ج59: رسالة الحق والنور - هل أبو هريرة كان يختلق روايات الحديث - كيف نعقل ونصدق أن يوجد أكثر من مائة ألف حديث من الأحاديث التي قالها أو فعلها النبي - أكذوبة تدوين مائة ألف حديث من الأحاديث النبوية .. وأكذوبة حفظ أكثر من ستمائة ألف حديث نبوي - أما فيما يتعلق باتهامهم للعلماء بأنهم ضلوا وأضلوا بالأحاديث وأنهم اتبعوا منهجية الكفار في الإتباع .

             بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الحق والنور

في موجز علم تدوين الحديث الشريف

وتبرئة البخاري ممن شهد عليه بالزور

(الجزء التاسع والخمسون)

* فهرس:

:: الفصل الثامن والخمسون :: شبهات مختلفة حول علم الحديث ::

1- س175: هل أبو هريرة كان يختلق روايات الحديث ؟

2- س176: كيف نعقل ونصدق أن يوجد أكثر من مائة ألف حديث من الأحاديث التي قالها أو فعلها النبي ؟

#- أولا: أكذوبة تدوين مائة ألف حديث من الأحاديث النبوية .. وأكذوبة حفظ أكثر من ستمائة ألف حديث نبوي .

#- ثانيا: أما فيما يتعلق باتهامهم للعلماء بأنهم ضلوا وأضلوا بالأحاديث وأنهم اتبعوا منهجية الكفار في الإتباع ..

*************************

:: الفصل الثامن والخمسون ::

:: شبهات مختلفة حول علم الحديث ::

************************

 

..:: س175: هل أبو هريرة كان يختلق روايات الحديث ؟ ::..

 
- هذه الشبهة جاء بها منكرو الحديث النبوي .. من شبهات المستشرقين ونشروها على صفحات الإنترنت نشرا للفتنة بين المؤمنين وإلا كانوا قالوا الحق فيها إلا انهم أتوا بالباطل ونشروه وجحدوا الحق في العلم لينتصروا لفتنتهم ..!!
 
- قال المستشرق اليهودي جولد تسهير: روى ابو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم 5374 حديث ، وعاش مع النبي سنة وتسعة أشهر وروى عنه هذا الكم الهائل .. ، فى حين أن أبو بكر الصديق عاش مع النبي صلى الله عليه وسلم 23 سنة من البعثة .. ومع ذلك كل مروياته للحديث 142 حديث ..
 
- فكيف لراوى لم يتجاوز عامين أن يروى هذا الكم الكبير فى الوقت ان من عاش العمر الطويل مع النبي لم يروى إلا 142 حديث .. مما يضع أحاديث أبو هريرة موضع شك واتهام ؟
 
- ثم أتي منكري الحديث النبوي من المسلمين .. وصححوا معلومة المستشرق اليهودي وقالوا كيف لأبي هريرة الذي لازم النبي ثلاث سنوات أن يروي عنه كل هذا الكم من الأحاديث ..
 
- ثم أخذ منكري الأحاديث ينقلون باقي الشبهة من المستشرق اليهودي ..!! حتى قالوا في ختام شبهتهم أن هذه الأحاديث مختلقة على النبي ولم يقل بها النبي .. بل ونظن أن أبا هريرة وضعها لخدمة أغراض سياسية يخدم بها بنو أمية ..!!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أولا: بداية الكذب في شبهتهم .. هو ما قالوه عن عمر أبو هريرة مع النبي صلى الله عليه وسلم .. لأنه ليس سنة وتسعة أشهر ولا ثلاث سنوات .. وإنما هو عاش معه أربعة سنوات وشهرين ، وهذا هو الثابت فى الكتب المعتمدة الصحيحة ..
- إذ هو رضى الله عنه هاجر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المدينة ودخل المدينة فى المحرم سنة  (7 هجرية ) وعاش مع النبي الى أن مات صلى الله عليه وسلم فى ربيع الاول ..
 
- ثانيا: ما قالوه في بعضه حق مخلوط بباطل .. بمعنى أنهم ذكروا عدد الأحاديث التي رواها أبو هريرة فعلا صح .. ولكنهم كذبوا لأنهم لم يظهروا طبيعة هذه الأحاديث هل هي تشمل المكرر أم لا .. وتشمل الضعيف أم لا .. وتشمل الأحاديث النبوية والغير نبوية أم لا ..!! حتى أنهم لم يظهروا أن هذه الأحاديث رواها آخرين غير أبو هريرة أم انفرد بروايتها أبو هريرة فقط .. ؟!! وإخفاء هذه المعلومات إنما هو خيانة في تحقيق الأمانة العلمية الدينية ..
 
- والحقيقة أن هذا العدد الذي ذكروه (5374) .. إنما هو يشمل الأحاديث المكررة .. ويشمل الأحاديث الضعيفة .. ويشمل الأحاديث غير النبوية .. ويشمل أقوال أبو هريرة الفقهية .. ويشمل كلاما عن السيرة .. وكل أحاديث أبو هريرة في جملتها بدون المكرر تقريبا (1475) حديث شامل الصحيح والضعيف وأقوال الصحابة وأرائه الفقهية والسيرة .. يعني لو أثبتنا فقط الأحاديث النبوية ستصل إلى أقل من نصف العدد السابق الذي هو (1475) .. أي تقريبا سبعمائة وخمسون حديث .. !!
 
- معلومة: روايات أبو هريرة في صحيح البخاري ومسلم 609 حديث نبوي وغير نبوي .. اتفق الإمام البخاري والإمام مسلم على رواية متشابهة بينهما في 326 حديثًا .. وروى البخاري منفردًا 93 حديثًا .. وروى مسلم منفردًا 190 حديثًا.
 
- ثالثا: من المعلومات المهمة والواجب على أي مسلم معرفتها ..
- هناك معلومة مهمة جدا يحذفها المنكرون للأحاديث في شبهتهم على أبو هريرة .. وهي أن كل مرويات أبو هريرة قد رواها صحابة آخرين .. ما عدا ثمانية أحاديث فقط قد أنفرد بروايتهم أبو هريرة .. وبيان ذلك في البيان التالي ..
 
#- قال الشيخ محمد بن الأمين الدمشقي أبو وسيم .. في مقال له على صفحته الخاصة على الإنترنت . تحت عنوان (عدد الحديث الصحيح) .. رابط المقال: http://www.ibnamin.com/num_hadith.htm .. حيث قال:
- المتتبع لروايات أبي هريرة في الكتب التسعة (الصحيحين وسنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وموطأ مالك ومسند أحمد والدارمي) .. يجد أن أغلب الصحابة اشتركوا مع أبي هريرة في كل رواياته ما عدا ثماينة أحاديث فقط ..
#- والثمانية هي:
1- (بينما رجل راكب بقرة) إلى آخر الحديث ، سنن الترمذي المناقب حديث رقم 3610
2- قرأ رسول الله (يومئذ تحّدث أخبارها) ، سنن الترمذي صفة القيامة حديث رقم 2353
3- (أتدرون من المفلس ..) ، صحيح مسلم ، البر والصلة ، حديث رقم 4678
4- (أول من يُدعى يوم القيامة ..) ، مسند أحمد ، باقي مسند المكثرين حديث رقم 8558
5- (أظلكم شهركم ..) ، مسند أحمد ، باقي مسند المكثرين حديث رقم 10365
6- (أعذر الله إلى امرئ ..) ، صحيح البخاري ، الرقاق ، حديث رقم 5940
7- (أقرب ما يكون العبد ..) ، صحيح مسلم ، الصلاة ، حديث رقم 744
8- (بينا أيوب يغتسل ..) ، صحيح البخاري ، الغسلل ، حديث رقم 270.
 
- والمعنى أنّ كل حديث في الكتب التسعة غير هذه الأحاديث الثمانية فإنه يوجد صحابي أو أكثر قد اشترك في رواية الحديث مع أبي هريرة .. فلم ينفرد أبو هريرة إلا بهذه الثمانية فقط (في الكتب التسعة) .. وهناك كتاب لمحمد يماني عن أبي هريرة .. كان يضع فيها أحاديث أبي هريرة بالنص ويضع مقابلها نفس الروايات لكن من رواية غيره، ثم خلص إلى النتيجة السابقة. (انتهى كلامه) .
 
- رابعا: لا يمكن إنكار أن أبا هريرة أكثر من روى الحديث .. بل وقد عاب عليه بعض الصحابة كثرة روايته للحديث ؟!! ولكن أبا هريرة دافع عن نفسه وأثبت الحق أمام الجميع .. وهذا من الأمور التي من المهم معرفتها .. خاصة وأنها معلومات يخفيها المنكرون الجاحدون للحديث النبوي.
 
