ج4: رسالة الخرافة والبهتان في استحضار وحرق وقتل وتعذيب القرآن للجن والشيطان - ما هي المرجعية التي استمد منها الرقاة والروحانيين عقيدة أن القرآن يقتل ويعذب ويحرق الجن والشيطان - ما هي طريقة التلقين الشيطاني التي أخذ منها الرقاة والروحانيين عقيدة أن القرآن يحرق ويقتل ويعذب الجن والشيطان - لماذا يمدح الشيطان في نفسية المعالج مع تزيين الصور الخيالية في نفسية المصاب روحانيا - ما سبب سريان المدح في نفسية المعالج وما الذي يترتب على ذلك من خلل في نفسه وقلبه - من أين جاءت فكرة ذبح الجن والشيطان بالقرآن ؟ ولماذا يرحل الشيطان حينما تضع المصحف أسفل المخدة عند النوم .

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الخرافة والبهتان

في استحضار وحرق وقتل وتعذيب القرآن للجن والشيطان

(هل القرآن يستحضر أو يحرق أو يعذب أو يقتل الجن والشيطان ؟)

(الجزء الرابع)

* فهرس:

:: الفصل الرابع :: تاريخ تدوين أكذوبة أن القرآن يحرق ويقتل ويعذب الجن والشيطان ::
1- س10: ما هي المرجعية التي استمد منها الرقاة والروحانيين عقيدة أن القرآن يقتل ويعذب ويحرق الجن والشيطان ؟
2- س11: ما هي طريقة التلقين الشيطاني التي أخذ منها الرقاة والروحانيين عقيدة أن القرآن يحرق ويقتل ويعذب الجن والشيطان ؟ (الشيطان يتحدث ويزين – والراقي لجهله يصدقه وينشر كلامه).
3- س12: لماذا يمدح الشيطان في نفسية المعالج مع تزيين الصور الخيالية في نفسية المصاب روحانيا ؟
4- س13: ما سبب سريان المدح في نفسية المعالج وما الذي يترتب على ذلك من خلل في نفسه وقلبه ؟

5- س14: من أين جاءت فكرة ذبح الجن والشيطان بالقرآن ؟ ولماذا يرحل الشيطان حينما تضع المصحف أسفل المخدة عند النوم ؟

 ****************************

:: الفصل الرابع ::

:: تاريخ تدوين أكذوبة حرق وقتل وتعذيب الجن والشيطان بالقرآن ::

**************************

..:: س10: ما هي المرجعية التي استمد منها الرقاة والروحانيين عقيدة أن القرآن يقتل ويعذب ويحرق الجن والشيطان ؟ ::..

- أخي الحبيب .. قد سالتني سؤال هام .. وهو إذا كانت عقيدة حرق الجن والشيطان بالقرآن هي عقيدة باطلة .. فلابد أن يكون لها مرجعية أصل تم الأخذ عنه .. فهل هناك أصل لهذ الأكذوبة ؟

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- نعم يوجد أصل ومرجعية لهذه الأكذوبة والبهتان على كلام الله بما ليس فيه من .. حيث تم نسبة حكم وخاصية إلى القرآن ليست فيه وهو أن القرآن يقتل ويعذب ويحرق ويذبح الجن والشيطان ..!!
 
- وهذه الأكذوبة من خلال بحثي قد وجدتها أخي الحبيب تأتي من طريقين وكلاهما من الشيطان:
1- الطريق الحديث: وهو طريق التلقين الشيطاني للرقاة والروحانيين .. وهو طريق المعالجين في زماننا هذا:
- وهي طريق التلقين والأخذ من الشيطان نفسه .. بأن يعتقد المعالج في كلام الشيطان الذي يزينه للمعالج .. فيعمل المعالج بما يسمعه من الشيطان ويعتقده ويتم التسليم لهذه التزيين الشيطاني وكأنه يقين .. وسيأتيك تفصيل ذلك .. ولا تنصدم من خلال معرفتك بهذا الأمر .. لأنها حقيقة وسأثبتها لك وكأنك تراها بعينيك .. لأنك بكل تأكيد رأيتها بعينيك على شاشة اليوتيوب .. أو سمعتها من المجتمع الذي تعيش فيه ..!!
 
- وهذا الطريق الحديث .. قد بدأ ينتشر منذ بداية التسعينات وهي فترة بداية ظهور الفتنة الروحانية بتوسع .. حيث قد تم فيها نشر كتب العلاجات الروحانية بتوسع غريب مع سرد قصص المعالجين فيها وما يحدث مع الحالات .. ونشر كتب تبحث عن معرفة الجن والشياطين .. وبدأ بيزنس الرقية يعلو منذ هذه الفترة حتى وصل إلى مرحلة من التلوث والسوء بما لا يقبله عقل ويعاقب عليه الشرع .. حتى ظهر عصر الإنترنت في الألفينية .. وبدأ الرقاة والروحانيين ينشرون أفكارهم التي يتلقوها من الجن والشيطان تحت مسمى (الخبرة والتجربة) والتي منها حرق الجن بالقرآن .. وفي الحقيقة هي خبرة مستمدة من الشيطان كما ستعلم بعد قليل وسيأتيك تفصيل ذلك ..
 
2- الطريق القديم: وهو طريق الأخذ بالعلم المكذوب في روايات الحديث .. وهي روايات كان يقوم البعض بروايتها بوسوسة من الشيطان في تلفيق روايات وينسبونها للنبي وللصحابي أبو هريرة بالكذب .. لأن أبا هريرة كان أكثر الناس رواية للحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ..
 
- ثم أخذ هذه الروايات بعض القدماء (بحسن نية منهم) ممن يحلو لهم كتابة الغرائب في عالم الجن والشياطين .. فأخذوا بنشر هذه الروايات  المكذوبة (وبكل تأكيد لم يعلموا حينئذ بأنها روايات مكذوبة) .. ولذلك ذكروها في كتبهم على سبيل أنها فضيلة دينية لأنه اتبسط وفرح من كون القرآن يقتل ويحرق ويعذب .. فظن أنها كرامة نبوية وفيها خاصية قرآنية .. مع جهله بكون الحديث موضوع ومكذوب .. ولذلك وجد أنه لا مانع من ذكرها في كتبه .. !!

- ولعل بعض من قال من العلماء .. بأن هناك آيات تحرق الجن والشيطان .. هو لأنه كان قرأ مثل هذه الروايات المكذوبة وظن أنها روايات حسنه .. ولم يكن قد أحاط علما بأنها روايات مكذوبة ..!!

- ثم أتى بعد ذلك علماء تحقيق الأحاديث وأثبتوا بطلان هذه الروايات وبيان أنها مكذوبة .. ولكن للأسف بعض دور النشر التي لازالت تطبع الكتب القديمة يطبعونها بدون تحقيق وتخريج للروايات التي في هذه الكتب .. وبالتالي يظل المسلم في حالة من العمى والجهل المتوارث حال كونه يظن أن هذا حديث نبوي لا مانع من الاعتقاد فيه لأنه مطبوع في كتاب ..!!

- ويتبين لنا من خلال هذا الطريق القديم .. أن بداية نشر هذه الأكذوبة بدأ منذ نهاية القرن الثالث الهجري .. حيث لم أجد أثر للروايات المكذوبة التي تكلمت عن الحرق والقتل والتعذيب للجن والشيطان في كتب الحديث .. إلا في بعض كتب الإمام الخرائطي وهو المولود في (240 هجرية) .. والإمام البيهقي وهو المولود في (384 هجرية) .. وبالتالي ندرك أن هذه المرويات ظهرت في مرحلة متأخرة .. في نهاية القرن الثالث الهجري ومطلع القرن الرابع الهجري .. والله أعلم .

#- وعموما أخي الحبيب ..
- فإن كلا الطريقين باطل .. وكلاهما قد خرجت منه عقيدة حرق القرآن للجن والشيطان .. وهذا أوان تفصيل ومعرفة كلا من الطريقين السابقين ..
 

******************************

 

..:: س11: ما هي طريقة التلقين الشيطاني التي أخذ منها الرقاة والروحانيين عقيدة أن القرآن يحرق ويقتل ويعذب الجن والشيطان ؟ ::..

 

(الشيطان يتحدث ويزين – والراقي لجهله يصدقه وينشر كلامه)

- قبل أن أبدأ أخي الحبيب بالتعريف بهذه الطريقة فأحب أن اذكرك بآيتين:
1- يقول تعالى: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا) فاطر6 ..
- ولم يقل الله تعالى فاتخذوه وليا مرشدا ..!! وانتبه لهذه الآية وتذكرها جيدا ..
 
2- يقول تعالى: (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ ..) الإسراء64.
- ولذلك تكلمت في الفصل السابق على أن أحد أدوات الشيطان هي الاستفزاز بالصوت وتصوير عالم الخيال ..
 
- فمن أشهر الطرق الشيطانية التي استخدمها الشيطان في زماننا .. هو التلقين الشيطاني .. حيث يزين الشيطان بصوته للمعالجين من الإصابات الروحانية سواء راقي أو روحاني .. ويلقنهم بأن القرآن كتاب يحرق وكتاب تعذيب وكتاب قتل وكتاب يذبح به عالم الجن والشيطان .. بل ويصور الشيطان لبعض الروحانيين ذلك في خيالهم ويزين ذلك للمصابين أيضا في خيالهم ذلك ..
 
- ولكن كيف يزين الشيطان في نفسية المعالج أكذوبة حرق القرآن للجن والشيطان ولماذا يفتتن بها المعالج ؟
 
#- إليك ما يحدث في الواقع المؤلم ..
- ففي بعض الحالات العلاجية من المس الروحاني .. يقوم بعض من لا يتقي الله بتحضير الجن والشيطان ويطلب حضوره .. فإذا حضر الشيطان وتكلم على لسان المصاب روحانيا .. فيحدث الآتي:
1- يقول الشيطان للراقي: حرام عليك أنت بتعذبني ليه .. حرام عليك أنت حرقت ابني .. حرام عليك أنت قتلت بن خالتي وأسرته .. وقتلت قبيلتي .. أو قتلت ألف جني وحرقت الباقي ولازال البعض الباقين يتعذبون .. حيث أن كل هؤلاء كانوا جنود هذا الشيطان الذي يؤذي المصاب روحانيا بالمس ..!!
 
#- تعليق بسيط على ما سبق: كل هذا القتل والحرق والتعذيب .. ولكن هذا الشيطان الذي يكلمه بالصوت ويخبره بهذه الأمور لازال بصحته وعافيته لدرجة أنه يتكلم مع المعالج ويحكي معه .. !! (ولا أدري كيف يكون لإنسان عاقل أن يصدق كلام الشيطان هذا) ..!!
 
- ومثل هذه الأكاذيب التي تجد صدى في نفسية الراقي والجالسين من حوله .. !!
 
2- بل يرتقي الحال أحيانا ونجد الشيطان ينفث في نفسية المعالج بسموم المدح فيقول للمعالج: أنت قوي وقرائتك قوية .. ومعك أنوار .. ومعك جنود والقرآن الذي تقرأه يقتلني .. ثم يظهر بمظهر المتألم والذي يموت بسبب القرآءة القرآنية التي يقرأها الراقي أو الروحاني ويعتقد في نفسه أنه بركة ومعه مدد ..
 
- تعليق بسيط : الحقيقة أن هذا ليس مدد وهذه ليست بركة .. وإنما هي شبهة ألقاها في نفس المعالج لينظر ماذا سيكون رد فعله .. !!
 
4- ثم يرتقي الشيطان في كلامه لينفث باقي سموم العُجب في نفسية المعالج فيزكيها له فيقول له: أن الشيطان لا يستطيع أن يؤذيه لأنه محصن بأنوار القرآن .. ثم يختم له الشيطان بخاتمة السوء في المدح ويقول له: أنك معروف في عالم الجن بأنك قاهر الجن والشيطان ويخافونك ..!! وأنه كمعالج لم يرى مثله في حياته .. وأن عيونه فيها قوة روحانية عظيمة ويده فيها ختم نوراني بمدد الله .. وأنه يلبس تاج الوقار والعظمة والسلطنة في العالم الروحاني .. !!
 
5- فإن قال له المعالج: هل رأيت قدرتي وعرفت من أنا وماذا استطيع أن أفعل بك ..، أو سكت المعالج مبتسما مُظهرا بذلك إعجابه بما مدحه به الشيطان في نفسه .. فقد علم الشيطان حينئذ أن هذا المعالج في نفسه جهل بالشريعة .. ونفسيته فيها شهوة حب الظهور والشهرة .. لأنه وجد أن (الأنا) في نفسية المعالج حاضرة وغالبة عليه .. وأن المدح كان طريق الوصول لفتنته ..
 
6- فإذا وجد الشيطان أن المدح وجد سبيله في نفسية المعالج .. فهو يعلم حينئذ أن هذه هي اللحظة المناسبة لنشر أفكاره الشيطانية على مسامع الراقي .. ويظهر بمظهر المغلوب على أمره .. والمقهور من المعالج .. ولذلك سينصح نصائح مهمة .. ويملي عليه أفكارا مضللة والتي منها بأن القرآن يقتل ويعذب ويحرق ويذبح الجن والشيطان ..!!
 
7- ثم يبدأ الشيطان بفتنة المصاب روحانيا .. فيصور في خيال المصاب روحانيا .. كيف أن الرقية التي فعلها هذا الراقي قد أصابت بكل قوة .. وقد أتى من وراء قرائته العظيمة جيوش جند الرب وحضر مدد المؤمنين الذين يقولون (لا إله إلا الله محمد رسول الله) .. ويراهم المصاب روحانيا في خياله أنهم جماعة يركبون خيلا ويمسكون سيوفا من نور ويقتلون الشيطان وأعوانه ببركة قراءة هذا الراقي الجبار القاهر للشيطان .. ويفتتن المعالج والمصاب والجالسون بهذه المرائي الخيالية .. ويظنونها أنها رؤيا حق ..!!
 
8- ونسى الجميع أن من أدوات الشيطان (وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ ..) الإسراء64.. والذي يندرج فيه عالم الخيال أيضا أي تزيين الخيال في الباطن بأن هناك محاربين يركبون خيلا ومقاتلين يقاتلون بسيوفهم وهكذا يتم تصويره في العقل الباطني للمصاب روحانيا .. وهذا كله بخلاف فعل الشيطان بتزيين المعصية مثل تزيين الحروب بالباطل والقتل واستباحة الآخر في عالم الظاهر .. !!
 
- ولكن ماذا يفعل المدح الشيطاني وتزيين الصور الخيالية .. في نفسية المعالج ؟
 

*******************************

 

..:: س12: لماذا يمدح الشيطان في نفسية المعالج مع تزيين الصور الخيالية في نفسية المصاب روحانيا ؟ ::..

 
 - حينما يمدح الشيطان في نفسية الراقي .. ويبدأ يصور الخيالات في نفسية المصاب روحانيا بوجود جنود الرب العظيم الذين أتوا بالمدد الجبار بسبب كرامة هذا المعالج .. فهذا في الحقيقة هو أن الشيطان يبث سمومه في نفسية المعالج لأسباب:
1- حتى يجعله يفرح بنفسه ويغتر ويعتقد أنه على خير ومن أهل الصلاح والبركة .. فيظل الشيطان يزكيه على الله حتى يفتنه ويجعله يعتقد فعلا بأنه على خير .. حتى تطفح (الأنا) فيه ويعتقد أنه قد بلغ من العلم والكرامة ما لم يبلغه غيره ..!!
- والشيطان بذلك يكون قد أوجد في نفسية المعالج خلل بهذا المدح .. وأصبح للشيطان منفذا في نفسية المعالج .
 
2- فإذا اعتقد المعالج في نفسه بما أملاه الشيطان في نفسه .. فالشيطان يعلم أنه باعتقاده في نفسه قد انقطع عنه مدد ربه .. لأنه أصبح يتكلم بنفسه (أنا نفسي) ولا يتكلم بربه (هو ربي) .. وبالتالي فقد سلب منه معية الله له ومدده .. لأنه حينئذ فقد التوكل على الله والإخلاص له .. وتوكل على نفسه واعتقد فيها بأنه يقدر على الشيطان فعلا ..!!
 
3- وبوجود الخلل في نفسية المعالج نتيجة مدح الشيطان له .. فقد أصبح الشيطان هو المسيطر على المعالج وليس العكس كما يظن بعض الغافلين عن الحقائق .. حيث أصبح المعالج بهذا الخلل لا يقرأ لله وإنما يقرأ لشهرة نفسه لإعجابه بنفسه ..
 
4- فإذا وجد الشيطان أن المعالج قد امتلأت نفسه بما مدحه في نفسه .. ووجده قد استمع لأفكاره المضللة التي قالها له .. فهذا علامة أن المعالج سيقوم بنشر كل ما أخبره به الشيطان .. ولذلك تكون هذه هي اللحظة المناسبة التي يترك الشيطان فيها المصاب روحانيا ويرحل عنه .. وهو يعلم أنه قد اكمل مهمته سواء في تزكية نفس المعالج بالمدح .. ولكونه بث سمومه العقائدية الباطلة في نفسية المعالج كعقيدة حرق الشيطان بالقرآن .. ولأن المعالج سيقوم بنشر هذه الأفكار .. وبالتالي قد اطمئن الشيطان أن خطته ناجحة في تضليل وفتنة المؤمنين من خلال ما سينشره هذا المعالج بين المؤمنين .. من كلام باطل لا وجود له في العقيدة الإسلامية .. !!
 
5- فيرحل المعالج معجبا بنفسه بكونه المعالج القوي المشهور في عالم الجن بأنهم يخافونه لأنه قاهر الجن والعفاريت .. ويأخذ من كلام الشيطان نفسه دليلا شرعيا على أن القرآن الذي هو كلام الله .. هو كلام يقتل ويحرق ويعذب الجن والشيطان ..!!
 
6- ثم تأتي مرحلة الرياء والمسخرة العلاجية .. حينما يعود المعالج مرة أخرى لعلاج مصاب روحانيا .. فيبدأ يقول للمصاب انظر في عيني هل ستعرف تنظر فيها أم لا ؟ وهنا المصاب الحاضر على لسان المصاب يقول: انا خايف منك لأنك معروف عندنا بانك قاهر الجن والشياطين ومعاك روحانيات كتير بتخدمك منهم أفاعي وذئاب وعيون صفراء مثل الأسود وما شابه ذلك .. !!
 
- أو يقول له المعالج انظر في يدي ماذا ترى ..؟ فيقول له الشيطان أو الجن المعتدي: يوجد ختم نوراني بمدد الله وأنك مؤيد من الله ..
 
- وبالتالي يعرض المعالج الاسلام على الشيطان أو الجن المعتدي .. وإلا سيدمره تدميرا بقواه الروحانية العظمى ..!! وبالتالي يخاف الشيطان منه فيعلن إسلامه ..!!
 
- ثم يقول له المعالج: انظر في يدي مرة أخرى ماذا ترى ؟ سيقول له الشيطان أرى الكعبة واخوان من جنسنا لونهم أبيض في أبيض .. فيقول المعالج: اذهب معهم في أمان الله إلى مكه المكرمة ومدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..!!
 
#- تعليق بسيط على هذه المسخرة العلاجية:
1- منذ متى والشيطان يتم عرض الإيمان عليه وكأن عالم الجن لم يبلغه الدين وليس فيه مسلمين ..!! في حين أن الله يطلبنا أن نتخذه عدوا ونستعيذ بالله من حضوره لأن الجن المعتدي شيطان بعد إعلامه ثلاث مرات بأنه معتدي ؟!!
 
2- ثم منذ متى والرياء وسيلة علاج للمصابين روحانيا ؟!! ومنذ متى والعقل يصدق شيطان أو جن معتدي مهما كان دينه أو نوعه ؟!! فهل اطلعتم على الغيب أم نزل عليكم وحي يخبركم بذلك ؟!! أم كان فعل النبي صلى الله عليه وسلم في العلاجات بان يعرض الاسلام على الجن المعتدي والشيطان ؟!! أم أنكم تتبعون شهوة أنفسكم بالرياء حبا في الشهرة والظهور .. أم أنكم لا تعقلون الأمور أم على القلوب أقفال ؟!!
 
2- وهنا يأتي السؤال لمن يفكر ويعقل الأمور فيقول:
- لماذا تحدث هذه الرؤية مع بعض الناس الذين لديهم مس روحاني فقط ؟!! في حين لا يرى هذه القدرات الخارقة في عين ويد المعالج أي انسان ليس به مس ؟!!
 
- لأنه بمنتهى البساطة .. أن الروحانية من الجن التي تخدم هذا الراقي هي التي تزين في خيالك أنت كمصاب روحانيا بمس .. لأن لديك حساسية روحانية فيؤثر فيك بأفكاره وتظهر عليك كصور خياليه .. ولو قال لك انظر في عيني أو يدي وستراني الآن أمسك سيف نوراني وحولي جنود لا حصر لها .. فسيظهر لك ذلك أيها المصاب ..!!
 
- فلا تتعجب .. لأن الشيطان يخدم عالم الخيال .. بل وسيصور لك أن هذا المعالج معه جيوش كذا وكذا وكذا وكلهم من جنود الله ..!! حتى تعتقد فيه أنه المعالج الذي لا مثيل له على كوكب الأرض .. فتؤمن به وبكلامه مهما كان خرافة او مخالف للدين .. لأنه ثبت لك في خيالك أنه صاحب الكرامات ..!!
 
- فهذا المعالج مفتون بما لديه .. ويريد فتنتك بكونه المعالج الذي لا مثيل له ..!! وغالبا هذا الشخص يكون مضحوك عليه وتكون حياته متبهدله في داخل منزله وعلاقته بربه ليست على خير .. !!
 
#- ملحوظة هامة: كل ما سبق على افتراض أن هذا المعالج يعرف فقط أن معه روحانية (مجرد انه يعرف) أو يشعر بذلك .. ولكن لو كان يتعامل مع الروحانية (جن) كشفا وله معهم عهد خدمة .. فهذا المعالج حينئذ من السهل السيطرة على خيال المصاب ويتلاعب به كيفما شاء بما يتصرف به من شياطين تخدمه ..!!

 

*****************************

 

..:: س13: ما سبب سريان المدح في نفسية المعالج وما الذي يترتب على ذلك من خلل في نفسه وقلبه ؟ ::..

 
#- اعلم أخي الحبيب ..
1- أن سبب سريان مدح الشيطان في نفسية المعالج .. لأن هذا المعالج أصلا مهيأ لقبول هذا المدح ومنتظرا له .. بل وكان محروما منه .. فوهبه الشيطان ما ينقصه في نفسه .. !!
 
2- أنه طالما العُجب وجد طريقه في النفس فاعلم أن الكبر بدأ ينتشر كالسرطان في النفس .. لأن الكبر منشأة هو العُجب بالنفس .. وبالتالي ستجد هذا المعالج يتكبر على من يقول له أن أفكارك خاطئة ومضللة .. لأنه كيف تقول له ذلك والشيطان بنفسه قد أقر له بفضيلته بأنه صاحب المدد والبركة .. والشيطان بنفسه قد رحل لقوة إيمانه وخوفا من أن الراقي يحرقه ويقتله ..!!
 
3- وطالما العُجب والكبر طفحا في النفس فاعلم أن مثلث الشيطان (العجب والكبر والرياء) قد اكتمل نموه في النفس .. فيبدأ الرياء والتفاخر وحب الشهرة والتعالي والعوج بالنفس كونه على خير .. وكونه فاهما عن غيره من حيث كونه له قدرة علاجية باهرة وقاهرة لعالم الجن الذي يخافه والمشهور عندهم بأنه قاهر الجن .. !! 
 
- ولكن قد نتسائل: لماذا القرآن لا يحرق الجن والشيطان مع قراءة الأولياء والصالحين الآخرين ويحدث فقط مع هذا المعالج ؟!!
- ستكون الإجابة .. لأنه طبعا كما أخبره الشيطان أنه صاحب مدد ورجل بركة والجن بيخاف منه وخاصة الشياطين ..!!
- أهذا كلام يصدقه عاقل أو مؤمن ؟!!
 
- وعن نفسي (خالد صاحب الرسالة) .. لا أنكر أن يكون للبعض خصوصية عطاء من القرآن أكثر من غيره .. ولكن هل يعتقد أحد أن يكون هناك خصوصية قرآن لمن يتلقى من الشيطان تعليمه أو يترائى بنفسه ويعتقد فيها أنه قاهر للجن والعفاريت ويزكي نفسه على الله بأنه صاحب الولاية والمدد الخاص ..؟!!
- فهل غابت العقول أم على القلوب أقفال ؟!!
 
#- أخي الحبيب ..
- من أجل ما سبق بيانه في توضيح كيفية تلاعب الشيطان بنفسية الإنسان من تزيين بالباطل .. يتضح للبعض سبب اهتمامي بنشر المسائل الخاصة بتزكية النفس مع المسائل الخاصة بالأمور الروحانية .. وذلك لأن الإنسان يمتلك نفسا يحمل فيها صفات .. وبقدر ما يحمله من صفات بقدر ما يكون اكتسب من معاملاته .. فيكون هذا الكسب خير أم شر .. حق أم باطل .. حقيقة أم وهم .. حيث أن كل تعاملات الحياة تتعلق بصلاح أو فساد النفس .. مهما كان نوع هذا التعامل .. ودائما أقول لكم أن الإنسان هو مجموع معاملات مع الله .. سواء في معاملته مع الله بالعبادة أو معاملته مع الناس بسلوكه ..
 
- ولذلك على المؤمن أن يهتم بتزكية نفسه وتطهيرها حتى يرتقي بقلبه وإيمانه .. ويصح توكله وإخلاصه لله ..
 
- ومن جميل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في طلب تزكية النفس: (اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا) صحيح مسلم.
 

*************************

                                                 

..:: س14: من أين جاءت فكرة ذبح الجن والشيطان بالقرآن ؟ ولماذا يرحل الشيطان حينما تضع المصحف أسفل المخدة عند النوم ؟ ::..

 
- من الخرافات التي نشرها الشيطان في نفوس بعض المعالجين .. هو أن القرآن يذبح الجن والشيطان .. ولكن ما هي كيفية ذلك ؟
 
1- يقوم الراقي أو الروحاني بوضع الجانب الأيمن من المصحف (أي ظهر المصحف) على رقبة المصاب روحانيا (وكأنه سكين) .. ثم يمرر هذا الجانب من المصحف على رقبة المصاب .. ويعتقد بذلك أنه يذبح الجن ويقتله فيموت ..!!
 
2- وطبعا الجن يقول للمعالج: لماذا تذبحني .. حرام عليك .. توقف عما تفعله ..!!
 
3- ولكن كيف يستمع المعالج لتوسلات الشيطان المسكين .. فيستمر المعالج الجاهل بتكرار فعله .. بل ويزيد المعالج من قدرته على الذبح .. فتجده مع حركة المصحف على الرقبة يقول ويكرر قول سيدنا إبراهيم: (أَنِّي أَذْبَحُكَ) .. والذي هو مأخوذ من قوله تعالى (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) الصافات102.
 
- أو قد يتلو ما شابه ذلك من الآيات التي فيها كلمة الذبح في القرآن .. !!
 
- فهل هذه الطريقة تحتاج إلى تعليق يا مؤمن حتى يظهر لك أنها طريقة منحرفة وباطلة .. حيث جعل هذا المعالج البدعي بمنتهى الإهانة للمصحف أن جعل منه سكينا يذبح به الجن .. وجعل من الجن مثل الخرفان التي يتم ذبحها بلا حول لها ولا قوة ..!!
- أهذا كلام يعقله إنسان أم غابت العقول أم على القلوب أقفال ؟!!
 
- وعلى هذا الفكر المنحرف للباطل الذي يقول بأن غلاف القرآن يذبح الجن والشيطان .. فهذا يترتب عليه أفكار أخرى ضالة ومنحرفة .. ليه ؟
 
- أولا: لأنه إذا كان هذا فعل الغلاف القرآني .. فما بالكم حينئذ بما هو في الصفحات المكتوب عليها قرآن .. فأكيد طبعا أقل حاجة هتكون الأوراق التي مكتوب عليها لو مسحت بها جسمك فأنت بذلك ستمحو عالم الشيطان من حولك لأنك تبركت بالقرآن لما مسحت به نفسك ..!!
 
- ثانيا: ويترتب على نفس هذا الفكر المنحرف أيضا أن من يقوم بوضع لوحات قرآنية كبيرة في غرفته فهو بذلك سيظن أنه قام بتحصين غرفته ..!!
 
- ثالثا: وهذا يذكرني بمن يضع القرآن أسفل مخدته التي ينام عليها ..!! أهذا شخص مؤدب مع الله حيث وضعه في مكان لا يليق به ؟!!
- يا مؤمن: ماذا سيفعل لك القرآن وأنت لا تعمل به ولا تتوسل به إلى الله ولا تتعبد إلى الله بقرائته ..!!
 
- يا أخي الحبيب المؤمن .. اقرأ المعوذات وآية الكرسي قبل النوم ونام في أمان الله .. ولابد أن تعمل بالقرآن .. وليس أن تضعه تحت مخدة نومك ..!!
 
- والبعض ممن لديهم مشكلة روحانية .. يقول أنه حينما يضع المصحف أسفل المخدة فإنه يعرف ينام ..!!
 
- وأقول له: نعم قد تعرف تنام لأنك غير مؤدب مع كلام الله حيث لم تعمل به واكتفيت بوضعه تحت رأسك ..!! فتركك الشيطان ورحل لأنه أراد منك أن لا تعمل بالقرآن وفعلت بدعة لم يأت بها أحد .. ولذلك هو يرحل عنك حيث قد اكتملت مهمته معك بأن نشر في عقلك فكرة جاهلة أنت ستقوم بنشرها .. وهكذا تظل البدعة المنحرفة منتشرة بين المسلمين ..
 
- وبمناسبة الكلام على المعالجين .. فأحب أن أشير إلى أحدى الموبقات التي يفعلها بعض المعالجين في المصابين روحانيا .. وفيها عصيان لله رب العالمين ..
 
- وهذا حينما يقوم .. المعالج باستحضار الجن والشيطان على المصاب روحانيا ..!!

 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .