ج51: رسالة الحق والنور - هل علماء الحديث نقلوا من كتب زرادشت عقيدة المسلمين - هل يصح الطعن والتشكيك في أحوال رواة أسانيد صحيح البخاري لمجرد الظن - كيف تتعامل مع طوائف منكري الأحاديث النبوية حينما يقوم بتجريح الأسانيد في البخاري أو غيره لمحاولة ظهور أنها روايات باطلة - كيف نؤمن بأحاديث البخاري التي تظهر أن النبي ينسى .. وكيف نأمن لكلام علماء يقولوا عن البخاري أنه لا ينسى ولا يغلط ويثبتون النسيان للنبي.

       بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الحق والنور

في موجز علم تدوين الحديث الشريف

وتبرئة البخاري ممن شهد عليه بالزور

(الجزء الحادي والخمسون)

* فهرس:

:: الفصل الخمسون :: تابع/ شبهات حول صحيح البخاري ::
1- س158: هل علماء الحديث نقلوا من كتب زرادشت عقيدة المسلمين ؟
2- س159: هل يصح الطعن والتشكيك في أحوال رواة أسانيد صحيح البخاري لمجرد الظن ؟
3- س160: كيف تتعامل مع طوائف منكري الأحاديث النبوية حينما يقوم بتجريح الأسانيد في البخاري أو غيره لمحاولة ظهور أنها روايات باطلة ؟
4- س161: كيف نؤمن بأحاديث البخاري التي تُظهر أن النبي ينسى .. وكيف نأمن لكلام علماء يقولوا عن البخاري أنه لا ينسى ولا يغلط  ويثبتون النسيان للنبي ؟!!

*************************

 :: الفصل الخمسون ::

:: تابع/ شبهات حول صحيح البخاري ::

************************

 

..:: س158: هل علماء الحديث نقلوا من كتب زرادشت عقيدة المسلمين ؟ ::..

 
- من الأساطير الكاذبة والمفتعلة في زماننا .. والتي خرج بها علينا بعض من لم يتقي الله في نفسه ولا في المسلمين ويسعى بنشر الفتنة .. حيث زعم أن العقيدة الإسلامية قد تم أخذها من ديانة زرادشت .. خاصة في تشابة مسألة ميلاد النبي وما صاحبه من أحداث .. ومسألة معراج النبي .. ومسائل أخرى .. ولكن الغرض من وراء ذلك هو إسقاط الأحاديث النبوية التي روتها الأمة من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا .. فأغلب تفاصيل العقائد موجودة في الأحاديث ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):   
- بالرغم من جهالة هذا الشخص الذي له مدونة وينشر منها سمومه بكل قوة في محاربة الأحاديث النبوية وعلماء الحديث .. والتي يستمد معلوماته من بعض الكتب التي تنشر الفتنة في المسلمين كشبهات الملحدين أو المستشرقين أو كتب بعض أصحاب الرأي الحر المنكرين للأحاديث النبوية .. إلا أنه لا أخفي عليك أخي الحبيب أن من أكثر الشبهات التي أحدثت شكا في قلوب بعض المؤمنين كان هذه الشبهة تحديدا .. وراسلني فيها بعض أحبابنا لإزلة الشك منه حيث قد تمكن منه كوسواس لا يفارقه ..!!
 
1- من المهم أن تعرف أخي الحبيب .. أن هذه الشبهة في أصلها مصدرها موقع الملحدين المشهور على شبكة الإنترنت .. ومنه قد أخذ هذا الجاحد للأحاديث النبوية وأشباهه في القلب من جماعة القرآنيين ومن شاركهم من أصحاب الرأي الحر (صحافة وأعلام) .. وفائدة معرفة هذه المعلومة هي أن تعرف ما تحمله نفوس هؤلاء الذين ينشرون هذه الشبهات ..
- فإذا علمت هذا فاعلم أنه عليك أن تنتبه إلى أن مصدر الشبهة سيكون مبتور الحقيقة .. أي مزيف وفيه خلط للحق بالباطل .. وهذه جزئية مهمة .. ولذلك بها ننتقل للمرحلة الثانية لبيان كيفية خلط احق بالباطل ..
 
2- أما عن كيفية خلط الحق بالباطل .. فركز معي كيف يتلاعبون بالحقائق .. حيث يقولون أن:
أ- زرادشت هذا كان قبل ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم بألفي سنة .. من بلاد فارس (إيران حاليا) .. ومر على ديانة الآن ثلاثة آلاف سنة تقريبا .. ألفي سنة قبل الإسلام وألف بعد الإسلام وزيادة ..
 
ب- وبالتالي فإن المعلومات التي تظهر في ميلاد النبي ومعجزاته ومعراجه .. والتي على زعمهم قد تطابقت إلى حد كبير مع بعض روايات زرادشت (هذا إن صح ما يرونه هؤلاء الكذابين من وجود تطابق) .. فإن هذا التطابق هو بيان على أن هذه المرويات الإسلامية قد تم نقلها من الديانة الزرادشتية .. وأنها محل اختلاق من علماء المسلمين وأخذوها من القصاصين وجعلوا منها أحاديث .. وأصحاب هذه الشبهة الأصليين وهم الملحدين يقولون أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخذ دينه من الدين الزرادشتي وزاد عليه ..!!
 
- ومما سبق يجعل العقل يجزم بصحة هذا الكلام .. لأن الفارق الزمني بين زرادشت وزمن النبي صلى الله عليه وسلم آلاف السنين .. وبالتبعية العقل يحكم بوجود نقل لهذه المرويات من القصاصين من هواة روايات القصص من كثرة أسفارهم ومخالطتهم للناس ..!!
 
- ولكن تعال معي أخي الحبيب نكشف أين الكذبة في هذه المسألة وكيف تم خلط الحق بالباطل ..؟!
 
- أولا: لا يوجد تطابق بين ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم وبين ميلاد زرادشت .. ولا بين معراج النبي ولا بين معراج زرادشت .. وإذا تشابه شيئا فهذا ليس تطابق .. وإنما يكون حماقة وغباء ممن ينقل العلم .!!
- وعلى صعيد آخر بخصوص المعراج الروحي .. فهؤلاء الجهلاء المنكريين للاحاديث النبوية والمستدلين بقصص زرادشت .. فهم لا يعلمون أن أي إنسان روحاني أي لديه خاصية تفعيل روحاني وله القدرة على التواصل مع عالم الارواح .. فهو ممكن ان يتلاعب به الشيطان بمنتهى السهولة ويجعل منه ولي ويجعل منه نبي .. يجعل له معراج ويلقنه أيضا كتاب .. ويصبح كتاب مقدس .. وكل إنسان بقدر ميوله النفسية يكن تلقينه .. فمن يميل للخير يلقنه الشيطان خيرا مخلوطا بباطل .. ومن يريد شرا فيلقنه الشيطان شرا مخلوطا بخير .. وكم ظهر من الدجالين في هذا الأمر على مر التاريخ .. وأشهرهم في تاريخ الإسلام مسيلمة الكذاب ..!!
 
- ثانيا: أين الأدلة الموثقة التي تقول وتثبت هذا التطابق في كتب الزرادشتيين ؟!! إذا كان ما تم كتابته في هذا الدين تم حرقه على يد الأسكندر الأكبر كما يقول الزرادشتيين .. سنة 330 قبل الميلاد .. ثم قاموا بجمع تعاليمة وكتابه المقدس (الأفيستا) بعد ذلك بكيفية لا يعلمها أحد .. وخلاصة القول أن أقدم مخطوطة للأفيستا المقدس ترجع إلى سنة 1250 ميلادي .. أي بعد زمن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بستمائة سنة ..!!(راجع في ذلك كتاب الديانة المجوسية- تأليف أحمد الكايد) .
 
