بحث في المدونة من خلال جوجل

الاثنين، 23 أغسطس 2021

Textual description of firstImageUrl

ج19: رسالة الحق والنور - لماذا لم يتم كتابة الحديث النبوي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم - لو كان الحديث حجة شرعية ما كان النبي نهى عن كتابته وطلب محوه .. وإلا فكيف يطلب منهم محو ما هو تشريع ووحي يجب اتباعه.

         بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الحق والنور

في موجز علم تدوين الحديث الشريف

وتبرئة البخاري ممن شهد عليه بالزور

(الجزء التاسع عشر)

* فهرس:

:: الفصل الثامن عشر :: تابع/ مناقشة الشبهات التي في مسألة النهي عن كتابة الحديث النبوي ::
1- س62: لماذا لم يتم كتابة الحديث النبوي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ؟
2- س63: لو كان الحديث حجة شرعية ما كان النبي نهى عن كتابته وطلب محوه .. وإلا فكيف يطلب منهم محو ما هو تشريع ووحي يجب اتباعه ؟
 ***************************
:: الفصل الثامن عشر ::
:: تابع/ مناقشة الشبهات التي في مسألة النهي عن كتابة الحديث النبوي ::
***********************
..:: س61: لماذا لم يتم كتابة الحديث النبوي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ::..
 
- من الأسئلة التشكيكية التي يهوى بعض القرآنيين أن يكتبها على مدونته على الإنترنت .. ويسردها في هدوء وكأنه يتسائل مع نفسه مستغربا ومستعجبا .. ثم يجعل العقل يقرر في النهاية أن الحديث النبوي ليس حديث نبوي .. وهذا ما يجب أن يقرره العقل ..!!
 
- وهذا الأسلوب الناعم والهاديء يعجبني كثيرا في هؤلاء خاصة الجزء الخاص بتقرير العقل .. لأنه يشعرني أنني اقرأ لإنسان عاقل وبيفهم .. ولكن الصدمة التي اكتشفتها هو أنه لا عاقل ولا بيفهم ..!!
 
- ثم يتبين لك من وراء هذا الأسلوب .. أنه وسيلة خادعة .. يستخدمها حتى يمتص غضبك شيئا فشيئا حتى تخضع له وكأنه تنويم مغناطيسي من خلال الكتابة .. خاصة وأن البعض مدرب للتنمية البشرية .. ويعلمون كيف يكون مؤثرا في نفسية من هو جالس أمامه أو يقرأ له .. لأنهم ماهرون ومحترفون في هذه الجزئية جيدا ..
 
- ولا يخفى أن هذا الأسلوب في تضليل العلم الديني على وجه الخصوص .. لا ينطوي إلا على من يريدون أن يستخفوا بعقولهم وتشابهت معهم قلوبهم ..
 
- والذي تدركه من نفسية هؤلاء في كتابتهم .. هو الرغبة الدائمة منهم في إظهار علماء المسلمين بمظهر الغبي الجاهل .. ويستهزئون بعلماء المسلمين ويسخرون منهم على وسائط الميديا بمنتهى الأسلوب الوقح .. بل والبعض منهم ينسب إليهم أنهم ضللوا المسلمين على مدي أربعة عشر قرنا من الزمان من خلال ما يسمونه بالحديث الشريف ..!!
 
- وطالما العقل هو سيد الموقف .. فلنرى ما في عقول هؤلاء .. هل يتفق مع العقل أم يناقض العقل .. وبالتالي يتبين من هو الأحمق والجاهل والغبي والبليد في عقله .. بل ومن هو الذي يضلل المسلمين ويكذب عليهم ..؟!!
 
- ومن ضمن الأسئلة التي يطروحونها في مناقشة هادئة هي: لو كان الحديث حجة شرعية .. فلماذا لم يتم كتابة الحديث النبوي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كما تم كتابة القرآن ؟
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
- أولا: هذا السؤال فيه من الخداع ما فيه .. لأنه كما قلنا هنا فرق بين أن يكون الحديث النبوي حجة شرعية وبين أن يكون الحديث النبوي مكتوبا ..!! وكأن هذه الجماعة لديها هواية الخلط والتدليس في العلم للوصول إلى مبتغاهم بأي طريقة ..!! ولا يخفى على أحد أن هذا يسمى خيانة في الأمانة العلمية ..
 
- ثانيا: أما عن منطق سؤالهم فهو يدل على غبائهم .. ليه ؟
- لأنهم يقولون لماذا لم يتم كتابة الحديث النبوي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كما تم كتابة القرآن ؟!!
1- وهنا نسألهم: من الذي يقول بأن القرآن كان مكتوبا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. والقصد هو من أين أتيتم بهذه المعلومة ؟!! أليس من الأحاديث ؟!! أم أنه يوجد آية في القرآن قالت أن القرآن نزل مكتوبا بخط اليد على النبي صلى الله عليه وسلم ؟!! أكيد علمتم ذلك من الحديث ..
 
2- ثم نسألهم مرة أخرى: كيف تصدق هذه الأحاديث التي قالت بكتابة القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. وأنت أصلا جاحد للأحاديث ومنكر لها ومحارب من أجل إسقاط حجيتها وتريد هدمها من الدين ؟!! أعاقل أنت حتى تستدل بما أنت منكر وجاحد له ؟!!
 
3- ثم نسأل مرة أخيرة فنقول: بما أنه لا يخفى على أحد على أن الرواه الذين قالوا بهذه الرواية في جمع القرآن وكتابتة ... هم أنفسهم وغيرهم من الرواة الذين تم النقل عنهم عن باقي الحديث النبوي ؟!! فلماذا اعترفتم برواة الحديث في كتابة وجمع القرآن ولم تعترفوا بالحديث فيما عدا ذلك ؟!!
 
- ثالثا: كما أنه لا يخفى على عاقل أنه لا يصح هذا السؤال الذي سألوه وهو (لماذا لم يتم كتابة الحديث النبوي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كما تم كتابة القرآن ؟!!) .. وأخشى من أن يكون صاحب هذا السؤال يتعمد الكذب والتضليل في العلم .. لأن الحديث النبوي تم تدوينه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأمام عينه وبإذن منه مباشر .. وقد سبق وأثبتنا ذلك .. ولكن دعني أنشط لك ذاكرتك بما قد تكون نسيته في (إجابة السؤال رقم31 من هذه الرسالة) ..
 
- عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو أنه قال: (كنتُ أَكتُبُ كلَّ شيءٍ أَسمَعُهُ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أُرِيدُ حِفْظَهُ، فنَهَتْنِي قُرَيشٌ، وقالوا: أَتكتُبُ كلَّ شيءٍ تَسمَعُهُ ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَشَرٌ يَتكلَّمُ في الغضبِ والرِّضا؟ فأَمسَكْتُ عن الكِتابِ، فذَكَرْتُ ذلكَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأَوْمأَ (أي فأشار) بأُصبُعِهِ إلى فِيه (أي فمه) ، فقال: اكتُبْ .. فوالَّذي نفْسي بيدِهِ، ما يَخْرُجُ منه إلَّا حقٌّ) صحيح أبي داود.
 
- ولذلك قال أبو هريرة رضي الله عنه: (ما مِن أصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحَدٌ أكْثَرَ حَدِيثًا عنْه مِنِّي .. إلَّا ما كانَ مِن عبدِ اللَّهِ بنِ عَمْرٍو .. فإنَّه كانَ يَكْتُبُ ولَا أكْتُبُ) صحيح البخاري.
 
- ويقصد بقوله (أكثر حديثا عنه مني): أي أن ان عبد الله بن عمرو أكثر رواية للحديث من خلال كتابته للحديث الذي كان يكتبه .. وليس من خلال روايته للحديث .. لأن أبو هريرة أكثر رواية للحديث بكل تأكيد .
 
- وفي رواية عن أبي هريرة بلفظ: (مَا كَانَ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ بِيَدِهِ، وَيَعِيهِ بِقَلْبِهِ، وَكُنْتُ أَعِيهِ بِقَلْبِي، وَلَا أَكْتُبُ بِيَدِي، وَاسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكِتَابِ عَنْهُ، فَأَذِنَ لَهُ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق وعمرو بن شعيب صدوقان، وباقي رجال الإسناد ثقات.
- وفي رواية عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بلفظ: (اسْتَأْذَنْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي كتاب مَا سَمِعْتُ مِنْهُ.. قَالَ فَأَذِنَ لِي فَكَتَبْتُهُ .. فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُسَمِّي صَحِيفَتَهُ تِلْكَ الصَّادِقَةَ) رواه بن سعد في الطبقات.. وقال الشيخ التويجري في الرد القويم: رجاله كلهم ثقات من رجال الصحيحين.
- وكانت الصحيفة التي كتب فيها عبد الله بن عمرو هذه الأحاديث النبوية .. كان يسميها "الصحيفة الصادقة" .. وظلت معه ويعلم منها الناس حديث النبي صلى الله عليه وسلم .. إلى ما شاء الله .. ويقال أن كثير من هذه الصحيفة هي المنقولة بالسند عند رواة الحديث .. بالسند المعروف برواية حفيده عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده (والجد هنا هو عبد الله بن عمرو بن العاص) .. ومنها كثيرا في مسند الإمام أحمد بن حنبل .
 
- ولهذه الصحيفة الصادقة .. شواهد كثيرة عند أهل العلم يدل بيقين على وجودها ونسبتها لعبد الله بن عمرو حيث قد شاهدها كثير من التابعين .. وقيل أن عبد الله بن عمرو كان يحفظ فيها ألف حديث .. (انتهى النقل من إجابة السؤال رقم31).
 
- رابعا: وختاما لما سبق .. قلت (خالد صاحب الرسالة):
- إذا علمت ما سبق .. وفهمت أن الحديث النبوي كان مسموحا بكتابته في آخر سنوات زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. بل وثبت وتم كتابته وتدوينه بإذن من النبي صلى الله عليه وسلم .. في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ..
- فهنا يطرأ على العقل سؤال مهم يجب سؤاله لهذا الجماعة المستهزئة بعقول علماء المسلمين والمستخفة بعقول متبعيهم:
- طالما أن سؤالكم مقياسكم فيه لثبوت الحجة الشرعية للحديث هو ثبوت كتابتة .. وطالما ثبتت كتابة الحديث النبوي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. هل يصبح الآن الحديث النبوي حجة شرعية لأنه ثبتت كتابته في زمن النبي وبإذن منه ؟
 
- أم أنه لازال على القلوب أقفال، وعلى العقول بلادة، أم أن هذه النفس سكنتها واستوطنتها مقولة إبليس (أنا خير منه)، أم هي رغبة جامحة في هذه النفوس لتستمتع بمقولة فرعون (مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ) حتى تظل تستغفل وتستخف بعقول من يتبعوهم ..؟!!
 
*****************************
 
..:: س62: لو كان الحديث حجة شرعية ما كان النبي نهى عن كتابته وطلب محوه .. وإلا فكيف يطلب منهم محو ما هو تشريع ووحي يجب اتباعه ؟ ::..
 
- نجد كثيرا من بعض جماعة القرآنيين .. أن لديهم هواية السخرية والإستهزاء بعلماء الدين .. ويحب أن يظهرهم بمظهر الأغبياء والضلالية الذين خدعوا المسلمين من أجل المحافظة على سلطانهم الديني .. فيسعون جاهدين في الحط من قدر العلماء خاصة علماء الحديث النبوي والمفسرين والفقهاء .. على وسائط الميديا المختلفة سواء المنطوقة أو المرئية أو من خلال صفحاتهم المدونة على الإنترنت ..
 
