بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
الحق والنور
في موجز علم تدوين الحديث الشريف
وتبرئة البخاري ممن شهد عليه بالزور
(الجزء السادس والثلاثون)
*
فهرس:
:: الفصل الخامس
والثلاثون :: تناقضات بين الأحاديث والآيات القرآنية والعقيدة ::
1- س102: كيف يتعامل جماعة الأريكة مع الأحاديث النبوية
الصحيحة ليظهروا أنها متعارضة مع القرآن ؟
2- س103: هل عذاب القبر لا وجود له في
القرآن وهو مجرد أكذوبة يتم تداولها والترويج لها من خلال الأحاديث التي لا يمكن أن
تكون نبوية لمخالفتها للقرآن ؟
- (أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا
يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)
النحل21.
- (قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا) يس52.
- ما هو عالم البرزخ ؟
- ما هي نفخة الصعق ونفخة البعث وما يسبقهما وما يتبعهما من أحوال للميت ؟
*************************
:: الفصل الخامس والثلاثون ::
:: تناقضات
بين الأحاديث والآيات القرآنية والعقيدة ::
************************
..:: س102: كيف يتعامل جماعة الأريكة مع
الأحاديث النبوية الصحيحة ليظهروا أنها متعارضة مع القرآن ؟ ::..
- من المهم
أن تعرف أخي الحبيب .. أن جماعة الأريكة من القرآنيين والتنويريين وأصحاب الرأي
الحر سواء صحفيين أو إعلاميين .. ممن يحاربون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
.. أنهم حينما يريدون أن يثبتوا أن الأحاديث الصحيحة ليست صحيحة .. فيأتون لأحاديث
في ظاهرها غير مقبولة شرعا أو عقلا .. (وهذا بالتأكيد يتوقف على نوعية العقل الذي
يحكم على الحديث) .. ويجعلون منه مخالف للعقل أو مخالف لنصوص القرآن .. وطالما
الحديث الصحيح السند هو مخالف للقرآن أو للعقل .. فهذا دليل قوي على أنها ليست
أحاديث نبوية ..
- وقد سبق
وتكلمنا ورددنا عن هذا الكلام بأنه ليس كل ما هو صحيح السند لابد أن يكون صحيح
المتن .. لا .. فالعلماء لم يقولوا
بذلك .. بل والنبي صلى الله عليه وسلم هو من وضع أساس قبول حديثه الشريف .. وارجع
في ذلك إلى السؤال رقم (6) – تحت عنوان: (ما هو مقياس القبول والرفض لمتن الحديث الشريف عند عند مطابقته بنصوص
القرآن ؟ (وما
هو مقياس الضبط عند النبي في التحقق من أحاديثه ؟).
- ولكن ما
أريدك أن تنتبه له أخي الحبيب .. هو أنهم يتصيدون من
الأحاديث الصحيحة السند ما قد يخدم منهجهم في جحود الحديث النبوي مما يدل ظاهره
على التناقض أو المخالفة للقرآن ويبدأون في تشكيك من خلاله في كل الأحاديث
النبوية ..
- ولا تنسى
أخى الحبيب .. أن بعض هذه الجماعة من مناهجهم هو الإلحاد في تفسير كلام
الله .. فيجتزئون منه ما يخدم منهجهم وهواهم .. فإذا وجدت آية يستدلون بها ..
فابحث في هذه الآية كاملة وتأمل ما قبلها وما بعدها من آيات .. حتى تتبين صدق ما
يطعنون فيه .. وإن كان يغلب على شبهاتهم الغباء في الفهم أو الكذب أوالخيانة في
الأمانة العلمية .. فاحذرهم .
- وودت أن
تعرف ما سبق لأن ما سنتكلم عنه في هذا الفصل إنما هو عن مجموعة من الشبهات التي زعموها جماعة
الأريكة في الأحاديث الصحيحة بأنها متناقضة مع القرآن .. وبالتالي هذا سبب كافي في
إسقاط مشروعية الحديث النبوي الصحيح ..
- وإليك جملة من شبهاتهم المشهورة على الإنترنت .. والتي يتغنوا بها كثيرا
.. ليرجفوا قلوب المؤمنين ويشككوهم في الحديث النبوي الصحيح ..
#- وأول ما
نبدأ به هو الشبهة المتكلم عنها في عذاب القبر ..
************************** ..:: س103: هل عذاب القبر لا وجود له في القرآن
وهو مجرد أكذوبة يتم تداولها والترويج لها من خلال الأحاديث التي لا يمكن أن تكون
نبوية لمخالفتها للقرآن ؟ ::..
- من الشبهات التي يتغنى بها كثيرا
جماعة الأريكة على شبكة الإنترنت .. هو عدم وجود عذاب في القبر .. وأن ما يتم ذكره في
الأحاديث ما هو إلا كذب وافتراء .. قد اخترعها مجموعة من العلماء ليخيفوا به الناس
ويرهبونهم بها .. وهي روايات متناقضة مع القرآن تمام التناقض .. ولا يمكن أن يكون
النبي قد قالها .. ونستطيع أن نقول بكل تأكيد أن هذه الأحاديث تندرج تحت مسمى
"أكذوبة عذاب القبر" ..!!
#- ومما يؤكد
ما نقول به:
1- قال
تعالى: (أَمْوَاتٌ
غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)
النحل21.
- وكما ترون أن الأموات
ربنا بيقول عنهم .. أنهم أموات غير أحياء ولا
شعور لهم بشيء .. يعني طول ما أنت ميت مش بتحس بأي حاجة .. يبقى كيف تقولون بوجود
عذاب في القبر ؟!!
2- وده
كمان يؤكده قوله تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ
مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ . قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا
هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) يس51-52.
- فالإحساس
لا يكون إلا حين القيامة كقوله (يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا)
وهذا يدل على أنه كان في غيبوبة لا يشعر بشيء كما الآية السابقة ..!!
#- مما سبق .. كيف يمكن أن يكون هناك عذاب في القبر والقرآن يثبت خلاف
ذلك ؟!! فكيف تكون الأحاديث
التي تتكلم عن عذاب القبر هي أحاديث نبوية وهي مخالفة للقرآن ؟!! ألا يوجد لديكم
عقل يا محبي هذه الأحاديث ؟!!
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- بما أنني من محبي الحديث النبوي
.. فاسمح لي
أخي الحبيب أن أكشف لك مَن العاقل ومَن الغير عاقل .. حيث أنه ليس من العقل أن
تلحد في تفسير كلام الله بما ليس فيه .. وليس من العقل أن تخون في الأمانة العلمية
.. بل وليس من العقل أن تكون إنسان غبي وتفتخر بأنك عاقل .. وليس من العقل أن تأتي
بحدث مخصوص في القرآن في زمن مخصوص وتجعله حدث عام في كل الأزمنة ..!! وكل هذا سأبينه
لك أخي الحبيب من خلال توضيح هذه الشبهة إن شاء الله تعالى ..
- اعلم أخي الحبيب .. أنه من الخطأ أن تربط عقلك بعذاب أو نعيم
القبر دون أن تربطه بمفهوم الحياة
البرزخية .. حيث أن ما يحدث من نعيم أو
عذاب ما هو إلا مسألتين من المسائل المتعددة للحياة البرزخية .. وهذه الحياة
البرزخية نجدها في قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ
قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ . لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا
إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ
وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) المؤمنون 99-100.
- والبرزخ لفظ معناه الحاجز المانع .. والذي نقصده هنا بهذا
البرزخ هو فاصل زمني ومكاني يقضي فيه الإنسان الميت زمنا .. وتحدث له فيه أحوال ..
حتى يوم البعث للقيامة .
- فإذا تم وضع كلمة برزخ مكان كلمة
قبر .. ستتضح لك
أمور كثيرة .. وستدرك أن هناك حياة برزخية سواء بالخير أو بالشر حسب مقام وحال كل إنسان
مع الله .. سواء كان مؤمن أو غير مؤمن .. وحينئذ ستفهم لماذا كان النبي صلى الله
عليه وسلم يستعيذ من عذاب القبر..
- وقوله تعالى: (حَتَّى إِذَا
جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ) .. دليل على نزول الموت
به تحقيقا .. ولكنه يقول (رَبِّ ارْجِعُونِ) ..
فكيف يقول (رَبِّ ارْجِعُونِ) وقت معاينة الموت
ولا يخبر من حوله بما يحدث معه طالما قادر على الكلام ؟!!
- بكل
تأكيد هذه حالة برزخية أي يكون الإنسان فيها قد دخل في البرزج الذي
لا رجوع منه إلى الدنيا .. وبالتالي يثبت بذلك وجود حياة في هذا البرزخ بدلالة
هذا القول (رَبِّ ارْجِعُونِ) إلا أنه أصبح محبوس
ومقيد بقوانين البرزخ .. كالذي يتم حبسه ويصرخ ويقول: خرجوني ..!!
- وبكل تأكيد
يُفهم من هذا السياق أن الحديث هنا هو حديث روح المتوفى التي يتم سحبها من
جسده .. وإن كان لا يمنع أن يتم رد روحه إلى جسده في قبره ويتم سؤاله حتى ولو كان
جسده قد انفجر بقنبله .. لأن الله سبحانه هو قدير على جمعه وأعادته في قبر خاص به ..
إلا لو كنت كافر بوجود هذه القدرة لله فهذا شيء آخر ولا حديث لنا معك فيه ..!!
- وتأمل معي
جيدا أخي الحبيب التحقيق التالي عن شيء من حياة البرزخ في القرآن:
################### #- أولا: هل يوجد حياة
برزخية يصاحبها نعيم أو شقاء أم لا ؟ وهل أثبتها القرآن أم لا ؟
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- بكل تأكيد يوجد حياة برزخية مثبته في القرآن .. ودليل ذلك:
1- نعيم البرزخ
.. فقال في الشهداء: (وَلَا
تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
. فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ
بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) آل عمران169-170.
- وتأمل قوله: (وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا
بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ) أي والشهداء وهم
في حياتهم البرزخية يفرحون بإخوانهم المجاهدين الذين تركوهم وهم أحياء لِعِلْمِهم أنهم
سينالون من الخير الذي نالوه ..
- ومعنى قوله (بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا) أي الذين هم على قيد الحياة.
- إذا يظهر لنا أن هناك حياة
برزخية للشهداء فيها نعيم .. ولا ينكر ذلك إلا من ضل بكل تأكيد ..!!
2- عذاب البرزخ .. قال في آل فرعون: (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) غافر46..
- ولا يمكن أن يكون هذا العرض
إلا على أحياء في برزخهم .. وليسوا بأموات ..!!
3- ويظهر لنا مما سبق بيانه .. أنه يوجد نعيم ويوجد شقاء في أحوال الذين فارقونا .. أي يوجد برزخية حياة .. ولا ينكر ذلك إلا من ضل عن السبيل الحق أو ليس مؤمنا بكلام الله ..!!
4- إذا كان هناك حياة برزخية بالنعيم للشهداء (وهي حالة خاصة) .. وهناك حياة برزخية محاطة بالشقاء لآل فرعون (وهي حالة خاصة) .. وهؤلاء هم قمة الإيمان وقمة الكفر ..
- فما المانع حينئذ أن تكون هناك حياة خاصة لكل إنسان حسب مقامه .. حيث أن قمة الإيمان وقمة الكفر يوجد بينهما مراتب سواء في الخير أو في الشر ..؟!!
- وإنما أتي القرآن الكريم بقمة الإيمان وقمة الكفر حتى تعلم بالعقل البديهي أن ما بينهما فله من الخيرات بقدر صلاح حاله مع الله .. وله من المؤذيات بقدر فساد حاله مع الله .. وهذا ما لا يمكن أن ينكره عاقل بأي حال من الأحوال ..!!
5- فيظهر لك أخي المؤمن أن الحياة البرزخية موجوده ومثبته في القرآن ولا ينكرها إلا من أنكر كلام الله وجحد القرآن ..!! أما عن كون هذا النعيم للروح أو للنفس كاملة .. فهذه مسألة أخرى .. ليست محل مناقشة هنا ..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- وهناك فرق بين العرض على النار وبين الدخول في النار .. فالأول هو حال مشاهدة وتعيين .. والثاني هو حال ملامسة وتمكين .. فانتبه ..!!
2- والذي ينكر عذاب القبر فهو ينكر نعيمه أيضا فيما يتعلق بالشهداء وهذا يكون كذب آخر على كلام الله .. وسبب وجوب إنكاره لنعيم القبر لأنه لو لم ينكر النعيم كما أنكر العذاب فسيكون متهما القدرة الإلهية بعجزها عن الضر وأثبت لها القدرة على النفع فقط ..!!
3- فلماذا الإنكار حينئذ والنص القرآني واضح تمام الوضوح في إثبات نعيم وعذاب في عالم البرزخ أثناء مرقدهم في قبرهم .. وهذا النعيم أو العذاب هو جزء من خصوصيات هذه المرحلة الزمنية للإنسان .
4- ومن غريب ما يمكن أن يقول به عقل إنسان بالغ رشيد .. أن يتسائل قائلا: وأين الناس التي غرقت في الماء وأكلها السمك أو افترسها الأسد أو
تفجرت بهم الطائرة أو انفجرت فيهم قنبلة وقد أصبحوا أشلاء متناثرة ..؟!!
- وهذا السؤال قد نقبله من عقل صبي أو فتاة لم يبلغا سن الرشد .. أو من شخص قليل العلم أو من البسطاء .. ولكن أن يتكلم فيه من يتبجح
بأن له عقل رشيد فهذا ما لا يمكن تصوره لأنه يكون وصف نفسه بكونه غبي بتقدير
امتياز .. وكأنه يقيس العالم البرزخي الغيبي والمدرك بالإيمان بالعالم المادي المحسوس
والمدرك بالعقل .. وكأنه أدرك الجن والملائكة حتى يريد أن يدرك ماذا يحدث في عالم
الأموات ؟!!
- أما عن الناس التي تموت في غير قبر .. فكأنهم حكموا على قدرة الله بأنها لا سلطة لها إلا على المقبورين
فقط ..!! وكأن هؤلاء نسوا قوله تعالى: (أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ . بَلَى
قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ) القيامة3-4.
- والمعنى من تفسير
المنتخب: أيحسب الإنسان - بعد أن خلقناه
من عدم - أن لن نجمع ما بلى وتفرق من عظامه؟ بلى نجمعها قادرين على أن نُسوى ما دق
من أطراف أصابعه، فكيف بما كبر من عظام جسمه؟ (انتهى التفسير).
- ويتبين لك مما سبق أخي الحبيب .. أن هذا السؤال الذي تجد البعض من
هذه الجماعة يتغنى به على الإنترنت وكأنه يعجز به جماعة العقلاء ويقيم عليهم الحجة
.. في حين أن السؤال فيه دلالة على غباء قائله لأنه يريد أن يبحث فيما لا إدراك له
فيه .. وكيف يحدث ذلك وهو لا إدراك له فيه .. ؟!! أهؤلاء عقلاء أم أغبياء ؟!!
####################### #- ثالثا: أما فيما يتعلق بقوله تعالى:
(أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ
يُبْعَثُونَ) .
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- قوله
تعالى: (أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ
يُبْعَثُونَ) .. نجد في هذه الآية كما هي عادة من لديه هواية تضليل
المؤمنين في قرآنهم من جماعة القرآنيون .. حيث يجتزئون القرآن لتضليل المؤمنين في
القرآن .. فقد استدلوا بهذه الآية دون التعريف بحقيقة ما تتكلم عنه الآية .. وإليك
ما يكمل لك بيان ما استدلوا به وينكشف لك كذبهم على كلام الله .. حيث يقول تعالى:
(وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ
يُخْلَقُونَ . أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)
النحل20-21 .. ويتبين لك أن الآية التي استدل بها هؤلاء الذين يكذبون في كلام الله
.. أنها لا تتعلق بالإنسان وإنما تتكلم عن الأصنام ..!!
- وللآية رأي
تفسيري آخر قلما يذكره المفسرون وهو أن الآية
قد تشير للكفار .. سأذكره لك بعد قليل .. ولكن سواء كان هذا أو ذاك .. فالآية تتكلم عن أحوال دنيوية وليس
أخروية ..!!
2- كلمة
(أموات) تتعلق بحال دنيوي في الآية .. وليس بحال أخروي كما
زعم من يفترى على كلام الله بالكذب ..
- وأتى بالإسم (أموات) للدلالة على أصالة هذا الوصف في الأصنام أي هذه
طبيعة خلقتهم أنهم لا حياة فيهم حتى تدعوهم ..!!
- وكلمة (يشعرون) تتعلق أيضا بحال دنيوي .. أي لا يشعرون بزمن البعث لأنهم لا إدراك
لهم فكيف يمكن أن يخبروكم بان هناك بعث ؟!!
- وكلمة (يبعثون) تدل على الإرسال من مكان إلى آخر .. فليس بالضرورة
أن يكون المقصد هو البعث ليوم القيامة وإنما البعث إلى القبور الذي هو أول منازل
الآخرة وفيه يتم رد أرواحهم إليهم .. كما جاء في آل فرعون (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ
السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) غافر46.. ولا
يمكن أن يكون هذا العرض إلا على أحياء في برزخهم .. وليسوا بأموات ..!!
3- وإذا كان التفسير هنا يتعلق بالأصنام .. فنجد أن الله قد وصفها بثلاث أوصاف ..
(لا يخلقون شيئا - وأنهم أموات غير أحياء - وأنهم لا يشعرون) .. وكلمة (أَمْوَاتٌ) هو تعبير مجازي لا يكون إلا للأحياء ولذلك
أكدها بأن صفة الموت هي صفة فيها متأصلة وثابته لهم لذلك قال (غَيْرُ أَحْيَاءٍ) .. وقوله (وَمَا
يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) نفي للشعور بمعرفة وقت البعث لأنهم
أصنام لا إدراك لها ولا معرفة .. فكيف لهم بمعرفة موعد البعث لأنفسهم أو لمن يعبدونهم
.. وهذا تهكما بالأصنام بأنها لو كان تعرف حتى ولو شعورا ظنيا .. لكانوا أخبروا
تابعيهم بهذه الحقيقة بأنه يوجد بعث ..!!
- وجدير بالذكر أن نعرف لماذا قال تعالى: (وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) في الآية ..؟!
-
لأن كل عابد وله نصيب من عبادة من يعبده فيجازيه على عبادته .. ولما كانت هذه
الأصنام ليست آلهة .. فكيف ستكافيء عابديها وهي لا تعرف حتى متى يكون هذا البعث ليكافئوا
من يعبدونهم .؟!!
4- وهناك رأي له وجاهته وجدته في "زهرة التفاسير" ..
هذا الرأي يقول أن الآية تحتمل أن تكون تتعلق بتابعي الأصنام .. وأنهم أموات
تشبيها للمشرك أو الكافر بأنه ميت .. كما قال تعالى: (أَوَمَنْ
كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ
كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ..)
الأنعام122..، وبالتالي موت قلوبهم يمنعهم من الشعور بموعد البعث ..
- ويكون قوله (وَمَا يَشْعُرُونَ) عائدا
إلى الكفار .. والمعنى يكون: أي لا يشعرون
بزمن بعثهم لفقدهم الإدراك والعلم بذلك لعدم اعترافهم به أصلا ..
- ولكن هذا الرأي الأخير الخاص
بأن الآية تتكلم عن الكفار .. هو رأي لا أراه صحيحا .. لأن جملة (أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ) التعبير فيها بالأسم (أَمْوَاتٌ) فيه دلالة واضحة على أن هذه الصفة فيهم هي
صفة أصيلة في تكوينهم أصلا وليست عن حياة مسبقة ولحقها موت . ولذلك أكدها بقوله (غَيْرُ أَحْيَاءٍ) ..!! والله أعلم.
5- وخلاصة ما سبق بهذه الآية التي
استدلوا بها .. فإنها
تتعلق بالاصنام ولا علاقة لها بالإنسان .. وسواء كانت تتعلق بالإنسان أو الاصنام
.. فالآية تتكلم عن في الموت عن حال وجودي دنيوي وليس حال أخروي ..!!
- ومما سبق فيه من الكلام على
الآية السابقة .. يتبين لك أخي الحبيب كيف يتم الإلحاد والتلاعب في تفسير كلام الله بمحض
الهوى والجهل .. والكذب على المؤمنين في القرآن حتى تنتصر هذه الجماعة لأهوائهم في
جحود الحديث النبوي ..!! فانتبه وكن يقظ .
- وكأنهم لم ينتبهوا لقوله
تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا)
فصلت40.
###########################
#- رابعا: أما عن آية (قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا) ..
- وهذه الآية فيها كل المشكلة
فيما يتعلق بمسألة عذاب القبر .. وفي ظاهرها يظهر لنا أن القيام من المرقد إنما
هو قيام عن نوم .. وإذا كان الحال كذلك فأين هو عذاب القبر وقتما كانوا نائمين ؟!!
- والمشكلة كلها تكمن في لفظي (بعثنا - مرقدنا) .. حيث ربطوا الكلمتين ببعض في زمن واحد كلي
دون تخصيص أحوال زمنية بهذا المرقد كما جاء في القرآن .. ثم استنتجوا من ذلك أن
الرقود ظل مستمر من لحظة الوفاة حتى البعث فأين العذاب أو النعيم في القبر ..!!
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- هذه الآية حجة عليهم وليس حجة لهم .. ليه ؟
- أولا: قولهم أن الناس تكون نيام أو
موتى قبل البعث ..
- فهذا ما لم يختلف عليه أحد من العلماء .. لأن
هذا يحدث بعد النفخة الأولى بالصعق لجميع الخلق ..
- ودليل ما سبق نجده في قوله
تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ
فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ
قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) الزمر68.
- ولكن ماذا
كان يحدث لهؤلاء في برزخهم قبل نفخة الصعق ؟!! هذا هو السؤال الذي لم يجيبوا عليه
هؤلاء القرآنيين وأشباههم ..!!
- ونلاحظ في الآية الحديث عن نفخة
الصعق وهي
التي يموت فيها كل شيء في الوجود إلا من شاء الله .. ثم بعد ذلك نفخة البعث
والقيام للحساب .
- وقوله (في الأرض):
تحتمل من يسكن فيها ظاهرا وباطنا .. وهذا يشير لوجود حياة في المقبورين .. وهي
حياة البرزخ .. ولذلك سيتوقف عذاب آل فرعون ومن شابه حالهم عند لحظة النفخة الأولى
بالصعق ..
- ومن لحظة
النفخة الأولى بالصعق
ينعدم الوقت لأنه لم يعد هناك حياة ولا وجود ولا زمن ..!! ولذلك الفترة بين
النفختين سيكون جميع الناس حالهم النوم أو السبات العميق ويتوقف العذاب لمن كان
يصيبه عذاب .. لأن قوله (ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى) لفظ (ثم) يدل على التراخي الزمني في الحدوث فيدل على وجود
فترة بين النفخة الأولى بالصعق والنفخة الثانية بالبعث ..
- حتى عذاب آل فرعون سيتوقف مع
توقف الزمن في نفخة الصعق .. لأن الآية ربطت العذاب فيهم
بالفترة الزمنية المحدد بتوقيت البشر حتى نعلم نحن ما يحدث لهم الآن ومستمر إلى لحظة
انعدام الزمن (عند النفخة الاولى بالصعق) .. ثم النفخة الثانية بالقيام لرب
العالمين .
- ثانيا: ماذا
عن حقيقة مرقد المؤمن والكافر قبل نفخة الصعق ؟!
- حكاية القرآن لكلام الكفار في قولهم: (يَا
وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا) .. تجعلنا ننتبه إلى أن القرآن
قال (مرقدنا) .. ولم يقل (رقودنا) .. لأن المرقد غير
الرقود .. فالمرقد مكان والرقود حال .. وشتان بين هذا وذاك .. والمصدر
الميمي في كلمة (مرقد) أفاد التحقق من مكان معلوم لهم كانوا موجودين فيه وهو القبر
.. ولم يحدد القرآن هنا حالهم في هذا المرقد هل كان نوما أم لهم حال آخر فيه ..!! وإن
كان يُفهم أنه كان حال نوم أو موت بسبب ما سبقه من نفخه الصعق ..
- وهنا يظهر
السؤال الذي لا يجيب عليه جماعة الأريكة من القرآنيين وأشباههم: وهو إذا كان ما يقوله الكفار: (يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا) هو قالوه
بعد النفخة الثانية للقيامة الكبرى .. وقد كان حالهم بين النفختين هو النوم أو
الموت أو السُبات العميق .. فماذا
كان حالهم في مرقدهم قبل النفخة الأولى بالصعق ؟!!
- وهذا ما لم توضحه الآية التي
استدلوا بها جهلا منهم .. لأنهم
لم يجمعوا آيات القرآن ببعضها حتى يتبين لهم الحق في المسألة .. !!
- وهنا علينا أن نتبين حال المؤمن
وحال الكافر في هذا المرقد ..!! لأن
الآية ذكرت لنا أنها تتكلم عن المرقد .. أما حالهم في هذا المرقد لم يتبين ولم يظهر
لنا إلا من خلال آيات أخرى ..
- فما هو حال
المؤمن وحال الكافر في مرقدهم .. قبل نفخة الصعق الأولى؟!
- إليك البيان من القرآن:
1- حال بعض المؤمنين
في مرقدهم:
- قال تعالى في حال شهداء المؤمنين: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا
بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ
فَضْلِهِ) آل عمران169-170.
- وكلمة (تحسبن):
تتعلق بالأحياء الذين فقدوا عزيزا لديهم وقد استُشهد .. وكأن الله يقول هذا ظن خطأ
منك يا مؤمن لو حسبت أنهم أموات .. لأنهم أحياء .
- وجملة (بَلْ أَحْيَاءٌ):
دلالة على واقع حالي في برزخهم وإلا ما كان أثبت صفة الحياة لهم في برزخهم ليُطمئِن
الذين يحسبون أن هؤلاء الشهداء قد ماتوا وحزنوا عليهم بأن هؤلاء الشهداء وإن كانوا
ماتوا عن إدراككم إلا أنهم أحياء في محل عنايتنا لهم منا فضل منه يرزقزن بدون
انقطاع ..
- وأتى بكلمة (يرزقون):
للدلالة على تجديد واستمرار هذا الرزق لهم إلى لحظة نفخة الصعق التي يصعق فيها كل
الخلق إلا من يشاء الله له خلاف ذلك ..
- وأتي بلفظ (فرحين):
لدلالة على دوام هذا الحال في برزخهم إلى لحظة نفخة الصعق .. استعدادا للقيامة
الكبرى .
- والله أعلم .
2- حال بعض الكفار في
المرقد:
- نجد من أحوال
بعض الكفار بعد الموت هو ما
حدث وما زال يحدث مع آل فرعون: (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا
غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ
الْعَذَابِ) غافر46.. ولا يمكن أن يكون هذا العرض إلا على أحياء في برزخهم
.. وليسوا بأموات ..!!
- قوله (يعرضون):
فيه دلالة على تجدد الشيء واستمراره .. ووجوده حاليا وفي كل الأوقات .. إلى قيام
الساعة .
- قوله (غدوا وعشيا):
أي صباحا ومساء .. فيه دلالة على وجود زمن .. والزمن من صفات أهل الدنيا .. فهذا
الفعل يحدث لآل فرعون الآن وف كل وقت ولكنكم لا تشعرون به يا أهل الدنيا .. فالله
يفهمنا بأن عرضهم على النار نازل بهؤلاء في برزخهم في وقت الصباح والمساء بمقاييس
أوقاتكم يا أهل الدنيا .. وقد يكون المقصد هو شمولية اليوم فيشمل كل أوقات النهار
ويشمل كل أوقات الليل .. والله أعلم .
- وقوله (أشد العذاب):
فيه دلالة على أنه كان يسبق ذلك عذاب أضعف مما سينزل بهم يوم القيامة .. وهذا
العذاب الأضعف هو مدى الالم النفسي الذي يجدوه في أنفسهم بأنهم من أهل النار بلا
شك حيث عرفوا مقامهم في النار ..!!
- ولا يمكن أن يكون المقصد بعرضهم على النار هو يوم القيامة
لسببين:
- الأول: هو أن يوم القيامة لا زمن فيه
محصور بليل ونهار .. فلماذا قال تعالى غدوا وعشيا ..؟!!
- الثاني: هو أن الله قال بعد العرض على
النار أنه سيدخلهم النار .. وفي ذلك يقول تعالى: (النَّارُ
يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا
غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ)
غافر46..
- فيتبين لك أن معاينة النار إنما هي حال لهم في البرزخ
.. والإدخال في النار إنما يكون يوم قيام الساعة وهو يوم القيامة الكبرى.
- ثالثا: وقبل أن نختم الرد على هذه الشبهة .. وإذا أردنا أن نعود لقوله تعالى (يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا) .. فنجد أن قولهم (يَا وَيْلَنَا) فيه دلالة على أنهم ما كانوا يرغبون في البعث من المرقد الذي هم فيه .. وكأنهم في قبورهم وما عاينوه في القبر كان بالنسبة لما شاهدوه وقت البعث .. كان القبر حينئذ هو خيرا لهم مما أدركوا أنه سينزل بهم من العذاب .. لأنهم أدركوا تحقيق البعث فعلا فيهم وشاهدوا تحقيقا ما هم إليه ذاهبون من العذاب بسبب كفرهم بالبعث وبالله ورسله .. زلذلك قالوا (يا ويلنا) كأنهم قالوا: لقد أدركنا الهلاك فعلا بتحقيق هذا البعث لو كان هذا هو البعث الذي أخبرنا به الله ورسوله .. ولذلك يجاب عليهم أن هذا هو ما وعد به الله وأخبر به المرسلون ..
- وقد يكون لما عاينوا مقامهم في
النار لما كانوا في القبر .. أي
لما عاينوا أمورا بعين اليقين فيها دلالة على بعثهم وسوء عاقبتهم فقالوا (يا
ويلنا) أي يا هلاكنا لو كان ما رأيناه في قبرنا حقا من سوء العاقبة .. وخافوا أن
يتبع هذه المعاينة تحقيق يقين .. فقالوا ليتحثثوا من الأمر: من هذا الذي بعثنا ؟!!
وحينئذ يجاب عليهم ان هذا ما وعدهم الله وأخبرهم به المرسلون .. والله أعلم .
#- ومما سبق أخي
الحبيب .. يتبين لك الآتي:
1- إذا كانت كلمة (مرقدنا)
.. تشير إلى حاله النوم أو الموت .. فماذا كان حال صاحب المرقد قبل نفخة الصعق ؟!!
فهذه الآية (يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا)
لم تذكر ما الذي كان يحدث قبل النفخة الأولى بالصعق ؟!!
- فكيف يزعم أحد .. أن حال الموتى لا عذاب ولا نعيم فيه من خلال هذه
الآية ؟!! كيف يعقل ذلك ؟!!
- وبعبارة أخري .. إذا كانت الآية تشير للمرقد ولا
تشير للرقود .. أي
تتكلم عن مكان ولا تتكلم عن حال ..!! فما يدرينا ما كان حالهم في هذا المرقد ؟!!
ولو قلت أن حالهم هو النوم بسبب نفخة الصعق .. فما هو كان حالهم قبل تلك النفخة ..؟!!
2- وقولهم بالويل دليل
على سبق معاينة لما كان سيقابلهم ولذلك أدركوا ما هو حاصل لهم بمجرد البعث ..
وهذا يجعل العقل يميل إلى تمام المعاينة بيقين لحالهم في القبر .. كما يحدث لآل
فرعون الآن ..!!
#- أخي الحبيب
..
1- ما سبق من إجابات على هذه الشبهة هو
اجتهاد شخصي مني في فهم كلام الله .. فإن أصبت فالحمد لله على ما وهب .. وإن أخطأت
فأسأله الغفران ..
2- لم أذكر في هذه الشبهة أي
أحاديث نبوية تشير لعذاب القبر أو نعيمة .. حيث أن العبرة هنا هو إثبات مخالفة ما ذهبوا
إليه في إنكار عذاب القبر ونعيمه .. لأنه لو ثبت مخالفتهم لكلام الله .. ثبتت
السنة النبوية .. والحمد لله ثبت سقوط حجتهم عقلا ونصا .. بل وبما استدلوا به كان
حجة عليهم وليس حجة لهم .. والحمد لله رب العالمين .
- وبهذا
يكون ختام الرد على هذه الشبهة
بكل موضوعية وعقلانية .. والحمد لله رب العالمين ..
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسائل العلمية مصدرها مدونة الروحانيات فى الاسلام - ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..
اعاذنا الله واياكم من عذاب القبر
ردحذفومن الفتن ما ظهر منها وما بطن
وفقكم الله الى المزيد استاذنا الفاضل
وجزاكم خيرا وبارك لكم فيه
امين يارب العالمين
ماشاء الله لاقوة إلا بالله
ردحذفمرة اخرى أقرأ الآية كأول مرة (يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا) و نأخذ جولة ممتعة في الفهم و الادراك بل واثبات الحجة
ردحذفجزاكم ربي خيرا كثيرا احسنتم أحسن الله إليكم استاذ
(قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) )يس
والعاقبة للمتقين فعلا و حقا و حقيقة
لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله ، عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم .
شرح جميل زادك الله علما ونورا
ردحذفماشاء الله لا قوة إلا بالله
اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تكون لك أستاذي و لوالدي و والديك و أموات المسلمين و المسلمات الأحياء و الأموات نورا وسوروا وعلى اله وسلم
يقولون أن الميت بعد وفاته حالته كحالة النائم
ردحذفوكيف تكون حالة النائم!!؟؟
ينام الجسد و تطير الروح وكل روح تسبح فيما إنغمست فيه نهارا
روح تنغمس في الطعام والشراب و المال و ما تعلقت به
وروح تنغمس في بحر الذكر و الأسماء و الصفات منها روح مشغولة بالله يبث فيها من الأسرار و العلوم ما لا يعلمها سواه منها ما يترسخ في الأذهان ومنها ما يمحى حتى لا تركن لما رأت
روح تنعم وروح تعذب بكوابيس و الآلام
هذه حالة الحي النائم فكيف لا تكون حالة الميت نعيما وعذاب
و الله اعلم
عطر الجنة
اللهم لك الحمد ولك الشكر على جميع النعم اللهم لك الحمد ولك الشكر ان هديتنا لسبيلك اللهم اكرم وارزق استاذنا كرامة الدنيا والاخرة وجميع اخواننا واخواتنا يا كريم
ردحذفماشاء الله ذادكم الله علما واحبك الله ورضي عنك استاذنا الحبيب ونفعنا الله وكل المسلمين بك وجزاك الله عنا كل خير .. فاللهم أمين يارب العالمين.
ردحذفاللهم صل علي سيدنا محمد النبي الأمي وعلي اله وسلم
جزاك الله عنا كل خير أستاذي على هذا التفصيل والشرح الممتع وكنت أنتظر وضع بعض الأحاديث النبويه التي تشير أن النبي صل الله عليه وعلى آله وسلم ولا ننسى أن الرسول أمرنا عند دخول المقابر أن نلقى السلام على أمواتنا فكيف نلقى السلام على من لا يسمعونا أو يعلمونا بهذا السلام
ردحذفوعن بُرَيْدَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُعَلِّمُهُمْ إِذا خَرَجُوا إِلى المَقابِرِ أَنْ يَقُولَ قَائِلُهُم: السَّلامُ عَلَيكُمْ أَهْلَ الدِّيارِ مِنَ المُؤْمِنِينَ والمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ، أَسْأَلُ اللَّه لَنَا وَلَكُمُ العافِيَةَ رواه مسلم.
قال ابن إسحاق: وحدثنى حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: سمع أصحاب النبى ﷺ رسول الله من جوف الليل، وهو يقول: "يا أهل القليب، يا عتبة بن ربيعة، ويا شيبة بن ربيعة، ويا أمية بن خلف، ويا أبا جهل بن هشام - فعدد من كان منهم فى القليب - هل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ فإنى قد وجدت ما وعدنى ربى حقا".
فقال المسلمون: يا رسول الله ﷺ أتنادى قوما قد جيفوا؟
فقال: "ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبونى".
وقد رواه الإمام أحمد، عن ابن أبى عدى، عن حميد، عن أنس، فذكر نحوه.
وهذا على شرط الشيخين
أو حديث (إِنَّ عَامَّةَ عذابِ القبرِ مِنَ البولِ فَتَنَزَّهوا مِنَ البولِ) الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الطحاوي | المصدر : شرح مشكل الآثار الصفحة أو الرقم: 13/189 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
والأحاديث كثيره جدا في هذا النطاق وحديث أهل البقيع أن الله أمر الرسول بالذهاب لشهداء البقيع وأن يستغفرلهم وهناك عشرات الأحاديث الصحيحه التي تثبت الحياه في القبر أما نعيم وإما عذاب........ وهناك أمور نعشها في حياتنا أنه يكون شخص عليه دين مادي وترى أن فلان قد رأي هذا الشخص بعد وفاته في المنام وأخبره أن عليا دين لفلان الفلاني فيذهب لأولاده أو لأحد من أقاربه ويسد دينه وما أكثر هذه الأمور أو مثلا شخص صالح بعد وفاته يراه شخص في المنام ويخبره أن الله أكرمه وهو في نعيم الله أو يذهب لأحد ويبشره بخير أو نصيحه وهكذا والحياه إنما هي ثلاث مراحل وليست مرحلتين دنيا وأخره فقط لأ الحياه ثلاث مراحل دنيا وبرزخ وأخره ولكن البرزخ والأخره متوقفين على عملك في الدنيا فالدنيا هي المرحله التمهيديه لباقي المراحل الأخره وكل واحد وعمله نسأل الله حسن الخاتمه والسعاده في الدنيا والبرزخ والأخره ونكون من جلساء النبي صل الله عليه وعلى آله وسلم في كل الأحوال.... اللهم آمين يارب العالمين
........................................
اللهم صل على سيدنا محمدٍ النبي الأمي وعلى آله وسلم
السلام عليكم ورحمة الله
ردحذفهذه مشاركة بسيطة مني في الموضوع وارجو ان تكون صحيحة ومفيدة..وارجو ان تتقبلوا مروري...وشكرا جزيلا للاستاذ خالد على هذا الموضوع الجميل والمعلومات القيمة التي اتحفنا بها .
بخصوص الموقف الذي تسائل فيه الكفار بالله عمن بعثهم بتلك الكيفية في الاية 51 52 من سورة يس..هو دليل على التخبط الذي انتابهم بسبب الصورة الذهنية المسبقة الخاطئة التي أخذت حيزا كبيرا في اذهانهم وانطبعت في عقولهم عن مسألة الحياة والموت والبعث في الحياة الدنيا.. وهذه الصورة الذهنية التي تكونت عندهم هي حتما نتيجة للخلل العقدي والمنهج الفكري الخاطئ والمنحرف الذي تشبعوا به ونشأوا عليه في الحياة الاولى نتيجة اعراضهم عن كلام الله وارشاد الرسل والعلماء الربانيين.. واتباع الأهواء والجهلاء..والذي ادى بهم في الاخير الى الكفر بالله والجحود ونكران عالم الغيب جملة وتفصيلا ...
وبخصوص العذاب وتلك الاحداث والاهوال وحالة الشقاء التي مر بها وعاشها اولئك الكفار في تلك المدة الطويلة في عالم البرزخ بشكل روحي.. في ظني والله اعلم انه تم نسيانها جزئيا او مسحت بشكل مؤقت او بالكامل من ذاكرتهم وذاك بسبب صدمة المشهد الجديد العظيم الذي هو يوم القيامة او يوم البعث..تلك المحطة الجديدة والاخيرة من الحياة والانبعاث الجسدي الكامل للإنسان.. وفي تلك اللحضة لم تعد هناك ضرورة لتذكر تلك الاحداث التي حدثت في عالم البرزخ.. لان المرحلة الجديدة بالنسبة لهم هي بداية سلسلة من الحسرات والعذاب الشديد لامتناهي.. والذي لم يروا مثله سابقا خصوصا مع ادراكهم الكامل لتلك الحقيقة كما هو مبين في الاية..وعملية انتقال البشر من البرزخ الى الآخرة شبيهة بعملية انتقال الجنين من عالم الرحم والخروج الى الدنيا كما شبهها ابن القيم الجوزي رحمه الله في كتاب الروح ..
وفي رايي لحظات البعث الاولى لاغلب البشر هي شبيهة باللحظات الاولى عند قيام الانسان من النوم حيث يبقى الشخص لمدة معينة ليسترجع صفاءه ويستوعب الامور من جديد.. والنوم هو نموذج مصغر لعالم البرزخ او للموت الاكبر كما يسميه البعض..وهناك دليل في القرآن والسنة بان النوم هو نوع من الموت او بالاصح هو موت مصغر.. قال الله تعالى: ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون ) سورة الزمر الاية 42
قال الله تعالى : ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ) سورة الأنعام الاية 61 . 60
وفي الحديث عن حذيفة بن اليمان قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال باسمك أموت وأحيا وإذا قام قال الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور.
وعلى حسب ما قرات في كتب بعض العلماء ان عالم البرزخ ينقسم إلى قسمين قسم علوي خاص بالابرار والارواح الطيبة من المؤمنين.. وقسم سفلي خاص بالارواح الخبيثة والكفار .. وعالم البرزخ قد يكون مختلف بشكل كبير عن عالم الرحم والمنام و الدنيا ومما عهدناه.. وذلك من ناحية قوة الادراك الروحي ووضوح الصورة.. وقوة الأحاسيس الوجدانية كالفرح والالم وغيرها من الخصائص.. لان الروح تكون متحررة بشكل كامل من ثقل الجسد الدنيوي في تلك المرحلة...
وبالنسبة لاتصال الروح بالجسد بعد الموت الجسدي والدخول في مرحلة البرزخ.. قد يكون اتصال الروح بالجسد في اوقات معينة فقط.. وقد يكون هناك تفاوت بين الناس في هذا الامر..والاتصال لن يكون بالاندماج وعودة الروح الى الجسد بشكل كامل... ربما يبقى الاتصال بين الروح والجسد اثيريا فقط وضعيف بسبب الحاجز الزمني وتعطل البناء الجسدي لاغلب البشر اذا استثنينا الرسل وماشاء الله من عباده والله اعلم.
☆☆☆🕯☆☆☆
ردحذف"المؤمن هو مرآة المؤمن"
☆☆☆☆☆
فنحن في حاجة دوما إلى مرآة
بما تفيدنا؟
تصرف مع مرآتك كما تشاء فهي تظهر الحقيقة دوما
السطر لن ينحني وأبدأ لن يستقيم المنحنى
ان وجدت عيب فسيظهر العيب في الصورة
المرآة لا يمكن أن تخلق العيوب
ولا يمكن أن تغيرها
والمرآة لن تتحكم بك
حتى لو سجدت أمامها مائتي عام تامة
فهي لن تنحرف عنك أبدا
انها تعكس ما أمامها