ج27: رسالة الحق والنور - لو كان كمال الدين يكون بالسنة النبوية ومصدرا للتشريع لكان ذلك معارضا لقوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) حيث أن السنة لم تجمع إلا القرن الثالث الهجري من بعد وفاة النبي - لماذا ننكر الكمال الديني في القرآن وإلا هذا يجعلنا نقول أن الأمة على ضلالة قبل البخاري ومسلم - هل الأحاديث متعلقه باتباع النبي في زمانه فقط - أين نجد أن الصلاة في القرآن خمسة فروض - لماذا الإقرار يكون بالمزاج والهوى أيضا عند بعض جماعة القرآنيين - كيف تفهم وتتعامل مع الذين يستدلون بآيات من القرآن فيها دلالة على الإكتفاء به عن غيره.

     بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الحق والنور

في موجز علم تدوين الحديث الشريف

وتبرئة البخاري ممن شهد عليه بالزور

(الجزء السابع والعشرون)

* فهرس:

:: الفصل السادس والعشرون :: تابع/ أدلة القرآنيين والتنويريين من القرآن ليطفئوا نور الحديث النبوي ويجحدوه كمصدر للتشريع ::

1- س81: لو كان كمال الدين يكون بالسنة النبوية ومصدرا للتشريع لكان ذلك معارضا لقوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) حيث أن السنة لم تجمع إلا القرن الثالث الهجري من بعد وفاة النبي؟  

2- س82: لماذا ننكر الكمال الديني في القرآن وإلا هذا يجعلنا نقول أن الأمة على ضلالة قبل البخاري ومسلم ؟

3- س83: هل الأحاديث متعلقه باتباع النبي في زمانه فقط ؟

4- س84: أين نجد أن الصلاة في القرآن خمسة فروض ؟

5- س85: لماذا الإقرار يكون بالمزاج والهوى أيضا عند بعض جماعة القرآنيين ؟

6- س86: كيف تفهم وتتعامل مع الذين يستدلون بآيات من القرآن فيها دلالة على الإكتفاء به عن غيره ؟ 

*************************

:: الفصل السادس والعشرون ::

:: تابع/ أدلة القرآنيين والتنويريين من القرآن ليطفئوا نور الحديث النبوي ويجحدوه كمصدر للتشريع ::

************************

..:: س81: لو كان كمال الدين يكون بالسنة النبوية ومصدرا للتشريع لكان ذلك معارضا لقوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) حيث أن السنة لم تجمع إلا القرن الثالث الهجري من بعد وفاة النبي؟ ::..

 

- قالوا شبهة أخرى متعلقة بآية الكمال الديني:

- لو كان كمال الدين متوقفا على السنة النبوية .. فهذا يكون معارضا حينئذ لقوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) المائدة3 .. لأن اكتمال الدين تم في عهد النبي .. والسنة تم جمعها في زمن متأخر بعد وفاة النبي .. فكيف يكون الدين قد اكتمل في زمن النبي في حين أن سنته تم جمعها فعليا في القرآن الثالث الهجري؟!!

 

- وبمعنى آخر: أن كل كمال في الدين من المفترض أن يكون قد تم في زمن النبي .. وما بعد زمن النبي لا يمكن أن يكون من الدين .. ولو كانت السنة من التشريع لكانت من الكمال الديني ولكان تم كتابتها في زمن النبي .. ولكن الشاهد الواقعي يقول بأن الأحاديث تم جمعها على أحسن تقدير في القرن الثالث الهجري .. وهذا يدل على أنها ليست من الكمال الديني بكل تأكيد ..

 

- فكيف تزعمون يا علماء المسلمين أن السنة من الكمال الديني ؟ وكيف تصبح تشريع ؟!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- هذه الشبهة مبنية على خلط الحق بالباطل كعادتهم .. مع تعمد الكذب والخيانة في الأمانة العلمية .. ليه ؟!!

 

- أولا: لأن السنة النبوية من الكمال الديني الذي يتكلم عنه هذا المدلس في الحقائق .. وبالتالي فالسنة كانت موجودة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لأنه هو قائلها وفاعلها .. ألا يعقل هؤلاء ما يكتبون ؟!!

- ثم كيف لا يكون السنة من الكمال الديني ولا وجود لها وقد الله قال: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) النحل44 ..!! وقال تعالى (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ) النساء80 .. ويقول تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) النساء59 ..

- فهل بموته ماتت سنته ؟!!

- فما أقبح هذه القلوب الجاحدة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم .!!

 

- ثانيا: أما عن قولهم "السنة لم يكن لها وجود في أوخر زمن النبي – لأنها جمعت ودونت في القرن الثالث الهجري" .. فهذا عين الكذب والخيانة في الأمانة العلمية منه .. ليه ؟

1- لأن السنة البعض منها تم تدوينه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كما تبين لنا ذلك في إذنه لعبد الله بن عمرو بن العاص بكتابة حديثه .. وارجع لإجابة السؤال رقم (31) .. تحت عنوان (هل تم كتابة الحديث النبوي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم – وما دليل ذلك ؟) .. وكذلك أدلة كتابة الحديث في زمن الصحابة وزمن التابعين .. فراجع الأسئلة رقم (34-39).

 

2- السنة النبوية تم جمعها على أبواب الفقه المختلفة إنما تم في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز في سنة 99 هجرية ..!! وارجع لإجابة السؤال رقم (39) .. تحت عنوان (هل تم كتابة الحديث النبوي في زمن التابعين بالتلقين من الصحابة - وما هي الأدلة على ذلك ؟) .. وأيضا راجع إجابة السؤال رقم (45) .. تحت عنوان (ما السبب الذي جعل الخليفة عمر بن عبد العزيز يجمع الحديث ؟).

 

3- أن السنة النبوية كانت متداولة على ألسنة الصحابة رضي الله عنهم وعملوا بها وحكموا بها .. حتى بعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم .. وهذا في حد ذاته فضيحة لهذا الذي كذب عمدا في قوله لتضليل المؤمنين ..!! وارجع لإجابة السؤال رقم (34)  .. تحت عنوان (هل تم كتابة الحديث النبوي في زمن الصحابة – وما الدليل على ذلك ؟) .. وكذلك ارجع لإجابة السؤال رقم (36) .. تحت عنوان (من هم الصحابة الأكثر رواية للحديث النبوي والذين أخذ عنهم التابعين علم الحديث النبوي؟) .

 

ثالثا: أما عن خلطهم بأن دليل الكمال الديني يكون بكتابة الحديث في عهد النبي ..

- فهذا لا يخفى كذبه على أي عاقل .. لأن الكتابة لا تثبت شرعية .. وفيه كلامهم هذا اتهام مباشر بأن القرآن ليس كلام الله .. وإلا فأين إثبات ما قرأه النبي على صحابته من كلام الله ؟ فهل نزل القرآن مكتوبا ؟!!

- فيا لكم من كذبه أغبياء يا أصحاب هذه الشبهات .. وكأنكم تجهرون بأن غايتكم هي إسقاط القرآن ..!!

- وللمزيد من معرفة الكذب حول خلط موضوع مشروعية الحديث النبوي بموضوع كتابته .. فارجع لإجابة السؤال رقم (69)   .. تحت عنوان (هل كتابة الحديث النبوي دليل إثبات على أنه حجة شرعية؟) .

 

**********************

..:: س82: لماذا ننكر الكمال الديني في القرآن وإلا هذا يجعلنا نقول أن الأمة على ضلالة قبل البخاري ومسلم ؟ ::..

 

- قال بعض جماعة القرآنيين استكمالا لمسلسل الإلحاد التفسيري لكلام الله .. أن الأصل التشريعي الوحيد هو القرآن .. وبه كان كمال الدين كما يقول تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) المائدة3 .. وإلا فإن هذا يدفعنا لنقول أن الأمة كانت على ضلالة حتى ظهور البخاري ومسلم ؟!! وهذا لا يمكن أن يكون وإلا نكون اتهمنا كلام الله السابق بأنه لم يكن قد تم الكمال الديني !!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- أما عن استفهامه الساخر الذي يريد القول من وراءه .. بأن الحديث النبوي لو كان له كمال في الدين .. ما كان تأخر كتابته حتى مجيء البخاري ومسلم فكتبوه وعلى هذا فكانت الأمة على ضلالة طوال هذه الفترة ..!!

- فنقول له: وهل الحديث النبوي لم يكن موجودا قبل البخاري ومسلم حتى تتسائل عن ضلالة الأمة قبل صحيحهما ؟!!

- أم أنك تتعمد الكذب وخيانة الأمانة العلمية لتضليل المؤمنين وفتنتهم في دينهم ؟!!

- والآن نعود فنسأل: وهل كان الحديث النبوي غير موجودا قبل البخاري ومسلم أم لا ؟

فإن قلت : لا ..

- قلنا لك أنت كاذب .. والواقع يشهد بذلك من خلال الأدلة وقد أوضحناها بأن الاحاديث كانت موجودة من عهد النبي صلى الله عليه وسلم .. وإلا فمن أين أتى البخاري ومسلم بالأحاديث ؟!!

- وإن قلت : نعم ..

- قلنا لك: لقد أثبت على نفسك شبهة تعمد الخيانة في الأمانة العلمية الدينية لتضليل المسلمين وفتنتهم في دينهم .. فأنت كاذب .. والكاذب لا يؤتمن ..!!

 

2- أما عن رغبة هؤلاء القرآنيين في التضليل واستغفال متابعيهم .. بان يوهموهم بأن الكتابة حجة شرعية .. فهذا يمكن الرجع إليه في التحقيق بالتفصيل لهذا الكذب الذي كذبوا به على المؤمنين .. في السؤال رقم (79) .. تحت عنوان: (هل كتابة الحديث النبوي دليل إثبات على أنه حجة شرعية؟).  

 

3- أما عن التدليس بكلام الله في خداع المؤمنين بما تحب الوصول إليه .. من خلال فتنتهم بكلام الله .. فهيهات لك .. لأن سابقوك أتوا بهذا الإلحاد التفسيري في كلام الله وسبقوك إليه .. وقد أجبنا على التزوير في مفهوم الكمال عند قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) المائدة3 .. في الأسئلة رقم (80) .. تحت عنوان: (كيف يتم الإحتياج للسنة وقد قال الله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) ؟) ..، وارجع للسؤال رقم (81) .. تحت عنوان: (لو كان كمال الدين يكون بالسنة النبوية ومصدرا للتشريع لكان ذلك معارضا لقوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) حيث أن السنة لم تجمع إلا القرن الثالث الهجري من بعد وفاة النبي؟) .

 

 *********************

 

..:: س83: هل الأحاديث متعلقه باتباع النبي في زمانه فقط ؟ ::..

 

- من جملة ما قرأته من مقالات شاذة وتدل على عمق انحراف قائلها من الذين يتبعون جماعة القرآنيين .. هو أنه جعل من طاعة النبي صلى الله عليه وسلم طاعة موقوته بزمنه فيما يتعلق بقوله وفعله وتقريره .. ولا يصح اتباع ذلك الآن .. لأن الأحاديث تم التلاعب فيها ولا نعلم الحق فيها من الباطل ..!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أولا: أما عن أن طاعة النبي في قوله وفعله وتقريره .. إنما هي متعلقة بزمانه .. فهذا قول باطل وفاسد ومضلل .. لأن الله يقول تعالى: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ) النساء80 .. ويقول تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) النساء59 ..

 

- فالله أمرنا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم .. والمقصود من هذا الأمر هو اتباع أقواله وأفعاله وما أقره في حياته .. في كل الأزمنة وليس في زمنه فقط .. لأن الله يقول (من يطع الرسول) والفعل المضارع دال على الديمومية والاستمرار في طاعته واتباعه .. وكذلك الأمر الإلهي (أطيعوا الرسول) .. دال على وجب الاتباع في كل زمان ومكان .. 

 

- ثانيا: ولو كان المقصود في الآيات السابق الإستدلال بها هو اتباع الرسول في حال حياته فقط .. فكيف يعرف المسلمون حكمته التي علمها له الله وبلغها النبي صلى الله عليه وسلم للناس ..!! وبالتالي كيف يطيعون الأمر الإلهي في القرآن بوجوب طاعة الرسول وهو ليس موجود بينهم .. طالما أن الطاعة أوقفها هذا المضلل في حال حياة النبي فقط .. ؟!!

 

- ولذلك آيات الإتباع والطاعة تشمل حياته وبعد انتقاله .. من خلال اتباع أحاديثه التي بلغتنا بسند صحيح ومتن غير مناقض للقرآن من حديثه الشريف ..

 

- ثالثا: والقول بأن السنة خاصة بأهل زمانه فهذا فيه مصيبة كبرى للقائل بذلك .. ليه ؟

1- لأنه سيكون قال بتعطيل الأحكام الإلهي .. وجعل من نفسه حكما على الله بترك ما أمر به الله .. وكأنه أصبح شريكا لله ينازعه في أوامره وفي دينه ..!!

 

2- ولو كانت الآيات متوقفة على زمن النبي .. فعلى هذا سيكون قد وصف الله بالظلم لأنه جعل الله متهما بأنه يحملنا ما لا طاقة لنا به من تكليف ما لا سبيل لنا من الوصول إليه واتباعه .. لأنه ليس موجودا معنا صلى الله عليه وسلم .. فكيف نتبعه ؟ وكيف سيحاسبنا على عدم اتباعه ..؟!! وما الفرق حينئذ بيننا وبين من تولى عن أتباعه وعصاه ..؟!! بل سنكون حينئذ كلنا في حكم الذين لا يحبهم الله لأننا لم نتبعه صلى الله عليه وسلم ؟!! وهذا كلام لا يقول به عاقل ولا مؤمن رشيد ..!!

 

- رابعا: أما عن قوله أن الأحاديث تم التلاعب بها .. لأنها أحاديث آحاد وتحتمل الصواب والخطأ .. وما شابه هذا الكلام فارجع إلى إجابات الاسئلة رقم (15-16-17-18-19-20-21) .. ويمكنك الاكتفاء بإجابة السؤال رقم (78) تحت عنوان (إذا كان القرآن يقول (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) فكيف نتبع أحاديث لا يحصل القطع بثبوتها إلا لو كانت مكتوبة كما هو الشأن في القرآن ؟).

**************************

 

..:: س84: أين نجد أن الصلاة في القرآن خمسة فروض ؟ ::..

 

- هذه شبهة لطائفة من طوائف القرآنيين الذين يكفرون بالسنة النبوية والفقه والسيرة .. لأن كل هذه العلوم جاءت بروايات .. والروايات مكذوبة بالنسبة إليهم .. وبالتالي هم يجحدون وجود خمسة صلوات فرضا على المؤمنين .. وينكرون الزكاة أيضا على المال ويكفرون بذلك جحودا لأن القرآن لم يذكرها .. ولا يعترفون إلا بما يتفق وشوقهم وهواهم .. يعني بيصلوا على مزاجهم وكما يترائى لهم .. فيقولون: أين نجد في القرآن صلاة الخمس فروض التي تزعمونها ؟!! بل الصلاة فرض في القرآن .. ولا مزيد عن ذلك ؟!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- إذا كان السؤال فعلا بأين تجد الصلاة في القرآن بانها خمسة فروض ؟

- فالجواب: هو وأين نجد في القرآن كيفية أدائها ؟!!

- وإلا فكيف يحكم الله بشيء بدون كيفية أداءه .. وإلا كان هذا اتهام لله بأنه إله جاهل وقد غفل عن إرشادنا لذلك (وحاشاه جل جلاله) ..؟!! طالما أنتم جاحدون ومنكرون للسنة النبوية ..!!

 

2- أما كونكم تريدون أن تثبتوا من وراء هذه الشبهة .. أن كيفية الأداء هي مجرد ركعتين بأي كيفية وفي أي وقت أو مجرد دعاء  كما يتفق وهوى كل شخص ومزاجه الخاص .. فهذا كلام لا يصدقه إلا جاهل أو ملحد فيما أنزله الله وكافر بفعل وكلام النبي صلى الله عليه وسلم ..

- وإذا كان القرآن جاء متواترا .. فالصلاة أتت متواترة فعلها بإجماع الأمة .. ومن يجحد أي ينكر ويرد ويمنع فروضها الخمسة .. فهو كافر بإجماع المسلمين .

 

- ولا حجة لكم من القرآن في إثبات أن كيفية أداء الصلاة بالمزاج والهوى .. إلا من خلال الإلحاد في آيات الله التي تتكلم عن الصلاة كحكم عام كما فعل البعض منكم وتجرأ على الله بالكذب عليه .. وقام بإلحاد في كلام الله عن الصلاة حتى حرف تفسير الآيات لما يتفق ومزاجكم وهواكم .. ويكفينا فيكم قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) فصلت40 ..

 

- وليس بعد الإلحاد في كلام الله بتحريف تفسيره حسب الشوق والهوى .. وليس بعد جحود فعل وكلام النبي صلى الله عليه وسلم عمدا .. فأي منكر ممكن أن تسكن قلوبكم بعد ما سبق ..!!

 

- فيا ويلكم من التلاعب بكلام الله وتضليل المؤمنين في دينهم بالكذب على الله وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..!!

 

******************************

..:: س85: لماذا الإقرار يكون بالمزاج والهوى أيضا عند بعض جماعة القرآنيين ؟ ::..

 

- بخلاف الطائفة السابق ذكرها بجحود الصلوات الخمسة وزكاة المال .. نجد بعض جماعة القرآنيين طائفة منهم أخرى .. لكنهم يقرون بالصلوات الخمس وقد يزكي البعض مثل زكاتنا .. ودليل فعلهم أن هذا متواتر عن المسلمين .. فلا يعقل أن يكون جميعهم على خطأ ؟!! ولكن لا نقر بما جاء في الأحاديث النبوية ولا نعترف بها ؟!! بل نكتفي بالقرآن فقط ؟!! وهذا الأفعال نفعلها لتواترها عن الأمة ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- عجبا لكم يا أهل الأهواء .. تقولون ما يثبت تهمة الغباء عليكم .. ليه ؟!!

1- من يقل بالإقرار في أفعال الصلاة وما تناقله المؤمنون .. فلماذا لم يقل بالاقرار أيضا عند المؤمنين في وجوب الحديث الشريف وقد فعله المؤمنون من عهد النبي صلى الله عليه وسلم حتى يومنا هذا .. أم أن الاقرار يكون بما يتفق وهواه وينتقيه كما يراه بمزاج الخاص ؟!!

 

2- - وبما أنهم يصلون بصلاتنا التي هي صلاة النبي صلى الله عليه وسلم .. فهذا يثبت لكل عاقل الآتي:

- لو كان اتباع النبي هو في اتباع القرآن فقط .. فهذا باطل .. وإلا لزم عليكم أن تثبتوا من القرآن من أين أتيتم بالصلوات الخمس وكيفيتها أدائها ؟!!

 

- ولو قلتم: أنها تواترت أفعال النبي صلى الله عليه وسلم .. حتى نقلها الجماعة عن الجماعة .. كما هو قولكم في شبهتكم ..

 

- قلت لكم: لقد أثبتم أن للنبي صلى الله عليه وسلم فعل خلاف ما أثبته القرآن بزيادة فعل عليه .. حيث أن كيفية أداء الصلوات ليست من القرآن .. فلماذا تثبتون أحكام النبي في الصلاة من كيفية أدائها وأفعالها ومواقيتها وغير ذلك بما لم يأت ذكره في القرآن ؟!!

 

- فعلمكم بفعل النبي صلى الله عليه وسلم واقتداءكم به أصبح شاهد عليكم أن السنة لها حجة شرعية .. وإلا فعليكم أن تنكروا كيفية الصلوات وأعدادها وتنكر الزكاة ومقاديرها .. فإن أنكرتم فقد كفرتم .. وإن لم تنكروا فقد أثبتم .. وطالما أثبتم .. تكون أثبتم أن للنبي صلى الله عليه وسلم تشريع بيان لما في القرآن .. وذلك خلاف ما تزعموه .. فلزمتكم الحجة بأن السنة النبوية تشريع وحجة أنت ملزمون بفعلها .. وأن كل ما تستدلوا به من آيات القرآن إنما هو تأويلات بالكذب على كلام الله .. والله من ورائكم محيط بما تمكرون في آياته.. وتلحدون في تفسيرها بمحض الهوى .. وبما تنشرون من فتنة في دين الله .

 

*************************

..:: س86: كيف تفهم وتتعامل مع الذين يستدلون بآيات من القرآن فيها دلالة على الإكتفاء به عن غيره ؟ ::..

 
- أحب أن ارشدك أخي الحبيب إلى بعض الأمور .. حينما تجد أحد القرآنيين يستدل بآيات من القرآن .. للدلالة بها على الإكتفاء بالقرآن وحده دون غيره .. فعليك أن تفهم نفسية هؤلاء وكيفية التعامل معهم أو كشفهم .. فاتبع الآتي:
 
# أولا: كيف تفهم أسلوبهم:
1- هذه الطائفة لديها أسلوب اجتزاء الآيات .. يقوم بقص جزء من الآية .. ثم يسعى بتاويله بمزاجه وهواه .. ولا تجد أحد منهم يحترم علمكاء المسلمين أو ينقل عنهم إلا ما يتهمه به ..!!
- ولذلك أحرص أخي الحبيب .. أن ترجع لتفاسير أهل العلم وترى ما قالوه في تفسير ما استدل به هذا الجاحد لحديث النبي صلى الله عليه وسلم .. وستدرك أنه يكذب عليك .
 
2- من أساليبهم في استخدام القرآن .. حتى يصرفوك عن كلام أهل العلم .. هو التأثير عليك عقليا .. بأن يتهموك في عقلك بأنك كيف تعتقد بفكر هؤلاء العلماء .. في حين أن كلام الله واضح .. أليس لك عقل لتفكر به ؟!!
- وهو بهذا يدفعك للإبتعاد .. عما أراد أن يوهمك به أن فيه مخالفة للعقل . وهو كلام العلماء .. وبالتالي يصبح المجال متاح أمامه حتى يستطيع أن يهجم عليك بفكره الخاص ..
- ولا تنسى أخي الحبيب .. أن البعض من هؤلاء معلم ومدرس للتنمية البشرية .. فهو يعلم جيدا كيف يؤثر في نفسية من يجلس أمامه ويستمع إليه .. فهذه الطائفة ماهرون في خلط الحق بالباطل .. فانتبه .
 
#- ثانيا: كيف تتعامل مع أحدهم:
1- لو كان جاحد للحديث النبوي مجملا .. اعلم أن وراءه استباحة لما تهواه نفسه .. فلا تجالسه ولا تصاحبه .. حتى لا ينضح عليك من ضلالة أفكاره .. وكيف تأمن لمن يُكذَّب حديث النبي صلى الله عليه وسلم .. أو يتهم الحديث بأنه مجموعة ضلالات ومفتريات ومكذوبات اخترعها العلماء ؟!! فطعن بذلك في شرف من هم أعلم منه وأطهر منه .. وما يفعل ذلك إلا من اتخذ من الإنحطاط النفسي علما له ودليل عليه ..!!
 
2- انتبه من طائفة المداهنين المتلونين كالحرباء .. الذين يقولون لك نحن نؤمن بالحديث .. ويذكرون لك من الأحاديث ما فيه فضائل .. مثل (الدِّينُ النَّصِيحَةُ) صحيح مسلم..، (أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ) رواه الطبراني وحسنه الألباني في صحيح الجامع ..، (من حسنِ إسلامِ المَرءِ تركُه ما لا يعنيه) صحيح الترمذي ..
- وقد يذكرون لك قصصا في الرحمة الإلهية من الحديث النبوي مثل حديث المرأة الزانية التي سقت كلبا فغفر لها الله .. أو ما شابه ذلك .. حتى يثبت لك أنه محبا للنبي ومتبعا له وليس منكرا لحديثه ..
- ولكن في حقيقة الأمر هو منكرا له لأنه جاحد للأحكام الشرعية التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه النبوية .. وهذا الشخص ليس جاحد لفضائل الأخلاق .. لأن هذه الأحاديث لا تشغله في شيء ..!!
- فإذا قلت له ما رأيك في أحكام النبي صلى الله عليه وسلم التي لم يأت ذكرها في القرآن هل تؤمن بها .. فهنا سينقلب الوجه ويتغير .. ويظهر مكنون صدره .. وتنكشف حقيقته .
 
#- ثالثا: انتبه حتى لا يختلط عليك الأمر:
- هناك بعض العلماء من ينكر أحاديث بعينها (محدودة) ولا ينكر أحكام النبي أي لا ينكر السنة النبوية ولا الأحاديث النبوية بصفة عامة .. وهذا ينظر إلى حجته العقلية والنقلية في سبب ما أنكر به نص الحديث ..
أ- فإن كان صوابا فحقه الطعن فيه استبراءا لدينه طالما كان مخالفا للقرآن مهما كان السند صحيحا ..!! كحديث خلق السموات والأرض في صحيح مسلم .. فقد رده العلماء لمخالفته القرآن .. كالبخاري والبيهقي وبن تيميه وبن القيم وغيرهم من علماء المسلمين .. وقد سبق بيان ذلك وتوضيحه بالتفصيل .. في السؤال رقم (7) .. تحت عنوان (هل هناك أقاويل تظهر التعصب في اثبات صحة المتن لأن الأسناد صحيح ؟) .
 
ب- وإن كان جانبه التوفيق في الجمع بين الحديث والآية التي تشابهت عليه بان بينهما تناقض .. فهذا يتم توجيهه للصواب وما فاته ولم ينتبه إلى حينما ظن التناقض أو التعارض بين الآية والحديث .
 
* وخلاصة القول:
1- هناك من يظهر جحوده للحديث النبوي مجملا وتفصيلا .. حتى أنه لا يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم استكبارا .. وهؤلاء بعض جماعة التنويرين والقرآنيين ..
 
2- وهناك من يجحد الأحكام النبوية فقط في الحديث النبوي .. ولا يشغله ما عدا ذلك من الأحاديث بل يرددها كما يردد أحاديث الفضائل والأخلاق .. وهؤلاء جماعة أخرى من التنويرين والقرآنيين .. ليوهموك أنهم غير منكرون للحديث النبوي ..!!
 
3- وهناك من ينكر ما هو متعارض مع القرآن بما يستحيل به التوفيق بين الحديث والآية .. وهؤلاء منهم علماء المسلمين المحققين في كل زمان ومكان ..

 *********************
 يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسائل العلمية مصدرهامدونة الروحانيات فى الاسلام -   ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات  ..