ج60: رسالة الحق والنور - ما هو علم الحديث - علم الحديث رواية – علم الحديث دراية.- ما المقصود بلفظ الحديث بصفة عامة عند علماء الحديث - ما هي أقسام الحديث من حيث قائلها - الحديث المرفوع والموقوف والمقطوع - ما هو الحديث النبوي قولا – فعلا – تقريرا – صفة.- هل كل الأحاديث النبوية تسمى سُنَّة نبوية - ما الفرق بين السُّنَّة و البدعة - ما هو الحديث القدسي - ما هو الفرق بين القرآن والحديث القدسي - ما هو السند والمتن في علم الحديث - ما هي شروط صحة السند وصحة المتن - معنى عدالة الرواة - ضبط الرواة - معنى زيادة الثقة .. وشذوذ الثقة .. ونكارة الحديث - ما هو الناسخ والمنسوخ من الحديث النبوي - هل يوجد أحاديث نبوية متعارضة - هل الإختلاف اللفظي للحديث دليل على خطأ الرواة - ما هي الكتب التي أنصح بقرائتها لمزيد معرفة في شبهات القرآنيين ومنكري الأحاديث - ختام " رسائل الحق والنور ".

              بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الحق والنور

في موجز علم تدوين الحديث الشريف

وتبرئة البخاري ممن شهد عليه بالزور

(الجزء الستون - والأخير)

* فهرس:

:: الفصل التاسع والخمسون :: خاتمة الرسالة حول علم الحديث ::

1- س177: ما هو علم الحديث ؟ (علم الحديث رواية – علم الحديث دراية).

2- س178: ما المقصود بلفظ "الحديث" بصفة عامة عند علماء الحديث ؟

3- س179: ما هي أقسام الحديث من حيث قائلها ؟ (الحديث المرفوع والموقوف والمقطوع ؟)

4- س180: ما هو الحديث النبوي ؟ (قولا – فعلا – تقريرا – صفة).

5- س181: هل كل الأحاديث النبوية تسمى سُنَّة نبوية ؟

6- س182: ما الفرق بين السُّنَّة و البدعة ؟

7- س183: ما هو الحديث القدسي ؟

8- س184: ما هو الفرق بين القرآن والحديث القدسي ؟

9- س185: ما هو السند والمتن في علم الحديث ؟

10- س186: ما هي شروط صحة السند وصحة المتن ؟ (معنى: عدالة الرواة - ضبط الرواة) - (معنى: زيادة الثقة .. وشذوذ الثقة .. ونكارة الحديث).

11- س187: ما هو الناسخ والمنسوخ من الحديث النبوي ؟

12- س188: هل يوجد أحاديث نبوية متعارضة ؟

13- س189: هل الإختلاف اللفظي للحديث دليل على خطأ الرواة ؟

14- س190: ما هي الكتب التي أنصح بقرائتها لمزيد معرفة في شبهات القرآنيين ومنكري الأحاديث ؟ ::..

15- ختام " رسائل الحق والنور ".

*************************

:: الفصل التاسع والخمسون ::

:: خاتمة الرسالة حول علم الحديث ::

************************

 

..:: س177: ما هو علم الحديث ؟ ::..
(علم الحديث رواية – علم الحديث دراية)
 

* علم الحديث .. هو العلم الجامع للقواعد التي يعرف بها أحوال السند والمتن للأحاديث من حيث القبول والرد .

 

- كلمة (قبول): أي يتم الإحتجاج والعمل به لأنه حديث صحيح أو حسن.

- كلمة (رد): أي يتم رده ولا يحتج به لأن به علة تمنع قبوله ..

 

- ملحوظة هامة: ليس كل الحديث الضعيف مردود .. لأنه ليس كل الضعيف مردود كفضائل الأعمال ومنه ما يكون شواهد للأحاديث .. فانتبه.

 

- وهذا المصطلح "علم الحديث" بهذا المعنى .. يشمل الأحاديث النبوية .. والغير نبوية كأحاديث الصحابة والتابعين وغيرهم ممن لهم مرويات .. وتسمى الأحاديث الغير نبوية بالأثر أو الخبر .. فيقال جاء في الأثر عن فلان .. أو جاء في الخبر عن فلان .. وأحيانا البعض كان يجعل من الخبر لفظ عام يشمل الحديث النبوي والغير نبوي ..

 

#- علم الحديث باعتبار ما يتناوله فهو على قسمين:

1- علم الحديث رواية: هو يتناول صفات النبي وأفعاله وأقواله ويتم البحث في هذا العلم عن رواية الأحاديث وضبطها .. وكذلك يتم معرفة شرحه ومعناه.

- وفائدته: حفظ السنة وضبطها والاحتراز عن الخطأ فى نقل ما أضيف الى الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

2- علم الحديث دراية: يسمى مصطلح أو أصول الحديث وهو العلم بقواعد وقوانين يعرف بها أحوال الراوي والمروي أي السند والمتن من حيث القبول أو الرد .

 - وفائدته: الحكم على الحديث من حيث كونه صحيح أم غير صحيح .

 
**********************
 
..:: س178: ما المقصود بلفظ "الحديث" بصفة عامة عند علماء الحديث ؟ ::..
 

- معنى كلمة "حديث": هو ما يتم التحدث به من أقوال .

 

#- لفظ (الحديث) بصفة عامة دون تخصيص عند علماء الحديث:

- هو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو وصف خِلْقِيٍّ أو خُلُقِيٍّ أو أضيف إلى الصحابي أو التابعي .

 

- ولكن لو تم تخصيص لفظ (الحديث) بقولهم حديث مرفوع أو موصول أو مُسند .. فيقصد به حديث النبي صلى الله عليه وسلم ..

 
****************************
 
..:: س179: ما هي أقسام الحديث من حيث قائلها ؟ ::..
(الحديث المرفوع والموقوف والمقطوع ؟)

1- الحديث المرفوع ..

- وهو الذي قام الصحابي برفعه للرسول صلى الله عليه وسلم فيقول: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم) أو (قال رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم) ..

