحديث النبوي - كيف نجمع بين أحاديث إجازة كتابة الحديث النبوي وأحاديث النهي عن كتابة الحديث النبوي في زمن الصحابة والتابعين - هل يوجد دليل نهي عن اتخاذ الحديث النبوي حجة شرعية.

         بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الحق والنور

في موجز علم تدوين الحديث الشريف

وتبرئة البخاري ممن شهد عليه بالزور

(الجزء السادس عشر)

* فهرس:

:: الفصل الخامس عشر :: تابع/ مناقشة الأحاديث والروايات التي جاء فيها النهي عن كتابة الحديث النبوي ::

1- س53: كيف نجمع بين أحاديث إجازة كتابة الحديث النبوي وأحاديث النهي عن كتابة الحديث النبوي في زمن النبي ؟

2- س54: ما هو الرأي الذي أحسبه صوابا في الجمع بين أحاديث الإذن بالكتابة وحديث النهي عن كتابة الحديث النبوي ؟

3- س55: كيف نجمع بين أحاديث إجازة كتابة الحديث النبوي وأحاديث النهي عن كتابة الحديث النبوي في زمن الصحابة والتابعين ؟

4- س56: هل يوجد دليل نهي عن اتخاذ الحديث النبوي حجة شرعية ؟

***************************

:: الفصل الخامس عشر ::

:: تابع/ مناقشة الأحاديث والروايات التي جاء فيها النهي عن كتابة الحديث النبوي ::

***********************

 

..:: س53: كيف نجمع بين أحاديث إجازة كتابة الحديث النبوي وأحاديث النهي عن كتابة الحديث النبوي في زمن النبي ؟ ::..

 

- كما قلنا سابقا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أجاز كتابة الحديث النبوي .. راجع السؤال رقم (س31) .. وهو السؤال الخاص بأدلة كتابة الحديث النبوي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .

 

- ثم تبين لك أخي الحبيب في السؤال رقم (49) .. أن هناك أدلة تشير أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن كتابة الحديث ..

 

- وإذا كان هناك أدلة تجيز كتابة الحديث النبوي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. وهناك دليل نهي عن كتابة الحديث وهو دليل واحد فقط .. فكيف نجمع بين هذا وذاك ؟

 

- قال العلماء في ذلك أقوال .. قد جمعها الحافظ السخاوي رحمه الله (المتوفى: 902هـ) في فتح المغيث (ج3 ص39-41) .. ولكن سأذكرها بمعناها .. وأناقشها معكم حتى لا نقبل شيء لا يستقيم مع عقل ولا نص:

1- قيل النهي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان في أول الأمر .. احترازا من أن يختلط القرآن بكلام النبي صلى الله عليه وسلم .. ثم تم السماح بعد ذلك بكتابة الحديث النبوي .. قبل اكتمال نزول القرآن .. فمنع كتابة ما سوى القرآن حتى لا يختلط على أحد مثل هذا الأمر ويدخل في القرآن ما ليس فيه .. ثم لما أكتمل الوحي القرآني .. سمح النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة في كتابة الحديث ..

 

- وهذا الرأي في حكمة المنع من الكتابة نجد الكلام معقول وصحيح ..

- ولكن جزئية الإحتراز من خلط القرآن بالحديث .. فهذا يستوجب أن يكون قد اكتمل الوحي القرآني وحفظه بعض الصحابة بما لا مجال لحدوث لبس أو خلط حينئذ ..!! وكأن صاحب هذا الرأي يريد أن يقول أن المنع حتى يتم اكتمال القرآن فلا يختلط بغيره ويكون قد تم حفظه .. !!

- وهذا كلام غير منضبط .. لأن بداية كتابة الحديث كما يظهر لي كان في عام الفتح سنة 8 هجرية ولم يكن قد اكتمل نزول الوحي القرآني .. وهذا السبب الإحترازي بمنع كتابة الحديث .. لابد أن يقال في كل أزمنة نزول القرآن وليس في زمن دون زمن .. وبالتالي يظل هذا الحكم ساريا حتى عام وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .. ولكن هذا كلام لا يصح قوله .. لأنه سمح بكتابة الحديث في عام الفتح أي قبل وفاته بثلاثة سنوات ..!!

 

2- النهي قد يكون خاص بكتابة غير القرآن مع القرآن في صحيفة واحدة .. ولكن يجوز كتابة غير القرآن في صحيفة مستقلة وليس في نفس ذات الصحيفة التي يتم فيها كتابة القرآن ..

 

- أي لا يكتب القرآن ومعه تفسيره من كلام النبي في صفحة واحدة .. ولعل يشهد لذلك أحدى القراءات الشاذة التي خلطت الآية بالتفسير فيها .. كما في قوله (لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) سبأ14 .. حيث تم قرائة هذه الآية هكذا (مَا لَبِثُوا حَوْلًا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) بإضافة كلمة حولا في الآية .. وهي ليست من القرآن وإنما تفسيرا اختلط على قارئه فظن أنه منه ..

 

- ولكن هذا الرأي أراه غير منضبط .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لَا تَكْتُبُوا عَنِّي .. وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ) صحيح مسلم..، فالكلام واضح بالنهي المطلق للكتابة .. والمحو لكل ما تم كتابته عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت .. سواء كان في نفس الصحيفة المكتوب فيها قرآن أو صحيفة غيرها .. وإن كان هذا النهي قبل السماح بالكتابة بعد ذلك في وقت آخر .. فانتبه !!

 

3- النهي عن كتابة حديث النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان في بداية الأمر .. ولكن تم نسخ هذا الحكم في مرحلة لاحقة بعد ذلك وسمح بكتابة الحديث حينما حصل أمن من حالة حدوث خلط للقرآن بغيره ..

- وهذا الرأي أراه غير منضبط هكذا .. لأنه سمح بكتابة الحديث في فتح مكه لأبي شاه اليمني .. ولم يكن قد اكتمل نزول الوحي القرآني ..!! فأين الأمن من الخلط حينئذ ؟!!

- ولكن هذا الرأي يكون منضبطا لو قلنا .. أنه حدث النسخ بالتساهل في الكتابة لمن يحتفظ بالحديث لنفسه فقط دون نشره ..

 

4- وقيل أن النهي خاص بمن تمكن من الحفظ .. والإذن كان لمن لا يستطيع أن يحفظ .. ولذلك سمح لأبو شاة أن يتم كتابة الحديث له لأنه ليس ممن يكن يحفظ ..!!

- ولكن هذا الرأي لا أراه صحيحا .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ) صحيح مسلم .. فالخطاب لجميع المسلمين ودون تخصيص لأحد دون أحد في هذا الخطاب سواء كان ممن يحفظ أو لا يحفظ ..

 

5- وقيل أن النهي لمن خشي عليه الإتكال على الكتاب دون الحفظ .. والجواز لمن أمن من ذلك وكان الحفظ عنده أولى ولا يعتمد على الكتابة  .. 

- وهذا رأي لا أراه صحيحا .. وهو لا يختلف عن الرأي السابق كثيرا .. ومع ذلك هو معارض لقول النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ) صحيح مسلم .. فالخطاب لجميع المسلمين ودون تخصيص لأحد دون أحد في هذا الخطاب .. والكلام واضح وصريح (من كتب عني) .. ولم يخصص الذي يحفظ والذي لا يحفظ أو الذي يعتمد على الكتابة أو الذي لا يعتمد على الكتابة .. فالجميع يجب أن يخضع لأمره وهو (فليمحه) .. !!

 

***************************

 

..:: س54: ما هو الرأي الذي أحسبه صوابا في الجمع بين أحاديث الإذن بالكتابة وحديث النهي عن كتابة الحديث النبوي ؟ ::..

 

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- اعذرني أخي الحبيب من مناقشتي للآراء السابقة .. حيث وجدت فيها آراء غير سالمة من الطعن فيه من وجهة نظري .. لوجود ما هو غير منضبط عقلا أو نقلا .. ولا يستقيم ليكون سببا مقنعا .. وذلك إما لمخالفته العقل أو النقل أي النص النبوي .. فذكرت ما فيه خلل وناقشته .. حيث لا أميل في تدوين العلم لمجرد النقل فقط .. بقدر ما أحب كتابة العلم بما يتفق مع العقل والنقل ..

 

- فإذا كان سبب مناقشتي للآراء هو مخالفة بعضها للعقل أو النقل ..

- إلا ان هناك هدفين من وراء ذلك وهما:

- الأول: هو أن تعرف أخي الحبيب .. الصواب من الخطأ في الرأي ..

- الثاني: حتى لا يستخدم هذه الآراء البعض من جماعة القرآنيين ومن شابههم في قلوبهم .. ويطعن في هذه الآراء أمامك متهما في ذلك العلماء كعادتهم بمنتهى الوقاحة بأنهم يذكرون أي آراء لتبرير أفعالهم .. ليثبت لك أنهم يلفقون الدين للمسلمين ولا يتقون الله ..!! حتى يشكك في أن النبي لم يأذن بكتابة الحديث .. ويضللك في الحقائق .. كما هو حال البعض منهم ..!!

 

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- والرأي الذي أميل إليه في الآراء السابقة حتى نجمع بين القول بالنهي عن الكتابة ثم السماح بذلك .. هو الرأي القائل بنسخ الحكم ..

 

- وكما قلت لك أخي الحبيب .. أن هذا الرأي يكون غير منضبط لو قلنا أن النسخ تم بعد اكتمال نزول القرآن .. وهذا يكون مخالف لما عليه الإذن بالسماح .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد سمح بكتابة الحديث في فتح مكه لأبي شاه اليمني سنة (8 هجرية) .. ولم يكن قد اكتمل نزول الوحي القرآني ..!!

 

- ولكن هذا الرأي يكون منضبطا لو قلنا .. أنه حدث النسخ بالتساهل في الكتابة لمن يحتفظ بالحديث لنفسه فقط دون نشره متداولا بين العوام ..

 

# وقد يقال: أن بعض الصحابة والتابعين كانوا ينهون عن كتابة الحديث .. فهذا دليل على بقاء حكم النهي ؟

 

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- من الملاحظ من فعل الصحابة وتابعيهم الذين نهوا عن كتابة العلم .. أنهم لم يمنعوا كتابة الحديث نهي تحريم كما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .. بل نهي كراهة من نشره على العوام .. والدليل على ذلك:

1- أنهم كانوا يكتبون الحديث في مراسلاتهم كأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب ..

2- ومنهم من يحتفظ به لنفسه كعلي بن أبي طالب ..

3- وممن أتى من التابعين كانوا يكتبون الحديث فيحفظوه ثم يمحوه بعد حفظهم ..

4- ولو كان لازال حكم النهي عن كتابة الحديث نهي تحريم لازال موجودا كما كان قبل فتح مكة .. لكان فعل الصحابة الكبار كعمر وعلي وأبو بكر قد ارتكبوا عصيان متعمد للنبي صلى الله عليه وسلم .. وحاشاهم من أن يفعلوا ذلك .. ومن يقل بذلك عنهم فهو كاذب بلا ريب ..

5- بل يكفينا دليل على السماح بكتابة الحديث النبوي هو رغبته صلى الله عليه وسلم في كتابة وصية للمسلمين قبل موته بأيام قليلة ..

 

- والله أعلم بالصواب .

 

****************************

 

..:: س55: كيف نجمع بين أحاديث إجازة كتابة الحديث النبوي وأحاديث النهي عن كتابة الحديث النبوي في زمن الصحابة والتابعين ؟ ::..

 

- كما قلنا سابقا أن بعض الصحابة والتابعين قد أجاز كتابة الحديث النبوي .. راجع السؤال رقم (س34 – س39) .. وهي الأسئلة الخاصة بأدلة كتابة الحديث النبوي في زمن الصحابة وزمن التابعين .

 

- ثم تبين لك أخي الحبيب في السؤال رقم (50) .. أن هناك أدلة إلى أن بعض الصحابة وبعض التابعين قد نهوا عن كتابة الحديث .. مع التنبيه على أنهم هم أنفسهم من سمحوا أيضا بكتابة الحديث سواء لأنفسهم أو لغيرهم ..!!

 

# وإذا كان هناك أدلة تجيز كتابة الحديث النبوي .. وهناك أدلة لنفس الأشخاص تجيز .. فكيف نجمع بين هذا وذاك في زمن الصحابة والتابعين ؟

 

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- هذه المسألة بسيطة .. حيث لما تتبعت الروايات وأقوال الصحابة والتابعين .. قد انتبهت إلى أن نهي الصحابة والتابعين ليس نهي تحريم .. وإنما نهي لما رأوه يتناسب مع المصلحة العامة للمسلمين .. وإليك بيان ذلك ..

 

# أولا: في زمن الخلفاء ..

1- لم يدونوا الحديث النبوي حتى لا ينشغل المسلمين بالحديث عن التعبد بالقرآن .. حيث أن في قراءة القرآن عبودية وتقديس لله .. وهذا ليس في الحديث النبوي ..

2- بل ومنعوا تدوين العلم الديني وليس الحديث النبوي فقط .. حتى لا ينشغل العوام بالآراء التفسيرية والفقهية عن القرآن ..

3- بل ومنعوا من يأتي بكتاب في معلومات دينية من أي مكان خاصة لو من كتب اليهود .. وكان يشدد على ذلك عمر بن الخطاب كما يظهر ذلك من بعض الروايات ..

4- وابقوا هذا الأمر الديني للناس المتخصصة في ذلك والمتلقية للعلم الديني قرآنا وحديثا وفهما .. على الحفظة المتقنين للحفظ والذين يُعرف عنهم أنهم أهل ثقة ..

 

# ثانيا في زمن صغار الصحابة وكبار التابعين ..

- منعوا الحديث والكتابة في العلم الديني .. للمحافظة على سنة الحفظ التي كانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ..

- وبالرغم من أنما ذهبوا إليه كان توجيها منهم فيه صوابا .. حيث لم يدخل في العلم حينئذ ما ليس من أهله .. ولكن لو نظرنا لهذا الفكر سنجد فيه أنه ليس بالضرورة أن يكون كل من يحفظ هو يفهم ويفقه ؟

 

- حيث أن الحفظ هو ملكة نفسية، والفهم والفقه هو ملكة نفسية أخرى .. وكلاهما عطاء رباني لا كسب فيه ..!! وقد يجمع الله للإنسان كلا الملكتين وليس ليس بالضرورة أن يجتمع كلاهما في إنسان .. ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (نضَّرَ اللَّهُ امرأً سمعَ منَّا حديثًا فحفظَهُ حتَّى يبلِّغَهُ .. فربَّ حاملِ فقْهٍ إلى من هوَ أفقَهُ منْهُ .. وربَّ حاملِ فقْهٍ ليسَ بفقيهٍ) صحيح بن ماجه .

 

# وسبب كلامي السابق ..

- هو إدراك أن غالب الصحابة والتابعين الذين منعوا كتابة الحديث النبوي أو تدوين العلم .. إنما كان ذلك لاستمرار خاصية الحفظ والتلقين في الأمة الإسلامية كما كان ذلك في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ..

- ولكن فاتهم أنه ليس كل حافظ هو فقيه .. فربما حامل فقه إلى من هو أفقه منه .. وربما يكون حامل فقه وليس بفقيه .. والمغزى من كلامي أنه ربما لو تم تدوين العلم لظهر من هو لديه فقها وإدراكا أكثر ممن كانوا يحفظون ..

 

- ومن ناحية أخرى نقول .. أنه كم إنسان يكون لديه ملكة حفظ خارقة للعادة كالتي كانت عند هؤلاء ..؟!! وبالتالي سيتم حرمان عامة المسلمين من التعرف على دينهم أو تدريسه أو التفكر فيه .. وفي هذا شبهة استئثار بالعلم على طائفة معينة .. ولكن ننفي هذه الشبهة عنهم بإنه كانت نواياهم حميدة لرغبتهم في المحافظة على سنة الحفظ التي كانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. !!

 

- فمنهج بعض صغار الصحابة وبعض التابعين في منع كتابة العلم .. فيه شيء من الصواب .. ولكن هذا المنهج كان يحمل معه شيئا من الخطأ في فوات كثير من الخير سواء بإثبات العلم أو بمشاركة عموم المؤمنين من خلال كتابة العلم .. حيث قد يكون فيهم من لديه فهما أو فقها أعلى ممن يحفظ .. !!

 

# وأذكرك أخي الحبيب ..

- أننا نتكلم عن قلة من الصحابة والتابعين منعوا الكتابة للنشر والتدوين العام .. ولكن كان البعض ممن منع يفعلون ذلك لأنفسهم ..، لأن النهي ليس للتحريم وإنما لمصلحة عامة رأوها .. فانتبه ولا تنسى ذلك .

 

# وانتبه أخي الحبيب ..

- إلى أنه بعد المائة سنة الأولى .. أصبح تدوين العلم غير ممنوعا عند أحد من علماء المسلمين .. حتى تاريخنا هذا .. وذلك أيضا كان للمصلحة العامة للمسلمين ..

- حيث أن النهي كان للمصلحة العامة في زمن من نهى .. وفي زمن من أجاز فهو أيضا للمصلحة العامة .. وإلا كان ضاع العلم ..!!

 

- والله أعلم .  

 

*******************************

 

..:: س56: هل يوجد دليل نهي عن اتخاذ الحديث النبوي حجة شرعية ؟ ::..

 

- أحبك أخي الحبيب أن تنتبه لشيء هام جدا .. وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينهى عن اتخاذ الحديث النبوي كحجة شرعية نلتزم بأحكامه .. بل هو حجة شرعية عند كل المسلمين الذين نهوا عن كتابة الحديث النبوي لمصلحة عامة أو عند الذين أجازوا الكتابة.

 

- وانتبه أخي الحبيب .. إلى أنه هناك فرق بين نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن كتابة الحديث حتى زمن فتح مكه ..، وبين كونه جعل من حديثه النبوي وسنته تشريعا نلتزم به .. وارجع للأدلة على حجية الحديث النبوي في الأسئلة رقم (26- 27 – 28) ..

 

- وهذه الجزئية من خلط المسائل ببعضها .. هي من الأمور التي يتلاعب بها بعض جماعة القرآنيين .. في التدليس على عوام المؤمنين ليجحدوا الحديث النبوي .. فانتبه أخي الحبيب لهذه الجزيئة جيدا .. ولا تنساها ..

 

- وخلاصة ما سبق .. هو أنه لا يوجد دليل نهي عن عدم اتخاذ الحديث النبوي كحجة شرعية ..

 

# فإذا علمت ما سبق .. فهذا يكون ختام الكلام في التعريف العام بمسألة النهي عن كتابة الحديث النبوي .. وانتقل بك إلى التعريف بالأحاديث والمرويات الضعيفة التي التي قيلت في النهي عن كتابة الحديث الشريف ..

 

**************************

 

..:: س57: ما هي الروايات الضعيفة التي يتم تداولها في مسألة النهي عن كتابة الحديث النبوي ؟ ::..

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسائل العلمية مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..