ج32: رسالة الحق والنور - كيف نستطيع أن نقبل أحاديث ظهرت بعد أكثر من مائتي سنة من موت النبي على يد شخص اسمه البخاري .. أهذا كلام يعقله أحد - يريدون لك الوهم بأن طوال مائتي سنة لم يكن للحديث النبوي وجود - هل البخاري هو من كتب الحديث بعد مائتي عام - تعلم كيف تعرف الكذب في كلامهم أخي الحبيب .

        بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الحق والنور

في موجز علم تدوين الحديث الشريف

وتبرئة البخاري ممن شهد عليه بالزور

(الجزء الثاني والثلاثون)

* فهرس:

:: الفصل الحادي والثلاثون :: تابع/ أدلة عقلية من جماعة القرآنيين والتنويريين ليطفئوا نور الحديث النبوي ويجحدوه كمصدر للتشريع ::

1- س96: كيف نستطيع أن نقبل أحاديث ظهرت بعد أكثر من مائتي سنة من موت النبي على يد شخص اسمه البخاري .. أهذا كلام يعقله أحد ؟

 - أولا: إجابة هذا السؤال في شبهات سابقة تفصيليا .

- ثانيا: عن طول الفترة الزمنية .. قبل تدوين الحديث .. يريدون لك الوهم بأن طوال مائتي سنة لم يكن للحديث النبوي وجود.

- ثالثا: أما عن أن البخاري هو من كتب الحديث بعد مائتي عام.

- رابعا: فيما يتعلق بكتابة الحديث.

- خامسا: حسن الختام لهذه الشبهة .. وهي مجموعة من النقاط التي عليك أن تنتبه لها أخي الحبيب حتى تعلم مدى غباء هؤلاء وكذبهم في تحريف الحقائق.

***************************

:: الفصل الحادي الثلاثون ::

:: تابع/ أدلة عقلية من جماعة القرآنيين والتنويريين ليطفئوا نور الحديث النبوي ويجحدوه كمصدر للتشريع ::

************************

 

..:: س96: كيف نستطيع أن نقبل أحاديث ظهرت بعد أكثر من مائتي سنة من موت النبي على يد شخص اسمه البخاري .. أهذا كلام يعقله أحد ؟ ::..

 
- أيضا من الشبهات التي يروج لها جماعت القرىنيين والتنويرين وأصحاب الرأي الحر .. لإحداث زلزلة وإرجاف في نفوس المؤمنين ناحية الحديث النبوي .. وهي تعتبر من أكابر شبهاتهم على الإنترنت .. فيقولون:
- أنه كيف يتم قبول أحاديث تم كتابتها بعد مائتي عام من موت النبي صلى الله عليه وسلم .. على يد البخاري .. فهل انتظر المسلمين البخاري أكثر من مائتي سنة ليكتب لهم الأحاديث ويجعلها لهم شرع ؟!! ولو كانت حقا لكانت كتبت كما تم كتابة القرآن .. لكن أن يظهر شخص بعد مائتي سنة ويقول أن هذه أحاديث النبي .. فهذا لا يمكن لعقل أن يقبله إلا لو كان مسلوب العقل أو أحمق ؟!!
- فكيف يعقل أن نصدق أن هذه أحاديث نبوية ؟!!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
 
- أولا: إجابة هذا السؤال في شبهات سابقة تفصيليا ..
- تم الرد على هذه الشبهة ولكن بطرق ملتوية أخرى فارجع للأسئلة (60-61-62-63-64-65-66-76-68-69) وخاصة السؤال رقم (69) .. تحت عنوان: (هل كتابة الحديث النبوي دليل إثبات على أنه حجة شرعية؟) .
- ولكن دعنا هنا أخي الحبيب نرد بطريقة أكثر احترافية مما سبق .. ونعلو بمستوى العقل لعل البليد في عقله يفهم ..!! وحتى يعرف المؤمنون من هو الأحمق والمسلوب العقل .. !!