- وهذه المعلومة جاءت في صحيح البخاري .. حيث قال أبو هريرة: (يقولونَ إنَّ أبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الحَدِيثَ، واللَّهُ المَوْعِدُ .. ويقولونَ: ما لِلْمُهَاجِرِينَ والأنْصَارِ لا يُحَدِّثُونَ مِثْلَ أحَادِيثِهِ؟ وإنَّ إخْوَتي مِنَ المُهَاجِرِينَ كانَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بالأسْوَاقِ، وإنَّ إخْوَتي مِنَ الأنْصَارِ كانَ يَشْغَلُهُمْ عَمَلُ أمْوَالِهِمْ، وكُنْتُ امْرَأً مِسْكِينًا، ألْزَمُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى مِلْءِ بَطْنِي، فأحْضُرُ حِينَ يَغِيبُونَ، وأَعِي حِينَ يَنْسَوْنَ، وقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَوْمًا: لَنْ يَبْسُطَ أحَدٌ مِنكُم ثَوْبَهُ حتَّى أقْضِيَ مَقالتي هذِه، ثُمَّ يَجْمعهُ إلى صَدْرِهِ فَيَنْسَى مِن مَقالتي شيئًا أبَدًا فَبَسَطْتُ نَمِرَةً ليسَ عَلَيَّ ثَوْبٌ غَيْرُهَا، حتَّى قَضَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَقالَتَهُ، ثُمَّ جَمَعْتُهَا إلى صَدْرِي، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بالحَقِّ، ما نَسِيتُ مِن مَقالتِهِ تِلكَ إلى يَومِي هذا، واللَّهِ لَوْلَا آيَتَانِ في كِتَابِ اللَّهِ، ما حَدَّثْتُكُمْ شيئًا أبَدًا: {إنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أنْزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ والهُدَى} [البقرة: 159] إلى قَوْلِهِ {الرَّحِيمُ} [البقرة: 160]) صحيح البخاري.
- وفي رواية بلفظ: (ثُمَّ جَمَعْتُهَا إلى صَدْرِي، فَما نَسِيتُ بَعْدَ ذلكَ اليَومِ شيئًا حدَّثَني به ..) صحيح مسلم.
 
#- من شرح ألفاظ الحديث:
- قوله (اللَّهُ المَوْعِدُ): أي الله نجتمع عنده ويعرف فيه حالي إن كنت صادقا أم غير صادق .. أو سيحاسبني ويحاسب من ظن بي سوءا.
- قوله (الصَّفْقُ بالأسْوَاقِ): أي الإنشغال بالتجارة في السوق .. حيث كان من وسائل الترويج للسلعة هي التصفيق لجذب الإنتباه للبائع .. ولازال هذا الأسلوب متبع حتى الآن في بعض الأسواق (تصفيق مع صوت لجذب الإنتباه للسلعة – مثل قولهم "قرب واتفرج على أحسن سلعة بأحسن سعر") ..!!
- قوله (عَمَلُ أمْوَالِهِمْ): في الزراعة.
 - قوله (نَمِرَةً): نوع من الرداء مثل كساء ملون أو مخطط ..
 
#- فإذا انتبهت أخي الكريم لكلام أبي هريرة .. ستدرك أن البعض قد عاب عليه كثرة الحديث في زمنه من الصحابة .. وستدرك أيضا كرامة النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزته لمن بسط رداءه في هذا المكان مع أبو هريرة وكان له نصيب في حفظ حديث النبي صلى الله عليه وسلم .
 
- حتى أن عبد الله بن عمر شك في حديث قاله أبو هريرة عن فضيلة اتباع الجنازة .. لأن عبد الله بن عمر لم يسمع هذا الحديث .. وفي هذا يروي الإمام احمد بن حنبل في مسنده عن عبد الله بن عمر أنه قال: (عن ابنِ عُمَرَ: أنَّه مَرَّ بأبي هُرَيرَةَ وهو يُحدِّثُ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: مَن تَبِعَ جِنازَةً فصلَّى عليها فله قِيراطٌ، فإنْ شَهِدَ دَفنَها فله قِيراطانِ، القِيراطُ أعظَمُ من أُحُدٍ. فقال له ابنُ عُمَرَ: أبا هُرَيرَةَ، انظُرْ ما تُحدِّثُ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم! فقامَ إليه أبو هُرَيرَةَ حتى انطَلَقَ به إلى عائِشةَ، فقال لها: يا أُمَّ المُؤمِنينَ، أنشُدُكِ باللهِ، أسَمِعتِ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: مَن تَبِعَ جِنازَةً فصلَّى عليها فله قِيراطٌ، فإنْ شَهِدَ دَفنَها فله قِيراطانِ، فقالت: اللَّهُمَّ نَعَمْ. فقال أبو هُرَيرَةَ: إنَّه لم يكن يَشغَلُني عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غَرْسُ الوَدِيِّ، ولا صَفْقٌ بالأسواقِ، إنِّي إنَّما كُنتُ أطلُبُ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كَلِمَةً يُعلِّمُنيها، وأُكْلَةً يُطعِمُنيها، فقال له ابنُ عُمَرَ: أنتَ يا أبا هُرَيرَةَ كُنتَ ألْزَمَنا لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأعْلَمَنا بحَديثِه) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: صحيح على شرط مسلم.
 
- وتأمل قول عبد الله بن عمر (أنتَ يا أبا هُرَيرَةَ كُنتَ ألْزَمَنا لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأعْلَمَنا بحَديثِه) فهذا يرشدك إلى دوام التواجد لأبي هريرة في غالب كل زمان ومكان كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم .
 
- ولاشك أن من كان يلازم النبي صلى الله عليه وسلم سيروى عنه ما لم يروى غيره بخلاف كثير من الصحابة الذين كان يشغلهم العمل .. فكانوا لا يروون كثيرا من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
 
- ملحوظة: وكان أبو بكر منشغلا ببستان له من التمر فى عالية المدينة .. يقوم بادارته والكسب منه .
 
- خامسا: ما المانع أن يكون أبا هريرة أحفظ الصحابة لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم .. حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لأبي هريرة بعدم النسيان .. فقد جاء في الحديث: (أنَّ رجُلًا جاء زيدَ بنَ ثابتٍ فسأَله عن شيءٍ فقال له زيدٌ عليكَ بأبي هُرَيْرَةَ فإنِّي بَيْنا أنا وأبو هُرَيْرَةَ وفلانٌ ذاتَ يومٍ في المسجِدِ ندعو ونذكُرُ ربَّنا عزَّ وجلَّ إذ خرَج علينا رسولُ اللهِ حتَّى جلَس إلينا فسكَتْنا فقال عُودوا للَّذي كُنْتُم فيه قال زيدٌ فدعَوْتُ أنا وصاحبي قبْلَ أبي هُرَيْرَةَ وجعَل النَّبيُّ يُؤمِّنُ على دُعائِنا ثمَّ دعا أبو هُرَيْرَةَ فقال اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ مِثْلَ ما سأَلكَ صاحبايَ وأسأَلُكَ عِلمًا لا يُنسَى فقال النَّبيُّ آمينَ فقُلْنا يا رسولَ اللهِ نحنُ نسأَلُ اللهَ عِلمًا لا يُنسَى فقال رسولُ اللهِ سبَقكما بها الغُلامُ الدَّوْسيُّ) رواه الطبراني .. وذكر الشوكاني في در السحابة وقال إسناد رجاله ثقات.
 
- ولاشك أن من دعا له النبي بعدم النسيان فإنه سيتذكر كل ما سمعه عن النبي بخلاف غيره من الصحابة الذين لم يدعو لهم النبي بعد النسيان ..
 
- سادسا: ماذا نتصور من رجل جلس في الدعوة إلى الله 35 سنة بعد ترك العمل السياسي بالولاية في زمن عمر بن الخطاب .. حيث اعتزل رضى الله عنه من عام 23هجرية و مات سنة 58 من الهجرة ..
 
- فظل يُعلم الناس فى مسجد الرسول أكثر من 35 عاما .. بخلاف أبو بكر الصديق فقد انشغل بالخلافة وهمومها .. وكذلك انشغل عمر بالخلافة وهمومها .
 
- سابعا: إذا حسبنا مرويات أبو هريرة بغير المكرر والتي تصل إلى ألف وخمسمائة حديث تقريبا .. والتي يبلغ أقل من نصفها هو أحاديث صحيحة أي سبعمائة وخمسين .. فيكون الحساب كالآتي:
 
- أربعة سنوات وشهرين أي  1520 يوم .. لو قسمنا عدد الأحاديث على عدد الأيام .. سيظهر لنا أنه كان يتعلم من النبي كل يومين حديث واحد .. !!
 
- وعلى افتراض (وهذا افتراض غير صحيح) أن الألف وخمسمائة حديث كلهم أحاديث صحيحة .. بل وسنفترض أنها أحاديث نبوية فقط (وهذا افتراض خاطيء ولا يصح وإنما هو افتراض جدلي) .. فيكون أبو هريرة يحفظ من النبي كل يوم حديث واحد فقط ..!!
 
- فما هو هنا الشيء المخالف للعقل حتى يتم اتهام أبو هريرة بأنه اختلق الأحاديث أو اخترعها من نفسه ..!! أفلا يعقلون هؤلاء المكذبون أم أن الإفتراء بالكذب هو عادة سكنت دمائهم ..؟!!
 
- ثامنا: أما عن قولهم بأن أبو هريرة إنما كان يضع الأحاديث لأغراض سياسية لكسب ولاء بني أمية .. فهذه شهادة زور منهم على أبو هريرة حيث لم يظهر ذلك من رواياته الصحيحة .. بل الذي يظهر هو أحاديثه التي يمدح فيها آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ولم يخفي منها شيئا .. ولكن هذه الطائفة من مكذبي الأحاديث النبوية من الواضح أنه لا مانع لديها من الشهادة الزور على الصحابة كما لا مانع لديهم الكذب والخيانة في الأمانة العلمية كما هو معلوم فيهم ..!! فانتبه من ذلك أخي الحبيب ..
 
- وبها يكون ختام هذه الشبهة .. والحمد لله رب العالمين .
 

************************

 

..:: س176: كيف نعقل ونصدق أن يوجد أكثر من مائة ألف حديث من الأحاديث التي قالها أو فعلها النبي ؟ ::..

 
- قال الجاحدون للأحاديث النبوية .. كيف نعقل أن يكون هناك مئات ألوف من الأحاديث النبوية ومتى قال كل هذا الكم الهائل من الأحاديث وكيف تم حفظه .. فهذا كلام غير مقبول عقلا .. فلو افترضنا أن هناك من كان يحفظ ستمائة ألف حديث .. فهذا معناه أن النبي كان يقول يوميا (2173) حديث يوميا على مدار 23 سنة .. وهذا لا يمكن أن يقبله عقل ولا يمكن أن يحدث ولا يمكن أن يكون له من يحفظه ..!!
 
- وإذا كانت كتب الأحاديث .. قد دونت ما يظهر من حصيلة جمعها أنها تزيد عن مائة ألف حديث .. فمن أين جاؤوا هؤلاء العلماء بهذه الأحاديث ؟!! بل لو كانوا مائة ألف حديث فقط .. فهذا يعني أن النبي كان يقول يوميا (362) حديث للصحابة .. أي (362) معلومة جديدة كل يوم ..!! فكيف يقبل العقل مثل هذا الكلام ؟!!
 
- والذي يزعمه علماء الحديث إن هو إلا أحاديث مختلقه لم يذكرها النبي .. وإنما هي أحاديث مفتراه عليه .. ولا نصدقها ولا نؤمن بها .. ولا يصدقها إلا من غاب عنه عقله وسلك مسلك الآباء في تعصب أعمى في اتباعه للباطل .. وكأنهم اتبعوا طريق ومنهجية عبدة الأصنام التي هي:(حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ) المائدة104 .. !!!
 
- #- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
- ليس من العيب أن تكون لا تعرف .. ولكن من العار أن تكون كذابا .. وتنشر أكاذيبك على أنها حقائق علمية .. بل ولا تكتفي بذلك بل تهتك حرمة من هم أعلم منك .. ثم تزعم أنهم مفترون على النبي صلى الله عليه وسلم .. وأخيرا تتهمهم بأنهم يتبعون الباطل الذي كان عليه آبائهم وهو العمل بالحديث النبوي الصحيح ..!!
 
- أما عن أكاذيبكم فلنظهرها واحدة تلو الأخرى ..
 

#- أولا: أكذوبة تدوين مائة ألف حديث من الأحاديث النبوية .. وأكذوبة حفظ أكثر من ستمائة ألف حديث نبوي

 
1- بخصوص أكذوبة حفظ الأحاديث النبوية .. فلا يوجد مئات ألوف من الأحاديث النبوية كان يحفظها حفاظ الاحاديث كما كذبوا في شبهتم .. وسبق وذكرنا أن كلمة حديث تشمل ما هو حديث صحيح وضعيف ومكذوب .. وتشمل ما هو حديث نبوي وحديث صحابي وحديث تابعي وحديث فقهي وحديث تفسيري وحديث في السيرة .. !!
 
- ومجموع ما يحفظونه لا يتعلق فقط بالأحاديث النبوية .. لا .. ولا يتعلق بالمرويات الصحيحة فقط .. لا .. فهو يحسبون الأحاديث النبوية والغير نبوية من أقوال الصحابة والتابعين والفقهاء .. ويحسبون الصحيح والضعيف والموضوع أيضا ..
 
- ولذلك حينما يقوم العلماء بجمع وإحصاء الأحاديث فهم يجمعون الأحاديث من حيث أسانيدها وليس من حيث متونها .. يعني نص الحديث واحد ولكن له طرق مختلفه لأسانيده .. مثل حديث (إنما الأعمال بالنيات) له أكثر من خمسة عشر راوي يرويه من الصحابة ولكن نص الحديث واحد .. فهذا الحديث حينئذ يكون عدده 15 حديث وليس حديث واحد .. فالعلماء يجمعون أسانيد رواية النص ولا يجمعون النصوص .. ويسمى ذلك بالأحاديث المكررة الأسناد .. فانتبه لهذا الأمر جيدا أخي الحبيب .
 
- فكل كتب الأحاديث لا تذكر أحاديث نبوية فقط .. فانتبه يا مسلم .
 
2- أما عن أكذوبة تدوين أكثر من مائة ألف حديث نبوي في كتب الحديث .. فكل كتب الأحاديث التي جمعت الأحاديث سواء جمعت أقل من أربعة آلاف حديث كالترمذي أو أكثر من عشرون ألف حديث كمسند الإمام أحمد وسنن البيهقي .. فاعلم أخي الحبيب أن هذه الأرقام .. إنما هي مجاميع لأحاديث تشمل المكرر .. وتشمل ما هو نبوي وغير نبوي من أقوال الصحابة والتابعين والفقهاء وغيرهم .. لأن الأحاديث النبوية في كل كتب الحديث التي جمعها المسلمون في كل زمان .. أقل من أربعة آلاف حديث بعد حذف المكرر .. كما سنذكر ذلك بعد قليل .. وليس كما أرادوا أن يوهموا المسلمين بقولهم مائة ألف حديث .. وكأن جميعها أحاديث نبوية وغير مكررة .. فيا لها من خيانة في الأمانة العلمية ..!!
 
3- أما عن عدد الاحاديث النبوية في كل كتب الأحاديث المشهورة .. فقد ذكرت لك سابقا أخي الحبيب .. إحصائية عن عدد الأحاديث النبوية في الإجمال لكتب الصحاح والسنن المشهورة حيث قد بلغت (114194) .. وبعد حذف المكرر حسب اصطلاح أهل الحديث "وهو الحديث المروي لنفس الصحابي من طرق مختلفة" فتكون أصبحت (28430) .. "ولكن هذا العدد أيضا يشمل المكرر لنفس الحديث الواحد المروي على لسان أكثر من صحابي" .. ولذلك بعد حذف المكرر والاكتفاء برواية واحدة لصحابي واحد .. يكون مجموع كل الأحاديث النبوية بعد حذف كل المكررات هو (3921) حديث نبوي .. أي أن نسبة الأحاديث النبوية الغير مكررة بالنسبة للمكررة .. فهي تمثل 3.4% فقط .. يعني فقط (3921) من جملة (114194) ..!!

- ومجموع نسبة ما يحمله كتاب صحيح البخاري ومسلم من مجموع هذه الأحاديث (3921) يمثل (2131) أي يمثل 55% من مجموع كل الأحاديث الصحيحة .. أي أن صحيح البخاري ومسلم جمعوا أكثر من نصف الأحاديث النبوية الصحيحة المجموعة في كل كتب الأحاديث ..

- وللمزيد إرجع إلى السؤال رقم (137) .. وانظر إلى ما نقلته لك عن موسوعة "معالم السنة النبوية" للشيخ صالح أحمد الشامي ..
  

#####################

 

#- ثانيا: أما فيما يتعلق باتهامهم للعلماء بأنهم ضلوا وأضلوا بالأحاديث وأنهم اتبعوا منهجية الكفار في الإتباع ..

 
- #- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- نظرا لأن علماء الشريعة لطالما فضحوا هؤلاء المنكرون للحديث النبوي خاصة الذين جحدوه كليا .. وكلما سعى أهل الفتنة من هؤلاء المنكرون من جماعة الأريكة في إشعال نار فتنة جحود الحديث النبوي كلما أطفأ علماء الحديث نار فتنة جماعة الأريكة .. الذين ما نرى من إنكارهم للحديث النبوي إلا لإسقاط الركن الثاني من أركان التشريع .. والذي يبدوا في زماننا أنه الخطوة الأولى لبداية التشكيك في القرآن بعد ذلك كما سبق وأضحنا ذلك .. لدرجة أنهم يأخذون من شبهات الملحدين أو اليهود المستشرقين وينتصرون بها .. كما سبق وأضحت لك ذلك في كثير من شبهاتهم .. !!
 
- ولذلك لما انطفأت نار فتنتهم بنور علماء الحديث .. قام هؤلاء القرآنيون وأشباههم من جماعة الأريكة الجاحدون لحديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيح .. بمواجهة علماء الشريعة بطريقة إن دلت فإنما تدل على حقيقة نفسيتهم .. حيث اتخذوا مسلك التشكيك في نزاهة العلماء والاستخفاف بعقولهم وإهانتهم والتقليل من شأنهم والإشارة إليهم بما فيه حقارة لهم .. وكانت وسيلة دعايتهم من خلال وسائل الانترنت المختلفة .. وذلك حتى يسقطوا مهابتهم في قلوب المؤمنين من خلال التشكيك فيهم وفي علمهم .. وهيهات أن يتيسر لهم ذلك إلا مع جماعة المغفلين الذين تشابهوا معهم في قلوبهم .. فالطيور على أشكالها تقع ..!!
 
- وإذا كان مبدأ التقليل والسخرية والتحقير هو وسيلتهم في علماء الشريعة .. فهذا إن دل فإنما يدل على إفلاس الحجة لديهم في مواجهة هؤلاء العلماء وإلا ما كانوا لجأوا لهذا الأسلوب الرخيص المنافي للمنهجية العلمية بل والمساوي لأسلوب الجاهلية الأولى كما كان يفعل جهلاء كل أمة بأنبيائهم ورسلهم من الشتم والسخرية والتحقير لهم ..!!
 
- وهذا نجده بكثرة على وسائل الإنترنت المختلفة من قنوات اليوتيوب وصفحات الفيس بوك .. وغير ذلك .. متبعين في ذلك عناوين براقة في جذب انتباه العوام ليقرأوا لهم مثل (أسطورة الحديث الشريف الباطلة) أو (كيف قام العلماء بتزوير الحديث الشريف) أو (علماء الشريعة وأكذوبة الحديث النبوي) أو (الحديث النبوي لا وجود له إلا في العقول البليدة) أو (هكذا كذب علماء الشريعة على رسول الله ونسبوا إليه الأحاديث) أو (أكذوبة صحيح البخاري) أو (هكذا زور البخاري في أحاديث النبي) .. وغير ذلك من عناوين لجذب انتباه العوام .. وتجدهم في مقالاتهم يتبعون أسلوب السوقية والهمج بمبدأ "خدوهم بالصوت وإلا سيغلبوكم" .. ويسردون في مقالاتهم وفيديوهاتهم من مغالطاتهم المسبوكة بالاستدلال الغير صحيح .. وبما يكذبون به في الدين من إنكار شرعية الحديث الشريف بصورة كلية ليمحوه ..
 
- ثم يتطاولون بالإهانة على علماء الشريعة الإسلامية بالسخرية منهم .. ويصفونهم بأنهم جهلاء وأنهم اخترعوا الأحاديث النبوية لأنهم يطلبون السلطان الديني من وراء نشرهم الأحاديث .. حتى وصل بالبعض منهم بأن يصف علماء أهل السنة والجماعة من أهل الحديث بأنهم يتبعون منهجية الكفار في الإتباع لأسلافهم فلا عقل لهم ولا هداية في قلوبهم .. ويسخرون منهم ويستدلون فيهم بقوله تعالى:(حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ) المائدة104 ..
 
- بل وتطاول البعض على متبعي علماء الشريعة من المؤمنين بأن الحديث النبوي هو الركن الثاني للتشريع .. بأن وصف حالهم كحال متبعي آبائهم في عبادة الأصنام .. ويستدل فيهم بقوله تعالى: (قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) الشعراء74.. !!
 
- وسبب مهاجمة جماعة الأريكة للمؤمنين المتبعين بإحسان لعلماء الشريعة والحديث .. أن هؤلاء المؤمنين المخلصين لله ولرسوله .. رفضوا اتباع ضلال جماعة الأريكة .. من القرآنيين والتنويرين وأصحاب الرأي الحر ومن شابههم في القلب ..!!
 
- ولكن إذا كان هذا هو أسلوبهم في تحقيق العلم بالمغالطات المكذوبة وإهانة أهل العلم .. فتعال معي أخي المؤمن نرى من هو المتبع بإحسان لله ولرسوله حقا .. ومن هو الضلالي حقا .. !!
 
1- فنقول لهؤلاء المرجفون بالشبهات وجحود الحديث النبوي الصحيح .. كفاكم مخالفة وتلاعب بآيات القرآن .. لأنكم تتهمون أنفسكم بأنكم جهلاء حقا .. لأنه لو كان مبدأكم هو اتهام علماء الشريعة ومن اتبعوهم بإحسان .. هو أنهم اتبعوا أسلافهم .. فهذا تشريف لهم بنص القرآن حيث يقول تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة100.
 
- وكما سبق وأوضحنا .. أن الحديث الشريف كان متداولا مكتوبا ومنطوقا ومعمولا به في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد الصحابة إلى يومنا هذا .. فكان المدح والكرامة كل الكرامة لمن أتبعهم بإحسان ولم يخالفهم لأنهم كانوا على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم .
 
2- أما عن سخريتهم من علماء الشريعة باستخدام كلام الله .. فهذا أيضا يدل على مدى فساد باطنهم وسواده .. حتى قالوا في العلماء المتبعين بإحسان للسلف رضوان الله عليهم .. أنهم اتبعوا طريق ومنهجية عبدة الأصنام التي هي:(حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ) المائدة104 ..
- ولا أجد أضل منهم في الإستدلال بهذه الآية ما يدل على شيء إلا بلادة عقلية فيهم .. ليه ؟
 
- لأن بداية الآية تشهد عليهم أنهم ضلالية وأنهم هم المتبعون لأسلافهم الضلالية في جحود الحديث النبوي الصحيح .. فيقول تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ) المائدة104 ..
 
- فإذا كان علماء الشريعة يجتمعون على ما قاله الله وما قاله الرسول .. فيكون الذي يجحد كلام الرسول المتصل بسند صحيح ومتن غير مناقض للقرآن .. إنما هو من اتبع غير سبيل المؤمنين وسلك سبيل الضلالية المجرمين ..!! فما أجهلكم بكلام الله الذي تستدلون به وما أبشع بلادتكم العقلية التي أحاطت بكم لأنكم قوما جاهلون ..!! 
 
- وهذا الإتهام القبيح منهم لعلماء الشريعة المخلصين والمتبعون لهم بأحسان .. إنما يدل على نفسيتهم القبيحة المخلوطة بفساد باطني .. بل ويكفيك من جهلهم أن ما استدلوا به إنما هو حجة عليهم وليس حجة لهم ..!!
 
- فإذا علمت ما سبق أخي الحبيب .. فاقرأ كلام الله .. حتى تعرف مما سبق من الذي استجاب لله ورسوله :
- يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) الأنفال24 ..
- يقول تعالى: (فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) القصص50 ..
- يقول تعالى: (وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ) الشورى26 ..
 
- فاجعل كلام الله مقياسا لك في الحكم .. وأبصر من الذي استجاب لكلام الرسول وعمل به .. ومن جحد كلام الرسول ومنع العمل به .. وستعرف حينئذ من ضلل المسلمين في دينهم .. فأبصر يا مؤمن ..!!

- وأذكرك أخي الحبيب .. بكلام النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض الناس الذين سيأتون دائما بما ليس من الدين بشيء ويريدون أن يصبغوه بالدين سواء مثل الذين يخلطون الدين البوذي بالإسلامي كما يفعل أصحاب الطاقة أو مثل من يحرقون الجن بالقرآن بأكذوبة لا وجود لها في الدين الإسلامي أو الذين يستحضرون الجن وخدام بالقرآن أو الذين ينكرون في الدين الإسلامي الحديث النبوي أو من شابههم من قلوب .. فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يكون في آخر الزمان دجالون كذابون ، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا ، أنتم ولا آباؤكم ، فإياكم وإياهم ، لا يضلونكم ولا يفتنونكم( صحيح مسلم.

 

- صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وأبلغه منا السلام يارب .. السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته .

 

- وبهذا يكون ختام الكلام على الشبهات .. بل ووصلنا إلى قرب ختام مواضيع رسائل الحق والنور .. حيث تبقى لك أخي الحبيب أن أترك لك فصل ختامي لرسائل الحق والنور .. وهذا الفصل فيه تعريف ببعض مصطلحات علم الحديث حتى تكون على بصيرة من فهم هذا العلم ببعض المعلومات الطيبة التي لا غنى عنها لمن يقرأ في الكتب الدينية .. والله المستعان .

 

 **********************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسائل العلمية مصدرها مدونة الروحانيات فى الاسلام - ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات  ..