ج45: رسالة الحق والنور - من هو الإمام البخاري - ما هو عنوان كتاب صحيح البخاري - لماذا قال البخاري (وتركت من الصحاح حتى لا يطول) - متى كتب الإمام البخاري صحيحه - ما سبب كتابة الإمام البخاري لكتابه صحيح الجامع والمعروف حاليا بصحيح البخاري - هل اكتفي الإمام البخاري بذكر الأحاديث النبوية فقط في صحيحه - ما هي الأحاديث المعلقة عند البخاري - كم عدد الأحاديث النبوية فقط المكتوبة في صحيح البخاري - (تعريف الحديث المرفوع والموقوف والمقطوع والمعلق – الشواهد والمتابعات) - لماذا يختلف عدد أحاديث البخاري في كلام بعض الحفاظ في كتبهم.

   بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الحق والنور

في موجز علم تدوين الحديث الشريف

وتبرئة البخاري ممن شهد عليه بالزور

(الجزء الخامس والأربعون)

* فهرس:

:: الفصل الرابع والأربعون :: عن التعريف بصحيح البخاري ::

1- س125: من هو الإمام البخاري ؟

2- س126: ما هو عنوان كتاب صحيح البخاري ؟

3- س127: لماذا قال البخاري (وتركت من الصحاح حتى لا يطول) ؟

4- س128: متى كتب الإمام البخاري صحيحه ؟

5- س129: ما سبب كتابة الإمام البخاري لكتابه صحيح الجامع والمعروف حاليا بصحيح البخاري ؟

6- س130: هل اكتفي الإمام البخاري بذكر الأحاديث النبوية فقط في صحيحه ؟

7- س131: ما هي الأحاديث المعلقة عند البخاري ؟

8- س132: كم عدد الأحاديث النبوية فقط المكتوبة في صحيح البخاري ؟ (تعريف الحديث المرفوع والموقوف والمقطوع والمعلق – الشواهد والمتابعات).

9- س133: لماذا يختلف عدد أحاديث البخاري في كلام بعض الحفاظ في كتبهم ؟

*************************

:: الفصل الرابع والأربعون ::

:: عن التعريف بصحيح البخاري ::

************************

..:: مقدمة عن التعريف بهذه الرسالة ::..

 

- هذه الرسالة الرابعة من رسائل الحق والنور .. والتي بها يكون قد اكتملت رسائل الرد على شبهات القرآنيين وأمثالهم ومن تشابهت قلوبهم معهم في إنكار وجحود الحديث النبوي وإسقاط مشروعيته ..

 

- وهذه الرسالة نوضح بعض الأمور المهمة عن صحيح البخاري الذي حاول البعض الإتهام فيه باتهامات باطلة لا تليق بمستوى آدمي في الحوار .. وإنما هي همجية حوار وفتونة في الكتابة واستعلاء بالرأي .. وكأنهم هم فقط الذين يعقلون بل ويتجراون فينكرون على عقول العلماء والمسلمين .. وفي الحقيقة هم يحملون قدرا كبيرا من الغباء في عقولهم كما سبق وأظهرنا ذلك للجميع من خلال شبهاتهم المتعددة والمتعمدة والمخالفة لكل ذي عقل رشيد .. ولكن ما سبق في الرسائل السابقة كان شيء وكلامنا في هذه الرسالة هو شيء آخر .. وإن كان لا يختلف عن توضيح الحقائق حول الأكاذيب التي أخذ البعض يروج لها على شبكة الإنترنت وأراد أن يجعل من أكاذيبه حقائق يروج لها .. وإن لم يكن لهم سوى الخيانة العلمية في المنهجية العلمية لكفاهم هذا دليلا على كذبهم وعدم أمانتهم ..

 

- ولازلت في حيرة من أمري وعجبا ممن يصدق مثل هؤلاء الذين جعلوا حياتهم وهمهم الأكبر هو إسقاط مشروعية الحديث النبوي وبيان أنه مجرد أكذوبة لا وجود لها في الحقيقة وأنها محض اختراعات علماء .. مع تفسير آيات الله بمحض الهوى والرأي .. مع تحقيق الخيانة العلمية بمنتهى الإحترافية .. مع الغباء المحكم المستوطن في العقل .. مع الغل الكامن في النفوس لعلماء المسلمين .. مع الإرجاف المستمر بالشبهات في نفوس المؤمنين ..!!  