 

- والحديث المرفوع ينقسم إلى حديث نبوي وحديث قدسي .. وسيأتيك بيان ذلك بعد قليل ..

 

- ولعل الحديث المرفوع تم تسميته مرفوعا .. بمعنى موصولا بقول النبي صلى الله عليه وسلم .. ولذلك يسمي البعض الحديث المرفوع بالحديث الموصول .. وأيضا يسمى بالحديث المُسند.

- وقيل مرفوعا لرفعة شأن من قاله (وهو النبي صلى الله عليه وسلم) فسموه مرفوعا .. والله أعلم .

 

2- الحديث الموقوف: وهو الذي يقف سنده عند قول الصحابي فقط .. ولم يرفع الصحابي هذا القول إلى النبي صلى الله عليه وسلم .. (ويسمى موقوف صحابي) ..

 

3- والحديث المقطوع: وهو الحديث الذي أُضيف إلى التابعي أو من دونه من قولٍ أو فعلٍ .. ويكون من قول التابعي .. (ويسمى موقوف تابعي)

 

#- ملحوظة هامة: لو قال التابعي (قال النبي صلى الله عليه وسلم) فهنا نجد أن التابعي قد أسقط اسم الصحابي الذي أخذ عنه حديث النبي .. فهذا يسمى حديث مرسل لأنه تم إرساله أي وصله مباشرة إلى النبي دون ذكر الصحابي الذي قال له كلام النبي .. والحديث المرسل من أقسام الحديث الضعيف .

 

- والمراد من لفظ التابعي .. هو المسلم الذي لم يقابل النبي صلى الله عليه وسلم .. ولكنه قابل صحابي وأخذ عنه علما .. وسمي تابعي .. لأنه متبع لما كان عليه الصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم .. والله أعلم .

 

- ملحوظة أخرى هامة: بعض العلماء يجعل الحديث الموقوف والمقطوع نوع واحد ويسميه حديث موقوف .. ولكن يقول موقوف صحابي أو موقوف تابعي .. أي أن الكلام توقف عند قول الصحابي فلان أو التابعي فلان ..

 
****************************
 
..:: س180: ما هو الحديث النبوي ؟ ::..
(قولا – فعلا – تقريرا – صفة)
 

- تعريف الحديث النبوي:

- الحديث النبوي: هو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقية أو خُلقية ..

 

1- الحديث القولي للنبي صلى الله عليه وسلم:

- مثال ذلك - قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات) صحيح البخاري.

 

2- الحديث الفعلي للنبي صلى الله عليه وسلم:

- مثال ذلك - يشمل فعل النبي صلى الله عليه وسلم في العبادات والمعاملات ... ففي العبادات كأفعاله في كيفية أداء الصلاة والحج .. وفي المعاملات كالقضاء بين الناس.

 

3- الحديث التقريري للنبي صلى الله عليه وسلم:

- التقرير معناه لغويا: يقصد به من اعتمد رأيا ورأى أنه صوابا .

- ويُقصد به عند علماء الحديث: هو إقرار النّبي صلّى الله عليه وسلّم لرأي في حكم شرعي في زمنه .. ويكون ذلك بأن يسكت النبي صلى الله عليه وسلم عن إنكار قول أو فعل صدر أمامه، أو علم به .. ويظهر ذلك التقرير منه بالموافقة عليه إما بموافقته أو استبشاره أواستحسانه وإما بمجرد عدم إنكاره .

 

- وسبب قبول الحديث التقريري على أنه تشريع .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقر لحد على باطل ولا يسكت على باطل .. ففهمنا من ذلك أن هذا الفعل الذي أقره النبي صلى الله عليه وسلم هو فعل مشروع وجائز ولا مخالفة فيه لأمر الله .. لأنه إن أقره فإنما يكون أقره بوحي من الله قد بلغه بالموافقة عليه ولا حرج فيه ..

 

- مثال ذلك - حديث عبدالله بن مسعود في الصحيحين قال: (نَادَى فِينَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَومَ انْصَرَفَ عَنِ الأحْزَابِ أَنْ لا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الظُّهْرَ إلَّا في بَنِي قُرَيْظَةَ، فَتَخَوَّفَ نَاسٌ فَوْتَ الوَقْتِ، فَصَلَّوْا دُونَ بَنِي قُرَيْظَةَ، وَقالَ آخَرُونَ: لا نُصَلِّي إلَّا حَيْثُ أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وإنْ فَاتَنَا الوَقْتُ، قالَ: فَما عَنَّفَ وَاحِدًا مِنَ الفَرِيقَيْنِ) صحيح مسلم ..

 

- وفي هذا الحديث إقرار من النّبي صلى الله عليه وسلم على ما فعلوه الصحابة سواء من صلى أو من لم يصلي إلا في بنو قريظة .. وسكوته وعدم تخطئة أيا من الفريقين كان منه إقرار بالموافقة على اجتهاد كلاهما .. بدليل قول بن مسعود: (فما عنّف واحداً منّا) ..

 

4- الحديث الوصفي للصفة الخَلقية للنبي صلى الله عليه وسلم:

- وهي الأحاديث التي نقلها لنا الصحابة عن وصف شكل وهيئة النبي صلى الله عليه وسلم .

- مثال ذلك - عن البراء بن عازب قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أحْسَنَ النَّاسِ وجْهًا وأَحْسَنَهُ خَلْقًا، ليسَ بالطَّوِيلِ البَائِنِ، ولَا بالقَصِيرِ) صحيح البخاري.

 

- مثال آخر - ما قاله أبو هريرة: (كان رسولُ اللهِ أبيضَ ، كأنما صِيغَ من فضةٍ ، رَجِلَ الشَّعرِ) رواه الترمذي في الشمائل .. وقال الألباني صحيح .

- ومعنى قوله (فضة): أي لونه أبيض فيه لمعة تجذب النظر إليه من جماله صلى الله عليه وسلم .

- ومعنى (رَجل الشعر): أي مسرحا لشعره ولا يتركه بدون تسريح .. أي يهتم بشعره صلى الله عليه وسلم .

 

5- الحديث الوصفي الخُلُقي للنبي صلى الله عليه وسلم:

- يقصد بها الصفات التي تتعلقُ بخُلق النبي صلّى الله عليه وسلّم .. وهي كل الأحاديث التي جاءت تصف خُلق رسول الله في تعامله سواءً مع أصحابه أو أزواجه أو غيرهم.

 

- مثال ذلك: (سُئِلَتْ عائِشةُ عن خُلُقِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَتْ: كان خُلُقُه القُرآنَ) رواه أحمد وقال الأرنؤوط: صحيح .

 

- ومثال آخر - عن السيدة عائشة .. (أنَّها سُئِلَتْ ما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعمَلُ في بيتِه؟ قالت: كان يَخيطُ ثوبَه، ويَخصِفُ نَعلَه، ويَعمَلُ ما يَعمَلُ الرِّجالُ في بُيوتِهم) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: صحيح .

 

- مثال آخر - عن عبد الله بن عباس قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ....) صحيح البخاري.

 

- مثال أخير - عن أنس بن مالك قال: (خدَمتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ عَشرَ سنينَ فما قالَ لي : أفٍّ قطُّ ، وما قالَ لِشيءٍ صنعتُهُ لمَ صنعتَهُ، ولا لشيءٍ ترَكْتُهُ لمَ ترَكْتَهُ ؟ وكانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ مِن أحسنِ النَّاسِ خُلُقًا ، وما مسِستُ خزًّا قطُّ ولا حَريرًا ولا شيئًا كانَ أليَنَ مِن كفِّ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، ولا شمِمتُ مِسكًا قطُّ ولا عِطرًا كانَ أطيَبَ مِن عَرَقِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ) صحيح الترمذي.

 

#- وخلاصة القول:

- الحديث النبوي: هو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقية أو خُلقية ..

 
************************************
 
..:: س181: هل كل الأحاديث النبوية تسمى سُنَّة نبوية ؟ ::..
 

- كثيرا ما يحدث خلط بين الحديث النبوي والسنة النبوية .. حتى أن البعض يقول على كل شيء هو سنة نبوية ..

 

- أولا: ليس كل أنواع الحديث تندرج تحت مسمى السُّنَّة ..!!

1- فالحديث القولي النبوي .. منه ما هو سنة ومنه ما هو ليس بسنة كقصص بني إسرائيل مثل قصة جريج الراهب أو قصص للعبرة كقصة أصحاب الأخدود .. فهذه لا يقال عنها سنة وإنما أحاديث .. لأن السنة تستوجب اتباع وعمل ..

 

2- الحديث الوصفي لهيئة النبي صلى الله عليه وسلم .. ليس سنة لأنها أوصاف ذاتية للنبي صلى الله عليه وسلم (إلا ما خص فيها بحكم كترك اللحية) .. ولكن السُّنَّة النبوية هي التي يكون فيها التشريع والإتباع والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ..

 

3- الحديث الفعلي النبوي .. منه ما هو سنة وهو الذي فيه تشريع .. ومنه ما ليس بتشريع .. والأفعال التي لا تعتبر تشريع تنحصر في صور ثلاث ..

أ- الأفعال التي صدرت عن الرسول صلى الله عليه وسلم بمقتضى الجبلة البشرية كالقيام والقعود والأكل والشرب ..، وهذه الأفعال تدل على الإباحة وليس على تشريع ديني ..، ولا يجب على الأمة اتباعها لكونها ليست من الرسالة ..، وإن اتبعها أحد من المسلمين واقتدى بالنبي صلى الله عليه وسلم فيها كان له فيها أجر محبته للنبي صلى الله عليه وسلم ..

 

ب- الأفعال التي صدرت عن الرسول صلى الله عليه وسلم بمقتضى الخبرة والتجربة في شئون الدنيا .. مثل حديث تأبير النخل أي تلقيح النخل .. حيث قال رافع بن خديج رضي الله عنه: (قَدِمَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ المَدِينَةَ، وَهُمْ يَأْبُرُونَ النَّخْلَ يقولونَ يُلَقِّحُونَ النَّخْلَ، فَقالَ: ما تَصْنَعُونَ؟ قالوا: كُنَّا نَصْنَعُهُ، قالَ: لَعَلَّكُمْ لو لَمْ تَفْعَلُوا كانَ خَيْرًا فَتَرَكُوهُ، فَنَفَضَتْ، أَوْ فَنَقَصَتْ، قالَ فَذَكَرُوا ذلكَ له فَقالَ: إنَّما أَنَا بَشَرٌ، إذَا أَمَرْتُكُمْ بشيءٍ مِن دِينِكُمْ فَخُذُوا به، وإذَا أَمَرْتُكُمْ بشيءٍ مِن رَأْيِي، فإنَّما أَنَا بَشَرٌ) صحيح مسلم.

 

ج- الأفعال التي صدرت عن النبي صلى الله عليه وسلم بمقتضى الوحي ولكن هذا هو حكم خاص به دون غيره من الأمة مثل زواج أكثر من أربعة .

 

#- ولذلك يقول الإمام عبد الله الدهلوي (المتوفى: 1176هـ) في كتابه حجة الله البالغة:

- اعلم أن ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ودون في كتب الحديث على قسمين:

 

- أَحدهمَا: ما سبيله سبيل تبليغ الرسالة وفيه قوله تعالى: (وَمَا آتَاكُم الرَّسُول فَخُذُوهُ وَمَا نهاكم عَنهُ فَانْتَهوا) .