- ومن جملة ما يستخدمونه من أسئلة تشكيكية في مشروعية الحديث النبوي وبالتالي السخرية والإستهزاء من علماء الدين لاسقاط هيبتهم وقدرهم .. والحط من شأنهم في نفوس المؤمنين .. حيث يقولون:
- لو كان الحديث حجة شرعية ما كان النبي نهى عنه وطلب محوه .. وإلا فكيف يطلب منهم محو ما هو تشريع ووحي يجب اتباعه ؟!! أفلا تعقلون يا من تصفون أنفسكم علماء ..!! ودليل ذلك قول النبي نفسه حيث قال: (لا تَكْتُبُوا عَنِّي .. ومَن كَتَبَ عَنِّي غيرَ القُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ) صحيح مسلم.. وهذا دليل على أن علماء الحديث خالفوا أمر النبي وابتدعوا من الدين ما ليس منه .. فكيف نتبع علماء مثل هؤلاء الذين تعمدوا مخالفة النبي ؟!!
 
* قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أولا: سبق أخي الحبيب ونبهتك إلى أن بعض جماعة القرآنيين .. يخلط  مسألة النهي عن كتابة الحديث النبوي .. بمسألة كونه حجة شرعية ..
 
- وأسلوب الخلط في المسائل الدينية هو أحد وسائل الإرجاف التي يتبعها بعض جماعة القرآنيين .. ليحدث حالة إرجاف في نفوس ضعاف المؤمنين ليجحدوا الأحكام النبوية التي جاءت في الحديث النبوي .. وينكروا العمل بها .. تحت مزاعم أنها ليست أحاديث نبوية وإنما مقولات اخترعها البعض وجعل منها أحاديث نبوية ..!!
 
- ثانيا: هذا الحديث الذي استدلوا به هو حجة عليهم وليس حجة لهم .. ليه ؟
- لأن الحديث أثبت حجية الحديث النبوي .. حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تَكْتُبُوا عَنِّي، ومَن كَتَبَ عَنِّي غيرَ القُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ .. وحَدِّثُوا عَنِّي ولا حَرَجَ .. ومَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) صحيح مسلم.
 
- ولكن هؤلاء القرآنيين المتبعين لأسلوب المرجفين بالفتنة في نفوس المؤمنين لا يكتبون تكملة الحديث النبوي الذي فيه دلالة على أمر التحديث بكلام النبي صلى الله عليه وسلم ..!! لأنه يعلم حينئذ أن الاستدلال بهذا الحديث سينقلب عليه ويكون حجة عليه وليس له .. ليه ؟
- لأن النبي صلى الله عليه وسلم .. قد صرح بالتحديث عنه ثم توعد بالتحريج على من يكذب عليه .. حيث قال: (وحَدِّثُوا عَنِّي ولا حَرَجَ) صحيح مسلم.
- فلو لم يكن أمره بالتحديث عنه بكلامه الشريف هو تشريعا ووحيا ما كان أمر بتداول ما يتحدث به في الدين .. ولكان منعهم من التحدث بغير القرآن كما كان منعهم من كتابة غير القرآن ..؟!!
 
- بل والذي يرشدك أن التحدث عن النبي هو وحي تشريعي ملزم للإتباع بخلاف أمره بالتحدث عنه .. هو قول النبي صلى الله عليه وسلم في ختام الحديث: (ومَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) صحيح مسلم.
- والكذب هنا في الحديث على سيدنا محمد بصفته نبي .. ولم يكن يتكلم عن الكذب عليه بوصفه شخص من قريش واسمه محمد بن عبد المطلب .. فدل ذلك على أن ما سيكون فيه التحدث عنه إنما هو عن وحي وتشريع .. وأن من يكذب على النبي فإن له مكانه في النار لأنه يكذب على الله في المقام الأول لأنه يفسد في وحي الله عمدا .. فانتبه لهذه الجزئية جيدا ..!!
 
- فلا ينكر مشروعية الحديث بعد ذلك إلا شخص متعمد إرجاف نفوس المؤمنين .. بل ويرغب في هدم ركن من أركان الدين وهو أن يمحو مشروعية الحديث النبوي .. هو حال مكذبي الحجة الشرعية للحديث النبوي الصحيح ممن يسمون أنفسهم بالقرآنيون .. وما هم بقرآنيين حينئذ بل ضلاليين ..!!
 
- فلا يخفى بعد ما سبق أن نفس ذات الحديث الذي قال بالنهي هو نفسه الذي جاء فيه: (حدثوا عني ولا حرج) .. ولكن البعض يحلو له حذف هذا المقطع من الحديث النبوي حتى يخفى إظهار أن النبي أمر بتداول حديثه الشريف بين المؤمنين .. حيث أنه لو لم يكن التحديث بكلامه هو تشريعا ووحيا ما كان أمر بتداول حديثه الشريف ..!! إلا أن هؤلاء الضلالية يحذفون من كلامه الشريف حتى لا تنفضح أكاذيبهم وتفوح رائحة الخيانة العلمية منهم لمتبعيهم الذين يستغفلونهم ويستخفون بعقولهم لما فيهم من جهل ونقص في العلم الديني ..!!
 
- ثالثا: من العجيب .. أنه لا يوجد دليل على بطلان كلامهم وحجتهم أكثر من هذا الحديث الذي جعلوه حجة لهم .. وهذا يدل على قلة إدراك من سأله .. ليه ؟
- لأنهم لم يميزوا بين الحديث كونه حجة شرعية .. وبين الحديث كونه مكتوبا ..!! وهذا إما مطلق الغباء والبلادة العقلية في الفهم أو قد يكون قمة التدليس في خلط الحق بالباطل .. حيث أن الحديث كونه حجة شرعية .. لا علاقة له بكونه مكتوبا أو منطوقا ..!!
 
- لأن الكتابة ليست حجة شرعية .. وإنما قول النبي صلى الله عليه وسلم هو الحجة الشرعية .. وطالما ثبت بطريق صحيح أنه قال الحديث .. فقد بلغت الحجة على من سمعه .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه قال: (حَدِّثُوا عَنِّي ولا حَرَجَ) كما في صحيح مسلم .. لأن حديثه حجة شرعية .. ولكن كتابة الحديث ليس حجة شرعية .. وإلا كان القرآن المحفوظ في صدر النبي وفي صدور عموم الصحابة لم يكن حجة شرعية عند من يحفظه ..!! وهذا كلام لا يقول به عاقل ولا عالم .. وإنما قد يقول به غبي أو جاهل ..!!
 
- ففرق كبير بين التحديث بكلام النبي طالما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم .. وبين كتابة حديثه ..!! إلا أن هذه الجماعة القرآنية أو التنويريه لديها بلادة عقلية تمنعها من معرفة الفرق أو لديها رغبة قوية في إسقاط ركن من أركان الدين عمدا وهو الحديث النبوي ..!!
 
- رابعا: هل يوجد أمر نبوي بالرجوع عن التحديث بكلامه ؟
- بكل تأكيد لا .. فثبت بذلك كذبهم في الاستدلال بهذا الحديث وعصيانهم المتعمد في جحود حديث النبي صلى الله عليه وسلم .. وإلا فلماذا احتجوا بالحديث ؟!! لأن الإحتجاج يكون بما تؤمن به وتعتقد فيه ؟!! فاحتجاجهم به دليل اعتراف منهم أنه حديث نبوي .. وطالما هو حديث نبوي .. فلماذا أخذوا أوله وجحدوا ما بعده ؟!! فثبت بذلك عصيانهم المتعمد للنبي صلى الله عليه وسلم ..
 
- ولو كانوا منكرون لهذا الحديث من البداية ويستخدمونه للمجادلة .. فقط ثبت عليهم أسلوب التضليل والمخادعة والخيانة في العلم الديني .. ويتبين بذلك ان البعض منهم لهم أهداف ليست فقط منحصرة في إسقاط الحديث النبوي كركن من أركان الدين .. وإنما قد يكون الهدف الأسمى هو إسقاط القرآن نفسه .. كما سأبين لك في فصل قادم مناقشات عقلية بسيطة في منهج هؤلاء ولماذا يريدون أن يجعلوا من الكتابة وسيلة اثبات للشرعية ؟!!
 
