ج28: رسالة الحق والنور - كيف نصدق أنه يوجد أحاديث نبوية في حين أن النبي بنفسه قال بما معناه في الحديث الصحيح: بعد موتي عليكم بكتاب الله - لو كان الأحاديث لها شرعية فلماذا يوجد اختلاف في ألفاظها مما يدل على روايتها بالمعنى وليس باللفظ وهذا مؤشر أن فيها تحريف من الرواة مما يدل يقينا على أنها ليست أحاديث نبوية - ما الدليل على رواية الحديث بالمعنى من كلام الصحابة والتابعين والعلماء - هل يوجد أحاديث نبوية تجيز الرواية بالمعنى - ما الدليل على رواية الحديث بالمعنى من كلام الصحابة والتابعين والعلماء ؟ وهل يوجد أحاديث نبوية تجيز الرواية بالمعنى.

     بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الحق والنور

في موجز علم تدوين الحديث الشريف

وتبرئة البخاري ممن شهد عليه بالزور

(الجزء الثامن والعشرون)

* فهرس:

:: الفصل السابع والعشرون :: أدلة عقلية من جماعة القرآنيين والتنويريين ليطفئوا نور الحديث النبوي ويجحدوه كمصدر للتشريع ::

1- س87: كيف نصدق أنه يوجد أحاديث نبوية في حين أن النبي بنفسه قال بما معناه في الحديث الصحيح: بعد موتي عليكم بكتاب الله ؟!! (إشارة وخاطر حول قوله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) النور56).

2- س88: لو كان الأحاديث لها شرعية فلماذا يوجد اختلاف في ألفاظها مما يدل على روايتها بالمعنى وليس باللفظ وهذا مؤشر أن فيها تحريف من الرواة مما يدل يقينا على أنها ليست أحاديث نبوية ؟

3- س89: ما الدليل على رواية الحديث بالمعنى من كلام الصحابة والتابعين والعلماء ؟ وهل يوجد أحاديث نبوية تجيز الرواية بالمعنى ؟ 

- بحث بسيط ومهم خاص برواية الحديث المعنى وفيه مسألتين:

- المسألة الأولى: ما الدليل على رواية الحديث بالمعنى من كلام الصحابة والتابعين والعلماء؟

- المسألة الثانية: هل يوجد أحاديث نبوية تجيز الرواية بالمعنى ؟

 ************************

:: الفصل السابع والعشرون ::

:: أدلة عقلية من جماعة القرآنيين والتنويريين ليطفئوا نور الحديث النبوي ويجحدوه كمصدر للتشريع ::

************************

..:: س87: كيف نصدق أنه يوجد أحاديث نبوية في حين أن النبي بنفسه قال بما معناه في الحديث الصحيح: بعد موتي عليكم بكتاب الله ؟!! ::..

- من الشبهات التي يحلو للبعض من جماعة القرآنيين تداولها .. حيث يقولون كيف نصدق بهذه الأحاديث النبوية .. إذا كان النبي بنفسه قال أن طاعته في حياة موته فقط وبعد موته فعليكم بكتاب الله فقط ؟!!
- فكيف نصدق بعد ذلك أنه يوجد شيء اسمه أحاديث نبوية .. وحتى لو كانت موجودة فقد انتهت بموت النبي صلى الله عليه وسلم .. وهذا يؤكد أن القرآن قد اكتمل بكل شيء وفيه بيانا بكل شيء ..!!
 
- ودليل قولنا:
- حديث: (أطيعونِي ما كنتُ بين أظهركُم ، وعليكُم بكتابِ اللهِ عز وجل ، أحلُّوا حلالهُ، وحرِّمُوا حرامهُ) رواه الطبراني في الكبير وتمَّام في الفوائد .. وذكره الألباني في الصحيحة بأن: رجال إسناده كلهم ثقات فهو صحيح.
 
- وحديث: (فاسمعوا وأطِيعوا مادمتُ فيكم فإذا ذُهِبَ بي فعليكُم بكتابِ اللهِ أحلُّوا حلالهُ وحرِّموا حرامهُ) رواه أحمد .. وقال الهيثمي في المجمع: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف ..  وضعفه محققو المسند ..، وضعفه الألباني في إراء الغليل .. وقال أحمد شاكر على سند هذا الحديث برواية رقم 6607: إسناد صحيح .
 
#- قلت (خالد صاحب الموضوع):
1- هذه الشبهة قريبة من شبهة أن السنة النبوية مختصة بزمن النبي فقط .. وقد أجبت على هذه الشبهة في السؤال رقم (82) .. تحت عنوان: (هل الأحاديث متعلقه باتباع النبي في زمانه فقط ؟)  ..
 
2- أما عن الجزء المخصوص بأن القرآن فيه تبيانا لكل شيء .. فقد أجبت عنها في السؤال رقم (77) .. تحت عنوان: (طالما القرآن يقول أنه (تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ) فما الحاجة للحديث الشريف؟).

خا3- أما عما استدلوا به من أحاديث .. فإليك تحقيق إخراجهما:
- الحديث الأول: (أطيعونِي ما كنتُ بين أظهركُم ، وعليكُم بكتابِ اللهِ عز وجل ، أحلُّوا حلالهُ، وحرِّمُوا حرامهُ) رواه الطبراني في الكبير وتمام في الفوائد .. وذكره الألباني في الصحيحة بأن: رجال إسناده كلهم ثقات فهو صحيح.
- الحديث الثاني: (فاسمعوا وأطِيعوا مادمتُ فيكم فإذا ذُهِبَ بي فعليكُم بكتابِ اللهِ أحلُّوا حلالهُ وحرِّموا حرامهُ) رواه أحمد .. وقال الهيثمي في المجمع: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف ..  وضعفه محققو المسند بسبب بن لهيعه ..، وضعفه الألباني في إراء الغليل بسبب بن لهيعه .. وقال أحمد شاكر على سند هذا الحديث برواية رقم 6607: إسناد صحيح .
 
# فإذا تبين لنا صحة بعض هذه الروايات التي استدلوا بها .. فإليك الرد على ما زعموه:
 
- أولا: كيف تستدل بما أنت منكر له وجاحد وهو في حيز العدم واللاوجود بالنسبة لك .. ؟!! فإما أن تكون مصدق أن هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم .. وإما أن لا تكون مصدق .. وبما أنك غير مصدق للحديث النبوي وجاحد له .. فأنت حينئذ شخص غير عاقل في استدلالك .. وإلا فكيف تستدل بما أنت منكر له وتزعم أنه لا وجود له .. ثم تثبت له حجة ووجود وقوة إثبات ؟!! فهذا حينئذ تعارض في قواك العقلية .. وتحتاج إلى مراجعة طبيب لتقويم إدراك وسلوكك العقلي .
 
- ثانيا: النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وعليكُم بكتابِ اللهِ عز وجل) .. وماذا يقول كتاب الله عز وجل ؟ يقول تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) النحل44.. ، ويقول تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) المائدة92..، ويقول تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) النساء59 ..، ويقول تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) النور56.  
 
#- قلت (خالد صاحب الموضوع):
- إشارة وخاطر حول قوله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) النور56.
 
- حينما كنت أكتب هذه الآية مستدلا بهما جال في خاطري إشارة لطيفة من خلال تركيبة هذه الآية الرائعة ..
- فإذا تسائلنا لماذا اختار الصلاة والزكاة مع طاعة الرسول ؟!!
- سنفهم أن هاتين المسألتين بالذات لا تفصيل لهما في القرآن إلا بعض الزكاة فقط .. ولكن كيفيات الصلاة ومواقيتها وأعدادها وهيئتها لا سبيل إلى معرفة ذلك في القرآن .. والزكاة ليس فيها زكاة المال وأنها ربع العشر ويمر عليها الحول .. وغير ذلك من مسائل الزكاة الكثيرة التي لا تفصيل لها في القرآن .. ثم نجد ختام الآية (لعلكم ترحمون) .. وهذا يعني أن الجاحد لاتباع النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل بينه وبين رحمة الله حجاب بقدر جحودك ..
 
- المهم الذي أريدك أن تنتبه إليه أخي الحبيب في الآية السابقة .. ستجد تركيبتها رائعة .. وكأنها تقول أن هناك من سيأتي جاحد لأحكام الصلاة والزكاة الذي سيأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم .. ولذلك قال الله بعد الأمر بالصلاة والزكاة .. قال: (وأطيعوا الرسول) ولم يقل (وأطيعوا الله) .. حتى تعلم أن مسألة الصلاة والزكاة فيهما بيان خاص من رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك أن تتبعه لو كنت ترجو رحمة الله .. فإن لم تتبعه فأنت في حجاب عن هذه الرحمة بقدر ما عصيت وجحدت ..
- هذا ما جال بخاطري حول هذه الآية حين كتابتها .. والله أعلم ..
 
- ومما سبق نفهم لماذا اختار الله (الصلاة والزكاة) ولماذا اختار (وأطيعوا الرسول) من غير (وأطيعوا الله) .. لأن الله يعلم أن هناك من سيأتي ويجحد أحكام الصلاة والزكاة التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم .. كما يفعل هؤلاء القرآنيين والتنويريين وأصحاب الفكر الحر وغيرهم ممن تشابهت قلوبهم على محاربة أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم جحدودا لها وإنكارا ..
 
- ونستكمل باقي الرد على ما زعموه في شبهتهم .
ثالثا: وطالما ارتضوا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حكما بيننا وبينهم .. حتى يتبين كذب هؤلاء طالما استدلوا بالحديث .. فإليك ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم:
1- عن الْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ألا هل عسى رجلٌ يبلُغُه الحديثُ عني وهو مُتَّكِئٌ على أريكَتِهِ ، فيقولُ: بينَنَا وبينَكم كتابُ اللهِ ، فما وجدْنا فيه حلالًا استحلَلْنَاه ، وما وجدْنا فيه حرامًا حرَّمناه .. وإِنَّ ما حرَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كما حرمَ اللهَ) صحيح الترمذي.
 
- قوله (ألا هل عسى رجل يبلغه): أي قد اقْتَرَبَ زمانٌ أنْ يكونَ هناك فيه رجل يبلغه حديثي فيقول منكرا له جاحدا .. لا نعترف إلا بالقرآن .. فما فيه من حلال فهو حلال وما فيه من حرام فهو حرام وما عدا ذلك فلا نعترف به ..!!
 
- وفي رواية أخرى عن الْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي يَقُولُ: (حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ أَشْيَاءَ، ثُمَّ قَالَ: " يُوشِكُ أَحَدُكُمْ أَنْ يُكَذِّبَنِي وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدَّثُ بِحَدِيثِي، فَيَقُولُ: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ، وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ، أَلَا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُ مَا حَرَّمَ اللهُ) رواه أحمد والدارقطني .. وقال الأرنؤوط: حديث صحيح.
 
2- عَن الْعِرْبَاض بن سَارِيَة قال: (أَنه حضر رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يخْطب النَّاس، وَهُوَ يَقُول: أيحسبُ أحدُكمْ متكئًا على أريكتِهِ أنَّ اللهَ تعالى لمْ يحرمْ شيئًا إلَّا ما في هذا القرآنِ ؟ ! ألَا وإنِّي واللهِ قدْ أَمَرتُ ووعظتُ ونهيتُ عنْ أشياءَ إنَّها كمثلِ القرآنِ أو أكثرُ) رواه أبي داود .. وصححه السيوطي في الجامع الصغير ، وحسنه بن حجر في المشكاة .. وحسنه الألباني في الصحيحة .. وقال الأرنؤوط في تخريج أبي داود: صحيح لغيره وهذا اسناد حسن.
 
3- عن أبي رافع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لَأَعْرِفَنَّ مَا بَلَغَ أَحَدَكُمْ مِنْ حَدِيثِي شَيْءٌ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ، فَيَقُولُ: مَا أَجِدُ هَذَا فِي كِتَابِ اللهِ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: حديث صحيح وهذا إسناد حسن.
- قوله (لأعرفن ما بلغ): أي أعرف يقينا بما عرفني ربي من أنباء الغيب أن أحدكم (من المسلمين) حينما يصله من حديثي شيء فيه تحريما .. وحاله يكون جالسا على سرير له أو كرسيه .. ثم يكون رده أن هذا لا أجده في القرآن ..!! "يريد تكذيب الحديث النبوي كما ظهر في الرواية السابقة" .. !!
 
4- ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إني قد تركتُ فيكم ما إنْ اعتصمتُم به فلن تضلّوا أبداً، كتابَ الله، وسنةَ نبيه) رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد .. وذكره الألباني في صحيح الترغيب ..
- وفي رواية بلفظ: (تركتُ فيكم شيئينِ لن تضلوا بعدَهما كتابَ اللهِ وسنتي) رواه البزار .. وذكره الألباني في منزلة السنة بأنه حسن.
 
5- ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ أُمَّتي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَن أَبَى، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَن يَأْبَى؟ قالَ: مَن أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَن عَصَانِي فقَدْ أَبَى) صحيح البخاري.
 
رابعا: وختاما لهذه الشبهة أخي الحبيب .. فاعلم أن هذه الطائفة قد استدلوا باحاديث مشابهة لما سبق في هذه الشبهة ولكن للدلالة بها على مسألة أخرى وبطريقة أخرى في جحود الحديث النبوي .. وأذكرك بها حتى لا تغفل .. فقد استدلوا بالآتي:
- ما جاء في الحديث: (ما أحل الله في كتابه فهو حلال وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عفو فاقبلوا من الله عافيته فإن الله لم يكن لينسى شيئا وتلا (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً) مريم:64) رواه الطبراني والبزار والحاكم .. وقال الحاكم: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .. ووافقه الذهبي .. وقال الهيثمي : رجاله موثقون .. وذكره الألباني في الصحيحة..
 
- وهناك حديث آخر يقول: (إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وسكت عن أشياء رحمة لكم لا عن نسيان فلا تبحثوا عنها) رواه الدارقطني .. وفي اسناده انقطاع .. وقد ضعفه الألباني في غاية المرام لوجود انقطاع في سنده.
 
- وقد تم تحقيق الشبهة المتعلقة بهذه الأحاديث السابقة .. في السؤال رقم (71) .. تحت عنوان: (كيف يكون للنبي نهي خاص به وإلا هذا سيدفعنا لنقول أن الله قد نسى أحكاما أن يذكرها في القرآن وهذا محال ؟!!) ..

**************************

..:: س88: لو كان الأحاديث لها شرعية فلماذا تم روايتها بالمعنى وليس باللفظ ؟ ::..

 
- من المسائل التي يتداولها بعض جماعة القرآنيين .. هو أن الأحاديث طالما رويت بالمعنى فهذا دليل على دخول الخطأ في الرواية وتحريف أو التصرف فيها بالزيادة أو النقص .. فكيف يتم قبول رواية مثل ذلك على أنها حديث نبوي ؟!! إنما هذه مقولات لبعض الناس وآراء شخصية لهم في الدين ولا علاقة لها بالنبي .. لأنه لو كان نصا شرعيا واجب الإتباع ما كان فيه اختلاف بزيادة ولا نقصان كما في القرآن .. ولكان ثبت لفظه كما نطقه النبي صلى الله عليه وسلم ..!! بل وهذا يدفعنا للقول بأنك لو لم تقل الللفظ النبوي كما قيل فأنت تكون كذبت على النبي .. لأن النبي يقول: (وَمَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا .. فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) ؟! فأي الروايات المختلفة ألفاظها نقول فيها أن هذه فعلا ما قاله النبي ؟!! وهذا دليل قاطع أن هذه الاحاديث ليست أحاديث نبوية .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أولا: توضيح لك أخي الحبيب بما يقصده أصحاب هذه الشبهة:
- حيث اعتمدوا فيها جماعة القرآنيين على ما جاء من اختلاف رواية الحديث في بعض ألفاظها .. وهنا لابد أن يحكم العقل بأن أحد الروايات لنفس النص هو لفظ النبي صلى الله عليه وسلم .. والرواية الأخرى ولو بالتصرف في بعض ألفاظه بالمعنى دون اللفظ .. وأعطي لك مثال لتوضيح المقصد:
- جاء في الحديث عن أبي هريرة عن النبي قال: (إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أبْوَابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوَابُ جَهَنَّمَ، وسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ) صحيح البخاري.
 
- وجاء في الحديث عن أبي هريرة عن النبي قال: (إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ) صحيح مسلم.
 
- فستجد مما سبق أخي الحبيب .. اختلاف لفظي بين الحديثين .. ولكن المعنى واحد .. في حين أن الراوي واحد .. مما يدل على أنه لا وجود للقول الذي يقول بأن النبي صاغة بعدة ألفاظ في أحاديث مختلفة .. ولا داعي لمثل هذه الأقاويل الغريبة .. لأن أكثير روايات الأحاديث فيها اختلاف لبعض ألفاظها .. !!
 
# ثانيا: إذا أدركت أخي الحبيب مقصد هؤلاء القرآنيين وانتبهت إليه .. إليك الرد على هذه الشبهة ..
1- المساواة بين النص القرآن والنص النبوي .. هو مساواة باطلة .. وفيها مخادعة من أصحاب الشبهة .. لأن فيها خلط الحق بالباطل .. وخيانة في الأمانة العلمية .. لأنه لم يقل أحد أن النص النبوي مثل النص القرآني حتى يقارن أحد بينهما في كمال النص .. من حيث كونه معجزا في ألفاظه ومتعبد بتلاوته ..!!  
 
2- إذا كان القرآن قد حفظه الله (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الحجر9 .. وصانه من التغيير فيه بالزيادة والنقصان لأنه معجزا ومتعبدا بتلاوته .. فالحديث النبوي جاء موضحا ومبينا لهذا الذكر: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) النحل44.
 
- ولم يتكفل الله بحفظ ألفاظ الحديث النبوي .. لأنه ليس معجزا في أسلوبه وليس متعبدا بتلاوته ..
 
- فالحديث يأتي موضحا توضيح تفصيلي لما كان مجملا من أحكام القرآن .. أو يضيف حكما فرعيا على حكم أصلي موجود فعلا في القرآن .. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لا يخترع حكما لا وجود له في القرآن ..   
 
- فالقرآن تشريع إلهي .. والحديث تشريع بياني لهذا التشريع الإلهي .
 
- وهذا التوضيح أو الشرح يكمن في الأحاديث النبوية التي كثير ألفاظها محفوظة كما هي .. ولكن يغلب على كثير من مروياته الحديث الرواية بالمعنى طالما لا تخل بالمقصد النبوي .. لأن الأصل هو تبيين المقصد النبوي الذي شرحه النبي صلى الله عليه وسلم .. ولا يفيد إثبات اللفظ النبوي لكل ألفاظ الحديث طالما أوضح المقصد منه .. لأنه تبيين وشرح للدين .. وليس الحديث النبوي معجزا في ألفاظه ولا متعبدا به في صلاة .. إلا ما كان من دعاء فهو يروى باللفظ كما هو .. ونادرا ما يكون فيه اختلاف في لفظه ..!!
 
3- أما عن قولكم أن اختلاف المرويات وعدم معرفة بالدقة ما هو لفظ النبي .. فهذا يجعل قولنا أن النبي قال كذا .. فيه كذب على النبي لأننا لم نعرفه لفظ النبي فعلا .. !! فهذا كلام لا يقول به مؤمن عاقل أو متعلم ..!! ليه ؟
- لسببين:
- السبب الأول: لأن النبي صلى الله عليه وسلم: (وَحَدِّثُوا عَنِّي وَلَا حَرَجَ .. وَمَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا .. فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) صحيح مسلم ..، ولم يحكم التحديث عنه إلا بضابط واحد فقط وهو: (وَمَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا .. فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) .. والكذب لا يكون في اللفظ إلا لو كان فيه تحريف عن مقصده وليس في ذات اللفظ لو جاء بلفظ آخر مساويا للمعنى المقصود ..!!
 
- وقوله (ولا حرج): أي لا إثم عليكم في التحديث عني بنقل ما أقوله لكم.
- قوله (فليتبوأ): أي فليتهيأ لنفسه بسبب كذبه المتعمد على النبي صلى الله عليه وسلم .. مجلسا أو مقرا أو منزلا خاصا به في النار .
 
- السبب الثاني: ولو كان تبليغ المعنى المقصود من قول قائله يطعن في الشرعية .. لكان القرآن الكريم مطعونا عليه في كثير من قصصه .. لأن الآيات قد تتكرر باختلاف ألفاظ للمواقف .. وقد يكون الأقوال المنسوبة لقائليها بالمعنى .. وليس كما هو منطوق منهم بالواقع .. ولكنها ألفاظ تحمل معاني المراد من قول قائليها بكل دقه ..
 
- ومثال ذلك:
- قول القرآن عن إبراهيم عليه السلام: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) البقرة126.
- وفي آية أخرى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ) إبراهيم35.
 
- ومثال آخر:
- قول القرآن عن إبراهيم عليه السلام: (وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ) هود69.
- وفي آية أخرى: (وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ . إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ) الحجر50-51.

- ومثال أخير: في قول صالح عليه السلام مع قومه:

- قول القرآن عن صالح عليه السلام: (وَيَاقَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ) هو65.

- وفي آية أخرى: (قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ . وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ) الشعراء155-156.

- وفي آية أخرى: (فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا) الشمس14.

 

- فأي قول هو قول إبراهيم عليه السلام وقول صالح عليه السلام .. الذي تم نطقه باللسان فعلا ؟!!
 
- كل ما سبق هو ما نطقوه باللسان .. ولكنه تم صياغته وقوله في صورة بلاغية بألفاظ تحمل معاني لكل ما نطقوه به ..
 
- فليس المقصد هو النطق بذات ما نطق به اللسان للدلالة على الصدق .. وإنما المقصد هو المعنى الذي نطق به الشخص والدال على الواقع الذي حدث به .. وهذا هو الصدق في التبليغ.
 
- وكذلك الحال في رواية الحديث القدسي .. فهو كلام موحي إلى النبي ولكن النبي يشرحه بالمعنى .. ولا ينقله باللفظ كما هو مثل القرآن ..
 
- وكذلك الحال في شاهد المحكمة .. فهو يحكي ما قيل وسمعه .. وبكل تأكيد فهو لا يعيد ما سمعه بكل ألفاظه وإنما بما يتذكره بمعناه أو قد يجمع بين اللفظ والمعنى .. وهذا لا يسمى كذب منه لأنه يقول بتبليغ المقصود والمراد بيانه.
 
- فالله حفظ السنة بمعناها وليس بألفاظها لأنها ليس ألفاظ فيها إعجاز وليس متعبد بتلاوتها .. فلماذا يتم الطعن في الحديث النبوي حينئذ لو كان التبليغ بالمعنى أو باللفظ .. طالما هو صحيحا ورواته أهل عدل وثقة .. وليس في نص الحديث معارضة أو مخالفة لنص القرآن .
 
- أم أن هواية الكذب لازالت سارية في دمائكم حتى أصبحت من جملة آلهتكم التي أنت لها عاكفون .. كإله الإرجاف وإله التشكيك وإله خلط الحق بالباطل وإله خيانة الأمانة العلمية وإله التحقير والسخرية والاستهزاء بعباد الله ..!!
 
- انتبه يا مؤمن .. فإن الأنفاس قليلة .. ويوم القيامة قريب .. ويتوب الله على من تاب .. والله غفور رحيم .
 
- ثالثا: لو كانت السنة النبوية غير شرعية .. فلماذا يتبع البعض منك فعل النبي صلى الله عليه وسلم في كيفية أداء الصلوات الخمس سواء في اوقاتها أو هيئتها أو أحكامها ؟!! أليس هذا من السنة النبوية أم من القرآن ؟!! بكل تأكيد من السنة النبوية .. فلماذا تعملون بها وهي سنة نبوية .. فهذا يثبت أنها تشريع لازم فعله ..
- ونعلم أن منكم (وليس جميعكم) جاحد للفروض الخمسة للصلاة .. بل وقال بما معناه: لا صلاة إلا بما نراه ويحلو لنا بالمزاج وبالكيفية التي نراها .. لأن القرآن لم يذكر لنا كيفية أداء .. فلنفعل ما نريد ..!! وتم الرد على هذه الطائفة في السؤال رقم (83) .. تحت عنوان (أين نجد أن الصلاة في القرآن خمسة فروض ؟).
 
#- ختاما أريدك أن تنتبه أخي الحبيب .. من غلو التعصب في الحديث لأنه يثير الإتهام للحديث النبوي ..!!
- وإليك مثال على ذلك: قال الإمام الطيبي رحمه الله (المتوفى:743هـ) في شرح المشكاة (5/1651) .. تعقيبا على تفسير لأحد مفسري الحديث قد رأى أن متن أحد أحاديث في البخاري فيه خطأ في حرف .. ويظهر من ذلك مخالفة لروايات أخرى ومخالفة لظاهر إدراك العقل ..!! فقال تعقيبا على هذا الرأي: (من ذهب إلي تخطئة الرواة الثقات العدول، ومن اتفقت الأمة علي صحة روايته، وضبطه وإتقانه بما سنح له الرأي الذي أوهن من بيت العنكبوت، فقد خطأ نفسه، وخاض فيما لا يعنيه) .. انتهى كلامه.
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- إن كان الإمام الطيبي من أئمة مفسري الحديث وله من رجاحة العلم وحسن التفكر .. إلا أن ما ذكره لا يليق بعالم مثله أن يقوله ..!! ليه ؟
 
1- لأنه من أين للإمام الطيبي رحمه الله العصمة لهؤلاء الرواة وعدم الخطأ فيما يرويه ؟!! في حين أن كثير من روايات الحديث بالمعنى وليس باللفظ النبوي .. وإلا لماذا اختلفت ألفاظ الروايات لنفس الحديث ..؟!!
 
2- كيف يصح أن ننسب لإنسان العصمة من الخطأ مهما بلغ من الإتقان .. فهل هناك عصمة في رواية الحديث ؟!! كيف يعقل ذلك .. ؟!!
 
3- فالذي أجده في قول الإمام الطيبي .. أنه قول فيه غلو غير مقبول .. ولا يقل به إلا من غلبه التعصب فغفل بعقله عن تحقيق القول السليم بسبب هذا التعصب الخطير الغير مقبول لأي باحث ودارس .. لأنه مستحيل أن تكون متون الأحاديث قطعية الثبوت في ألفاظها ولكن يقال أنها قطعية الثبوت في معناها إن صحت الرواية ..!!
 
* فانتبه أخي الحبيب .. من هذه الأمور المهمة في كلام العلماء التي قد تحملك الحمية أن تتعصب بهذا الكلام وتنقله وتدافع عنه وكأنه وحي سماوي ..!! لا .. هذا خطأ .. وكن بصير خاصة في انفعالات العلماء في كتابتهم .. وحينما تجد انفعالا بالهجوم على فكرة أو شخص .. فكن يقظ ولا تفتن بهذا الإنفعال لأنه من الممكن أن يكون مخطأ فيه .. وهذا كثير ما يحدث ..!! وإذا كانوا غيروين على دينهم .. فالغيرة ليست سببا للغلو والميل إلى غير ما هو عليه العلم ..!! فانتبه.

 

*******************************

..:: س89: ما الدليل على رواية الحديث بالمعنى من كلام الصحابة والتابعين والعلماء ؟ وهل يوجد أحاديث نبوية تجيز الرواية بالمعنى ؟ ::..

 

- قد يدور أخي الحبيب في عقلك سؤال مهم .. فتقول: ما الدليل على رواية الحديث بالمعنى من كلام الصحابة والتابعين والعلماء ؟ وهل يوجد أحاديث نبوية تجيز الرواية بالمعنى ؟

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- إليك بحث مهم ومختصر جدا عن رواية الحديث بالمعنى:

- هذا بحث مهم أحببت إضافته لهذا السؤال .. حتى تطمئن أخي الحبيب بأن رواية الحديث بالمعنى (ما عدا الأذكار التعبدية) .. لا حرج فيها طالما تثبت نفس المعنى .. وهذا إنما يكون للعلماء .. وإليك تحقيق بسيط وتخريج لأحاديث نبوية من المهم أن تعرف أنها أحاديث لا تصح .. أما الآثار التي أنقلها عن الصحابة أو التابعين فلسنا في حاجة لتخريجها لأن الحقيقة تقول أن روايات الحديث يغلب عليها أنها بالمعنى ماعدا ما فيه أذكار .. والله أعلم ..

 

#- وإليك بيان هذا البحث من مسألتين:

1- المسألة الأولى: ما الدليل على رواية الحديث بالمعنى من كلام الصحابة والتابعين والعلماء؟

2- المسألة الثانية: هل يوجد أحاديث نبوية تجيز الرواية بالمعنى ؟

 

#- أولا: المسألة الأولى: ما الدليل على رواية الحديث بالمعنى من كلام الصحابة والتابعين والعلماء؟

- قال الإمام السخاوي رحمه الله (المتوفى: 902هـ) .. في فتح المغيث ج3 ص139:

- وممن كان يروي بالمعنى من التابعين: الْحَسَنُ وَالشَّعْبِيُّ وَالنَّخَعِيُّ  .. بل قال بن الصلاح: إنه الذي يشهد به أحوال الصحابة والسلف الأولين ، فكثيرا ما كانوا ينقلون معنى واحدا في أمر واحد بألفاظ مختلفة ، وما ذلك إلا لأن مُعَوَّلَهُمْ كان على المعنى دون اللفظ . انتهى.

 

- ونجد الإمام الخطيب البغدادي رحمه الله (المتوفى: 463 هـ):

- في كتابه الكفاية في علم الرواية ص203 وما بعدها .. تحت عنوان (باب ذكر من كان يذهب إلى إجازة الرواية على المعنى من السلف) .. قد روى عن جمع السلف كان يروي الحديث بالمعنى .. واكتفي بذكر خمسة أمثلة على سبيل المثال لمن أجازوا الرواية بالمعنى:

1- هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: (قَالَتْ لِي عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: يَا بُنَيَّ: «إِنَّهُ يَبْلُغُنِي أَنَّكَ تَكْتُبُ عَنِّي الْحَدِيثَ ثُمَّ تَعُودُ فَتَكْتُبُهُ» فَقُلْتُ لَهَا: أَسْمَعُهُ مِنْكِ عَلَى شَيْءٍ ثُمَّ أَعُودُ فَأَسْمَعُهُ عَلَى غَيْرِهِ .. فَقَالَتْ: هَلْ تَسْمَعُ فِي الْمَعْنَى خِلَافًا؟ قُلْتُ: لَا .. قَالَتْ: لَا بَأْسَ بِذَلِكَ) رواه الخطيب البغدادي في الكفاية.

 

2-  أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ: (كَانَ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. فَإِذَا فَرَغَ مِنْهُ قَالَ: هَذَا أَوْ نَحْوُ هَذَا أَوْ شَكْلُهُ) رواه الخطيب البغدادي في الكفاية.

- قوله (هَذَا أَوْ نَحْوُ هَذَا أَوْ شَكْلُهُ): أي أن الحديث الذي قلته لكم إما هو بلفظه أن بمعناه .

 

3- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: (كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَسَى أَنْ نَكُونَ عَشْرَةَ نَفَرٍ نَسْمَعُ الْحَدِيثَ .. فَمَا مِنَّا اثْنَانِ يُؤَدِّيَانِهِ عَلَى حَرْفٍ .. غَيْرَ أَنَّ الْمَعْنَى وَاحِدٌ) رواه الخطيب البغدادي في الكفاية.

 

4- عن ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: (كَانَ أَنَسٌ إِذَا حَدَّثَ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. فَفَرَغَ مِنْهُ قَالَ: أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) رواه الخطيب البغدادي في الكفاية.

 

5- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: (كُنْتُ أَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنْ عَشَرَةٍ الْمَعْنَى وَاحِدٌ وَاللَّفْظُ مُخْتَلِفٌ) رواه الخطيب البغدادي في الكفاية.

 

6- عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: (كَانَ الْحَسَنُ وَالشَّعْبِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ يُحَدِّثُونَ بِالْمَعَانِي .. وَكَانَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ وَابْنُ سِيرِينَ يُحَدِّثُونَ كَمَا سَمِعُوا) رواه الخطيب البغدادي في الكفاية.

 

- ثانيا: المسألة الثانية: هل يوجد أحاديث نبوية تجيز الرواية بالمعنى ؟

#- (قلت خالد صاحب الرسالة):

- وجدت أحاديث منسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم تدل على جواز رواية الحديث بالمعنى .. ولما تتبعتها وجدتها كلها لا تصح .. إلا رواية واحدة صحيحة ولكنها مرسلة ولا يصح الإحتجاج بها .. وإليك تحقيق هذه غالب هذه الأحاديث حيث لم أجد من حققها فيما توافر لدي من مراجع .. فاجتهدت فيها .. وما وجدت فيها من تحقيق قد أثبته .

 

1- (حديث موضوع) : عن الْوَلِيدُ بْنُ سَلَمَةَ الْفِلَسْطِينِيُّ، قال: أَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أُكَيْمَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: (قُلْنَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِأَبِينَا أَنْتَ وَأُمِّنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَنَسْمَعُ الْحَدِيثَ فَلاَ نَقْدِرُ عَلَى تَأْدِيَتِهِ كَمَا سَمِعْنَاهُ قَالَ: إِذَا لَمْ تُحِلُّوا حَرَامًا وَلاَ تُحَرِّمُوا حَلاَلاً فَلاَ بَأْسَ) رواه الخطيب البغدادي في الكفاية برقم 614.

 

#- (قلت خالد صاحب الرسالة):

- الحديث موضوع .. فيه الوليد بن سلمة الفلسطيني متهم بالكذب .. وقال فيه العلامة أحمد شاكر رحمه الله في تخريج تفسير الطبري عن تخريج الأثر رقم (18768): الوليد بن سلمة الفلسطيني الأردني" قاضي الأردن ، كذاب ، يضع الأحاديث على الثقات . مترجم في ابن أبي حاتم (4/2/6) ، وميزان الاعتدال (3: 271) ، ولسان الميزان (6: 222) .

 

- (قلت خالد صاحب الرسالة): وفي الحديث "يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أُكَيْمَةَ اللَّيْثِيُّ" وهو مجهول الحال ..

 

2- (حديث موضوع) : عن الْوَلِيدُ بْنُ سَلَمَةَ، قال: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُكَيْمَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قُلْنَا: (يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَسْمَعُ مِنْكَ الْحَدِيثَ ولاَ نَقْدِرُ عَلَى تَأْدِيَتِهِ كَمَا سَمِعْنَا، قَالَ: إِذَا لَمْ تُحَرِّمُوا حَلاَلاً وَلاَ تُحِلُّوا حَرَامًا وَأَصَبْتُمُ الْمَعْنَى فَلاَ بَأْسَ) رواه الخطيب البغدادي في الكفاية برقم 615.

#- (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث موضوع .. وهو نفس سند الرواية السابقة ولكن لفظ الحديث مختلف قليلا ..

 

#- (قلت خالد صاحب الرسالة): نفس الرواية السابقة قد رواها أبو نعيم في معرفة الصحابة بإسناد موضوع أيضا .. حيث فيه (عمر بن إبراهيم بن خالد بن عبد الرحمن) قال الدارقطني:  كذاب خبيث يضع الحديث .. وقال الذهبي: كذاب، .. وفي الحديث أيضا (سَهْلِ بْنِ السَّرِيِّ) وهو ضعيف الحديث .. وفي الحديث (محمد بن إسحاق) وهو صدق يدلس ولم يصرح بالتحديث .. وفي الحديث (حبيب بن أبي حبيب) مجهول الحال .. وفي الحديث (يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أُكَيْمَةَ اللَّيْثِيُّ) وهو مجهول الحال ..!!

#- وقال السخاوي في فتح المغيث (3/145): إسناده مضطرب لا يصح .

#- وقال الجورقاني في الأباطيل والمناكير (ص232): هذا حديث باطل وفي إسناده اضطراب.

 

3- حديث موضوع : عن أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قَزَعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: (سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ تُحَدِّثُنَا حَدِيثًا لاَ نَقْدِرُ أَنْ نَسُوقَهُ كَمَا نَسْمَعُهُ، فَقَالَ: إِذَا أَصَابَ أَحَدُكُمُ الْمَعْنَى فَلْيُحَدِّثْ) رواه الخطيب البغدادي في الكفاية برقم 616.

 

#- (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث موضوع .. فيه عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القرشي وهو متروك الحديث حيث قال عنه أحمد بن حنبل تهمه وضرب على حديثه وقال: كذب أو قال: موضوعة ..، وقال الدارقطني: منكر الحديث..، .. وفي الحديث  (أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ويسمى غلام خليل أحمد بن محمد بن غالب الباهلي) .. وفي سير أعلام النبلاء: قال الإمام أبو بكر الصبغي: غلام خليل ممن لا أشك في كذبه..، وروي عن أبي داود السجستاني، أنه قال: ذاك دجال بغداد، نظرت في أربع مائة حديث له، عرضت علي، كلها كذب، متونها وأسانيدها ..، وقال ابن عدي: سمعت أبا عبد الله النهاوندي يقول: كلمت "غلام خليل" في هذه الأحاديث، فقال: وضعناها لترقق القلوب ..، وفي الحديث أيضا (إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِنْجِيٍّ أَبُو الْقَاسِمِ الْكَاتِبُ): قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: سمعت أبا القاسم الأزهري ذكر أبا القاسم بن زنجي فقال: لا يسوى شيئا..!!

 

4- (حديث ضعيف جدا): عن بقِيَّةُ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَعْيَنُ مَوْلَى مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يَرْفَعُهُ، قَالَ: لَمَّا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَسْمَعُ مِنْكَ الْحَدِيثَ فَنَزِيدُ فِيهِ وَنَنْقُصُ، فَهَذَا كَذِبٌ عَلَيْكَ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنْ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ يَقُولُ: أَنَا كَذَّابٌ، أَنَا سَاحِرٌ، أَنَا مَجْنُونٌ) رواه الجورقاني في الأباطيل والمناكير .. وقال: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ وَإِسْنَادُهُ مُنْقَطِعٌ، وَ "بَقِيَّةُ" ضَعِيفُ الْحَدِيثِ لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ .. وَ"أَعْيَنُ مَوْلَى مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ" مَجْهُولٌ.

 

5- (حديث ضعيف): عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ تَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، أَوِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوِ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ، فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْنَ عَيْنَيْ جَهَنَّمَ مَقْعَدًا» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَهَلْ لَهَا عَيْنَانِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، أَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} [الفرقان: 12] ، قَالَ: فَمَكَثْنَا لَا نَتَحَدَّثُ حَتَّى أَنْكَرَ ذَلِكَ مِنْ شَأْنِنَا، فَقَالَ لَنَا: «مَالِي لَا أَرَاكُمُ تَحَدَّثُونَ؟» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ نَتَحَدَّثُ وَقَدْ قُلْتَ مَا قُلْتَ، وَنَحْنُ لَا نُقِيمُ حَدِيثًا، نُقَدِّمُ وَنُؤَخِّرُ وَنَزِيدُ وَنُنْقِصُ؟ فَقَالَ: «لَيْسَ ذَلِكَ عَنَيْتُ، إِنَّمَا عَنَيْتُ مَا أَرَادَ عَيْبِي وَشَيْنَ الْإِسْلَامِ) رواه الخطيب البغدادي في الكفاية برقم617.

- قوله (أراد عَيْبِي وَشَيْنَ الْإِسْلَامِ): أي من كان إرادته متعمدا في أن يعيب في نبوتي وشخصي، وعاب في دين الإسلام .. بالكذب والإفتراء والبهتان.

#- (قلت خالد صاحب الرسالة): قال الألباني رحمه الله .. هذا إسناد ضعيف وإن كان رجاله كلهم ثقات، فإنه منقطع بين ابن دريك والرجل، فإنه لم يدرك أحدا من الصحابة، ولذلك أورده ابن حبان في أتباع التابعين. الضعيفة ج2 ص422.

- وقال الجورقاني رحمه الله في الأباطيل والمناكير ج1 ص232: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، وَخَالِدُ بْنُ دُرَيْكٍ شَامِيٌّ عَسْقَلَانِيٌّ مِنْ أَهْلِ الرَّمْلَةِ، رَوَى عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، وَلَمْ يَسْمَعْ شَيْئًا مِنْ أَحَدِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.

 

#- (قلت خالد صاحب الرسالة): ويوجد طرق أخرى لهذا السياق السابق رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة بسند ضعيف .. ورواه الطبراني في الكبير وفي روايته من هو متهم بالكذب عند بعض العلماء وهو "محمد بن الفضل بن عطية" قد ذكر ذلك الألباني في الضعيفة ج2 ص422..

- ونفس الرواية التي في الطبراني رواها الحاكم وقال: "حَدِيثٌ بَاطِلٌ، وَفِي إِسْنَادِهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ، اتَّفَقُوا عَلَى تَكْذِيبِهِ، بَلْ قَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: إِنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ" .. نقلا عن السخاوي في فتح المغيث ج3 ص145.

- وعلى نفس رواية الطبراني والحاكم قال الإمام الجورقاني: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ، قَالَ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ سُلَيْمَانَ وَسُئِلَ، عَنْ حَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ، فَقَالَ: تَسْأَلُونِي عَنْ حَدِيثِ الْكَذَّابِينَ؟ ..، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ؟ فَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَقَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ: سُئِلَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ؟ فَقَالَ: هُوَ وَالِدُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ كَذَّابٌ، وَقَالَ أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ كَذَّابٌ (راجع الأباطيل والمناكير ج1 ص229-230).

 

#- مما سبق أخي الحبيب .. يتبين لك أنه لا يصح الإحتجاج بهذه الأحاديث .. لأنه أبعد من ان تكون تكون قالها النبي صلى الله عليه وسلم .. إلا رواية الخطيب عن خالد بن دريك فلا تصح إلا بشاهد قوي يقويها .. وما عدا ذلك فتبقى على حالتها رواية ضعيفة لا يحتج بها في هذا الشأن ..

 

- والله أعلم في كل ما سبق وقد حاولت التحقق منه قدر استطاعتي .. والحمد لله رب العالمين على ما أعانني عليه وأسأله القبول .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

*************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسائل العلمية مصدرهامدونة الروحانيات فى الاسلام -   ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات  ..