 

- وَثَانِيهمَا: ما ليس من باب تبليغ الرسالة.. وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: (إنَّما أَنَا بَشَرٌ، إذَا أَمَرْتُكُمْ بشيءٍ مِن دِينِكُمْ فَخُذُوا به، وإذَا أَمَرْتُكُمْ بشيءٍ مِن رَأْيِي، فإنَّما أَنَا بَشَرٌ) صحيح مسلم ..، وقوله صلى الله عليه وسلم في قصة تأبير النخل: (فَإِنِّي إِنَّمَا ظَنَنْتُ ظَنًّا، فَلَا تُؤَاخِذُونِي بِالظَّنِّ، وَلَكِنْ إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنِ اللهِ شَيْئًا، فَخُذُوا بِهِ، فَإِنِّي لَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ) صحيح مسلم ..، فمنه الطب ومنه باب قوله صلى الله عليه وسلم: (عَلَيْكُم بالأدهم الأقرح) ومستنده التجربة .. (راجع كتاب حجة الله البالغة ج1 ص123-124 مختصرا في كلامه مع تخريج كل حديث كتبه).

 

- قلت (خالد صاحب الرسالة): لم أجد حديث بلفظ: (عليكم بالأدهم الأقرح) .. !! وإنما وجدته بلفظ: (خيرُ الخَيلِ الأدهَمُ الأقرَحُ) صحيح الترمذي.. والأدهم هو الأسود والأدهم هو الذي في جبهته بياض .

 

- ثانيا: من الفروق بين الحديث النبوي والسنة النبوية ..

- تجد أن العلماء في تضعيف حديث أو تصحيحه .. يقولون (حديث صحيح أو ضعيف) ولا يقولون سنة ضعيفة أو صحيحة .. لأن الأصل أن السنة مثبتة صحيحة ومعمول بها .. ولكن لو ظهر خلاف في روايتين فيهما تعارض لشيء من السنة .. فيقولون في أحد الروايتين هذا حديث مخالف للسنة .. وغالبا يكون الحديث المخالف رواية ضعيفة ..

 

- ثالثا: من الفروق بين الحديث النبوي والسنة النبوية ..

- السنة تشمل القول والعمل .. وإن كان إطلاقها على العمل أكثر ..، والحديث يشمل القول والعمل .. وإن كان إطلاقه على القول أكثر.

 
*****************************
 
..:: س182: ما الفرق بين السُّنَّة و البدعة ؟ ::..
 

- أما عن الفرق بين السنة والبدعة باختصار ..

1- كلمة (سُنَّة): أي منهج وطريقة (سواء سيئة "مذمومة" أو حسنة "محمودة") .. ولكن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهي السنة الحسنة المحمودة .. نقصد بها اتباع ما قاله وفعله وأقره النبي صلى الله عليه وسلم وتعاهده في خُلقه الكريم .. ولذلك يقول تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) آل عمران31..، ويقول تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ) الأحزاب21.. ومعنى كلمة (أسوة) أي قدوة .

 

2- البدعة: هي تعني الفعل المستحدث بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .. وهي عكس السنة وهو مخالفة فعل النبي صلى الله عليه وسلم أو زيادة شيء من الدين ليس فيه .. وتستطيع أن تقول هو كل فعل مصبوغ بصبغة دينية وليس له أصل في الدين .. أو مخالف للدين.

 

- و كثير من العلماء جعل من البدعة نوعين .. بدعة سيئة وبدعة حسنة كما جاء في كلام النبي صلى الله عليه وسلم.. حيث قال: (مَن سَنَّ في الإسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَن عَمِلَ بهَا بَعْدَهُ، مِن غيرِ أَنْ يَنْقُصَ مِن أُجُورِهِمْ شيءٌ، وَمَن سَنَّ في الإسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كانَ عليه وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَن عَمِلَ بهَا مِن بَعْدِهِ، مِن غيرِ أَنْ يَنْقُصَ مِن أَوْزَارِهِمْ شيءٌ) صحيح مسلم.

 

- والبدعة الحسنة هي ما ليس فيه مخالفة للسنة ولها أصل في الدين .. والبدعة السيئة هي خلاف ذلك ..

 
**********************
 
..:: س183: ما هو الحديث القدسي ؟ ::..

 

- هناك نوع من الأحاديث يسمى بالأحاديث القدسية ..

- والحديث القدسي: هو كلام موحي إلى النبي من الله .. ولكن النبي يشرحه بالمعنى ..

 

- وقال بعض العلماء بل ينقله باللفظ والمعنى كما هو .. (وإن كان في الرأي الثاني نظر لاختلاف بعض ألفاظ الروايات) .. والله أعلم .. !!

 

- وكان النبي صلى الله عليه وسلم .. يتلقى الحديث القدسي بأي طريق من طرق الوحي كالإلهام أو في المنام أو غير ذلك ..

 

- ويمكنك أن تقول في تعريف الحديث القدسي: هو ما رفعه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله تبارك وتعالى.

 

- والحديث القدسي وإن كان يُنسب إلى الله إلا أنه ليس بقرآن .. وليس له حكم القرآن من جهة الإعجاز .. والقراءة في الصلاة .. ولا يشترط للمسه الطهارة.

 

#- سبب تسمية الحديث القدسي:

1- وسمي حديثا: لأن الله تحدث به إلى النبي .. والنبي تحدث بهذا الحديث إلينا .. فهو يشبه الحديث النبوي من حيث أن كل منهما مروي بالسند إلى قائله.

 

2- وسمي قدسيا: لكون قائله هو الله المثبت له كل كمال والمنزه عن كل نقص وعيب.. وهذا توصيف ذكره العلماء للتميز بينه وبين الحديث النبوي المنفرد النبي بقوله.. والله أعلم .

 

- ويقال لماذا لم يكتفي الله بالقرآن وتحدث بالحديث القدسي ؟

- قلت لك: الله يفعل ما يريد .. سبحانه .. ولعله جل جلاله يريدك أن تفهم أن كل كلام الله ليس بمعجز .. كنوع من القدرة الإلهية في إيجاد اختلاف لدرجات أو مقامات الكلام .. والله أعلم ..

 

- ومن كلام الله الغير معجز أيضا هو التوراة والإنجيل .. وليس الحديث القدسي فقط .. فلا يوجد وجه للإستغراب أن يكون هناك كلام لله لا إعجاز فيه .. لأن أصل كلام الله هو خصوصية الإرشاد والتوجيه للإيمان الصحيح والحق .. ولكن اختص الله القرآن بمزيد فضل منه جل جلاله واختصه بما لم يختص به غيره من الكتب السماوية .

 
******************************
 
..:: س184: ما هو الفرق بين القرآن والحديث القدسي ؟ ::..
 

#- الفرق بين الحديث القدسي والقرآن:

- الحديث القدسي: هو كلام الله الذي ليس فيه قرآن، نقله الرسول صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل.. ويقال جاء في الحديث القدسي عن رب العزة قال كذا ..

 

- الحديث القدسي يُنسب الى الله تعالى .. ولكن ليس له حكم القرآن من جهة الإعجاز .. ولا يتعبد بتلاوته في الصلاة .. ولا يشترط للمسه الطهارة ..

 

- ومعنى قولنا أن القرآن معجز .. أي لا يستطيع أن يأتي بمثله إنس أو جن أو ملائكة ..

 

- وجاء في موقع إسلام ويب في إجابة لفتوى برقم 427045 .. تحت عنوان (القرآن الكريم معجز لفظًا ومعنىً وأثرًا):

- القرآن الكريم معجز في لفظه، وفي معناه، وفي أثره:

- فأما اللفظ: فمن حيث الفصاحة، والبلاغة، والبيان، والجزالة، والنظم، والتركيب.

- وأما المعنى: فمن حيث الأحكام، والتشريعات، والدلالات، والإخبار عن المغيبات ..

- وأما الأثر: فمن حيث الهداية، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور.

 

- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على بعض الفاظ الفتوى للتوضيح:

1- المقصد من الجزالة في اللفظ .. هو العذوبة في قرائته والتلذذ في سماعه ..

 

2- ومعنى الإخبار عن المغيبات .. أي كون القرآن صادقا فيما أخبرنا به من قصص السابقين .. وصادقا فيما سيتم تحقيقه في المستقبل .. ولا يخفى على أحد ما ظهر من الإعجازات العلمية في القرآن الكريم ..

- والله أعلم .  

 
*******************************
 
..:: س185: ما هو السند والمتن في علم الحديث ؟ ::..

 

- اعلم أخي الحبيب ..

- وكل حديث له راوي يرويه ..، وكل حديث له سند ومتن يعرف منهما صحة هذا الحديث ..

- وكل حديث ليس له سند فهو حديث متهم بالضعف ولا يتم قبوله حتى نعرف ما هو إسناده ثم نعرف هل الإسناد صحيح أم غير صحيح ..

 

#- التعريف بالراوي والسند والمتن:

1- الراوي: هو الذي يروي الحديث النبوي عن من سبقه من طبقات الرواة إلى من يليه .. ويُشترط فيه الضبط والعدالة لقبول روايته ..

- وسيأتيك في السؤال القادم التعريف بمعنى الضبط والعدالة .

 

2- السند: هو سلسلة الرواة الموصلة إلى المتن ..

- ويجب أن يكون مشهور ومعلوم عن رواة الحديث أنهم أهل عدالة (ثقة وأمانة) وضبط (حفظ واتقان) لقبول روايتهم.

 - وكلمة (سلسلة): أي مجموعة متصلة بالتلقي من بعضها.

 

3- والمتن: هو نص الحديث ..

- وهذا المتن أو هذا النص يجب أن لا يكون مناقض للقرآن متعارضا معه .. فلو حدث ذلك يتم رد الحديث حتى لو كان السند صحيح .. لأن المتن حينئذ فيه معارضة للقرآن .. وهذا نادر الحدوث ..!!

- وكلمة (متن): لعلها أُخذت من "متن الجبل" أي قوته وصلابته .. وكأن المتن تم تسميته متنا لأنه يستمد قوته من حيث الموضوع الذي يتكلم عنه وهو الدين أو لأنه قوة في الإستدلال به على إثبات حكم ديني .. والله أعلم .

 

- مثال تطبيقي حتى تنتبه لما سبق بيانه:

- قال البخاري: حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى المِنْبَرِ قَالَ: (سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ) رواه البخاري.

 

- فالراوي للحديث السابق: هو البخاري لأنه هو من أثبته كتابة فينسب إليه روايته .. وكل شخص ذكر اسمه يعتبر راوي للحديث .. ويجب أن يتم دراسة أحوال كل راوي في هذا السند حتى نطمئن هل هو مقبول الحديث أم غير مقبول الحديث ..

 

- سند الحديث السابق: هو الذي فيه أسماء الرواه الذين يتم كتابتهم قبل نص الحديث .. وفي المثال السابق هم المذكورين (حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ ....) فهؤلاء يسمون سند الحديث .. وبقدر قوة السند (أي كونهم ثقات) بقدر قوة صحة الحديث ..

 

- متن الحديث السابق: هو الجزء الذي يكون قاله النبي صلى الله عليه وسلم .. وهو (إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ...) ..  

 

#- إذن أخي الحبيب مما سبق تكون فهمت بوضوح معنى راوي الحديث ومعنى سند ومتن الحديث .

**********************************

..:: س186: ما هي شروط صحة السند وصحة المتن ؟ ::..
( معنى: عدالة الرواة - ضبط الرواة)
(معنى: زيادة الثقة .. وشذوذ الثقة .. ونكارة الحديث)
 

- أولا: شروط صحة السند:

1- اتصال السند: ومعناه أن كل راوٍ من رواته قد أخذه مباشرة عمن فوقه، من أول السند إلى منتهاه.

 

2- عدالة الرواة: أي أن كل راوٍ من رواته اتصف بكونه مسلما، بالغا، عاقلا، غير فاسق ولا كاذب ولا متهم في دينه.

 

3- ضبط الرواة: أي أن كل راوٍ من رواته كان تام الضبط .. إما ضبط صدر وهو الحفظ المتقن ، وإما ضبط كتاب وهو التدوين المتقن للحديث.