- خامسا: لو نظرنا للحديث .. (لا تَكْتُبُوا عَنِّي، ومَن كَتَبَ عَنِّي غيرَ القُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ .. وحَدِّثُوا عَنِّي ولا حَرَجَ .. ومَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) صحيح مسلم.
- وقوله (وحَدِّثُوا عَنِّي): أي تحدث بكلام سمعه مني فنقله لآخرين ..
 
- وهنا نجد شيئ ملفظ للنظر: أن الذين تم توجيه الأمر لهم بأن يمحو غير القرآن .. هم أنفسهم الذين تم توجيه الأمر إليهم بالتحدث بكلام النبي صلى الله عليه وسلم .. وهم نفس الرواة الذي وصلنا عنهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم .. فكيف لا يكون هذا الحديث النبوي حجة شرعية وركن من أركان الدين ؟!!
- والذين يجحدون رواية حديث الصحابة الصحيح عن النبي .. سيكون لا مانع لديه بأن يجحد القرآن الكريم المنقول لنا عن هؤلاء الصحابة ؟!! وإلا فكيف نفهم منهم هذا الجحود لرواة الحديث النبوي حينئذ في حين أنهم من نفس الرواه الذين نقلو إلينا القرآن ؟!!
 
*************************

يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسائل العلمية مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -   ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه )من باب مشاركة الخير مع الآخرين فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات  ..   

هناك 10 تعليقات:

  1. ليه محدش يعلق بالمدونة؟
    الجواب
    لأن المدونة موضة قديمة.والآن في التليجرام.
    ...
    طيب
    أنا نجم المدونة = لأن تعليقاتي كثيرة.ومحدش يعلق مثل تعليقاتي بالكثرة.

    ردحذف
    الردود
    1. ألف مبروك على اللقب الجديد
      يا نجم المدونه

      😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂

      حذف
    2. لا تزعل يا نجم المدونة
      الخير كله في المدونة
      لا تقلق عليها ... نلف نلف و نرجع ليها .. الرجوع للاصل أصل

      حذف
  2. جزاك الله عنا كل خير يا سيدي ربنا يبارك لنا في حضرتك ويزيدك نور على نور ويمدك بمدد منه موصول غير مقطوع ويجعلك ناصر للحق ديما يارب......... اللهم آمين يارب العالمين
    ***********************************************
    اللهم صل على سيدنا محمدٍ النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  3. أمدك الله بمدد من عنده لا حصر له ولا عدد
    ورضي عنك وأرضاك وكحل عينك برؤية النبي صلى الله عليه وسلم
    هم في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا عمت قلوبهم
    كاذب من ادعى محبة الله وكذب نبيه
    لا وصول بدون محبة وتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم

    ردحذف
  4. جزاك الله خيراً وبارك الله فيك نصرك الله على من عداك وثبت حجتك تسلم استاذي ٨كلام جميل
    اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً طيباً مباركاً عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته اللهم آمين

    ردحذف
  5. نفسيتك لنفسك وأخلاقك لغيرك
    فلا تؤذي أحد بسبب سوء مزاجك
    فالقلوب كالزجاج تخدشها الكلمات القاسية وتحطمها الكلمات المؤذية
    فحذار من كسر القلوب فإنها كالزجاج كسرها لايجبر
    _____عطر الجنة_____

    ردحذف
  6. مناقشة جميلة ..
    جزاك الله خيرا كثيرا استاذنا الفاضل
    ونورك بالزيادة وجعلك نورا لعباده
    آمين ياارب العالمين

    ردحذف
  7. 1- خير الناس من كف فكه = وفك كفه.

    2- وشر الناس من فك فكه = وكف كفه.

    3- فكم من فكة كف = كفت فكوكهم.

    4- وكم من كفة فك= فكت كفوفهم.

    5-فكفوا فكوككم = وفكوا كفوفكم.

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف