ج41: رسالة الحق والنور - كيف نصدق أحاديث جاء فيها أن النبي سمح للبعض بأن يشربوا من بوله أو يشربون مضمضته أو دمه أو ما تبقى من وضوءه أو يتطيبون بعرقه - بخصوص الشرب والسقاية من يد النبي عند حوض نهر الكوثر - وكيف يصح أن تشرب المرأة من يد النبي - هل تظن أن محبة الشيء لا تجعلك تتنازل عن فيه بول أو غائط ؟!! تعالى معي أعرفك كيف أهل الدنيا يدفعون آلاف الدولارات فيما ينزل من محل الخراء ..!! - هل عدم اقتناعك بعرق النبي ونخامته أو بوله بأن فيه بركه ينقص من إيمانك شيء

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الحق والنور

في موجز علم تدوين الحديث الشريف

وتبرئة البخاري ممن شهد عليه بالزور

(الجزء الحادي والأربعون)

* فهرس: (هذا بحث خاص جدا فانتبه إليه) ..

:: الفصل الأربعون :: تابع/ تناقضات بين الأحاديث والآيات القرآنية والعقيدة ::

1- س118: كيف نصدق أحاديث جاء فيها أن النبي سمح للبعض بأن يشربوا من بوله أو يشربون مضمضته أو دمه أو ما تبقى من وضوءه أو يتطيبون بعرقه ؟

#- أولا: ما هي الأحاديث المشار إليها في الشبهة والتي جعلت جماعة الأريكة يستقذرونها ؟

#- ثانيا: مناقشة من يميل للفكر السلفي ..

#- ثالثا: مناقشة من يميل للفكر الصوفي ..

#- مسألة مهمة فيها مخالفة للعقيدة في فتاوى الإنترنت ::

:: بخصوص الشرب والسقاية من يد النبي عند حوض نهر الكوثر ::

:: وكيف يصح أن تشرب المرأة من يد النبي ؟ ::  

#- رابعا: الرد على جماعة الأريكة من القرآنيين وأشباههم الجاحدون لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ..

- أولا: من الناحية العقلية ..

- ثانيا: من ناحية تفكر العقل ورؤية القلب ..

- ثالثا: هل تظن أن محبة الشيء لا تجعلك تتنازل عن فيه بول أو غائط ؟!! تعالى معي أعرفك كيف أهل الدنيا يدفعون آلاف الدولارات فيما ينزل من محل الخراء ..!!

#- هل عدم اقتناعك بعرق النبي ونخامته أو بوله بأن فيه بركه ينقص من إيمانك شيء ؟

#- وخلاصة الرد على الشبهة .

 *************************

:: الفصل الأربعون ::

:: تابع/ تناقضات بين الأحاديث والآيات القرآنية والعقيدة ::

************************

(شبهة رابعة/ عن طبيعة الأحاديث المنقولة في أفعال الصحابة مع فضل ما يخرج عرق ونخامة وبول أو دم أو ما يتبقى من وضوء النبي)

 ..:: س118: كيف نصدق أحاديث جاء فيها أن النبي سمح للبعض بأن يشربوا من بوله أو يشربون مضمضته أو دمه أو ما تبقى من وضوءه أو يتطيبون بعرقه ؟ ::..

 

- قال منكروا الأحاديث النبوية جحودا بها .. كيف نقبل أحاديث رويت عن النبي أنه سمح بشرب بوله أو مضمضته أو ما يتبقى من وضوءه أو عرقه ؟ إيه القذارة والقرف ده .. !! أهذا كلام يعقله أحد .. أو يصدقه إنسان ؟!! وما علاقة هذا بالإيمان إذا كان فعلا حدث هذا ؟!! فكيف تقبلون أحاديث مثل هذه أفلا تعقلون ؟!! وهل هذه هي أصح الأحاديث بعد كلام الله .. وهل هذا هو البخاري ومسلم من تفتخرون بهما .. ؟!! فإذا كان هذا هو الصحيح فما هو السقيم ؟!!

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- ليس بمستغرب على هؤلاء أن يخرج من أفواههم مثل هذا الكلام .. حيث أن الذي تجرأ أن ينكر كلام النبي صلى الله عليه وسلم جملة وتفصيلا .. ليس بمستغرب عليه أن يكون بليد العقل وسقيم القلب .. حيث لم يفهم من هذه الروايات إلا أنها مجرد نوع من القرف والقذارة ..!!

 

- بل وأحسب أن بعض المؤمنين من عموم الناس  .. تختزن صدورهم شيئا من هذا وإن كانوا لا يجهرون به .. سواء أدبا أو تجنبا لفتنة ..!!

 

- وإذ كنت أعجب من طائفة جماعة الأريكة من القرآنيين وأشباههم .. فعجبي أشد من بعض من ينتمي للفكر السلفي أو الصوفي .. كما سيظهر لك في مناقشة بعض ما ذهبوا إليه .

 

- ولذلك أخي الحبيب في هذه الشبهة .. ساجعل هذه الشبهة كبحث صغير أجمع فيه بين أقوال الطوائف الثلاثة في زماننا .. وأجيب عليهم بقدر ما يسر الله لي من علم .. إن شاء الله ... ولكن طول بالك معايا شوية في هذه الشبهة .. لأنها ليست مجرد رد على شبهة .. بقدر ما هو بحث لطيف وصغير فيه علم خفيف للعقل والقلب معا .

 

####################

#- أولا: ما هي الأحاديث المشار إليها في الشبهة والتي جعلت جماعة الأريكة يستقذرونها ؟

 

#- هذه هي بعض من جملة الأحاديث التي أشاروا إليها:

1- عن أم أيمن قالـت: (كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَّارَةٌ يَبُولُ فِيهَا فَكَانَ إِذَا أَصْبَحَ يَقُولُ " يَا أُمَّ أَيْمَنَ صُبِّي مَا فِي الْفَخَّارَةِ " فَقُمْتُ ليلة وأنا عطشى فشربت ما فيها، فقال رسول الله " يَا أُمَّ أَيْمَنَ صُبِّي مَا فِي الْفَخَّارَةِ " فقالت يا رسول الله قُمْتُ وَأَنَا عَطْشَى فَشَرِبْتُ مَا فِيهَا فَقَالَ: إِنَّكَ لَنْ تَشْتَكِي بَطْنَكِ بَعْدَ يَوْمِكِ هَذَا أبداً) رواه بن كثير في البداية والنهاية.

 

2- عن أبي موسى الأشعري قال: (دَعَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بقَدَحٍ فيه مَاءٌ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ فِيهِ، وَمَجَّ فِيهِ، ثُمَّ قالَ: اشْرَبَا منه، وَأَفْرِغَا علَى وُجُوهِكُما وَنُحُورِكُمَا .. وَأَبْشِرَا .. فأخَذَا القَدَحَ، فَفَعَلَا ما أَمَرَهُما به رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَنَادَتْهُما أُمُّ سَلَمَةَ مِن وَرَاءِ السِّتْرِ: أَفْضِلَا لِأُمِّكُما ممَّا في إنَائِكُما فأفْضَلَا لَهَا منه طَائِفَةً) صحيح مسلم.

 

#- من شرح ألفاظ الحديث:

- قوله (دعا): أي طلب باستدعاء قدح كأناء أو وعاء فيه ماء .

- قوله (وَمَجَّ فِيهِ): أي كان أخذ من الوعاء بعض الماء مضمضه في فمه ثم مجَّه في الأناء بعد غسل اليدين والوجه ..

- قوله (قال – وأفرغا – وأبشرا - فأخذا): أي قال لأبو موسى الأشعري وبلال بن رباح.

- قوله (نحوركما): أي العنق والرقبة .. وما هو قريب منها كمقدم الصدر ..

- قوله (أبشرا): أي بحصول الخير والبركة .. وتم إبهام البشارة لأن النبي طالما قال بالبشرى فقد تحققت شرط حسن الأدب في استقبالها .. ولا يهم حينئذ معرفة حقيقة تفصيل هذه البشارة لأن الأصل فيها هو اليقين بحصول خير يتبعه سرور في النفس ..

- والبشارة: هي سرور في قلب الإنسان يظهر أثره على بشرة الوجه .. ومنها جاءت لفظة البشارة والبشرى ..

- قوله (أَفْضِلَا لِأُمِّكُما): أي قالت السيدة أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم (وهي أم المؤمنين) .. أن يتركا لها بعضا من هذا الماء لتتبرك به هي أيضا .. وتركا لها نصيبا من ذلك .