 

 - ثانيا: شروط صحة المتن:

- اشترط العلماء بعض الضوابط في نقد المتن .. ولكن كلها تجتمع في جملة واحدة وهي "أن لا يكون المتن معلول بأي علة تقدح في صحته" .. سواء كانت هذه العلة لمخالفة الحديث لنص قرآني .. أو مخالف لقانون كوني .. أو مخالف لحديث آخر أعلى منه سندا .. أو لوجود اضطراب في متنه لا يستقيم أوله مع آخره .. أو لأن المتن غير معقول لكونه مستحيلا .. أو لكونه مظلما لا يمكن تصديقه .. أو لكونه منكرا .. أو لكونه شاذا .. أو غير ذلك ..     

 

- وأكثر ما تجده في نقد المتن يكون من حيث كونه منكرا أو شاذا ..

- الحديث الشاذ والمنكر .. هو مخالفة الراوي الثقة لمن هو أوثق منه ..

 

- ولكن انتبه: فهناك فرق بين زيادة الثقة .. وشذوذ الثقة .. ونكارة الحديث:

- مثال للتوضيح:

- لو اتفق عدة ثقات على توصيف معين فقالوا: ("أن فلان كان ينتعل حذاء بلاستيك") .. وهذا هو الأصل الصحيح للرواية:

 

أ- ثم جاء ثقة آخر أقل ضبطا منهم .. فقال: ("أن فلان كان ينتعل حذاء بلاستيك طويل الرقبة ") .. فهذا توصيف زائد على الحذاء وهو توصيف مقبول وليس فيه مخالفة .. ويسمى زيادة الثقة .. وهي زيادة مقبولة.

 

ب- ولكن لو جاء ثقة أقل ضبطا مخالفا لجماعة الثقات الأعلى منه .. وقال: ("أن فلان كان ينتعل حذاء جلد") فهذه تسمى زيادة شاذه لأن الأصل هو أنه كان ينتعل بالفعل حذاء ولكن بلاستيك .. ولا يقبل هذا التوصيف لمخالفته من هو أوثق منه في الضبط ..!!

 

ج- أما لو جاء ثقة أقل ضبطا وقال قولا مخالفا: ("أن فلان كان لا ينتعل شيئا في قدمه) .. فهذا يسمى حديث منكر المتن لأن الأصل هو أنه كان ينعل بالفعل حذاء .. ويتم رد هذا الحديث لمخالفته من هو أوثق منه في الضبط ..!!

 

- فالحديث الصَّحيح هو: الحديث المتصل سنده بنقل العَدْل الضابط من أوله إلى آخره .. ولا يكون به علة قادحة في متنه .

- والحديث الضعيف .. عكس ما سبق عن الحديث الصحيح .

 

******************************
 
..:: س187: ما هو الناسخ والمنسوخ من الحديث النبوي ؟ ::..

 

#- الحديث لو صح .. وحدث فيه تعارض .. فبأي حديث نعمل ؟!!

- هنا ينتبه العقل إلى أمرين .. إما أن يكون أحد الروايتين ضعيف فيتم رده .. وإما إن يكون أحد الروايتين منسوخ.

#- أولا: النسخ معناه في اللغة ..

1- الإزالة ..

2- ويأتي بمعنى النقل .. ومنه نسخت الكتاب إذا نقلت ما فيه ..

 

#- ثانيا: معنى النسخ في الشرع وعند علماء الحديث:

1- وفي الشرع: هو رفع حكم متقدما بحكم آخر متاخر .. أي يكون في البداية يوجد حكم ولكن يتم رفعه والتوقف عنه بفعل حكم آخر جديد .

 

2- وعند علماء الحديث: عرفوه بانه العلم الذى يبحث عن الأحاديث المتعارضة التى لا يمكن التوفيق بينها من حيث الحكم على بعضها بأنه ناسخ وعلى بعضها الآخر بأنه منسوخ .. فما ثبت تقدمه كان منسوخا وما ثبت تأخره كان ناسخا .

 

# ملحوظة هامة: النسخ لا يكون إلا في الأحكام الشرعية فقط وليس في القصص والفضائل والأخلاق وغير ذلك ..

 
***********************
..:: س188: هل يوجد أحاديث نبوية متعارضة ؟ ::..

 

#- نعم قد يوجد أحاديث نبوية متعارضة وهذا يرجع لأسباب:

- إما تعارض واضح في ظاهرها بسبب وجود نسخ للحديث أو قصور في الفهم أو بسبب علة في الحديث .. وإليك بيان ذلك:

 

1- وجود نسخ .. وهذا يكون بسبب نسخ لها .. فيتغير الحكم السابق بحكم جديد لاحق .. وهذا النوع لمعرفة الناسخ والمنسوخ من الحديث له كتب خاصة به ..

 

2- قصور في الفهم .. وهذا يكون بسبب قلة التوفيق في الجمع بين الأحاديث .. حيث يخفى على شخص كيف يجمع بين هذا وذاك .. وهذا كثير جدا .. وهذا النوع له كتب مخصوصة في الجمع بين الأحاديث التي ظاهرها التعارض .. وأشهر من تكلم فيها هو الإمام الطحاوي في "مشكل الحديث" ..

 

3- وجود علة في الحديث .. وهذا يكون حديث في ظاهرة للعوام أنه صحيح .. ولكن هو ضعيف في السند لأي علة فيه .. أو بسبب علة في المتن لشذوذ أو نكارة فيه .. وسبق توضيح معنى الشذوذ والنكارة في أسئلة سابقة ..

 

#- خلاصة القول أخي الحبيب:

- حينما تجد تعارض بين روايتين .. فاسأل أخي الحبيب عن سبب هذا التعارض .. فلعل هناك سبب أنت لا تدركه بعقلك ولكن أهل العلم يدركونه بعلمهم وتخصصهم في هذا العلم .

 
*************************
 
..:: س189: هل الإختلاف اللفظي للحديث دليل على خطأ الرواة ؟ ::..
 

#- ما هو سبب الإختلاف اللفظي في بعض الروايات ؟

1- قد يحدث لبعض الرواة أنه قد يروي الحديث بتصرف منه في الألفاظ لأنه لا يتذكر اللفظ تماما فيذكره بلفظ آخر .. وقد ينقله بالمعنى المقصود .. وقد ينقله باللفظ النبوي كما نطق به .. حسب الملكات الذهنية لرواي الحديث ..، ولكن في الأذكار غالبا يكون اللفظ كما هو من النبي صلى الله عليه وسلم .

 

- مع العلم أن المعنى العام لا يتغير للحديث .. وإنما لو حدث تغيير في المعنى فأحد الروايتين سيكون خطأ .. ويسمى وهما من الراوي بمعنى خطأ ..!

 

2- وسبق وذكرنا في جزء سابق أنه ليس كل ما هو متنه صحيح فسنده صحيح ..!! وليس كل ما هو سنده صحيح فمتنه صحيح ..!! إذ قد يخطأ أحد الرواة .. وهذا نادر جدااا في علم الحديث.

- ويمكنك مراجعة السؤال رقم (4) .. تحت عنوان: (هل علماء الحديث لم يتحققوا من صحة الأحاديث وقبلوا كل المتون التي أسانيدها صحيحة ؟ )

- وارجع للسؤال رقم (6) .. تحت عنوان: (هل هناك أقاويل تظهر التعصب في اثبات صحة المتن لأن الأسناد صحيح ؟).

 

- وخلاصة القول أخي الحبيب:

- لا يوجد تقديس لنصوص الحديث ولا يمكن جعلها مساوية لحفظ القرآن الكريم .. ولا يمكن رفعها عن منع حدوث الخطأ فيها .. حتى وإن قل ذلك في الروايات الصحيحة إلا أنه ممكن ويحدث .. وهذا يعيب الرواي ولا يعيب الرواية أو الحديث لأنه ممكن يكون مروي بطريق ضعيف .. ولكن له طريق آخر صحيح ..

 

- فاترك الحديث الذي به علة قادحة فيه .. وابحث عما هو ليس به علة حتى يطمئن قلبك .. وما أكثر الصحيح ..

 

- ملحوظة: أن معرفة حديث .. تحتاج إلى أن تجمع جميع رواياته حتى تبصر معرفة هذا الحديث وإلا سيفوتك كثير من العلم.

 

# - أما عن معرفة طرق رواية الأحاديث بطريق التواتر أو طريق الآحاد .. فهذا ستجده تفصيليا في السؤال رقم(12) .. تحت عنوان: (ما هي طرق وصول الأحاديث إلينا) ..

 
***************************
 
..:: س190: ما هي الكتب التي أنصح بقرائتها لمزيد معرفة في شبهات القرآنيين ومنكري الأحاديث ؟ ::..
 

- في ختام هذه الرسائل أخي الحبيب .. لمن يريد أن يتزود بمزيد معرفة سأترك لك مجموعة من الكتب العلمية التي تخصصت في الدفاع عن الحديث والسنة النبوية والرد على شبهات هؤلاء المنكرون للحديث النبوي ..

 

1- دراسات في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه .. للدكتور مصطفى الأعظمي رحمه الله (المتوفى: 1439هـ ).

2- دفاع عن السُنَّة ورد شبه المُسْتَشْرِقِينَ والكتاب المعاصرين .. للدكتور محمد أبو شهبه رحمه الله (المتوفى: 1403هـ).

3- السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي .. للدكتور مصطفى السباعي رحمه الله (المتوفى: 1384هـ).

4- الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض – الدكتور عبد العظيم المطعني.

5- السنة والتشريع - المؤلف: موسى شاهين لاشين (المتوفى: 1430هـ).

6- السُنَّةُ كُلُّهَا تَشْرِيعٌ - الدكتور موسى شاهين لاشين (المتوفى: 1430هـ).

7- السنة في مواجهة الأباطيل – الأستاذ محمد طاهر بن حكيم

8- شبهات القرآنيين حول السنة النبوية – دكتور محمود محمد مزروعة.

9- القرآنيون، نشأهم - عقائدهم – أدلتهم – دكتور محمد علي زينو.

10- شبهات القرآنيون - الشيخ عثمان بن معلم محمود بن شيخ علي.

11- السُنَّة في مواجهة شُبُهات الاستشراق – الاستاذ أحمد أنور الجندي.

12- حجية السنة ودحض الشبهات التي تثار حولها – محمود الطحان.

13- القرآنيون وشبهاتهم حول السنة – الأستاذ خادم حسن بخش .. وهذا كتاب قيم جدا .. ذكر فيه تاريخ القرآنيين وذكر فيه شبهات عن الحدود الإسلامية التي تكلم عليها القرآنيون وأشباههم من منكري الأحاديث .

 

#- ومن الكتب الخاصة بتحقيق رجال صحيح البخاري:

1- التعديل والتجريح لمن خرج له البخاري - أبو الوليد سليمان بن خلف التجيبي القرطبي الباجي الأندلسي (المتوفى: 474هـ) .

2- الهداية والإرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد (رجال صحيح البخاري) .. لأبي نصر الكلاباذي .

 

#- ومن الجدير بالذكر أن تعلم أخي الحبيب..

- أن هناك ثلاثة رسائل قد أفردتها بالرد على جماعة الأريكة "القرآنيون وأشباههم" .. وكانت عن بعض الشبهات التي لم أذكرها في رسائل الحق والنور .. لأنها تستحق أن تكون مرجع لوحدها .. وهي:

1- رسالة القول القرآني المجيد في التحذير من النظام العالمي الجديد – محقق.

2- رسالة الردود الربانية  على من استباح تفسير حروف القرآن من اللغة الآرامية – محقق.

3- رسالة القول الحق السرمدي في الرد على المنكر الجاحد لذكر الصلاة على النبي – محقق.

 

#- واعلم أخي الحبيب ..

- أن هذه الرسائل الخمسة التي كتبتها وهي "رسائل الحق والنور" قد جمعت فيها قدر استطاعتي الشبهات من على شبكة الإنترنت .. وهي الشبهات التي يتغنى بها القرأنيون وأشباههم من التنويريين وأصحاب القلم الحر (صحافيين – إعلاميين) .. ممن اتخذوا أقلامهم في محاربة الحديث النبوي الصحيح .. وقد جمعتها من المدونات الخاصة بهم ومن فيديوهات اليوتيوب وغير ذلك ممن وجدته في بعض كتب أهل العلم .. إلا أن اهتمامي الأكبر كان بالشبهات المذكورة على شبكة الإنترنت والتي تسبب حالة من التخبط والإضطراب للمؤمن العادي الذي لا رصيد له في العلم .. واعتقد أنه لم أجد أحد قد جمع هذا الكم من على شبكة الإنترنت في مجمع واحد يسهل تناوله لطالبي العلم والحق .. خاصة وأنه أمر مهم في زماننا هذا الذي يعتمد على الإنترنت.

 

 

- وقد ابتعدت على الشبهات التي تكلمت عن عدم وجود أحكام في القرآن .. كبعض الحدود أو الأحكام الشرعية .. لأن هؤلاء المنكرون للأحاديث لا حوار معهم حينئذ لأنهم لا يعترفون بالحديث بالكلية وكأنه لا وجود له في عقيدتهم .. فيكون الرد عليهم بما لا طائل وراءه .. ولكن لو أردت تتبع مثل هذه الشبهات فيمكنك التوجه مباشرة لكتاب القرآنيون وشبهاتهم حول السنة – الأستاذ خادم حسن بخش .. وهذا كتاب قيم جدا في محتواه ..

 

 

- وقد التزمت في ردودي على الشبهات .. بمنهجية العقل (أقصد النقد العقلي) مخالفا في ذلك من سبقني حيث يغلب عليهم الرد بالنصوص الشريعة وغفلوا عن الإهتمام بالجانب العقلي وهم أهل العلم والعقل .. ولكن تجاهل الجانب العقلي هذا ما زاد من طغيان هذه الطائفة وجذب النفوس  إليهم .. لأنهم يظنون أن العقل لهم ناصر .. في حين أن شبهاتهم تدل على مقياس عقولهم حيث ظهر أنها في حالة بليدة وكأن الغباء قد استحوذ على عقولهم وسكن فيها ..!!

- ولذلك لم أنقل من كتب السابقين إجابات من شبهاتهم .. وإن كنت بكل تأكيد انتفعت من علمهم الشرعي .. وإنما اجتهدت في الرد على الشبهات بقدر ما يسر الله لي من فضله في مواجهة العقل بالعقل مع إثبات النص .. والحمد لله رب العالمين .

- وبل وكنت انتقد الآراء التي ذكرها بعض الأئمة .. إما لأنها لا تصح للتفكير العقلي (حيث نظروا لجانب وغفلوا عن آخر) - وإما انتقد الرأي لأنه مخالف لنص شرعي .. وأكرمني الله في بعض الشبهات بآراء خاصة .. وأرجو من الله أن تكون صوابا بإذن الله .. وذلك كما في شبهة موسى وملك الموت .

- وأخيرا أخي الحبيب .. لم أكن استدل بالأحاديث في نقد شبهات القرآنيين المنكرون للأحاديث النبوية الصحيحة .. وذلك لأنهم للأحاديث منكرون "مثل شبهة عذاب القبر" .. فأكتفي بالقرآن والعقل وتوضيح ما أفسدوه من تفسير الآيات .. ولكن كنت استدل بالأحاديث كحجة في حالة واحدة وهي من يتخذ من الأحاديث دليل حجة له لينتصر بها في محاولة يائسة منه لإسقاط مشروعية الحديث النبوي .. وطالما جعل من الحديث حجة له .. فهو حينئذ أيضا حجة لي .. وبفضل الله كنت أكشف الزيف الذي يذكرونه في الأحاديث التي يستدلون بها .. بل وكشفت لك أخي الحبيب كيف يتم الإلحاد من بعضهم في تفسير كلام الله بما تهواه أنفسهم .. والحمد لله رب العالمين . 

     ************************

:: ختام " رسائل الحق والنور " ::

 

- الحمد لله رب العالمين .. على ما أمدني به من العزيمة والقوة والعقل في الرد على ما سخرني فيه وأعانني عليه بمدد منه على مدار ستة أشهر إلا نصف الشهر بتواصل مستمر .. وأسأله القبول .. وأسأله الرضا عني وأن يغفر لي ويرحمني ويعفو عني .. وأن يرزقني القلب السليم ودوام معيته حتى يقبضني إليه وهو راض عني .. فاللهم أرزقني القلب السليم ودوام معيتك يا رب العالمين فأنت أرحم الراحمين.

- اللهم اغفر لوالداي وارحمهما واعفو عنهما واجعلهما نورا .. واغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات ..  في كل زمان ومكان .. آمين يارب العالمين . 

اللهم صل على سيدنا محمدالنبي الأمي وعلى آله وسلم

اللهم عفوك ورضاك

وأسألك القبول

ولا حول ولا قوة إلا بالله

- وبهذا يكون ختام "رسائل الحق والنور" بتاريخ 4/12/2021 .. وقد تم بداية رفعها على مدونة الروحانيات في الإسلام بتاريخ 22/6/2021 .. والحمد لله على ما أكرمني به من كتابة .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

****************************

 - ( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ . وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ .  وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الصافات 180-182 ..

- سبحان الله وبحمده – سبحانك اللهم وبحمدك – أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .. والحمد لله رب العالمين .

- اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وأبلغه منا السلام .. السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.

وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته .. والحمد لله رب العالمين

اللهم كما أعنتني .. فتقبل مني يا أرحم الراحمين

آمين يارب العالمين

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسائل العلمية مصدرها مدونة الروحانيات فى الاسلام - ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات  ..