 

- ولكني توصلت في نهاية الأمر .. إلى أن من يتبع هؤلاء ما هم إلا أصناف من الناس قد تشابهت عقولهم مع عقول هؤلاء .. وتشابهت قلوبهم مع قلوب هؤلاء .. وتشابهت نفوسهم مع نفوس هؤلاء .. إلا أنهم ارتضوا أن يكونوا تابعين لمتبوعين بلا عقل رشيد ولا قلب سليم ولا نفوس سوية .. ونسأل الله لهم أن يفيقوا من غفلتهم وفتنتهم التي افتتنوا بها قبل فوات الأوان .. آمين يارب العالمين.

 

- ومن ناحية أخرى أعتب على إعلام المؤسسات الدينية أنهم لم يوضحوا منهجية البخاري في كتابته لصحيحه .. حتى يفهم العوام ما هو صحيح البخاري .. وان فيه أحاديث ضعيفة وأن فيه قصص وآراء عن صحابة وتابعين .. وليس كل ما في البخاري هو حديث نبوي .. لأن أغلب العوام يظنون أن صحيح البخاري كله أحاديث نبوية ..!!

 

- بل إن أغلب العوام يظنون أن مفهوم كلمة حديث هي حديث نبوي ..!! وهذا خطأ كبير في الفهم عند العوام ويجب توضيحه وتصحيحه من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وليس فقط من خلال الكتابة في الكتب .. لأننا في عالم الإنترنت ولسنا في زمن الكتابة على الورق ..!!

 

- فإذا علمت ما سبق أخي الحبيب .. فهذا أوان الكلام على هذه الرسالة التي هي مختصة بصحيح البخاري في المقام الأول ..

 

*********************

 

..:: س125: من هو الإمام البخاري ؟ ::..

 

- هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي.

- ولد رحمه الله في مدينة بخارى سنة 194 هجرية .. ومدينة بخاري هي أحد المدن الموجودة في بلدة أوزباكستان حاليا .

 

- ولهذه البلدة تم نسبة الإمام البخاري إليها .. لأنه من مدينة بخاري.

 

 - نشأ في طلب العلم وهو صغير وكان شديد الذكاء والحفظ .. وأُلهم حفظ الحديث أي ألقي في روعه أن يحفظ الحديث ويعتني به وكان إذ ذاك في عمر العشر سنوات .. ثم حفظ ووعي كتب اهل العلم في الفقه والرأي في عمر الستة عشر عاما .. ثم بدا اول كتاباته في عمر الثامنة عشر .

 

- سافر كثيرا وجلس مع مشايخ كثيرة واجتمع بأهل الحديث كثيرا في مكه والشام ومصر والعراق .. ونقل عنه انه قال: " كتبت عن ألف وثمانين نفسا ليس فيهم إلا صاحب حديث" .

 

- ويعد الإمام البخاري من كبار حفظة الحديث الشريف .. وكان يلقب بأمير المؤمنين في الحديث .. وهو من يحفظ اكثر من سبعمائة ألف حديث حفظا وإتقانا ومعرفة بأسانيدهم وله معرفة برجال هذه الأسانيد .. وعدد الذين لقبوا بهذا اللقب في تاريخ الحديث الشريف عددهم 26 رجل قد جمعهم الشيخ عبد الفتاح أبو غدة  -رحمه الله - في رسالته: (أمراء المؤمنين في الحديث) .. وذكرهم بأسمائهم . 

 

************************

 

..:: س126: ما هو عنوان كتاب صحيح البخاري ؟ ::..

 

- قد تستغرب أخي الحبيب من هذا السؤال .. ولكن مجرد معرفتك بعنوان الكتاب سيجعلك تفهم ما الذي يحتويه هذا الكتاب ..

 

- المعروف للعوام هو أن اسمه صحيح البخاري .. كإسم مختصر .. ولكن اسم كتاب صحيح البخاري هو (الجامع المسند الصحيح المختصر من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه) ..

 

- فهذا الكتاب مبني أصلا على جمع أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بسند صحيح .. فيما يتعلق بحديثه في العموم فيما رواه من فضائل وقصص أو سنن فيها أحكام شرعية أو فيما يتعلق من سيرته النبوية ..

 

- ووصفه بالجامع لأنه جمع فيه من الأحاديث لكل أبواب الدين المعلومة من الفقة والعقيدة والتفسير وغير ذلك ..

 

- أما عن قوله (الصحيح المختصر) .. فهذا يرشدك إلى أنه لم يذكر كل شيء وإنما اكتفى بما هو من الدين بالضرورة لمعرفته من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم .. ومن هنا نفهم جملته أنه ترك من الصحيح كثيرا .. لأنه كتب مختصرا في الحديث وليس محيطا بالحديث النبوي ..!! 

 

*****************************

 

..:: س127: لماذا قال البخاري (وتركت من الصحاح حتى لا يطول) ؟ ::..

 

#- قال الإمام أبو الوليد بن وراث القرطبي الأندلسي رحمه الله (المتوفى:474 ـ) في كتابه التعديل والتجريح لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح .. ج1 ص310:

- جاء في الرواية عن إِبْرَاهِيم بن معقل النَّسَفِيّ يَقُول سَمِعت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ يَقُول: "مَا أدخلت فِي هَذَا الْكتاب يَعْنِي جَامعه الصَّحِيح إِلَّا مَا صَحَّ وَتركت من الصِّحَاح حَتَّى لَا يطول الْكتاب" .

­- وَإِنَّمَا أدخلت هَذِه الْحِكَايَة لِئَلَّا يعْتَقد من لَا يحسن هَذَا الْبَاب أَن مَا لَيْسَ فِي الصَّحِيحَيْنِ لَيْسَ بِصَحِيح بل قد تصح أَحَادِيث لَيست فِي صحيحي البُخَارِيّ وَمُسلم.. (انتهى كلامه).

 

# قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على كلام الإمام أبو الوليد رحمه الله:

- أن ترك البخاري فضلا عن رغبته في ترك الإطالة في كتابه كما هو أوضح بنفسه .. ولكن يظهر لنا معلومة طيبة جدا أفهمها من كلام الإمام أبو الوليد السابق .. وهي أن البخاري ترك بذلك مساحة للمؤمن أن يفهم أن هناك من الأحاديث الصحيحة موجودة في كتب السابقين له والذين في عصره .. والتي يتم طلبها من أهلها .. حتى لا يتوهم متوهم أن جامعه الصحيح هو جمع لكل الأحاديث النبوية الصحيحة .. لا .. فهناك من الصحيح مما هو مدون ومكتوب ومتحقق عند أهل العلم وعلى طالب العلم تحصيل ذلك من أهله .. ولذلك سنجد أن الإمام مسلم وهو تلميذ البخاري يروي في صحيحه ما لم يروية البخاري .. وهناك بعض الصحاح التي ظهرت بعد البخاري وفيها من الأحاديث التي لم يرويها البخاري .. هذا فيما يتعلق بالكتب التي أهتمت بالصحيح .. وليس الكتب التي كانت تجمع بين الروايات دون تمييز بين صحيح و ضعيف .. لأن أول من صنف في صحيح الأحاديث هو الإمام البخاري رحمه الله .. ولكنه ليس هو أول من دون الأحاديث وكتبها .. وراجع رسالتنا في تدوين كتابة الحديث النبوي . 

 

*************************

 

..:: س128: متى كتب الإمام البخاري صحيحه ؟ ::..

 

- لم أجد فيما توافر عندي من مصادر متى كتب البخاري صحيحه على وجه التحديد .. ولكن الإمام البخاري ولد عام (194 هجرية) – وتوفي عام (256 هجرية) .. وأول بدايته في التأليف كانت في عمر 18 سنة كما عادة كثير من العلماء النابغين في أزمانهم وكذلك كان الإمام الشافعي وغيرهما كثيرين من العلماء .. (ولا تقيس العمر في زماننا بأزمانهم حيث نحن في زماننا نسميهم مجرد مراهقين) ..

 

- وإذا كان بداية كتابته في العلم كانت في مطلع القرن الثالث الهجري في عام (212 هجرية) .. ثم سعى بعد ذلك في تحقيق العلم وجمع الأحاديث من خلال سفرياته الكثيرة ولقاءه من عدد كبير من مشايخ الحديث وغيره ..

 

- فالمؤكد أن البخاري كتب صحيحه قبل النصف الأول من القرن الثالث الهجري .. وكتبه على مدار ستة عشر عاما .. ولكن في أي توقيت انتهى منه تحديدا .. فهذا لا تأكيد فيه ولم أجده فيما توافر عندي من مراجع علمية .. وإن كنت أظن أن فترة انتهائه منه في الفترة ما بين (245 - 250 هجرية) .. والله أعلم . 

 

***************************

 

..:: س129: ما سبب كتابة الإمام البخاري لكتابه صحيح الجامع والمعروف حاليا بصحيح البخاري ؟ ::..

 

#- قال الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد في كتابه الإمام البخاري وكتابه الجامع الصحيح ص39:

- ذكر الحافظ ابن حجر في مقدمة كتابه فتح الباري أسبابا ثلاثة دعت الإمام البخاري رحمه إلى تأليف كتابه الجامع الصحيح:

- أحدها: أنه وجد الكتب التي ألفت قبله بحسب الوضع جامعة بين ما يدخل تحت التصحيح والتحسين والكثير منها يشمله التضعيف فلا يقال لغثه سمين .. قال: فحرك همته لجمع الحديث الصحيح الذي لا يرتاب في صحته أمين.

 

- الثاني: قال وقوّى عزمه على ذلك ما سمعه من أستاذه أمير المؤمنين في الحديث والفقه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي المعروف بابن راهوية وساق بسنده إليه أنه قال: "كنا عند إسحاق بن راهوية فقال: "لو جمعتم كتاباً مختصرا لصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم".. قال: "فوقع ذلك في قلبي فأخذت في جمع الصحيح".

 

- الثالث: قال: وروينا بالإسناد الثابت عن محمد بن سليمان بن فارس قال سمعت البخاري يقول: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وكأني واقف بين يديه وبيدي مروحة أذب بها عنه, فسألت بعض المعبرين فقال لي: "أنت تذب عنه الكذب فهو الذي حملني على إخراج الجامع الصحيح".

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على جملة قالها الإمام بن حجر:

- قوله (لا يقال لغثه ثمين): الغث هو النحيف .. ويقصد بهذا المثل .. أي الكتب التي تحمل فيها الضعيف مع الصحيح لا تكون محلا للإقبال عليها ولا تكون محل غنيمة لطلاب العلم .. والله أعلم .

 

***************************

 

 ..:: س130: هل اكتفي الإمام البخاري بذكر الأحاديث النبوية فقط في صحيحه ؟ ::..

 

- من الأمور التي يظنها البعض خطأ .. أن الإمام البخاري كتب فقط الأحاديث النبوية في كتابه الصحيح .. لا .. هذا خطأ .. وإنما يوجد في كتابه الصحيح الآتي:

1- من أحاديث الصحابة .

2- من أحاديث التابعين .

3- من أقوال بعض السلف واجتهادتهم.

4- أقوال البخاري اجتهاداته الشخصية الفقهية في استنباطه من الحديث.

 

- ولذك ستكتشف في شهبات هؤلاء الذين اتخذوا من الخيانة في الأمانة العلمية منهجا لهم .. مثل بعض جماعة القرآنيين وأشبهاههم من جاحدي الحديث النبوي ومنكريه .. أنهم حينما يذكرون من البخاري حديثا .. فإنهم يقولون وجاء في صحيح البخاري حديث يقول كذا وكذا .. في حين أنه ليس حديث نبوي .. وإنما يخدعون الناس ويوهموهم بأن هذا حديث نبوي من خلال قولهم وجاء في (حديث صحيح البخاري) ثم يذكر الرواية التي يريد أن يطعن فيها ..!!

 

- ولذلك دائما أخي الحبيب .. حينما تسمع كلمة حديث .. فأول ما يخطر ببالك هو: هل هذا حديث نبوي أم حديث صحابي أم حديث تابعي أو حديث عن أحد السلف عموما .. لأن كلمة حديث هي كلمة مطاطية .. ولذلك عليك أن تكون فطن وصاحي ومركز .

 

- لأنه طالما ليس حديث نبوي .. فهذا فيه المراجعة والتحقيق وقد يقبل كلامه أو لا يقبل لأنه قد يكون عن اجتهاد خاص بهذا الصحابي أو التابعي في مسألة معينة ..

 

****************************

..:: س131: ما هي الأحاديث المعلقة عند البخاري ؟ ::..

 

- تجد في الكتب أخي الحبيب .. يقول لك بعد كتابة الحديث: (ذكره البخاري معلقا) .. فما معنى ذلك ؟

 

- الحديث المعلق: هو الحديث الذي يحذف منه راوٍ واحد أو أكثر من بدايته .. وقد يحذف الإسناد كله ما عدا الصحابي أو التابعي الذي روى الحديث .. وقد يحذف الإسناد كله ويقول مباشرة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) ..

  

- وقد ذكر البخاري المعلقات استشهادا بها بعد عنوان كل باب يكتبه .. ولا تندرج تحت جملة "صحيح البخاري" لأنها بلا إسناد .. لأن صحيح البخاري يقصد به الأحاديث المروية بسند متصل .. فهذا هو الذي محل الصحيح ..

 

- والحديث المعلق في البخاري نوعان:

1- نوع موصول في مكان آخر في كتاب الصحيح .. ولكنه قد يذكره في موضع آخر مختصرا لأنه أثبت سنده سابقا.

 

2- نوع معلق .. وهو الذي لا سند له في الصحيح .. وله صورتان:

أ- قد يكون بصيغة الجزم: وهذا يفهم منه أن هذا حديث صحيح وللبخاري فيه سند متصل في كتبه الأخرى أو باقي أئمة الحديث لهم فيه سند متصل صحيح .. ومثال صيغة الجزم حديث .. (وَقَالَتْ عَائِشَةُ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ») رواه البخاري معلقا بدون سند.

 

ب- أن يكون بصيغة التمريض: أي بلفظ يوحي بضعفه .. مثل قوله: بَابُ الرُّقَى بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ (وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) رواه البخاري معلقا بدون سند .. وكذلك قوله (وَيُذْكَرُ عَنْ بِلاَلٍ: «أَنَّهُ جَعَلَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ»)  رواه البخاري معلقا بدون سند ..

 

- والمعلقات المرفوعة في البخاري 1341 حديثاً معلقاً، وأكثرها مكرر وله سند في أماكن أخرى من صحيحه .. ولكن المعلقات التي لا سند لها في صحيحه فعددها 159 حديثا .. وقام الإمام بن حجر بوصل هذه الأحاديث وإيجاد سندها من كتب الحديث الأخرى وأثبتها في كتابة "تغليق التعليق" ووصل بذلك كل الأحاديث المعلقة عند الإمام البخاري وربطها بسندها ..

 

- والحديث المعلق .. حكمه أنه ضعيف إلى أن يتبين سنده وصحته .. ونادرا ما كان عند البخاري حديث معلق كان سنده ضعيف .

 

**************************** 

..:: س132: كم عدد الأحاديث النبوية فقط المكتوبة في صحيح البخاري ؟ ::..

(تعريف الحديث المرفوع والموقوف والمقطوع والمعلق – الشواهد والمتابعات)

 

#- قال الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد في كتابه الإمام البخاري وكتابه الجامع الصحيح ص41:

- قد حرّر الحافظ ابن حجر عدد الأحاديث المرفوعة في صحيح البخاري والمعلقة وأوضح ذلك في مقدمة الفتح إجمالا وتفصيلا ..

 

#-  وإليك خلاصة ما انتهى إليه في ذلك على سبيل الإجمال:

1 - عدد الأحاديث المرفوعة الموصولة بما فيها المكررة 7397 حديثا

2 - عدد الأحاديث المرفوعة المعلقة بما فيها المكررة 1341 حديثا

3 - عدد ما فيه من المتابعات والتنبيه على اختلاف الروايات 344 حديثا

4 - عدد ما فيه من الموصول والمعلق والمتابعات المرفوعة بالمكررة 9082 حديثا

5 - عدد الأحاديث المرفوعة الموصولة بدون تكرار 2602 حديثا

6 - عدد الأحاديث المعلقة بدون تكرار 159 حديثا

7 - عدد الأحاديث المرفوعة موصولة أو معلقة بدون تكرار 2761 حديثا

- وهذه الأعداد إنما هي في المرفوع خاصة دون ما في الكتاب من الموقوفات على الصحابة والمقطوعات عن التابعين ومن بعدهم. (انتهى كلامه).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. تعليقا على بعض كلام الإمام بن حجر:

1- المقصود مما سبق من الأعداد هو خاص فقط بالأحاديث النبوية المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم .. ولم يجمع الأحاديث الموقوفة الخاصة بأحاديث الصحابة ولا الأحاديث المقطوعة الخاصة بأحاديث التابعين. 

- يعني كل الأحاديث النبوية الموجودة في البخاري بصفة عامة بدون المكرر عددها (2761) .

 

2- قوله (مرفوع): الحديث المرفوع هو ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وقيل مرفوعا لرفعة شأن من قاله (وهو النبي صلى الله عليه وسلم) فسموه مرفوعا .. والله أعلم .

- والحديث الموقوف: هو ما تم وقفه عند الصحابي فقط ويكن من كلامه.. (ويسمى موقوف صحابي) ..

- والحديث المقطوع: هو ما تم قطع سنده عند التابعي فقط .. وقو قال التابعي (قال النبي صلى الله عليه وسلم) وهنا نجد أن التابعي قد أسقط اسم الصحابي الذي أخذ عنه حديث النبي .. فهذا يسمى حديث مرسل لأنه تم إرساله أي وصله مباشرة إلى النبي دون ذكر الصحابي الذي قال له كلام النبي ..

 

3- قوله (مرفوعة وموصولة): أي موصولة بالسند الكامل إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

 

4- قوله (مرفوعة معلقة): أي معلقة السند (فيكون ناقص منه بعض السند) .. ويكون قد قالها النبي صلى الله عليه وسلم .. وهذه تحتمل الصحة والضعف .. وهذا يعتمد على أن لو كان لها سند في مكان أخر في الكتاب أو في كتاب أخر من كتب الحديث يؤكدها.. وكان هذا السند صحيحا .

 

5- قوله (المتابعات): وهو أن يأتي حديث لفظا أو معنى متابعا بطرق مختلفة لنفس الصحابي الذي روى الحديث لتؤكد بعضها البعض في الصحة .. وسميت متابعة لأنها تتبع نفس طريق الحديث الآخر لفظأ أو معنى.

- وغالبا يأتي البخاري ومسلم بأصل الحديث ثم المتابعات والشواهد ..

- والشواهد: وهو أن يأتي الحديث شاهدا لفظا أو معنى لحديث آخر ويكون عن عدة صحابة قد رووا نفس الحديث وهذه الشواهد لو كانت ضعيفة فهي ترتقي لدرجة الحسن لتعدد الشواهد فيها ..

 

- الفرق بين الشواهد والمتابعات:

- المتابعة: هو في متابعة لنفس الصحابي لنفس الحديث ..

- الشاهد: الشاهد هو تكرار رواية نفس الحديث لعدد من الصحابة فتشهد هذه الروايات لبعضها ..

 

5- تاتي المتابعات والشواهد بعد الأصول .. والحديث الأصل هو الحديث الثقة في سنده والمعتمد عليه .. ثم يكون بعد المتابعات والشواهد عليه .. لأن المتابعات والشواهد يكون إسنادها فيه شيء من الضعف .

 

**************************

 

..:: س133: لماذا يختلف عدد أحاديث البخاري في كلام بعض الحفاظ في كتبهم ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- عليك أخي الحبيب أن تنتبه إلى ملحوظة مهمة جدا:

- قد تجد البعض يختلف عده للأحاديث عن الآخر .. ليس لأن هذا لديه نسخه خلاف ذاك .. وإنما يتوقف العد يختلف على جمعهم للمكرر كيف كان جمعه ؟!! هل جمع بعضه ام كله ام جمع الموصول فقط أم الموصول والمعلق فقط ام الموصول والمعلق والمتابعة ؟!!.

 

- فهذا شيء عليك ان تنتبه له .. حتى لا يخدعك احد من جماعة شاهدي الزور على صحيح البخاري .. ويقول لك لو كان هذا كتاب معلوم للناس وليس مخترع لكان اتفق الناس على عدد أحاديثه ..!!

- فقل له : لا .. إنما عد الأحاديث باعتبار طريقة العد والحساب للمرويات المكررة في البخاري .. وبهذا الإعتبار يختلف العدد.

 

***************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسائل العلمية مصدرها مدونة الروحانيات فى الاسلام - ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات  ..