ج31: رسالة الحق والنور- لماذا نتبع كلام غير كلام الله الموصوف بقوله (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً) ، وبقوله (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) - ما حاجتنا للأحاديث النبوية في حين أن الله يقول: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ).

       بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الحق والنور

في موجز علم تدوين الحديث الشريف

وتبرئة البخاري ممن شهد عليه بالزور

(الجزء الحادي والثلاثون)

* فهرس:

:: الفصل الثلاثون :: تابع/ أدلة عقلية من جماعة القرآنيين والتنويريين ليطفئوا نور الحديث النبوي ويجحدوه كمصدر للتشريع ::

1- س94: لماذا نتبع كلام غير كلام الله الموصوف بقوله (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً) ، وبقوله (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) ؟

2- س95: ما حاجتنا للأحاديث النبوية في حين أن الله يقول: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) ؟

***************************

:: الفصل الثلاثون ::

:: تابع/ أدلة عقلية من جماعة القرآنيين والتنويريين ليطفئوا نور الحديث النبوي ويجحدوه كمصدر للتشريع ::

************************

..:: س94: لماذا نتبع كلام غير كلام الله الموصوف بقوله (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً) ، وبقوله (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) ؟ ::..

 
- قال بعض جماعة القرآنيين .. طالما أن الله قال: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً) النساء87 .. وقال الله: (مِنَ اللّهِ قِيلاً) النساء122.
- فليس بعد حديث الله أي كلام يمكن أن يكون فيه صدق .. لا حديث ولا غيره ؟ فلماذا نتبع كلام غير كلام الله حينئذ ؟!!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- لو كان المنطق كما زعمتم .. فأنتم أول الكاذبين بنفس هذا المنطق .. طالما أي حديث غير حديث الله هو كذب ..!!
- ألهذه الدرجة بلغ بكم مستوى الغباء إلى أقصاه .. حتى فقدتم التمييز في فهم كلام الله ؟!! أم أن استيلاء الغل في قلوبكم الذي يحرككم في محاربة الحديث النبوي قد بلغ حدا أفقدكم رشدكم ..!!
- أم أن هذا غباء بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف ..!!
 
2- هذا الجزء من الآية الذي استدللتم به في الآيتين .. إنما هو خبر فيه إثبات كمال الذات الإلهية التي لا يمكن أن تكذب .. فهذا وصف للذات الإلهية .. ووصف لحقيقة تجلي إلهي في الوجود وهو ما تكلم به تعالى إلينا ..
- فضلا عن أن الآيتين جاء فيهما كلمة (أصدق) .. بعد ثبوت وعد الله .. وفي هذا دلالة على تحقيق الوعد الإلهي بلا أدنى شك ..
- ولهذا علينا أن نتبين الآيتين .. حتى تعلم كيف كذبت هذه الجماعة في الإستدلال بكلام الله .. وأيضا لتتعلم كيف يتم التلاعب بكلام الله .. حيث يجتزئون من الآيات القرآنية ما يخدمون به أهوائهم .. ولا مانع لديهم في تفسير كلام الله بالباطل وصولا لمبتغاهم ..!!
 
3- لو نظرنا في قوله (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) النساء122 .. فهي بعض آية تم اجتزائها من قوله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) النساء122.
- هذه الآية تتعلق بتحقيق الوعد الإلهي في الآخرة .. وكلام الله واضح (وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) .. لأنه من الذي يستطيع أن يتحكم في قدره مهما وعد .. سوى الله ؟!! لأن الله لا يحكمه شيء وهو الحاكم على كل شيء ..!!
 
4- ولو نظرنا في قوله (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً) النساء87 .. فهي بعض آية تم اجتزائها من قوله تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا) النساء87.
- وهذه الآية واضحة أنها في تمجيد الله تعالى ثم تحقيق وعده أيضا الذي وعد به .. ولذلك هو الأصدق في حديثه .. لأنه القادر على تحقيق ما تحدث به لأنه غير محكوم بشيء وإنما هو الحاكم على كل شيء .. فإن تكلم بوعد أو تحدث به .. فهو محقق لا محالة ..!!
 
5- وفي الآيتين جاء قوله (أصدق) .. بصيغة فعل التفضيل .. حتى نفهم أن هنا من هو صادق ومن هو أصدق .. فالإنسان قد يكون صادقا في تحقيق وعده .. أما كونه له قدره على تنفيذ وعده أم لا .. فهذا في مشيئة الله لأنه محكوم بالمشيئة الإلهية .. 
- ولكن الأصدق في الوعد على الإطلاق .. فهو القادر على تنفيذه بدون أي معوقات .. وهذا لا يكون إلا لله رب العالمين المتصرف في القدر ولا يحكمه قدر .. فهو المتحكم في كل شيء وليس محكوما بشيء ..!! سبحانه ما أعظمه.
 
6- وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته: (فإنَّ خَيْرَ الحَديثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ ....) صحيح مسلم. 
- قوله (الهُدَى): أي خير طرق الهداية هي طريق النبي صلى الله عليه وسلم .. حيث يقول تعالى (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) الشورى52.
 
#- وفيما سبق الكفاية لتحقيق الفهم .. لمن كان له عقل ولو بسيط .. ويمكنك الرجوع للسؤال رقم (73) .. تحت عنوان (هل حديث الأريكة مناقض للقرآن بدليل - (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ) ؟!!) .. وستجد آيات شبيهة لما في هذه الشبهة قد استدلوا بها لجحود الحديث النبوي .. والله من ورائهم محيط.
 

***********************************

 

..:: س95: ما حاجتنا للأحاديث النبوية في حين أن الله يقول: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) ؟ ::..

 
- من شبهات بعض جماعة القرآنيين .. قولهم أنهم ليسوا بحاجة إلى الحديث النبوي في شيء حتى ولو صحيح .. لأن الله يقول: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) الإسراء9 .. وطالما القرآن يهدي للتي هي أقوم وهي الطريق المستقيم .. فما حاجتنا للأحاديث النبوية حينئذ ؟!!
- فدل ذلك على أنه لا حجة شرعية للأحاديث النبوية ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- لو كان المستدل بهذه الآية لديه إدراك وفهم بسيط لكلام الله .. لكان أدرك أن ما استدل به هو حجة عليه وليس حجة له .. ليه ؟
- لأن القرآن إذا كان يرشد ويهدي الناس إلى أحسن الطرق .. وهو الإسلام الذي يرشد إلى تحقيق العدل الإجتماعي والسلام النفسي في الدنيا وتحقيق السعادة الأبدية في الآخرة .. فهذا معناه أن في القرآن إرشادات لتحقيق هذه الهداية ومنها:
1- قوله تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ . قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) آل عمران31-32.
- وكأن المحبة لا تأتي بثمارها في القلب وتشرق بأنوارها إلا بطاعة الله وبطاعة الرسول في كل أحوالك ظاهرا وباطنا .
 
2- قوله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) الأحزاب21. 
- وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم هو القدوة الحسنة في الأقوال والأفعال وعموم الأحوال .. وإذا كان الله أرشدنا إلى اتباع النبي صلى الله عليه وسلم إذا كنا نطلب رضاه وكرامته في الآخرة .. وإذا كان حال من يذكر الله كثيرا وقلبه متعلقا بالذكر عليه وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم .. فكان مما سبق يتبين أن من لا يتبع النبي صلى الله عليه وسلم فكأنه اتبع هواه في الشريعة ليفعل فيها ما يريد فعله دون اتباع للنبي صلى الله عليه وسلم .. 

- واتباعه صلى الله عليه وسلم يكون باتباع ما جائنا عنه صلى الله عليه وسلم في القرآن وفي الأحاديث التي بلغتنا بسند ومتن صحيح .. 
 
3- قوله تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) النحل44.
 
4- قوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) الشورى52.
 
5- قوله تعالى: (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) الاعراف158.
 
6- قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) النساء59.
 
7- قوله تعالى: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا) النساء80.

8- قوله تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) الحشر7.

  
- وكل ما سبق من آيات له شرح قد سبق في السؤال رقم (26) تحت عنوان: (س26: ما هي أدلة وجوب الحديث الشريف كحجة شرعية ملزمة لكل مؤمن من القرآن كما أثبتها علماء المسلمين في كل زمان ومكان ؟).
 
 #- فإذا كان كل ما سبق هو من هداية القرآن وإرشاده لنا في أن نتبع الرسول صلى الله عليه وسلم ونطيعه .. ولا يخفى من الآيات السابقة أن لله طاعة ولرسوله طاعة مستمدة من امر الله .. وهذا يظهر لكل من له عقل ولو بسيط ..
- فلماذا هذه الجماعات المتبعة لهواها تجحد حديث النبي صلى الله عليه وسلم ولا تتبعه ولا تطيعه .. ثم يزعمون أنهم يتبعون القرآن .. فيا لها من وقاحة وجرأة على الله ..!!
 
#- وتبقى لك أن تعلم أخي الحبيب ..
1- أن مثل هذه الآية (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) يوجد غيرها كثيرا في القرآن .. وستجد من يستغل مثل هذه الآيات ليطعن في الحديث النبوي وينكره جحودا .. فأحببت أن أذكر لك نموذجا من بعض ما يتناقلونه على صفحات الإنترنت .. ليشعلوا نار الفتنة في صدور المؤمنين ويحدثوا فيهم إرجاف حتى يفسدوا عليهم حالهم مع الله ويجعلوا بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم حجاب بعدم الإتباع في سنته ..
 
2- وقد سبق الإشارة سابقا لبعض الآيات التي استخدموها وقاموا بالترويج لها بكل باطل ثبت في عقولهم .. ليطفئوا نور كلام النبي صلى الله عليه وسلم .. وارجع إلى الأسئلة (73- 76 -77 -78 -79 -80 -81) .. ستجدهم يستدلون بآيات من القرآن يزعمون أن بها أنه لا مشروعية للحديث النبوي .. وقد كذبوا .. والله شهيد على ما يفعلون من فتنة وإرجاف بنفوس المؤمنين .. فضلا عن سخريتهم واستهزائهم بعقول علماء المسلمين ..!!

*******************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسائل العلمية مصدرهامدونة الروحانيات فى الاسلام -   ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات  ..