ج53: رسالة الحق والنور - كيف نصدق هذا البخاري وقد ابتدع شيئا قد نهى عنه الرسول وهو النهي عن كتابة الحديث - هل يعقل أن يتجاهل البخاري وغيره من رواة الأحاديث عن ألف خطبة جمعة ويجمع أحاديث مثل زني القردة ومن لاط بالصبي فلا يتزوج أمه.

          بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الحق والنور

في موجز علم تدوين الحديث الشريف

وتبرئة البخاري ممن شهد عليه بالزور

(الجزء الثالث والخمسون)

* فهرس:

:: الفصل الثاني والخمسون :: تابع/ شبهات حول صحيح البخاري ::

1- س166: كيف نصدق هذا البخاري وقد ابتدع شيئا قد نهى عنه الرسول وهو النهي عن كتابة الحديث ؟

2- س167: هل يعقل أن يتجاهل البخاري وغيره من رواة الأحاديث عن ألف خطبة جمعة ويجمع أحاديث مثل زني القردة ومن لاط بالصبي فلا يتزوج أمه ؟!!

*************************

:: الفصل الثاني والخمسون ::

:: تابع/ شبهات حول بعض نصوص صحيح البخاري ::

************************

..:: س166: كيف نصدق هذا البخاري وقد ابتدع شيئا قد نهى عنه الرسول وهو النهي عن كتابة الحديث ؟ ::..

 

- قال بعض منكري ومكذبي الأحاديث النبوية .. أن البخاري قد ابتدع شيئا قد نهى الرسول عنه حينما قال (لا تَكْتُبُوا عَنِّي، ومَن كَتَبَ عَنِّي غيرَ القُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ) صحيح مسلم .. ثم يأتي هذا البخاري ويعصي كلام النبي عمدا ويكتب ما نهى عنه النبي ؟!! فكيف نصدق كلام هذا الرجل .. أنصدق كلام النبي أم نصدق ما كتبه البخاري ؟!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- وكأن الكذب هو عادة هذه الجماعة والخيانة العلمية دينا لهم ومنهجا .. ليه ؟!!

1- لأن البخاري ليس هو من جمع الحديث ولا أول من كتبه ..

- كما سبق وأوضحنا ذلك تفصيليا عن السؤال رقم (135) .. تحت عنوان: (هل البخاري هو أول من جمع الأحاديث النبوية وكتبها ؟) .. السؤال (157) .. تحت عنوان: (كيف نقبل أحاديث كتبها البخاري بعد أكثر من مائتي عام من موت النبي ويزعم أنها أحاديث نبوية ؟).

 

- فثبت بذلك أول الكذب والخيانة في الأمانة العلمية .. في هذه الشبهة المصحوبة ببهتان على الإمام البخاري ..!!

 

2- أما عن ثاني الأكاذيب .. فهو احتجاجهم بالحديث النبوي الذي هم له مكذبون ومنكرون .. فكيف يحتجون بما هم له منكرون ومكذبون ؟!! فإما أنه يصدقون أن هذه أحاديث نبوية .. وإما أنهم لا يصدقون ؟ فلو صدقوا فهذا دلالة على قبول كل أحاديث البخاري لأن الإمام مسلم هو تلميذ وصاحب البخاري .. وإن كذبوا الأحاديث فيكون استدلالهم بحديث الإمام مسلم هو لإرجاف المؤمنين ونشر الفتنة فيهم .. !!

 

- ولعل هذا يفكرنا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إنّ أخوَف ما أخافُ عليكم بعدي، كلُّ منافقٍ عَليمِ اللسانِ) رواه الطبراني وبن حبان .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط البخاري.. وصححه الهيثمي في مجمع الزوائد .. وصححه السيوطي في الجامع الصغير .. والألباني في صحيح الجامع وصحيح الترغيب.

 

3- أما عن موضوع نهي النبي عن كتابة الحديث النبوي .. فهذه مسائل ستجدها في الأسئلة (من السؤال رقم 49 إلى السؤال رقم 70) .. بكل التفاصيل التي يمكن أن تخطر ببالك في مسألة النهي عن كتابة الحديث ..

 

- وبهذا يكون ختام هذه الشبهة .. والحمد لله رب العالمين .

 

*************************

 

..:: س167: هل يعقل أن يتجاهل البخاري وغيره من رواة الأحاديث عن ألف خطبة جمعة ويجمع أحاديث مثل زني القردة ومن لاط بالصبي فلا يتزوج أمه ؟ ::..

 

- قال بعض من لم يتقي الله من منكري الأحاديث النبوية .. أن صحيح البخاري مملوء بالأحاديث التي لا يمكن أن يصدقها مؤمن ولا يقبلها عقل ولا يصدق أنها حديث أصلا .. فكيف يغض البخاري البصر في صحيحه عن آلاف خطب الرسول .. ويجمع أحاديث مثل حديث زنى القرود ببعض .. بل ومثل من لاط بالصبي فلا يتزوج أمه .. تحت باب من أبواب صحيحه وهو باب ما يحل من النساء وما يحرم حيث نص فقال: "فيمن يلعب بالصبي إن أدخله فيه ـ يعني لاط به ـ فلا يتزوجن أمه ..!!

- فكيف نصدق بصحة هذا المسمى بصحيح البخاري .. إن هذا إلا روايات مزورة بكل تأكيد ..!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- ليست المشكلة في فيما اورده صاحب الشبهة .. وإنما المشكلة في خيانه الأمانة العلمية في سرد حقائق الأمور فضلا عن شهادته الزور على الإمام البخاري .. ليه ؟!!

 

- أولا: هو يتكلم عن البخاري وكأنه كان صحابيا جليسا للنبي صلى الله عليه وسلم ليل نهار .. ثم ترك أن يذكر خطبه وأهملها وغض النظر عنها كأنه لا يعلمها .. ثم ذكر بعض الروايات التي لا تستحق أن يذكرها ..!!

- ولا يخفى على ذي عقل .. أنه يريد أن يوهم ويخدع القاريء أن البخاري كان على علم تام بكل ما قاله وفعله النبي صلى الله عليه وسلم .. وهذا كلام في منتهى الكذب على البخاري .. لأن البخاري لو كان يعلم هذه الخطب لكان ذكرها في صحيحه بكل تأكيد .. وإنما هو ذكر وكتب ما بلغه من العلم وثبت لديه أنه صحيح ..

- وبالتالي يتبين لك أخي الحبيب كيف يتم التلاعب بالألفاظ وكيف تكون الخيانة في الأمانة العلمية للوصول إلى تشكيك المؤمن في الأحاديث لينكروها مثلهم .. وحسبهم ما قالوه وافتروه على الإمام البخاري وغيره من تهمة باطلة وشهادة زور عليهم .. وحسبهم ما قالوه في عنقهم يوم القيامة ..!!

 

- ثانيا: الروايات التي أشار إليها .. تكلم عنها بأنها أحاديث .. وسكت ولم يظهر نوع هذا الحديث هل هو حديث نبوي أو صحابي او تابعي أو فقهي .. ولذلك كان يكتب الرواية مبتورة السند أي بدون سند .. لأنه لو أظهرها لافتضح أمره .. بل اكتفى أن يقول لنا جاء في أحاديث البخاري .. حتى يوهم المؤمن أن هذا حديث نبوي كما هي عادتهم في الكذب وخيانة الأمانة العلمية .. لأن المؤمن العادي الذي لا دراسة له بالعلم الديني يفهم بالبداهة أن كلمة حديث يشار إليها بأنها حديث نبوي . ولا يفهم أنه يوجد حديث صحابي وتابعي وفقهي ومغازي وغير ذلك .. وكل هذا يسمى أحاديث عند علماء الحديث بأنه أحاديث أو روايات ..!!

 

- ثالثا: أما عن الحديث الأول الذي أشار إليه صاحب الشبهة :

عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: (رَأَيْتُ فِي الجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ، قَدْ زَنَتْ، فَرَجَمُوهَا، فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ) صحيح البخاري.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- وعمرو بن ميمون لم يرى النبي صلى الله عليه وسلم .. ولكنه أسلم في زمن النبي ..!!

 

- والحديث مجرد قول لتابعي .. وليس حديث نبوي ولا حديث صحابي ..!! وكما قلنا سابقا أن صحيح البخاري يحمل فيه من أقوال النبي والصحابة والتابعين والفقهاء والسير والمغازي .. وليس مجرد أحاديث نبوية فقط التي تمثل تقريبا نصف صحيح البخاري فقط ..!!

 

- وبالنسبة للحديث .. فلا تكليف على الحيوان حتى يقام عليه حد الزنا ..!! وهذا إن دل فإنما يدل على خطأ عمرو بن ميمون وقلة فقهه .. ولعله فهم ذلك من المشهد الذي رآه وكأنه يشير إلى أن الطبيعة تحكمها الشريعة أيضا .. ولكنه غاب عنه أن حد الزنا إنما يكون في عالم الإنس والجن أي جماعة المكلفين فقط ..!!

 

- ويتبقى في نهاية هذه الشبهة أن نقول .. لماذا تكذب هذه النفوس المكذبة للأحاديث النبوية .. وتقول ان هذا حديث في البخاري وتسكت عند هذا الحد فقط .. ولا يقولوا أنه مجرد قول قاله أحد التابعين ولا علاقة له بالحديث النبوي ؟!!

- لأنهم يريدون الفتنة بكل تأكيد .. وإلا فلماذا لم يوضحوا الأمر ..!!

 

- فكون البخاري يسرد قصة حدثت مع أحد الأشخاص .. ما الذي يضرك أنت كمؤمن أن تقبلها أو ترفضها .. إذا كانت ليست عقيدة ولا تشريع ولا حتى لها علاقة بالدين .. إنما هو مجرد قول أشار به تابعي إلى أن الطبيعة تطبق الشريعة وهذا خطأ منه في الإشارة .. !!

 

- رابعا: أما عن الحديث الثاني الذي أشار إليه صاحب الشبهة :

- وَيُرْوَى عَنْ يَحْيَى الكِنْدِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وأَبِي جَعْفَرٍ، فِيمَنْ يَلْعَبُ بِالصَّبِيِّ: "(إِنْ أَدْخَلَهُ فِيهِ فَلاَ يَتَزَوَّجَنَّ أُمَّهُ) وَيَحْيَى هَذَا غَيْرُ مَعْرُوفٍ، وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ " رواه البخاري ..

- قوله (أدخله فيه): أي أي أدخل ذكره بدبر الصبي ولاط به فيحرم عليه أن يتزوج أمه وبه قال أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى.. (نقلا عن مصطفى البغا في تعليقه على أحاديث البخاري).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

1- ولا يخفى على أي مؤمن له علم بسيط في الدين .. أن راوي الحديث لو كتب (يُرْوَى) فهذا معناه أن هذه الرواية ضعيفة لا يحتج بها .. وهذا هو ما أقر به البخاري ويقول به .. ولذلك ذكر الرواية بصيغة التمريض فقال (يُرْوَى) حتى تفهم أن هذه الرواية بها علة تضعفه .. وذكر علتها أن (يحي الكندي) غير معروف عدالته .. وليس له متابعة على كلامه تؤكد صحة هذه المعلومة التي ذكرها عن الفقهاء ..!!

 

2- فصاحب الشبهة الكذاب لم يذكر أمرين :

- الأول: أن هذه رواية في رأي فقهي عن التابعي عامر الشعبي .. وليس حديث نبوي .. أي مجرد رأي في مسألة فقهية ..!!

- الثاني: أن البخاري نفسه قال أن هذه الرواية ضعيفة من خلال ألفاظه التي ذكرها وتعقيبه على هذه الرواية .. !! وكلام البخاري هذا قد حذفه الكذاب صاحب الشبهة .

 

- ملحوظة: ورأي الحنابلة مخالف لقول الجمهور ولا يمكن أن يصح لأن الحرام لا يمنع الحلال ..!! فهذا رأي غير صحيح مخالف لما عليه جمهور فقهاء المسلمين ..

 

3- تبقى أن أذكر لك أخي الحبيب .. أن هناك من عاب على البخاري روايته لهذا الرأي الفقهي في صحيحه مثل أبو حفص بن الملقن رحمه الله (المتوفى 804هـ) .. في كتابه عجالة المحتاج (3/1252) حيث قال: "ذكر البخاري في صحيحه في باب ما يحلُّ من النساء وما يحرم .. مقالةً عجيبة لو نَزهَ كتابهُ عنها لكان أوْلى .. وهي قوله: ويروَى عن يحيى الكندي ...." إلى آخر الرواية التي ذكرها البخاري..

 

- وهذا يجعلنا نفهم من كلام بن الملقن رحمه الله أن العلماء لا يقدسون البخاري ولا يعتقدون فيه المثالية كما يزعم الكذبة من منكر وجاحدي الحديث النبوي والطاعنون على البخاري رحمه الله .

 

#- وخلاصة الكلام على كل ما سبق :

1- رغبة صاحب الشبهة في إظهار البخاري بأنه يعلم كل ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم .. ومع ذلك ارتضى البخاري أن يجحد كلام النبي وذكر ما يهواه فقط .. وسبق وأوضحت لك أخي الحبيب أن هذا كذب وشهادة زور على الإمام البخاري.

 

2- أن ما استدل به صاحب الشبهة إنما هو استدلال بروايات عن ىراء فقهية خاصة بأصحابها .. مثل أي كتاب فقهي يذكر آراء الفقهاء فيه .. ولا علاقة له بالحديث النبوي من قريب أو بعيد ..!!

- ولكنه استغل جهل عموم المسلمين بمفهوم كلمة حديث .. حتى يظنوا أن هذه أحاديث نبوية فيحدث لهم نفور من وراء ذلك ..!!

 

- الله يجازيه بقدر ما كذب وخان في أمانة العلم .. وبقدر ما شهد به زورا على الإمام البخاري .. ونسأل الله له أن يتوب عما شهد به وكذب فيه ويصلح ما فعله ..!!

 

- وبها يكون ختام هذه الشبهة .. والحمد لله رب العالمين.

 

******************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسائل العلمية مصدرها مدونة الروحانيات فى الاسلام - ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات  ..