ج54: رسالة الحق والنور - هل من المنطق السليم إهمال خطب النبي في كل جمعه ويقوم البخاري وغيره بنشر أحاديث عن الحياة والممارسات الجنسية للرسول - تعمد الكذب على الإمام البخاري - التلاعب بالكلمات لجذب الإنتباه إليه - مشاركة الملحدين في شبهاتهم ونشرها بين المؤمنين - عن الحديث (كَانَتْ إِحْدَانَا إِذَا كَانَتْ حَائِضًا، فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبَاشِرَهَا أَمَرَهَا أَنْ تَتَّزِرَ فِي فَوْرِ حَيْضَتِهَا ثُمَّ يُبَاشِرُهَا) - عن الحديث (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ فِي السَّاعَةِ الوَاحِدَةِ، مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَهُنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ) - عن الحديث (تَزَوَّجْتَ يَا جَابِرُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا ؟ قُلْتُ: ثَيِّبًا قَالَ: هَلاَّ جَارِيَةً تُلاَعِبُهَا وَتُلاَعِبُكَ، وتُضَاحِكُهَا وَتُضَاحِكُكَ) - عن الحديث (أنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُقَبِّلُهَا وَهُوَ صَائِمٌ وَيَمُصُّ لِسَانَهَا).

         بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الحق والنور

في موجز علم تدوين الحديث الشريف

وتبرئة البخاري ممن شهد عليه بالزور

(الجزء الرابع والخمسون)

* فهرس:

:: الفصل الثالث والخمسون :: تابع/ شبهات حول صحيح البخاري ::

1- س168: هل من المنطق السليم إهمال خطب النبي في كل جمعه ويقوم البخاري وغيره بنشر أحاديث عن الحياة والممارسات الجنسية للرسول ؟

#- أولا: تعمد الكذب على الإمام البخاري ..

#- ثانيا: التلاعب بالكلمات لجذب الإنتباه إليه ..

#- ثالثا: مشاركة الملحدين في شبهاتهم ونشرها بين المؤمنين ..

#- رابعا: أما عن الحديث (كَانَتْ إِحْدَانَا إِذَا كَانَتْ حَائِضًا، فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبَاشِرَهَا أَمَرَهَا أَنْ تَتَّزِرَ فِي فَوْرِ حَيْضَتِهَا ثُمَّ يُبَاشِرُهَا) .

#- خامسا: أما عن الحديث (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ فِي السَّاعَةِ الوَاحِدَةِ، مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَهُنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ»).

#- سادسا: أما عن الحديث («تَزَوَّجْتَ يَا جَابِرُ»؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: «بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا»؟ قُلْتُ: ثَيِّبًا قَالَ: «هَلاَّ جَارِيَةً تُلاَعِبُهَا وَتُلاَعِبُكَ، وتُضَاحِكُهَا وَتُضَاحِكُكَ»).

#- سابعا: أما عن الحديث (أنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُقَبِّلُهَا وَهُوَ صَائِمٌ وَيَمُصُّ لِسَانَهَا).

#- ثامنا: صاحب الشبهة يتسائل من أين اتي البخاري وغيره بهذه الأحاديث عن فعل وقول النبي صلى الله عليه وسلم ؟!!

#- تاسعا: ختام هذه الشبهة وخلاصة القول فيها .

*************************

:: الفصل الثالث والخمسون ::

:: تابع/ شبهات حول بعض نصوص صحيح البخاري ::

************************

 

..:: س168: هل من المنطق السليم إهمال خطب النبي في كل جمعه ويقوم البخاري وغيره بنشر أحاديث عن الحياة والممارسات الجنسية للرسول ؟ ::..

 

- قال بعض منكري الأحاديث النبوية والطاعنين في صحيح البخاري على وجه الخصوص فيما معناه .. هل من المنطق السليم إهمال خطب النبي في كل جمعه ويقوم البخاري وغيره بنشر أحاديث عن الحياة والممارسات الجنسية للرسول ؟

 

- وإليك نموذجا مما رواه البخاري في صحيحه:

1- عن عائشة : (كانت إحدانا إذا كانت حائضا فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يباشرها، أمرها أن تتزر في فور حيضتها ثم يباشرها) رواه البخاري في صحيحه.

2- عن أنس بن مالك: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار، وهن إحدى عشرة، قال الراوي عن أنس قلت لأنس: أو كان يطيقه؟ قال: "كنا نتحدث أنه أُعطي قوة ثلاثين") رواه البخاري في صحيحه .