 

3- مِنْ حَدِيثِ صُلْحِ الحُدَيْبِيَةِ الذي جاء فيه: (إِنَّ عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ ـ الذي جَاءَ وَقْتَئِذٍ وَسِيطَاً عَنِ المُشْرِكِينَ في مَكَّةَ ـ جَعَلَ يَرْمُقُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِعَيْنَيْهِ، قَالَ:

- فَوَاللهِ مَا تَنَخَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ ـ أَيْ: مِنَ الصَّحَابَةِ ـ فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ.

- وَإِذَا أَمَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِأَمْرٍ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ.

- وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ.

- وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ.

- وَمَا يُحِدُّونَ النَّظَرَ إِلَيْهِ تَعْظِيمَاً لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

- فَرَجَعَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ إِلَى أَصْحَابِهِ ـ في مَكَّةَ ـ فَقَالَ:

- أَيْ قَوْمِ، وَاللهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى المُلُوكِ، وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ، وَكِسْرَى، وَالنَّجَاشِيِّ، وَاللهِ إِنْ رَأَيْتُ ـ أَيْ: مَا رَأَيْتُ ـ مَلِكَاً قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ مُحَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ..

- وَاللهِ إِنْ تَنَخَّمَ (ـ أَيْ: مَا تَنَخَّمَ ـ) نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ.

- وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ.

- وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ.

- وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ.

- وَمَا يُحِدُّونَ النَّظَرَ إِلَيْهِ تَعْظِيمَاً لَهُ.

- وَإِنَّهُ قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا ....) صحيح البخاري.

 

#- من شرح ألفاظ الحديث:

- قوله (نخامة):  الْمُخَاطُ الَّذِي يُدْفَعُ مِنَ الصَّدْرِ أَوِ الأَنْفِ.

 

4- عن أَبَي جُحَيْفَةَ قال: (خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالْهَاجِرَةِ، فَأُتِيَ بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَأْخُذُونَ مِنْ فَضْلِ وَضُوئِهِ فَيَتَمَسَّحُونَ بِهِ) صحيح البخاري.

 

#- من شرح ألفاظ الحديث:

- قوله (الهاجرة): في وسط النهار عند شدة الحر.

- وقوله (فضل وضوءه): هو ما تبقى في الإناء من الماء بعد أن توضا .. يريدون أن يلمسوا الماء الذي لمسه النبي صلى الله عليه وسلم .

- قوله (فيتمسحون به): والتمسح تفعل كأن كل واحد منهم مسح به وجهه ويديه مرة بعد أخرى نحو: تجرعه أي شربه جرعة بعد جرعة .

 

5- سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: (ذَهَبَتْ بِي خَالَتِي إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنَ أُخْتِي وَقِعٌ، فَمَسَحَ رَأْسِي وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ. ثُمَّ تَوَضَّأَ فَشَرِبْتُ مِنْ وَضُوئِهِ) صحيح البخاري.

 

6- وفيهما أيضاً عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: (جَاءَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعُودُنِي، وأَنَا مَرِيضٌ لا أعْقِلُ، فَتَوَضَّأَ وصَبَّ عَلَيَّ مِن وضُوئِهِ، فَعَقَلْتُ) صحيح البخاري.

 

7- أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (دَخَلَ عَلَينَا النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقَال عِنْدَنَا. فَعَرِقَ، وَجَاءَتْ أُمِّي بِقَارُورَةٍ، فَجَعَلَتْ تَسْلِتُ الْعَرَقَ فِيهَا، فَاسْتَيقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقَال: "يَا أُمَّ سُلَيمٍ، مَا هَذَا الَّذِي تَصْنَعِينَ؟ " قَالتْ: هَذَا عَرَقُكَ نَجْعَلُهُ فِي طِيبِنَا وَهُوَ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ) صحيح البخاري.

 

- وفي زيارة أخرى حدثت ونام فيها النبي عند أم سليم .. فنام النبي بساط من جلد .. وكان كثير العرق صلى الله عليه وسلم .. ودخلت أم سليم ورأت من عرقه الكثير : (فَجَعَلَتْ تُنَشِّفُ ذَلِكَ الْعَرَقَ فَتَعْصِرُهُ فِي قَوَارِيرِهَا، فَفَزعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقَال: "مَا تَصْنَعِينَ يَا أُمَّ سُلَيمٍ؟ " فَقَالتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَرْجُو بَرَكَتَهُ لِصِبْيَانِنَا. قَال: "أَصَبْتِ") صحيح البخاري.

 

#- من شرح ألفاظ الحديث:

- قولها (قوارير): زجاجات صغيرة كزجاجات العطور .

- قولها (بركته لصبياننا): أي نستخدمه كنوع من العلاج لهم إذا مرضوا ..

- قوله (أصبت): فيها دلالة واضحة وتصريح من النبي صلى الله عليه وسلم بجواز التبرك بآثاره وأن فيها منفعة وبركة خاصة .. وهذا يرشد إلى أن في النبي صلى الله عليه وسلم خصوصية كرامة في كل جسده الشريف ظاهرا وباطنا .. 

 

8- عن عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ: (أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَحْتَجِمُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ، اذْهَبْ بِهَذَا الدَّمِ فَأَهْرِقْهُ حَيْثُ لَا يَرَاكَ أَحَدٌ» ، فَلَمَّا بَرَزْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَدْتُ إِلَى الدَّمِ فَحَسَوْتُهُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا صَنَعْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ؟» قَالَ: جَعَلْتُهُ فِي مَكَانٍ ظَنَنْتُ أَنَّهُ خَافٍ عَلَى النَّاسِ، قَالَ: «فَلَعَلَّكَ شَرِبْتَهُ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «وَمَنْ أَمَرَكَ أَنْ تَشْرَبَ الدَّمَ؟ وَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ، وَوَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ») رواه الطبراني .. وذكره البوصيري عن أبي يعلى الموصلي وقال في الإتحاف: هذا إسناده حسن .

 

#- من شرح ألفاظ الحديث:

- قوله (فأهرقه): أي فصبه وألقيه في مكان لا يراك أحد .

- قوله (فحسوته): أي شربته .

- قوله (خاف عن الناس): أي مخفي عن الناس.

- قوله (ومن أمرك أن تشرب الدم): فيه دلالة على أن عبد الله بن الزبير (وهو بن أخت السيدة عائشة) فعل خلاف ما أمره به النبي وإنما فعله حبا .. وكون النبي لم يزجره .. فهذا دليل على تفهمه لهذا الحب .. وفيه دليل لى طهارة دم النبي صلى الله عليه وسلم وإلا كان النبي حذره ونهاه وأوضح له أنه نجس ..!!

 

- وفي رواية تظهر سبب شرب الزبير لدم النبي حيث قال مبررا ذلك: (لأزدادَ علمًا وإيمانًا وليكونَ شيئًا من جسدِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في جسدي وجسدي أولى به من الأرضِ) ولكن هذه رواية رواه بن كثير بدون سند وبالتالي هي ضعيفة .. وإن كانت معقولة السبب ..

- قوله (وَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ، وَوَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ): أي ستبتلي كثيرا في حياتك من الناس .. وسيكون لك من الشجاعة والعزيمة والإقدام في مواجهة الناس .. وكان كذلك رضي الله عنه حتى قتله الحجاج الثقفي في حرم الكعبة وهو يقاتل جيش الأمويين ..!!

 

9- حتى بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يتبركون بآثاره ..

- عن أسماء بنت أبي بكر- رضي الله عنها- قالت: (هَذِهِ جُبَّةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَتْ عِنْدَ عَائِشَةَ حَتَّى قُبِضَتْ، فَلَمَّا قُبِضَتْ قَبَضْتُهَا، وَكَانَ النَّبِيُّ "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" يَلْبَسُهَا، فَنَحْنُ نَغْسِلُهَا لِلْمَرْضَى يُسْتَشْفَى بِهَا) رواه مسلم.

 

- قوله (جُبَّةُ): وهو مثل العباية التي يرتديها أهل الحجاز .

 

######################

 

#- ثانيا: مناقشة من يميل للفكر السلفي ..

- هذه المناقشة قائمة على جزئين لمن غلب على حاله التكلم بلسان السلفية:

- الأول: رد الأحاديث التي فيها قصة شرب بول النبي ..

- الثاني: استقذار بول النبي والكلام عنه بصورة سيئة جدا مستقذرا للأمر ومتكلما عنه باستهزاء واستخفاف على الميديا المرئية وله فيديو منشور على اليوتيوب  ..!! (وهذا قد رأيته وسمعته بنفسي) ..

 

#- أولا: رد الأحاديث في قصة شرب بول النبي .. ولهم في ذلك بعضا من الحق .. إلا أنهم غفلوا شيئا في تحقيق كل حديث ذكروه في هذه المسألة .. وإليك أخي الحبيب تحقيق المسألة في حدود ما بلغني من العلم:

 

- وهناك روايتيتن في هذا الحديث ..

1- رواية أم أيمن حاضنة وخادمة النبي صلى الله عليه وسلم .. ولهذه الرواية طريقين في السند:

أ- طريق ضعيف من طريق (أبو مالك النخعي) وهذه رواية لم يختلف أحد على تضعيفها .. وهي هذه الرواية: (قام رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ إلى فَخَّارَةٍ في جَانِبِ الْبَيْتِ فَبَالَ فيها، فَقُمْتُ مِنَ اللَّيْلِ وأنا عَطْشَانَةُ فَشَرِبْتُ ما فيها وأنا لا أَشْعُرُ فلما أَصْبَحَ النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا أُمَّ أَيْمَنَ قَوْمِي فَأَهْرِيقِي ما في تِلْكَ الْفَخَّارَةِ. قلت: قد وَالله شَرِبْتُ ما فيها، قالت: فَضَحِكَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ثُمَّ قال: أما إنك لا تَتَّجِعِينَ بَطْنَكِ أبدًا) رواه الطبراني في الكبير ..

 

- قوله (تتجعين): أي لا تشكي وجع بطنك ..

 

- وهذه الرواية السابقة هي التي قام بردها هذه الطائفة .. ومعهم حق في ذلك . إلا أنهم غفلو او تغافلوا عن الرواية التالية ..

 

ب- أما الطريق الآخر في الإسناد فهو السند الذي لم يتكلم عليه أحد وأشار إليه بن كثير في البداية والنهاية (5/ 326): «وقال الحافظ أبو يعلى ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا سلم بن قتيبة عن الحسين بن حرب عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن أم أيمن قالـت: (كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَّارَةٌ يَبُولُ فِيهَا فَكَانَ إِذَا أَصْبَحَ يَقُولُ " يَا أُمَّ أَيْمَنَ صُبِّي مَا فِي الْفَخَّارَةِ " فَقُمْتُ ليلة وأنا عطشى فشربت ما فيها، فقال رسول الله " يَا أُمَّ أَيْمَنَ صُبِّي مَا فِي الْفَخَّارَةِ " فقالت يا رسول الله قُمْتُ وَأَنَا عَطْشَى فَشَرِبْتُ مَا فِيهَا فَقَالَ: إِنَّكَ لَنْ تَشْتَكِي بَطْنَكِ بَعْدَ يَوْمِكِ هَذَا أبداً) رواه بن كثير في البداية والنهاية ولم يعلق عليه ..

 

#- ولكن هذه الرواية سقط منها "لفظ" وجدته عند بن عساكر في تاريخ دمشق وهو: (فَقُمْتُ ليلة وأنا عطشى فغلطت فشربت ما فيها) رواه بن عساكر في تاريخ دمشق ..

 

- وهذا اللفظ يتشابه مع ما جاء في الرواية الضعيفة: (فَشَرِبْتُ ما فيها وأنا لا أَشْعُرُ) ..

 

- وهذا اللفظ الساقط له دلالة مهمة جدا .. في أن الشرب من الماء كان خطأ وليس قصدا .. وهذا اللفظ (فغلطت) لم ينتبه له أحد فيمن استدل بالروايات .. في حدود ما قرأت لهم .

 

2- الرواية الثانية عَنْ حَكِيمَةَ بِنْتِ أُمَيْمَةَ عَنْ أُمِّهَا أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ قَالَتْ: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبُولُ فِي قَدَحِ عِيدَانٍ، ثُمَّ يَرْفَعُ تَحْتَ سَرِيرِهِ، فَبَالَ فِيهِ ثُمَّ جَاءَ فَأَرَادَهُ فَإِذَا الْقَدَحُ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، فَقَالَ لِامْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا بَرَكَةُ كَانَتْ تَخْدُمُ أُمَّ حَبِيبَةَ، جَاءَتْ بِهَا مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ: «أَيْنَ الْبَوْلُ الَّذِي كَانَ فِي الْقَدَحِ؟» قَالَتْ: شَرِبَتُهُ .. فَقَالَ: «لَقَدِ احْتَظَرْتِ مِنَ النَّارِ بِحِظَارٍ») رواه الطبراني في الكبير ..

 

- وفي رواية أخرى للطبراني يظهر أن اسم الخادمة (برَّة) وكانت خادمة السيدة أم سلمة في الحبشة ..!!

 

# - عن تخريج حديث الطبراني:

1- هذه الرواية صححها الدارقطني وعبد الحق الإشبيلي وابن الصلاح والسيوطي والهيثمي .. وقال الهيثمي: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَحَكِيمَةَ وَكِلَاهُمَا ثِقَةٌ .

 

2- وقال البعض على الإنترنت في هذا الحديث أنه توجد علة تضعفه وهي أن "حَكِيمَةَ بِنْتِ أُمَيْمَةَ" قد جهلها الإمام الذهبي والإمام بن حجر .. والجهالة تضعف الحديث حتى يتبين حال الراوي .

 

3- ولكن لماذا أجد على الإنترنت يتناقلون تحقيق الحديث الذي فيه فقط جهالة بن حجر والذهبي .. ولا يثبتون بل ويحجبون في تحقيق الرواية أنه قد وثقها الإمام بن حبان في الثقات حيث قال: "تروى عَن أمهَا أُمَيْمَة بنت رقيقَة وَلها صُحْبَة روى عَنْهَا بن جريج" (الثقات ج4 / ص195) .. !!

 

4- وبذلك تكون انتفت علة الحديث التي أثبتها البعض في الرواية من حيث جهالة حكيمة بنت أميمة .. وصحت بذلك الرواية .. ويكفينا إشارة الصحة لهذه الرواية عند كبار الأئمة .. والله أعلم .

 

#- فإذا نظرت للروايات أخي الحبيب .. سيظهر لك أن الذي شرب من بول النبي صلى الله عليه وسلم إنما شرب منه بدون علم النبي بذلك .. بل وشربه عن طريق الغلط في الليل حيث ظنه ماء للشرب موضوع في إناء فشربه ..

 

#- ثانيا: أما عن طريقة إظهار استقذارهم لبول النبي صلى الله عليه وسلم ..

- حيث لم يكن العجب منهم في ردهم للأحاديث .. وإنما كلام البعض منهم عن بول النبي باستقذار شديد .. وكأنها سنة نبوية ويريدون إظهارها بأنها ليست سنة .. ؟!!

 

1- وسبب التعجب منهم ليس في أسلوبه السيئ المصحوب باستهزاء شديد فحسب .. وإنما نتعجب من عقليته نفسها .. لأن طالما استقذر بول النبي .. لماذا لم يستقذر أيضا عرق النبي ودم النبي وشرب مضمضة النبي ونخامة النبي والشرب من وضوء النبي ؟!!

 

2- لماذا لم يتعجب أن في بول الأبل علاج وشفاء ولم يستغرب ذلك .. حيث قد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر جماعة قدموا إلى المدينة ومرضوا أن يشربوا من أبوال الإبل وألبانها ، ولو كانت أبوال الإبل نجسة لما أمرهم بشربها ، لأنه لا يجوز التداوي بشيء محرم .

- والشاهد مما سبق يجعلنا نقول .. أجعلت يا هذا بول الأبل طاهر وفيه خاصية شفاء .. وأنكرت أن يكون للنبي صلى الله عليه وسلم أن يكون له خاصية طهارة في بوله وخاصية بركة فيه ..!! في حين أن كل النبي صلى الله عليه وسلم هو طاهر ومنه وفيه بركة ..!! أفلا تعقلون .. أم على القلوب أقفال ..؟!!

 

3- ثم ما الذي يمنع طهارته صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا ..؟!! أتساوي نفسك به أيها المزكي لنفسك ؟!! أم ظننت أن هذا البول له حكما شرعيا بطهارة بول الآدمي مطلقا ؟!! فلا يقول بذلك إلا من هو جاهل غبي ..!! فلا أحد يقول بأن بول الآدمي البالغ هو طاهر ..!! وإنما نتكلم عن خصوصية عطاء لنبي .. ولعلك تنكرها لسبب ما في نفسك لم تظهره وأخشى أن يكون حسدا ..!!

 

4- ومن قال أن فضل ما يخرج عن النبي أو يتبقى منه .. هو سنة نبوية ؟!! بل هي خصوصية عطاء من الله له لا علاقة لها بالدين في شيء .. وإنما خصوصية كرامة كنبع الماء من يده الشريفة .. فهذه ليست سنة وإنما خصوصية كرامة ..

 

5- ثم من الذي في السلف قد استقذر هذا الرواية كما استقذرتها أنت وتقرفت منها جاهرا بها على الإعلام المرئي حتى أخذها البعض ونشرها على ميديا اليوتيوب وغيرها ..!!

- والسبب في كوني لا أعتقد بوجود أحد من السلف استقذر هذا الأمر .. لأنهم لم يقيسوا أنفسهم بالنبي صلى الله عليه وسلم .. ولو قاسوا أنفسهم به لكانوا استقذروا الأمر .. ولكن المشكلة فيمن قاس نفس النبي بنفسه هو .. ويجعل لنفسه حكما في المسألة ..!!

- فما لك كيف تحكم يا هذا ..!!

 

6- أما عن ظنه بأن هذا لم يحدث مع الصحابة .. وهذا يدل على بطلان القصة .. فهذا جهل كبير .. لأن هذا ليس سنة ليفعلوه .. وإنما هو خصوصية حدث قد حصلت مع صحابية .. كما حصل خصوصية حدث مع بعض الصحابة في صحبتهم للنبي وكما حدث لأبي موسى الأشعري وبلال بن رباح لما جعلهما يشربا من الإناء الذي غسل فيه يديه ووجه وتمضمض فيه .. ولم يكن هذا لكل الصحابة ..!!

 

7- أما إذا كنت انفعلت من كلام جماعة الأريكة ممن يصفون أنفسهم بكونهم قرآنيين .. فهذه تكون مصيبة أخرى .. لأنك بذلك تكون قد مال عقلك لما قالوا وقد اعتقدته .. فأردت أن تدفعه إنكارا .. أما إذا كان مال عقلك للإعتراض على ما قاله بعض الصوفية حيث وصف هذا بأنه بركه .. فلماذا لم تميل أنت إلى السلف الذين ألتزموا الأدب مع رسول الله ولم يستقذروا منه شيئا صلى الله عليه وسلم ولم يتكلموا باستخفاف واستهزاء في هذه المسألة ؟!!

- وفي كل الأحوال .. فما سبق إن دل فإنما يدل على استقذارك لباطن النبي صلى الله عليه وسلم وإنكارك لخصوصية كرامة في باطنه صلى الله عليه وسلم .. فضلا عن رؤيتك لنفسك ومساواتك نفسك بنفسه الشريفة وساويت باطنك بباطنه .. وإلا ما كان حكمك في المسألة بهذا الاستقذار والسخرية والإستهزاء .. !!

 

8- وختاما يتبقى السؤال: ما هذه السلفية التي تقوم على الاستهزاء والسخرية والاستقزار بهذه الطريقة المؤذية والغير مؤدبه والغير محققه علميا بصورة كاملة .. ثم ينشرها في الإعلام ..!! فهل هذه هي السلفية ..!!

- اللهم إن السلف برآء من هذه الأفعال .. ولا تليق أبدا بداعية ولا محب للنبي صلى الله عليه وسلم .

 

########################

 

#- ثالثا: مناقشة من يميل للفكر الصوفي ..

1- من خلال وسائل الإعلام المرئية (وقد بلغني كلامه ولم أسمعه) .. قد ألمح البعض ممن يغلب على حاله التكلم بلسان الصوفية بأن شرب بول النبي من أم أيمن إنما كان تبركا به ..

- وهذا كلام خطأ ولم يأتي في رواية الحديث ..

 

#- فإذا نظرت للروايات أخي الحبيب .. سيظهر لك أن الذي شرب من بول النبي صلى الله عليه وسلم إنما شرب منه بدون علم النبي بذلك .. بل وشربه عن طريق الغلط في الليل حيث ظنه ماء للشرب موضوع في إناء فشربه .. فأم أيمن لم تعرف أنه بول النبي .. حتى نقول أنها سعت إليه متبركة بشربه ..!!

 

- أما إن كان مقصد هذا الصوفي .. أن الذي قد شرب من بول النبي قد حدث له نوع من البركة لمن شربه .. فهذا صحيح ومفهوم من ختام لفظ الحديث أن وجع البطن لن يصيب الشخص ببركة ما تم شربه من بول النبي لطهارة باطن النبي صلى الله عليه وسلم ..

 

2- وفي الرواية التالية عن حَكِيمَةَ بِنْتِ أُمَيْمَةَ عَنْ أُمِّهَا أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ قَالَتْ: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبُولُ فِي قَدَحِ عِيدَانٍ، ثُمَّ يَرْفَعُ تَحْتَ سَرِيرِهِ، فَبَالَ فِيهِ ثُمَّ جَاءَ فَأَرَادَهُ فَإِذَا الْقَدَحُ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، فَقَالَ لِامْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا بَرَكَةُ كَانَتْ تَخْدُمُ أُمَّ حَبِيبَةَ، جَاءَتْ بِهَا مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ: «أَيْنَ الْبَوْلُ الَّذِي كَانَ فِي الْقَدَحِ؟» قَالَتْ: شَرِبَتُهُ .. فَقَالَ: «لَقَدِ احْتَظَرْتِ مِنَ النَّارِ بِحِظَارٍ») رواه الطبراني في الكبير ..

 

#- شرح بعض ألفاظ الحديث:

- قوله (بركة): قال بعض العلماء يقصد بها "بَرَكَةُ الْحَبَشِيَّةُ" الَّتِي قَدِمَتْ مَعَ أُمِّ حَبِيبَةَ مِنَ الْحَبَشَةِ" وتسمى "بركة بنت يسار" .. ولكن بعض العلماء قال أن المقصود بها أم أيمن صاحبة الرواية الأولى أيضا لأنها كانت تسمى بركة بنت ثعلبه وكنيتها أم أيمن الحبشية .. وأرى أن العقل يميل إلى أن الروايتين لنفس المرأة لدلالة الإسم فمرة ذُكرت بالإسم (بركة) ومرة ذكرت بالكُنية (أم أيمن) .. واختلاف الأسماء لاختلاط الأمر على بعض الرواة ..!! والله أعلم .

 

#- من الرواية السابقة .. قال بعض من ينتمي لجماعة الصوفية .. من أن هذا الشرب يحميها من نار الآخرة فلا يصيبها في بطنها شيء من نار الآخرة كبركة لشربها من بول النبي .. مستدلا بقوله («لَقَدِ احْتَظَرْتِ مِنَ النَّارِ بِحِظَارٍ») ..

 

#- وهذا المفهوم من لفظ الحديث .. خطأ من ثلاث أوجه:

أ- لو كان الأمر كذلك لكان الصحابة تقاتلوا على شرب بوله كما كانوا يتقاتلون على ما يتبقى من ماء وضوءه .. ولكن هذا لم يحدث من أحد منهم .. فدل ذلك أن ما حدث مع أم أيمن هو خصوصية حدث قد انفردت به كما يوجد مع بعض الصحابة خصوصية حدث حصلت مع النبي صلى الله عليه وسلم ..

 

ب- فقوله (لَقَدِ احْتَظَرْتِ مِنَ النَّارِ بِحِظَارٍ): أي أحطتي واحتميتي من النار بحيطة وحماية منيعه .. فالنار هنا كناية عن ألم البطن .. كما هو المشار إليه في رواية أم أيمن حيث قال لها: (إِنَّكَ لَنْ تَشْتَكِي بَطْنَكِ بَعْدَ يَوْمِكِ هَذَا أبداً) .. وليس المقصود به نار الآخرة .. وإلا تساوى من شرب بول النبي بمن فقد أبناءه الثلاثة .. وهذا لا يعقل أبدا .. حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ابْنٍ لَهَا مَاتَ فَكَانَ الْقَوْمُ عَنَّفُوهَا فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ مَاتَ لِي ابْنَانِ مُنْذُ دَخَلْتُ فِي الْإِسْلَامِ سِوَى هَذَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدِ احْتَظَرْتِ مِنَ النَّارِ بِحِظَارٍ شَدِيدٍ) رواه الطبراني .. وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح ..

 

ج- ومن ناحية أخرى .. جميع المؤمنين الصادقين سيشربون من حوض نهر الكوثر بيد النبي صلى الله عليه وسلم .. فما فائدة شرب البول حينئذ وما وجه منفعته ..؟!! إلا لو قلنا أن بول النبي أقوى تأثير من نهر الكوثر وهذا لا يمكن أن يقول به عاقل أو مؤمن ..!!

 

3- انتبه أخي الحبيب:

أ- قد تجد أخي الحبيب .. رواية حديث تدل على أن ما يتركه النبي هو وقاية من النار فعلا .. بدليل هذه الرواية: عَنْ سَلْمَى، - امْرَأَةِ أَبِي رَافِعٍ - قَالَتْ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوْقَ بَيْتِهِ جَالِسًا، فَقَالَ: «يَا سَلْمَى، ائْتِينِي بِغَسْلٍ» ، فَجِئْتُ إِلَيْهِ بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءُ سُدْرٍ، فُصَفَّيْتُهُ لَهُ ثُمَّ جَثَا عَلَى مِرْفَقَةٍ حَشْوُهَا لِيفٌ، وَأَنَا أَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ فَغَسَلَهُ، وَإِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى كُلِّ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ مِنْ رَأْسِهِ فِي الْإِنَاءِ، كَأَنَّهُ الدُّرُّ يَلْمَعُ، ثُمَّ جِئْتُهُ بِمَاءٍ فَغَسَلَهُ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غَسْلِهِ قَالَ: «يَا سَلْمَى، اهْرِيقِي مَا فِي الْإِنَاءِ فِي مَوْضِعٍ لَا يَتَخَطَّاهُ أَحَدٌ» ، فَأَخَذْتُ الْإِنَاءَ فَشَرِبْتُ بَعْضَهُ، ثُمَّ أَهْرَقْتُ الْبَاقِيَ، فَقَالَ لِي: «مَاذَا صَنَعْتِ بِمَا فِي الْإِنَاءِ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَسَدْتُ الْأَرْضَ عَلَيْهِ، فَشَرِبْتُ بَعْضَهُ، ثُمَّ أَهْرَقْتُ الْبَاقِيَ عَلَى الْأَرْضِ، فَقَالَ: «اذْهَبِي، فَقَدْ حَرَّمَكِ اللَّهُ بِذَلِكَ عَلَى النَّارِ») رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ .. وقال الهيثمي: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ مَعْمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَهُوَ كَذَّابٌ..

- أي أن الحديث موضوع ومكذوب .

 

ب- ولعلك أخي الحبيب قد تذكر رواية لعبد الله بن الزبير الذي شرب فيها دم النبي من الحجامة .. ولكن في رواية منها جاء في آخرها بلفظ: (لَا تَمسَّك النار، ومسح على رأسه) رواه الدارقطني .. وقال بن حجر في التلخيص الحبير (1/169) بأن رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيّ مِنْ حَدِيثِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ .. وَفِيهِ عَلَى بْنُ مُجَاهِد وَهُوَ ضَعِيفٌ أ.هـ ..، وعلي بن مجاهد هذا قد كذبه يحي بن الضريس ويحيى بن معين كما في الميزان .

 

- وفي رواية بلفظ: (ويل لك من الناس وويل للناس منك. لا تَمسَّك النار إلَّا قَسَم اليمين) رواه أبو نعيم في الحليه عن كيسان مولى عبد الله بن الزبير مرسلاً .. وفيه سعد بن زياد وهو أبو عاصم وذكره بن حجر في لسان الميزان بأنه ليس بالمتين وذكره بن حبان في الثقات .. ولكن يبقى الحديث على ضعفه لإرساله وإن يصح في المتابعات كشاهد على ان القصة لها أصل ولكن لا يحتج به منفردا.

 

- ومعنى قول (قَسَم اليمين): أي إشارة إلى قوله تعالى: (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا) مريم71 .. ومعنى (واردها): أي يمر عليها وليس بمعنى يدخل فيها .

 

- وفي رواية مجهولة السند بلفظ: (قالَ ما صنعت بالدمِ قالَ إني شربتُه لأزدادَ علمًا وإيمانًا وليكونَ شيئًا من جسدِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في جسدي وجسدي أولى به من الأرضِ فقالَ أبشرْ لا تمسّك النارُ أبدًا وويلٌ لك من الناسِ وويلٌ للناسِ منك) رواه بن كثير في البداية والنهاية بدون سند لها ..!!

 

- وخلاصة القول أن زيادة الرواية: (لا تمسك النار) في قصة شرب عبد الله بن الزبير لدم النبي .. هي زيادة غير صحيحة في الرواية .

 

ج- وقد تجد أخي الحبيب أن هناك رواية أخرى لغلام من قريش فعل الحجامة للنبي .. ثم طلب منه النبي أن يدفنها في الأرض .. فشربها .. ولما علم النبي بذلك قال له : (اذهب فقد أحرزت نفسك من النار) رواه بن حبان في المجروحين .. وفي الحديث نافع بن هرمز وهو متروك الحديث ..!! فالحديث لا يصح .

 

- وبهذا أخي الحبيب .. يكون ختام الرد أصحاب الفكر المختلف حول حديث شرب بول النبي .. حتى تكون على بينة بلا تفريط ولا إفراط في العلم .. ولا تميل إلى هذا أو ذاك إلا بتحقيق .. وليس لمجرد أن هذا القائل شيخ معروف ..!!

 

- ويتبقى لك أخي الحبيب .. أن نجيب على جماعة الأريكة الجاحدون لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والطاعنون في أن يكون له خصوصية كرامة من نفسه الشريفة .. ولكن بعد مناقشة مسألة خطرت على بالي بمناسبة الكلام على حوض النبي صلى الله عليه وسلم .

 

##################

 

:: مسألة مهمة فيها مخالفة للعقيدة في فتاوى الإنترنت ::

:: بخصوص الشرب من يد النبي عند حوض نهر الكوثر ::

 

#- ذكرت منذ قليل ان المؤمنين الذين لم يغيروا دينهم بالكفر والنفاق والإلحاد فيه وغير ذلك .. فإنهم يشربون من يد النبي صلى الله عليه وسلم لأنه يسقيهم عند حوض الكوثر من يده الشريفة .. وهذا خلاف ما يتناقله البعض على شبكة الإنترنت من فتاوي غير صحيحة لم يوفقوا فيها ..!!

 

- وهذا خطأ في الفتوى منهم ويحتاج لتصحيح .. حيث أن هذه الفتوى فيها مخالفة لكلام النبي صلى الله عليه وسلم ومخالفة لعقيدة المؤمن .. فضلا عن أنهم بذلك يحرموا المؤمن من أن يقول" "يارب اسقني من يد نبيك شربة لا نظمأ بعدها أبدا" ..!!

 

#- قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ، لَيُرْفَعَنَّ إِلَيَّ رِجَالٌ مِنْكُمْ، حَتَّى إِذَا أَهْوَيْتُ لِأُنَاوِلَهُمْ اخْتُلِجُوا دُونِي، فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَصْحَابِي، يَقُولُ: لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ) صحيح البخاري برقم 7049.

 

- قال القاضي عياض في مشارق الانوار (ج2 ص32) : (أهويت لأناولهم) .. أي أسقيهم بيدي.

 

- وقال بن قرقول في مطالع الأنوار (ج4 ص235) (أهويت لأناولهم): أي مددت يدي لأسقيهم ..، وفي (ج6 ص149) (أهويت لأناولهم): قال: أي أملت يدي أسقيهم.

 

#- ونقل الإمام بن تيمية في الاخنائية ص290 قول الإمام أحمد وهو يوصي تلميذه المروذي كما قال في منسك المروذي: ثم آت قبر النبي وقل السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ..... إلى أن يقول: (اللهم احشرنا في زمرته، وتوفنا على سنته، وأوردنا حوضه، واسقنا بكأسه مشربًا رويًّا لا نظمأ بعهدها أبدًا).

 

- وإن كنا في غنى عما نقله الشيخ بن تيميه عن قول الإمام احمد لتلميذه .. لأن كلام النبي صلى الله عليه وسلم كافي .. ولكن لعل في ذلك مزيد فهما ووضوح ..!!

 

#- وبالتالي من يقل في فتواه أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يسقى المرأة من يده فقد أخطأ خطأ جسيم .. وليس معنى أن السقاية باليد معناها أن يضع النبي يده في الحوض ويشرب الناس .. لا .. وإنما هو صلى الله عليه وسلم يضع كأسا أو كوزا في الحوض ويهديه للمؤمن ليشرب منه تكريما له وترحيبا به .. فهذا هو المقصود من الشرب من يد النبي صلى الله عليه وسلم .. لأن النبي وصف حوضه بأن له كيزان (أي كؤوس لها يد تمسك منها) وعددها كعدد نجوم السماء وبريقها كبريق نجوم السماء .. كما جاء في الحديث: (حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ ، مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنْ اللَّبَنِ ، وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنْ الْمِسْكِ ، وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ ، مَنْ شَرِبَ مِنْهَا فَلَا يَظْمَأُ أَبَدًا) صحيح البخاري.

 

- فحينما نقول أن السقا يسقي الناس فهذا ليس معناه أنه يضع الماء على يديه ليشرب منها الناس .. وإنما معناه أنه يضع الماء في الكؤوس ليشرب منها الناس فبذلك يسقيهم بيده.

- وحينما يطلب الضيف أن يشرب من يد أهل البيت كوبا من الشاي .. .. فليس معناه أنه يضع الشاي على يده ليشرب الضيف منها ..!!

 

- ويترتب على ذلك أيضا أنه لا مانع من الدعاء بطلب ذلك من الله .. أن يقول المؤمن في دعائه: يارب اسقني من يد النبي صلى الله عليه وسلم من الحوض" .. ولا يعد ذلك اعتداء في الدعاء بطلب ما ليس له وجود كما زعم بعض أهل الفتوى .. لأنها عقيدة مثبتة ولها وجود بالفعل ..!!

 

- وبالتالي كل ما يكتب في مثل هذه الفتاوى ومنشور على الإنترنت فهو فيه خطأ كبير ويحتاج لتصحيح .. لأن هذه الفتوى ما هي إلا مخالفة صريحة لكلام النبي صلى الله عليه وسلم ومخالفة للعقيدة الإسلامية .. 

 .. والله أعلم .

 

#- ونعود مرة أخرى لاستكمال الرد على الشبهة ... ونرد على جماعة الأريكة في طعنهم على الأحاديث التي تظهر خاصية تظهر من جسد النبي صلى الله عليه وسلم .

 

###################

 

#- رابعا: الرد على جماعة الأريكة من القرآنيين وأشباههم الجاحدون لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ..

 

- أما عن قولهم بأن هذه مستقذرات في النفس ولا يمكن أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم يكون قد سمح بها .. فلنناقش هذه المسألة ببساطة حتى نعلم مدى ما بلغهم من السُّقم في عقولهم وما يدل على جفاء الحب في قلوبهم للنبي صلى الله عليه وسلم ..

 

#- أولا: من الناحية العقلية:

1- فما هو مستقذر لك في عقلك .. فهو غير مستقذر لغيرك .. فالخنزير مستقذر لكن مؤمن بحق .. ولكن بالنسبة لشعوب كثيرة في أوروبا وأمريكا .. فهذا مذاق لذيذ وطيب وجميل ..!!

 

- كذلك الخمر هي مستقذرة ولها رائحة قذرة في نفس كل مؤمن .. إلا أنها من أجود المشروبات في أوروبا وأمريكا ..!!

 

- وإذا كان الزنا واللواط والسُّحاق في بعض بلاد الغرب يعتبر فن إباحي ووسيلة مشروعة لكسب الرزق .. فهذا في دين المسلمين شيء مستقذر ويسمى زنا ولواط وسُحاق لأنه فعل قبيح ويحاسب عليه الإنسان إن لم يتوب ويستغفر عما فعله . 

 

- فاستنادك لبيان ما هو مستقذر في نفسك وتظهره على أنه شيء متعارف عليه في غيرك .. هو مستند باطل .. لأنه ليس كل ما هو متعارف عليه في بيئتك هو متعارف عليه في بيئة غيرك ..!!

 

- إذن أنت إنسان مضلل في الحقائق .. في أول قاعدة عقلية استندت إليها ..!!

 

2- من العجيب في منطقك .. أنك تقبل المستقذر في حياتك كمتعة لك في حياتك .. فيما تتغذى به من أطيب الأطعمه .. أم أن طعم الشيء يحجب عنك حقيقته ..!!

 

- أليس العسل جعله الله شفاء ومذاق جميل .. إلا أنه يخرج من بطونها .. يقول تعالى: (يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) النحل69 ..

 

- بل وأطيب أنواع الزرع من سمدت أرضة بالسباخ [روث البهائم] وهو الفضلات الصلبة الخارجة من المواشي عن طريق فتحة الشرج .. حيث يحتوي رَوْث البهائم على مواد مغذية للتربة مما يجعلها تُستعمل في تسميد الأراضي الزراعية .. وتجد ثمار هذه الأرض طيبة جدا .

 

- وأطيب أنواع المشارب المزاجية في العالم وهي القهوة: تجد أغلى نوع قهوة في العالم والتي تسمى كوبي لواك .. تستخرج مع براز حيوان  الزباد .. وكذلك قهوة العاج الأسود تستخرج مع براز الفيلة ..!! يباع رطل براز بن حيوان الزياد بحوالي 600 دولار أي أن الكيلو يساوي تقريبا 1200 دولار ..، ويباع كيلو بن براز حيوان الفيل بحوالي 1100 دولار .. وثمن فنجان القهوة لبراز الحيوانين يقدر بحوال 50 دولار .. ولا يقدر عليه إلا الأغنياء فقط ..!!

 

3- أما عن أعجب ما نتعجب منه وهو أن الشريعة تجيز أكل ما بداخل بطن الذبيحة المذبوحة وفق أصول الشريعة .. وهو مثل الأمعاء وهي ما تستخدم في أكلات الممبار .. والطحال والفشَّة (الرئتين) والكرشة (جدار بطن المعدة) ..  

- ومع ذلك لا نراك اعترضت على الله .. وقلت ما هذه القاذورات التي سمحت يارب بأكلها ؟!! في حين أنك لو أخبرت أي سائح من الغرب يأتي مصر بما سيأكله من لذيذ هذه الأكلات فغالبا لن يأكل لأنه سيستقذر هذه الأمور ..!!

 

- فالمسألة هنا ليس مسالة دين ولا سنة ولا أحاديث .. وإنما مسألة طمس خصوصيات منحها الله للنبي صلى الله عليه وسلم على سبيل التكريم له في باطنه .. !!

 

4- فما منطقك يا هذا الذي تتكلم به إلا منطق القياس الفاسد .. وكأنك تقيس باطن نفسك .. بباطن نفس النبي صلى الله عليه وسلم وتساوي نفسك به .. وتجعل ما هو مستقذر فيك كذلك هو مستقذر من النبي ..!!

- فإن في ذلك دلالة على بيان أن نفسك مملوءة بكل ما هو مشوه وقبيح حين تنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم .. وكأن الغل قد استحكم في نفسك تجاهه صلى الله عليه وسلم .. وإلا ما كنت استكبرت أن تراه أطهر منك ومن اللي خلفوك ..!!

 

5- أما عن قولكم بأنه كيف لنبي أن يسمح بذلك ؟ فأقول لكم: وهل اشتكى من صحابته أحد منهم ؟! أم أنتم أهل الشكوى والنياحة واللطم ..!! ثم تهرولون لوسائل الميديا للنباحة والعواء في مثل هذه المسائل لإثارة الفتن وإرجاف المؤمنين ؟!!  

- أمركم عجيب حقا ..!! إذا كان من حضر النبي صلى الله عليه وسلم .. وكانوا أكرم المسلمين حينئذ وأعلاهم شأنا .. قد ارتضوا بذلك .. فكيف لك أنت أن تنكر وتعترض .. إلا لو كنت ترى في نفسك أنك أكرم منهم وأفضل .. فهذا شيء آخر يتبين لنا منه مدى استحكام الأنا في نفسك حتى قمت بتزكية نفسك على المؤمنين ..!!

 

6- أما عن زعمكم بأن هذه الأحاديث المشار إليها بأنها سنة .. فهذا من أكذب الأكاذيب منكم .. لأن الخصائص النبوية في ذات النبي أو الشريعة لا علاقة لها بالسُّنن .. وإنما تسمى خصائص أيها الجاهل الغبي ؟!! وإلا لو كانت سنن لاتبعناها من بعده في أنفسنا وغيرنا ..!!

 

7- أما عن الحالة النفسية التي تنتابكم حينما تقرأون أو تسمعون أنه حديث جاء في (صحيح كذا) .. فهذا إن دل فإنما يدل على أنكم لا ترون الصحيح وإنما الفاسد السقيم .. حيث أن هذا هو ما يستهويكم .. ولنا ردا عليكم في هذا من خلال الجزء الاخير من رسائل الحق والنور حينما أفضح بعضا من أكاذيبكم حول (صحيح البخاري ومسلم) .. حتى يعلم كل مسلم كيف تتلاعبون بالعلم الديني وتريدون إسقاطه ..!!

 

#- ثانيا: من ناحية تفكر العقل ورؤية القلب ..

1- عجبا لكم .. ماذا يتصور العقل في شخص ينزل القرآن على قلبه صبا صبا .. !! (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ . نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ . عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ . بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) الشعراء192-195.

 

2- أم كيف يتصور العقل في شخص مثل النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يكون طاهرا ظاهرا وباطنا .. وهو أعلى من الملائكة شأنا ومكانا وقدرا وقربا ..!! فإذا كانت الملائكة طاهرة ظاهرا وباطنا .. فكيف تنكر مستكبرا أن يكون النبي طاهرا ظاهرا وباطنا .. وهو الأعلى قدرا وشأنا .. وقد وصفه الله نورا في كتابه: (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ) المائدة15 ..!!

 

3- أم كيف تنكر أنه ليس نورا وهو الذي لم يكن له ظلا في النهار ولا في القمر .. أم كيف لم يدرك عقلك المريض أن الله قد استجاب للنبي في دعواه (اجعلني نورا) .. !!

 

4- ألا أيها البليد في عقلك .. ما ظنك بريق النبي الممزوج بقراءة القرأن .. وأنفاسه التي تتحرك بالقرآن وذكر الله .. وطعامه الذي لا يؤكل إلا باسم الله .. وشرابه الذي لا يشرب إلا باسم الله .. وقلبه الذي ينزل عليه القرآن فيضخ هذا الدم في كل الجسد .. وعينه التي لا ترى إلا بالله .. وأذنه التي لا تسمع إلا بالله .. ويده التي لا تعمل إلا بالله .. ورجله التي لا تمشي إلا بالله .. ولا يتحرك ساكنا وباطنا إلا بالله .. ويبيت عند ربه يطعمه ويسقيه .. وقد اخترق حجب من النور لم تستطع الملائكة ان تقترب منها وإلا احترقت ..

- فهل بعد كل ذلك تأبي النفس عما يخرج عن النبي النور الطاهر .. ؟!!

- ولكن ماذا نفعل للأعمى إن لم يكن يرى ضوء الشمس ..؟!!

 

5- أم كيف تظن أيها البليد في عقلك أن الصحابة رأوا فيه غير النور ؟!! أم لعلك من خيبة أملك وجفاء قلبك لم تدرك أن الحب يرتقي بمن يحب إلى إدراك ما لا يدركه الآخرون ..؟!!

- فإن كنت لا تدرك أن للحب مرايا في القلب .. فقد شهدت على قلبك بوجود الصدأ عليه حتى فلم يعد يدرك حتى من واقع الحياة أن للحب مرايا يرى بها المحبون محبوبهم ..!!

 

6- أيها البليد في عقلك .. كيف تنظر إلى ظاهر الفعل واستقبحته .. ولم تسأل لماذا من فعل قد فعل .. وما الدلالة في فعله ؟!!

- لأنك لا تريد أن تفكر أو تعرف .. وإنما تريد أن تطعن وتشفي غليلك المؤجج بالنار ناحية النبي والمحبين للنبي صلى الله عليه وسلم .. هذه هي حقيقتك التي تقف أمامها ..!! إنسان كاره وحاقد وغليل .. فماذا تتوقع من نفسك بعد ذلك إلا أن ترى الشر والقبيح في كل شيء ..!!

  

7- ألم يفكر عقلك ولو لمرة أنه كيف لا يرى المحبون السوء في محبوبهم ..؟!! ألم تسأل يوما كيف يرى المحب الكمال في محبوبه في كل أفعاله وكلماته حتى أنفاسه يعشقها منه ؟ ألم تجرب الحب يوما حتى تدرك ما يدركه المحبون ؟

- ولكن كيف ترى وأنت كفيف القلب مغطى بالصدا ؟!!

- وكيف تدرك وقد تعفن عقلك بقيود وثنية زرعتها فيه حتى عبدتها ولم تعد تستطيع أن تتحرر منها ..!!

-  ألهذه الدرجة انطمست روح الحب فيك فلم يعد للحب أي معنى فيك حتى تبصر ما أبصره المحبون ..!!

- فكم أنت أعمى وكم أنت بليد وكم أنت مغطى بالكبر حتى لم تعد تسمع سوى نفسك الأمارة بالسوء التي جعلتها تتحكم فيك بل وتحكم بها على غيرك ..!!

- فمتى ستفيق من غيبوبتك .. وتتحرر من أوثانك النفسية ..؟!!   

 

#- ثالثا: هل تظن أن محبة الشيء لا تجعلك تتنازل عما نزل من فتحة البول أو غائط ؟!! تعالى معي أعرفك كيف أهل الدنيا يدفعون آلاف الدولارات فيما ينزل من محل الخراء ..!! 

 

- فكم من علامات الإستفهام .. التي يضعها أي عاقل حينما يشرب أغنياء العالم ما نزل من فتحة الشرج مع براز بعض الحيوانات ..!!

 

- فقهوة كوبي لواك وقهوة العاج الأسود هما الأغلى ثمنا في العالم .. تخرج مع براز حيوان الزباد و براز الفيلة ..!!

 

#- وتحت عنوان "قهوة الزباد" والتي تسمى "كوبي لواك" .. تخبرنا موسوعة ويكيبيديا بالآتي:

- قهوة الزبّاد (بالإندونيسية Kopi luwak):‏ وتقرأ كوبي لواك، هي قهوة إندونيسية نادرة وباهظة الثمن، لها طعم ورائحة فريدين مميزين لها، وتُعد من أغلى أسعار القهوة في العالم،  وهي تصنّع عن طريق حيوان «زبّاد النخيل» (luwak)  لإنتاج قهوة الزبَّاد (Kopi luwak)  .. عن طريق إطعامه حبوب «البن» ثم استخدامها لعمل القهوة بعد خروجها من جسم الحيوان وتنظيفها من المخلفات الأخرى.

- تعتبر قهوة حيوان لواك Kopi Luwak .. من أحد أهم أصناف القهوة المتميزة في شتى أنحاء العالم، وهي الأغلى ثمنا، حيث يبلغ سعر الرطل الواحد منها حوالي 600 دولار أمريكي، وسعر الفنجان الواحد قد يتجاوز 50 دولار أمريكي وتصنع هذه القهوة من فضلات أحد الحيوانات التي تعيش في شرق آسيا ويقتات على البن ويعرف بالعربية باسم زباد.

- تقدم هذه القهوة في بعض دول العالم كاليابان وأمريكا وبعض الدول الأوروبية وفي مناسبات خاصة جدا وللطبقة المترفة من المجتمع.

- وقهوة حيوان لواك لا يتم إنتاجها بالطريقة التقليدية المعروفة، بل يتم أخذ حبوب البن من مخلفات حيوان «زبَّاد النخيل»، حيث يقتات هذا الحيوان على حبوب البن وبعض الفواكه والحشرات وغيرها، ويتم أخذ الحبوب من مخلفاته وتنظيفها من الفضلات الأخرى لعمل القهوة.

- يتم انتاج تلك القهوة الخاصة عن طريق إطعام حيوان «زبَّاد النخيل» حبوب «البنّ»، ليتم تخميرها عبر جهازه الهضمي ثم التقاطها من مخلفاته وتنظيفها من المخلفات الأخري .. لعمل قهوة باهظة الثمن اسمها «قهوة الزبَّاد» (Kopi Luwak) باللغة المحلية في إندونيسيا .

- حيث «كوبي» (Kopi) معناها «قهوة»، و «لواك» (Luwak) هو اسم حيوان «زبَّاد النخيل» في إندونيسيا والذي يتم تخمير حبوب البن عبر جهازه الهضمي.

راجع موقع ويكيبيديا على الإنترنت تحت عنوان (قهوة الزباد) .

 

#- تحت عنوان "قهوة العاج الأسود" .. التي تنتجها شركة  بلاك إفوري كوفي (Black Ivory Coffee) .. تقول موسوعة ويكيبيديا:

- قهوة العاج الأسود هي العلامة التجارية من القهوة التي تنتجها شركة بلاك إفوري كوفي (Black Ivory Coffee) المحدودة في شمال تايلاند من حبوب البن ارابيكا التي تستهلكها الفيلة ويتم جمعها من فضلاتها. يتأثر طعم قهوة العاج الأسود بالانزيمات الهاضمة للفيلة، حيث تكسر بروتين القهوة. "يعتبر البروتين أحد العوامل الأساسية لمرارة القهوة. وكلما قل البروتين قلت المرارة".

- يتم هضم حبوب البن في غضون 15 إلى 70 ساعة، مع مكونات أخرى مختلف داخل بطون الفيلة، مما يضفي نكهة خاصة لهذا المنتج.

- وعلى عكس قطط الزباد التي تأكل اللحوم، فإن الفيلة من الحيوانات العاشبة، والحيوانات العاشبة تستخدم التخمير للمساعدة في كسر السليلوز.

 

- يوصف طعم قهوة العاج الأسود بأنها "سلسة جدا دون مرارة القهوة العادية" و تعد من بين القهوة الأغلى في العالم، يقدر سعر الكيلوغرام الواحد تقريبا 1,100 دولار أمريكي. وهي نادرة، حيث أن عدد قليل من الفنادق الفاخرة توفرها بسعر 50 دولارا للكأس.

- يعتمد توفر قهوة العاج الأسود على توافر ثمار البن، وعلى شهية الفيلة، وعلى قدرة مربي الفيلة من استرداد الحبوب السليمة من الطحن خلال عملية المضغ.

 

- يعود سبب ارتفاع سعر المنتج إلى الكمية الكبيرة من حبوب البن اللازمة للمنتج النهائي: 33 كيلوغراما من حبوب البن الخام .. تنتج 1 كيلوغرام للمنتج النهائي ..، وأكثر الحبوب ليست قابلة للاسترداد لأنها إما مضغت من قبل الفيلة وأصبحت مجزأة، أو تضيع في الأحراش بعد إفرازها.

يراجع موقع ويكيبيديا تحت عنوان " قهوة العاج الأسود"

 

#- ملحوظة: وما وجدته على بعض صفحات الإنترنت .. هو أن أشهر الكافيهات في العالم مثل ستار بوكس وكوستا لا يبيع قهوة الكوفي لواك .. وهذا خطأ ولا يصح تداول هذا الكلام والترويج له .. وهذا ما تبين لي من خلال متابعة بعض المواقع الأجنبية هو أن هذا الكافيهات لا تبيع مثل هذا النوع لغلو ثمنه .. والله أعلم .    

 

:: وخلاصة ما سبق والمقصد من التعريف بهذه الأنواع من البن ::

- إذا كان المحبون لمتعة دنيوية كمحبي القهوة يبذلون فيما يحبون أغلى الأثمان ليحصلوا بلهفة عليه حتى لو كان نازلا من فتحة شرج الحيوانات .. أيظن أحد بعد ذلك أن المحبون لرسول الله صلى الله عليه وسلم ينظرون للخارج منه على أنه مستقذرات أم بركات لهم ..!!

 

- فحال من شرب ما نزل من براز الفيلة والزبَّاد .. لو أخبرته أنه من براز الحيوانات ..

- سيقول لك: يا لها من نكهة فريد ومميزة ..!!

 

- وكذلك الحال .. ماذا سيكون رد من يأكل أحشاء الحيوانات كالأمعاء التي يحشوها بالأرز وتسمى الممبار والفشة والكرشة والطحال ..

- سيكون رده: ما أمتع مذاق هذه الأكلات حينا تكون مسبوكه جيدا ..

 

- فهؤلاء لا يهتمون من أين أتى الطعام أو الشراب .. وإنما اهتموا بما وراء ذلك من مذاق أكتسبوه في أنفسهم سبب لهم متعة ..!! 

 

- أيكون ما يخرج من النبي صلى الله عليه وسلم وهو الطاهر ظاهرا وباطنا .. لا يكسب المؤمنين في أنفسهم مذاقا يسبب لهم راحة نفسية وكرامة بركة تحدث لهم ..!!

 

- أفلا تعقلون أم على القلوب أقفال ؟!! أم هو الحقد والحسد والغل الذي استوطن النفوس وسكن القلوب لكل ما فيه خصوصية كرامة للنبي صلى الله عليه وسلم ..!!

 

#######################

:: هل عدم اقتناعك بعرق النبي ونخامته أو بوله بأن فيه بركه ينقص من إيمانك شيء ؟ ::

* قال الشيخ علي جمعه (مفتي الديار المصرية الأسبق):

- الفطرة السليمة تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتعظمه وترفع قدره ، ولا تستقذر منه شيئاً ، وهكذا أحبّ الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

 

- وحينما سئل الشيخ علي جمعه: هل ينقص إيمان المسلم الذي لا يقتنع بالتبرك بعرق الرسول صلى الله عليه وسلم ونخامته ودمه، فضلاً عن بوله ؟

- قال: هذا لا يُنقِص من الإيمانِ أو العقيدة، ولكنه خلل في مقدار حبِّه وفهمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فهذا إنسان لا يستطيع أن يتصور كيف يحب، ولا يعرف معنى الحب، ولا يعرف معنى التقدير لمكانة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا لا عَلاقة له بالقدح في إيمانه.

  

- نقلا عن موقع "الإسلام اليوم" على النت (المنقول هو جزء من حوار تم مع الشيخ علي جمعه بتاريخ 5/يونيو/2007 .. تحت عنوان: (رسول الله طاهر الجسد ظاهراً وباطناً.. آمن الناس بذلك أو كفروا) . 

https://islamtoday.net/nawafeth/artshow-90-9445.htm

 ****************************

 

:: وخلاصة ما سبق كله ::

- هناك فرق بين من ينظر للظاهر ومن ينظر للباطن .. وهناك فرق بين من يحسد .. وبين من يحب ..!!

 

- وكل إنسان بقدر نظرته وحبه للنبي .. سيبصر بقدر حبه ما فيه من معاني نورانية .. كما أبصرها الصحابة رضي الله عنهم ..

 

- كان الصحابة ينظرون للرسول كونه طاهرا ظاهرا وباطنا و نورا يسير على الأرض .. والنور لا يأتي معه ظلام .. وما يصدر عن النور فهو نور .. حيث كانوا يرون كلية الرسول نور (ظاهره وباطنه) .. ولذلك كانوا ينظرون للمتساقط منه ما هو إلا عطاء فيه نفع لأنه مصحوب بنور من النبي الطاهر .. فإذا شربوا من وضوء النبي نزلت في بطونهم بددت شيئا من ظلمات نفوسهم .. وإن مسحوا بشيء من وضوء النبي وجدوا فيه راحة عطرة لنفوسهم .. وليس ينظرون إليها على أنها قاذورات كما ينظر إليها البعض للأسف ..!!

 

- فاترك ظاهر ما تراه بنفسك.. وأبصر ما ورائه بقلبك حتى تفهم وتغنم .. وإلا ستظل أعمى وستموت أعمى ..!!

 

- اللهم إني أشهدك .. أن رسول الله طاهرا ظاهرا وباطنا .. نورا ظاهرا وباطنا .. جميلا ظاهرا وباطنا .. جليلا ظاهرا وباطنا .. كاملا (إنسانيا) ظاهرا وباطنا .. وهذه عقيدتي فيه ألقى بها الله ..

 

- وبهذا يكون ختام هذه الشبهة .. والحمد لله رب العالمين .

 *************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسائل العلمية مصدرها مدونة الروحانيات فى الاسلام - ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات  ..