ج50: رسالة الحق والنور - لماذا الطعن على صحيح البخاري على وجه الخصوص - هل ساوى علماء المسلمين بين تقديس القرآن وصحيح البخاري - هل هناك مغالاة في أقوال بعض العلماء عن صحيح البخاري - كيف نقبل أحاديث كتبها البخاري بعد أكثر من مائتي عام من موت النبي ويزعم أنها أحاديث نبوية .

      بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الحق والنور

في موجز علم تدوين الحديث الشريف

وتبرئة البخاري ممن شهد عليه بالزور

(الجزء الخمسون)

* فهرس:

:: الفصل التاسع والأربعون :: شبهات حول صحيح البخاري ::

1- س154: لماذا الطعن على صحيح البخاري على وجه الخصوص ؟

2- س155: هل ساوى علماء المسلمين بين تقديس القرآن وصحيح البخاري ؟

3- س156: هل هناك مغالاة في أقوال بعض العلماء عن صحيح البخاري ؟

4- س157: كيف نقبل أحاديث كتبها البخاري بعد أكثر من مائتي عام من موت النبي ويزعم أنها أحاديث نبوية ؟ 

 *************************

*************************

:: الفصل التاسع والأربعون ::

:: شبهات حول صحيح البخاري ::

************************

 

..:: س154: لماذا الطعن على صحيح البخاري على وجه الخصوص ؟ ::..

 

- قد يخطر على بالك أخي الحبيب أسئلة عقلية حينما تجد محاولة الطعن الدائمة لإسقاط صحيح البخاري في نفوس المؤمنين .. وهنا تسأل لماذا هذا الهجوم على صحيح البخاري على وجه الخصوص .. ولماذا لا يوجد طعن في أي كتب أخرى من كتب الأحاديث ؟!! ولماذا هذه النفوس المحركة للفتنة قد اجتمعت عزائمهم على نشر الفتنة في الدين ؟!!

 

- اعلم أخي الحبيب أن جماعة الأريكة من مكذبي الحديث النبوي لهم في البخاري مذهبين:

- مذهب منهم .. يزعم أن البخاري أول من جمع الحديث .. وهذا المذهب هو مذهب الجهلاء والأغبياء والحمقى فيهم .

 

- ومذهب آخر .. يعلم أن البخاري قد جمع الحديث ولكنهم أصلا لا يؤمنون بهذه الأحاديث جملة وتفصيلا ويكذبوها .. فإذا نجحوا في إسقاط ما هو يقول عنه العلماء أنه صحيح .. فهذا في حد ذاته إثبات بأن كل الأحاديث المكتوبة هي غير صحيحة في كل كتب الأحاديث الاخرى .. وعلى هذه الفكرة قد اجتمعت عزائمهم على الطعن في البخاري .

 

- فالطعن في البخاري .. سيترتب عليه أن كل من اتبع البخاري على شرطه في جمع الأحاديث الصحيحة .. سيكون هو أيضا مطعون فيه .. وبالتالي ستكون كل الأحاديث الصحيحة ما هي إلا أكاذيب على النبي صلى الله عليه وسلم .. وهذا هو ما يريدونك أن تفهمه ..!!

 

- فهل فهمتم لماذا التشهير بالإمام البخاري رحمه الله ..؟!! لأنهم يريدون هدم فكرة وجود شيء اسمه الحديث الصحيح .. وبذلك تسقط كل الأحاديث المكتوبة عند غير البخاري .. وكأن لسان حالهم يقول : إذا كان حال صحيح البخاري هو ليس بصحيح فما بالنا بغيره من الكتب المكتوب فيها الأحاديث ؟!!

 

- وقد يكون من وراء هذه الفتنة يوجد هدف آخر .. وهو استباحة ما حرمه النبي صلى الله عليه وسلم أو أثبته في العبادات كجزء منها كالصلوات الخمسة وطريقة أدائها ونسب الزكاة وغير ذلك من الأمور الشرعية التي يريدون أن يتحرروا منها ليكون الدين كما يحلو لهم ويتفق وأهوائهم ..

 

- ولذلك يقولون لك: أنهم لا يكذبون الحديث النبوي الذي كان يقوله للصحابة وهذا انتهى زمنه بموت النبي صلى الله عليه وسلم (في زعمهم الكاذب) .. ثم افترضوا أن ما في كتب الأحاديث ليست أحاديث نبوية وإنما اختراعات كتبها البعض وصدقها العلماء وجعلوا منها أحاديث .. !!

 

- وعلى هذا الإفتراض الذي كذبوا به على البسطاء من المؤمنين مستغلين جهلهم بالأمور الدينية العلمية .. جعلوا ينشرون شبهاتهم لزلزلة وإرجاف نفوس المؤمنين حتى تتشابه قلوبهم بقلوبهم في جحود وإنكار الأحاديث النبوية فلا يتبعوا كلام وأفعال النبي صلى الله عليه وسلم .. الذي تبين صحته عند جمهور علماء المسلمين .

 

- وهناك من الأسباب الأخرى التي تجعلهم يطعنون في البخاري ليس لكونه فيه من صحيح الأحاديث فقط .. ولكن لأنه تلقى الأحاديث سماعا وتلقينا في رواة غالب أسانيده .. وهذا في حد ذاته يشبه تلقين القرآن سماعا وبالتلقي من شخص لآخر .. ولذلك هذا يتحتم عليهم أن يسقطونه بأي طريقة .. ثم تكون خطوتهم التالية هدم وإسقاط القرآن كما سبق وأوضحنا هذا كثيرا في الإجابات على شبهاتهم في أسئلة سابقة .

 

#- ملاحظتين أخي الحبيب:

- ولمزيد المعرفة عن شبهة أن الحديث انتهى بموت النبي صلى الله عليه وسلم .. فارجع إلى السؤال رقم (80) .. تحت عنوان: (كيف يتم الإحتياج للسنة وقد قال الله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) - (هل السنة النبوية مؤقته بزمن النبي فقط ؟) ، وارجع إلى السؤال رقم (83) تحت عنوان: (هل الأحاديث متعلقه باتباع النبي في زمانه فقط ؟).

 

- ولمزيد المعرفة عن كيف يسعى البعض منهم في جحود القرآن من وراء جحود الحديث النبوي .. فارجع إلى السؤال رقم (79) .. تحت عنوان: (إذا كان القرآن يقول (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) فكيف نتبع أحاديث لا يحصل القطع بثبوتها إلا لو كانت مكتوبة كما هو الشأن في القرآن ؟ (من يتكلم في جعل الكتابة وسيلة لإثبات الشرع .. فهو طاعن في القرآن أصلا)..، وارجع إلى السؤال رقم (61) .. تحت عنوان (هل القرآن كان كله مكتوبا ومجموعا عند أي أحد من الصحابة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ؟ (هل يريد بعض جماعة القرآنيين مشاركة الملحدين في إسقاط القرآن).

 

************************************

 

 ..:: س155: هل ساوى علماء المسلمين بين تقديس القرآن وصحيح البخاري ؟ ::..

 

- هناك فكره مضللة عن صحيح البخاري يروجها البعض من جماعة الأريكة منكري الحديث النبوي .. وهذه الفكرة هي أن علماء المسلمين يقدسون صحيح البخاري وينزهونه عن الخطأ كما يقدسون القرآن وينزهونه عن الخطأ ..!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..  

1- هناك فرق بين أن تثبت الحق .. وبين أن تثير الفتنة ببعض أقوال يظهر أن فيها مغالاة وتزعم أن هذا هو الحق .. لا .. ففعلك هذا موصوف بأنه تزوير وتضليل في المعلومة الدينية .. لأنك تتصيد من الكلام ما تنتصر به لأهواءك الباطلة .. ولو كنت منصفا ولم تكن مضلالا لأثبت كلام جماعة المسلمين .. ولكنك أخفيت كلامهم .

 

2- لا يخفى على مؤمن مدى كذب هذا القول وخُبثه .. حيث يريدون أن يظهروا لك مساواة القرآن بالأحاديث في التقديس عند العلماء .. وهذه شهادة زور على العلماء حيث لم يقل به التقديس أحد .. ولن يقول به أحد لأسباب نذكر منها أهم سببين:

أ- القرآن يتم التعبد به في الصلاة وخارج الصلاة ولاتصح الصلاة بدون الفاتحة .

ب- القرآن كلام الله المعجز الذي تكفل بحفظه في ألفاظه.

 

- ولذلك فإن الفرق بين حفظ السنة النبوية والقرآن .. هو أن القرآن حفظ مباني دون زيادة ولا نقصان لأنه معجز ومتعبد بتلاوته .. والسنة حفظ معاني توضح المقصد النبوي .. ولا إعجاز في ألفاظه ولا متعبد بتلاوته.. (وإن كان الكثير من الحديث النبوي قد حفظ بألفاظه) .

 

2- والذي يظهر لك مدى كذب هذه الجماعة على علماء المسلمين .. هو أن البخاري ومسلم تم نقدهم من علماء المسلمين وإظهار ما فيهما من علل في بعض الأحاديث القليلة .. ولو كان صحيح البخاري ومسلم محل تقديس فكيف ظهر فيهما علل وأخطاء ؟!! ويمكنك الرجوع إلى تفصيل ذلك في السؤال رقم (س144) .. تحت عنوان: (هل انتقد أحد من العلماء صحيح البخاري ومسلم ؟).

- ويمكنك الرجوع إلى السؤال رقم (146) .. تحت عنوان (هل هناك كتب اهتمت بتعريف رجال البخاري ووضعهم في ميزان الجرح والتعديل ؟).

 

3- وحينما ترى شبهات جماعة الأريكة حول البخاري في هذه جزئية التقديس .. فإنهم ينقلون بعض الأقوال مثل ما قاله الإمام النووي الي ذكرناه في سؤال سابق برقم (152) تحت عنوان : (ما معنى قول الإمام النووي (أصح الكتب بعد القرآن الصحيحان البخاري ومسلم) ؟ ..

 

- أو مثل من كثير من كلام العلماء حيث يقولون: (أن صحيح البخاري هو أصح كتاب في الدين بعد القران .. وذلك لتوثيق أسانيده) .. ولكن جماعة الأريكة يحذفون جملة (وذلك لتوثيق أسانيده) كما هي عادتهم في الخيانة العلمية الدينية ..!!

 

-  فهذا أقصى ما قيل في صحيح البخاري .. وذكروا سبب صحته وهو أنه موثق بأسانيد لها من الصحة ما ليس لغيرها من كتب الحديث ..

 

4- ولما قال العلماء أن صحيح البخاري أصح كتاب في الدين بعد القرآن .. أي أصح كتاب تم كتابته في علم الحديث مما كتبه العلماء .. ولم يقل أحد أنه مثل القرآن وإنما قالوا بعد القرآن .. أي أن القرآن لا رتبة معه في الصحة والمكانة والتقديس ..!!

- ولكن ماذا نفعل في جماعة الأريكة الذين لا يعقلون ؟!!

 

5- ومن المهم أن تعرف أخي الحبيب .. أن سبب قول العلماء ذلك .. هو أن البخاري ذكر غالب أحاديثه بمثل طريقة تلقين القرآن .. أي أنه كان يشترط أن يكون سلسلة الرواه في سند الحديث يكونوا قد اجتمعوا ببعض وسمعوا من بعض تلقينا .. كما كان يحدث مع القرآن .. وهذه منهجية لم يأتي بها أحد من قبل في تدوين كتاب على الإطلاق ..!!

 

6- أما الذي يكذب على علماء المسلمين ويقول أنهم يقدسون صحيح البخاري أو غيره مثل تقديسهم للقرآن .. فهؤلاء لا نقول فيهم إلا أنهم شهدوا شهادة زور في حق علماء المسلمين .. ونسأل الله لهم التوبة من هذه الشهادة الزور .

 

7- ومنهم من يكذب فيقول أنه لم يوجد كتاب تعرض بالجرح والتعديل للبخاري .. وكأنه كتاب مقدس غير قابل للنقد ويعاملونه كالقرآن ..!! ولذلك العلماء يتعاملون مع أحاديث البخاري كأنه أمر مسَّلم بصحته ..!!

- وهذا قول كاذب من قائله .. وفيه شهادة زور على علماء المسلمين .. وقد سبق وأوضحت لك أخي الحبيب مدى كذب هذا القول حيث حقق العلماء صحيح البخاري ومسلم منذ أن نشره بين الناس .. وارجع للسؤال رقم (144) والسؤال رقم (146) اللذين تم الإشارة إليهما منذ قليل .

- ويكفي كتاب (التعديل والتجريح لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح) للإمام أبو الوليد الباجي.

- وصحيح البخاري قد نقده وتتبعه أيضا الإمام الدارقطني (المتوفى: 385هـ) .. كما سبق وأوضحنا ذلك في سؤال سابق.

- وانتقد الإمام بن تيميه بعض طرق الإمام البخاري .. حيث قال الإمام بن تيمية في الفتاوى (ج13 ص353): ما وقع في بعض طرق البخاري: (أَنَّ النَّارَ لَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يُنْشِئَ اللَّهُ لَهَا خَلْقًا آخَرَ) مما وقع فيه الغلط وهذا كثير ..

- وبهذا يظهر لك مدى كذب وعمق جهالة هذا المفتري على علماء المسلمين بالكذب .. ووصفهم أنهم يقدسون صحيح البخاري كالقرآن .

 

**************************

 

..:: س156: هل هناك مغالاة في أقوال بعض العلماء عن صحيح البخاري ؟ ::..

 

- لا يمكن أن ننكر أنه يوجد مغالاة من بعض العلماء حينما يقول .. أن كل ما في الصحيحين هو صحيح بإجماع الأمة ..!! لأن هذا قول باطل بكل تأكيد .. لأنه لم يحدث هذا الإجماع ولن يحدث ..!! خاصة فيما يتعلق بصحيح مسلم لأنه به من الضعيف المعروف لأهل العلم ..

 

- وفرق بين أن نقول أن الأمة تلقت الصحيحين بالقبول والعمل بهما .. وبين أن نقول بكمال صحة أحاديث البخاري ومسلم وتنزيهما عن الخطأ .. وكأن البخاري ومسلم معصومين من الخطأ .. وكأن كل الرواة الذين رووا عنهم أيضا معصومين من الخطأ ..!! فهذه حينئذ تسمى هرطقة وغلو فاسد ومذموم ..!!

 

- ولتوضيح مفهوم تلقي الأمة بالقبول .. ارجع للسؤال رقم (10) .. تحت عنوان (ما معنى أن الأمة تلقت عموم الأحاديث الصحيحة بالقبول ؟).

 

#- ومن الكلام الغير مقبول في كتب أهل العلم ووجدته أثناء مطالعتي فيها ..

 

1- ما قاله الإمام الدهلوي رحمه الله (المتوفى: 1176هـ) .. في كتابه "حجة الله البالغة" (1/232): «أما الصحيحان فقد اتفق المحدثون على أن جميع ما فيهما من المتصل المرفوع صحيح بالقطع، وأنهما متواتران إلى مصنفيهما، وأنه كل من يهون من أمرهما فهو مبتدع متبع غير سبيل المؤمنين».

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة): هذا القول من الإمام الدهلوي .. هو قول باطل .. لأنه ليس كل ما فيهما صحيح بالقطع .. لأنهما ليس قرآن معصوم ..!!

-  وسبق وذكرت .. أنه لا يصح المغالاة في إثبات بلوغ غاية الصحة في البخاري أو مسلم .. لأن هذا لا يمكن عقلا وإلا بذلك نثبت لهما العصمة في تبليغ الحديث مع نفي الخطأ عنهما وعمن تلقوا منهم .. وهو كلام لا يقبله قلب أو عقل مؤمن .. لأن القلب ينكر أن يكون للحديث عصمة مثل القرآن .. والعقل ينكر العصمة للبخاري ومسلم لأن النسيان والخطأ قد يحدث .. ولو كانت لهما العصمة ما كان ظهرت لهما أغلاط قد أثبتها العلماء عليهما .. ولم يعصم الله الحديث مما عصم به القرآن .. حيث ترك تبليغ الحديث لمن سمعوه ولذلك جاز روايته بالمعنى بخلاف القرآن الذي هو محفوظ باللفظ والذي حفظه هو الله .. !!

 

- وأما عن تبديع الإمام الهروي لمن يهون أي يعترض على ما فيهما من إمكانية وجود الضعيف .. فهذا ليس بدعة لأن التحقق من صحة حديث هو اجتهاد على اجتهاد شخص جمع أحاديث .. وكل إنسان يجوز عليه الخطأ .. إلا لو ثبت له العصمة .. ولا معصوم إلا النبي صلى الله عليه وسلم .. ولذلك قوله بتبديع من يقول بتضعيف في البخاري ومسلم .. هو قول منحرف عن الحق وفيه غلو وإشارة إلى عصمة البخاري ومسلم .. وبالتالي هو قول مردود عليه رحمه الله .. وقد غلبته فيه العصبية على المنهجية في التحقيق ..!! وهذا رأيي .. الله أعلم .

 

2- قال الإمام محمد أبو شُهبه رحمه الله (المتوفى: 1403هـ):

- وما انتقده (أي الحافظ الدارقطني وغيره) على البخاري وحده أو شاركه فيه مسلم قد أجاب عنه الحافظ الكبير ابن حجر في مقدمة الفتح .. وما خص مسلما أجاب عنه الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم.

 

- وفي الحق أن الكثير مما انتقد كان الجواب عنه سهلا مقبولا .. لا يخل بصحة الحديث في نفسه .. والبعض - وهو قليل جدا- قد تكلف فيه المجيب عنه غاية التكلف .. وهي لا تعدو بضعة أحاديث أكثرها في صحيح مسلم .. وهي على قلتها لا تَفُض من قيمة الكتابين .. وبلوغهما الغاية في الصحة .. فلا تلتفت إلى ما يخرف به بعض من لا يعرف من الزعم بأن في الصحيحين أحاديث موضوعة أو ضعيفة واهية .. فهذا تخرص وكذب على الشيخين الجليلين وكتابيهما الصحيحين ..

(راجع الوسيط في علوم ومصطلح الحديث ص257-258).

 

 

- أما عن اتهامه لمن يزعم وجود أحاديث ضعيفة أو موضوعة بأنه شخص كاذب لو قال بذلك .. فهذا كلام مردود عليه وباطل وفيه غلو بلغ حد التعصب حتى أثبت العصمة للشيخين والكمال في العلم لهما .. وهذا ما لا يمكن أن يتصوره عقل ولا يقبله قلب مؤمن ..!!

 

- نعم قد لا يوجد حديث موضوع ولكن يوجد أحاديث لم تصح وباطله وإن كانت نادرة .. فحتى ولو كان السند صحيح إلا أن المتن باطل وهذا في صحيح مسلم أمر ظاهر في أحاديث قليلة جدا فيه وقد ذكرنا منها البعض في كلام الشيخ بن تيميه .. وهناك مغالطات في بعض طرق البخاري كما ذكر ذلك الشيخ بن تيميه !! وهذه المغالطات لا تنقص من قيمة الكتابين شيئا ولكن لا تثبت لهما كمال الصحة ..!!

 

- والغريب أن الشيخ أبو شهبة أثبت بنفسه ذلك قبل اتهامه بسطر واحد وقال أنه يوجد ما هو متكلف في الرد عليه من إشكاليات في بعض الأحاديث خاصة في صحيح مسلم حيث قال: (والبعض - وهو قليل جدا - قد تكلف فيه المجيب عنه غاية التكلف .. وهي لا تعدو بضعة أحاديث أكثرها في صحيح مسلم) ..!!

 

#- وخلاصة القول:

- أن الغلو في إثبات الكمال للصحيحين .. هو شيء لا يقبله عقل ولا قلب مؤمن .. لأن القلب ينكر أن يكون للحديث عصمة مثل القرآن .. والعقل ينكر العصمة للبخاري ومسلم لأن النسيان والخطأ قد يحدث .. ولو كانت لهما العصمة ما كان ظهرت لهما أغلاط قد أثبتها العلماء عليهما .. ولم يعصم الله الحديث مما عصم به القرآن .. حيث ترك تبليغ الحديث لمن سمعوه ولذلك جاز روايته بالمعنى بخلاف القرآن الذي هو محفوظ باللفظ والذي حفظه هو الله .. !!

 

****************************

..:: س157: كيف نقبل أحاديث كتبها البخاري بعد أكثر من مائتي عام من موت النبي ويزعم أنها أحاديث نبوية ؟ ::..

 

- قال بعض من منكري الأحاديث النبوية .. ومن لا يستحي من أن يكون موصوف بصفة الكذب كعادة بعضهم .. حتى يقول على الإمام البخاري أنه كيف نثق في أحاديث تم كتابتها في منتصف القرن الثالث الهجري على يد الإمام البخاري .. فمن أين أتي البخاري بهذه الأحاديث ؟!! إن هذا إلا مجرد أباطيل يتداولها المسلمون وهم يظنون أن ما كتبه وقاله البخاري هو أحاديث نبوية فعلا .. فكيف يعقل هذا بعد مرور (250) سنة من وفاة النبي ؟!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- لماذا هذه حاقدة لهذه الدرجة على الإمام البخاري .. تريد أن تظهر البخاري وكأنه صحى ذات يوم من نومه وكتب أحاديث من بنات أفكاره .. وقال سأخترع أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ..!! في حين أن البخاري ذكر الأحاديث بما يدل على مرجعية قائلها .. وهو ما يسمى بالسند الذي استند عليه في روايته للحديث .. وهم جماعة الرجال الشرفاء والمشهود لهم بالعلم والأمانة والثقة ..!! بل وبشبهتهم هذه يتهمون كل علماء المسلمين في كل مكان وزمان بأنهم خانوا المسلمين والله ورسوله لأنهم وافقوا البخاري على فعله ..!!

- أهذا كلام يعقله إنسان أو يصدقه أي عاقل ..؟!! فما أقبح هذه النفوس الحاقدة ..!!

 

2- إذا كان هذا المنكر للأحاديث النبوية .. يستخدم آلية العقل في التفكر .. فلماذا لم يتفكر ويعقل ما يكتبه أولا قبل أن يحتكم إلى العقل ..!! لأن العقل البسيط في تفكيره لابد أن يحكم على صاحب هذه الشبهة بأنه كذاب بكل تأكيد .. لأن هذه المعلومة التي بني عليها حكمه إنما هي معلومة مزورة وغير حقيقية !! ليه ؟

- لأن الإمام البخاري ليس هو أول من قام بتدوين الحديث في القرن الثالث الهجري .. ولكنه أول واحد جمع الحديث الصحيح في كتاب واحد ورتبه بمنهجية خاصة به ..

 

- فالبخاري قد جمع أحاديث مروية بالفعل من عهد النبي صلى الله عليه وسلم على ألسنة رجال مشهود لهم بالشرف والأمانة والثقة والعلم (وقد يختلف أحوال بعض الرجال فيه) .. ولكن لم يبتدع البخاري أحاديث من خياله ولا من أوهامه .. وإلا فما فائدة الأسانيد التي يذكرها في الأحاديث ..!!

 

- فإذا علمت ما سبق أخي الحبيب .. فستدرك كم من الجهل ما يحمله نفوس هؤلاء فضلا عن كذبهم وتضليلهم في المعلومات الدينية .. فضلا عن الغباء في عجزه عن التمييز بين عموم جمع الحديث وبين خصوص جمع الحديث .. فلم يفهم هذا البليد في عقله أن البخاري له جمع خاص مختصرا لصحيح الأحاديث النبوية التي كانت مدونة مسبقا في كتب أهل العلم ..!!

 

3- وكما تعلم أخي الحبيب من خلال هذه الرسالة .. أن كتابة الحديث النبوي بدأت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. وتوالت كتابات الأحاديث النبوية ونقلها بين الصحابة والتابعين في حدود أهل العلم بينهم حتى انتقلت إلى مرحلة النشر بين العوام من بداية القرن الأول الهجري .. ويمكنك الرجوع تفصيليا لمعرفة هذه الحقيقة بالرجوع للأسئلة التي أرقامها (30-31-32-34-36-39-47-48) .. وستجد أخي الحبيب ما يسرك فيها من إجابات تفصيلية .. وسيظهر لك كم أن هؤلاء المنكرون لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم طريقتهم هي الكذب المخلوط بالتزوير في الأدلة العلمية ..!!

 

4- ولو كان صاحب هذه الشبهة وهو البليد في عقله .. تفكر قليلا وتسائل من أين أتى الفقهاء بأسانيدهم في مسائل الفقه قبل وجود البخاري وغيره بزمن طويل جدا .. لكان أدرك بعقله أن الحديث مثبت ومتداول منذ زمن بعيد عن زمن وجود البخاري .. ولكن صاحب الشبهة ارتضى أن لا يفكر ولا يعقل ما يكتبه ..!! ويمكنك الرجوع إلى السؤال رقم (153) .. تحت عنوان (هل المذاهب الفقهية الإسلامية المعروفة كانت قبل البخاري ومسلم ؟).

 

5- هذه الشبهة لها أشكال أخرى في أسئلة سابقة تكشف لك طريقة التضليل لهؤلاء في العلم الديني .. فيمكنك الرجوع إلى السؤال رقم (81) .. تحت عنوان: (لو كان كمال الدين يكون بالسنة النبوية ومصدرا للتشريع لكان ذلك معارضا لقوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) حيث أن السنة لم تجمع إلا القرن الثالث الهجري من بعد وفاة النبي؟) .

- وكذلك يمكنك الرجوع إلى السؤال رقم (96) تحت عنوان: (كيف نستطيع أن نقبل أحاديث ظهرت بعد أكثر من مائتي سنة من موت النبي على يد شخص اسمه البخاري .. أهذا كلام يعقله أحد ؟)

 

*************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسائل العلمية مصدرها مدونة الروحانيات فى الاسلام - ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات  ..