ج5: رسالة الخرافة والبهتان في استحضار وحرق وقتل وتعذيب القرآن للجن والشيطان - أكذوبة النداء السليمان للعالم الروحاني - أكذوبة أنهم لا يستحضرون الشيطان بالقرآن - ما هي بعض المصائب الإستحضار التي يفعلها المعالجون في جلسة العلاج ويعصون بها الله ويؤذون بها المؤمنين ويكذبون عليهم بأكذوبة النداء السليمان للعالم الروحاني - لماذا تظهر الصور الخيالية بالحرق والتعذيب أمام المصاب روحانيا أو المعالج - هل كل الصور الخيالية التي يراها المصاب روحانيا أو المعالج هي باطلة أم يوجد حق وباطل وكيف نفرق بينهما حينئذ - ما هي الشبهات التي يبررها مستحضروا الجن والشيطان بكلام الله - كيف يتم حرق الجن والشيطان بمقولة (أحرقتك بنور الله) (احرقتك بكلمات الله).

 بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الخرافة والبهتان

في استحضار وحرق وقتل وتعذيب القرآن للجن والشيطان

(هل القرآن يستحضر أو يحرق أو يعذب أو يقتل الجن والشيطان ؟)

(الجزء الخامس)

* فهرس:
:: الفصل الخامس :: تاريخ أكذوبة حرق وقتل وتعذيب القرآن للجن والشيطان ::
1- س15: ما هي بعض المصائب الإستحضار التي يفعلها المعالجون في جلسة العلاج ويعصون بها الله ويؤذون بها المؤمنين ويكذبون عليهم بأكذوبة النداء السليمان للعالم الروحاني ؟
- أكذوبة النداء السليمان للعالم الروحاني ؟
- أكذوبة أنهم لا يستحضرون الشيطان بالقرآن ؟
2- س16: لماذا تظهر الصور الخيالية بالحرق والتعذيب أمام المصاب روحانيا أو المعالج ؟
3- س17: هل كل الصور الخيالية التي يراها المصاب روحانيا أو المعالج هي باطلة أم يوجد حق وباطل وكيف نفرق بينهما حينئذ ؟
4- س18: ما هي الشبهات التي يبررها مستحضروا الجن والشيطان بكلام الله ؟

5- س19: كيف يتم حرق الجن والشيطان بمقولة (أحرقتك بنور الله) (احرقتك بكلمات الله) ؟ 

****************************

:: الفصل الخامس ::

:: تاريخ أكذوبة حرق وقتل وتعذيب الجن والشيطان بالقرآن ::

**************************

..:: س15: ما هي بعض المصائب الإستحضار التي يفعلها المعالجون في جلسة العلاج ويعصون بها الله ويؤذون بها المؤمنين ويكذبون عليهم بأكذوبة النداء السليمان للعالم الروحاني ؟ ::..

(أكذوبة النداء السليمان للعالم الروحاني)

أكذوبة قولهم: أنهم لا يستحضرون الشيطان بالقرآن ؟

 
- اعلم أخي الحبيب ..
- حينما يقوم المعالج باستحضار الجن والشيطان على المصاب روحانيا لمحاورته ثم محاولا حرقة وقتله وتعذيبه كما يزعم .. ولكن في استحضاره لعالم الجن والشيطان ثلاث مصائب كبرى قد فعلها هذا المعالج ..
 
- فما هي هذ المصائب الثلاث التي فعله المعالج باستحضاره للجن والشيطان؟
 
1- المصيبة الأولى في ظلم المصاب:
- حيث أنه باستحضارة للشيطان يكون فتح باب للشيطان والجن لدخول عالم هذا المصاب روحانيا .. وأصبح المجال مفتوحا للشيطان ليتلاعب بهذا المصاب روحانيا .. !!
 
- وبعد أن كان في حجاب عن المصاب ويؤثر فيه تأثير بسيط .. فإنه بفعله هذا الذي فعله من استحضاره قد جعل له سلطان على المصاب روحانيا في عالم المادة بالتمثيل وقد يرتقي للتجسيد أيضا ..!!
 
2- المصيبة الثانية في ظلم نفسه:
- حيث أنه تعمد عصيان كلام الله (لو كان يعلم كلام الله) .. لأن الله قال في كلامه أنه يجب الإستعاذة من حضور الشيطان .. حيث يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) المؤمنون97-98.
 
3- المصيبة الثالثة أنه تشبه بكونه سليمان عليه السلام:
- والحقيقة أن هذه المصيبة تجمع بين الجهل العميق .. والبدعة المذمومة .. والاعتقاد في النفس بحب الشهرة والظهور ..
- حيث تجد بعض الرقاة يستعين بكلام الله لتحضير الجن والشيطان بمنتى الوقاحة .. ويستبيح ذلك ويظل يردد قوله تعالى: (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) النمل30-31.
 
- وهذا الاستحضار من المعالج قد فعل بدعة مذمومة وقبيحة جدا ومنحرفة عن الحق تماما .. حيث أن المعالج يكون قد جعل من القرآن وسيلة استحضار للشيطان وكأنه كتاب سحر ..!!
 
- بل من مزيد الجهل العميق في نفوس هؤلاء .. حينما تسمع منهم أن هذا يسمى (النداء السليماني للعالم الروحاني) ..!!
 
- ويجعل من نفسه شبيها لسيدنا سليمان عليه السلام وكأنه أخذ الوكالة منه في ذلك .. ولكن هذا الجاهل الذي لم يقرأ القرآن والذي جعل من الشيطان معلم له .. حيث استخدم الخطاب السليماني المرسل لمملكة سبأ .. وظن هذا الجاهل أن هذا الخطاب موجه للجن .. !!
- أهؤلاء المعالجون يعقلون حقا أم من الشيطان يتعلمون تلقينا ؟!!
 
- فلو كانوا يعقلون:
- لتسائلوا كيف يكون الخطاب موجها لمملكة سبأ ويستخدمونه على حضور الجن والشيطان ؟!! ولكنهم يلحدون في كلام الله عن معناه وحقيقته .. وذلك طلبا للشهرة أمام الناس بأن لهم مقدرة في السيطرة على الجن والشيطان .. !!
 
- ولو كانوا يعقلون .. لكانوا تسائلوا كيف هذه الآية أو غيرها من الآيات تستحضر الجن والشيطان .. في حين أن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يستعيذ من حضورهم (وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) المؤمنون98.
 
#- ومن الآيات التي يستخدمونها في الإستحضار:
- يجعلون من آية الصافات وسيلة لاستحضار الجن: (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ) الصافات158 ..!!
 
* وكلمة (الْجِنَّةُ) بعض العلماء فسرها بالملائكة والبعض فسرها بالشياطين .. وقوله (إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ) أي علمت الجنة (سواء جن او ملائكة) أن الكفار الذين قالوا بذلك يوم القيامة محضرون للسؤال على ما نسبوه لله .. أو أن (الْجِنَّةُ) محضرون للمسائلة عن هذا النسب ..!!
 
- والذين يفضح هؤلاء المعالجين هو أن قوله (لَمُحْضَرُونَ) هي تتعلق بالعالم الأخروي وليس بالعالم الدنيوي .. فكيف بهؤلاء الجهلاء يستحتضرون بهذه الآية الجن والشيطان ؟!! أفلا يعقلون أم على القلوب أقفال ؟!!

* وهؤلاء الجهلاء لا يحتاجون لقراءة آية لاستحضار الشيطان .. فقط يكفيه ان تكون نيته هي كذلك .. وعند نيته ورغبته وعزيمة الداخلية في طلب حضور الشيطان .. فسيحضر ..!! وما كان في احتياج إلى استخدام الآيات بالباطل عاصيا لله ..!!

 
#- وعموما يترتب على ما سبق من استخدام مثل هذه الآيات لاستحضار الجن والشيطان:
- أن يجد الشيطان مثل هذه النفوس المهيأة للتلقي منه لأنهم جماعة جهلاء ضالة في القرآن .. وبالتالي هذه فرصة الشيطان .. أن يحضر ويتكلم ليثبت معلومة أن القرآن كتاب تحضير للجن والشيطان في نفوسهم الضالة والمنحرفة عن الحق طلبا للشهرة والنرجسية والعوج .. حتى كذبوا فقالوا: أن هذه الآية تسمى (النداء السليماني لاستحضار العالم الروحاني) ..!! في حين أن الآية هي خطاب مرسل لمملكة سبأ يعرض عليهم سليمان فيه الإسلام وترك عقيدة عبادة الشمس التي كانوا يتبعونها ..!!
 
#- وحقيقة ما يفعله الراقي من استحضار الجن والشيطان:
1- إنما هو نوع من الإستعراض أمام الحاضرين بأنه له القدرة على التعامل مع عالم الجن والشيطان .. وأنه غالب لهم وقاهر عليهم .. حتى ينبهر الحاضرين ويقولون: هذا الرجل قاهر للجن والعفاريت ..!!
 
2- وفي الحقيقة هو رجل عاصي لله ورسول الله صلى الله عليه وسلم .. ومبتدع وغير متبع .. فقد عصى الله في كلامه السابق من وجوب طلب الاستعاذة من حضور الشياطين .. ولم يتبع النبي صلى الله عليه وسلم .. حيث كان يعلم الصحابة أن يقولوا عند الفزع: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ كانَ يُعلِّمُهُم منَ الفزَعِ كلِماتٍ : أعوذُ بِكَلماتِ اللَّهِ التَّامَّةِ ، من غَضبِهِ وشرِّ عبادِهِ ، ومن هَمزاتِ الشَّياطينِ وأن يحضُرونِ) صحيح أبو داود.
 
3- ومن المصائب العظمي والموبقات الكبرى التي يفعلها بعض المعالجين عند استحضار الشيطان هو طلب معرفة من فعل السحر مثلا .. وهو بهذا قد انتهك حرمات الله سواء باستحضاره الشيطان أو بنشر الفتنة بين بيوت المسلمين والوقيعة بينهم وتقطيع أرحامهم بسب أنه استمع للشيطان أنه قال أن فلان الفلاني هو من صنع السحر ..!! فيا له من جريء ليؤمن بكلام الشيطان ويصدقه وينشر الفتنة في نفوس الحاضرين بكلام الشيطان .. !!
 
- ويكفي أن نقول له بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ من أكبرِ الكبائرِ استطالةُ المرءِ في عِرْضِ رجلٍ مسلمٍ بغيرِ حقٍّ) صحيح أبي داود .. وما يفعله المعالج فعلا من أكبر الكبائر في استنطاق الشيطان ليفضح عرض إنسان وقد يكون بريء ولا حول له ولا قوة .. وإنما هذه فرصة الشيطان يستغلها ليفسد الأرحام بين الناس وينشر بينهم العداوة بالبغضاء .. والسبب هو المعالج الذي استحضر الجن والشيطان ..!!
 
- وعلى العموم يوجد لذلك موضوع مستقل تحت عنوان: (جريمة شرعية : إتهام الآخرين بفعل السحر ؟ -  هل هذا غل قلبي أم انحراف سلوكي أم توهم عقلي ؟ - أم إنكار للدين لاستباحة هذه الجريمة ؟) .. فارجع إليها لو أحببت .
 

  ****************************

..:: س16: لماذا تظهر الصور الخيالية بالحرق والتعذيب أمام المصاب روحانيا أو المعالج ؟ ::..

 
- الجواب ببساطة .. هو لفتنة المصاب والمعالج على حد سواء ..
- فالمصاب ليعتقد في المعالج بأنه صاحب الكرامة والولاية ..
- والمعالج ليعتقد في نفسه أنه قاهر الجن والشياطين ..   
 
1- وغرض الشيطان من وراء فتنة المصاب .. هو أن يجعله يعتقد في المعالج أو يمنحه أمل كاذب بأنه قد احترق ومات ثم يظهر له بعد ذلك حتى يجعله ييأس من رحمة ربه ..!!
 
2- وغرض الشيطان من فتنة المعالج .. هو أن يجعله معتقدا في نفسه حتى ينقطع عنه مدد ربه ويبقى بنفسه .. وينشر الفتنة الشيطانية بين الناس ..!!

 

***************************

 

..:: س17: هل كل الصور الخيالية التي يراها المصاب روحانيا أو المعالج هي باطلة أم يوجد حق وباطل وكيف نفرق بينهما حينئذ ؟ ::..

 
- قد يخطر على بالك أخي الحبيب سؤال فتقول: هل كل الصور الخيالية التي يراها المصاب أو المعالج هي باطلة أم يوجد حق وباطل وكيف نفرق بينهما حينئذ ؟ 
 
#- قلت (خالد صاحب الموضوع):
- لا نستطيع الإجابة على هذا السؤال إلا بتوضيح جزئيتين:
أ- الجزئية الأولى: الخيال يختلف حقيقته باختلاف رؤية الشخص له في حال اليقظة أم في حال المنام ؟!!
 
ب- الجزئية الثانية: وأيضا الخيال يختلف حقيقته باختلاف طبيعة الشخص تجاه الروحانيات النارية (الجن).. من حيث حالته بكونه هل لديه تفعيل روحاني أم حساسية روحانية.. ؟!!
 
#- وبناء على ما سبق .. فعلينا أن نعرف حالة الشخص الذي لدية حساسية روحانية أو تفعيل روحاني في حال اليقظة وفي حال المنام ..
 
#- أولا: في حال اليقظة ..
1- فلو كان الشخص لديه تفعيل لخاصية روحانية موجودة فيه وهذا غالبا يكون للمعالج (أي له قدرة على التصرف ومواجهة العالم الآخر) .. فهذه الصور قد تكون حقيقية فعلا روحانيا .. والذي يثبت ذلك هو عدم تكرارها بعد ذلك .. ولكن لو تكررت على فترات قريبه يوميا أو يوما بعض يوم .. هنا يكون تلاعب بالصور الروحانية .
 
2- ولو كان الشخص من المصابين بحساسية روحانية وهذا يكون للمصاب روحانيا غالبا (أي يتضرروا من الأمور الروحانية) .. فغالبا كل الصور التي يروها حينئذ أثناء العلاجات هي صور غير صحيحة وهي مراسيل الشيطان في عقولهم (أي مجرد اوهام وخيالات يزينها لهم ليعطيهم امل مزيف ثم يعود مرة أخرى بهيئة القوي الذي لم يقهره أحد) ويفعل ذلك الشيطان لتيئيس الإنسان ويجعله مهزوم نفسيا .. وذلك لجهل المؤمن واعتقاده بالفكرة الخاطئة مثل معرفته بفكرة حرق الجن وقتله وتعذيبه ..!!
 
#- ثانيا: في حال المنام ..
- سواء كان الشخص عادي أو له خاصية روحانية (تفعيل) أو به حساسية روحانية .. فمجال الأحلام هو مجال خيال ولا نستطيع أن نجزم فيه بشيء كونه حقيقي أم غير حقيقي .. ولذلك نكتفي فيه بمقياس واحد فقط هو ما أرشدنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم من أنك لو رأيت خيرا وما يفرحك ويسعدك فاحمد الله واستبشر خيرا .. وإذا رأيت ما تكره فاستعذ بالله ..
- ولا تجعل عقلك يفكر وراء ذلك .. وقف عند هذا الحد فقط  ..!!

 

**************************

 

..:: س18: ما هي الشبهات التي يبررها مستحضروا الجن والشيطان بكلام الله ؟ ::..

 

- عرفنا أن هذه النفوس العاصية لكلام الله .. والتي لم تتبع كلام النبي صلى الله عليه وسلم .. والملحدة في كلام الله عن مقاصده ومعانية .. يسعون بتبرير ما يفعلوه ليستبيحوا فعلهم المنكر عقلا وشرعا .. وتجدهم منقسمين في شبهتهم على فريقين:

 

- الفريق الأول: يقول لك نحن لا نستحضر الجن والشيطان بالقرآن ؟

 

- والفريق الثاني: يبرر فعله فيقول لك .. إن استحضار الجن والشيطان .. إنما هو إستحضار لمعرفة سبب المس الروحاني أو معرفة السحر أو ما شابه ذلك الكلام ..!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- أما عن الفريق الأول الذي يقول أنهم لا يستحضرون الجن والشيطان بالقرآن:

- فليخبرنا إذا هذا المعالج لماذا يقرأ الآيات التي فيها كلمة (الحضور –اتيان - مجيء) مثل آية سورة النمل: (إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) النمل30-31 .. ولماذا يطلب من الشيطان أن ينطق ويتكلم بعد قراءة هذه الآيات ؟

- فماذا نسمي ذلك ؟ وما وجه قرائتها والحكمة من الرقية بها ؟!

 

- بل أنتم تكذبون وفعلا تستخدمون آيات من القرآن لاستحضار الجن والشيطان واستنطاقه بكلام الله .. بل أن استخدامكم لكلام الله في الاستعانة بحضور الشيطان هو عصيانا لله عز وجل عمدا كما سبق وشرحت ذلك عند قوله تعالى (فقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) المؤمنون97-98.

 

2- أما عن الفريق الثاني الذي يبرر استحضار الجن والشيطان لمعرفة بعض الأمور منه:

- فهم بهذا التبرير قد استباحوا ثلاث جرائم شرعية في حق أنفسهم وجعلوا من الحرام حلال ..!!  

 

- الجريمة الأولى: أنك ساويت بين القرآن وكتب السحر في استحضار الجن والشيطان ونزلت به عن رتبة القدسية والطهارة التي موصوف بها القرآن .. يقول تعالى: (رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً) البينة2 ..

- بل قد جعلت من الله أنه وضع إرشاد للمؤمنين في كتابه لاستحضار الجن والشيطان ..!! وهذا مطلق الكذب على الله .

 

- الجريمة الثانية: هو أن طلبك للجن والشيطان لتعرف منه معلومة إنما هو لون من ألوان الكهانة والعرافة المذمومة شرعا .. فحالك كحال من يذهب لقراءة الفنجان والكف وفتح الكوتشينة والتاروت وضرب الودع .. وما شابه ذلك .. وبالتالي استحضارك لهذا العالم لتتحدث إليه وتسمع منه فهذا يدخلك تحت قوله تعالى: (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ) الشعراء221-223 ..

- أي يلقون أسماعهم إلى الشياطين، فيتلقون منهم ظنوناً، وينشرونها .. وأكثرهم كاذبون ..

 

- الجريمة الثالثة: هو أنك دخلت في حكم الإستمتاع المنهي عنه في القرآن حيث قد طلبت الاستمتاع بالجن باستحضارك له عمدا لتنتفع منه .. يقول تعالى: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ) الأنعام128.

 

- وكل ما سبق جرائم في حق نفسه من يفعل ذك .. بخلاف ما فعلوه من أذية الآخرين حيث آذوا المسلمين بفتنة تحضير القرآن للشيطان .. وآذوا المصاب روحانيا حيث فتحوا له باب للشيطان ليدخل إليه منه بعد أن أسقطوا عنه الحماية الربانية ..

 

#- وحتى تعلم أخي الحبيب .. أن مستحضري الجن والشيطان بالقرآن هم كاذبون ومتبعون للشيطان .. وأن ما يفعلوه إنما هو عن شهوة نفسه التي امتلأت بالعُجب والرياء حبا بالظهور بمظهر المسيطر على عالم الجن .. فالذي يكشف لك ما سبق هو سؤالين:

 

- الأول: لماذا يفعل ما نهى الله عنه ويخالف تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم ؟!!

 

- الثاني: ثم ما علاقة الرقية باستحضار الشيطان ؟ فالراقي يرقي بكلام الله لطرد الأذى الشيطاني عن المصاب روحانيا  .. فلماذا يستحضر طالما مهمته هي الطرد ؟!!

 *****************

..:: س19: كيف يتم حرق الجن والشيطان بمقولة (أحرقتك بنور الله) (احرقتك بكلمات الله) ؟ ::..

 
- سبق وذكرت لك أخي الحبيب .. أن بعض رقاة هذا الزمان .. يأخذون معلوماتهم من الشيطان المسلط على المصاب روحانيا ويصدقونه وينشرون كلامه على العامة ..!!
 
- والرقاة الذين يقولوا بذلك .. فهم المخدوعون بالشيطان والمتبعون له جهلا منهم بالحقائق القرآنية التي ذكرناها سابقا :
فحينما يقولون بحرق القرآن للجن .. نسألهم من قال لكم هذا ؟
 
- فيقولون : الشيطان يقول ذلك ويخبرنا أنه يحترق .. حينما نقرأ على المصاب بالمس ؟ .. (يقصدون بذلك من خلال تجربتهم مع الحالات) ..
 
#- فأقول لهم: أصدَّقتُم كلام الشيطان وجحدتم كلام الله الذي يقول لكم أنه كتاب هداية ورحمة ونور وتذكرة للعالمين ؟!
لقد صدق الله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ) الحج3.
 
* وجعلتم أقوى دليل عندكم هو أن الشيطان أخبرك على لسان المصاب بالمس .. أنه يحترق بكلام الله ويتعذب به وذلك حينما تقرأ القرآن على المصاب ..!!
 
* يعني أنتم صدقتم كلام الشيطان .. ولم تكتفوا بكلام الله أنه رحمة وهداية ونذير وبشير كما أخبرنا الله .. فجعلتم من قول الشيطان حجة ودليل شرعي على أن القرآن وسيلة حرق وقتل وتعذيب للجن ..!!
 
* فكيف لمؤمن عاقل أن يصدق كلام الشيطان ..؟
- فأي إيمان هذا ..!!
 
#- من طرائف بعض المعالجين (أنهم لا يعقلون ما ينطقون به) :
1- فتجد معالج يصرخ في وجه المصاب روحانيا وهو يزعم أنه يكلم بذلك الشيطان .. ويقول بقوة : أحرقتك بنور الله ... !!
 
- ويظل يكرر بقوة ( أحرقتك بنور الله ) .. والشيطان يخدعه ويوهمه أنه يتعذب ، وكلما سمع المعالج من الشيطان أنه يحترق .. يظل يكرر نفس الجملة ويكرر ويكرر !!
 
* ومثل هذا المعالج نسأله:
- من الذي يحرق ؟
- سيقول : الله
- فنقول له: فلما نسبت الإحراق لنفسك وقلت (أحرقتك) !! فهل أعطاك الله الإذن بذلك ؟
- ألم تعلم أن الحرق ليس حدا في الشريعة .. فكيف تستخدمه ..!!
- ثم بأي شيء تحرق هذا الشيطان ؟
- فسيقول : بنور الله
- فنقول له : وهل نور الله للهداية أم للحرق ؟!! بالتأكيد للهداية .. فكيف تحرق به ؟
 
* وطالما أنت تملك سلطة الحرق بنور الله .. فمن باب أولى أن كنت تقول هديتك بنور الله .. حيث أن الذي جعلك تحرق .. فما المانع أن يجعلك تهدي ؟!!
 
* ألا تعتقد أن ما تقوله هو نوع من الوهم الذي لا وجود له .. بل مخالف للعقيدة .. فكيف سيساعدك الله وأنت مفتر عليه ؟!!
 
* فإذا تبين لك فساد ما كنت تنطق به .. فكيف كان الشيطان يتعذب بما لا وجود له إلا في وهمك أنت .. حيث أنك تظن أنك تعذبه بما تقول .. والقرآن لا يُعذب أحد .. ؟!!
 
* ألا تعتقد أنه كان يخدعك ويضلك حتى تعتقد في صحة ما تقول .. فيجعلك على ضلالك مقتنع .. حتى تنشره للآخرين ..!!
 
2- والبعض من الرقاة يقول: (أحرقتك بكلمات الله) ..!! بدلا من احرقتك بنور الله ..!!
 
- وهذا المعالج نسأله باختصار: هل كلمات الله تحرق أحد من المكلفين ؟ وأين دليلك من الشرع بأن كلمات الله لها خاصية الإحراق ؟ فإن لم تجد دليلا فأنت تكون نشرت بدعة في كتاب الله لم يسبقك بها أحد إلا من ضل مثلك ..!!
 
- لكن كلمات الله لها خاصية الحماية من الشيطان .. ولذلك كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ) صحيح مسلم.
 
#- اخي الحبيب:
- كم من شيطان خدع المعالج بالهروب من المصاب .. حتى يظل المعالج على بدعته ويضل الناس بما يفعل .. وحتى يظن أن ما يفعله هو خير .. فيُفتتن به آخرين فيضلوا مثله .. وتظل البدعة تنتقل من شخص إلى آخر .. وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا .. !!
 
* فيا من انحرفت في كلام الله عن الصواب والحق .. انتبه حتى لا تضل غيرك ..  وتب إلى الله وأصلح .. حيث أن الأنفاس قليلة .. ويوم القيامة قريب ..
 
#- وحتى لا تحمل من أوزار من أوهمته بعقيدة حرق القرآن للشيطان (هذا لو كنت تعلم عدم صحة هذه العقيدة) .. فتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا ، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ ) رواه مسلم .

 **************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .