ج46: رسالة الحق والنور - ما الذي تفهمه حينما تسمع أو تقرأ "حديث رواه البخاري" - هل البخاري هو أول من جمع الأحاديث النبوية وكتبها - من هو أول من جمع الصحيح من الأحاديث النبوية أو الغير نبوية - (هكذا تميز الإمام البخاري مسلم عن غيرهم) - هل يوجد كتب معاصرة جمعت الأحاديث النبوية الصحيحة من كل كتب الحديث في موسوعة واحدة خاصة بالصحيح - هل النسخة الأصلية التي بخط البخاري موجودة .

    بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الحق والنور

في موجز علم تدوين الحديث الشريف

وتبرئة البخاري ممن شهد عليه بالزور

(الجزء السادس والأربعون)

* فهرس:
:: الفصل الخامس والأربعون :: عن التعريف بصحيح البخاري ::
1- س134: ما الذي تفهمه حينما تسمع أو تقرأ حديث رواه البخاري؟
2- س135: هل البخاري هو أول من جمع الأحاديث النبوية وكتبها ؟
3- س136: من هو أول من جمع الصحيح من الأحاديث النبوية أو الغير نبوية ؟ (هكذا تميز الإمام البخاري مسلم عن غيرهم) .
4- س137: هل يوجد كتب معاصرة جمعت الأحاديث النبوية الصحيحة من كل كتب الحديث في موسوعة واحدة خاصة بالصحيح ؟
5- س138: هل النسخة الأصلية التي بخط البخاري موجودة ؟

 *************************

:: الفصل الخامس والأربعون ::

:: عن التعريف بصحيح البخاري ::

************************

..:: س134: ما الذي تفهمه حينما تسمع أو تقرأ "حديث رواه البخاري" ؟ ::..

- اعلم أخي الحبيب ..

- كما سبق وأوضحت لك أن صحيح البخاري يحتوي على ما هو حديث نبوي وغير نبوي .. والحديث النبوي منه ما هو موصول السند ومنه ما هو معلق السند .. وبناءا على ما سبق حينما تقرأ أو تسمع رواه البخاري .. فتحقق من الآتي وتسائل:

 

#- هل الحديث هو من الموصول السند أم المعلق السند وهل حديث نبوي أم غير نبوي ؟ .. لأنه لو معلق السند فهو يحتمل فيه الضعف .. وارجع لما قلناه سابقا عن الحديث المعلق في البخاري.. ، ولو حديث غير نبوي فهو يحتمل اجتهاد صحابي أو قصة بين صحابة أو قصة اسرائيليه قالها صحابي .. وليس تشريع ديني .. فانتبه.

 

#- ومن المعلومات التي عليك أن تعرفها أخي الحبيب .. أن العلماء يقصدون في كتبهم بجملة رواه (صحيح البخاري) .. أي الأحاديث الموصولة السند والخاصة بالأحاديث النبوية تحديدا .. وإن كان الأحاديث الغير نبوية يندر فيها الضعيف إن وجد ..!!

 

- وقلما وجدت كتاب ما من كتب التحقيق يذكر حديثا معلقا للبخاري إلا لو ذكر معه لفظ (رواه البخاري معلقا) .. ولعل ذلك لأنهم يفضلون ذكر الحديث بسنده من مرجع آخر للأحاديث التي ذكرت سنده للدلالة على صحته وإزالة الغموض عنه .

 

#- انتبه أخي الحبيب: فلا تغتر بكلام أصحاب الشبهات حينما يرون أحاديث من البخاري ويقولون لك قد قالها البخاري في صحيحه .. لا .. عليك أن تتحقق من الأمر كما سبق وأوضحت لك .

 

*****************************

 

..:: س135: هل البخاري هو أول من جمع الأحاديث النبوية وكتبها ؟ ::..

 

1- الإمام البخاري ليس هو أول من قام بكتابة وتدوين الأحاديث النبوية .. لأن أول من جمع بعض الاحاديث النبوية كما ذكرنا سابقا كان الصحابي عبد الله بن عمرو بن العاص في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبإذن من النبي صلى الله عليه وسلم .. وكذلك كتبه الصحابي علي بن أبي طالب والصحابي أبي بكر الصديق وكتبه الصحابي عمر بن الخطاب ..

 

- وتوالت كتابات الأحاديث النبوية ونقلها بين الصحابة والتابعين في حدود أهل العلم بينهم حتى انتقلت إلى مرحلة النشر بين العوام من بداية القرن الأول الهجري .. ويمكنك الرجوع تفصيليا لمعرفة هذه الحقيقة بالرجوع للأسئلة التي أرقامها (30-31-32-34-36-39-47-48) ..

 

2- أما عن جمع الاحاديث النبوية .. فهذا أيضا لم يفعله البخاري  .. وإنما أول جمع للاحاديث النبوية مرتبة على أبواب الشريعة من فقه وتفسير وعقيدة وغيره .. فكان فاعل ذلك هو الإمام الزهري بأمر من الخليفة عمر بن عبد العزيز سنة 99 هجرية .. ومن بعد توالت الكتب التي تجمع الأحاديث مرتبه على أبواب الشريعة أو على باب واحد منها .. وإليك أبرز وأشهر هذه المصنفات .. حتى تعرف أن الإمام البخاري جاء متأخرا ..!!

 

1- الإمام مالك .. (93هـ - 179هـ).

2- الإمام معمر بن راشد .. (95هـ - 153هـ).

3- موسى بن عقبه .. (المتوفى: 141هـ).

4- الإمام عبد الله بن وهب .. (125هـ - 197هـ).

5- الإمام عبد الرزاق الصنعاني .. (126هـ - 211هـ).

6- الإمام أبو داود الطيالسي .. (133هـ - 204هـ).

7- الإمام الشافعي .. (150هـ - 204هـ).

8- الإمام بن أبي شيبه .. (159هـ - 235هـ).

9- الإمام أحمد بن حنبل .. (164هـ -241هـ).

10- الإمام أبو بكر الحميدي .. (؟؟؟ - 219هـ).

11- الإمام سعيد بن منصور .. (؟؟؟ - 227هـ).

12- الإمام الدارمي .. (181هـ - 255هـ).

13- الإمام الحارث بن أبي أسامة (186هـ - 282هـ).

14- الإمام البخاري .. (194هـ - 256هـ).

 

- وهؤلاء مصنفاتهم موجودة حتى الآن ويطبع الكثير منها ..

 

#- خلاصة ما سبق :

1- أن الإمام البخاري ليس هو أول من كتب الأحاديث النبوية ..

2- الإمام البخاري ليس هو أول من جمع الأحاديث مرتبة على أبواب الشريعة ..

3- ويتبين لك أن من يقل أن البخاري أول من كتب الحديث أو أول من جمع الحديث .. فهو قد كذب بكل تأكيد .

 

#- وهنا سؤال .. فما الذي ميز الإمام البخاري ومسلم عن غيرهما حتى ينالا هذه الشهرة والقبول في الأرض ؟!!

 

*************************

 

..:: س136: من هو أول من جمع الصحيح من الأحاديث النبوية أو الغير نبوية ؟ ::..

(هكذا تميز الإمام البخاري مسلم عن غيرهم)

 

- الذي يميز الإمام البخاري وصاحبه وتلميذه الإمام مسلم .. هو أن البخاري هو أول من جمع الأحاديث الصحيحة مرتبة على الأبواب الشرعية في مرجع واحد .. ثم تلاه بعد ذلك الإمام مسلم .

 

- فالإمام البخاري هو أول جامع لبعض الأحاديث الصحيحة فقط .. في مرجع واحد ومرتب على أبواب الشريعة .. وهذا هو ما يميزه عن السابقين .. هو جمعه للصحيح فقط وليس الحديث الصحيح والضعيف والموضوع معا ..!!

 

- يقول الشيخ أحمد شاكر رحمه الله (المتوفى: 1377 هـ) .. في فائدة ذكرها في تعليقه على مختصر بن كثير في مصطلح الحديث ص25:

- أول من اعتنى بجمع الصحيح: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، وتلاه صاحبه وتلميذه أبو الحسن مسلم بن الحجاج النيسابوري .. فهما أصح كتب الحديث.

 

******************************

..:: س137: هل يوجد كتب معاصرة جمعت الأحاديث النبوية الصحيحة من كل كتب الحديث في موسوعة واحدة خاصة بالصحيح ؟ ::..

 

- قد تتسائل أخي الحبيب فتقول .. إذا كان البخاري جمع بعض الأحاديث الصحيحة  وليس جميعها .. فهل هناك من حاول جمع الأحاديث كلها في مرجع واحد .. وخاصة الصحيحة كلها في مرجع واحد لسهولة البحث على الصحيح بدلا من متاهة (هذا صحيح وهذا ضعيف) ..؟!!

 

- وأجيبك على ذلك في ناحيتين:

- جمع الأحاديث كلها (صحيح وضعيفة) ..

- جمع الأحاديث الصحيحة فقط كلها ..

 

* وإليك تفصيل ذلك:

 

1- جمع الأحاديث كلها (صحيح وضعيف): حيث أنه كانت هناك محاولات من علماء الحديث في جمع الأحاديث كلها في مرجع واحد بدلا من كذا مرجع .. ومثال ذلك موسوعة جمع الجوامع للسيوطي .. وجامع المسانيد والسنن للإمام بن كثير .. ولكن يعيب هذه الموسوعات أنها يختلط بها الصحيح بالضعيف .. وإن كان البعض حاول تحقيق هذه الموسوعات ليبين الصحيح من الضعيف ..

 

2- جمع الأحاديث الصحيحة فقط: حيث ظهر في عصرنا الحديث موسوعتين "قدر ما بلغني من العلم":

- الموسوعة الأولى: "الجامع الصحيح للسنن والمسانيد" للشيخ صهيب عبد الجبار وقد كتبه سنة 2014 .. وهو مجتهد من أهل الضفة الغربية بفلسطين الحبيبة ..

#- ويقول عنه نفسه في أول ورقة من كتابه البالغ 38 جزء: "لا أنتمي لأي حزب ولا جماعة .. أينما وجدتُ الحديثَ الصحيح .. أخذتُ به..، وأكنُّ الاحترامَ والتقديرَ لأئمة المذاهب الأربعة .. وعلماء هذه المذاهب .. ولا أتعصب لأحد منها".

#- وقال في ج1 ص7: (هذا الكتاب لَا يحتوي إِلَّا على ما صح من حديث رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم) ..، ثم ذكر في التعليق على هذا الوصف فقال: "إلا الشيء القليل من الأحاديث الضعيفة (الغير شديدة الضعف) استشهدتُ بها في بعض المواضيع .. كبعض أبواب المعاملات .. فذكرت فيها بعض الأحاديث الضعيفة , تقديما للحديث الضعيف على الاجتهاد .. ومع ذلك فقد بَيَّنْتُ ضَعْفَ الحديث بتمييزه بلون خاص .. وكتبت تحت كل حديث ضعيف كلمة (ضعيف) .. وَذكرتُ في هذا الكتاب بعض الأحاديث الضعيفة .. وذلك لأبين أنها ضعيفة .. رغم شُهرتها بين العامة .. وهي - أي الأحاديث الضعيفة - نادرة في هذا الكتاب .. كما سترى إن شاء الله" .

 

#- أما عن سبب كتابته لموسوعته فهو يقول في ج1 ص4: "فقلت في نفسي: لماذا لَا تكون السنة الصحيحة مجتمعة في كتاب واحد - كما هو الحال بالنسبة للقرآن - بحيث يكون هذا الكتاب محذوف المُكَرَّر .. صحيح الأحاديث .. مُبَيِّنًا للناسخ من المنسوخ .. مُرَتَّبا على الأبواب الموضوعية؟.

- ومن هنا قررت أن أجمع (ما صح) من أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في كتاب واحد .. وأن أجمع روايات كل حديث ليصبح رواية واحدة .. وأُرَتِّب هذه الأحاديث على الأبواب الموضوعية ترتيبا مُمَيزاً .. وبعد ذلك أبدأ بدراسة الفقه - إن شاء الله - فأنظر في المسألة .. فإن كان فيها دليل أخذنا بالدليل .. وإن لم يكن فيها إِلَّا آراء العلماء .. فكلٌّ يأخذ برأي شيخه .. فالاجتهاد لَا يُنقضُ بالاجتهاد).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة): قد وفق في ذلك توفيقا كبيرا .. يدل على إخلاصه فيه .. بل وترك شرحا لألفاظه .. وتعليقات مهمة على بعض الأحاديث التي تحتاج إلى فقه .. فجزاه الله خير الجزاء .. حيث قد كتب ما لم يكتبه عالم في مثل كتابه الذي جمعه .. بهذا الأسلوب وهذه الطريقة المميزة حيث كان يجمع المتون في متن واحد .. وقد بذل من الجهد فيه ما بذل ولم يبخل فيها بكل ما أنعم الله عليه من فضله .. رضي الله عنه وأرضاه .. وقد نشر موسوعته وقفا لله على شبكة الإنترنت ولا أحسب أنه قام بطباعتها .. والله أعلم .

 

- ومن الجدير بالذكر أن أذكر لك أخي الحبيب .. أن الشيخ صهيب عبد الجبار له موسوعة أخرى في جمع الأحاديث واسمها "المسند الموضوعي الجامع للكتب العشرة" .. وهي على ترتيب المواضيع ومكتوبة في 22 جزء .. وقد جمع فيها كل الأحاديث الصحيحة والضعيفة الخاصة تحت كل عنوان وموضوع يكتب فيه .. ويبدا بالاحاديث الصحيحة ثم بالضعيفة .. وغرضه من ذلك هو إحاطتك الكاملة بالأحاديث الخاصة بالموضوع الذي يكتب فيه .. وقد رفعه مجانا على شبكة الانترنت .. (ولكن هذه الموسوعة أتت بدون شروح) وإنما تم تحقيق تخريج الأحاديث فيها ..!!

 

- الموسوعة الثانية: "الجامع الکامل في الحديث الصحيح الشامل" للدكتور محمد مصطفى الاعظمي .. وهو عالم هندي متخصص في دراسة علم الحديث .. وموسوعته مطبوعة.

 

#- ومن أسباب تأليف " الجامع الكامل": أنه سئل كثيراً عن ديوان شامل يجمع الأحاديث الصحيحة من دواوين السنة وكتب التفسير والفقه والتاريخ وغيرها .. فلم يجد من استقصى الأحاديث الصحيحة من هذه الكتب وجعلها مرتبة في ديوان واحد .. فشعر بأهمية ذلك في فهم القرآن وفقه الأحكام وغيرها .. لأن أحاديث الباب إذا جمعت في مكان واحد فأنها يفسر بعضها بعضا .. مما يعين الفقهاء والمفسرين وغيرهم على استنباط الأحكام الصحيحة .. وذكر أسبابا أخرى شجعته على التأليف .. فلذلك استخار الله وبدأ بتأليفه.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):  وميزة هذه الموسوعة هي أن كاتبها من المحدثين الثقات .. ومن الذين لديهم باع في علم الحديث وتحقيقة وتخريجه .. ولذلك يحقق أحاديث موسوعته بكل دقه .. رضي الله عنه وأرضاه ..

 

- ومشكلة هذه الموسوعة .. هي أنها لا مجال للعمل عليها الكترونيا من خلال الكمبيوتر .. وبالتالي تحتاج لبذل المجهود في البحث داخل كتب الموسوعة عن الحديث ..

 

- الموسوعة الثالثة: وهي (معالم السنة النبوية "خلاصة 14 كتاب هي أصول السنة").

 

- وهذه الموسوعة قام بكتابتها الشيخ صالح أحمد الشامي في أربعة مجلدات .. وهي تمتاز بأنها جمعت الأحاديث النبوية جمعت أبواب الشريعة .. واكتفى فيها المؤلف بذكر الأحاديث الصحيحة والحسنة فقط  من الأحاديث النبوية .

- وكما هو يقول في صفحة 13 من الجزء الأول: (إن الهدف من وراء هذا الكتاب هو إيجاد مرجع لكل مسلم – أيا كانت ثقافته – يرجع للوقوف على الأحاديث النبوية الشريفة التي توضح له ما يهمه في كل شؤونه، دينية كانت أو دنيوية ..، وبتعبير آخر: إيجاد كتاب يحوي مجمل الشنة بحيث يلم قارئه بأقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله في كل شأن دونته كتب السنة المطهرة) . (انتهى كلامه).

 

- وهذا الكتاب أخي الحبيب الذي أصفه لك .. هو خلاصة أربعة عشر كتاب من كتب السنة النبوية وهذه الكتب هي: "صَحيحُ البخاريِّ، صَحيحُ مسلمٍ، مُوَطَّأُ مالكٍ، سُنَنُ أبي داودَ، سُنَنُ الترمِذيِّ، سُنَنُ النَّسائيِّ، سُنَنُ ابنِ ماجَه، سُنَنُ الدارِميِّ، مُسنَدُ أحمدَ، صَحيحُ ابنِ خُزَيمةَ، صَحيحُ ابن حِبَّانَ، المستدرَكُ على الصَّحيحَيْنِ للحاكمِ، السُّننُ الكبرَى للبَيهَقيِّ، الأحاديثُ المُختارةُ لضِياءِ الدِّينِ المَقدِسيِّ".

- وقد ذكر المؤلف أن إجمالي أحاديث هذه الكتب بلغت (114194) .. وبعد حذف المكرر حسب اصطلاح أهل الحديث "وهو الحديث المروي لنفس الصحابي من طرق مختلفة" فتكون أصبحت (28430) .. "ولكن هذا العدد أيضا يشمل المكرر لنفس الحديث الواحد المروي على لسان أكثر من صحابي" .. ولذلك بعد حذف المكرر والاكتفاء برواية واحدة لصحابي واحد .. يكون مجموع كل الأحاديث النبوية بعد حذف كل المكررات هو (3921) حديث نبوي .. أي أن نسبة الأحاديث النبوية الغير مكررة بالنسبة للمكررة .. فهي تمثل 3.4% فقط ..!!

- ومجموع نسبة ما يحمله كتاب صحيح البخاري ومسلم من مجموع هذه الأحاديث (3921) يمثل (2131) أي يمثل 55% من مجموع كل الأحاديث الصحيحة .. أي أن صحيح البخاري ومسلم جمعوا أكثر من نصف الأحاديث النبوية الصحيحة المجموعة في كل كتب الأحاديث .

- وهذه الإحصائية التي كتبها الشيخ صالح أحمد الشامي هي خلاصة أبحاث على مدار عشرون عاما .. وليس وليدة هذا الكتاب "معالم السنة النبوية" فقط .. لا .. فهو شيخ محقق لكتب الأحاديث ومتتبع لها وله أبحاثه الخاصة بها .. حفظه الله .

- إلا أن قد يؤخذ على هذه الموسوعة الطيبة .. أنه ادخل فيها بعض من كلام التابعين (وهذا نادرا) وقام بترقيمها ضمن (3921) .. (وهذا مخالف لمنهجه الذي هو جمع وترقيم ما هو حديث نبوي) .. وذكر بعض الأحاديث التي غلب على ظنه صحتها وفي بعضها ضعف (وهذا قليل) .. وأيضا نادرا ما قام بتكرار بعض الأحاديث (وهذا مخالف لمنهجة في التكرار) .. بل وعدد (3921) يشمل فيها عدد (33) حديث ضعيف ذكرهم في الفضائل وأشار إلى ضعفهم ..

- وفي الإجمال هذه الموسوعة الطيبة .. لا نظير لها ولم يسبقه إليها أحد .. وربنا يجازيه خيرا عليها .. وهي خير زاد في العلم لكل من يريد معرفة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم مجموعة في كتاب واحد وغير مكررة .. بل ومرتبة على أبواب الشريعة من عقيدة وفقه وتفسير وسيرة وغير ذلك ..

 #- وخلاصة القول:

- أنه تم جمع الأحاديث على مرحلتين:

- المرحلة الأولى: جمع الأحاديث كلها (صحيح أو ضعيف) .. وهذا من خلال قرون سابقة .. خلال القرن الثامن على يد الإمام بن كثير .. وعلى يد الإمام السيوطي في القرن التاسع .

 

- المرحلة الثانية: حدث تطوير في طريقة جمع الحديث في زماننا هذا القرن الحادي والعشرون .. حيث قام البعض بمحاولات لجمع كل الصحيح فقط دون غيره .. وهذا شيء مهم جدا في زماننا هذا .. وهذا بخلاف ما فعله البخاري ومسلم حيث بدأ جمع الصحيح المختصر ولم يستوعبا كل الصحيح في صحاحهم .

 

- المرحلة الثالثة: حدث تطوير في طريقة جمع الأحاديث في زماننا هذا أيضا .. حيث جمع الشيخ "صالح الشامي" أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في موسوعة صغيرة أربع مجلدات شملت أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة والحسنة وبدون تكرار ومرتبة على أبواب الشريعة .. وهي خير زاد لكل طالب علم مسلم .

 

**************************

 

..:: س138: هل النسخة الأصلية التي بخط البخاري موجودة ؟ ::..

 

- أقدم النسخ الموجودة لصحيح البخاري والمنشورة بين الناس وتم تداولها كانت سنة 370 هجرية .. وهي النسخة التي أخذها ونقلها عن الإمام أبو زيد المروزي سنة 318 هجرية عن الإمام محمد بن يوسف الفربري الذي سمع صحيح البخاري من الإمام البخاري نفسه ونقلها عنه سنة 252 هجرية ..

- والإمام الفربري هو من أشهر رواة صحيح البخاري .. ونسخة روايته هي من أشهر نسخ البخاري .. ويوجد طرق أخرى لصحيح البخاري كتبها بعض تلامذته .. يمكنك الرجوع لكتب أهل الحديث لتفصيل ذلك .

 

#- اضحك أخي الحبيب على بعض شبهات الأغبياء ..!!

- بعض من اتخذ من الغباء في البحث العلمي وعالم الإنترنت علما على غباءه العميق وخيانته للأمانة العلمية أيضا كعادة هؤلاء القوم .. حيث اجتهد ليثبت أن البخاري أسطورة لا وجود لها .. فمن شبهاته أن جعل يتحدى أن يأتي أحد بنسخة البخاري التي كتبها بخط يده .. ثم يقول بما معناه أنه طالما نسخة البخاري الأصلية غير موجودة فهذا دليل على أن هذا الكتاب لم يكتبه البخاري .. فهو أسطورة لا وجود لها .. وبالتالي المسمى بصحيح البخاري هو مجرد أسطورة وهمية وخرافة ..!!

 

- وصراحة لم أجد في حياتي أغبى من هذا القول في شبهات منكروا الحديث النبوي والجاحدين له .. حتى لم أجد له نظير في شبهات الملحدين (ولعلهم لأنهم يفكرون بعقولهم فلن يقولوا بمثل هذه الشبهة الغبية التي تدل على عقل قائلها) .. ولكن أظن أن صاحب هذه الشبهة فاق حد الغباء الأسطوري .. ليه ؟!!

 

1- بنفس المنطق الذي يتحدث به يعتبر القرأن أسطورة .. وإلا فأين القرآن الذي تم كتابته في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .. وأين النسخ الأصلية التي أرسلها عثمان للولايات الإسلامية ؟!!

- لن يجدها .!!

- بل وأين النسخ الأصلية التي كتبها أصحابها بخط أيديهم في كل زمان ومكان ..!!

- لن يجدها .!!

- فاعتقاده أن النسخ الخطية دليل على ثبوت الشيء .. هو دليل على أول الغباء العميق في بحثه الأسطوري ..!!

 

2- هل يتم ثبوت الكتاب بتواتره أم بخط كاتبه الأصلي ..!!

- بكل تأكيد بتواتره واشتهاره بين الناس ..

- وهذا دليل آخر على غباء بحثه الأسطوري أيضا ..!!  

 

3- وهل يوجد تناقض بين النسخ المختلفة التي رويت صحيح البخاري ؟ لا .. وإنما الإختلاف في التقديم والتأخير لبعض العناوين أو الأحاديث .. وتعدد النسخ المتطابقة لعدد من التلاميذ المختلفين هو دليل آخر على صدق نسبة هذا الصحيح للإمام البخاري .. فضلا عن أن تلاميذه الذين سمعوا منه كانوا بالآلاف كما هو معلوم .. ولم يعترض أحد على رواية من الروايات المنشورة في أي زمن من الأزمنه .. أو ظهر أحد مثلا وقال هذا الحديث لم يقل به البخاري في صحيحه ..!!

- وهذا دليل آخر على خيانته العلمية في إثبات الحق بل وإخفاءه في بحثه الأسطوري الغبي ..!!  

 

4- عجبا لهذا الرجل .. في بحثه يطلب اثبات كتابي للحديث النبوي كدليل على صحة وجود للحديث النبوي .. وها هنا في شبهتنا نجد الإمام محمد بن يوسف يكتب صحيح البخاري تلقينا من فم البخاري .. ومع ذلك ينكر أن هذا صحيح البخاري .. !!

- كيف لا نظن حينئذ أن صاحب الشبهة الأسطورية قد تلبس به الغباء تمكينا ؟!!

 

5- أما عن خاتمة الغباء .. فكأن هذا البليد في عقله يريد أن يقول إذا كان البخاري أسطورة .. فالحديث النبوي أسطورة ..!!

- ونحن نرى أن الأسطورة هو عقله الغبي .. لأن الحديث النبوي مثبت قبل البخاري في كتب أهل العلم .. والبخاري إنما هو انتقى الأصح اسنادا وجمعه في كتاب .. ولكن الأحاديث مثبته ومدونة أصلا من قبل ميلاد البخاري .. وإلا فلماذا كتبها البخاري بالأسناد إن لم يكن نقلها عن غيره .. !!

- حقا صاحب هذه الشبهة يستحق لقب .. غبي مع مرتبة الشرف بتقدير أحمق ..!!

 

#- يقول الإمام بن تيمية رحمه الله (المتوفى: 728 هـ):

- قَوْلَنَا: رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَامَةٌ لَنَا عَلَى ثُبُوتِ صِحَّتِهِ، لَا أَنَّهُ كَانَ صَحِيحًا بِمُجَرَّدِ رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ.

- أَحَادِيثُ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ رَوَاهَا غَيْرُهُمَا مِنَ الْعُلَمَاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ مَنْ لَا يُحْصِي عَدَدَهُ إِلَّا اللَّهُ، وَلَمْ يَنْفَرِدْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا بِحَدِيثٍ، بَلْ مَا مِنْ حَدِيثٍ إِلَّا وَقَدْ رَوَاهُ قَبْلَ زَمَانِهِ وَفِي زَمَانِهِ وَبَعْدَ زَمَانِهِ طَوَائِفُ، وَلَوْ لَمْ يُخْلَقِ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ لَمْ يَنْقُصْ مِنَ الدِّينِ شَيْءٌ، وَكَانَتْ تِلْكَ الْأَحَادِيثُ مَوْجُودَةً بِأَسَانِيدَ يَحْصُلُ بِهَا الْمَقْصُودُ وَفَوْقَ الْمَقْصُودِ.

- وَإِنَّمَا قَوْلُنَا: رَوَاهُ "الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ" كَقَوْلِنَا: قَرَأَهُ "الْقُرَّاءُ السَّبْعَةُ" .. وَالْقُرْآنُ مَنْقُولٌ بِالتَّوَاتُرِ، لَمْ يَخْتَصَّ هَؤُلَاءِ السَّبْعَةُ بِنَقْلِ شَيْءٍ مِنْهُ..!!

منهاج السنة النبوية ج7 ص215.

 ****************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسائل العلمية مصدرها مدونة الروحانيات فى الاسلام - ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات  ..