ج23: رسالة الحق والنور - هل القرآن ينهى عن اتباع السنة النبوية - هل حديث الأريكة مناقض للقرآن ؟

  بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الحق والنور

في موجز علم تدوين الحديث الشريف

وتبرئة البخاري ممن شهد عليه بالزور

(الجزء الثالث والعشرون)

* فهرس:

:: الفصل الثاني والعشرون :: أدلة القرآنيين والتنويريين من القرآن ليطفئوا نور الحديث النبوي ويجحدوه كمصدر للتشريع  ::

1- س72: هل القرآن ينهى عن اتباع السنة النبوية ؟

2- س73: هل حديث الأريكة مناقض للقرآن ؟

*************************

:: الفصل الثاني والعشرون ::

:: أدلة القرآنيين والتنويريين من القرآن ليطفئوا نور الحديث النبوي ويجحدوه كمصدر للتشريع ::

************************

..:: س72: هل القرآن ينهى عن اتباع السنة النبوية ؟ ::..

 

- من غرائب من نجده من هذه الجماعة .. أنهم يستدلون من القرآن بآيات للدلالة على جحود الحديث النبوي وعدم مشروعيته ..!!

- فمن جملة ما استدلوا به كان الآتي:

1- (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ) الأعراف103...

- فكيف نتبع من دون الله من له أمر ونهي ؟!!

 

2- (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) الأعراف185..

- فهذا الإستفهام الإنكاري .. يؤكد أن أي حديث غير القرآن لا يصح الإيمان به حتى لو كان حديث نبوي ..!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أولا: بخصوص قوله تعالى: (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ) الأعراف103.

- فالمستدل بها قد أشار إلى جهله وقلة عقله .. ليه ؟

- لثلاثة أسباب:

- السبب الأول: يقول تعالى (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ): وما الذي من جملة ما يجب أن نتبعه في القرآن ؟

- نجد أن القرآن أمرنا أن نتبع النبي .. حيث يقول تعالى: (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) الأعراف158..

 

- ونحن اتبعنا القرآن الذي يقول لنا: (وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) .. فيكون من لا يتبع النبي صلى الله عليه وسلم فهو لا يهتدي للحق ..!!

 

- السبب الثاني: أما عن قوله (ولا تتبعوا من دونه من أولياء) .. فيكون قوله (ولا تتبعوا) أمرا لازما وواجب تنفيذه .. فهل القرآن أمر بعدم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم يا كذاب ؟!! حتى تستدل بهذه الآية على منع اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ؟!!

 

- فيكون استدلالك بالآية دليل على غباء لم يحدث لأحد في العالمين .. لأنه سيكون قوله (ولا تتبعوا) التي تقصد بها كلام النبي .. مناقضا لقوله (واتبعوه) ..!!

 

- السبب الثالث: أما عن خاتمة الغباء المُستحكَم من عقل المستدل بهذه الآية .. فيكون استدلاله بهذه الآية يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن وليا متبعا لله وإنما وليا متبعا لغير الله .. !! وحاشاه صلى الله عليه وسلم ..!!

- فهل هذا إنسان مؤمن عاقل أو شبه عاقل حتى يستدل بهذه الآية ؟!! أم غلب على العقل حجاب الغباء ؟!! أم على القلوب أقفال ؟!! ثم لماذا استباحوا تأويل كلام الله بالباطل ..!!

 

- ثانيا: بخصوص قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) الأعراف185.

- لا يمكن لعاقل أن يستدل بهذه الآية لجحود الحديث النبوي .. وإلا ببساطة سيكون مشيرا على نفسه أيضا بأنه جاهل أو بليد العقل .. ليه ؟!!

 

- لأنه ببساطة لو تسائلنا فقلنا:

- هل قوله تعالى: (وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) الأعراف158.. ليست من حديث القرآن ؟!! بكل تأكيد من القرآن ..

 

- وهل قوله تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) النحل44 .. ليست من القرآن ؟!! .. بكل تأكيد من القرآن ..

 

- وطالما حديث النبي صلى الله عليه وسلم ما هو إلا تبيين لكلام الله في أحكامه وأوامره ونواهيه .. وطالما حديث النبي صلى الله عليه وسلم حتى نتبعه ونسير على هداه .. فيكون المؤمنون متبعون لحديث الله الذي هو كلامه جل جلاله .. فنتبع بيان النبي صلى الله عليه وسلم ونهتدي بهداه .. ولكن من يجحد كلام الله في وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم .. يكون بذلك الإنكار قد جحد كلام الله .. ومن جحده فقد كفر به .. ومن كفر به فهذا حاله مع الله .. ونسأل الله له الهداية ..!!

 

- اللهم اكفنا شر هذه النفوس المتلاعية بكلام الله .. اللهم اكفنيهم بما شئت وكيف شئت .. آمين يارب العالمين .

 

***************************

..:: س73: هل حديث الأريكة مناقض للقرآن ؟ ::..

 

- قال بعض من جماعة القرآنيين الذي كثيرا يسخر من علماء الدين ويستمتع بالتَّجَهُّم عليهم تحقيرا من شأنهم .. أن حديث الأريكة مناقض للقرآن الكريم .. وبالتالي فهو حديث مكذوب وليس بصحيح ..!!
 
- والدليل على ذلك:
1- قوله تعالى: (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ) الجاثية6.
2- قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) العنكبوت51.
3- قوله تعالى: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) يونس15.
- وذكر مجموعة أحاديث .. سواء عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن الصحابة أو التابعين .. ليؤكد بها كلامه أيضا .. وهي الأحاديث التي تكلمنا عنها كثيرا في في الفصول السابقة ولذلك لم أكرر ذكرها هنا ..!!
 
- ثم قال في ختام بحثه الطويل:
- فهل يوجد عاقل بعد كل هذا .. يذكر حديث الأريكة وينقض به القرءان ومجموعة الأحاديث ليثبت أنه يجب أن يُشرك الناس مع القرءان كلام البشر .

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- طالما جعل العقل حكما في المسألة كما هي عادتهم .. فهذا شيء طيب جدا لو كانوا يعقلون ..!! ولنناقش ما قاله .. ونتعرف على هذا العاقل ما الذي قال به .. وأنت تحكم بنفسك فيما بعد هل هو إنسان عاقل أم غير عاقل ..!!
 
- أولا: نقول له .. لماذا الاستدلال بما أنتم له منكرون وجاحدون ؟!! فكيف تستدل بما هو لا حجة لك فيه أصلا ؟!! أهذه منهجية عقلاء أم هو منهجية جدال وشبهات لإرجاف المؤمنين ؟!! بكل تأكيد هذه منهجية جدال ومنهجية فعل من أفعال المرجفين لتحريض المؤمنين على جحود وعصيان كلام النبي صلى الله عليه وسلم ..!!
 
- فلو كنت عاقل .. لماذا تستدل بما أنت له جاحد ولا حجة لك فيه ..؟!!
- وهذا أبسط دليل على أن هذا الشخص فاقد أهلية الكلام بمنطقية العقلاء من أساسه .!!
 
- ثانيا: أما عن حديث الأريكة الذي أنت تزعم أنه مناقض للقرآن .. وهو الحديث الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ يَنْثَنِي شَبْعَانًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط:  إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح.

- قوله (ينثني شبعانا على أريكته): أي يكون مثل الذي ينحني على الأريكة بجنبه على الأريكة كسرير أو كنبه أو يجلس متربعا عليها وحاله شبعانا ..!! وهذه الأريكة في زماننا هي الجلوس الطويل أمام الإنترنت وياخذون كلمة من هنا ومن هنالك .. لينشرون الفتن بين الناس والتي منها جحود الحديث النبوي .
- وفي هذا دلالة على بلادة هذا الشخص وقلة علمه وعدم سعيه في تلقي العلم والأخذ به .. ويكتفون بما تهواه أنفسهم وترشدهم إليه أفكارهم .. والله أعلم .
 
- وفي رواية بلفظ: (ألا هل عسى رجلٌ يبلُغُه الحديثُ عني وهو مُتَّكِئٌ على أريكَتِهِ .. فيقولُ: بينَنَا وبينَكم كتابُ اللهِ ، فما وجدْنا فيه حلالًا استحلَلْنَاه ، وما وجدْنا فيه حرامًا حرَّمناه .. وإِنَّ ما حرَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كما حرمَ اللهَ) صحيح الترمذي.
- قوله (ألا): حرف تنبيه لجذب انتباه السامع .
- قوله (هل عسى): أي قد اقترب زمن ظهور من هذه صفتهم التي سأقولها لكم .
 
- وجاء حديث الأريكه بلفظ آخر .. عن أبي رافع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لَأَعْرِفَنَّ مَا بَلَغَ أَحَدَكُمْ مِنْ حَدِيثِي شَيْءٌ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ، فَيَقُولُ: مَا أَجِدُ هَذَا فِي كِتَابِ اللهِ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: حديث صحيح وهذا إسناد حسن.
 
- قوله (لأعرفن ما بلغ): أي أعرف يقينا بما عرفني ربي من أنباء الغيب أن أحدكم (أي من المسلمين) حينما يصله من حديثي شيء فيه تحريما .. وحاله يكون جالسا على سرير له أو كرسيه .. ثم يكون رده أن هذا لا أجده في القرآن ..!! "يريد تكذيب الحديث النبوي كما ظهر في الرواية السابقة" .. !!
 
- ونظرا لأن هذا الحديث .. يزعج جماعة الجاحدين لحديث النبي صلى الله عليه وسلم والمنكرين لأحكامه استكبارا من أنفسهم في اتباعه صلى الله عليه وسلم .. لأن هذا الحديث من أعلام نبوته في الإخبار عن الغيبيات التي تحققت بالفعل .. ولأنه يكشف ويظهر مكنون ما تحمله صدور هؤلاء تجاه النبي صلى الله عليه وسلم .. وهو الجحود في اتباعه والسعي بكل قوة في محو حديثه صلى الله عليه وسلم ..!!
 
- لذلك اتخذوا من القرآن وسيلة لنقض هذا الحديث .. وبعد أن أصابهم اليأس في أن يطعنوا في سنده .. فزعموا أنه مناقض للقرآن .. واستدللوا بآيات سنناقشها .. وذلك حتى يعلم المؤمنون من العاقل ومن الغير العاقل .. ومن المؤمن بالحق ومن المضلل للحق ..
 
#- والمناقشة ببساطة جدا في شبهتهم عن طعنهم في الحديث بأنه معارض للقرآن:
- فأقول لهم: طالما أنتم قلتم أنه معارض للقرآن .. فأنتم اعترفتم بالحديث .. وإلا كان معارضتكم به للقرآن مع إنكاركم للحديث إنما يكون حينئذ دليل على حماقة منكم .. ولذلك أنتم تعترفون به .. وطالما اعترفتم به .. يتبقى أن نقول لكم أيها الجهلاء المعتدون على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. 

#- تأملوا الآتي:
- في الحديث: (أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ) رواه أحمد ..
- وفي القرآن: (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) النساء113 .
 
- وكل من له عقل حتى ولو كان تفكيره بسيط .. سيرى مدى التوافق بين الحديث والآية .. وسيبصر الحق .. ولكن بكل تأكيد لن يحدث هذا الفهم واستبصار الحق لمن هو كاذب في الدين ويخون أمانته العلمية ويضلل في الحقائق ..!!
 
- وهذا الرد البسيط يبطل شبهتهم بالكلية في أنه لا يوجد أي تناقض .. بل يكون الحديث والآيات حينئذ هو حجة عليهم وليس حجة لهم ..
 
- فأي تناقض وأي معارضة بين الحديث والقرآن .. تلك التي أشار إليها هذا الكاذب على المؤمنين والمضلل لهم في دينهم ..؟!!
 
#- أما عن مناقشتهم فيما استدلوا به من آيات للدلالة على جحود الحديث النبوي وبيان معارضته لحديث الأريكة .. حيث استدلوا بالآتي:
1-  قوله تعالى: (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ) الجاثية6.
2- قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) العنكبوت51.
3- قوله تعالى: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) يونس15.
 
- ولهم غير ذلك من الآيات التي تدل على اتباع القرآن .. وكلها تدور حول اتباع النبي للقرآن وأن القرآن وحده كافي في التشريع .. وأنه لا حديث بالحق بعد حديث القرآن .. وما شابه ذلك ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- هل يوجد مؤمن عاقل لا يتبع القرآن أو يعتقد في أن القرآن لا يحمل كل التشريع المطلوب الإيمان به أو أنه نزل بالحق ؟!!

- بكل تأكيد أي مؤمن عاقل يؤمن بالقرآن جملة وتفصيلا .. وذلك يدفعنا إلى أن ننتبه إلى حديث القرآن حينما يأمرنا بوجوب اتباعه: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) الأنعام155.

- وإذا اتبعنا القرآن سنجده يأمرنا باتباع النبي صلى الله عليه وسلم: (وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) الأعراف158..

– وطالما نتبع القرآن .. والقرآن يأمرنا أن نتبع النبي صلى الله عليه وسلم .. فيجب حينئذ أن نتبعه صلى الله عليه وسلم .. وإلا سنكون مخالفين للقرآن .. وطالما القرآن قال (اتبعوه) .. يبقى هذا أمر إلهي بوجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم .. ونفهم منه لمن له أدنى عقل أن كل أقواله وأفعاله واجبة التنفيذ .. وأن كل ما سينطق به متعلقا بالدين فهو حق من الله .. وطالما حق من الله فلماا الكذب حينئذ بالقول بأن حديث النبي منعزلا عن حديث القرآن .. طالما يوجد أمر بوجوب اتباع النبي ؟!!

 

2- وإذا قال القرآن أن الله أنزل إلى نبيه الكتاب والحكمة .. فيجب أن نؤمن بذلك .. (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) النساء:113 .

- وإلا فما هي الحكمة حينئذ إن لم تكن ما أوحاه إليه من تعاليم لتبيين ما في القرآن .. وهذا التبيين هو ما جأئنا في احاديثه صلى الله عليه وسلم ..!!

 

3- وإذا قال لنا القرآن أن نهتم بتوضيح النبي وتبيينه لنا من خلال أقواله وأفعاله .. فعلينا أن نلتزم بالقرآن كما في قوله تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) النحل44 ..

 

* وقلنا في إجابة سؤال سابق :

 

- أن هذا التبيين من النبي لأحكام القرآن على نوعين:

أ- أما لتبيين كيفية أداء الحكم (الفرض) .. حيث يأتي الأمر بفعل فرض ولكن دون تبيين كيفية أداءه .. كالصلاة والزكاة ..

ب- وإما تبيين لحكم فرعي لحكم أصلي في القرآن .. حتى يظهر من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه .. كتحريم الجمع بين زواج المرأة وخالتها أو المرأة وعمتها .. أي أن التعدد بجمع الزوجة وخالتها أوعمتها لا يصح ..

 

- ولمزيد من التوضيح في الجزئية السابقة .. فارجع إلى السؤال رقم (71) .. تحت عنوان (كيف يكون للنبي نهي خاص به وإلا هذا سيدفعنا لنقول أن الله قد نسى أحكاما أن يذكرها في القرآن وهذا محال؟).

 

# وأخيرا أقول لك أخي الحبيب:

- رغبة هذه الجماعة القرآنية أو منكري مشروعية الحديث النبوي .. في فرض وجعل كلامهم إلزاما على الآخر أن يعتقده .. فكأنه يجعل من نفسه قديس يريد من الآخرين أن يتبعوه .. ويستخدم في ذلك أقذر أساليب عملية ممكن أن يتبعها إنسان مثل الخيانة العلمية وتحقير العلماء والإستهزاء بهم والسخرية منهم ..

 

- والذي يفعل مثل هذه الأفاعيل .. وينشر الفتنة لإرجاف المؤمنين .. ما هو إلا طالب شهرة .. أو ساعيا بين المسلمين بالفتنة حتى يحدث بينهم مقتلة ويموت فيها الآلاف إرضاءا لأعداء المسلمين ..!! وإلا فلماذا الفتنة ؟!!

 

- وهناك فرق بين نقد نص حديث لمخالفته للقرآن .. وبين إنكار الأحاديث لأنك أنت ترى ذلك ؟!! أو أن قلبك يريد جحود ذلك ..!!

 

- ومن خلاصة ما قلته لك أخي الحبيب .. يتبين لك بيقين .. أنه لا تعارض بين الحديث وبين آيات الله .. بل أن آيات الله التي استدل بها فهي حجة عليه وليس حجة له .. لأنه إنما اجتزأ من آيات الله ما ينتصر به لهواه .. وتعامى عن باقي الآيات التي تحتم وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وتظهر أن له إرشاد في الدين يجب اتباعه ..

 

- ويتبين لك أخي الحبيب مما سبق .. أن هذا الذي يَسْخر من علماء الدين وعموم المؤمنين الذين يعتقدون في شرعية الحديث النبوي بأنهم لا عقل لهم .. فإنما هو الغير عاقل .. ويكفي ظهور كذبه وتضليله لخداع المؤمنين ببعض آيات من كلام الله .. وكأن هذا حاله فيمن يتابعونه فيقراون أويسمعون له أن يستغفلهم ويسخف بعقولهم .. إلا إن كانت تشابهت قلوبهم فهذا شيء آخر .. وبالتالي لا عجب حينئذ في اتباعهم لهذا الشخص أو لهذه الجماعة المنكرة والجاحدة للحديث النبوي الشريف ..!!

 

***********************

 

..:: س74: هل الذي يعمل بالأحاديث النبوية هو كافر بالله كما يزعم بعض جماعة القرآنيين منكروا السنة النبوية كتشريع ؟ ::..

 

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسائل العلمية مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -   ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات  ..