بحث في المدونة من خلال جوجل

الثلاثاء، 23 نوفمبر 2021

Textual description of firstImageUrl

ج55: رسالة الحق والنور - كيف لمؤمن عاقل يصدق أحاديث صحيح البخاري وهو فيه من الخرافات ما فيه مثل خرافة الشيطان سارق أبو هريرة - هل أبو هريرة تهاون لما ترك السارق وتنازل عن حق من حقوق الله - هل أبو هريرة ترك الشيطان من أجل إخباره بخاصية آية الكرسي وتأثيرها على الشياطين - هل الحديث يحمل إشكاليات بأن الشيطان يعلم المسلمين دينهم - هل رواية سرقة الشيطان لزكاة رمضان مخالفة ومعارضة مع النص القرآني - هل تجسيد الجن يفتح باب لكل شخص أن يقول الشياطين سرقوني - ويفتح باب بأنه يمكن لهم التشكل باشكال العلماء وتضليل الناس - هل في سند الحديث الخاص بقصة أبو هريرة مع الشيطان السارق ما يعيب السند - هل صحيح البخاري مقدسا عند العلماء - هل حديث سارق أبا هريرة فيه مخالفة لقوله تعالى في دعوة سليمان: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي)>

           بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الحق والنور

في موجز علم تدوين الحديث الشريف

وتبرئة البخاري ممن شهد عليه بالزور

(الجزء الخامس والخمسون)

* فهرس:

:: الفصل الرابع والخمسون :: تابع/ شبهات حول صحيح البخاري ::

1- س169: كيف لمؤمن عاقل يصدق أحاديث صحيح البخاري وهو فيه من الخرافات ما فيه مثل خرافة الشيطان سارق أبو هريرة ؟

#- أولا: الإعتراض على جملة (زكاة رمضان) ..

#- ثانيا: هل أبو هريرة تهاون لما ترك السارق وتنازل عن حق من حقوق الله ؟

#- ثالثا: هل أبو هريرة ترك الشيطان من أجل إخباره بخاصية آية الكرسي وتأثيرها على الشياطين ؟

#- رابعا: هل الحديث يحمل إشكاليات بأن الشيطان يعلم المسلمين دينهم ؟!!

#- خامسا: هل رواية سرقة الشيطان لزكاة رمضان مخالفة ومعارضة مع النص القرآني ؟

#- سادسا: هل تجسيد الجن يفتح باب لكل شخص أن يقول الشياطين سرقوني ؟ ويفتح باب بأنه يمكن لهم التشكل باشكال العلماء وتضليل الناس ؟ 

#- سابعا: هل في سند الحديث الخاص بقصة أبو هريرة مع الشيطان السارق ما يعيب السند ؟

#- ثامنا: هل صحيح البخاري مقدسا عند العلماء ؟

#- تاسعا: هل حديث سارق أبا هريرة فيه مخالفة لقوله تعالى في دعوة سليمان: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي) ؟

*************************

:: الفصل الرابع والخمسون ::

:: تابع/ شبهات حول بعض نصوص صحيح البخاري ::

************************

 ..:: س169: كيف لمؤمن عاقل يصدق أحاديث صحيح البخاري وهو فيه من الخرافات ما فيه مثل خرافة الشيطان سارق أبو هريرة ؟ ::..
 
- قال بعض الطاعنين في صحيح البخاري .. أن صحيح البخاري يحمل من الخرافات والأساطير ما يحمل فيه .. ويكفى إظهار خرافة وأسطورة الشيطان السارق الذي ظهر لأبو هريرة .. وهذه هي الرواية التي ذكرها البخاري:
 
- جاء في رواية البخاري: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ، وَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِنِّي مُحْتَاجٌ، وَعَلَيَّ عِيَالٌ وَلِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، قَالَ: فَخَلَّيْتُ عَنْهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ البَارِحَةَ»، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً، وَعِيَالًا، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ، وَسَيَعُودُ»، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَعُودُ، لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ سَيَعُودُ، فَرَصَدْتُهُ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ، لاَ أَعُودُ، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً، وَعِيَالًا، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ»، فَرَصَدْتُهُ الثَّالِثَةَ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، وَهَذَا آخِرُ ثَلاَثِ مَرَّاتٍ، أَنَّكَ تَزْعُمُ لاَ تَعُودُ، ثُمَّ تَعُودُ قَالَ: دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا، قُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ: {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ} [البقرة: 255]، حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ، فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ البَارِحَةَ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهَا، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: «مَا هِيَ»، قُلْتُ: قَالَ لِي: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ: {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ} [البقرة: 255]، وَقَالَ لِي: لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ - وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الخَيْرِ - فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلاَثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ»، قَالَ: لاَ، قَالَ: «ذَاكَ شَيْطَانٌ») رواه البخاري في صحيحه.
 
#- وبالنظر للحديث السابق نجد فيه الآتي بما معناه:
1- وجود مصطلح (زكاة رمضان) .. ولا يوجد شيء في الدين له مسمى زكاة رمضان ..!! ولو كانت بمعنى صدقة فكيف يمنع أبو هريرة مسكين من الصدقة ؟!!
- وقال بما نصه: "وقد زعم شارحو البخارى أن المقصود إنما هى صدقة رمضان وهذا زعم باطل لا يصح فلو كانت صدقة ما جاز لصحابى أن يسميها زكاة .. كما أنه لو كانت صدقة من طعام لكانت واجبة العطاء للرجل الفقير والمحتاج الذى جاء يأخذ منها .. فلماذا يمنع «أبوهريرة» المحتاج منها وهى واجبة فى حقه ليقتات هو وأهله منها فى رمضان".
 
2- وإذا كانت سرقة .. فكيف تهاون الصحابي في ترك سارق يجب عليه الحد في هذه السرقة ..!!
 
3- إن تخلية سبيل الرجل السارق فى المرة الثالثة كانت مقابل أن يعلمه كلمات ينفعه بها الله ..!! فهل ينتظر الصحابى أن يتعلم من سارق ما هى فضائل آيات القرآن والرسول الكريم بين ظهرانيهم يعلمهم ويوجههم ..!!
- ما هى علاقة إخبار الرجل السارق للصحابى بكلمات ينفعه بها الله وأن يتركه الصحابى ويخلى سبيله ويتنازل عن حق الله وهو سارق مُصرُّ على السرقة للمرة الثالثة .. فهل هذا تشريع لتخلية سبيل السارقين المُصرِّين على السرقة مقابل بضع كلمات ؟!!
 
4-  وهذا الحديث يدخلنا فى إشكاليات لا حصر لها ..
- أولها أن الرسول أقر السارق على قول قاله فى الدين لم يعلمه رسول الله فلو كان يعلمه لكان أولى بقوله من السارق -أو من الشيطان.
- وثانيها أن الشيطان هو الذى يعلم المسلمين القرآن وفضائله، بل يقره النبى على ذلك.
- وثالثهما أن الشيطان يحفظ القرآن جيدا، ويعرف بدايات الآيات ونهايتها بدقة وغير هذا من الخرافات التى لا يقبلها عقل ولا شرع.
 
5- ثم يقول صاحب هذه الشبهة .. أن هذه الخرافة معارضة لنص صريح في كلام الله وهو قوله تعالى: (يَا بَنِى آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) الأعراف 27.
- فكيف نقبل حديثا أخرجه البخارى .. وهو يخالف نصا بالغ الصراحة والوضوح فى قطعية واستحالة رؤية الإنس للشيطان ونسله.
- فإن الحديث باطل مناقض ومخالف لصريح النص القرآنى.
 
6- أما من الناحية التطبيقية فإن هذه الخرافة التى أخرجها البخارى ونافح عنها الشارحون أن الشياطين تتصور بصورة البشر وأنها تستطيع السرقة .. فذلك وبخلاف كونه فاحش الكذب على الله ورسوله إلا أن تخيل حدوثه إنما يؤدى لمفسدة فى المجتمع لا آخر لها .. ولسرق من سرق وأحال سرقاته على الشياطين ..
 
7- أما عن سند الحديث .. فالحديث معلق وكما هو معلوم أن المعلق في البخاري هو ضعيف .. كما أن رواة الحديث فيهم من هو ضعيف وهو (عثمان بن الهيثم) .. وهذا يكفي لإسقاط الحديث كليا .
 
8- وأخيرا: فإن فالخرافة التى أصبح يعانى منها الوعى المسلم هى خرافة مركبة .. فالخرافة الأولى أن نترك معنى كهذا ينتشر فى العقل المسلم أن الشيطان يتمثل بالبشر وللبشر .. أما الخرافة الثانية أن لا نصدق أن ذلك خرافة وكذب على دين الله كما هو حال الكثير من المسلمين الآن .. حيث أصبح التصديق على كل ما أخرجه البخارى ولو كان كما بينا ضعيفا سندا ومتنا ومخالفا لصريح القرآن هو دين فى حد ذاته .. حتى إنى لأخشى أن نرى يوما مقدسى البخارى ومنزيهينه عن الخطأ يقولون بعد قراءة حديث من كتابه «صدق البخارى العظيم».
 
9- ثم وجدت في مقال آخر لبعض الناس من منكري الأحاديث .. يحكي أن تحكم أبو هريرة في كونه قبض على الجن ونكلم معه فيه مخالفة لقوله تعالى حينما قال سليمان: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي) ص35.. !!
- وبهذا النص القرآني يبطل الحديث .. لأن الله استجاب لسليمان ..!!
 
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
- الذي يظهر لي من صاحب هذه الشبهة أنه ليس منكر احاديث النبوية بصفة عامة وإنما هو يهاجم البخاري بصفة خاصة .. لأنه يرى أنه محاط بهالة من التقديس والتعظيم في أنه لا يمكن أن يكون به حديث ضعيف ..!!
- اللهم إلا إن كان فعلا من المنكرين بصفة عامة للأحاديث ولم يظهر ذلك بوضوح .. وإن كان لا يظهر ذلك في كلامه .
- وسواء كان هذا أو ذاك .. فلنتكلم فيما تكلم فيه ونناقشه ونظهر في كلامه ما يحمله من أخطاء ومغالطات فضلا عن كذب صريح أثبته على نفسه .. وإليك بيان ذلك:
 
#########################
 
#- أولا: الإعتراض على جملة (زكاة رمضان) ..

- قال صاحب الشبهة:

- (وقد زعم شارحو البخارى أن المقصود إنما هى صدقة رمضان وهذا زعم باطل لا يصح فلو كانت صدقة ما جاز لصحابى أن يسميها زكاة .. كما أنه لو كانت صدقة من طعام لكانت واجبة العطاء للرجل الفقير والمحتاج الذى جاء يأخذ منها .. فلماذا يمنع «أبوهريرة» المحتاج منها وهى واجبة فى حقه ليقتات هو وأهله منها فى رمضان").
 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
- وهذا الذي قاله .. كلام غير صحيح وفيه افتراء بالكذب على شارحي صحيح البخاري .. فضلا عن مغالطة في جزئية إعطاء الصدقة للفقير ..!!
 
- فأما كذبه الأول .. فهو يظهر على شراح الأحاديث .. ليه ؟
1- لأن كثيرا من شراح صحيح البخاري .. قالوا بأن المقصود بذلك هو زكاة الفطر وكانت تقدم قبل انتهاء رمضان .. وهذا فيه من الفقه جواز إخراج زكاة الفطر قبل خروج رمضان في العشر الأواخر منه حتى لا يضيق الوقت في إخراجها ما بين انتهاء رمضان وصلاة العيد .. بل يتم جمعها وتوزيعها في الوقت المحدد لها .. وهذا ما كان حدث مع أبو هريرة حيث كان موكلا بجمع هذه الزكاة .. ولم يكن موكلا بالتصرف فيها ..
 
2- والبعض الآخر من شارحي البخاري .. قالوا أن المقصد منها مجرد الصدقة .. التي يتم إخراجها للفقراء لبركة وخيرية هذا الشهر على وجه الخصوص .. وعلى هذا التفسير يكون قوله (زكاة رمضان) يقصد بها ما يتزكى به المرء في رمضان بوسيلة يتقرب إلى الله ..
 
#- ويتبين لك أخي الحبيب .. أن جملة (زكاة رمضان) لا مشكلة فيها سواء في الشرح الأول أو الثاني .. وإنما المشكلة في عقل صاحب الشبهة الذي زين له شيطان نفسه بوجود غرابه في ذلك لأنه لم يسمع عن شيء في الشريعة اسمه (زكاة رمضان) ..!! وهذا إن دل فإنما يدل على أنه لم يكتب من عقله وليس عن تحقيق علم .. وهذه خيانة في الأمانة العلمية كما لا يخفى على مؤمن ..!!
 
3- أما عن كذبته الأخرى في شبهته الأولى .. وهي ما معناه أنه لو كان المقصد بها الصدقة فلماذا منع منها الفقير المحتاج ..!!
- وهذا قول أراد به أن يصيبك بوهم الإحتياج وأن الصدقة حق له .. وقد تجاهل أمرين :
- الأول: أنه لص سارق ولم يأتي بطرق الأبواب حتى يتم اعطاء الصدقة له .. فكيف يكون من حقه ما سعى لأخده ؟!!
 
- الثاني: أن أبا هريرة لم يكن مكلف بتوزيع الصدقة او الزكاة .. حتى يعطيه أبو هريرة منها .. بل كان مكلف فقط بالإحتفاظ بهذه الصدقة أو الزكاة .. أما توزيعها فلم يكن موكلا بذلك كما يظهر من لفظ الحديث .. لأنه قال (وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ) .. فهذه وكالة حفظ وليست وكالة توزيع .. يعني مثل بضاعة مخزنة في بيته على سبيل الأمانة .. وأيضا لا يمنع أن يكون أعطاه حق التصرف في جزء منها ولكن هذا لم يظهر من لفظ الحديث ..!!
 
#- ومن هذا يتبين لك كذبته الأخرى التي كذب بها على القاريء .. لأنه أوهم القاريء أن الصدقة من حق الفقير ولماذا يمنعها عنه .. في حين تغافل عمدا عن ان هذا كائن سارق ومعتدي على منزلة وليس طالب صدقة كما زعم صاحب هذه الشبهة ..!! 
 
- وسبب إظهاري الكذب في كلامه .. لأنه جعل من مقالته في هذا الجزء تكرار لكلمة الكذب واصفا بها العلماء .. وكأن العلماء يكذبون من أجل عيون البخاري وارتضوا بأحاديث باطلة ..!!
 
- أهذا كلام يقبله قلب مؤمن أو عقل أي عاقل .. أن تجتمع عزائم العلماء على تعمد الكذب من أجل التعصب لصحيح الخاري على مدار أكثر من ألف سنة .. فتواطئت أنفسهم على الكذب .. ولم يأتي فيهم صادق واحد ..!!
- يا له من تضليل اتبعه صاحب هذه الشبهة ..!!
 
#################

 
#- ثانيا: هل أبو هريرة تهاون لما ترك السارق وتنازل عن حق من حقوق الله ؟
 
- من الأمور التي أراد صاحب الشبهة أن يظهرها لنا .. هو أن أبا هريرة بمفهوم هذا الحديث يكون قد تهاون في حد من حدود الله .. لأنه ترك سارق قد أخذ سرقته ..
 
- ثم أخذ صاحب الشبهة ينكر على الإمام بن حجر قوله في فوائد الحديث من أنه لا يقام الحد في حال المجاعة .. ثم علق على ذلك بما معناه: وهل حدثت مجاعة في المدينة حتى يبيح له السرقة ..؟!! لا لم يحدث فأي مجاعة هذه التي يتحدث عنها بن حجر ..!!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
 
#- وهذا الذي قاله صاحب الشبهة هو كذاب فيه .. ليه ؟
1- لأن منطوق الحديث يخبرنا أن أبا هريرة قال: (فَأَتَانى آتٍ فَجَعَلَ يحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ وَقُلْتُ وَاللهِ لأَرْفَعَنَّكَ إِلى رَسُولِ اللهِ).
- فقوله (فأخذته) .. دليل واضح على أن أبا هريرة قبض على السارق واسترد من السارق ما قام بسرقته .. أي أن أبا هريرة مسكه متلبسا بسرقته وأخذ منه ما سرقه .. وبالتالي له الحق في المسامحة والترك .. وله الحق في رفعه للنبي صلى الله عليه وسلم .. لأن النبي صلى اله عليه وسلم قال: (تَعافُوا الحُدُودَ فِيما بَينَكمْ ، فمَا بَلغَنِى من حَدٍ فقدْ وجَبَ) صحيح أبي داود .. فأبو هريرة عفا عنه اتباعا لنصيحة النبي صلى الله عليه وسلم .. خاصة وأن أصل الحرز (الطعام) استرده أبا هريرة ممن سرقه .. فلا داعي للعقوبة حينئذ والعفو أولى .. !!

- ومما سبق يتبين لك أن أبا هريرة اتبع إرشاد النبي في العفو وهو الأولى (تَعافُوا الحُدُودَ فِيما بَينَكمْ) .. ولذلك لم يرفعه للنبي صلى الله عليه وسلم حتى لا يقام عليه الحد ..

- ويظهر لك أخي الحبيب مما سبق عمق جهل صاحب الشبهة وكيف يلقي بالتهم كذبا وجهلا .. حتى أنه ظن من خيبته وجهله أن أبا هريرة بمقتضى هذه الرواية يكون قد تهاون في حد من حدود الله ..!!

 
2- من ناحية أخرى .. لا يقام حد السرقة على الجائع الذي لا يجد طعاما يأكله .. لأن وصف السارق الذي ينطبق عليه الحد هو ما يقوم به اللص من سرقة المتاع ليتمتع به وهو في مقدرته أن يتكسب من عمل يده .. ولا يكلف سارق نفسه بالسرقة من أجل طعام إلا لو فقد الحيلة في تحقيق ذلك .. ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أطعموا الجائع) كما في صحيح البخاري.
- وقال الإمام بن تيمية رحمه الله (المتوفى: 728هـ): المضطر إلى طعام الغير إن كان فقيرا فلا يلزمه عوض إذ إطعام الجائع وكسوة العاري فرض كفاية .. ويصيران فرض عين على المعين إذا لم يقم به غيره. (راجع الفتاوى الكبرى ج5 ص548).
 
- وحكم الجائع هنا هو حكم المضطر .. ولا إثم عليه .. لأنه إذا لم يأكل هلك .. ولكن بشرط أن يكون فاقد تماما ما يشتري به ما يأكل أو يشرب به .. وحكم الجائع المضطر هذا متفق عليه عند جمهور العلماء ..!!
 
3- حد السرقة يقام بوجود شاهدي عدل ويصفا الحرز وكميته المسروقة .. أو أن يعترف السارق .. وأبو هريرة كان وحده ولم يكن هناك غيره حافظا للمكان لأنه منزله .. فلو أنكر السارق وقال أنه دخل ليسرق ما هو حقا له أو أمانه أو وديعة عند أبا هريرة .. وهو ما يسمى بالخصومة في السرقة .. لكان في ذلك شبهة على أبا هريرة .. !!
 
4- أن السارق في واقعة أبا هريرة لم يسرق بالقدر الذي يقام الحد عليه .. وحد السرقة هو ربع دينار ذهب .. وهو ما يعادل جرام وربع الربع من الذهب من عيار 24 .. حيث يعادل الآن الجرام في زماننا 932 جنيه مصري وربع الربع يساوي 58 جنيه وبعض الكسور .. أي 990 جنيه وبعض الكسور أي ما يقارب ألف جنيه مصري .. فإذا لم يبلغ المسروق حد النصاب وهو ما يقارب الألف جنية .. فلا يقام عليه الحد ..
- وبالرجوع إلى الحديث .. نجد أن الحثو من قوله (فَجَعَلَ يحْثُو مِنَ الطَّعَامِ) هو ما يتم جمعه وأخذه بكف اليد .. والذي يظهر من الحديث في قوله (فَجَعَلَ يحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ) هو أنه لا يمكن تقديره بأنه بلغ النصاب أم لم يبلغ بمجرد النظر بل لابد من ميزان لذلك وتقدير قيمته .. فكيف يقام عليه الحد فيما لا معرفة بقيمة نصابه ..؟!!
 
5- أما عن تعليقه صاحب الشبهة على كلام الإمام بن حجر في كلمة (مجاعة) .. وظن هذا الجاهل أن بن حجر يتكلم عن مجاعة أحاطت بالمدينة .. وهذا كلام كذب ينطق به إنسان جاهل .. لأن كلمة مجاعة في كلام بن حجر يقصد بها من نزلت به مجاعة حتى ولو في نفسه .. وليس بالضرورة أن تكون مجاعة مدينة أو قرية أو وطن ..!!  
- قال الإمام ابن قدامة رحمه الله (المتوفى: 620هـ): قال أحمد: لا قطع في المجاعة يعني أن المحتاج إذا سرق ما يأكله فلا قطع عليه لأنه كالمضطر. وهذا محمول على من لا يجد ما يشتريه أو لا يجد ما يشتري به.. (راجع المغني ج9 ص137).
 
#- ويتبين لك أخي الحبيب مقدار الكذب الذي ذهب إليه صاحب الشبهة .. حيث أراد من القاريء لمقالته أن يفهم أن فعل أبا هريره بالعفو عنه فيه مخالفة للشريعة .. وقد تبين لك بوضوح أن أبا هريرة اتبع كلام النبي صلى الله عليه وسلم .. وهو الحديث الذي قد يكون جاحدا له صاحب الشبهة أو جاهلا به ..!!
- فضلا عن الأسباب الأخرى التي ذكرتها لك وكانت تمنع أبا هريرة من اتخاذ هذا الإجراء ..!!
 
#######################
 
#- ثالثا: هل أبو هريرة ترك الشيطان من أجل إخباره بخاصية آية الكرسي وتأثيرها على الشياطين ؟
 
- قال الكاذب صاحب الشبهة :
- إن تخلية سبيل الرجل السارق فى المرة الثالثة كانت مقابل أن يعلمه كلمات ينفعه بها الله ..!! فهل ينتظر الصحابى أن يتعلم من سارق ما هى فضائل آيات القرآن والرسول الكريم بين ظهرانيهم يعلمهم ويوجههم ..!!
- ما هى علاقة إخبار الرجل السارق للصحابى بكلمات ينفعه بها الله وأن يتركه الصحابى ويخلى سبيله ويتنازل عن حق الله وهو سارق مُصرُّ على السرقة للمرة الثالثة .. فهل هذا تشريع لتخلية سبيل السارقين المُصرِّين على السرقة مقابل بضع كلمات ؟!!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
- يريد صاحب الشبهة .. أن يظهر لنا أن الرواية تقول أن الشيطان ساوم أبو هريرة وضحك عليه .. وبالتالي ترك حق الله بهذه المساومة !! ولا يخفى كذب هذا القول .. ليه ؟
1- لأن أبا هريرة تركه عفوا في المرة الأولى والثانية بدون شيء .. فكيف يقال أنه تركه المرة الثالثة لمعرفته بعض كلمات .. وكأنه ساومه ؟!! فهذا كذب صريح لم تقل به الرواية ..!!
 
2- أبو هريرة لم يترك حق الله .. لأن حق الله في هذه الحالة أحد أمرين .. إما العفو وإما أخذه للقاضي ليحكم فيه بإقامة الحد .. وهو أخذ بالعفو .. وهذا حق الله الذي ارتضاه .. وكلا الحقين قال بهما النبي صلى الله عليه وسلم .. حيث قال: (تَعافُوا الحُدُودَ فِيما بَينَكمْ ، فمَا بَلغَنِى من حَدٍ فقدْ وجَبَ) صحيح أبي داود ..
 
- ومن هنا يظهر لك مدى كذب صاحب الشبهة حينما قال: (فهل هذا تشريع لتخلية سبيل السارقين المُصرِّين على السرقة مقابل بضع كلمات) ؟!!
 
- لأنه هذا ليس تشريع وإنما عفو للمرة الثالثة كما كان المرة الأولى والثانية ..
 
3- لو كان فعل أبو هريرة فيه مخالفة للشرع .. لكان النبي صلى الله عليه وسلم أرشد أبا هريرة إلى فعل الصواب ولم يتركه ثلاث مرات .. وحتى بعد المرة الثالثة لم يعاتبه لأنه لم يفعل شيء خطأ ..
- فأي تشريع هذا الذي أوجده أبو هريرة أو ذكرته الرواية التي تطعن فيها يا صاحب الشبهة الذي يفتري زورا بما لا وجود له في الرواية ؟!!

 
- ومما سبق يتبين لك بجلاء مدي الغل الذي امتلأ في صاحب هذه الشبهة حينما قال في ختام هذه الجزئية .. حيث يحاول بقدر المستطاع أن يظهر بمنتهى الغل ليبطل هذه الرواية .. ويحرف في الألفاظ والكلمات ويتلاعب بها يمينا ويسارا ليصل إلى مبتغاة .. ولكن نتيجة هذا الغل الكامن فيه .. ظهر بمظهر الكاذب والجاهل ..!!
 
########################
 
#- رابعا: هل الحديث يحمل إشكاليات بأن الشيطان يعلم المسلمين دينهم ؟!!
 
- قال صاحب الشبهة ما نصه:
-  وهذا الحديث يدخلنا فى إشكاليات لا حصر لها ..
- أولها أن الرسول أقر السارق على قول قاله فى الدين لم يعلمه رسول الله فلو كان يعلمه لكان أولى بقوله من السارق - أو من الشيطان.
- وثانيها أن الشيطان هو الذى يعلم المسلمين القرآن وفضائله، بل يقره النبى على ذلك.
- وثالثهما أن الشيطان يحفظ القرآن جيدا، ويعرف بدايات الآيات ونهايتها بدقة وغير هذا من الخرافات التى لا يقبلها عقل ولا شرع.
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
1- أما عن قوله بأن الرسول أقر السارق على قول قاله في الدين .. فهذا كلام كذب .. ليه ؟
- لأن الرسول أقره على اعتراف اعترف به الشيطان من تأثير قد ظهر له أثره عليه من كلام الله .. لأنه شيطان .. !!
- فالشيطان لم يأتي بآية لم يقل بها الرسول ..!! ولم يثبت حكما في الدين لم يأتي به الرسول ..!!
- فصاحب الشبهة .. يحاول أن يظهر أن الرواية تقول أن الشيطان له قول في الدين تم اعتماده شرعا ..!! وهذا كذب كما تبين لك أخي الحبيب ..
 
2- أما عن قوله بأن الشيطان يعلم المسلمين القرآن وفضائله .. فهذا نوع آخر من الكذب .. ليه ؟
أ- لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر فضائل عن آية الكرسي .. وقال عن آية الكرسي هي أعظم آية في القرآن .. ففي الحديث عن واثلة بن الأسقع قال: (إنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم جاءَهم في صُفَّةِ المُهاجرينَ (وهذا مكان خاص بالمهاجرين الفقراء كانوا يجلسون فيه في المسجد) . فسألَهُ إنسانٌ أيُّ آيةٍ في القرآنِ أعظمُ؟ قالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُ لاَ إلَهَ إلاَّ هوَ الحىُّ القيُّومُ لاَ تأخذُهُ سنةٌ ولاَ نومٌ) صحيح أبي داود.
- وفي حديث بسند فيه ضعف (يُعمل به في فضائل الأعمال) .. عن أبي هريرة قال: (أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: سُورَة الْبَقَرَة فِيهَا آيَة سيدة آي الْقُرْآن لَا تقْرَأ فِي بَيت فِيهِ شَيْطَان إِلَّا خرج مِنْهُ آيَة الْكُرْسِيّ) رواه سعيد بن منصور والحاكم والبيهقي في الشعب.
 
- وهذه كانت بعض من فضائل آية الكرسي عن النبي صلى الله عليه وسلم .. وليس الشيطان هو الذي يعلم الدين ولا فضائل الآيات القرآنية كما زعم هذا الكاذب.
 
ب- وسبب آخر يظهر كذب صاحب الشبهة .. هو أن الشيطان تكلم عما يحدث له من تأثير على نوعه من جنس الشياطين عند قراءة هذه الآية .. فهم يرون أن قرائتها تستحضر حراسة من الملائكة تحرس قائلها من الشياطين .
 
- فإقرار النبي صلى الله عليه وسلم كان على اعتراف الشيطان بحدوث تأثير عليهم أثناء قراءة هذه الآية وهذا التأثير يظهر أثره بوجود حارسا من الملائكة يمنع قاريء هذه الآية من وصول الشياطين إليه .. !!
 
- ولذلك جاء في رواية لقصة حدثت لمعاذ بن جبل شبيهة بقصة أبا هريرة .. وجاء فيها عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: (ضَمَّ إليَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَمرَ الصَّدَقةِ، فجعَلتُه في غُرْفةٍ لي، فكنتُ أجِدُ فيه كلَّ يَومٍ نُقْصانًا، فشكَوتُ ذلكَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فقال لي: هو عمَلُ الشَّيطانِ، فارصُدْه. قال: فرصَدتُه ليلًا، فلمَّا ذهَبَ هَوِيٌّ مِن الليلِ أقبَلَ على صورةِ الفيلِ، فلمَّا انتهى إلى البابِ دخَلَ مِن خلَلِ البابِ على غَيرِ صورتِه، فدنا مِن التَّمرِ، فجعَلَ يلتَقِمُه، فشدَدتُ عليَّ ثيابي فتوسَّطْتُه، فقلتُ: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، يا عدُوَّ اللهِ، وثَبتَ إلي تَمرِ الصَّدَقةِ فأخَذتُه، وكانوا أحقَّ به مِنكَ، لأرفَعنَّكَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيَفضَحَكَ. فعاهَدَني ألَّا يعودَ، فغدَوتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: ما فعَلَ أَسيرُكَ؟ فقلتُ: عاهَدَني ألَّا يعودَ. قال: إنَّه عائدٌ، فارْصُدْه. فرصَدتُه الليلةَ الثانيةَ، فصنَعَ مِثلَ ذلكَ، وصنَعتُ مِثلَ ذلكَ، وعاهَدَني ألَّا يعودَ، فخلَّيتُ سبيلَه، ثمَّ غدَوتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأُخبِرَه، فإذا مناديه ينادي: أينَ معاذٌ؟ فقال لي: يا معاذُ، ما فعَلَ أَسيرُكَ؟ فأخبَرتُه. فقال لي: إنَّه عائدٌ، فارْصُدْه. فرصَدتُه الليلةَ الثالثةَ، فصنَعَ مِثلَ ذلكَ، وصنَعتُ مِثلَ ذلكَ. فقلتُ: يا عدُوَّ اللهِ، عاهَدتَني مرتينِ، وهذه الثالثةُ لأَرْفعنَّكَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيَفضَحَكَ. فقال: إنِّي شَيْطانٌ ذو عِيالٍ، وما أتَيتُكَ إلَّا مِن نَصِيبينَ، ولو أصَبتُ شيئًا دونَه ما أتَيتُكَ، ولقد كنَّا في مدينتِكم هذه حتى بُعِث صاحبُكم، فلمَّا نزَلتْ عليه آيتانِ أنفَرَتْنا منها، فوقَعْنا بنَصيبينَ (أي سكنا بمنطقة نصيبين) ، ولا يُقْرآنِ في بَيتٍ إلَّا لم يلِجْ فيه الشَّيطانُ ثلاثًا ، فإنْ خلَّيتَ سبيلي علَّمتُكَهما. قلتُ: نعَمْ. قال: آيةُ الكُرْسيِّ، وخاتِمةُ سورةِ البقرةِ؛ {آمَنَ الرَّسُولُ...} [البقرة: 285-286] إلى آخِرِها، فخلَّيتُ سبيلَه، ثمَّ غدَوتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأُخبِرَه، فإذا مناديه ينادي: أينَ معاذُ بنُ جبَلٍ؟ فلمَّا دخَلتُ عليه قال لي: ما فعَلَ أَسيرُكَ؟ قلتُ: عاهَدَني ألَّا يعودَ، وأخبَرتُه بما قال. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: صدَقَ الخبيثُ وهو كَذوبٌ. قال: فكنتُ أقرَؤُهما عليه بعدَ ذلكَ فلا أجِدُ فيه نُقْصانًا) رواه الطبراني والحاكم وأبو نعيم والبيهقي .. وقال السيوطي في الخصائص الكبرى: إسناد رجاله موثقون .. وقال الهيثمي: يحيى بن عثمان بن صالح وهو صدوق إن شاء الله وبقية رجاله وثقوا..ن وقال بن حجر في بذل الماعون: إسناده حسن.
 
- قوله: (وَثَبت إِلَى تمر الصَّدَقَة فَأَخَذته وَكَانُوا أَحَق بِهِ مِنْك): أي وقف عند تمر الصدقه وأخذته من يديه .. و (كانوا) أي وكان هذا التمر الذي سرقته أن يوضع في مكانه الذي أخذته منه .. فهذا مكانه وهو أحق به منك ..
 
#- فتامل أخي الحبيب قول الشيطان: (ولقد كنا في مدينتكم هذه حتى بُعث صاحبكم، فلما نزلت عليه آيتان أنفرتنا منها) .. فهذا يثبت أنهم وجدوا أن لها تأثير عليهم وهما آية الكرسي وخواتيم البقرة .
 
- فصاحب الشبهة .. يحاول أن يظهر أن الرواية تقول بأن الشيطان معلم في الدين والنبي يقر هذا التعليم .. وهذا كذب على الرواية وعلى النبي صلى الله عليه وسلم .. وإنما اعتراف الشيطان بفضل آية الكرسي إنما هو اعتراف بما هو موجود أثره فعلا عليهم .. !!
 
- وإلا بمثل منطق وتصور هذا الجاهل الكاذب صاحب الشبهة .. فإن كل مؤمن أظهر الله كرامة تأثير لآية له .. فهو مشرع في الدين ومظهر فضائل قرآنية ..!! وهذا مطلق الكذب .. لأن كل الصحابة والتابعين والصالحين في كل زمان ومكان ظهرت لهم كرامة تأثير من كلام رب العالمين .. مثلما ظهرت على أيديهم كرامة سورة الفاتحة كعلاج من لدغة العقرب وكعلاج للمصروع .. وأقر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الخاصية في سورة الفاتحة كونها شافية ..!! 
 
3- أما عن قول صاحب الشبهة .. بأن الشيطان يعرف القرآن جيدا ويعرف بدايات الآيات ونهايتها بدقة .. فهذا كذب صريح منه .. ليه ؟
- لأن الشيطان تكلم عن آية وجد لها أثر عليه وعلى جماعته فأظهر هذا التأثير لأبو هريرة .. ولم يقل الشيطان بأنه يحفظ القرآن ولا حتى قال بأنه يحفظ الآية .. ولا يقل أنه يعرف القرآن جيدا .. فهذا كله كلام كذب في كذب من صاحب الشبهة ..!!
 
##################
 
#- خامسا: هل رواية سرقة الشيطان لزكاة رمضان مخالفة ومعارضة مع النص القرآني ؟ ..
 
- ثم يقول صاحب هذه الشبهة .. أن هذه الخرافة معارضة لنص صريح في كلام الله وهو قوله تعالى: (يَا بَنِى آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) الأعراف 27.
 
- فكيف نقبل حديثا أخرجه البخارى .. وهو يخالف نصا بالغ الصراحة والوضوح فى قطعية واستحالة رؤية الإنس للشيطان ونسله.
- فإن الحديث باطل مناقض ومخالف لصريح النص القرآنى.
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
- أما عن زعمه بأن هذا الحديث مخالف للقرآن في قوله تعالى (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) .. فهذا استدلال لا يخفى كذبه وبطلانه .. ليه ؟!!
1- لأن القرآن لم يتحدث عن استحالة رؤية الشياطين .. فهذا أول الكذب على الله في تفسير كلامه ..!!
 
2- القرآن يخبرنا أن الشياطين يرونا من حيثية خاصة بهم وهي رؤيتهم لنا من وراء حجاب فيه خفاء .. ويسر الله لهم ذلك بجعل قدرة لهم فيه علينا .. فمن حيث الخفاء نحن لا نراهم لأننا عالم مادة .. ولا إدراك لنا في العالم الغيبي الخفي ..
 
- والآية تتكلم عن الإنسان في حالته المادية .. ولم تتحدث عن حالته في وجود خاصية روحانية أوجدها الله فيه .. وهذا ليس منفي حدوثه .. إلا أن الإنسان لا يرى الملائكة ولا الجن على أشكالهم الحقيقية التي خلقوا عليها .. وإنما يرى تمثيلا وصور فيفسرونه بعقولهم بانه خير أو شر (ولذلك يضل كثيرين في هذه المسألة لأنهم توكيل العقل في فهم الصور المرئية هو تفسير غير صحيح لأن العقل لا سبيل له للتميز في عالم الغيب .. ولذلك قد يظهر الشيطان بصورة ملاك ويفتنوا بذلك) .. بخلاف الأنبياء والرسل الذي قد يبصروا حقيقة الملائكة والجن على هيئتهم كخصوصية نبوية فيهم .. حتى يميزوا بين الحق والباطل بكل وضوح .
 
3- صاحب الشبهة قام بالتدليس فخلط حكم عالم المادة بحكم عالم الغيب .. وجعل منهما حكما واحد .. ولا يخفى على إنسان عاقل ما في هذا الخلط من تزوير في المعلومات وخيانة في الأمانة العلمية فضلا عن كونه كذبا على الله .. لأن الله أخبرنا بتفوق الشياطين علينا في جزئية معينة وهي رؤيتهم لنا من وراء حجاب خفي .. ولم ينفي أنهم قد يتجسدون ويظهرون في عالم المادة .. لأنه لو تحول لعالم المادة فقد أصبح مرئي بالتبعية وفقد خصوصيته التي منحها الله له .. وفي قصة أبو هريرة كان الشيطان متجسدا ولم يكن في حالته الروحانية الخفية.
 
4- أما لو كان صاحب الشبهة الذي زور في كلام الله عما هو عليه .. يريد الإشارة لكلام الإمام الشافعي رحمه الله حيث قال: (من زعم أنه يرى الجن رددنا شهادته) .. فكلامه محمول على رؤية الشياطين على خلقتها التي خلقها الله عليها ..
 
- ولو كان مقصد الشافعي مثل ما فهمه هذا الكاذب على كلام الله .. أنه يقصد رؤية الجن مطلقا سواء يقظة ومناما أو غيبا وتجسيدا .. فالشافعي بذلك يكون قد خالف كلام الله والأحاديث الصحيحة ..
- فأما مخالفته لكلام الله: لأن الله لم ينفي رؤية الشياطين وإنما أثبت خصوصية للجن وهي الرؤية من مكان غيبي لا يدركهم الإنسان من خلال هذه الخاصية .. ولكن من الممكن إدراكهم لو منح الله خاصية للإنسان بحدوث ذلك ولا يراهم بأشكالهم وإنما بصور تمثيلية ..
 
- وأما مخالفته للأحاديث الصحيحة: حيث جاء في الأحاديث الصحيحة من تجسيد الشيطان للصحابة كأبي هريرة ومعاذ بن جبل وعمر بن الخطاب غيرهم من الصحابة في رؤيتهم للشياطين ..
 
- ولكن الشافعي لم يقل بهذا ولا بذاك ولا يمكن ولا يعقل أن يقول بذلك .. لأنه كان يقصد رؤيتهم على حقيقتهم التي خلقهم الله عليها .. في حال يقظة الإنسان ووعيه الكامل .. لأنه من الممكن رؤيتهم على حالهم في المنام لأن الروح تدرك من عالم الغيب ما لا يدركه العين في عالم المادة ..
 
#- ويتبين لك أخي الحبيب .. كيف أن صاحب الشبهة قام يتزوير كلام الله واستخدمه في غير محله ليخدم هواه في إنكار الحديث .. بل وجاءت له الجرأة في أن يكذب على الله ويؤول كلامه على غير ما هو عليه .. !!
 

###################

#- سادسا: هل تجسيد الجن يفتح باب لكل شخص أن يقول الشياطين سرقوني ؟ ويفتح باب بأنه يمكن لهم التشكل بهيئة العلماء وتضليل الناس ؟ 

#- قال صاحب الشبهة :
- أما من الناحية التطبيقية فإن هذه الخرافة التى أخرجها البخارى ونافح عنها الشارحون أن الشياطين تتصور بصورة البشر وأنها تستطيع السرقة .. فذلك وبخلاف كونه فاحش الكذب على الله ورسوله إلا أن تخيل حدوثه إنما يؤدى لمفسدة فى المجتمع لا آخر لها .. ولسرق من سرق وأحال سرقاته على الشياطين ..!!
- حتى أنه أحد الناس ذهب للقضاء في دولة تطبق الشريعة وقال ان الجن سرقوني .. وقبل القاضي النظر في هذه المسألة وكأنه شيء طبيعي ..!!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
1- أما عن كون أن الذي يقول بأن الشياطين تسرقه .. فهذا شخص يحتاج لتقويم سلوكه العقلي .. فهذه ليست مسألة دينية ..!!

2- أما عن قوله بأن أحد الأشخاص في دولة تطبق الشريعة .. قد رفع قضية ضد الجن لأنه يسرق وقد قبلها القاضي .. فهذا إن حدث فعلا فهو يدل على شيء واحد مدى حماقة الشاكي وحمق القاضي ..!! لأن الشريعة لا تقبل التعامل إلا مع الظاهر فقط .. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْـحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ فَأَقْضِيَ عَلَى نَحْوِ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا فَلَا يَأْخُذْهُ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ) صحيح البخاري.

- ومن المعلوم لأي طالب علم .أن القاضي يحكم بالظاهر والله يتولى السرائر ..!!
- فإن صحت هذه القصة فهي دليل على عصيان النبي صلى الله عليه وسلم .. لأن القاضي بذلك يثبت قدرته في التعرف على عوالم الغيب بل ومحاكمتها ..!! وهذا كلام باطل ويدل على انحراف في عقيدة القاضي بل وجهله بالدين .. فأي قاض هذا الذي تتحدث عنه ؟!! .
 
3- أين دليل النفي من الشرع على عدم تجسيد الجن في الواقع بهيئات مختلفة كالحيوانات ؟!! أما عن دليل الإثبات فما حدث مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع صحابته هذا دليل إثبات .. فأتنا بدليل النفي .. وإلا فأنت الكذاب بكل تأكيد على الشريعة لأنك حكمت على الله بحكم في شريعته لم يذكره الله ..!!
 
 
4- ومن الأدلة التي تشير إلى حدوث تمثيل للشيطان .. هو أن الشياطين كانت تعلم الناس السحر في زمن ما بعد موت سليمان عليه السلام .. وهذا مثبت في قوله تعالى (الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) البقرة102 .. والتعليم يحتاج إلى بيان .. وهذا البيان يظهر من خلال تواصل الشياطين مع عالم الإنس .. وقد يصاحب ذلك تمثيل للشيطان لهم في هيئات شيطانية مختلفة..

 
#- وعلى صعيد آخر أخي الحبيب .. 
- دعني أوسع لك من نطاق هذه الشبهة بما لم يذكره هذا البليد في عقله .. لأنه كان من باب أولى أن يقول في شبهته: أن قولنا بتجسيد الشيطان يفتح بابا من الشك في كل عالم ونبي ورسول .. فلا ندري أهو هو أم غيره .. وبالتالي تختلط الامور كلها ببعض ..!!
 
#- وهذا أيضا كلام غير صحيح لأسباب:
- الأول: لأن الشيطان لا يتمثل بالأنبياء والرسل ..!!
 
 
- الثاني: القول بأن الشيطان من الممكن بأن يتمثل في شكل الأولياء والصالحين وممكن يفعل أفعال فاحشة تكون سبب للأذى لهم لأن الناس ستظن أن الصالحين هم من فعلوا ذلك .. فهذا لا يمكن لأنه محكوم بقوله تعالى: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) الحجر42..، وقال تعالى (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا) الإسراء65..، وقال تعالى: (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) النحل99.
 
- الثالث: وهو معلومة مهمة .. وهو أن التجسيد للجن قد ظهر في الشريعة للجن بهيئات مختلفة ولم يصح في حديث صحيح أن الجن تمثيل بهيئة إنسان  وعاش بين الناس بصورة طبيعية ..!!

- والذي أقول به أن التمثيل في شكل إنسي لهذا العالم .. لا يحدث ولا تصريف للعالم الناري في ذلك ولا قدرة له عليه .. والله أعلم.
 
#- فإذا علمت ما سبق أخي الحبيب ..
- فأنت تكون أبصرت مدى جهل وانحراف صاحب الشبهة فيما زعمه من أقوال لا تدل على عقل رشيد من الممكن أن يقول بها .. بل ويظهر لك كيف يخدع الناس بكلام غير منضبط عقلا ولا يصح أن يقول به عاقل ..!!

  

*****************************
 
#- سابعا: هل في سند الحديث الخاص بقصة أبو هريرة مع الشيطان السارق ما يعيب السند ؟
 
# قال صاحب الشبهة بما معناه:
- أما عن سند الحديث .. فالحديث معلق وكما هو معلوم أن المعلق في البخاري هو ضعيف .. كما أن رواة الحديث فيهم من هو ضعيف وهو (عثمان بن الهيثم) .. وهذا يكفي لإسقاط الحديث كليا .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
 
1- أما عن قوله أن الحديث من معلقات البخاري .. فقد رواه بصيغة الجزم وليس بصيغة التضعيف حتى تقول أنه ضعيف ..!! وإذا كان هو رواه معلقا فغيره رواه موصولا كالنسائي في الكبرى وبن خزيمة في صحيحه والبيهقي في الشعب والدعوات الكبير .. فثبتت صحة الحديث ..!!
 
2- أما عن راوي الحديث (عثمان بن الهيثم):
- قال عنه الذهبي رحمه الله (المتوفى: 748هـ) في سير أعلام النبلاء:
- قال أبو حاتم: صدوق غير انه كان بأخره يُلَقَّنُ
- قُلْتُ (الذهبي): يعني أنه كان يحدثهم بالحديث فيتوقف فيه ويتغلط فيردون عليه فيقول ..
- ومثل هذا غض عن رتبة الحفظ لجواز أن فيما رُد عليه زيادة أو تغييرا يسيرا .. والله أعلم . (راجع سير أعلام النبلاء ج8 ص341)
- وذكره بن حبان في الثقات برقم 14393
 
-  وقال الدَّارَقُطْنِيّ: صدوق كثير الخطأ .. (راجع الميزان ج3 ص59) ..
- وقال الساجي: صدوق، ذكر عند أحمد بن حنبل فأومأ إلى أنه ليس بثبت ... ولم يحدث عنه. (راجع التهذيب ج7 ص158).
 
- وخلاصة القول:
- أن عثمان بن الهيثم صدوق حسن الحديث في مروياته وقد نزل عن درجة الثقة بسبب تغيير بسيط في حفظه  أخر عمره وكان يتم تلقينه مما كان يلقنه لتلاميذه .. كما شرح ذلك الإمام الذهبي .. وأما عن قول الدارقطني فيه بأنه صدوق يخطأ .. فهذا قول يتم حمله على أواخر عمره كما قال بن حاتم .
- وهذا لا يعيبه الحديث في شيء كما زعم صاحب الشبهة .
  
#####################
 
#- ثامنا: هل صحيح البخاري مقدسا عند العلماء ؟
 
- قال صاحب الشبهة في ختام شبهته:
وأخيرا: فإن الخرافة التى أصبح يعانى منها وعى المسلم هى خرافة مركبة .. فالخرافة الأولى أن نترك معنى كهذا ينتشر فى العقل المسلم أن الشيطان يتمثل بالبشر وللبشر .. أما الخرافة الثانية أن لا نصدق أن ذلك خرافة وكذب على دين الله كما هو حال الكثير من المسلمين الآن .. حيث أصبح التصديق على كل ما أخرجه البخارى ولو كان كما بينا ضعيفا سندا ومتنا ومخالفا لصريح القرآن هو دين فى حد ذاته .. حتى إنى لأخشى أن نرى يوما مقدسى البخارى ومُنزهينه عن الخطأ يقولون بعد قراءة حديث من كتابه «صدق البخارى العظيم».!!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
1- أما ما قاله صاحب الشبهة .. واصفا به وجود خرافة وكذب في دين الله وأن هذا حال كثير من المسلمين .. فهذا كذب صريح منه كما سبق وأوضحنا أكاذيبه المتكررة وأغلاطه المتكررة في فهم الحديث .. بل وكيف ألحد في تفسير بعض كلام الله لينتصر لهواه .. كما في قوله تعالى: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) الأعراف 27.

 
2- أما عن قوله (مقدسي البخاري ومنزهيه عن الخطأ) .. فهذا كذب جديد في مقاله الذي كتبه .. وقد ذكرنا أن هذا القول كاذب تماما .. ويمكنكم الرجوع إلى السؤال رقم (144- إلى رقم – 150) ومن الأسئلة (155-156) والأسئلة (165) (168) ..
- وبالرجوع للأسئلة السابقة .. سيتبين لك عمق الكذب الذي ذكره صاحب المقال واتهم به المسلمين وعلماء المسلمين ..!!
 
####################
 
#- تاسعا: هل حديث سارق أبا هريرة فيه مخالفة لقوله تعالى في دعوة سليمان: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي) ؟
 
- قال بعض الناس في مقال آخر له متهما حديث أبا هريرة فقال ما معناه:
- أن تحكم أبو هريرة في كونه قبض على الجن وتكلمه معه فيه مخالفة لقوله تعالى حينما قال سليمان: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي) ص35 .. !!

- وبهذا النص القرآني يبطل الحديث .. لأن الله استجاب لسليمان .. 

- وبالتالي لا سلطة لأحد على الجن من بعد سليمان ..!!


#- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- أن ما ذكره المعترض على حديث أبو هريرة .. من استدلاله بدعاء سليمان عليه السلام: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي) ص35 .. فهذا كلام غير صحيح وقول فيه مخالفة لكلام الله السابق .. ليه ؟
1- معنى أن أبا هريرة قبض على شيطان وأمسكه وتكلم معه .. فهذا ليس معناه أن الله وهب له ملك سليمان ..!! والمَلِك هو الحاكم والمسيطر على عالمه .. وأبو هريرة لا هو ملك ولا هو حاكم على عالم الجن ..!!
 
2- أن فعل أبو هريرة كان عن تجسيد وليس عن اختراق لعالم غيبي .. وعالم المادة حكمه فيه أنه يمكن التحكم فيه لأي إنسان .. ولا علاقة له بملك سليمان لا من قريب ولا من بعيد .. فهذا قول جاهل ..!!
 
3- عجبا لهؤلاء الناس الذين يثبتون تعامل مع الجن والشياطين في العالم الروحاني .. ثم ينكرون أن يمسك أبا هريرة أو غيره من الصحابة أحد الشياطين في حالة متجسدة ماديا ..!! أهذا كلام يقبله عقلاء ؟!!

4- من يظن أن مجرد التعامل مع عالم الجن يثبت أنه اكتسب خصوصية ملك سليمان فهو خالف الحق وانحرف عن كلام الله .. لأن الله أثبت العلاقة بين الإنس والجن والمنفعة بينهما حيث يقول تعالى: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) الأنعام128.

- ولا علاقة بين خصوصية ملك سليمان وبين أن يستمتع أحد بعلاقة مع الجن والشيطان .. فالاول حكم عام .. والثاني علاقة فردية تحكمها مصلحة واستمتاع بين طرفين وليس حكم على الجن بل يكون فيها الإنس خدامين للجن ومحكومين بأحكامهم ..!!
 
#- مما سبق أخي الحبيب يتبين لك .. أن المعترض على حديث أبو هريرة قد جانبه الصواب باستدلاله بآية (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي) ص35 .. ولا علاقة للحديث بهذه الآية من قريب أو بعيد .. !!
 
- وبهذا يكون ختام هذه الشبهة كاملة .. والحمد لله رب العالمين.

************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسائل العلمية مصدرها مدونة الروحانيات فى الاسلام - ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات  .. 

هناك 7 تعليقات:

  1. ماشاء الله لاقوة إلا بالله

    ردحذف
  2. جزاك الله عنا كل خير أستاذي الفاضل الله يعينك ويقويك ويوفقك إلى ما يحب ويرضى الله يزيدك من فضله ربنا يرحمنا برحمته الواسعه.... اللهم آمين يارب العالمين

    ............................
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  3. (ولا يَحيقُ المكرُ السيّءُ إلا بأهلِه )

    جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل
    وزادك بسطة في العلم والحكمة
    وجمعنا بك دوما على خير وفي عافية
    آمين آمين آمين يارب العالمين

    ردحذف
  4. خلاص
    الحل لهذه المسألة ليس حل تفسيري أو فقهي أو لغوي = لا لا لا لا
    الحل
    لهذا الموضوع = يكون عند ( الزوجات ) النساء المتزوجات...
    يعني
    الحل
    ليس حل تفسيري لغوي فقهي ، بل هو حل ( نفسي )
    كيف يامجد ، وضح ماذا تقصد يامجد ( بالحل النفسي ) ؟!
    قصدي
    الحل عند النساء المتزوجات ، يانساء يامتزوجات ، هل لمن تكن بحالة الحيض والزوج عاوز يداعبك جنسيا ، كيف حالتك النفسية هل تكوني مرتاحة من المداعبة الجنسية أو تكوني زهقانة ضجرانة زعلانة أُف أُف أُف أُف.
    إذا
    المتزوجات قلن : مرتاحات من المداعبة = النص القانوني الحديثي صح.
    المتزوجات قلن : عادي المداعبة الجنسية = النص القاوني الحديثي صح.
    وإذا
    المتزوجات قلن : يشعرن بالضيق والزعل والتأفُف من المداعبة الجنسية أثناء فترة الحيض = فالنص القانوني الحديثي مكذوب على حضرة النبي

    تحياتي لك ياأستاذ خالد

    ردحذف
    الردود
    1. امرك عجيب يا مجد ..
      أجعلت من رأي النساء تشريع من اجل أن ترد الحديث ..!!
      اتقي الله نفسك وخد بالك ..
      وأخبرتك أنك قتصصت من الآية ما تهواه ولم تكمل الآية ولو أكملتها لتبين لك الحق ولكنك تأبى !!

      - إياك وان تلعب في شريعة الله بهواك وتلحد في القرآن عن معناه .. اخبرتك ان تكمل الآية وتجاهلت !!

      - فكن أنت والنساء حينئذ وخذ منهن تشريع دينك ..!!

      - وياريت بالمرة تسأل الرجال هل يحبوامن نسائهم ان يطلبوا منهم مال أم لا .. فلو قالوا لا .. يبقى حرام على الزوجات أخذ المال .. لأن قول الرجال حينئذ شريعة ..!! ما هذه المسخرة !!
      - وكأنك تتصور أن هذا هو الذي للمتزوجين .. !! فهذه حالة حدثت لبيان موقف شرعي لا اكثر ولا أقل ..

      - وماذا لو اخبرتك النساء انهن لا مانع لديهن والبعض الىخر ممتنع .. فعلى أي شرعية منهن ستاخذ شريعتك يا مجد ؟!! لنها في النهاية ستكون شريعة نسوان وليست شريعة الله ..!!

      - اتقي الله يا مجد في نفسك .. فالانفاس قليلة ويوم القيامة قريب ..!!

      ********************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الامي وعلى آله وسلم

      حذف
  5. مشاء الله تبارك الرحمن الرحيم زادكم الله من فضله وعلمه جميل شرحك استاذي الفاضل بارك الله فيك

    ردحذف
  6. ☆☆🕯🕯🕯☆
    ☆☆☆☆☆

    ☆ اتقن عملك ولا تأكل حق العبد والباقي تفاصيل فقط..
    ☆ لا أحد يمسك بيد ويسوقها الى مكان لا تريده... حتى الى الجنة

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف