ج3: رسالة الخرافة والبهتان في استحضار وحرق وقتل وتعذيب القرآن للجن والشيطان - كيف نناقش شرعيا ما نثبت به أن القرآن لا يقتل ولا يحرق ولا يعذب الجن والشيطان - ما الدليل العقلي على بطلان عقيدة أن القرآن يقتل ويحرق ويعذب الجن والشيطان - ما هي خطورة أن تقول في كلام الله ما لم يقل به الله ورسوله .

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الخرافة والبهتان

في استحضار وحرق وقتل وتعذيب القرآن للجن والشيطان

(هل القرآن يستحضر أو يحرق أو يعذب أو يقتل الجن والشيطان ؟)

(الجزء الثالث)

* فهرس:

:: الفصل الثالث :: مناقشة شرعية وعقلية على أن القرآن لا يحرق الجن والشيطان ::
1- س7: كيف نناقش شرعيا ما نثبت به أن القرآن لا يقتل ولا يحرق ولا يعذب الجن والشيطان ؟
2- س8: ما الدليل العقلي على بطلان عقيدة أن القرآن يقتل ويحرق ويعذب الجن والشيطان ؟

3- س9: ما هي خطورة أن تقول في كلام الله ما لم يقل به الله ورسوله ؟ 

****************************

:: الفصل الثالث::

:: مناقشة شرعية وعقلية على أن القرآن لا يحرق الجن والشيطان ::

**************************

..:: س7: كيف نناقش شرعيا ما نثبت به أن القرآن لا يقتل ولا يحرق ولا يعذب الجن والشيطان ؟ ::..

 
- سبق وأخبرتك أخي الحبيب عن حدود تأثير القرآن في النفوس كما ظهر ذلك من القرآن والحديث النبوي .. وتركت لك باختصار (11) دليل من القرآن .. و تركت لك (18) دليل من الحديث النبوي .. ولكن في هذا السؤال نستكمل باقي الأدلة في هيئة مناقشة بسيطة مع بعض أدلة أخرى من آيات القرآن أو الأحاديث ..

1- ما هي وظيفة القرآن في الحياة كما أخبرنا الله ؟
سنجد من مجموع الآيات أنه ذكر أي (موعظة) فيها رحمة وهداية ونذير وبشير وشفاء وموعظة ونور وبرهان وحكيم .. !!
ودليل ذلك .. قوله تعالى ( إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ . لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ) يس69-70 ..
أي أن قلبه حي ليستقبل الإيمان .. !!
ويقول تعالى : (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ . لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ) التكوير27-28 ..
 
- فالقرآن واضح تماما أنه ذكر من الله يجمع بين صفات عديدة جمعها القرآن كما ذكرناها في الأسئلة السابقة مثل كونه نذير وبشير ورحمة ونور وشفاء وغير ذلك .. ولكن هل جاء في القرآن أن من خصائصه وأوصافه أنه يحرق ويعذب ويقتل العالمين ..؟!!
لا .. لم يحدث .. !!
 
- يبقى من يقل على كلام الله أنه يحرق ويعذب ويقتل الجن .. يكون قد قال قولا فيه غلو مذموما وباطلا على الله وحرَّف في كلام الله ودعوة الحق ..؟!!
 
2- إذا كان كتاب الله مبارك .. كما يقول تعالى: ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ) ص29
 
- فالله أنزل القرآن فيه من الخيرات والرحمات والمنافع الدنيوية والأخروية لأنه (مبارك) .. وجعل فيه من الحكمة والموعظة الحسنة ليتأمل الناس في معانيه .. ليتعظ أصحاب العقول السليمة بما جاء فيه من قصص وعبر عن السابقين، كما قال سبحانه: (لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ) يوسف111 .
 
- فهل من بركة القرآن أنه وسيلة حرق وتعذيب وقتل للجن ..؟ ..لا !!
 
3- القرآن بشير للمؤمنين ونذير للكافرين وليس قاتلا للكافرين ولا معذبا لهم ولا حارقا لهم .. حيث يقول تعالى : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا . قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً . مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً . وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً) الكهف1-4.
 
- ويقول تعالى: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ) الأنعام130 .
- وهذه الآيات السابقة فاضحة لمن يقول بحرق القرآن للجن والشيطان .. وواضحه وضوح الشمس بأن القرآن ما هو إلا نذير وبشير لعالم الإنس والجن .. وليس وسيلة حرق ولا تعذيب ولا قتل ..!!
 
- وكيف يكون نذير لمن كفروا به ثم يقتلهم ويحرقهم ويعذبهم به .. فما وجه الإنذار حينئذ .. !! .. أفلا تعقلون يا جماعة المعالجين الذين تقولون بهذا الحرق ..!!
 
4- وأزيدك يقينا بالحقيقة القرآنية النورانية .. حيث يقول تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) الشورى52 .
 
- تأمل قوله تعالى: (جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا) ..!!
- فكيف يأتي بعد هذا البيان القرآني من يزعم أنه راقي ليزور في الحقيقة القرآنية ويجعل منه نارا حارقة للجن ..!! أليس هذا غلو مذموم مصحوب بافتراء على كلام الله بما ليس فيه ..؟!!
 
5- كيف يكون كتاب الهداية والرحمة للعالمين ثم يقال عنه كتاب تعذيب وقتل وحرق للعالمين .. يقول تعالى (وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) الأعراف52.
 
6- ما فائدة تصريف الوعيد في القرآن لو كان القرآن يحرق ؟!! .. حيث يقول تعالى: (وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً) طه113.
 
- فتأمل كلام الله .. وهو يوضح لك حقيقة قرآنية .. أنه كتاب يُتلى بلسان عربيا .. وأوضح وأظهر فيه وكشف فيه من الوعيد وهو التحذير والإنذار من العذاب لو ظل الناس على كفرهم .. لعل هذا التحذير بالوعيد يجعلهم يؤمنون فيتقون بذلك عذاب الله .. أو يكون قد بلغهم ذكر القرآن فلا حجة لهم بعد ذلك ..!!
 
- فهل قال الله أن في هذا التصريف خاصية حرق وتعذيب وقتل لمن يقرأه أو يُتلى عليه ..؟!! .. لا .. لم يقل ..!! بل قال (وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ) أي وفصَّلنا فيه أنواعًا من الوعيد رجاء أن يتقوا ربهم ..
 
 7- هل الله سيتحدى الجن بأن يأتوا بقرآن يحرقهم ويذبحهم .. حيث يقول تعالى: (قُل لَّئِنِ اجتمعت الإنس والجن على أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هذا القرآن لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ) الإسراء88
- ألا يعقل هؤلاء المعالجين كلام الله .. ام على القلوب أقفال ..!!
 
8- إذا كان الله تعالى يقول: (وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ) النساء171.
- فهل من الحق أن نبتدع غلو مذموم فيه شهادة زور على الله من خلال أن ننسب إلى كلامه الشريف ما لم يقل به .. ونقول أنه يحرق ويقتل ويعذب النفوس سواء جن أو إنس ؟!! بكل تأكيد .. لا ..
 
9- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الجِنِّ جَعَلَ يَفْتِكُ عَلَيَّ البارِحَةَ، لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلاةَ، وإنَّ اللَّهَ أمْكَنَنِي منه فَذَعَتُّهُ، فَلقَدْ هَمَمْتُ أنْ أرْبِطَهُ إلى جَنْبِ سارِيَةٍ مِن سَوارِي المَسْجِدِ، حتَّى تُصْبِحُوا تَنْظُرُونَ إلَيْهِ أجْمَعُونَ، أوْ كُلُّكُمْ، ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَ أخِي سُلَيْمانَ: {رَبِّ اغْفِرْ لي وهَبْ لي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِن بَعْدِي} [ص:35]، فَرَدَّهُ اللَّهُ خاسِئًا) صحيح مسلم.
 
- ومعنى قوله (يفتك علي البارحة): أي ظهر لي فجأة ليفسد عليَّ صلاتي .. وفي رواية البخاري بلفظ (إنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ البارِحَةَ ....) .
 
- هل انتبهت أخي الحبيب لشيء هام .. وهو أن القصة السابقة دليل على أن القرآن أو عموم الأذكار لو كان يحرق ما كان اقترب الشيطان من النبي وهو يصلي .. !!
 
10- من المعلوم أن الجن الغير مؤذي (من أهل الكتاب أي يهود ونصارى) .. من الممكن أن يحضروا للإستماع للقرآن ومجالسة من يقرأ القرآن لعلهم يتذكرون أو تنفعهم الذكرى ؟!! وهذه المجالسة لا تسبب لهم أي حرق أو أذى بأي حال من الاحوال ..

 
- اقرأ معي قوله تعالى: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا) الجن1 ..، ويقول تعالى: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ . قَالُوا يَاقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ) الأحقاف29.

 

- فلو كان في القرآن خاصية إحراق للعالم الروحاني (الجن) .. ما كان استطاع الجن من أهل الكتاب أن يستمعوا للقرآن .. بل وأنصتوا له أيضا .. أي كانت أسماعهم في حالة تركيز شديد جدا وانتباه قوى لما يستمعون له ..
 
- فلو كان القرآن يحرق أو يقتل أو يعذب .. لماذا لم يحدث شيء من الأذى بالحرق والتعذيب والقتل لهؤلاء الذين حضروا لسماع القرآن وكانوا حينئذ لم يؤمنوا بالنبي وكلام الله ؟!!
 
11- بل هل تعلم أن الشياطين تحضر وقت قرائتك القرآن .. ودليل ذلك قوله تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) النحل 98 ..
 
- فلو لم يكن للشياطين الاستطاعة في الحضور وقت قراءة القرآن .. ما كان لطلب الإستعاذة من الله في الآية حينئذ أي معنى ..!! بل الاستعاذة مطلوبة حتى لا يفسد عليك الشيطان قرائتك فيجعلك تفهم غلط في كلام الله وتلحد في معرفته وآياته ويخلط عليك في القراءة .. ولذلك أمرنا الله بالإستعاذة حتى يكون ذلك حجاب للشيطان ..
 
- وكذلك يقال لمن لم يستعيذ بالله من الشيطان .. فالشيطان يحضره وقت قرائته وإلا ما كان للإستعاذة خصوصية تأثير ..!!
 
- انتبه واعلم أخي الحبيب: إذا اطمأنيت بالقرآن وثبت على العمل به قدر استطاعتك كانت قرائتك في ذاتها حجاب لك من كل سوء بفضل من الله أي يتم تفعيل خاصية قوله تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) الإسراء45 .. فتكون في ستر الله ظاهرا وباطنا ولا يفسد عليك أحد حالك مع القرآن لا إنس ولا جن .. لأن حجاب الستر قد تجلى به عليك ..وسياتيك مزيد التعريف بذلك في فصل قادم إن شاء الله تحت عنوان (متى يتم تفعيل خصائص القرآن للمؤمن ؟ ) ..
 
12- لو كان القرآن أو الذكر يحرق الشيطان ويعذبه ويقتله .. فلماذا يأتي الشيطان ليوسوس لك في الصلاة أثناء قرائتك للقرآن وذكرك في تسابيح الركوع والسجود .. بل قد تستمع أو تقرأ لآية وتأخذك فيها الوساوس .. وكثير من المصلين في الصلاة يذهبون بخيالهم لأمورهم الحياتية إلى حين انتهاء القاريء من القراءة ..!! فلماذا لم يحترق الشيطان وقت قراءة القرآن في الصلاة وذكرك فيها حينئذ .. بل ويظل يوسوس فيك ؟!!
- لأنه ببساطة .. لا القرآن ولا ذكر التسابيح يحرق الشيطان ..!!
 
13- بل ويزيدك يقين على ما سبق هو كلام الملائكة (خزنة النار) للكافرين يوم القيامة .. فاقرأ قوله تعالى : ( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ) الزمر71
 
* فلو كان الإنذار بكلام الله في الدنيا له خاصية التعذيب والحرق والقتل .. فما فائدة قول ملائكة العذاب للكفار: (يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ) .. ؟!! لأنه لو كان كتاب الله فيه شيئا بخلاف الإنذار للكافرين .. لكان في كلام الملائكة كذب (وحاشاهم) .. ولكن هذه هي الحقيقة القرآنية فعلا أنه كتاب بشير بالجنة ورحمة الله وكتاب نذير من النار وعذاب أليم .. أي كتاب وعد ووعيد ..
 
#- وخلاصة القول أخي الحبيب:
* فكلام الله في كل الأزمنة بالنسبة للعصاة والملحدين والكافرين .. هو وسيلة إنذار من العذاب .. وليس وسيلة تعذيب .. أو وسيلة قتل وحرق للنفوس سواء الإنسية أو الجنيَّة .. ومن يقل بأنه وسيلة تعذيب وقتل وحرق فليأت بالدليل وإلا فهو قد قال على الله قولا مذموما فيه مغالاة قد نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم .. بل ويكون قد نسب شيئا لله بالباطل لأنه ليس في كلام الله ..!!
 

*******************************

..:: س8: ما الدليل العقلي على بطلان عقيدة أن القرآن يقتل ويحرق ويعذب الجن والشيطان ؟ ::..

 
1- هل نسى الله (وحاشاه سبحانه) أن يخبر نبيه أن القرآن يحرق ويذبح ويقتل الجن والشياطين ؟ أم أن الذي يقول بذلك هو من أهل البدعة والتحريف في مقاصد كلام الله ..!!
 
2- بل لو كان القرآن يحرق فكيف ذهب الجن المؤمن لقومهم منذرين بالقرآن يتلونه عليهم .. ؟!! لأنه لو كان يحرق أن يقتل أو يعذب فهل ذهبوا لقومهم لنتقموا منهم بالقرآن ؟!! بكل تأكيد لا .. بل كانوا يتلون عليهم القرآن وينذرونهم كما قرأنا في قوله تعالى: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ) الأحقاف29.
- فمن الجن من كان يؤمن ومنهم من يظل على كفره .. وإلا كان الكافر احترق إذا لم يؤمن !!  
- وفي ذلك أبسط دليل على مدى جهل من يقول بأن القرآن يحرق الجن والشيطان ..!!
 
3- بل وأعجب ما تسمعه من المعالجين .. أنه يقرأ القرآن ولا يحترق الجن والشيطان .. بل ويظل الشيطان يقول له لماذا تحرقني وتريد قتلي .. !!
- فلو كان هذا المعالج لديه عقل رشيد .. لكان تسائل في عقله وقال: كيف يقول الشيطان أنه يحترق ويموت ويكلمني في نفس الوقت ..!! بل لماذا لم يحترق من كثرة القرآءة وينتهى الأمر طالما القرآن يحرق ؟!!
 
4- إن كان الجن يُعذب ويُحرق من القرءان .. فكيف الشيطان يقرأ القرآن أحيانا على لسان بعض المصابين من باب التحدي للراقي ؟!! أيحرق نفسه بنفسه .. ؟
- ولكان تسائل الراقي قائلا: كيف أن الشيطان يقرأ القرآن وما يحرقه .. هذا لو كان القرآن يحرق فعلا ؟!!
- أفلا يعقلون هؤلاء المعالجين أم على القلوب أقفال ؟!!
 
5- وعلى هذه العقيدة الباطلة والغير صحيحة والمخالفة للقرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وهي عقيدة حرق القرأن للجن .. فلو أراد شيطان أن يحرق شيطان آخر انتقاما منه .. فهو سيستعين بجن مسلم ليقرأ شوية قرآن على مَن يريد الإنتقام منه ليحرقه ..!!
- أهذا كلام يعقله عاقل أو يقول به مؤمن أو حتى كافر لديه شيئا من العقل ..؟!!
 
6- لو كان القرآن يحرق ويقتل ويعذب .. فلماذا لم يستطع النبي صلى الله عليه وسلم أن يحرق به عوالم الإنسان والجن الكفار .. لأن القرآن نزل تكليفا لكلاهما .. حيث أن ما يؤثر في أحدهما يؤثر في الآخر .. لأنها نفوس .. والنفوس تتأثر بالخصائص القرآنية .. والقرآن منفعل مع النبي بخصائصة كلها لطهارته ظاهرا وباطنا صلى الله عليه وسلم ..!!

7- إذا كان القرآن يحرق .. فكيف صرف ووجَّه الله بعض الجن ليستمعوا للقرآن وينصتوا إليه ؟!!
 
- هل ليهديهم للحق وطريق مستقيم .. وينذرهم من عذاب أليم .. أم ليحرقهم بقراءة القرآن من النبي ؟!!
 
- ولذلك الجن الذي قد آمن .. كان آمن لأنه وجد القرآن يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم .. وليس خوفا من أن القرآن سيحرقهم ..!!
 
- فلماذا لا يتقى الله هؤلاء الرقاة فيما نسبوه لكلام الله من أنه حارق وقاتل ومعذب للجن والشيطان ؟!!
 
#- ومن ناحية أخرى أخي الحبيب أريدك أن تنتبه للآتي:
 
8- طالما القرآن يحرق فلماذا كان يأمر الله النبي بالإستعاذة والإعتصام به سبحانه من الشيطان الرجيم .. عند الوسوسة وعند قراءة القرآن ؟!!
- أي لماذا لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: اقرأ القرآن وسيحترق كل عالم الشيطان ؟!!
 
9- لماذا لم يقرأ النبي قرآن على الشيطان الذي اعترضه في صلاته .. حتى يحرقه ؟!! بل قال للشيطان لما اعترضه في صلاته: (أعوذ بالله منك) صحيح مسلم .. ولم يقل (أحرقتك بكلام الله ولا أحرقتك بآية الكرسي ولا بسورة البقرة ) أو ما شابه ذلك من خرافات الرقاة ..
 
10- لماذا النبي صلى الله عليه وسلم وسيدنا إبراهيم عليه السلام .. كانا يستعيذا ويُعيذا أبنائهما بكلمات الله من الشيطان .. ولم يقولا أحرقنا الشيطان بكلام الله ؟!! .. حيث جاء في الحديث عن النبي قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَوِّذُ الحَسَنَ والحُسَيْنَ، ويقولُ: إنَّ أَبَاكُما كانَ يُعَوِّذُ بهَا إسْمَاعِيلَ وإسْحَاقَ: أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ) صحيح البخاري.
 
11- لماذا النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمنا الإستعاذة من همزات الشيطان ومن حضوره .. دون أن يعلمنا الإحراق بالقرآن .. حيث جاء في الحديث (إذا فزعَ أحدُكُم في النَّومِ فليقُلْ: أعوذُ بِكَلِماتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ من غَضبِهِ وعقابِهِ وشرِّ عبادِهِ ، ومن همَزاتِ الشَّياطينِ وأن يحضُرونِ .. فإنَّها لن تضُرَّهُ) صحيح الترمذي .
 
12- لماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في رقية الصحابي عثمان بن أبي العاص حينما أصابه وسواس: (قال: اخرُجْ عدوَّ اللَّهِ) صحيح بن ماجه .. ولم يقل أحرقتك يا شيطان بكلمات الله أو سأحرقك يا شيطان بالقرآن إذا لم تبتعد..!!
- بل نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقرأ قرآن عليه ..!!
 
13- لماذا لم يقرأ النبي صلى الله عليه وسلم أي قرآن على أي حالة مصابة روحانيا .. حتى يعلمنا كيفية حرق الشيطان بالقرآن ؟!!
- أما عن الرواية التي يسميها البعض بالرقية الشرعية هي رواية غير صحيحة .. حتى لا يحتج أحد بها ..!!
 
#- ومن ناحية أخرى أخي الحبيب أريدك أن تنتبه للآتي جيدا:
14- لماذا لم يحترق قرين النبي (الشيطاني) .. وهو الذي كان يقرأ القرآن ليل نهار وتحضره ملائكة الليل والنهار .. وووو ..
- بل أقصى ما حدث مع هذا القرين الشيطاني هو الاستسلام والخضوع والتوقف عن الوسوسة لسيدنا رسول الله .. وبعض العلماء قال أنه استسلم وأسلم "وإسلام القرين من خصوصيات النبي" ..
 
15- لو كان القرآن يحرق الشيطان فلماذا نستعيذ بالله منه عند قرائته .. طالما لو اقترب .. فسيحترق ؟
- لأن القرآة حينئذ ستكون كافية لحرقه ..!!
 
16- لماذا لا يحترق القرين الشيطاني الملازم لنا كلما واظبنا على قراءة القرآن ..؟
 
17- ولو قلتم أنه يحرق غير المسلم .. قلت لك: أنت خالفت القرآن والسنة .. لأن القرين الشيطاني وظيفته التضليل وإحراقه يكون سقط جزء من اختبار الله لك وهذا محال عقلا وشرعا .. لأن القرين الشيطاني موكل بك من الله أي مسلط عليك .. ليختبرك .. كما أن قرينك الملكي أنت مؤيد به كرامة من الله لك .. وبقدر عملك يكن مددك من هذا أو ذاك ..
 
- ومن ناحية أخرى .. لو كان القرآن يحرق غير المسلم .. فكيف يكون حينئذ كتاب هداية ورحمة لغير المسلم .. ؟!! بل وسيكون بهذا القول فيه إنكار على القرآن أنه رحمة للعالمين ..!!
 
18- وكيف يحرق القرآن الجن المسيحي واليهودي وهم محل دعوة ؟ فهل معنى أنهم لم يؤمنوا فيكون جزاؤهم أن يتم حرقهم بالقرآن ؟!!
فإن لم يكن هناك دليل على زعمكم .. فلماذا تفترون على الله بما لم يقل به ؟!!
 
19- من العجيب لأمر الرقاة أنهم أيضا يحرقون المسلم الفاجر أو العاصي .. !!
فجعلوا من القرآن وسيلة حرق للمسلم والكافر ..!!
فكيف تصدقوا هؤلاء الذين كذبوا على القرآن بما ليس فيه ..؟!!
أفلا تعقلون يا ناس ..!!
 
#- ومن ناحية أخرى أخي الحبيب انتبه جيدا للآتي:
 
20- إذا كان الإكراه في الدين ممنوع .. أيكون التعذيب والقتل بقراءة القرآن خاصية متاحة في القرآن ؟
- أليس هذا دليل على أنهم يفترون على الله بقول كذب ؟!
 
21- لو كان القرآن يحرق .. لكان عالم الجن كله قد آمن إيمانا بيقين .. لأنه معجزة مؤثرة فيهم ظاهريا بالحرق .. فهل بعد ذلك دليل ليؤمنوا أنه كلام الله الحق بعد أن ظهرت بركته بالإحراق فيهم ..!!
- فلو لم يؤمنوا قلبا فسيؤمنوا قهرا خوفا من الحرق بالنار ..؟!!
- ولكن هذا لم يحدث .. لأنهم لا يرون في القرآن أي خاصية حرق ..!!
- ولو ظهرت خاصية الإحراق فيهم لسقطت حكمة الإيمان بالغيب ..!!
- وإلا فلماذا لم نرى النار ولا الجنة ..!!
- لأننا لو رأيناهما .. لآمن الناس جميعا ..!!
- مش كده ولا إيه ؟!!
 
#- ولكن لما كان القرآن يخاطب العقول والقلوب طلبا منهم للإيمان .. فلذلك كفر من كفر لأنه لا يجد دليل مادي على صدق ما يزعمه أهل الإيمان مثل الجنة والنار ..!!
 
22- لو كان القرآن يحرق ويعذب ويقتل ما كان حدث استمتاع بين الإنس والجن .. وإلا خاف الجن من الإنس من أن يحرقوهم بالقرآن ..!!
- ولكن لما كان القرآن ليس فيه خصوصية إحراق أو قتل أو تعذيب .. فإن الجن اطمئنوا لمعاملتهم مع الإنس وسمحوا لهم أن يستمتعوا بهم ..
 
#- وأختم لك أخي الحبيب بهذه الدلائل العقلية وليكن ختامها مسك إن شاء الله لكل باحث عن الحق:
23- طالما القرآن يحرق ويقتل ويعذب .. والقرآن هو كتاب الله للإنس والجن وهما جماعة المكلفين .. فلماذا جعلتم من القرآن وسيلة قتل وتعذيب وحرق لعالم الجن فقط ولم تجعلوه للإنس أيضا ؟!! أم أنه مخصص فقط لتعذيب وحرق وقتل عالم الجن والشيطان ؟!!
 
- بكل تأكيد كرامة القرآن للجميع .. ولكننا لم نرى أن أحد الناس قرأ على شخص وأحرقه أو قتله أو عذبه بقراءة آيات الله عليه ؟!!
 
- فكيف يزعم أحد بتخصيص كلام الله بحرق وقتل وتعذيب الجن والشيطان بالقرآن ؟!! فمن أين أتوا بهذا التخصيص .. !!
 
24- وإذا كان القرآن يحرق ويقتل ويعذب .. فلماذا الجن المسلم لا يحرق عالم الشياطين بقراءة القرآن .. وينتهي الأمر ؟!!
 
- لأن هذا الحرق بالقرآن لا يحدث ولم يحدث ولن يحدث .. لأنه ليس في عقيدة القرآن من أساسه ..!!
 
- وحينئذ هنا ينكشف لك اخي الحبيب .. خدعة المعالجين من الرقاة والروحانيين ممن يقولون (يا جند الله احضروا) ويزعمون أنهم يأتون للمساعدة والنصر .. ولكن هؤلاء المعالجين أنفسهم في نفس الوقت هم الذين يقولون بأن القرآن يحرق ويقتل ويعذب ..!!
 
- فلو كان القرآن يحرق ويقتل ويعذب .. فما فائدة حضور جند الله الذين ينادون عليهم ويأتون ؟!! أليس القرآن في عقيدتهم يحرق ويقتل ويعذب ؟!! فلماذا تركوا كلام الله وجحدوه واستعانوا بمن يسمونهم جنود الله وما هم إلا شياطينهم الذين يؤيدونهم في باطلهم وإلا فلماذا يئسوا في الإستعاذة بالله وقراءة القرآن ..؟!!
 
- فثبت بذلك بطلان من يقول على القرآن أنه يحرق ويقتل ويعذب .. لأن فعلا القرآن لا يحرق ولذلك استعانوا بغير الله لينتصروا به !! ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
 
- عجبا لبعض المعالجين حيث قد جائهم نور من ربهم .. فجحدوه واستعانوا بغير الله ويزعمون أنه جنود الله .. والله بريء منهم ومن زعمهم الذي يزعموه ..!!
 
25- واختم لكم الأدلة العقلية بسؤال يكون ختامه مسك وهو:
- طالما أيها الراقي احرقت الجن والشيطان بالقرآن .. فهل تستطيع أن تنير قلبه بالقرآن أيضا لأنه نور .. أم أن القرآن له خاصية إحراق فقط ؟!!
- ولو قلت أن نور الهداية من القرآن بيد الله ؟ سأقول لك: وهل كان الإحراق بيدك أنت حتى تقول أحرقتك بكلام الله ..؟!!
 
- ثم لماذا حينما تطلب حرقه فهو يحترق أمامك ويتعذب .. ولكن حينما تطلب هدايته لا يهتدي ؟!! فهل أنت متخصص حرق جن وشيطان ؟!!
 
- ما لكم أيها المعالجون ؟!! أليس لكم عقول تعقلون بها .. ؟!!
 
26- لو كان القرآن يحرق حتى الموت ويقتل ويعذب حتى الموت .. فهل القرآن يحي الموتى بعد أن انتهى أجلهم ؟!!
- فلو قلتم .. نعم .. فقد خالفتم القرآن .. لأنه لا عودة لمن مات منتهيا أجله .. !!
- ولو قلتم .. لا .. فقد أثبتم أن القرآن كلام الله ليس عدل وفيه اعتداء على العالمين لغير المؤمنين به ..!! وهذا يعتبر كفر لمن يقول بأن الله ظالم وليس بعدل ..!!
 
27- قلتم بأن القرآن يحرق ويقتل ويعذب ويذبح الجن والشيطان .. وصدقتم أكذوبة الشيطان .. ولكن هل شاهدتم هذا الحرق والقتل والتعذيب ؟!! وتقسمون على أن هذا هو ما حدث فعلا بما لا شك فيه ؟!!
- لن تفعلوا ..!! لأنها مجرد ظنون أخذتموها من الشيطان وعالم الخيال ..!!
 
- بل ولو أقسمتم أنه حق .. سأقول لكم .. وبأي إدراك يقيني لديكم أقسمتم به على عالم الغيب وأنتم لا يقين لكم في عالم الغيب إلا بوحي من الله أو ما يدل عليه من دليل الوحي ؟!!
 
- فكفاكم أيها المعالجون شهادة بالباطل .. لأنكم لم تشاهدوا شيئا بحق يقين .. وإنما بما أراكم الشيطان في عالم الخيال لتظنوا أنه حقيقة ..!! فصدقتموه .. للأسف .. ولم ترجعوا لتطابقوا هذا الظن على كلام الله ورسوله ..!!
   
#- وختاما لما سبق:
1- أيها المعالجون .. كفاكم اتباع لأكذوبة الشيطان ونشر كلامه ولا تكونوا أتباعا لتعاليم الشيطان وأنتم تحسبون أنكم تعظمون من القرآن في حين أنتم نسبتم للقرآن ما ليس فيه بسبب كلام أخذتموه من الشيطان .. فاتقوا الله في أنفسكم والمسلمين .. فالأنفاس قليلة ويوم القيامة قريب ..!!
 
2- أم أن للحقيقة وجه آخر في نفوسكم .. وهي أن خدعة الشيطان لكم بأن القرآن يحرق قد استهوتها أنفسكم .. ووجدت لها أثر في نفس الناس ويأتي من ورائها حب الظهور والشهرة بمظهر القاهر لعالم الجن والشيطان .. ولذلك ارتضيت أن تقول كلام الشيطان متجاهلا كلام الله في القرآن عن القرآن .. ونسبت للقرآن ما ليس فيه ؟!!
 
- أفلا تعقلون أم أن بدعة حرق الجن بالقرآن أحب إلى قلوبكم من اتباع الحق وترك المغالاة وكلام الشيطان الذي اتبعتموه من خلال قوله لكم في جلسات العلاج: أني احترق وأموت بالقرآن ..!!
 
#- أخي الحبيب .. بعد كل ما سبق من أدلة:
1- لقد تركت لك باختصار (11) دليل من القرآن .. و تركت لك (18) دليل من الحديث النبوي .. وتركت لك (13) مناقشة شرعية هي أيضا أدلة .. وأخيرا تركت لك (27) دليل عقليا تستعمل فيهم عقلك لعلك تبصر ما كنت غافلا عنه ولم تنتبه إليه .. أي لديك (69) دليل .. وأرجو من الله أن تجد واحدا منهم يكون لك فيه بصيرة ..!!
 
2- وبالتالي لي الحق أن أسأل .. لماذا نقول في كلام الله ما لم يقل به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .. ونتبع كلام الشيطان بدلا من اتباع كلام الله ورسوله .. ونتبع الخيالات والكشوفات بدلا من كلام الله ورسوله ..!! فإن كلامك على كلام الله بما ليس فيه .. فإن في ذلك خطورة كبيرة على إيمانك .. ليه فيه خطورة ؟
 
- تابع معي خطورة هذا الأمر في السؤال التالي ..
 

*****************************

 

..:: س9: ما هي خطورة أن تقول في كلام الله ما لم يقل به الله ورسوله ؟ ::..

 
- هناك خطورة كبيرة على المؤمن الذي يأخذ علمه وعقيدته من كلام الشيطان أو الأحلام والخيال .. ويقول في كلام الله ما لم يقل به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .. أين نجد هذه الخطورة ؟!!
 
- أولا: في القرآن ..
1- حيث أن التقوُّل على كلام الله بما ليس فيه هو نوع من الكذب على الله .. ويحذر الله المؤمنين من الكذب في دينه .. فيقول تعالى: (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ) النحل116.
 
2- أن تنسب لآيات الله ما ليس فيها فهو نوع من الإلحاد في كلام الله عن مقصد الله في كلامه .. فتكون متبعا لمنهجية الكافرين ومتشبها بهم .. يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) فصلت40.
 
- ثانيا: في الأحاديث ..
1- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اقْرَؤوا القُرْآنَ واعْمَلُوا بِهِ وَلَا تَجْفُوا عَنْهُ وَلَا تَغْلوا فِيهِ وَلَا تَأْكُلوا بِهِ وَلَا تَسْتَكْثِرُوا بِهِ) رواه بن أبي عاصم في الآحاد والمثاني .. وذكره الألباني في صحيح الجامع وفي الصحيحة بأنه صحيح ..
 
- وجاء في رواية أحمد والطبراني بدون لفظ (واعملوا به) ..
 
- معنى (لا تجفوا عنه): لا تبتعدوا وتهجروا تلاوته وكان هناك جفاء في العلاقة بينكم وبينه .
 
- معنى (ولا تغلوا فيه): لا تتكلموا فيه إلا ببرهان ودليل حتى لا تنسبوا إليه ما ليس فيه بالباطل ..، أو لا تجتهدوا في قرائته وتتركوا غيره من العبادات .. أو اللفظ يشير إلى المعنيين ..
 
- والشاهد من الإستدلال بالحديث .. هو أن ما ينسبه هؤلاء الرقاة للقرآن هو نوع من الغلو القبيح الذي لم يذكره الله ورسوله .. لأنهم أضافوا صفات للقرآن لم يقل بها الله ولا رسوله .. وهي أن القرآن يحرق ويقتل ويعذب ويذبح ..!!
 
- فإذا لم يأتوا بدليل على هذا الغلو الذي نسبوه للقرآن .. مثل صفة الحرق والتعذيب والقتل والذبح للجن والشيطان .. كانوا مذمومين بهذا الغلو الذي لا دليل عليه إلا كلام الشيطان لهم في جلسات العلاج  أو خيالهم الذي زينه وصوره الشيطان لهم فيه بأنه يحترق ويموت بالقرآن ..!!
 
2- عَنْ السيدة عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (سِتَّةٌ لَعَنْتُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَكُلُّ نَبِيٍّ مُجَابٌ؛ الزَّائِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى، وَالْمُكَذِّبُ بِأَقْدَارِ اللَّهِ، وَالْمُتَسَلِّطُ بِالْجَبَرُوتِ لِيُذِلَّ مَنْ أَعَزَّ اللَّهُ وَيُعِزَّ مَنْ أَذَلَّ اللَّهُ، وَالْمُسْتَحِلُّ لِحَرَمِ اللَّهِ، وَالْمُسْتَحِلُّ مِنْ عِتْرَتِي مَا حَرَّمَ اللَّهُ، وَالتَّارِكُ لِسُنَّتِي) رواه الحاكم وقال: قد احتج البخاري بعبد الرحمن بن أبي الموال وهذا حديث صحيح الإسناد ولا أعرف له علة ولم يخرجاه .. وقال الذهبي: صحيح ولا أعرف له علة .. وقال السيوطي في الجامع الكبير: صحيح .. وقال الأرنؤوط في تخريج بن حبان: إسناده حسن .. وقال الألباني بضعفه في ظلال القرآن .. (قلت خالد صاحب الرسالة: وأحسب الشيخ الألباني لم يوفق في تضعيفه .. لأن اضطراب الروايات لا علاقة له بوجود رواية صحيحة بينهم– والله أعلم) ..
 
#- انتبه أخي الحبيب إلى قوله (الزَّائِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى) .. أي الذي يزيد في كلام الله لفظا أو معنى ليس فيه ..!!
- وقوله (التارك لسنتي): أي المستحل التارك لسنتي .. أي منكر السنة كجماعة القرآنيين وأشباههم الذي يجحدون السنة النبوية .
 
#- وخلاصة ما سبق:
- أيها المعالجون .. أين الدليل والبرهان الشرعي على أن القرآن يحرق أو يقتل أو يعذب الجن .. طالما المسألة تتعلق بالقرآن ؟!! .. فنقول لهم كما يقول تعالى: (إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) يونس68.
 
- فإن لم يأتوا بسلطان العلم من الشريعة على ما زعموه في حق كلام الله .. فهم بذلك قد غالوا في القرآن غلوا مذموما فيه افتراء على كلام الله لأنهم بذلك قد سلبوا منه خصوصية رحمته للعالمين في أي وقت ..!!
 
#- وبهذا يكون ختام الكلام على الأدلة الشرعية والعقلية وخطورة الكلام على كلام الله بما ليس فيه .. وننتقل إن شاء الله في التعريف بتاريخ أكذوبة حرق القرآن للجن والشيطان وكيف استطاع الشيطان أن يروج لهذه العقيدة في الدين .. والله المستعان على بيان ذلك إن شاء الله تعالى ..

 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .