ج29: رسالة الحق والنور - كيف نقبل أحاديث مخالفة للعقل والعلم والقرآن - كيف يكون الحديث النبوي تشريع في حين أن النبي قال: (لا أُحلِّ إلا ما أَحلَّ اللهُ في كتابهِ، ولا أُحرِّمُ إلا ما حرَّمَ اللهُ في كتابهِ) (ستبلغكم عني أحاديث، فاعرضوها على القرآن، فما وافق القرآن فالزموه، وما خالف القرآن فارفضوه).

      بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الحق والنور

في موجز علم تدوين الحديث الشريف

وتبرئة البخاري ممن شهد عليه بالزور

(الجزء التاسع والعشرون)

* فهرس:

:: الفصل الثامن والعشرون :: تابع/ أدلة عقلية من جماعة القرآنيين والتنويريين ليطفئوا نور الحديث النبوي ويجحدوه كمصدر للتشريع ::
1- س90: كيف نقبل أحاديث مخالفة للعقل والعلم والقرآن ؟
2- س91: كيف يكون الحديث النبوي تشريع في حين أن النبي قال: (لا أُحلِّ إلا ما أَحلَّ اللهُ في كتابهِ، ولا أُحرِّمُ إلا ما حرَّمَ اللهُ في كتابهِ) ، وقال: (ستبلغكم عني أحاديث، فاعرضوها على القرآن، فما وافق القرآن فالزموه، وما خالف القرآن فارفضوه)؟

***************************

:: الفصل الثامن والعشرون ::

:: تابع/ أدلة عقلية من جماعة القرآنيين والتنويريين ليطفئوا نور الحديث النبوي ويجحدوه كمصدر للتشريع ::

************************

 

..:: س90: كيف نقبل أحاديث مخالفة للعقل والعلم والقرآن ؟ ::..

 
- قال بعض جماعة القرآنيين .. كيف نقبل أحاديث فيها مخالفة للعقل والعلم والقرآن .. أهذا يقبله قلب مؤمن أو عقل رشيد ؟!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- وكأن صاحب هذه الشبهة يريد أن يقول أن كل الأحاديث تخالف العقل والعلم والقرآن .. وكأنها أقوال ضالة لا تنتمي للنبي صلى الله عليه وسلم .. !! وهذا بكل تأكيد كذب ..
- فإذا كانت هذه مشكلة صاحب الشبهة .. في إنكار الاحاديث التي تخالف العقل والعلم والقرآن .. فهذا معناه أن هذا الشخص جاهل لم يقرأ في علم الحديث من قبل .. أو بليد العقل لا يفهم كلام العلماء ولا كلام النبي صلى الله عليه وسلم .. .. ليه ؟!!
 
1- فليأتنا من الحديث الصحيح ما يخالف العقل والعلم والقرآن .. إلا ما أشار أهل العلم وهو بضعة أحاديث .. ولكن أن يأتي باحاديث ضعيفة أو موضوعة كعادتهم ليبرهنوا على صدق كلامهم .. فهذا يسمى خيانة في الأمانة العلمية .. وهذا طبع فيهم لا نستغربه منهم كما سبق في شبهاتهم المتعددة ..!!  
 
2- قد سبق وأوضحنا أن الحديث النبوي له ضوابط في قبوله .. وليس مقبول في كل الأحوال حتى لو كان سنده صحيح .. وقد أوضحنا ذلك تفصيليا في السؤال رقم (5) .. تحت عنوان: (هل علماء الحديث لم يتحققوا من صحة الأحاديث وقبلوا كل المتون التي أسانيدها صحيحة ؟) .. والسؤال رقم (6) .. تحت عنوان (ما هو مقياس القبول والرفض لمتن الحديث الشريف عند عند مطابقته بنصوص القرآن ؟ (وما هو مقياس الضبط عند النبي في التحقق من أحاديثه ؟) ..!!
 
- وسأكتفي بنقل كلام النبي صلى الله عليه وسلم .. وكلام أحد علماء الحديث حتى تعرف أخي الحبيب .. أن مراجعة تحقيق الحديث النبوي أمر مطلوب ومعلوم .. ولكن هذه الجماعة تتعمد تشكيك المؤمنين بأي طريقة حتى يجحدوا الحديث النبوي كما هم جحدوه ..

#- أولا: حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
- عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ، وأَبِي أُسَيْدٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي تَعْرِفُهُ قُلُوبُكُمْ، وَتَلِينُ لَهُ أَشْعَارُكُمْ، وَأَبْشَارُكُمْ، وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ قَرِيبٌ، فَأَنَا أَوْلَاكُمْ بِهِ، وَإِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي تُنْكِرُهُ قُلُوبُكُمْ، وَتَنْفِرُ أَشْعَارُكُمْ، وَأَبْشَارُكُمْ، وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ بَعِيدٌ فَأَنَا أَبْعَدُكُمْ مِنْهُ) رواه أحمد والبزار وبن حبان وبن سعد .. وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح .. وقال الوادعي: حسن ..، وقال بن عراق في تنزيه الشريعة: اسناده صحيح ..، وقال بن مفلح في آداب الشريعة: اسناده جيد ..، وقال بن كثير في تفسير القرآن: اسناده صحيح ..،وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم..، وذكره الألباني في صحيح الجامع بأنه حسن ..، وقال في الصحيحة عن رواية بن سعد: بأن إسناده حسن على شرط مسلم.. (وراجع باقي تحقيق الحديث في السؤال رقم (6).
 
* شرح على ألفاظ الحديث:
- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- قوله (سمعتم الحديث عني): ولم يقل (مني) .. وهذا يدل على أن الحديث النبوي سيتم نقله عن آخرين .. ولذلك وضع النبي ميزان عام لقبول الأحاديث المنقولة عنه .. وهو ما ذكره بعد ذلك من حيث قبول القلوب له ونزول السكينة والطمأنينة حين سماعه .
 
2- قوله (تعرفه قلوبكم): أي تطمئن وتنشرح له .. لأنه سيكون حديث لا يخالف تعاليم القرآن وبالتالي ليس فيه ما ينكره القلب ولا يخالف قواعد الدين .. وهذا يتطلب شخص له علم وفقه في الدين وليس شخص من عوام الناس .. وإن كان الحديث عام لكل مؤمن ولكن يكن مؤمن يفهم أمور دينه ..!!
- وهذه الجملة (تعرفه قلوبكم) قد تكون إشارة إلى ما قاله صلى الله عليه وسلم للصحابي الذي كان يريد التفرقة بين البر والإثم حينما يختلط عليه الأمر فقال له: (اسْتَفْتِ قَلْبَكَ، الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ، وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ) رواه أحمد .. وقال النووي حديث حسن .. وقال الألباني في صحيح الترغيب أنه حسن لغيره .. وقال الأرنؤوط: ضعيف.
3- قوله (تلين له أشعاركم وأبشاركم): وأشعاركم هي جمع لشعر الرأس .. والأبشار هي جمع بشرة وهي ظاهر الجلد .. والمقصد هو أن الحديث المروي بحق عن النبي فالأجسام والقلوب تنفعل معه بأن تطمئن له القلوب ويحدث لها سكينة وطمانينة ولا يدخلها ريبة وشك منه ..!! والحديث المروي باطلا عن النبي فالأجسام والقلوب تنفعل معه بالإضطراب والنفور والإنكار له .
 
4- وقوله (تُنْكِرُهُ قُلُوبُكُمْ - وَتَنْفِرُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ): ألفاظ (تنكره – وتنفر) .. فيها دلالة عن فظاعة الحديث الذي لا يمكن أن يكون قاله أو فعله النبي .. لما فيه من مخالفة شرعية أو علمية أو عقلية ..!! 
 
5- قوله (وترون أنه قريب منكم): أي وتعلمون أنه قريب من قلوبكم ولا ريب في قلوبكم من ناحيته ..
 
6- قوله (فأنا أولاكم به): أي فأنا أحق وأولى بأن أكون قد قلت وتحدثت به.
 
7- قوله (تنكرون – تنفر – بعيد عنكم): كلها الفاظ تدل على حدوث انزعاج داخلي في نفسك وشك وريبة من أن يكون قد قاله النبي صلى الله عليه وسلم .
 
8- قوله (فأنا أبعدكم منه): فإذا كان حدث لكم نفور منه وشك وانزعاج .. فأنا لم أقل به وهو أبعد من أن أكون أنا قائله .
- والله أعلم .
 
# من فوائد الحديث السابق:
- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- أنه يدل على انتشار الحديث النبوي عن النبي صلى الله عليه وسلم ..
 
2- وفي الحديث دلالة على أنه لم ينهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قبول الأحاديث المروية عنه .. لكن مع ضرورة التحقق منها حتى لا يكون فيها مخالفة للقرآن.
 
3- وفي الحديث دلالة على أنه لا حجة لمن يزعم أن الحديث النبوي طالما صحيح السند فيكون بالضرورة قد قاله النبي صلى الله عليه وسلم .. لا .. بل الحجة أن يكون صحيح الإسناد بلا ضعف فيه ، وكذلك صحيح المتن أيضا بلا مخالفة ولا معارضة فيه للقرآن .
 
4- وفيه دلالة على أن رواية الحديث لابد أن يكون فيها اجتهاد لمعرفة الصحيح من الضعيف .. وإنكار الحديث لا شبهة فيه طالما فيه حجة وبيان وبرهان على أن هذا الحديث مخالف للقرآن أو للعلم أو للعقل كتعارضه مع غيره من الأحاديث .. ومثال لما سبق هو ما أنكره العلماء على صحيح مسلم في مسألة عدد أيام خلق السموات والأرض .. ووجدوا أنها مخالفة للقرآن .. فأنكروا هذا الحديث .. وراجع إجابة السؤال رقم (7) .. تحت عنوان (هل هناك أقاويل تظهر التعصب في اثبات صحة المتن لأن الأسناد صحيح ؟) .
 
5- وفي الحديث دلالة على أنه لو لم يكن الحديث النبوي فيه حجة شرعية .. لكان منع أو نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن استقبال سماع الحديث النبوي من أساسه ولكان "قال اكتفوا بالقرآن" .. ولكنه لم يقل ذلك صلى الله عليه وسلم .. فدل بذلك على أنه حجة ملزمة لمن بلغه الحديث ولكن بشرط التحقق من صحته .
- والله أعلم.
 
#- ثانيا: من كلام العلماء .. أنقل لكم:
- كلام الإمام بن حجر العسقلاني رحمه الله (المتوفى: 852هـ) حيث يقول في كتابه نزهة النظر ص 110:
- ومِنها (أي من القرآئن التي تدل على وضع الحديث وكذبه) ما يُؤخَذُ مِن حالِ المروي (أي متن الحديث) ، كأنْ يكون مناقضاً لنصِّ القرآن، أَو السُّنَّةِ المُتواتِرَةِ، أَو الإِجماعِ القطعيِّ، أَو صريحِ العَقْلِ، حيثُ لا يَقْبلُ شيءٌ مِن ذلك التأويلَ. (ما بين الأقواس توضيح من كاتب الرسالة).
 
#- مما سبق يتبين لك أخي الحبيب .. أن الحديث النبوي لابد من التحقيق فيه ومراجعته ومطابقته مع القرآن في المقام الأول حتى لو كان السند صحيحا ..!!
 
- ولا يوجد ما يزعمه أصحاب هذه الشبهات من أكاذيب على الحديث النبوي .. حيث يحاولون التأثير على المؤمنين بأن يوهموهم .. بأن هذه الأحاديث ما هي إلا مجموعة أقوال ملفقة قد ذكرها البعض ليجعل له سلطان ديني ..
 

***********************

 

..:: س91: كيف يكون الحديث النبوي تشريع في حين أن النبي قال: (لا أُحلِّ إلا ما أَحلَّ اللهُ في كتابهِ، ولا أُحرِّمُ إلا ما حرَّمَ اللهُ في كتابهِ) ؟ ::..

 
- من الشبهات البليدة ولكن بأسلوب آخر من هذه الجماعة الجاحدة للحديث النبوي .. هو قولهم أن الحديث النبوي ليس تشريع .. بدليل أن النبي أوقف الأحكام على كتاب الله فقط ونهى عن التعلق بكلامه هو .. وأن كل ما يخالف القرآن فعلينا إنكاره ورفضه .. بل ودلت الأحاديث على وجوب عرض ما ينسب إلى النبي من تحكم الكتاب الكريم فلا تكون السُنَّةُ بذلك حجة شرعية .. ويكون كل حكم في الأحاديث النبوية لا وجود له في القرآن فهو مردود .. ودليل ذلك في الأحاديث:
1- (لا تُمسِكوا عليَّ شَيْئًا، فإني لا أُحِلُّ إلَّا ما أحَلَّ اللهُ، ولا أُحرِّمُ إلَّا ما حَرَّمَ في كِتابِه).
2- (أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جلسَ في مرضِهِ الذي ماتَ فيه إلى جنبِ الحجرِ فحذرَ الفتنَ وقال إني واللهَ لا يمسكُ الناسُ عليّ بشيء ، إنّي لا أُحلِّ إلا ما أَحلَّ اللهُ في كتابهِ ولا أُحرِّمُ إلا ما حرَّمَ اللهُ في كتابهِ).
3- (إنها تكون بعدي رواة يروون عني الحديث، فاعرضوا حديثهم على القرآن، فما وافق القرآن فخذوا به، وما لم يوافق القرآن فلا تأخذوا به)
4- (ستبلغكم عني أحاديث، فاعرضوها على القرآن، فما وافق القرآن فالزموه، وما خالف القرآن فارفضوه).
5- (إِذَا حُدِّثْتُمْ عَنِّي حَدِيثًا تَعْرِفُونَهُ، وَلاَ تُنْكِرُونَهُ، قُلْتُهُ أَوْ لَمْ أَقُلْهُ، فَصَدِّقُوا بِهِ .. فَإِنِّي أَقُولُ مَا يُعْرَفُ وَلاَ يُنْكَرُ .. وَإِذَا حُدِّثْتُمْ عَنِّي حَدِيثًا تُنْكِرُونَهُ وَلاَ تَعْرِفُونَهُ .. قُلْتُهُ أَوْ لَمْ أَقُلْهُ .. فَلاَ تُصَدِّقُوا بِهِ ؟؟ فَإِنِّي لاَ أَقُولُ مَا يُنْكَرُ وَلاَ يُعْرَفُ)
 
#- قلت (خالد صاحب الموضوع):
- أولا: كما قلت لك سابقا أخي الحبيب أن هذه الجماعة إما تتدل بأجزاء من آيات أو بأحاديث ضعيفة أو موضوعة لتحقق مرادها .. ونادرا ما تجد لهم حديث صحيح يعتمدوا عليه .. !!
 
- ثانيا: قلت لك أخي الحبيب في شبهات سابقة بأن استدلال هؤلاء بالحديث فيه دليل على فساد عقلي فيهم يحتاج إلى تقويم ومساعدة طبية لعل مسألة البلادة أو الغباء الساكن فيهم يتم تقويمها ويفهموا الصواب من الخطأ .. ويدركوا أن الاستدلال بما هو له منكر وجاحد لا يصح الإستدلال به كحجة له ..!!
 
- ثالثا: وكما قلنا في شبهات سابقة .. أن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم لا تُخالِف القرآن ولا تعارضه في شيء من الأحكام .. حتى يزعم أحد ان الاحاديث النبوية فيهما ما يخالف القرآن ويعارضه .. وإنما الذي كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم هو تبيين الأحكام القرآنية إما في كيفية أداء الحكم أو تبيين حكم فرعي إضافي على حكم أصلي في القرآن .. وهذا التبيين النبوي قد ذكره الله تعالى حيث قال: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) النحل44.
 
- وهذا التبيين من النبي لأحكام القرآن على نوعين:
- الأول: أما لتبيين كيفية أداء الحكم (الفرض) .. حيث يأتي الأمر بفعل فرض ولكن دون تبيين كيفية أداءه .. كالصلاة والزكاة ..
 
- الثاني: وإما تبيين لحكم فرعي لحكم أصلي في القرآن .. حتى يظهر من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه .. كتحريم الجمع بين زواج المرأة وخالتها أو المرأة وعمتها .. أي أن التعدد بجمع الزوجة وخالتها أوعمتها لا يصح ..
- ولمزيد من التفصيل لما سبق .. ارجع للسؤال رقم (71) .. تحت عنوان: (كيف يكون للنبي نهي خاص به وإلا هذا سيدفعنا لنقول أن الله قد نسى أحكاما أن يذكرها في القرآن وهذا محال ؟!!).
 
- رابعا: أما عن الأحاديث التي استدل بها وهو يظن أنه قد حاز الإنتصار الكبير لمذهبه الجحودي للحديث النبوي .. فإليك بيان هذه الأحاديث:
1- حديث: (لا تُمسِكوا عليَّ شَيْئًا، فإني لا أُحِلُّ إلَّا ما أحَلَّ اللهُ، ولا أُحرِّمُ إلَّا ما حَرَّمَ في كِتابِه) رواه الطبراني في المعجم الأوسط ورواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ..، وقال بن القيسراني في ذخيرة الحفاظ: فيه علي بن عاصم وهو ضعيف..، وقال الأرنؤوط في تخريج السير: إسناده ضعيف.
 
2- حديث: عن عبيد بن عمير: (أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جلسَ في مرضِهِ الذي ماتَ فيه إلى جنبِ الحجرِ فحذرَ الفتنَ وقال إني واللهَ لا يمسكُ الناسُ عليّ بشيء ، إنّي لا أُحلِّ إلا ما أَحلَّ اللهُ في كتابهِ ولا أُحرِّمُ إلا ما حرَّمَ اللهُ في كتابهِ) ذكره بن حزم في أصول الأحكام وقال: مرسل لا يصح.
 
3- حديث: (إنها تكون بعدي رواة يروون عني الحديث، فاعرضوا حديثهم على القرآن، فما وافق القرآن فخذوا به، وما لم يوافق القرآن فلا تأخذوا به) رواه الداقطني .. وأعله الدارقطني فقال: هذا وهم، والصواب عن عاصم عن زيد، عن علي بن الحسين مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم..أ.هـ.، وقال الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة أنه حديث ضعيف وأظهر له علة أخرى خلاف ما ذكرها الدارقطني.. انظر الضعيفة حديث رقم 1087.
 
4- حديث: (ستبلغكم عني أحاديث، فاعرضوها على القرآن، فما وافق القرآن فالزموه، وما خالف القرآن فارفضوه) أخرجه الهروي في " ذم الكلام ".. وقال الألباني حديث ضعيف .. انظر الضعيفة حديث رقم 1089.
 
5- حديث: (إِذَا حُدِّثْتُمْ عَنِّي حَدِيثًا تَعْرِفُونَهُ، وَلاَ تُنْكِرُونَهُ، قُلْتُهُ أَوْ لَمْ أَقُلْهُ، فَصَدِّقُوا بِهِ .. فَإِنِّي أَقُولُ مَا يُعْرَفُ وَلاَ يُنْكَرُ .. وَإِذَا حُدِّثْتُمْ عَنِّي حَدِيثًا تُنْكِرُونَهُ وَلاَ تَعْرِفُونَهُ .. قُلْتُهُ أَوْ لَمْ أَقُلْهُ .. فَلاَ تُصَدِّقُوا بِهِ ؟؟ فَإِنِّي لاَ أَقُولُ مَا يُنْكَرُ وَلاَ يُعْرَفُ)  رواه الدارقطني في سننه والهروي في ذم الكلام .. وقال الهروي: لا أعرف علة هذا الحديث، فإن رواته كلهم ثقات، والإسناد متصل ..، ثم تعقبه الشيخ الألباني وقال الحديث ضعيف وأوجد علة الإرسال فيه .. راجع السلسلة الضعيفة حديث رقم 1085 .
 
* وأضيف إليك اخي الحبيب بعض الأحاديث التي تشابه ما استدلوا .. إذ ربما يستدل بها بعض من طائفتهم:
 
6- حديث: (إذا حدثتم عني حديثا يوافق الحق فخذوا به .. حدثت به أو لم أحدث به) أخرجه العقيلي في الضعفاء .. وذكره الألباني في الضعيفة بأنه حديث موضوع .. راجع السلسلة الضعيفة حديث رقم 1084.
 
7- حديث: (سيفشو عني أحاديث، فما أتاكم من حديثي فاقرأوا كتاب الله، واعتبروه، فما وافق كتاب الله فأنا قلته، وما لم يوافق كتاب الله فلم أقله) رواه الطبراني في المعجم الكبير .. وذكره الألباني في السلسة الضعيفة بأن حديث ضعيف وأثبت له علل كثيرة .. انظر الضعيفة حديث رقم 1088.
 
8- حديث: (ما حدثتم عني مما تعرفونه فخذوه، وما حدثتم عني مما تنكرونه، فلا تأخذوا به، فإني لا أقول المنكر، ولست من أهله) أخرجه الخطيب في " الكفاية " .. وقال الألباني حديث ضعيف جدا.. انظر الضعيفة حديث رقم 1090.
 
9- (حديث ضعيف): (إذا حدثْتُمْ عنِّي حديثًا تعرفونَهُ ولا تنكرونَهُ ، فصدقُوا بهِ قلتُهُ أوْ لمْ أقلْهُ ، فإنِّي أقولُ ما تعرفونَهُ ولا تنكرونَهُ ، وإذا حدثتُمْ عنِّي حديثًا تنكرونَهُ ولا تعرفونَهُ ، فكذِّبُوا بهِ ، فإنِّي لا أقولُ ما تنكرونَهُ ، وأقولُ ما تعرفونَهُ) رواه الطحاوي في مشكل الآثار  والدارقطني في سننه .. وقال الوادعي: ظاهره الصحة ، لكن قال البخاري رحمه الله ذكر أبي هريرة "وهما" .. وقال أبو حاتم منكر: الثقات لا يرفعونه ..، وذكره الألباني في الضعيفة بأنه ضعيف .. وقال الأرنؤوط في تخريج مشكل الآثار: رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن البخاري عد ذكر أبي هريرة فيه (وهما) من يحيى بن آدم ..!!
 
- وقال الحافظ بن رجب رحمه الله في (العلوم والحكم ج2 ص743):
- وقد اختلف في إسناده على ابن أبي ذئب، ورواه الحفَّاظ عنه، عن سعيد مرسلاً، والمرسل أصحُّ عند أئمة الحفَّاظ، منهم: ابنُ معين والبخاري وأبو حاتم الرازي وابن خزيمة، وقال: ما رأيتُ أحداً من عُلماء الحديث يُثبت وصلَه.
 
10- حديث: (لَا أَعْرِفَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ أَتَاهُ عَنِّي حَدِيثٌ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ فِي أَرِيكَتِهِ، فَيَقُولُ: اتْلُوا عَلَيَّ بِهِ قُرْآنًا .. مَا جَاءَكُمْ عَنِّي مِنْ خَيْرٍ قُلْتُهُ أَوْ لَمْ أَقُلْهُ فَأَنَا أَقُولُهُ .. وَمَا أَتَاكُمْ عَنِّي مِنْ شَرٍّ .. فَأَنَا لَا أَقُولُ الشَّرَّ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: إسناده ضعيف لضعف أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي.

# - مما سبق أخي الحبيب يتبين لك .. مدى ضعف هذه الأحاديث التي يستدلون بها .. وحتى لو كان فيها شيء صحيح .. فقد أجبت على ذلك في السؤال رقم (71) وما بعده من أسئلة ..

 

- والغريب أنك حينما تجد استدلالتهم بالأحاديث .. فإنك تسأل لماذا يستدلون بما هم له جاحدون كحجة لهم .. فهل هذه عقول رشيدة .. !! لأن ما هو حجة لهم هو نفسه حجة عليهم ..!! فهل هذا مستوى آخر من الغباء غير مسبوق ..؟!! 

- ربنا يهدي لهم نفوسهم الجاحدة للأحاديث النبوية.

 *****************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسائل العلمية مصدرهامدونة الروحانيات فى الاسلام -   ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات  ..