ج1: رسالة الخرافة والبهتان في استحضار وحرق وقتل وتعذيب القرآن للجن والشيطان - هل القرآن يحرق أو يعذب أو يقتل الجن والشيطان - لماذا من المهم التعريف البسيط عن أسلوب الشيطان وخطته وأدواته في مقدمة هذه الرسالة - ما هو تزيين الشيطان الذي يفعله حتى يجذبك إليه - ما هي جهات الشيطان التي يأتي بها للتزيين والغواية - ما هي أدوات الشيطان التي يستخدمها في التزيين .

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الخرافة والبهتان

في استحضار وحرق وقتل وتعذيب القرآن للجن والشيطان

(هل القرآن يستحضر أو يحرق أو يعذب أو يقتل الجن والشيطان ؟)

(الجزء الأول)

* فهرس:

:: الفصل الأول :: عن أسلوب الشيطان وطرقه وأدواته في تضليل الإنسان ::

#- مقدمة الرسالة ..

1- س1: لماذا من المهم التعريف البسيط عن أسلوب الشيطان وخطته وأدواته في مقدمة هذه الرسالة ؟

2- س2: ما هو تزيين الشيطان الذي يفعله حتى يجذبك إليه ؟

3- س3: ما هي جهات الشيطان التي يأتي بها للتزيين والغواية ؟

4- س4: ما هي أدوات الشيطان التي يستخدمها في التزيين ؟

**************************** 

:: مقدمة الرسالة ::

- بسم الله – اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم ..

- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

- هذه رسالة بسيطة لتوضيح خرافة أو أكذوبة شيطانية يتم تداولها على شبكة الإنترنت .. وهي خرافة استحضار وحرق وقتل وتعذيب الجن والشيطان بالقرآن .. وهذه خرافة وأكذوبة قد ابتدعها الشيطان وألقاها في نفوس بعض المعالجين من الرقاة والروحانيين .. وقد صدقوها ونشروها بين العامة وأخذها عنهم بعض العوام الذين لا حظ لهم في العلم .. وطالما هي أكذوبة شيطانية فاعلم أخي الحبيب أنها ضلال وانحراف عن الحق ..

 
- والذي يقوم بنشر هذه الخرافة من الرقاة وغيرهم ليس لأنه يتعمد الكذب فيها .. وإنما هو ينشر أكذوبة شيطانية وهو يظن أنها معلومة صائبة وصحيحة ويعتقد أنه هكذا ينتصر للقرآن ويعظم منه .. ولكن في حقيقة الأمر هي معلومة خاطئة ومضلله ومكذوبة على القرآن بل هي بهتان أي افتراء بالباطل على كلام الله بما لا دليل عليه .. والغريب أن يتم نشرها كمعلومة صحيحة يجب الإعتقاد فيها ..!!

 
- وإذا كان البعض من الرقاة أو الروحانيين يردد هذه الأكذوبة الشيطانية معتقدا بذلك أنه ينتصر للقرآن ويظن أنها حقيقة صحيحة .. فهذا خطأ فيه تضليل وعلى المؤمن أن ينتبه إليه .. لأنه لا وجود لحرق أو قتل أو تعذيب للجن والشيطان بالقرآن الذي هو كلام الله .. حيث لم يرد لها وجود في القرآن ولا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم مما بلغنا بإسناد صحيح .. 
 
- بل وغالب المسلمين يظنون بأن القرآن يستحضر ويحرق الجن والشيطان جهلا منهم بهذه المسألة .. حيث أنهم اتبعوا في ذلك من أخطأ من الرقاة والروحانيين فقالوا في كلام الله ما لم يقل به الله ولا رسوله ..!!
 
- واعلم أخي الحبيب ..
- لست في رسائلي أهاجم ذوات أشخاص بأسمائهم .. ولكن أهاجم الفكرة الباطلة والمبتدعة التي يروج لها أصحابها على خلاف ما هو مثبت في كلام الله وحديث النبي صلى الله عليه وسلم ..
 
- وفي هذه المسألة التي سأتكلم عنها في رسالتي هذه .. وهي مسألة استحضار وحرق الجن والشيطان بالقرآن .. هناك من سيقبل ما سأكتبه .. لأنه سيجد فيه ما هو مثبت من كلام الله وحديث النبي صلى الله عليه وسلم .. ولأنه ارتضى أن يتطهر من أصنامه الفكرية التي ظل لها عاكفا حتى سكنت في عقله وجعل منها عقيدة مستقرة في القلب وكأنها حقيقة .. وهي أصلا مجرد أكذوبة قد جعل منها حقيقة في عقله ..!!
 
- وهناك من سيرفض ما سأكتبه وسيتجاهل كلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يحتمل شكا ولا تأويلا .. والذي سيرفض فإنما يرفض استكبارا في نفسه من الرجوع إلى الحق .. وخوفا من أن يصحح ما كان يروج له بين الناس .. حتى لا يعيب عليه الناس في علمه .. فيخشى الناس ولا يخشى الله ..!! .. بل ولعله سيرفض لأنه ارتضى أن يعيش عاكفا على أصنامه الفكرية الباطلة الساكنه في عقله وقلبه حتى يتكسب من وراء ذلك من خلال تعاملاته مع الناس .. وإلا فلماذا ارتضى بالضلال بعدما جاءه من بيان العلم الذي لا شك فيه وتأويلا ..!!
 
- أخي الحبيب :
- كما هي عادتي في كل رسائلي .. أنت تعلم أن أي مسألة تتعلق بحكم شرعي أو بالعقيدة أو بالدين عموما .. فهي تكون محكومة بكلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم والعقل الإيماني المرتبط بالعقيدة الإيمانية .. ثم بالعقل المادي المرتبط بظاهر الواقع ..
 
- وأقصد بالعقل الإيماني: هو الإستنباط والتفكر المرتبط بنص شرعي.. وهو التفقه والفهم للنصوص .. من خلال بصيرة في الدين بحكم كثرة الإطلاع المصحوبة بنزع التعصب الجاهلي من الصدر.
 
- وأقصد بالعقل المادي: هو التمييز بين الصواب والخطأ في فهم وإدراك العلوم الإنسانية والتجارب الحياتية .. من خلال بصيرة للواقع بحكم تجارب الحياة وخبرتها ..
 
#- وفي هذه المسألة التي أتكلم عنها في هذه الرسالة .. وهي مسألة "حرق الجن والشياطين بالقرآن" .. هي مسألة عقيدة لأنها تتعلق على اعتقادك في القرآن الذي هو كلام الله .. وسيكون أدلتي فيها مرتبة على أربعة محاور:
- المحور الأول: مدخل بسيط فيه التعريف بأسلوب الشيطان في الغواية وخطته وأدواته .
- المحور الثاني: الدليل من كلام الله بما لا يحتمل تأويلا .
- المحور الثالث: الدليل من حديث النبي صلى الله عليه وسلم بما لا يحتمل تأويلا .
- المحور الرابع: الدليل العقلي لمن كان له عقل وبصيرة في الفهم .
 
- أما عن الإستدلال بكلام العلماء .. فلا أهتم بهذا الإستدلال طالما كلام العلماء مخالف لكلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم ومخالف للعقل الإيماني والمادي. 
 
 - واعلم أخي الحبيب ..
- أنه قد سبق وتكلمت في هذه المسألة على مدونتي الخاصة على شبكة الإنترنت وهي مدونة (الروحانيات في الإسلام)  .. وبداية كلامي عن هذا الموضوع كانت في 29/ أكتوبر/ سنة 2014 .. تحت عنوان (هل الجن أوالشيطان يموت ويحترق عند سماع القران ؟) .. ثم أشرت إلى ذلك مرة أخرى في موضوع تاريخ 3/ سبتمبر/ سنة 2015 .. تحت عنوان (الحيطة والحذر الإجباري .. في إنذار الجن الناري  .. وخطورة ولعنة استنطاق الجن على لسان المريض).. ثم توسعت في ذلك في رسالة (تأمين الخائف من المس الطائف) بتاريخ  3/ اغسطس/ 2018.
 
- ولكن في هذه الرسالة .. فهي جامعة لكل ما سبق بمزيد بيان في رسالة واحدة متخصصة في هذه المسألة وهي مسألة أكذوبة حرق وتعذيب وقتل الجن بالقرآن .. ومسألة أكذوبة استحضار الجن والشيطان بالقرآن أثناء الجلسة العلاجية .
 
- والحمد لله رب العالمين .. كنت دائما بفضل من الله أجهر بتكسير أصنام الباطل الروحانية والعقائدية على شبكة الإنترنت .. ولا أبالي بمخالفة الآخرين طالما ثابتا على كلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم بل ويصحب ذلك من العقل الإيماني ما يطمئن له عقل كل لبيب ..
 
- أما من يرتضي بأن يعيش في ذل أصنامه الفكرية فقد اختار طريق الضلال ولا يلومن إلا نفسه .. وأسأل الله للجميع البصيرة والفهم الصحيح في الدين والثبات على الحق .. آمين يارب العالمين .
 
- منهجيتي في هذه الرسالة:
1- الموضوعية والحيادية في إثبات العلم .
2- كتابة الرسالة كما هي عادتي في صورة سؤال وجواب تيسيرا على القاريء ولسهولة الإستيعاب.
3- تحقيق الأحاديث التي يتم ذكرها .
4- إثبات الأدلة الشرعية (قرآن وحديث) .. ثم الأدلة العقلية بعد ذلك.
 
- وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم .. أن يجعل هذه الرسالة نورا يضيء قلوب وعقول قد أظلمت بأفكار خاطئة وباطلة ومضللة .. حيث لا وجود لها في الدين الإسلامي سواء في القرآن أو في السنة .. آمين يارب العالمين.
 
- اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم .

 ******************************

:: الفصل الأول ::

:: عن أسلوب الشيطان وطرقه وأدواته في تضليل الإنسان ::

****************************

..:: س1: لماذا من المهم التعريف البسيط عن أسلوب الشيطان وخطته وأدواته في مقدمة هذه الرسالة ؟ ::..

- قد تسأل أخي الحبيب .. مستغربا عن سبب وضع مقدمة عن التعريف بأسلوب الشيطان وخطته وبعض أدواته .. فتقول ما علاقة هذا بمسألة حرق وتعذيب وقتل الجن والشيطان بالقرآن ؟!!
 
- هناك ارتباط وثيق لو أنت تأملت ذلك .. كيف ذلك ؟

- لأنه من الوسائل التي استخدمها الشيطان .. في نشر فكرته عن الحرق والتعذيب والقتل بالقرآن كانت من خلال تزيينه بصوته لهذه الفكرة في عقول بعض الرقاة وتلاعب بخيال الروحانيين .. حتى يثبت لهم هذه البدعة التي لا وجود لها في الدين الإسلامي .. وهي بدعة حرق وقتل وتعذيب الجن والشيطان بالقرآن ..!!
 
- ولذلك كان من الضروري أن أذكرك أخي الحبيب بأساليب الشيطان حتى تعرف كيف دخلت البدعة في الدين وكيف خدع الشيطان البعض بهذه البدعة التي استحسنوها ونشروها وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا ..!!

 *****************************

 

..:: س2: ما هو تزيين الشيطان الذي يفعله حتى يجذبك إليه ؟ ::..

 
- التزيين للشيء هو تجميله وتحسينه ..

- وتزيين الشيطان لإنسان هو تجميل الباطل وتزيينه في عيون الرائي لافتتن به .. فيظهر في صورة مقبولة في النفس فتشعر النفس بوجود راحة وقبول حينما تسمع أو ترى هذا التزيين سواء في الكلام أو في الأفعال أو في الخيال .. أي أن التزيين قد يكون ظاهرا وقد يكون باطنا ..
 
1- ففي الظاهر: يزين لك الباطل على أنه شيء ممتع للنفس .
 
2- وفي الباطن: يزين لك في عالم الخيال ما تهواه نفسك وترغب فيه بمشاهد خادعة مثل مشاهد الإحتلام ومثل أن يريك صور من تظن فيهم الظنون ليؤكد لك ظنك فيهم ويوهمك أن هذه رؤيا .. أو حتى في حال سماعك الرقية قد تظهر لك صور يزينها لك بصورة أشخاص أنت تعرفهم حتى تتهمهم بأنهم فعلوا لك أسحار أو سبب سوء أحوالك .. أو ياتيك في صورة أنك أحرقت الشيطان وقتلته أو ياتيك بصور أن هناك من جند الله يركبون أحصنة بيضاء ومعهم علم مكتوب عليه شهادة التوحيد حتى تظن أنه مدد الله .. وما شابه ذلك .. فهو يزين لك الصور التي تطمع في رؤيتها وترغب فيها ..
 
- وسواء كان التزيين الشيطاني في الظاهر أو الباطن .. فكلاهما باطل .. لأنه يخفي وراء ذلك نور الحقيقة التي يريد أن يحجبها عنك بالباطل الذي يزينه لك .. ويريد أن يسيطر على عقلك ونفسيتك بأن ما يزينه لك هو الحق .
 
- ولذلك أسلوب التزيين هو أسلوب الشيطان في التلاعب بنفوس الناس .. وفي ذلك نجد الشيطان يخبرنا عن منهجه مع الإنسان حينما قال لرب العزة: (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) الحجر39-40.
 
- الشيطان أعلن منهجة في الغواية بأنه قائم على التزيين .. ويعلن ذلك أمام الله .. وانه سيغوي أي سيضلل الإنسان من خلال أسلوب التزيين .. فكانه سيدخل الإنسان في فتنة اختبار من خلال تزيينه للباطل حتى يضل الإنسان عن معية الرب وطريقة ومنهجه .. كما هو حدث له حينما تمت فتنته ففشل في اختباره وضل عن طاعة الله فكان من الغاويين أي الضالين الخارجين عن معية الله بسبب ظلمه لنفسه حينما أبى واستكبر عن طاعة الله .. وفي ذلك يقول تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) البقرة34.
 
- بل وتظهر لنا منهجية الشيطان في آية أخرى جاء فيها: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) الأعراف16-17.
- أي أن الشيطان يوضح منهجيته في التزيين هنا .. فقال لأقعدن لهم على الطريق الذي يهديهم إليك لأصرفهم عن الحق إلى الباطل ..
 
- وكأن الشيطان يصنع مثل لافتة طريق أو مثل بوست كبير يضع فيه إعلانات متعددة للإغواء .. في كل مرحلة أو مرحلة في حياتك وأثناء طريقك الإيماني إلى الله .. حتى يحاول أن يجذبك إليها وتنحرف ولا تستمر على الطريق المستقيم.
 
- وفي هذا دلالة على أن الشيطان سيعترضك في طريقك إلى الله ليصرفك عن طريق الله بكل طريقة ممكنه .. فتارة يزين لك الباطل لتعمله .. وتارة أخرى يأتيك في صورة ناصح أمين كما فعل مع آدم عليه السلام حينما قال له (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَاآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى) طه120.
 
- ومعنى الآية من أيسر التفاسير للشيخ أسعد حومد رحمه الله:
- فجآءه الشيطان في صورة ناصح مشفق، وحاول إغراءه وإضلاله ليخالف ما عهد إليه ربه، وقال له أن الشجرة التي نهاكما الله عن الأكل منها هي شجرة الخلود، من أكل منها أصبح من الخالدين، وأصبح له سلطان وملك لا يبلى ولا ينتهي، فضعف آدم وزوجه تجاه هذا الإغراء بالمُلك، والعمر المديد، ونسيا ما عهد الله به إليهما، فأكلا من الشجرة. (انتهى الكلام).
 

***************************

..:: س3: ما هي جهات الشيطان التي يأتي بها للتزيين والغواية ؟ ::..

- اعلم أخي الحبيب:

- أن حضور الشيطان وطوافه بالإنسان يكون من نواحي أربعة وهي خطة إبليس ومنهجه في إبعادنا عن الطريق القويم .. وقد كشفها الله لنا على لسان إبليس حينما قال لله تعالى: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ. ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) الأعراف 16 - 17
 
1- كلمة (لأَقْعُدَنَّ) تدل على الترصد الدائم انتظارا للمدخل الذي يدخل إليه منه في حالة الغفلة .. وكلمة (لهم) ترشدك إلى تخصيص الغواية للإنسان تخصيص احتراف لن يتنازل عنه الشيطان بأي حال من الأحوال ولن ييئس في ذلك .
 
2- ثم إذا نظرنا لكلمة الإتيان من قوله (لآتِيَنَّهُم) .. سنجد أن المعنى هو المجيء بسهولة ..
- وهذا الإتيان يجعلك تفهم أن مجيء الشيطان بسهولة فيه إذن من الله للشيطان بأن يتسلط لعرض أفكاره التحريضيه على المعصية .. حتى ينكشف مَن هو المؤمن الذي سيدخل في حفظ الله مستعيذا به من الشيطان .. ومَن الذي سيصدق إبليس عليه ظنه وسيتبعه متجاهلا أوامر الله ولا يكون من الشاكرين لله .. !!
 
#- وكما أن مجيئ الشيطان سهل .. فطرده أسهل .. وهو أن تستعيذ بالله منه .. !!
 
3- ما المقصود من الجهات الأربعة ؟
- اليدين: المقصود بهما تزيين الدنيا لك حتى تظل غافلا عن العمل مع الله ..
- والخلف: المقصود به تحريضك على الإنكار والجحود لله واليوم الآخر حتى ترتد عن دينك وتنقلب على عقبيك خاسرا آخرتك ..
- واليمين: المقصود به صرفك عن الحسنات أو الطاعات بكل حيلة ..
- والشمال: المقصود به تحريضك على السيئات أو المعاصي بكل حيلة ..
- هذا اجتهادي في فهم الجهات الشيطانية .. والله أعلم.
 
4- والغرض من وصف الجهات هو .. تكرار محاولة الشيطان من حولك مثل الذئب الذي يبحث عن مدخل للوصول إليك .. وقد شرحت لك مقصود الجهات الأربعة سابقا فارجع إليه.!!
 
5- ونظرا لأن الشيطان يحضر من جهات متعددة .. ولا قدرة للإنسان بذلك في دفع ذلك عنه .. فقد اختص الله نفسه بقهر الشيطان .. وشرفك أنت أيها الإنسان المؤمن بأن يدافع عنك إن لجأت إليه واعتصمت به .. ..
 
#- فهل أنت فعلت ذلك واعتصمت بالله ؟!! أم أنك ضللت سبيل الحق .. وأخذت تبحث عن وسيلة لتتواصل مع الجن لتعتصم به وتستعيذ به وتتوكل عليه في دفع الشيطان عنك .. !! أو ارتضيت أن تذهب لمن له تواصل مع الجن والشيطان ليكون دليلك ومرشدك .. !! ثم بعد ذلك تزعم أنك تقول "يا رب"؟

- فانتبه أخي الحبيب لما لفت نظرك إليه وتأمل كلام الله وكن يقظ قدر استطاعتك ..
 
#- ولمزيد من التعرف على شرح الجهات الشيطانية ولماذا لم يذكر الله الجهة الفوقية والتحتية .. فاذهب لرسالة (الزوهريين مصيدة خدام الجن المقربين) للأستاذ خالد أبوعوف.
 

**************************

 

..:: س4: ما هي أدوات الشيطان التي يستخدمها في التزيين ؟ ::..

 
- أخي الحبيب:
- هناك أدوات يستخدمها الشيطان في الوصول إلى تحقيق خطته التي يريد تطبيقها وهي إحاطة الإنسان بالإغواء .. وهذه الأدوات هي التي سمح الله بها للشيطان أن يستخدمها وكلها مجموعة في قوله تعالى (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا. إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا) الإسراء 64- 65.
 
#- ومعنى الآية من تفسير المنتخب:
- واستخفَّ واستنزل بدعائك إلى معصية الله من استطعت منهم، وأفرغ جهدك فى جميع أنواع الإغراء، وشاركهم فى كسب الأموال من الحرام وصرفها فى الحرام، وتكفير الأولاد وإغرائهم على الإفساد، وعِدْهم المواعيد الباطلة كشفاعة آلهتهم، والكرامة عند الله بأنسابهم، وما يعد الشيطان أتباعه إلا بالتغرير والتمويه. (انتهى الكلام).
 
#- قال الشيخ الشعراوي رحمه الله (المتوفى: 1419 هـ):
- والحق سبحانه يقول مخاطباً إبليس: (واستفزز مَنِ استطعت مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ ... ).
فقوله تعالى: (واستفزز مَنِ استطعت مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ) الإسراء64 .. هذا كما تستنهض ولدك الذي تكاسل .. وتقول له: فِزّ يعني انهض .. وقُمْ من الأرض التي تلازمها كأنها مُمسكة بك .. وكما في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفروا فِي سَبِيلِ الله اثاقلتم إِلَى الأرض. .) التوبة38.
- فتقول للمتثاقل عن القيام: فِزّ أي: قُمْ وخِفّ للحركة والقيام بإذعان.
- فالمعنى: استفزز مَنِ استطعت واستخفّهم واخدعهم (بِصَوْتِكَ) بوسوستك أو بصوتك الشرير، سواء أكان هذا الصوت من جنودك من الأبالسة أمثالك، أو من جنودك من شياطين الإنس الذين يعاونوك ويساندونك.
تفسير الشعراوي ج 14 ص 8666
 
- قد ذكرت لك أخي الحبيب .. تخصيص تفسير أحد أدوات الشيطان وهي الإستفزاز بالصوت .. لأنه يخدم رسالتنا على وجه الخصوص لأنك ستعرف من خلالها كيف خدع الشيطان بعض الرقاة والروحانيين باكذوبة حرق وقتل وتعذيب الجن بالقرآن .. من خلال استماعهم لكلام الشيطان ..!! ولا حول ولا قوة إلا بالله ..!!
 
#- وقد ذكرت لك معنى عام لتفسير الآية من تفسير المنتخب .. ولكن لمزيد من التعرف على أدوات الشيطان وتفسير باقي الآية بتفصيل ممتع جدا .. فاذهب لرسالة (رسالة تأمين الخائف من المس الطائف) للأستاذ خالد أبوعوف.

 ***********************

:: الفصل الثاني ::

:: حدود تأثير القرآن على النفوس من خلال القرآن والحديث النبوي::

**************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .