ج25: رسالة الحق والنور - لو كانت الأحاديث النبوية تشريع ديني بحق لكان الله حفظها كما حفظ كتابه حيث قال (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) - طالما القرآن يقول أنه (تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ) فما الحاجة للحديث الشريف - إذا كان الله يقول (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) فما فائدة وجود الحديث الشريف كتشريع وإلا كان القرآن مُفرِّطا ومخالفا فيما أخبرنا به.

   بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الحق والنور

في موجز علم تدوين الحديث الشريف

وتبرئة البخاري ممن شهد عليه بالزور

(الجزء الخامس والعشرون)

* فهرس:

:: الفصل الرابع والعشرون :: تابع/ أدلة القرآنيين والتنويريين من القرآن ليطفئوا نور الحديث النبوي ويجحدوه كمصدر للتشريع ::

1- س76: لو كانت الأحاديث النبوية تشريع ديني بحق لكان الله حفظها كما حفظ كتابه حيث قال (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) ؟

2- س77: طالما القرآن يقول أنه (تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ) فما الحاجة للحديث الشريف ؟

3- س78: إذا كان الله يقول (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) فما فائدة وجود الحديث الشريف كتشريع وإلا كان القرآن مُفرِّطا ومخالفا فيما أخبرنا به ؟

*************************

:: الفصل الرابع والعشرون ::

:: تابع/ أدلة القرآنيين والتنويريين من القرآن ليطفئوا نور الحديث النبوي ويجحدوه كمصدر للتشريع ::

************************

..:: س76: لو كانت الأحاديث النبوية تشريع ديني بحق لكان الله حفظها كما حفظ كتابه حيث قال (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) ؟ ::..

 
- من الأدلة التي يستدل بها منكري الحديث النبوي الصحيح كتشريع .. هو قوله تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الحجر9 .. وهذا يدل على أن الأحاديث النبوية لو كانت تشريع ديني حقا .. لكان الله قد حفظها كما حفظ القرآن من التلاعب فيه .. !!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- هذه الشبهة في ظاهرها تدل على على كلام معقول لأي بليد في عقله .. ولكن في حقيقة الأمر تدل على مستوى غباء المستدل بها .. ليه ؟
 
1- ما الدليل على أن السنة النبوية لم يحفظها لنا الله ؟!!
- ولكن الفرق بين حفظ السنة النبوية والقرآن .. هو أن القرآن حفظ مباني دون زيادة ولا نقصان لأنه معجز ومتعبد بتلاوته .. والسنة حفظ معاني توضح المقصد النبوي .. ولا إعجاز في ألفاظه ولا متعبد بتلاوته.. (وإن كان الكثير من الحديث النبوي قد حفظ بألفاظه) .
 
2- ولماذا لا يقال أن أحد وسائل الحفظ للقرآن هو من خلال تبيين النبي صلى الله عليه وسلم لأحكامه .. ولذلك حفظ الله السنة النبوية حتى ولو بالمعنى النبوي المقصود ..؟!!
 
- ولو كان تبليغ المعنى المقصود يطعن في الشرعية .. لكان القرآن الكريم مطعونا عليه في كثير من قصصه .. لأن الآيات قد تتكرر باختلاف ألفاظ للمواقف .. وقد يكون الأقوال المنسوبة لقائليها بالمعنى وليس كما هو منطوق منهم بالواقع .. ولكنها ألفاظ تحمل معاني المراد من قول قائليها بكل دقه ..
 
- فلماذا يتم الطعن في الحديث النبوي حينئذ لو كان التبليغ بالمعنى أو باللفظ .. طالما هو صحيحا ورواته أهل عدل وثقة .. وليس في نص الحديث معارضة أو مخالفة لنص القرآن .
 
3- إذا كان القرآن قد حفظه الله (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الحجر9 .. وصانه من التغيير فيه بالزيادة والنقصان لأنه معجزا ومتعبدا بتلاوته .. فالحديث النبوي جاء موضحا ومبينا لهذا الذكر: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) النحل44.
 
- ولم يتكفل الله بحفظ ألفاظ الحديث النبوي .. لأنه ليس معجزا في أسلوبه وليس متعبدا بتلاوته ..
 
- فالحديث يأتي موضحا توضيح تفصيلي لما كان مجملا من أحكام القرآن .. أو يضيف حكما فرعيا على حكم أصلي موجود فعلا في القرآن .. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لا يخترع حكما لا وجود له في القرآن ..   
 
- فالقرآن تشريع إلهي .. والحديث تشريع بياني لهذا التشريع الإلهي .
 
- وهذا التوضيح أو الشرح يكمن في الأحاديث النبوية التي أكثر ألفاظها محفوظة كما هي .. ولكن يغلب على كثير من مروياته الحديث الرواية بالمعنى طالما لا تخل بالمقصد النبوي .. لأن الأصل هو تبيين المقصد النبوي الذي شرحه النبي صلى الله عليه وسلم ..
 
- ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وَحَدِّثُوا عَنِّي وَلَا حَرَجَ .. وَمَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا .. فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) صحيح مسلم..، ولم يحكم التحديث عنه إلا بضابط واحد فقط وهو: (وَمَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا .. فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) .. والكذب لا يكون في اللفظ إلا لو كان فيه تحريف عن مقصده وليس في ذات اللفظ لو جاء بلفظ آخر مساويا للمعنى المقصود ..!!
 
- وقوله (ولا حرج): أي لا إثم عليكم في التحديث عني بنقل ما أقوله لكم، ولكن مشافهة وليس كتابة .
- قوله (فليتبوأ): أي فليتهيأ لنفسه بسبب كذبه المتعمد على النبي صلى الله عليه وسلم .. مجلسا أو مقرا أو منزلا خاصا به في النار .
 
4- طالما الذكر محفوظ بكل إحكام للأحكام .. فحينئذ يوجد فيه كل عام وخاص ومطلق ومقيد من الأحكام .. فلم يترك صغيرة ولا كبيرة من الأحكام إلا وذكرها .. فأين نجد ركعات الصلاة ومواقيتها وكيفيتها ، وأين نجد مقادير الزكاة وغير ذلك ؟!! أم أن القرآن قد نسي ذلك ؟!! (حاشا الله أن ينسى) .. وإنما هؤلاء القرآنيين وأشباههم قد ضلوا السبيل .. وجحدوا السنة النبوية الموضحة لأحكام القرآن ..!!
 
* من أجل ما سبق أخي الحبيب .. قلت لك أن المستدل بآية الحفظ إنما استدل بما يشار به على مستوى الغباء عنده ..!! فأين دليل هذا الغبي أن الله لم يحفظ السنة النبوية ؟!! إلا بعض أدلة يستدل بها البعض على نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن كتابة الحديث النبوي .. وقد أجبنا على ذلك بكل تفصيل ودقه على كل دليل نشروه وكافحوا به لإسقاط مشروعية الحديث النبوي .. وقد ظهر لك مدى غشهم وخيانتهم في الأمانة العلمية لما ينشرون به من فتن بين المؤمنين .. !!
 
- يمكنك مراجعة الفصل الخاص بكتابة الحديث النبوي والنهي عنه .. او الرجوع إلى الأسئلة من (س49 - إلى - س59) من هذه الرسالة .
 
# رأي تفسيري خاص بقوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الحجر9.
- قال بعض العلماء في أحد رأيين لتفسير قوله (لحافظون) حيث أن:
1- الرأي الأول : ان كناية اللفظ عائدة إلى القرآن الكريم .. ويكون المعنى .. أي لحافظون للقرآن من التغيير فيه بالنقصان أو الزيادة .
2- والرأي الثاني: ان كناية اللفظ عائدة إلى النبي صلى الله عليه وسلم .. ويكون المعنى .. أي للنبي حافظون من شر كل ذي شر ومن كيد كل من يكيده لإبطال ومنع نشر رسالة الله ..
- وكلا الرأيان له حجته ودليله .. وإن كنت أميل للرأي الأول هو الأقوى لدلالة الذهن إليه من الوهلة الأولى .. والله أعلم .
- ولكن بهذا الرأي التفسيري الثاني .. إن كنت أخي المؤمن تميل إليه .. فهو يبطل استدلال القرآنيون من أساسه ولا حجة لهم فيها .. لأنه إلى تطرق الإحتمال سقط الإستدلال .. حيث لا حجة مؤيدة حينئذ لأي من الطرفين .. لاحتمال كلا الرأيين .. !!
   

*************************

 

..:: س77: طالما القرآن يقول أنه (تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ) فما الحاجة للحديث الشريف ؟ ::..

 
- يقول تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) النحل89 ..
- وهذا الآية يستدل بها القرآنيون للتشكيك في الأحاديث النبوية بأنها لا قيمة لها .. حتى يصل إلى ما يتفق وهواه .. ويقولون: أن الأحكام التي في الأحاديث النبوية ليست تشريع طالما ليس لها أصل في القرآن .. وأن القرآن فيه توضيح لكل شيء .. وكل حكم ليس في القرآن فلا نعترف به ..!! وما نقله علماء الشريعة في كتبهم من أحاديث فإنما هو ضلال ..!!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أما قولهم أن القرآن فيه توضيح لكل شيء .. فهذا كلام حق ولا نختلف فيه .. ولكن ما نختلف فيه معكم هو التزوير في حقيقة تفسير قوله تعالى (تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ) .. وكأنكم زعمتم بهذه الآية أن فيها توضيحا لكل الأحكام الكلية بتفاصيلها في القرآن .. وهذا تفسير كاذب على كلام الله .. ليه ؟
 
- أولا: لأن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم من تبيان القرآن لنا .. ونحن اتبعنا تبيان الحكم القرآني في وجوب طاعة واتباع النبي صلى الله عليه وسلم في سنته من خلال ما بلغنا عن النبي صلى الله عليه وسلم .. في حين أنتم جحدتموه ..!!
 
- ثانيا: التبيان للشيء قد يكون كليا وقد يكون تفصيليا .. والقرآن لم يقل تبيانا كليا أم تفصيليا .. فلماذا اخترعتم رأيا بأنه تبيانا تفصيليا فقط في حين كثير من القرآن مجمل أو كليا ..؟!!
 
- ثالثا: ولو كان القرآن فيه تبيانا تفصيليا لكل صغيرة وكبيرة .. فلماذا قال القرآن: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) النحل44..؟!!
 
- فكان التبيان النبوي هو تبيانا من تبيان القرآن .. واجب اتباعه .. ولما كان تبيان القرآن بعضه مجمل وبعضه مفصل .. كان التبيان النبوي هو التبيان التفصيلي لهذا التبيان المجمل في القرآن .. ولذلك القرآن بيَّن لنا أنه يوجد تبيين تفصيلي لكلية أو مجمل القرآن عليكم أن تتبعوه .. وهو كلام النبي صلى الله عليه وسلم .
 
1- وقوله تعالى (تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ) نجد فيه أن كلمة (تِبْيَانًا) .. من المصادر التي بنيت على هذه الصيغة لتكثير الفعل والمبالغة فيه .. أي فيه تبيانا أي توضيحا للأمور الكثيرة من العبادات والمعاملات والأخلاق والقصص والحكمة وغير ذلك من علوم ومعارف قرآنية .. فيها صلاح حال الإنسان في معاشه وآخرته ..
 
- ولكن هذا التبيان من كل علم قد يكون بيانه مجمل وقد يكون بيانه مفصل .. وكمثال على ذلك لمعرفة الفرق بين البيان المجمل والمفصل في كتاب الله فيما يتعلق بالأحكام .. يقول تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) النور56.. فإقامة الصلاة وتقديم الزكاة هي أحكام كلية وليست تفصيلية .. ولكن أين تفصيل هذا الحكم الكلي ؟ فمثلا أين مواقيت الصلاة وعدد الصلوات وكيفية أدائها مثل عدد الركعات والسجدات وما يقال فيها ؟ وأيضا الزكاة أين نجد في القرآن تفاصيل زكاة الأنعام وزكاة المال والتي مقدارها ربع العشر ؟!!
 
- ولذلك قال تعالى في ختام الآية السابقة: (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) لأن الذي يوضح لك تفصيل ما أنزل الله إلينا مجملا .. ومن أراد رحمة الله فعليه أن يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم .. واتباعه لا يكون إلا من خلال اتباع أقواله وأفعاله وتقريره الذي بلغنا من الحديث النبوي الشريف المثبت بسند صحيح ومتن غير مناقض للقرآن .
 
2- وإذا أتينا لقوله تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) النحل44..
- فهذا معناه أن القرآن به احكام مجملة .. قد بيَّن وأظهر وأوضح تفاصيلها النبي صلى الله عليه وسلم .. ولذلك قال القرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) النحل44.
 
- فقوله (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ): فيه دلالة واضحة لشرح ما في القرآن من أحكام كلية لا سبيل لمعرفتها إلا بتوضيح وبيان .. وهذا لا يكون إلا من خلال اتباع النبي صلى الله عليه وسلم .. ولما انتقل إلى جوار ربه كانت الوسيلة من خلال اتباع أحاديثه صلى الله عليه وسلم .. كما سبق وأضحنا ذلك .. وإلا فكيف نعرف تفاصل الصلاة والحج والزكاة والصيام وأغلب أحكامها هي أحكام كلية مطلوب منك فعلها ولكن دون توصيف وتبيين لكيفية فعلها ؟!!
 
- ولذلك هذه الجماعة المضللة للحقائق حينما يستدلون بقوله: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ) النحل89 .. فهم لا يستدلون بقوله: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) النحل44 .. وإلا سينكشف بطلان ما استدلوا به إلى ما ذهبوا إليه .
 
#- ولا استبعد أن يأتي بعض الضلالية من هذه العقليات الفاسدة .. فيقول لك أن معنى قوله: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) سيقول لك هو تبليغ القرآن ..!! وهذا تفسير لا يكون إلا من أعجمي أو جاهل .. لأنه لو كان المقصود به تبليغ القرآن .. فلماذا قال له (لتبين) ثم بعده (ما نزل إليهم) .. والتبيين معناه توضيح ما تم تنزيله فعلا .. وإلا كانوا عرفوه وفهموه لوحدهم ..!!
- أفلا تعقلون ؟!!
 
# خلاصة القول أخي المؤمن:
1- خد بالك وانتبه من بعض هؤلاء المضلين الذين يتلاعبون بآيات القرآن .. والذي تشير أفكارهم إلى الرغبة في فتنة المؤمنين واتهام علماء الشريعة بالجهل .. ولو هذه نواياهم فالله من ورائهم محيط بما يمكرون ويكيدون في دينه .. وهم إنما يفعلون ذلك مستغلين قلة علم المسلم بعلم المجمل والمفصل من كلام الله تعالى خاصة في علم الأحكام ..
 
- وكما قلت لك أن هناك آيات أحكامها مجملة قد فصلها النبي صلى الله عليه وسلم لأن القرآن لم يوضح لنا صفتها ولا مقدارها كما أوضحنا ذلك في مثال كيفية صفة الصلاة ومقدار زكاة المال الذي هو ربع العشر أي (2.5%) .. وغير ذلك من تفاصيل شرعية جاءت في الأحاديث النبوية بسند صحيح ومتن غير مناقض للقرآن .. وليس لها تفصيل في القرآن.
- فتفاصيل الأحكام قد علمناها من النبي صلى الله عليه وسلم وليس لها في القرآن نص مفصل للحكم وإنما نص مجمل للحكم ..!! 
 
2- كل الأدلة التي استدل بها علماء الشريعة من القرآن على ثبوت حجية الحديث النبوي كمصدر تشريعي .. هي النصوص الدالة على وجب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم .. كتبيان من الله لنا على وجوب اتباعه صلى الله عليه وسلم .. فلماذا هؤلاء الضلالية لم يتبعوا تبيان كلام الله الذي بيَّن لنا في أحكامه أن نتبع الرسول صلى الله عليه وسلم ؟!! فلماذا لم يتبعوا هذا التبيان أم على القلوب أقفال ؟!!
 
- سبحانك يارب .. تهدي من تشاء وتضل من تشاء .. وأنت الحكم العدل .. فلا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة يا وهاب .. واحفظنا عما فتنت به هؤلاء .. واهدهم إلى سبيل المؤمنين .. آمين يارب العالمين .

************************

..:: س78: إذا كان الله يقول (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) فما فائدة وجود الحديث الشريف كتشريع وإلا كان القرآن مُفرِّطا ومخالفا فيما أخبرنا به ؟ ::..

 
- من الأسئلة التي يحاول بعض جماعة القرآنيين الترويج لها للتشكيك في حجية الأحاديث النبوية .. هو أن يستدل بقوله تعالى: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) الأنعام38 .. ثم يقول: أن الآية تدل على أن الكتاب قد حوى كل شيء حتى السُّنة نفسها ..، وإلا لو لم يكن كذلك فهذا معناه أن الكتاب فرط في أشياء لم يذكرها .. وكان بذلك مناقضا في ذاته .. ومخالفا لما أخبرنا به من أن الكتاب قد حوى كل شيء ولم يفرط في شيء ..!!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- لا يمكن أن يكون المستدل بهذه الآية قد قرأ في التفسير من قبل .. بل أكيد هو إما جاهل أو غير عاقل وإلا فهو متعمد تضليل المؤمنين .. ليه ؟!!
1- لأننا لا نختلف معهم على أن الكتاب لم يفرط في شيء .. ولكن ما هو الكتاب هنا في هذه الآية ؟
- فهذه الجماعة تظن أن الكتاب هو القرآن ..!! وهذا لا يمكن أن يكون .. ليه ؟
 
- من فضلك .. اقرأ الآية كاملة حتى تعلم لماذا قال الله هذا المقطع في منتصف الآية .. يقول تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) الأنعام38.
 
- فبنظرة بسيطة في الآية .. ستقول ما علاقة الدواب والطيور وتخصيص ذكرها .. بالكتاب لو كان المقصود به القرآن ؟!!
 
- الجواب ببساطة .. هو أن الكتاب هنا المقصود به اللوح المحفوظ الذي حوى كل شيء مما أوجدته القدر الإلهية .. ولا علاقة للكتاب هنا بالقرآن .. وإلا فليخترع لنا صاحب السؤال العلاقة بين أول الآية ومنتصفها الذي استدل به ..!! ولن يستطيع التوفيق في هذه العلاقة مهما حاول ..!!
 
2- والذي يطمئنك بيقين على جهل صاحب السؤال بالقرآن .. فإليك نظير لأية (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) .. حيث يقول تعالى: (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ) هود6 .. والكتاب المبين هنا كما هو معلوم .. هو اللوح المحفوظ الموضح فيه كل شيء كما هو في علم الله تعالى.
 
- وبهذه الآية السابقة تطمئن تماما لصحة ما أخبرتك به من أن الكتاب هو اللوح المحفوظ .. ثم تطمئن إلى كيف يتلاعب هؤلاء بكلام الله .. في تضليل عوام المؤمنين وتنفيرهم من سنة النبي صلى الله عليه وسلم .. حتى ولو بالكذب على كلام الله .. ..!!
- فيقومون باجتزاء مقاطع من كلام الله .. ليثبتوا منها ما يتفق وهواهم .. ويحدث تشكيك في نفسية المؤمن ..!!
 
- وخلاصة القول .. فقد تبين لك مدى بطلان الإستدلال بهذه الآية (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) .. فيما ذهب إليه هذا المنكر لتشريع الحديث الشريف الموصول بالسند الصحيح والمتن الغير مناقض للقرآن .. وهذا إن دل فإنما يدل على حقيقة نفسية المستدل بهذه الآية .. وكم هو قد ضل ضلالا بعيدا .. وسلك غير سبيل المؤمنين تماما ..!!
 

**********************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسائل العلمية مصدرهامدونة الروحانيات فى الاسلام -   ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات  ..