*************************

 

- ثانيا: عن طول الفترة الزمنية .. قبل تدوين الحديث .. يريدون لك الوهم بأن طوال مائتي سنة لم يكن للحديث النبوي وجود:

  
1- لا أدري لماذا هذه الجماعة يستخفون بعقول متابعيهم ويستحمروهم بهذه الخدعة ..؟!! ليه بقول كده ؟
- لأنه ببساطة .. هل طول الفترة الزمنية على نص مكتوب .. يكسبه شرعية ؟!! بكل تأكيد .. لا .. ولا يقول بمثل هذا الكلام إلا مسلوب العقل ؟!! ليه ؟
- لأنه بهذا المنطق يجعل من كتب كل أهل العقائد السماوية قبل الإسلام كالمسيحة واليهودية، والعقائد الأرضية كالبوذية والهندوسية وغيرهم .. هي من الحق الصحيح ..!!
- أهذا منطق ينطق به أحد يا ناس .. إلا لو كان الغباء مستوليا على عقله أو مسلوب العقل ؟!!
- أم أن الحق هو مهما طالت الفترة الزمنية يكون هناك اتصالا وسند يثبت تداول هذا النص بين الناس حتى زمن كتابته ؟!!
- أكيد من لديه عقل سيقبل الخبر المتصل بسند وقد عرف عن هذا السند أن رواته أهل ثقة .. لقبول الخبر منهم.  
- ولا يخفى أن الحديث كان متداولا ومحفوظا في الصدور وله سند بالتلقي فلان من فلان .. بل وبعض الحديث كان مكتوبا .. كما أوضحنا ذلك مرارا وتكرارا .. ويستطيع من له أدنى عقل أن يبصر ذلك ويعلمه ..  
 
- والهدف من بث الشعور بطول الفترة الزمنية هو أن يجعلوك تتوهم أن الحديث النبوي لم يكن له وجود .. وكأنه فجأة ظهرت الأحاديث على يد البخاري رحمه الله في منتصف القرن الثالث الهجري .. وما قبل ذلك فكان لا وجود للحديث النبوي .. !!
 
2- يكفي أن تعرف يا مؤمن .. أن هؤلاء الكذابين قد خانوك في العلم خيانة لم يسبقهم إليها أحد ولا حتى الحاقدون على الإسلام .. حينما أوهموك بأن البخاري ظهر فجأة بالأحاديث النبوية بعد أكثر من مائتي عام من موت النبي صلى الله عليه وسلم .. !! ليه بقولك كده ؟
 
أ- لأن الحديث النبوي له تاريخ في كتابته وتدوينه .. إلا أنهم أخفوا هذه الحقيقة .. كأنهم لا يعلمون .. ويمكنك الرجول للأسئلة التالية (31-34-39-48) ..
 
ب- فإذا علمت ذلك فهمت أن المدة الزمنية المزعومة ليست بفراغ علمي أو مجهول كما يصوره هؤلاء الكذبة .. وإنما كان مملوءا بتلقين العلم والحديث النبوي منقولا في الصدور والبعض كان يكتبه .. كما كان القرآن منقولا في الصدور والبعض يكتبه .. فأي فراغ زمني أو علمي كان في تلك الفترة حتى يتوهم أحد ويكذب بأنه لم يكن هناك وجود للأحاديث النبوية ..؟!! وكيف ظهر الفقه الإسلامي والحكم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم لو لم يكن الحديث له مشروعية حكم ؟!!
 
ج- يبقى حينما يقول لك أحد كيف تقبل حديث تم كتابته بعد مائة سنة من موت النبي صلى الله عليه وسلم .. فقل له العبرة ليست في الكتابة يا جاهل وإنما في التلقين الشفهي وسنده العدل .. وإلا بنفس هذا المنطق الضلالي الذي تتكلم به .. فأنت تتهم القرآن بأنه ليس كلام الله .. وبالتالي فإن النبي صلى الله عليه وسلم ليس بنبي .. لأن القرآن تم تلقينه في صدر النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينزل عليه في كتاب .. !! وطالما لم ينزل في كتاب فما الذي يثبت ويقول بأنه كلام الله ؟!!
 
#- وهكذا نظل في منطقية الهرطقة والضلال التي لا تنتهي .. لأن الغرض النهائي لهؤلاء المتشككين .. وهو تشجيعك على التشكيك والطعن في الدين .. وليس الغرض الاسمى هو إنكار وجحود الحديث النبوي لاستباحة الحرام الذي حرمه النبي فقط .. لا .. وإنما الغرض الأسمى من وراء منهجيتهم هو الطعن في القرآن الكريم لأنهم يعلمون أن جمع القرآن مكتوبا لم يتم في عهد النبي ولم يشهد عليه النبي .. ولكن الجمع تم بعد النبي .. والذين أخبرونا بكيفية جمع القرآن .. هم رواة الأحاديث الذين أنكروهم هؤلاء الجاحدون لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. !!
 
د- فانتبه يا مؤمن .. لأن الذي يقال عن الأحاديث يقال عن القرآن أيضا بنفس منهجية التشكيك .. حتى يفسدوا عليك دينك بالكامل حتى تصبح ذات يوم ويقول لك .. هذا الدين ما هو إلا خدعة ولا أساس له صحيح كيف تؤمن بما لا صحة دليل عليه ..!! كما يفعل الملحدون ..
 

**********************

 

- ثالثا: أما عن أن البخاري هو من كتب الحديث بعد مائتي عام:

 
- فيكفي أن صاحب هذا القول يشهد على نفسه أنه كاذب ..
- لأنه سبق البخاري كثير من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين .. وغيرهم من علماء المسلمين في تدوين الحديث .. كما سبق وأوضحنا في تاريخ كتابته الحديث النبوي وتدوينه .. ويمكنك الرجول للأسئلة التالية (31-34-39-47-48) ..
 
- وإليك بيان لبعض من كتبوا الحديث في الفترة التي قبل البخاري مباشرة .. حتى تعلم أين البخاري منهم :
1- الإمام مالك .. (93هـ - 179هـ).
2- الإمام معمر بن راشد .. (95هـ - 153هـ).
3- موسى بن عقبه .. (المتوفى: 141هـ).
4- الإمام عبد الله بن وهب .. (125هـ - 197هـ).
5- الإمام عبد الرزاق الصنعاني .. (126هـ - 211هـ).
6- الإمام أبو داود الطيالسي .. (133هـ - 204هـ).
7- الإمام الشافعي .. (150هـ - 204هـ).
8- الإمام بن أبي شيبه .. (159هـ - 235هـ).
9- الإمام أحمد بن حنبل .. (164هـ -241هـ).
10- الإمام أبو بكر الحميدي .. (؟؟؟ - 219هـ).
11- الإمام سعيد بن منصور .. (؟؟؟ - 227هـ).
12- الإمام الدارمي .. (181هـ - 255هـ).
13- الإمام الحارث بن أبي أسامة (186هـ - 282هـ).
14- الإمام البخاري .. (194هـ - 256هـ).
 
- ويتبين لك مما سبق بيقين .. أن البخاري سبقه كثيرون .. وما ذكرته لك اخي الحبيب .. هم من جمعوا الحديث مكتوبا ومرتبا على أبواب الفقه ..
- فإظهار البخاري بمظهر من كتب الحديث فجأة .. وكأن الحديث النبوي لم يكن موجودا قبله .. فهذا كذب صريح في العلم .. ومن قبل العلماء السابق ذكرهم .. فقد قام بجمع الحديث مرتبا على أبواب الفقه الإمام الزهري رحمه الله في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز .. وقد ذكرنا ذلك في السؤال رقم (42) .. تحت عنوان: (هل الإمام الزهري هو أول من كتب الحديث النبوي؟).. ومن قبله كان يكتبه الصحابة والتابعين ولكن كأحاديث غير مرتبة الأبواب ..  

***************************

 

- رابعا: فيما يتعلق بكتابة الحديث :

- هل المشكلة في الكتابة أم في الحديث نفسه ؟!!
1- فلو كانت المشكلة في الكتابة .. فهي لا تثبت حجة كما قلنا بالعقل أكثر من مرة أن الكتابة ليست حجة ودليل .. وإلا كانت الشهادة في المحكمة لا تعتمد بدون دليل مكتوب .. ولا يقول بذلك أحد عاقل ..!!
 
2- ولو كانت المشكلة في الحديث .. فما وجه المشكلة طالما السند رجاله مؤتمنون وأهل ثقة .. والمتن ليس فيه تعارض مع القرآن ؟!! وإلا فلتكن مشكلتك مع كل الأحاديث والمرويات عن أقوال وعن أفعال سواء النبي أو غير النبي صلى الله عليه وسلم .. سواء في الدين أو غيره ..!!
 

********************************

 

- خامسا: حسن الختام لهذه الشبهة .. وهي مجموعة من النقاط التي عليك أن تنتبه لها أخي الحبيب حتى تعلم مدى غباء هؤلاء وكذبهم في تحريف الحقائق:

1- معنى أنهم يتحججون بكتابة الحديث النبوي أنها كانت متأخرة .. فهذا يعتبر خيانة في الأمانة العلمية كما سبق وأوضحنا مرار وتكرارا لأن الحديث منه ما تم كتابته في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي زمن الصحابة والتابعين وتابعي التابعين .. وليس كما يكذبون بأنه لم يتم كتابته إلا بعد مائة عام .. ويمكنك الرجوع للأدلة على ما سبق من كتابة الحديث في تلك الأزمنة من خلال الأسئلة (34-36-39) ..
 
2- معنى أنهم يريدون أن يثبتوا من الكتابة حجة شرعية .. فهذا غباء محكم .. لأن الشرعية القرآنية أثبتت بمجرد التلقين والحفظ .. وإلا فإنهم يتهمون النبي صلى الله عليه وسلم بأنه كاذب في تلقي القرآن عن الله .. لأنه تلقاه حفظا وليس كتابة ؟!!! (وحاشاه صلى الله عليه وسلم) .!!
 
3- الواقع يثبت عليهم كذبهم في أن الكتابة وسيلة تحقيق للحقائق .. لأن شهادة الشهود في المحكمة لا تحتاج إلى إثبات كتابي لبيان برهان صدق كلامهم ..!! وإلا فلماذا أتوا للشهادة ..!!
 
4- لو كانت الكتابة فيها عصمة من الإنحراف والتبديل والخطأ .. فلماذا تم التحريف والتبديل والخطأ في التوراة والإنجيل وكلاهما كتابين نزلا من السماء مكتوبين .. ومع ذلك تم التلاعب فيهما ..؟!!
 
5- هل حفظ الصحابة للقرآن دون كتابته .. فيه دليل شبهة عليهم على أن من حفظ منهم لا يقبل منه حفظه لأنه لم يكن يكتب ؟!!
- بكل تأكيد .. لا .. وطالما لا .. يبقى هذا يثبت أن الحفظ الذهني كان وسيلة وأداة في إثبات كتابة القرآن ..
- فإذا كان القرآن أساسه الحفظ الذهني .. فلماذا ننكر على الحديث أن يكون أساسه هو الحفظ الذهني .. ؟!!
- فالذي حفظ القرآن هو الذي حفظ الحديث وقام بتبليغه والتحديث به .. فلماذا أخذت الحفظ في القرآن من الصحابي ولم تأخذ حفظ الحديث من الصحابي ؟!!
- أما عن كون الحديث ليس معصوم من الخطأ في الحفظ .. فهذا أجبنا عليه بالتفصيل في السؤال رقم (88) .. تحت عنوان: (لو كان الأحاديث لها شرعية فلماذا يوجد اختلاف في ألفاظها مما يدل على روايتها بالمعنى وليس باللفظ وهذا مؤشر أن فيها تحريف من الرواة مما يدل يقينا على أنها ليست أحاديث نبوية ؟).
 
6- لو بعض جماعة القرآنيين يصلى الصلوات الخمس .. فمن أين أتوا بها وهي غير موجودة في القرآن .. ؟!! فلو قالوا أنها مما تواتر عن المسملين .. فيكونوا بذلك أثبتوا فعل زائد على القرآن لم يأتي نصه في القرآن .. والذي هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم .. والذي هو يسمى سنة النبي صلى الله عليه وسلم .. فيامك بفعل السنة هو إثبات منكم في أن السنة النبوية لها مشروعية ولها حجة اتباع .. وإلا ما كنتم فعلتوها ..!!
- وهذا الفعل النبوي .. هل كان مكتوبا أم متوارثا ؟ فعلى زعمكم هو متوارثا جماعة عن جماعة لتواتره .. فكيف قبلتم هذا الفعل النبوي وهو غير مكتوب .. ؟!! فما الدليل على أنه لم يحدث فيه تحريف طالما ليس مكتوبا والكتابة دليل إثبات لديكم ؟!!
 