3- ولم يقف البخاري عند هذا الحد، بل وصل إلى درجة التفاصيل فعن جابر رضي الله عنه أنه قال: (تزوجت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تزوجت؟ فقلت تزوجت ثيبا، فقال: مالك وللعذارى ولعابها!) رواه البخاري في صحيحه.

4- وكذلك ما رواه ابن خزيمة في صحيحه .. والإمام أحمد في المسند .. وأبو داود والبيهقي تأكيدا للحديث السابق عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كان يقبلها وهو صائم ويمص لسانها) ..!!

 

- فهل يعقل أن يتجاهل البخاري وغيره من رواة الأحاديث عن ألف خطبة جمعة كانت ستوضح الكثير والكثير في فهم الإسلام ويتم جمع الأحاديث المذكورة أعلاه بدلا منها؟

- هل هذا شيء منطقي أو يتوافق حتى مع البديهيات ؟ مجرد سؤال .

 

- ثم كيف عرف البخاري وغيره خصوصيات أحوال النبي في بيته ؟!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- من الجميل أن يصوغ الإنسان استغرابه في صورة سؤال ليفهم ويدرك ما استغلق عليه فهمه .. ولكن ليس من الجميل أن يكون الإنسان يسأل سؤاله في صورة شبهة ثم يتزين في الختام كونه مجرد تساؤل .. خاصة وهو منكر للأحاديث النبوية .. لأن التساؤل إنما يكون لمن يبحث عن معرفة فيما يسأل عنه وليس ليبث شبهة فيما يسأل فيه وهو غير معترف به من أساسه ..!!

 

- وأسلوب صياغة الشبهة وراء مسمى سؤال .. هذا أحد الأساليب التي يتبعها بعض منكرو الأحاديث النبوية في زماننا .. وهو الإختباء وراء الألفاظ وكأنه يستوضح الأمر لغموض التبس عليه في الفهم .. ولكن في الحقيقة من ناحية أخرى هو أصلا جاحد ومنكر للأحاديث النبوية ولا يعترف بها لا في البخاري ولا غيره .. وإلا ما كان اتبع أسلوب التشكيك .. فما فائدة استغرابه وسؤاله حينئذ ..؟!!

 

- ثم هل من بديهيات العقل والمنطق الذي يزعمه صاحب هذه الشبهة .. أن يجعل من الحياة الخاصة للنبي صلى الله عليه وسلم وسيلة كمادة يطرحها للمناقشة تحت مسمى (الحياة والممارسات الجنسية للنبي) ..!! فما أقبح أسلوبك يا هذا ..!! أم أن النفس لها من وراء ذلك أهداف أخرى ..؟!!

 

- وإذا فهمت أخي الحبيب طبيعة هذا الأسلوب حتى لا تنخدع فيه .. فإليك الرد عليه بما لم تنتبه إليه أخي الحبيب في تسعة اجابات تفصيلية ..

#################

#- أولا: تعمد الكذب على الإمام البخاري:

 

- هو يتكلم عن البخاري مثل الذي تكلم في الشبهة السابقة .. فيتحدث عن البخاري وكأنه كان صحابيا جليسا للنبي صلى الله عليه وسلم ليل نهار .. ثم تجاهل كتابة خطب النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه لا يعلمها .. ثم ذكر بعض الروايات التي لا تستحق أن يذكرها ..!!

 

- ولا يخفى على ذي عقل .. أنه يريد أن يوهم ويخدع القاريء أن البخاري كان على علم تام بكل ما قاله وفعله النبي صلى الله عليه وسلم .. وهذا كلام في منتهى الكذب وقلة الضمير في نشر المعلومة .. لأن البخاري أو غير البخاري .. لو كان يعلم هذه الخطب لكان ذكرها في صحيحه بكل تأكيد .. وإنما كل رواة الأحاديث يكتبون ما بلغهم من العلم وثبت لديهم أنه صحيح .. وبالتالي يتبين لك أخي الحبيب كيف يتم التلاعب بالألفاظ وكيف تتم الخيانة في الأمانة العلمية للوصول إلى تشكيك المؤمن في الأحاديث لينكروها مثلهم .. وحسبهم ما قالوه وافتروه على الإمام البخاري وغيره من تهمة باطلة وشهادة زور عليهم .. وحسبهم ما قالوه في عنقهم يوم القيامة ..!!

 

####################

 

#- ثانيا: التلاعب بالكلمات لجذب الإنتباه إليه:

 

1- صاحب الشبهة استخدام جمل وعبارات لجذب انتباه القاريء مثل (الحياة والممارسات الجنسية) .. حتى تتسائل كيف يحدث ذلك .. لا يمكن .. لا بد من وجود خطأ ؟!! ثم يفاجأك بالروايات .. وذلك ليصور لك مدى فداحة ما ينقله الإمام البخاري وغيره من رواة الأحديث من أمور لا تستحق أن تذكر ..!!

 

- ولكننا نتسائل .. أين هي الحياة الجنسية أو الممارسات الجنسية التي يزعمها والتي روج لها البخاري كما قال هذا الكذاب .. وكأنه يروج للفحشاء والمنكر ..!!

 

- فإما أن يكون فعل النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث المشار إليها هو فعل منكر فيكون الحديث محل اتهام .. أو يكون هو إرشاد لفعل فيه توجيه من النبي صلى الله عليه وسلم لفعل الأولى ..

 

- فإذا كانت الأحاديث ليست فيها أفعال منكرة ولا فاحشة .. فيكون وضع مصطلح (الحياة والممارسات الجنسية) في تحقيق روايات الحديث .. فهذا يثير الريبة في صاحب هذه الشبهة بأنه غير متسائل وإنما يرغب في تشويه صورة الإمام البخاري بصفة خاصة .. وتشويه رواة الحديث بصفة عامة ..

 

2- ولو هو متسائل كما يقول .. فإنما التساؤل يكون فيما تؤمن به وتعتقد فيه .. وليس فيما أنت جاحد ومنكر له .. وإذا كان قد حكم على الأحاديث بأن فيها ما هو مخالف للبديهيات العقلية وللمنطق .. فكيف يكون هذا تساؤل حينئذ .. ؟!!

 

- ثم كيف ياتي بشبهات الملحدين ويلقي بظلالها على الأحاديث ؟!! أهذه هي الأمانة العلمية في وجهة نظره ؟!!

 

##################

 

#- ثالثا: مشاركة الملحدين في شبهاتهم ونشرها بين المؤمنين:

 

- لا يخفى على مؤمن بصير .. أن أصحاب هذه الشبهات يشاركون الملحدون فيها .. وهذا يجعلنا نظن فيهم أنهم يتهمون القرآن في المقام الأول وإلا ما كانوا أتوا بشبهات الملحدين ويلقون بظلالها على الأحاديث كما سبق وأظهرنا ذلك كثيرا .. وقد تستغرب وتتسائل كيف ذلك فيما يتعلق بهذه الشبهة ؟!!

 

- اقرأ معي قوله تعالى: (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) البقرة223 .. فهل كان من الضروري أن يذكر القرآن كيفية الجماع بكل الاوضاع المتاحة على كل وضع طالما في فتحة الجماع المشروعة (مبتعداعن فتحة الشرج) ؟!!

 

- فبنفس المنطق الخسيس الذي تكلم به صاحب الشبهة .. يكون رأيه في كلام الله السابق هو أن يقول فيه: كيف يذكر القرآن العظيم المقدس شيئا مثل هذا في الحياة والممارسات الجنسية بين الأزواج .. فهل هذا شيء يليق بقدسية القرآن وهو كان في غنى عن ذلك وليس بالموضوع المهم الذي كان من الممكن أن يذكره القرآن ..!!

 

- ولكن لأن هذه النفوس المحتقرة للاحاديث النبوية والتي تحاربة لا جرأة لها في التعرض للقرآن .. فالتجئوا للطعن في الأحاديث لحقدهم وكراهيتم المستقرة في نفوسهم للنبي صلى الله عليه وسلم واشمئزاز نفوسهم من سماع قول المؤمنين: (قال رسول الله صى الله عليه وسلم أو فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أرشد رسول الله صلى الله عليه وسلم) ..!!

 

- ولذلك قلت لك أخي الحبيب .. أنهم يأتون بشبهات وأفكار الملحدين ويلقون بظلالها على الأحاديث .. لأن الملحدين تكلموا على الآية السابقة وعابوا فيها أنها تتكلم عن الحياة والممارسات الجنسية بكل أوضاعها .. وكيف لكتاب مقدس يتكلم عن الأوضاع الجنسية وما شابه هذا الكلام .. الذي هو نفس كلام صاحب الشبهة عن الأحاديث .. فتأمل وانتبه لهذه النفوس وكن بصيرا ..!!

 

- فإذا علمت أخي الحبيب بما سبق .. فهذا وقت بيان حقيقة ما استدل من أحاديث ليطمئن قلبك أن الأحاديث لا شبهة فيها من قريب ولا بعيد .. وإنما هؤلاء المنكرون للأحاديث النبوية لديهم هواية الخيانة في الأمانة العلمية للمسلمين ..!!  

###############

#- رابعا: أما عن الحديث الأول الذي استدل به :

 

- عن السيدة عائشة قالت: (كَانَتْ إِحْدَانَا إِذَا كَانَتْ حَائِضًا، فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبَاشِرَهَا .. أَمَرَهَا أَنْ تَتَّزِرَ فِي فَوْرِ حَيْضَتِهَا .. ثُمَّ يُبَاشِرُهَا، قَالَتْ: وَأَيُّكُمْ يَمْلِكُ إِرْبَهُ، كَمَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْلِكُ إِرْبَهُ) صحيح البخاري .

 

#- من شرح ألفاظ الحديث:

- قولها (فَوْرِ حَيْضَتِهَا): في بدايتها أو في فوران شدتها .. والمقصد في حال تمكن الحيض منها فعلا .

- قولها (يُبَاشِرُهَا): أي يلامسها بالمداعبة .. بدون أن يدخل فيها ليجامعها .

- قولها (تتزر) وفي لفظ (تأتزر): أي تشد إزارا مثل أن ترتدي مثل ملابس داخلية أو في زماننا مثل شورت تغطي به منطقة الجماع ..

- قولها (يَمْلِكُ إِرْبَهُ): أي يستطيع ان يسيطر على شهوته ويتحكم في عضوه وهو في هذه الحالة .. والمقصود أنه أملكهم لنفسه فيأمن من المباشرة التي تؤدي إلى الوقوع في المحرم.. وهو دخول العضو في مكان نزول الحيض .

 

1- صاحب الشبهة الجاهل .. لم يدرك أن الحديث يتم روايته لبيان حكم شرعي وليس ليشرح فعل جنسي كما نشر هذا الكذاب ..!!

 

2- والحكم هنا هو جواز مداعبة ومباشرة المرأة وهي حائض دون أن يدخل فرجه في محل الحيض .. حيث من الممكن أن تساعده الزوجة على قضاء شهوته بيدها مثلا أو من خلال ملامسة عضوه بين رجليها .. ولكن كل ذلك بعيدا عن فرج أو عضو المرأة . 

 

3- وقد تتسائل أخي الحبيب فتقول .. ولماذا اخبرت السيدة عائشة بذلك ؟

- قلت لك: أن هذا الذي ذكرته السيدة عائشة هو إظهار وبيان وتنفيذ لحكم الله تعالى .. لأن الله يقول لنساء النبي: (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ) الأحزاب34 ..

 

- فَأَخْبَرَ الله تعالى أنه يُتلى فِي بُيُوتِهِنَّ شيئان .. كلام الله والحكمة التي هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

 

- التلاوة .. هي نطق الكلام بما هو معلوم لمن ينطقه .. وليس خاص بالقرآن حتى لا تظن ظن خطأ بأن التلاوة خاصة بالقرآن .. فكيف يتلى الحديث ؟!! لا .. التلاوة معناها قراءة متتالية أو متتابعة ومرتبة لكلام مخصوص .. وإلا كانت تلاوة الشياطين هي قرآن .. وهذا حينئذ تصور جاهل وفاسد وباطل بكل تأكيد ..!!

- ومن الجدير بالذكر هنا كمعلومة تعرفها اخي الحبيب .. أن تلاوة الشياطين ذكرها الله في القرآن حيث قال تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ....) البقرة102.

 

4- مما سبق أين القبح أو المنكر أو المُنفِّر أو الذي تشمئز منه النفوس في حديث السيدة عائشة ؟!!

 

- أم أن صاحب الشبهة لم يدرك أن المنكر في استباحته من خصوصية النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون وسيلة يخوض فيها مع الخائضين أمام الناس على شبكة الإنترنت .. تحت مسمى الحياة الجنسية في الأحاديث ..!!

- فحسبه ما قال من كذب وما فعله من فتنة في عنقه يوم القيامة ..!!

#####################

 

#- خامسا: أما عن الحديث الثاني الذي استدل به :

 

- عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ فِي السَّاعَةِ الوَاحِدَةِ، مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَهُنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ» قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ أَوَكَانَ يُطِيقُهُ؟ قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ «أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلاَثِينَ» وَقَالَ سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، إِنَّ أَنَسًا، حَدَّثَهُمْ «تِسْعُ نِسْوَةٍ») صحيح البخاري.

#- من شرح ألفاظ الحديث:

- قوله (يدور):  أي يدور على بيوت أزواجه فيجامعهن.

- وكان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل هذا الجمع بين النساء وقت قدومه من السفر لإرضاء زوجاته بعد غياب عنهن .. ثم يبدأ بعد ذلك بقسمة الأيام عليهن .. والله أعلم .

- قوله (إحدى عشرة) تسع زوجات وأمتان مارية وريحانة.

- قوله (يطيقه): أي هل كان يستطيع فعل ذلك في فترة واحدة نهارية أو ليلية ؟

 

- ملحوظة هامة جدا حتى لا تفهم خطأ:

- قوله (الساعة الواحدة): ليس المقصود بها الساعة التي هي ستون دقيقة .. وإنما يقصد أنه يتم ذلك في وقت معين .. وذلك خلال فترة النهار أو خلال فترة الليل .. فساعة النهار أو ساعة الليل يقصد بها الفترة النهارية أو الفترة الليلية .. مثلما تقول حدث كذا ساعة الحرب أو ساعة الأزمات فهذا يعني في وقت الحرب أو وقت الأزمات وليس ساعة بمعنى ستون دقيقة ..!! وكذلك مثل قوله تعالى (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ) التوبة117.. وهذه الساعة المقصود منها وقت العسرة وهي فترة الذهاب لغزوة تبوك والتي استمرت خمسين يوما منهم عشرين في تبوك وباقي الأيام ذهابا وعودة ..

 

- أما من يظن أن النبي كان يفعل ذلك في ساعة واحدة بمعنى ستون دقيقة فكيف يعقل ذلك جماع 11 من نساءه في ستون دقيقة في أماكن مختلفة ؟!! فعلى هذا يكون مقدار الاجتماع بكل زوجة خمسة دقائق نصف .. فيها ينزع ملابسه ويجامع ثم يرتدي ملابسه ويذهب للأخرى .. وكل هذا في خمسة دقائق ونصف ..!! أهذا كلام يقول به عقل .. بكل تأكيد لا يمكن ..!!

 

#- أما عن استدلال صاحب الشبهة بهذه الحديث .. فما الذي يعيب هذا الحديث .. فهذا شان خاص وحال خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم .. فما العيب أن يتم معرفة خصوصية جسدية منحها الله للنبي صلى الله عليه وسلم ؟!!

 

- اللهم إلا لو كان صاحب هذه الشبهة عنِّين .. أي لا قدرة له على جماع النساء .. فهذا نفهم منه لماذا هذا الموضوع يحرقه في نفسه حينما قرأه ولماذا يعترض عليه .. فلعل ذلك حرك فيه المواجع وجعله يشعر بالعجز وقلة رجولته .. وعموما ننصحه بالذهاب لطبيب نفسي أو طبيب ذكورة .. !! ولا حول ولا قوة إلا بالله .. ربنا يشفيه .

 

####################

 

#- سادسا: أما عن الحديث الثالث الذي استدل به :

 

- عَنْ جَابِرٍ - رضى الله عنه - قَالَ: (هَلَكَ أَبِى وَتَرَكَ سَبْعَ أَوْ تِسْعَ بَنَاتٍ فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً فَقَالَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «تَزَوَّجْتَ يَا جَابِرُ»؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: «بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا»؟ قُلْتُ: ثَيِّبًا قَالَ: «هَلاَّ جَارِيَةً تُلاَعِبُهَا وَتُلاَعِبُكَ، وتُضَاحِكُهَا وَتُضَاحِكُكَ» قُلْتُ: هَلَكَ أَبِى فَتَرَكَ سَبْعَ أَوْ تِسْعَ بَنَاتٍ فَكَرِهْتُ أَنْ أَجِيئَهُنَّ بِمِثْلِهِنَّ، فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً تَقُومُ عَلَيْهِنَّ قَالَ: «فَبَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكَ») صحيح البخاري.

- وفي رواية بلفظ: (قَالَ: تَزَوَّجْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟ قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبًا. قَالَ: أَفَلاَ جَارِيَةً تُلاَعِبُهَا وَتُلاَعِبُكَ؟ قُلْتُ: إِنَّ لِي أَخَوَاتٍ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ امْرَأَةً تَجْمَعُهُنَّ وَتَمْشُطُهُنَّ وَتَقُومُ عَلَيْهِنّ) صحيح البخاري.

- وفي رواية بلفظ: (فَقُلْتُ: تَزَوَّجْتُ ثَيِّبًا. فَقَالَ: «مَا لَكَ وَلِلْعَذَارَى وَلِعَابِهَا») صحيح البخاري.

 

#- من شرح ألفاظ الحديث:

- قوله (جارية): أي فتاة صغيرة فيها نشاط وحيوية

- قوله (بكرا): أي فتاة لم يسبق لها الزواج .. وتكون أول من تجتمع به .. والإبكار هو لفظ يشير إلى أول الشيء .. فكأن البكر تم وصفها بذلك لأنها تكون أول البخت والنصيب للزوج .. والله أعلم ...

- قوله (ثيبا): أي سبق لها الزواج وفقدت زوجها بموت أو طلاق .. وكلمة (ثيب) معناها الرجوع والعودة .. وكأن كلمة ثيب تقال للتي سبق لها الزواج وهي مؤهلة أن تعود مرة أخرى وترجع في حكم الزواج مرة أخرى .. والله أعلم .

- وقد تزوج عبد الله بن جابر من سهيلة بنت مسعود الأوسية .. وانجبت له ابنه عبد الرحمن .. وهذا يدل على انها كانت صغيرة في العمر .. والله أعلم .

- قوله (للعذارى): أي التي لم يسبق لها زواج .

- قوله (لِعابها): أي ملاعبتها وملاطفتها ..

- قوله (تلاعبها وتلاعبك): أي تلاطفها وتلاطفك بالكلام الطيب والمزاح الحلو.

- قوله (سبع أو تسع): هذا شك من الراوي .. لا يتذكر هل قال جابر سبع أم قال تسع ..!!

- قوله (فَكَرِهْتُ أَنْ أَجِيئَهُنَّ بِمِثْلِهِنَّ): أي ليس لها خبرة في إدارة شئون المنزل وتربية الأبناء .. فلن تنفع أخواتي البنات حينئذ ..!!

- قوله (تقوم عليهن): أي تقوم بتربيتهن ورعايتهن وترشدهن في سلوك حياتهن لأنهن بنات صغيرة ويحتجن لإمرأة ترعاهن .

- قوله (فبارك الله عليك): دعاء له بالبركة وقال (عليك ولم يقل لك) لاستعلاء البركة عليه أي تمكينها منه في كل أحواله وليس في زواجه فقط .. ولعل ذلك لإيثار جابر بن عبد الله لمصلحة أخوته البنات الصغار على حظوظ نفسه ..

 

#- ونعود لصاحب الشبهة في استدلاله بهذه الرواية .. ونتسائل:

1- ما الذي يضايق ويحرق صدر صاحب هذه الشبهة في توجيه النبي صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبد الله .. لما هو أولى لمن هو بمثل عمره ؟!!

- فالنبي صلى الله عليه وسلم أرشد جابر إلى ما فيه الأولى بالنسبة إليه لأن جابر كان شابا .. فاستغرب النبي صلى الله عليه وسلم من فعل جابر .. متسائلا أليس من باب أولى أن كنت تتزوج فتاة صغيرة لم يسبق لها الزواج .. ثم أظهر له النبي صلى الله عليه وسلم حكمة ذلك .. وهو المداعبة والضحك معها .. ولكن ليه النبي صلى الله عليه وسلم ذكر هذه الخاصية في الفتاة البكر مع أن الثيب قد تكون روحها طيبة وضحوكة ولديها رغبة جنسية جامحة ..؟

 

2- إذن يوجد سبب لتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم في الزواج بالبكر بالنسبة للشاب الذي لم يسبق له الزواج .. فما هو ؟

- الذي أظنه هو عدة أسباب:

- الأول: أن المراة البكر يكون لديها شغف وفضول ودلال .. فتكون لها دافع في التجاوب مع الشاب لأنها تشاركه شبابه حيث لا أطفال ولا انشغال بأحوال التربية فتكون مهتمه بنفسها ودلالها حينئذ أي مهتمة بأنوثتها .. وكان جابر بن عبد الله شابا آنذاك .. ولكن المرأة الثيب فقدت الشغف والفضول كما هو حال غالب النساء ويكون اهتمامها هو التربية والإهتمام بأمور المنزل .. وياتي الزوج بعد ذلك .

   

- الثاني: أن المرأة الثيب التي سبق لها الزواج .. قد تكون متعلقة القلب بالزوج الأول .. فلا تكون محبتها كاملة للزوج الثاني .

 

- الثالث: أن البكر ستكون أطوع في التوجيه على طباع الزوج بصورة أسرع لأنها تحاول أن ترضيه لتجذبه إليها .. بخلاف الثيب التي كانت لها توجيه مسبق على طباع أخرى مع الزوج السابق .. وستحتاج وقت لتتأقلم على الطباع الجديدة التي ستواجهها .

 

- الرابع: قد تكون الثيب لديها تجربة سيئة في زواجها الأول .. مما ينعكس عليها في زواجها الثاني ويؤثر على نفسية الزوج بالتبعية .

 

- وما سبق هو ما تبين لي عن حكمة أختيار البكر عن الثيب بالنسبة للشاب الذي لم يسبق له الزواج .. والله أعلم .

 

- علما بأن جابر بن عبد الله حينئذ كان في منتصف العشرينيات من عمره تقريبا (24) سنة .. لأنه كان عمره قبل الهجرة 16 عام وتزوج قبل فتح مكه سنة 8 هجرية .. والله أعلم .

 

3- يبقى مما سبق يتبين لك أخي الحبيب .. أن الإستدلال بهذه الروايات التي ذكرها البخاري لا يوجد فيها ما يعيب حتى يعترض عليها معترض أو ينكرها منكر .. إلا لو كان يحمل في نفسه شيئا لا نعرفه ويخبئه ولا يظهره بخلاف جحوده وإنكاره للأحاديث الصحيحة عموما ..!!

 

#- وختام الكلام على هذا الحديث نذكر فيه شيئين:

- الأول: قال القسطلاني في شرحه على صحيح البخاري: (قال "بن حجر" في الفتح: وفي رواية المستملي (ولعابها) بضم اللام والمراد به الريق وفيه إشارة إلى مصّ لسانها ورشف شفتها وذلك يقع عند الملاعبة والتقبيل وليس ببعيد كما قاله القرطبي) (راجع ارشاد الساري ج8 ص14).

 

- وهذا الذي ذكره الإمام بن حجر فيه نظر .. لأن عموم الروايات جاء صريحة بالملاعبة التي هي الملاطفة بكل أشكالها وهو لفظ أوسع من لفظ (لُعابها) الذي بضم اللام ويشير لخصوصية ملاطفة معينه وهذه الملاطفة تحدث مع البكر والثيب .. فما وجه ذكرها هنا بالخصوصية حينئذ ..؟!! والله أعلم .

 

- الثاني: جاء في بعض كتب أهل العلم .. "أن مهر البكر يزيد على مهر الثيب لبكارتها" ..!! وهذا كلام غير صحيح وأراه مؤذي نفسيا للمرأة الثيب حينما تقرأه .. !!

- وإنما البكر لها امتياز فقط ذكرناه في الأسباب السابقة وهي أسباب واقعية وفعلية ومعلومة .. وإلا فكثير من الثيبات مهورهن تعلو الأبكار بأضعاف مضاعفة وذلك لخصوصية فيهن كمكانة اجتماعية أو علمية أو مادية أو جمالية .. وإذا كان المهر فرض على الزوج .. إلا أنه بلا تحديد لقيمته .. لذلك المهر نوع من الرزق للمرأة .. فلا علاقة بكون المرأة بكر أو ثيب في تقدير المهر إلا كعرف عند بعض فئات من الناس .. ولكن لا علاقة للشريعة بهذا الكلام وإلا كان فرضا أن تكون البكر أعلى شأنا من الثيب وهذا لا وجود له في الشريعة ..!!

 

###################

 

#- سابعا: أما عن الحديث الرابع الذي استدل به :

 

- أما عن حديث السيدة عائشة الخاص بمص اللسان .. فطبيعي طالما هذا الباحث صاحب الشبهة قد بحث .. فهو يعلم يقينا أن هذا الحديث بهذا الوصف اللفظي هو ضعيف .. فلماذا سرده في أدلته ليحتج به إلا لو كان في نفسه شيء من وراء ذلك ..!! وإليك اخي الحبيب تخريج هذه الرواية من طريقين ..

 

1- في رواية: (عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَبَّلَ بَعْضَ نِسَائِهِ مَصَّ لِسَانَهَا) رواه بن عدي في الكامل.. وقال بن القيسراني في ذخيرة الحفاظ: منكر جدا .. (قلت خالد صاحب الرسالة): وفي سنده "مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ وَرَّاقُ عَبْدَانَ" وهو مجهول الحال ، و"الْقَاسِمُ بْنُ مُطَيِّبٍ" هو ضعيف الحديث وقال عنه الهيثمي: أنه متروك .

                    

2- وفي رواية: (أنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُقَبِّلُهَا وَهُوَ صَائِمٌ وَيَمُصُّ لِسَانَهَا) رواه أبو داود وأحمد وغيرهما .. وفي سنده من هو ضعيف "سعد بن أوس ، ويحيى بن مصدع" ، وفي سنده "محمد بن دينار" لا يحتج به وإنما يصلح في المتابعات والشواهد .. وحكى ابن الأعرابي عن أبي داود أنه قال : هذا الحديث ليس بصحيح ..!!

 

- ولكن صاحب الشبهة من الظاهر أنه جنح في مقالته وخصصها للتكلم عما يحدث في بيت النبي ليعيب في الروايات من خلال النظرة للموضوع على أنه شيء مستقبح قوله أو فعله .. دون أن يفهم هذا الجاهل أن هذه مسائل شرعية يترتب عليها أحكام ..!! فلو صح الحديث بمص اللسان في الصيام لكن هذا باطلا لأن فيه ينتقل ماء اللسان للآخر وبالتالي يبطل الصيام .. فكيف يصح ..!!

 

- وبالرغم من بطلان هذا اللفظ (مص اللسان) في الروايات التي ذكرته .. إلا أن صاحب الشبهة لو كان هذا هو ما يعيب عليه الروايات أو يعيب عليها ذكر التقبيل .. فأحسبه بالتبعية سيعيب على الله كلامه في القرآن .. لأنه يقول: (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) البقرة223 ..!! فالكلام هنا على طرق الجماع المختلفة وليس على التقبيل فقط ..!!

 

- ثم لماذا صاحب هذه الشبهة يدفعنا لنعتقد فيه أن هذه الاحاديث لمست في ذكوريته شيئا أوجعه ..؟!! وكأن هذه الأحاديث حركت فيه المواجع ؟!! عموما الله يشفي كل مريض .. آمين.

 

#####################

 

#- ثامنا: صاحب الشبهة يتسائل من أين اتي البخاري وغيره بهذه الأحاديث عن فعل وقول النبي صلى الله عليه وسلم ؟!!

 

- ونقول له .. أهذا غباء منك أم استغباء تظهر به ؟!! لأن رواة الحديث قد ذكروا من الذي قال هذه الروايات ونقلوها عنه ؟!!

- فالسيدة عائشة .. هي زوج النبي صلى الله عليه وسلم ..!!

- وأنس بن مالك .. كان خادماً أميناً .. فقد خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وبقي مُلازماً له صلى الله عليه وسلم في سفره وحضره .. وِسلمهِ وحَربه .. واطَّلع على بعضِ خُصوصيّات النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام .. ولم يظهر منها إلا بالقدر المسموح به فقط ..!!

 

- فإذا لم يكن خادمه وزوجته يعرفون أخص أحواله .. فمن الذي سيعرفها ؟!!

 

##################

 

#- تاسعا: ختام هذه الشبهة وخلاصة القول فيها :

 

1- أخي الحبيب .. لا تغتر بمن يحدثك بأسلوب العقل والمنطق في الأحاديث .. وهو في الحقيقة جاحد ومنكر لها ..!! فماذا تتوقع منه إلا أنه يفتنك في دينك ويشكك فيه ؟!!

- فإنما التساؤل يكون فيما يؤمن به ويعتقد فيه الشخص .. وليس فيما هو جاحد ومنكر له .. بل وكيف يحكم في التساؤل بأنه مخالف للعقل والبديهيات والمنطق .. وكيف يكون هذا تساؤل منه حينئذ .. ؟!!

 

2- استخدام هؤلاء المشككون لبعض العبارات القوية المعنى .. ليؤثر فيك مثل صاحب هذه الشبهة حينما استخدم جملة (الحالة الجنسية في الأحاديث) (الممارسات الجنسية في الأحاديث) .. ليصور لك مدى فداحة ما ينقله البخاري وغيره من علماء الحديث ..!! فأراد بها جذب انتباهك إليه حتى تتسائل وتقول كيف ذلك ؟ لا يمكن أن يتم ذكر مثل هذه الأمور ...؟!! لا يمكن أن نتصور ذلك ؟ ثم يفاجئك ببعض الروايات التي تخدم أهواءه النفسية وأفكاره الشاذة التي تدل على انحراف واضح عن الحق في نفسيته ..

- ولو لم يكن خادما لأهواءه النفسية المنحرفة وما يمليه عليه شيطانه .. فلماذا كذب في بعض كلامه .. ولماذا أتى بشبهات الملحدين في بعض كلامه .. ولماذا خان في الأمانة العلمية في تحقيق العلم ولم يذكر الحقائق فيه واكتفى بما فيه من جذب انتباه الآخر بالتشكيك والتنفير من الأحاديث كأنها وباء ..؟!!

 

- وبهذا يكون ختام الرد على هذه الشبهة .. والحمد لله رب العالمين.

***************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسائل العلمية مصدرها مدونة الروحانيات فى الاسلام - ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات  ..