- ثالثا: ويتبقى هنا السؤال إذا كان المسلمون لهم مرويات بأسانيد ممن رووا عنهم ممن حضر من النبي صلى الله عليه وسلم .. فمن أين المعلومات التي رواها الزرادشتين عن زرادشت إذا كان أصلا كتابهم المقدس قد تم فقده ومحو أثره .. وتم تجميعه بطريقة لا نعلمها ..!!
 
- رابعا: هؤلاء المستهزئون بعلماء المسلمين والمرويات الإسلامية .. لماذا لم يأتونا بأسانيد مرويات زرادشت لنزداد يقينا فيما قالوه .. فإن لم يأتوا بها .. فهي مجرد حكايات لا سند لها .. ويصبح اتهامهم لعلماء الحديث مجرد مفتريات وأكاذيب يلفقونها لعلماء المسلمين بشهادة زور يقينا .. لأنه طالما ساووا بين مرويات علماء الحديث ومرويات الزرادشتية .. فأين سند هؤلاء الزرادشتيه الدال على صدق كلامهم ؟!!
- وإن كان هناك تطابق للروايات (وهذا لا أصدقه) لأن من نقل هذا التطابق للتشكيك هو أصلا إنسان كذاب .. لكن على افتراض صحة كلام هذا الإنسان الكذاب .. فلا أستبعد أن يكون الزرادشتيين قد سرقوها من المرويات الإسلامية .. حيث أن الزرادشتيين ظلوا لمدة ستمائة سنة في حكم الإسلام قبل انطفاء ديانتهم ولازال البعض منهم .. .. فمن باب أولى يقال أن هؤلاء سرقوا قصة مرويات المسلمين حول النبي وليس العكس ..!!
 
- خامسا: لماذا لم يكتب عالم مسلم أو غير مسلم أن زرادشت هذا قصته تشبه قصة النبي صلى الله عليه وسلم .. خلال فترة تواجد الزرادشتيين في حكم الإسلام لمدة ستمائة سنة ؟!! ألهذه الدرجة لم ينتبه أحد لهذا الأمر ..!! ام أن كذبة هذا الزمان فقط من انتبهوا لهذا الأمر ؟!!
 
#- أخي الحبيب:
- أحببت أن أظهر لك الحقيقة شيئا فشيئا لعقلك حتى تفهم كيف يتلاعب هؤلاء بالعقول وينشرون الفتنة بمنتهى الخبث والخيانة في الأمانة العلمية .. وكل ذلك لمحاربة حديث النبي صلى الله عليه وسلم ..!!
- فعلا .. حسبهم ما يفترون .. والأنفاس قليلة ويوم القيامة قريب ..
 

***************************

 

..:: س159: هل يصح الطعن والتشكيك في أحوال رواة أسانيد صحيح البخاري لمجرد الظن ؟ ::..

 
- من غريب ما تجده من جماعة الأريكة .. هو أن بعضهم يطعن في أسانيد البخاري بمجرد الظن فيقول: وما يدرينا بحال أحوال رجال هذه الأسانيد وما الذي يؤكد أنهم أهل ثقة .. فهذه مجرد أقوال مرسلة مودعة في الكتب لقبول حسن الظن في هؤلاء .. حتى تكتمل الحبكة الخاصة بقبول الأحاديث .. ويصبح الحال بما أن الأسانيد ممتازة لوجود الثقة برجالها .. فالأحاديث صحيحة .. !! وكل هذا مجرد دعاوي فاسدة لا حقيقة لها .. ولا دليل يؤكد أن هؤلاء أهل ثقة .. فما يدرينا ؟!!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..   
1- لو كان السؤال يتعلق بقولهم "ما يدرينا بحال رجال هذه الأسانيد" .. كنت سأقول هذا إنسان جاهل وكفى بجهله عذرا له .. لأنه لا يعرف أنه يوجد علم اسمه "علم تراجم وأحوال الرجال من أهل العلم" ومنه ظهر علم الجرح والتعديل في الأحاديث .. !!
 
- وإذا كان الجهل عذرا له .. فقلة الأدب في الحكم على الأشياء بدون سؤال أهل العلم فهذا ليست له بعذر ..!!
 
2- ومن ناحية أخرى .. طالما الأمر تطاول إلى حد التشكيك في شرف هؤلاء الرجال المشهود لهم بالأمانة والصدق والثقة .. فبنفس المنطق الفاسد الذي تتكلم به أيها الطاعن في شرف الرجال المشهود لهم .. فدعني أسألك:
- ما الذي يثبت أن أباك رجل شريف ؟
- فإذا قلت شهادة الناس له ..
- فسأقول لك: وكيف نقبل شهادة الناس له فلعل الحمية والتعصب حملتهم على هذا القول ولكن هذه ليست حقيقته ..!!
- ثم أسألك: ما الذي يثبت أن الذي رباك هو أبوك فعلا .. فكم من أرحام حملت بغير أزواج ؟
- فإذا قلت أن الشرف أصيل في أسرتك ..
- فسأقول لك: ومن الذي لا يخطيء فلعلك كنت الخطيئة في أسرتك ؟!!
 
- أيها الطاعن في شرف الناس المشهود لهم بالخير .. بنفس منطقك ومقياسك الفاسد للأمور .. فأنت بذلك أيها الغبي تكون فتحت على نفسك باب لا يغلق من الطعن فيك .. لأنه بنفس فكرك الفاسد من باب أولى أن تطعن في سلسلة نسبك أولا لأنه لا علم لنا بشرف وأمانة وحالة من أنت أتيت من نسلهم حتى لو شهد لهم الشاهدون لأنك لا تعترف بشهادة الشهود .. وإلا ما كنت أنكرت شهادة الشهود في حق رواة الحديث ..!!
 
- فلو ظللنا نسير على مبدأ التشكيك في شرف الناس المشهود لهم بالأمانة والشرف والثقة .. ونزعم أن هذا هو التحقيق .. فهذا ليس تحقيق وإنما طعن وتشهير وسب وقذف .. يدل على نفسية حقيرة لمن ينتهج مثل هذا المنهج الوضيع .. ومن يتبع هؤلاء فإنما يدل تشابه هذه القلوب المريضة بالتشكيك في شرف المؤمنين الذين رووا لنا الحديث الصحيح .. !!
 

********************************

 

..:: س160: كيف تتعامل مع طوائف منكري الأحاديث النبوية حينما يقوم بتجريح الأسانيد في البخاري أو غيره لمحاولة ظهور أنها روايات باطلة ؟ ::..

 
- ظهر بعض منكري الحديث النبوي على بعض المدونات .. وجعل من نفسه حاكما على رواة الأسانيد في البخاري ومسلم وهو غير متخصص في ذلك العلم ولم يدرسه وليس مجاله أصلا .!!
- وعموما هو سعى للبحث في الأسانيد للطعن فيها .. وبني أحكامه على الرواة .. لأنه قرأ جملتين من هنا وهناك .. ويأخذ قول البعض ويترك البعض الآخر كعادتهم في خيانة الأمانة العلمية .. ونظرا لأن الكثير من عموم المسلمين لا معرفة لديهم بهذا الموضوع .. فالناظر في تحقيقهم يقول أن معهم حق من كثرة ما يكتبونه .. ولكن المسألة لا تقاس بكثرة الكتابة والطعن .. وإنما بالإجتهاد الحقيقي على أصول أهل العلم الذين وضعوا العلم وليس بمزاجه وهواه .. وهؤلاء المنكرون للحديث النبوي ما يهم لهم هو النتيجة التي يصلوا إليها وهو إسقاط الحديث النبوي بمعنى أنه خدعة ولا وجود للحديث النبوي .. فيظهروا أن معهم حق فيما قالوا به من أن رواة البخاري مطعون فيهم وبالتالي فهذه ليست أحاديث ..!!
 
- بل والأغرب من ذلك حتى لو افترضنا أن هناك رواة فيها ضعف في أحاديث معينة فما بال باقي الأحاديث ؟!! ولكنهم بإثباتهم أن حديث واحد فيه ضعف .. يبقى كل الأحاديث ينطبق عليها الضعف ..!! أهؤلاء عقلاء حتى يفكروا بمثل هذا التفكير البليد ..!!
 
- والبعض منهم يريد من وراء تضعيف حديث واحد هو إثبات عدم قدسية البخاري .. !! وهذا لا يقل بلادة عقليه عن سابقه .. لأن لا يوجد أحد من المسلمين يقدس البخاري ولا صحيح البخاري ..!!
 
- وعموم أخي الحبيب سأرشدك إلى طريقة لمواجهة أسلوب هؤلاء المثيرين للفتن في الدين .. حتى لا ترهق نفسك بالبحث في هذه المسألة الصعبة التي تحتاج لتحقيق طويل ..  
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
- فإذا وجدت من يطعن في رواة الأحاديث .. فافعل الآتي:
 
1- ارجع لأهل تحقيق وتخريج الأحاديث ..
 
2- ويجب أن ينتبه عقلك لسؤال مهم وهو .. إذا كان هؤلاء المنكرون للحديث النبوي .. قد أوجدوا في الأسانيد من العلل التي تبطل الأحاديث .. فهل علماء الأحاديث على مدار أكثر من ألف ومائة سنة من صحيح البخاري ومسلم .. لم ينتبهوا لهذا التخريج العظيم الذي قاموا به ؟!!
 
#- فنحن سنكون بين احتمالين :
- الأول: هو أن كل علماء المسلمين اجتمعت نواياهم وعزائمهم على استباحة الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم .. لأنهم عرفوا بهذا الضعف وتجاهلوه ولم يظهروه للأمه .. وهذا محال عقلا من أساسه ..!!
 
- الثاني: هو أنهم يكذبون ويخونوا في العلم كعادتكم المعتادة .. وهذا هو الصواب الذي لا يختلف عليه عاقل أو مؤمن رشيد تتبع أقوالكم ومنهجكم ..
 
- لأنه لا يمكن لعاقل .. ان يتبع جماعة تبحث عن الشبهات والطعن في كلام النبي صلى الله عليه وسلم كما يفعل الملحدون وأشباههم ..!!  
 
3- ومن ناحية أخرى أخي الحبيب .. يجب أن يخطر ببالك سؤال حينما تجد هؤلاء يطعنون في الأسانيد الخاصة بالأحاديث .. فتقول:
- كيف يكون هؤلاء مكذبون للأحاديث النبوية ويتهمون علماء الحديث في شرفهم بأنهم كاذبون على الرسول .. ثم يأخذون منهم علم أحوال الرجال الخاص بالرواة وما يقال فيهم ..؟! لأننا سنكون بين أحد احتمالين:
 
- الأول: إما أنهم مصدقين للعلماء فيما نقلوه عن أحوالهم من تكلموا عنهم .. وعلى هذا يلزمهم قبول الأحاديث التي قاموا بتصحيحها ..!!
 
- الثاني: وإما أنهم مكذبون للعلماء بأن هذه ليست أحاديث نبوية وأن ما كتبوه عن أحوال الرجال بالتبعية هو مجرد كذب أيضا .. وطالما هؤلاء مكذبون للحديث وأهله .. فكيف تنقل أكاذيب العلماء وتبني عليها أحكام .. إلا لو كنت أنت أحد الكذابين ؟!! لأن الحكم على ما لا وجود له في مذهبك بأدلة من يثبتون له وجود .. فهذا دليل على أنك إنسان إما غبي في أصلك أو أن الشيطان استحوذ عليك لتكون خادما له في نشر الفتنة بين المؤمنين لإرجافهم ..!!
 
4- ومن ناحية أخيرة .. إذا كان الحكم على الشيء جزء من تصوره كما يعلم أي عاقل .. فكيف تبني أحكاما على ما لا تصور وجود له في عقلك لاعتقادك أنه أكاذيب ..!! وهذا مؤشر مؤكد على أنك تسعى لتضليل العباد وفتنتهم في دينهم ..
 
- فحال هؤلاء المنكرون للأحاديث كحال الملحد الذي يفسر القرآن .. !! كيف يفسر ما لا وجود له في تصوره .. لأنه لا وجود لله .. فكيف يفسر كلام الله ؟!!
 
- كذلك كيف يفسر أو يحكم هؤلاء المنكرون للأحاديث على أحاديث هم منكرون لها جحودا وغير معترفون بها ..؟!!
 
- نسأل الله لهم الهداية .. والله غفور رحيم .
 

*****************************

 

..:: س161: كيف نؤمن بأحاديث البخاري التي تظهر أن النبي ينسى .. وكيف نأمن لكلام علماء يقولوا عن البخاري أنه لا ينسى ولا يغلط  ويثبتون النسيان للنبي ؟!! ::..

 
- قال بعض منكري الأحاديث أن كيف نؤمن لأحاديث تظهر رسول الله بأنه ينسى .. وكيف ينسى وفي ذلك اتهام له بأن من الجائز نسيان الوحي كله .. بل وعلى صعيد آخر نجد العلماء يظهرون من البخاري بأنه لا ينسى ولا يغلط في حين هو بشر يجوز عليه الخطأ والنسيان ؟!! أهذا كلام عقلاء ؟!!
 
- فكيف نأمن لأحاديث تظهر النقيصة في وحي السماء .. أليس البخاري ومسلم قالا أن النبي قال: (أنا بشَرٌ مثلُكم أنسى كما تنسَوْنَ) صحيح البخاري ومسلم ..
- بل وورد أنه نسى بعض آيات وقد تذكرها من البعض لما سمعها منه ..!!
- فهذه نقيصة في الوحي وتسبب الريبة والشك .. بأنه من الجائز أن يكون هناك الكثير من الوحي قد تم نسيانه ..!! وهذا باطل لأن الله تكفل بحفظ القرآن ..!! فثبت بذلك أن هذه الروايات ليست أحاديث نبوية وإنما أسطورة وخرافة ..!!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
1- لو كان الحفظ دليل على صدق النبوة .. فعلى هذا المنطق الفاسد .. فإن كل حافظ فهو نبي ..!! وهذا منتهى الغباء منه في القياس ..!! ولا حول ولا قوة إلا بالله ..!!.
 
2- أما عن نسيان النبي صلى الله عليه وسلم .. فهذه الشبهة قد أجبنا عليها في السؤال رقم (121) .. تحت عنوان (كيف يصح أن تقول هذه الأحاديث أن النبي ينسى القرآن لأنه لو حدث ذلك لكان هذا معارضا للقرآن ولكان القرآن كله متهم فيه بنسيان أجزاء منه ؟ )
 
3- أما عن كونه يقول أن علماء المسلمين جعلوا من البخاري لا ينسى ولا يغلط .. فهذه كذبة ولم يقل أحد بذلك .. وإنما أراد أن يلقي بهذا الكلام في وسط الشبهة .. وستجد الرد على كلامه الكاذب في الرد على الأسئلة (144-145-146) .. والأسئلة (155-156) ..
 
4- واعلم أخي الحبيب أن أصل شبهته قائمة على أن النبي لا يمكن أن ينسى .. وهذا كذب منه لأنه من حيث بشريته فهو ينسى ومن حيث كونه نبي فهو مبلغ .. وقد أبلغ الدعوة وأوصلها للناس على أكمل وجه .. وعموما لا حاجة لنا بأعادة ما كتبناه في الرد على أمثاله في السؤال رقم (121)  .

 *************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسائل العلمية مصدرها مدونة الروحانيات فى الاسلام - ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات  ..