- أما عن بعض الجماعة الأخرى من هذه الطائفة القرآنية والتي جحدت الصلوات الخمس .. فهؤلاء ردوا الأمر على الله جحودا .. وهذا الجحود يسمى كفر .. ولا كلام لنا معهم لأنه ليس بعد الكفر ذنب لنتكلم فيه ..!! والواقع يشهد عليهم بأن الصلاة متواترة ولا حجة في إنكارها إلا الكفر بها بلا ريب ..!!
 
7- الذي ينكر الحديث ويزعم أنه لم يكن مكتوب .. ويقول بأن القرآن كان مكتوبا .. من أين أتي بهذه المعلومة ؟!! أليس من مرويات الأحاديث أم علمتها من خلال عالم الأحلام والتواصل الروحاني ؟!!
- أكيد علمتها من الأحاديث .. فكيف تؤمن بما أنت له جاحد أصلا ..؟ وبذلك يظل السؤال موجود وهو: كيف تثبت أن القرآن كان مكتوبا بدون الاستدلال بروايات الأحاديث ؟!!
 
- أم أن خطتكم هي أن تقول فيما بعد: كيف نؤمن بما لا دليل عليه بأنه كان مكتوبا وهو القرآن ؟!! حيث أن الحديث لا نؤمن به ولا نعترف به ؟!! ونريد دليلا آخر يثبت لنا أن القرآن كان مكتوبا ؟!! حيث كيف نثق في قرآن لم يكن مكتوبا ومدونا في كتاب واحد ولم يكن قد شهد عليه النبي بنفسه صلى الله عليه وسلم ؟
- فهل هذه هي خطتكم يا من تكذبون على المؤمنين وتجحدون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!.
 
- وهكذا نظل في منطقية الهرطقة والضلال التي لا تنتهي .. لأن الغرض النهائي لهؤلاء المتشككين .. وهو تشجيعك على التشكيك والطعن في الدين .. وليس الغرض الاسمى هو إنكار وجحود الحديث النبوي لاستباحة الحرام الذي حرمه النبي فقط .. لا .. وإنما الغرض الأسمى من وراء منهجيتهم هو الطعن في القرآن الكريم لأنهم يعلمون أن جمع القرآن مكتوبا لم يتم في عهد النبي ولم يشهد عليه النبي .. ولكن الجمع تم بعد النبي .. والذين أخبرونا بكيفية جمع القرآن .. هم رواة الأحاديث الذين أنكروهم هؤلاء الجاحدون لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. !!
 
- فانتبه يا مؤمن .. لأن الذي يقال عن الأحاديث يقال عن القرآن أيضا بنفس منهجية التشكيك .. حتى يفسدوا عليك دينك بالكامل حتى تصبح ذات يوم ويقول لك .. هذا الدين ما هو إلا خدعة ولا أساس له صحيح كيف تؤمن بما لا صحة دليل عليه ..!! كما يفعل الملحدون ..
 
8- وطالما هذه الطائفة جعلت من العقل مسندا لها في الحكم .. وجعلوا العقل يحكم فيقول: بأنه كيف يتم الإيمان بما هو ليس مكتوب ..؟  وكانت بذلك الكتابة هي حجة إثبات .. فهذا يجعلنا ندرك مدى استيلاء الغباء على عقول هؤلاء .. ليه ؟
 
أ- لأنه ليس كل مكتوب هو دليل وله إثبات في العقل .. فإذا جعلت من العقل حاكما بأن الكتابة هي وسيلة إثبات للحقائق .. فلماذا لا تؤمن بالخرافات والأساطير المكتوبة من آلاف السنين .. ؟!!
 
ب- بل لو تعمقنا قليلا في منطقهم العقلي المملوء بالغباء .. فنجد أن هذا المنطق الذي يزعموه بأن الكتابة تكسب الحديث حجة شرعية .. فهذا المنطق حينئذ فيه اتهام وطعن في القرآن بطريق غير مباشر .. ليه ؟
- لأن القرآن لم ينزل مكتوبا .. فهل هو حينئذ باطل ؟!! وهل التوراة والإنجيل اللذين نزلا مكتوبين يكونا هما الآن الحق من الله فيما بين يد اليهود والنصارى ؟!!
- بكل تأكيد القرآن هو الحق من الله .. ولكن أسلوب هؤلاء المتلاعبين من جماعة القرآنيين والتويريين وأصحاب الرأي الحر  .. يغلب على الفكر أن اتباع هذه الأساليب في التشكيك المراد منها هو إسقاط مشروعية القرآن .. وإلا فلماذا يفعلون هذه المنهجية ..؟!!
 
9- وإذا اثبتنا النص بالكتابة .. فهل العقل يقبل النص المكتوب ؟!!
- طالما المنطق عند هؤلاء أن المكتوب هو دليل اثبات للحقيقة ويكسبه مشروعية .. فنجد أن القرآن هو نص مكتوب .. يوجد فيه مخلوق اسمه (ملائكة) ومخلوق اسمه (جن) .. وهذه حقيقة مكتوبة .. فاثبت لنا بالعقل وجود هؤلاء كما أخبرك النص المكتوب ..؟!! أليس هذا المكتوب هو الحق .. فاثبت للعقل ذلك ؟!! طالما جعلت العقل يحكم بأن الكتابة وسيلة إثبات على إثبات الحقائق ..!!
 
- وأين قصص الأنبياء الصادقة من غير الصادقة في اختلافاتها الكبيرة بين الكتاب المقدس عند النصارى واليهود وبين كتاب القرآن عند المسلمين ؟!! فكلاهما نص مكتوب .. والجميع يزعم أنهم على حق فيما هو مكتوب لديه ..؟!!

- إذن يتبين مما سبق .. أن الكتابة ليست دليل إثبات للعقل ليقر مشروعية شيء ما .. وإلا فلماذا أنكر الملحد وجود الله يا أهل الغباء ؟!!
 
- ولذلك كتابة الحديث النبوي لا تثبت حجيته الشرعية .. وإنما يثبتها السند الذي رواها وعدم مخالفتها للقرآن .. وهذا السند لطالما كان مرويا ومُتَحَدَّث به بالتلقين .. كما كان القرآن محفوظا بالتلقين ..
 
- فأي عقل هذا .. الذي اخترعتم به أحكاما عقلية لتتقبلوا بها الأشياء كحقائق .. وتثبتوا لها المشروعية ؟!!
- ألهذه الدرجة قد تمكن الغباء منكم وسيطر عليكم ..؟!!
 
- إلا لو كان هدفكم هو إسقاط مشروعية القرأن نفسه فيما بعد بمثل هذه القواعد المقبوحة عقلا .. !! وإلا فكيف نفهم علاقة وجوب الكتابة لاثبات نص شرعي ؟!! أيها الجاحدون المنكرون لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ؟!!.
 
#- انتبه أخي الحبيب مما ذكرته لك .. وأبصره جيدا .. وستبصر أن المسألة ليست جحود الحديث النبوي فحسب .. بل قد يكون ورائها ما هو أبعد من ذلك .. وهو تشجيعك على التشكيك والطعن في الدين .. للإنتقال لمستوى آخر من الجحود في الدين .. وهو الطعن في مشروعية القرآن الكريم ومشروعية أنه كلام الله .. كما هو حال الملحدين في أسلوبهم لهدم الدين .. يبدأون بأسلوب التشكيك حتى يسهل عليهم بعد ذلك الانقضاض عليك بهدم الدين في نفسك ..
- انتبه يا مؤمن .. لأن المنهجية التشكيكية التي تقال عن الأحاديث فهي تقال عن القرآن أيضا بنفس منهجية التشكيك .. حتى يفسدوا عليك دينك بالكامل حتى تصبح ذات يوم فيقول لك:
- هذا الدين ما هو إلا خدعة ولا أساس له صحيح .. فكيف تؤمن بما لا صحة دليل عليه ..!!
- وهذه هي منهجية الملحدين لإسقاط أي دين وهدمه ..!!
 
- فانتبه يا مؤمن يرحمك الله .. من فتنة هذه الطائفة التي تسمى نفسها بالقرآنيين أو التنويريين أو أصحاب الفكر الحر .
 

******************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسائل العلمية مصدرهامدونة الروحانيات فى الاسلام -   ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات  ..