بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
الخرافة والبهتان
في استحضار وحرق وقتل وتعذيب القرآن للجن والشيطان
(هل القرآن يستحضر أو يحرق أو يعذب أو يقتل الجن والشيطان ؟)
(الجزء التاسع)
:: الفصل التاسع :: تابع/ مسائل مختلفة تتعلق بخرافة حرق الجن وتعذيبه
وقتله بالقرآن ::
1- س25: ما المانع أن يقال أنه يوجد خصوصية تأثير على الجن بالقرآن خاصة
وأن الأحاديث تشهد بوجود خصوصية تأثير القرآن على الشياطين مثل سورة البقرة وآية
الكرسي ؟
2- س26: ما
المانع أن يكون للقرآن تأثير بالضرر على عالم الجن والشياطين المعتدين حيث أن من
أسماء الله الضار وكلام الله من الله الذي هو من تجلياته اسمه الضار ؟
3- س27: ما المانع لو قلنا أن القرآن يحرق الشيطان كنوع من
التعظيم لكلمات الله ؟
4- س28: هل من الممكن حرق الجن بالدعاء عليه ؟
5- س29: لماذا نتوسل إلى الله بكلامه طلبا للقصاص من الجن المعتدي طالما كلام الله هو للهداية والرحمة والنور ؟
6- س30: هل يوجد رقاة وروحانيين معالجين يحرقون الجن والشيطان بالقرآن ؟
****************************:: الفصل التاسع :::: تابع/ مسائل مختلفة تتعلق بخرافة حرق الجن وتعذيبه
وقتله بالقرآن ::**************************** ..:: س25: ما المانع أن يقال أنه يوجد خصوصية تأثير على الجن
بالقرآن خاصة وأن الأحاديث تشهد بوجود خصوصية تأثير القرآن على الشياطين مثل سورة
البقرة وآية الكرسي ؟ ::..
#- وقد يدور بداخلك سؤال اخي الحبيب .. وذلك
تبعا لما قرآته في إجابة السؤال السابق من خصوصية كرامة القرآن وتأثيره .. وهذا
السؤال هو:
- إذا كانت الخصائص
القرآنية تنفعل مع جماعة المكلفين المؤمنين عموما .. ولكن ما المانع أن يكون له خصوصية
تأثير على الجن و الشياطين .. فيؤثر عالم الإنس في الجن بالقرآن ولا يوجد خصوصية
تأثير من الجن على الإنس بالقرآن .. خاصة وأن الأحاديث تشهد بذلك مثل خصوصية سورة
البقرة وآية الكرسي ؟!!
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- لا مانع من وجود خصوصية تأثير من القرآن على الجن .. ولكن من أين لك أنه لا يوجد خصوصية تأثير للقرآن من الجن على الإنس
أيضا ؟!! فما دليلك على منع هذه الخصوصية للجن أيضا على الإنس ؟!! ليحموا أنفسهم
من سحرة الإنس في استعانتهم بالشياطين على مؤمني الجن .. وبالتالي يكون القرآن
وسيلة حماية للجن المؤمن من شياطين الإنس بل وشياطين الجن ..!!
2- خصائص القرآن للجميع دون تخصيص إنس أو جن إلا بدليل شرعي يدل على
ذلك .. فلماذا نحكم على
القرآن بأهوائنا ونزعم فيه بما لم يذكره القرآن ولا رسول الله صلى الله عليه وسلم
؟!!
- فمثلا خصوصية القرآن بالحجاب والستر والتحصين والحفظ .. هي خصوصية لا تتعلق بشياطين الجن فقط دون شياطين الإنس ؟!! فمن أين لك
بهذا التخصيص في الحكم ؟!! إذا كان الله يقول: (وَإِذَا
قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ
بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا) الإسراء45 .. وهذه الآية لا تخصيص فيها
لإنس أو جن بل هي عامة ..!!
3- أما عن الأمثلة التي تم ذكرها وهي خاصة بآية الكرسي وسورة
البقرة .. فسورة البقرة
التي ينفر منها الشيطان وآية الكرسي وهي للحفظ من الشيطان.. فهذه الخصائص لم تمنع
أن يكون لها حفظ للجن من عالم الإنس كما هي للإنس حفظ من عالم الجن .. لأن كلا من
سورة البقرة وآية الكرسي حاجب لعالم الشياطين .. والشيطان لفظ يستخدم في القرآن ويقال
للإنس والجني المنحرفين عن الحق كما في قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ
جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ
زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ)
الأنعام112.
- ولذلك كرامة القرآن تنفعل مع الإنس والجن بخصوصية الفضل والعطاء
والكرامة .. حينما تنفعل
القلوب مع الله بخصوصية الإخلاص له واليقين فيه وحسن الظن به جل جلاله .
**************************** ..:: س26: ما المانع أن يكون للقرآن تأثير بالضرر على عالم الجن
والشياطين المعتدين حيث أن من أسماء الله الضار وكلام الله من الله الذي هو من
تجلياته اسمه الضار ؟ ::..
- قد تسأل أخي الحبيب
نفسك فتقول: ما المانع في أن يكون القرآن ضار لعوالم الشر .. لأن من
أسماء الله هو الضار .. والقرآن كلام الله .. وكلام الله من الله الذي من أسماءه
الضار ؟!!
#- قلت
(خالد صاحب الرسالة):
- لعلك أخي
الحبيب لم تنتبه إلى فهم تجليات الله في الكون .. فلم تنتبه إلى أنه كلام الله
الذي هو أحد تجليات الله في الكون .. كما أن أسماءه هي أيضا أحد تجليات الله في
الكون .. فالجميع هو من تجليات الله في الكون ..
- ومعنى كلمة تجليات .. أي ما كشف
الله به عن نفسه لنا حتى نتعرف عليه .. من خلال كلامه أو أفعاله ..
- فكلام الله هو الكلام الذي تجلى به الله علينا أي أظهره
لنا وخاطبنا به لنقوم باتباعه وتنفيذه .. فهو الكلام المرشد إلى الإيمان وطلب مرضاة
رب العالمين .
- ولكن أسماء الله التي يتجلى بها علينا أي يظهر بصورة هذه الأسماء علينا فنفهم منها أن الله تجلى مثلا برحمته أو
بانتقامه أو بحكمته أو ما شابه ذلك .. فهذه تجليات أفعال الله في الكون ..
- وليس معنى أن كلام الله هو من الله .. فهذا
معناه أن فيه خصوصيات أودعها في كلامه وأخفاها عنا .. بل أظهر لنا أنه تجلى بكلامه
علينا ووضع فيه خصوصيات معلومة ومفهومة ومعروفة مثل كونه كتاب هداية ورحمة ونور
ونذير وبشير .. ولم يذكر فيه أنه كتاب ضار وكتاب انتقامي وكتاب تعذيب وكتاب قتل
..!! لأنه جل شانه لم يتجلى في كتابه بهذه التجليات ولم يذكرها .. فكيف ننسب إلى
الله ما لم ينسبه لنفسه .. أليس هذا يعتبر افتراء على الله بما لم يقل به جل شأنه
؟!!
#- وخلاصة القول:
- أن القرآن تجلى الله به علينا .. وهذا من
جملة تجليات أفعال الله في الوجود .. ولم يجعل من خصوصيات القرآن الحرق والقتل
والتعذيب .. ومن يزعم ذلك فليأت بالدليل من كلام الله أو كلام النبي صلى الله عليه
وسلم أو بحجة عقلية لا تناقض الكتاب والحديث النبوي ولها تطابق مع الواقع الإيماني
والعقلي .. وبغير ذلك فأنت معتدي ومفتري على كلام الله بما ليس فيه ..!!
- أما إذا أتى البعض بدون أدلة شرعية وقال أن بهذه
العقيدة (حرق القرآن للجن والشيطان) قال بها الشيخ فلان وقال المفتي فلان .. فهذه حينئذ
حجة وأدلة الخيبان .. وفيه دلالة صريحة على بطلان ما افتريت به على الله .. لأن
الدين يتم أخذه من الله ورسوله وليس من الشيخ فلان ولا المفتي فلان .. طالما لا
حجة شرعية له .. بل ومخالفة للقرآن وكلام النبي صلى الله عليه وسلم .. !!
- والله
أعلم .
******************************* ..:: س27: ما المانع لو قلنا أن
القرآن يحرق الشيطان كنوع من التعظيم لكلمات الله ؟ ::..
#- عفوا أخي الحبيب .. هذا لا يسمى تعظيم .. وإنما زين لك
الشيطان في نفسك انه تعظيم حتى تعتقد بعقيدة أن القرآن يحرق ويقتل ويعذب .. وإنما
هذا ليس تعظيم للقرآن وإنما هو بدعة فيها غلو مذموم وافتراء على كلام الله بما لم
يأت فيه أي علم بذلك .. ولم يقل به النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله ..
#- وانتبه للآيات التالية:
1- يقول تعالى: (وَلَا تَقْفُ
مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ
كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) الإسراء36.
#- والمعنى
من تفسير الميسر: ولا تتبع -أيها الإنسان- ما لا
تعلم، بل تأكَّد وتثبَّت. إن الإنسان مسؤول عما استعمَل فيه سمعه وبصره وفؤاده،
فإذا استعمَلها في الخير نال الثواب، وإذا استعملها في الشر نال العقاب.
2- يقول
تعالى في ذم أهل الكتاب لغلوهم في عقيدتهم: (يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا
تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ) النساء171.
- فأين الحرق والقتل والتعذيب بكلام الله في
القرآن وحديث النبي صلى الله عليه وسلم ؟!! أم أن هذا غلو مذموم ومقبوح شرعا أن
تقول به ؟!! أم تقول على الله ما لا تعلم ؟!!
3- لا تنسى أخي الحبيب أن
المعالجين المعاصرين أتوا بعقيدة أن القرآن يحرق ويقتل ويعذب الجن والشيطان .. من خلال كلام الشيطان نفسه
أثناء جلسات العلاج كما سبق وشرحنا ذلك .. في حين أن الله يقول: (وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ
إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ
(168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) البقرة168-169.
- فكيف تصدق شيطان ؟ وكيف تقول على
الله ما لا علم لك به ؟!! أتأخذ من الشيطان دينك ؟!! أهذا كلام يقبله عقل أو مؤمن
بالله حقا ؟!!
4- يقول تعالى: (إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا
لاَ تَعْلَمُونَ) يونس68.
- فيا
جماعة المعالجين .. طالما المسألة تتعلق بإثبات عقيدة في القرآن .. فأين الدليل
والبرهان الشرعي على أن القرآن يحرق أو يقتل أو يعذب
الجن ؟!! .
- فإن لم تأتوا بسلطان العلم من الشريعة على ما زعمتم في حق كلام الله .. فقد غاليتم في دينكم وقلتم على كلام الله بما لم يقل به الله في كتابه .. وهذا افتراء وجرأة على الله .. حيث قد ألحدتم في كلام الله بالتحريف في صفاته ومعانية بزيادة ليست فيه .. وأذكركم بقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) فصلت40.
#- وخلاصة
القول أخي الحبيب:
1- المانع
أن تقول أن حرق القرآن للجن هو من باب التعظيم للقرآن .. لأنه غلو مذموم وبدعة في
كلام الله ..
2- ومن
الموانع أيضا هو أنك تتقوَّل على الله بما لم يقل
به .. لأن هذه تكون شهادة منك على الله .. لأن كلام الله هو
صفته .. فإما أن تثبت كلام الله يحرق .. بالدليل اليقيني من كلام الله أو من كلام
رسوله .. وإلا فأنت شهدت زورا على الله ونسبت إليه ما لم يقل به .. وحسابك عند ربك
على ما شهدت به على الله دون دليل وبرهان صادق من كلام الله ورسوله يؤيد ما زعمته
..!!
- ومن لم يكن
يعلم بما سبق .. فجهله قد يحميه لحسن نيته ..
- ولكن من
يبلغه العلم ويصر مستكبرا .. على أن القرآن
يحرق ويقتل ويعذب .. فهذا صاحب بدعة ويتعمد الكلام على الله بما لا علم له فيه .. ويكفي
اتباعه لتزيين كلام الشيطان له في جلسات العلاج ونشر كلام الشيطان بين المؤمنين ..
بل حسبه ما افتراه على الله بهذه البدعة المذمومة المصحوبة بغلو في العقيدة بما لم
يذكره الله في كتابه أو يبينه لنا رسوله صلى الله عليه وسلم .
***************************** ..:: س28: هل من الممكن حرق الجن بالدعاء عليه ؟ ::..
- أخي الحبيب:
- أولا: يجوز
الدعاء على الظالم .. لأنه تفويض الأمر لله ليقتص لك ممن يظلمك .. سواء دعوت إلى الله أو قرأت القرآن
وتوسلت به إلى الله .. وطلبت من الله أن يصرف عنك أذى الشيطان أو يحجبه عنك أو
ينزل به أشد العقاب كما يؤذيك أو يلعنه بما يؤذيه ويضره .. أو قد
يدعو المؤمن على الشيطان ليهلكه الله فيستجيب له الله ..
- فهذا لا شيء فيه .. لأنك تدعو
إلى الله وتتوسل إليه بما هو حق لك مشروع .. والدعاء إلى الله مطلوب شرعا وفيه
عبودية لله ولجوء إلى الله .
- والدعاء إلى الله بأن تستعيذ به من الشيطان وأعوانه .. أي تلجأ
إليه لتحتمي به من كل مؤذي وضار .. فيعيذك منه ..
-
ولكن انتبه أخي الحبيب ..
- قبل الدعاء على
الجن والمعتدي أو الشيطان الذي تواجهه .. فالأفضل أن
تنذره ثلاثا .. مثل أن تقول له: (أُنذرك وأُحَرِّج
عليك بالله واليوم الآخر أن تنصرف وترحل عنا ولا تظهر لنا ولا تؤذينا .. فإن بقيت
فإنك شيطان وندعو الله عليك) .. وتكرر ذلك ثلاث مرات ..
- فإن رحل فهذا خير .. وإن لم يرحل فحق لك أن تدعو عليه ولو بالموت لأنه شيطان .. لأنه إذا كان هذا هو حال الجن المتجسد أن ننذره ثم نقاتله إن لم يستجيب لنا .. فمن باب أولى أن يكون كذلك الحال مع الجن في صورته الروحانية أن ننذره ونحذره .. فإن لم يستجيب للإنذار وظل مستكبرا ومتواجدا فحق لك أن تدعو عليه ولو بالموت لأنه شيطان حينئذ .. ولا حيلة لك في قتله إلا بالدعاء عليه وطلب ذلك من الله فإنه عليه قادر ..
- أو قد تكون ممن لديهم ملكات روحانية ولك صحبة من الجن .. وتدخل في صراع روحاني معه وإما أن تهزمه أو يهزمك وهذا طريق سيء جدا وعواقبه غير حميدة .. ولذلك أنصحك مهما كانت ملكاتك فالتزم باب العبودية بالدعاء إلى الله وابتعد عن الصراعات الروحانية ولا تكن مغرورا فتندم .. والله أعلم ..
#- ويمكنك الدعاء عليه مباشرة بأن يموت ولكن أن تقول هكذا: اللهم اقتل كل شيطان يريد قتلي .. واحرق كل شيطان يريد حرقي .. وعذب كل شيطان
يعذبني يؤذيني .. وهكذا .. ليه بقولك كده ؟
-
حتى لا تكون معتدي في الدعاء عليه بما هو لم يفعله معك .. لأنك لا تعلم ما يفعله معك .. ولذلك فوض الأمر لله
بأنه لو كان كذا فاقتص لي منه بكذا يا رب .. وهكذا يكون دعاءك في الدعاء عليه .. ولكن لو أنذرته فلا حرج عليك
بالدعاء عليه بالهلاك مباشرة لأنك تكون قد تيقنت أنه شيطان .. ولا حرج عليك
.. والله أعلم .
- وهذا التنبيه السابق بالإنذار ثم الدعاء او كيفية الدعاء .. إنما هو مجرد رأي مني .. فاقبله أو اتركه .. والله أعلم .
- أرجو أن تكون المسألة قد اتضحت ..
- ولذلك إذا وجدت أحد من الصالحين .. يقول أنه قرأ آية كذا أو اسم الله الفلاني .. ودعا إلى الله فاستجيب له .. فافهم مباشرة أنه توسل وتقرب به إلى الله وقال له بحق ما قرأت أو بحق اسمك الفلاني يارب استجب لي فاستجاب له ..
- والله أعلم .
..:: س29: لماذا
نتوسل إلى الله بكلامه طلبا للقصاص من الجن المعتدي طالما كلام الله هو للهداية والرحمة
والنور ؟ ::..
#- وقد تسأل أخي الحبيب مترتبا على السؤال السابق
.. فتقول:
- لماذا نتوسل إلى الله
بكلامه طلبا للقصاص من الجن المعتدي طالما كلام الله هو للهداية والرحمة والنور ؟
- قلت
لك انتبه للآتي أخي الحبيب أكرمك الله:
1- التوسل
هو توسل بما يحبه الله وهو كلامه .. ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن
قرأ القرآنَ فلْيَسْأَلِ اللهَ به فإنه سيأتي قومٌ يقرأونَ القرآنَ يسألونَ الناسَ
به) رواه البيهقي في الشعب ورواه أحمد..
وقال الألباني في إصلاح المساجد: صحيح له شواهد كثيرة..، وقال الأرنؤوط في تخريج
المسند: حسن لغيره.
2- حينما نتوسل إلى
الله ببركة كلامه فذلك نوع من الدعاء .. وليس
أن آيات الله هي التي تسبب القصاص ..!! وإنما نتقرب إلى الله بكلامه وهو يستجيب
لنا برحمة منه وفضلا .. لأننا تقربنا إليه بما يحبه .
3- وكما أن كلام الله
للهداية والرحمة والنور .. فكلام الله أيضا
لطلب الإستعاذة من الشيطان الرجيم والحماية منه ..
- لذلك أمرنا الله في القرآن أن
نعتصم به جل شأنه فقال: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ
شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ
فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)) الفلق1-5.
- وقال تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ
(3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ
(5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)) الناس1-6.
- ولذلك كان يدعو
النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: (أَعُوذُ
بكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ) صحيح
مسلم ..
4- فكل ما سبق هو مطالب مشروعة ومن
خصوصيات القرآن .. فكما ان الهداية والرحمة والنور
من خصوصيات القرآن .. فالحماية والاعتصام من الشيطان من خصوصيات القرآن .. بل
وقرائته بإخلاص وصدق توجه تصنع حجاب بينك
وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة ومنهم الشيطان .. كما يقول تعالى: (وَإِذَا
قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ
حِجَابًا مَسْتُورًا) الإسراء45.
5- ولذلك لا مانع من التوسل
بالقرآن إلى الله ليحمينا من الشيطان أو ليقتص لنا منه ..
لأن التوسل بطلب القصاص هو أمر مشروع لأنه دعاء إلى الله .. والدعاء عباد نتقرب
بها إلى الله ليصرف عنا شر من يظلمنا أو ليجلب لنا به ما نرجوه منه فينفعنا به ..
6- ولذلك قد نتوسل بآيات
الله طالبين بركات ألفاظها .. لأنه يجوز التوسل بالآيات
وبالأسماء الحسنى .. مثل أن نتوسل بقوله: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) الشعراء80 .. فهنا المريض عضويا أو نفسيا أو روحانيا يطلب
من الله ببركة هذه الخاصية المذكورة في كلام الله أن يشفيه .. لن الله قد ذكر هذه
الخاصية في القرآن وأنها موجودة في كلامه .. مثلا حينما يقرأها فهو يتوسل بها إلى الله
أن يحقق له بركة منها .. فيقول مثلا اللهم اشفيني بحق القرآن الذي أنزلت فيه شفاء
ورحمة وأمدني من بركة قولك: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ
مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)
.. أو تقول مثلا: اللهم بقدرتك على الشفاء
يا رب اشفيني بحق قولك (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) .. وهكذا ..
7- ولكن لا نقول أن آيات الله فيها قتل وحرق وتعذيب واستحضار للشيطان والجن .. لأن هذه
أمور باطلة ومنحرفة عن الحق لمخالفتها خصائص القرآن الذي ذكرها الله في كتابه .. ومخالفتها
لما تعلمناه وبلغنا من النبي صلى الله عليه وسلم .
- والله
أعلم .
**************************
- كثيرا ما تسمع أخي الحبيب .. أن فلان الراقي يحرق ويقتل الجن أو فلان الروحاني حرق الجن .. فهل هذا الكلام ممكن ؟
- نعم ممكن أن يقتل إنسان كائن آخر .. ولكن بكل تأكيد ليس بكلام الله .. وإنما قد يكون معه خدمة استمتاع من عالم الجن أي معه روحانية من عالم الجن تلازمه وتصاحبه وهو يعلم .. فيطلبهم ويستمتع بهم في العلاجات مستعينا بهم ليكونوا عونا له .. وقد تقتل هذه الخدمة الروحانية عارض الجن الذي يعترض ويصيب الشخص المصاب روحانيا .. مثلما يقتل إنسان أي إنسان .. فهم أيضا جن يقتل جن .. ولا عجب في ذلك .. ولكن صدقني أخي الحبيب أن العواقب قد لا تكون حميدة بعد ذلك في حياة هذا الراقي أو المعالج .. وستنقلب أمور حياته رأسا على عقب .. لأنه غالبا يكون قد قتل بغير حق .
#- وخلاصة القول:
1- أن المعالج لا يقتل ولا يحرق بكلام الله .. وإنما بعض المعالجين تصاحبهم جماعة من الجن يستمتعون ببعضهم البعض في المنافع والخدمات .. ومن خلال هذه المصاحبة يتم ارسال الجن لقتل الجن .. فانتبه وافهم جيدا أخي الحبيب ما ذكرته لك ..
2- ولذلك أخي الحبيب .. إذا أجزم أحد لك بأنه قتل وحرق وعذب جن أو شيطان .. فاعلم أنه مصاحب للجن أو للشيطان ومعه عهد معهم ويستمتع بهم ويستمتعون به .. وأن الذي قتل وحرق وعذب ليس كلام الله .. وإنما هؤلاء الجن الذين هو مخاوي لهم أو مصاحبين له في حياته .
*****************
بصي يا نجوى:
ردحذف- على افتراض أن هذا وذاك قال بذلك ..
- فأين مرجعية بن تيمية والباقلاني أوغيرهم رحمهم الله ؟!!
- فإن لم تكن لهم مرجعية شرعية فهي من ليست عقيدة صحيحة وتم أخذها من وسوسة الشيطان وإيحاءه لهم بذلك ..!!
#- ولكن أين قال الشيخ بن تيمية والباقلاني وغيرهم أن القرآن يحرق الجن والشيطان ؟
فلو يوجد أقوال تنسب إليهم .. سأكون ممنون جدا لو يذكرها أحد هنا في التعليقات .. لعلي أجد ما لم أجده من قبل أو انتبه لما لم انتبه إليه .. بل ونزيد الرسالة إثراء بالمادة العلمية .. وجزاكم الله خيرا ..
- (ولكن دون ذكر ما قيل عن الشيخ الشنواني حيث قال: ومما جرب لحرق الجن أن يؤذن في أذن المصروع سبعا .....) فهذا الكلام سيأتي تفصيليا في آخر الرسالة ..
*************************
#- ملحوظة: بخصوص كلام بن القيم الذي تقله عن بعض السلف .. فكلامه صحيح لو كان على سبيل الاستعارة وليس على سبيل الحقيقة .. حيث شبه نفور الشيطان وطرده كالمصروع لأنه لم يستطع أن يتمكن من قلب الذاكر لله .. لأن الذاكر لله في معية الله وحصنه ..
- ولكن لو كان كلامه بقصد به بأن الشيطان يتم صرعه فعليا من الإنسي الذاكر لله .. فهذا كلام غير صحيح لا شرعا ولا عقلا .. ليه؟
1- لأنه شرعا .. قد تبين لنا أن الذي يقرأ مثلا سورة البقرة فهذا يطرد الشيطان وينفر من هذا المكان .. وكذلك من يقرآ آية الكرسي فهي سببا في وجود حافظ من الله يحفظ من قرأها ..
2- أما عقلا .. فالذي في معية الله وحصنه فهو لا يقربه شيطان أصلا حتى يتم صرعه ..!! وكيف يقترب منه وهو يعلم ويرى حفظ الله لهذا العبد ؟!! فليس له إلا مجرد الوسوسة والتي تكون بقدر ما يأذن الله له حينئذ .. لأن الوسوسة جزء من اختبار الانسان في الحياة ..
- والله اعلم
****************************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
انتهى عام 2021 أسأل الله أن يرزقك بركة هذه الآية
ردحذف"عسى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إلى رَبِّنَا رَاغِبُونَ"
بمناسبة العام الجديد 2022
أسأل الله العظيم أن يدخله عليك بالأمن والإيمان، والسلامةِ والإسلام، وجوارٍ من الشيطان، ورضوانٍ من الرحمن …
و يجعلك دوما ممن ذكرهم في هذه الآية
"ربِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وتقبل دُعَاءِ"
وللعمر كله
"أنت وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ توفني مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ"
كل عام وانت إلى الله أقرب
كل عام وانت نور لنا وسند وسرور
كل عام وأنت أجمل و أحن أب
كل عام و أنت تاج على رأسي
أسال الله العظيم ان يديمك نعمة في حياتي 🙏🙏🙏
ذكرت لأحد الشيوخ عن مخاوفي ان اتقرب الى الله وقلت له ماذا لو تقربت الى الله وابتلاني بالمصائب والازمات وانا بطبيعتي ضعبف وجبان والله كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه انه اذا احب الله عبدا ابتلاه ليمحص عنه الذنوب وليرفعه درجات وهنا قال لي ان الله ينزل البلاء وينزل معه رحمته ولطفه واكمل لي في هذا السياق الى نهاية الفكره ولكني باغته عندما قلت له ماذا لو تعرضت امراه او فتاه لحادثة اغتصاب وهتك للعرض هل بالامكان ان نقول عن هذا الشئ انه من البلاء الذي يمحص الذنوب ويرفع الدرجات فتمرع وجه الشيخ وبصوت عال قال لي هذا لا يكون للعبد المؤمن ابداوهنا انتهى الكلام وانا لست على اقتناع او بينه مما قاله الشيخ
ردحذفاخي n ربما ىراك حائرا مثلي وتبحث عن جواب
حذفاتمنى من الاخوه الافاضل في المنتدى ان يفيضوا علينا بما اعطاهم الله من علم
وشكرا لك اخي العزيز وكل عام وانت بخير
أخي الفاضل وجدي:
حذف- يوجد موضوع على المدونة تحت عنوان (إذا اخلصت لله - فقد دخلت دائرة الابتلاء الإيماني) موضوع رقم 71 في صفحة الصفاء الباطني .. يمكنك الرجوع إليه .. ولكن ساجيبك هنا باختصار:
- يقول تعالى: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ {2} وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ {3}) ..
- إلى أن قال تعالى: (وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ {6} وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ {7}) راجع الآيات السابقة في سورة العنكبوت2-7.
- فالكلام واضح جدا أن كل من يظهر إيمانه فهو محل للإبتلاء الإيماني .. لتنكشف حقيقة إيمانه ..
- اما ما تذكره من قولك أنك تخشى أن تلتزم فينزل عليك الإبتلاء .. فهذا وسواس شيطان .. لأن قلة الإلتزام مع الله ستجعلك تدخل عذاب الله في الآخرة .. فما هذا المنطق الغريب يا سيدي ؟!!
- اما عما كتبته عن ابتلاءات بعض المسلمين في أي مكان .. ومهما كان نوعه أو شكله فهو اختبار للإيمان وتكفير للذنوب وزيادة حسنات هذا مع الصبر على البلاء والرضا قلبيا عن قدر الله (وليس الرضا عن فعل الإنسان بالأذى) .. وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما مِن شيءٍ يُصِيبُ المُؤْمِنَ حتَّى الشَّوْكَةِ تُصِيبُهُ، إلَّا كَتَبَ اللَّهُ له بها حَسَنَةً، أوْ حُطَّتْ عنْه بها خَطِيئَةٌ) صحيح مسلم.
- إما من يسخط على قدر الله ولا يعجبه تدبير الله في كونه .. فهذا يكفيه قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) الحج11.
- وختاما أخي الفاضل:
- أنت ضربت مثلا على فتاة تم اغتصابها .. وتعجبت أن يكون هذا ابتلاء .. فلماذا لم تتعجب ممن تم إلقائهم في جحيم النيران الدنيوية حيث قد ذكر ذلك القرآن (أصحاب الأخدود) .. بل وكانوا يحترقون والله يراهم ويرى من يؤذيهم وتركهم يفعلون ما يفعلون .. وكان هذا اختبار المؤمنين ونجحوا فيه .. وكانوا أكثر من اثنا عشر ألف مؤمن ارتضوا بالموت حرقا على أن يتراجعوا عن إيمانهم ..!!
- والاختبارات الإيمانية كثيرة لمن يريد أن يتحقق بالإيمان وتنكشف حقيقة إيمانه أمام نفسه والناس .. مثل سحرة فرعون وما حدث لهم بعد إعلان إيمانهم .. حيث دق فرعون أجسامهم بالمسامير في جذوع النخل وجعلهم كانهم جزء اصيل من النخل حتى لا يستطيع أحد أن يفكهم بأي حال من الاحوال وماتوا على هذه الهيئة .. ولم يتراجعوا عن الإيمان !!
#- الخلاصة أخي الفاضل ..
- الابتلاء في ذاته هو طهارة لما يفعله الإنسان أو مزيد كرامة .. فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط .. والعاقبة للمتقين .. حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (عِظَمُ الجزاءِ معَ عِظَمِ البلاءِ وإنَّ اللَّهَ إذا أحبَّ قومًا ابتلاَهم فمن رضيَ فلَهُ الرِّضا ومن سخِطَ فلَهُ السُّخط) صحيح بن ماجه.
- والله اعلم
***********************************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسللم
أخي الفاضل وجدي:
حذف- يوجد موضوع على المدونة تحت عنوان (إذا اخلصت لله - فقد دخلت دائرة الابتلاء الإيماني) موضوع رقم 71 في صفحة الصفاء الباطني .. يمكنك الرجوع إليه .. ولكن ساجيبك هنا باختصار:
- يقول تعالى: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ {2} وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ {3}) ..
- إلى أن قال تعالى: (وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ {6} وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ {7}) راجع الآيات السابقة في سورة العنكبوت2-7.
- فالكلام واضح جدا أن كل من يظهر إيمانه فهو محل للإبتلاء الإيماني .. لتنكشف حقيقة إيمانه ..
- اما ما تذكره من قولك أنك تخشى أن تلتزم فينزل عليك الإبتلاء .. فهذا وسواس شيطان .. لأن قلة الإلتزام مع الله ستجعلك تدخل عذاب الله في الآخرة .. فما هذا المنطق الغريب يا سيدي ؟!!
- اما عما كتبته عن ابتلاءات بعض المسلمين في أي مكان .. ومهما كان نوعه أو شكله فهو اختبار للإيمان وتكفير للذنوب وزيادة حسنات هذا مع الصبر على البلاء والرضا قلبيا عن قدر الله (وليس الرضا عن فعل الإنسان بالأذى) .. وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما مِن شيءٍ يُصِيبُ المُؤْمِنَ حتَّى الشَّوْكَةِ تُصِيبُهُ، إلَّا كَتَبَ اللَّهُ له بها حَسَنَةً، أوْ حُطَّتْ عنْه بها خَطِيئَةٌ) صحيح مسلم.
- إما من يسخط على قدر الله ولا يعجبه تدبير الله في كونه .. فهذا يكفيه قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) الحج11.
- وختاما أخي الفاضل:
- أنت ضربت مثلا على فتاة تم اغتصابها .. وتعجبت أن يكون هذا ابتلاء .. فلماذا لم تتعجب ممن تم إلقائهم في جحيم النيران الدنيوية حيث قد ذكر ذلك القرآن (أصحاب الأخدود) .. بل وكانوا يحترقون والله يراهم ويرى من يؤذيهم وتركهم يفعلون ما يفعلون .. وكان هذا اختبار المؤمنين ونجحوا فيه .. وكانوا أكثر من اثنا عشر ألف مؤمن ارتضوا بالموت حرقا على أن يتراجعوا عن إيمانهم ..!!
- والاختبارات الإيمانية كثيرة لمن يريد أن يتحقق بالإيمان وتنكشف حقيقة إيمانه أمام نفسه والناس .. مثل سحرة فرعون وما حدث لهم بعد إعلان إيمانهم .. حيث دق فرعون أجسامهم بالمسامير في جذوع النخل وجعلهم كانهم جزء اصيل من النخل حتى لا يستطيع أحد أن يفكهم بأي حال من الاحوال وماتوا على هذه الهيئة .. ولم يتراجعوا عن الإيمان !!
#- الخلاصة أخي الفاضل ..
- الابتلاء في ذاته هو طهارة لما يفعله الإنسان أو مزيد كرامة .. فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط .. والعاقبة للمتقين .. حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (عِظَمُ الجزاءِ معَ عِظَمِ البلاءِ وإنَّ اللَّهَ إذا أحبَّ قومًا ابتلاَهم فمن رضيَ فلَهُ الرِّضا ومن سخِطَ فلَهُ السُّخط) صحيح بن ماجه.
- والله اعلم
***********************************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسللم
السلام عليكم ورحمة الله
ردحذفاستاذ خالد واهل المدونة الكرام كل عام وانتم بخير.. ادخلها الله عليكم وعلى اهليكم واحبابكم.. وعلى جميع المسلمين بالخير واليمن والسرور والامن والسلام والمحبة امين.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ردحذفبارك الله فيكم جميعا على المشاركات.
جزاك الله عنا كل خير سيدي خالد نفعنا الله بعلمك في الدارين وبارك الله فيك وأعانك الله على ما كلفك وأمدك بمدده وجعلك الله مناره يستنير بها كل الناس ..... اللهم آمين يارب العالمين
ردحذف...................................
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيدي الاستاذ خالد اولا كل عام وحضرتك بخير ولطف وعافية وكل الاخوة والاخوات أما عن سؤالي فهو إذا كان الله تعالى أن القرآن أراد الله تعالى به الهداية والنور والارشاد والشفاء وغير ذلك من الخيرات فلماذا نتوسل نحن اليه به أن يعذب أو يحرق أو أي شيء غير مراد الله تعالى .والسؤال الاخر اني قبل لما كنت أقرأ سورة الفيل للتحصين كنت أتخيل فعل الله في أصحاب الفيل وأتخيل نفس الفعل في من يؤذيني فما رأي حضرتك يمكن الناس لي تريد من الله فعل نفس فعله في الاية مع الاعداء ولا يظنون أن كلام الله يحرق وجزاكم الله خيرا
ردحذفاختنا الفاضلة صفية:
حذف1- بخصوص سؤالك الأول: وهو لماذا نتوسل إلى الله بكلامة طلبا للقصاص من الجن المعتدي طالما كلام الله هو للهداية والرحمة والنور ؟
- الجواب:
- التوسل هو توسل بما يحبه الله وهو كلامه بقصد إجابة الدعاء .. وليس أن آيات الله هي التي تسبب القصاص ..!! وإنما هي وسيلة تعبدية نتقرب بها إلى الله .. ثم نطلب ما نريد .. كما هو في حال السجود .. فنجن نسجد ونطلب من الله لأنه أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ..
- ولكن هناك فرق بين من يتوسل بآيات الله ذاتها طلبا بركات ألفاظها التي فيه مثل ان يتوسل بقوله (وإذا مرضت فهو يشفين) .. فهنا المريض يقرأها متوسلا بها إلى الله ان يحقق له بركة منها ..
ورجاء الرجوع إلى السؤال رقم 28 وما قبله .. ففيه مزيد إضافة ..
2- بخصوص سؤالك الثاني: بخصوص التخيل بفعل العقاب الإلهي في بعض الناس .. هل يصح ذلك ؟
- الجواب:
أ- لا يصح أن تتصوري فعل عقاب الإلهي وتتمنين نزوله في مؤمن مهما كان عاصي .. لان هذا فعل الله مع الكفار المحاربين لله ودينه ..!!
ب- هذه السورة يتخدمها الوحانيين للتسليطات الروحانية وإرسال كل ما هو سيء وقبيح على أي إنسان .. حيث يخبرهم الشيطان أنك بذلك تستطيع ان تنتقم من أي إنسان يؤذيك ويكون بكلام الله وأنت لم تفعل شيء يغضب الله ..!!
- فهذه أكذوبة شيطانية مما يوحيها الشيطان لأولياءه ليفسدوا في كلام الله ويصرفوه عن الحق الذي فيه .. أي يجعلهم يلحدوا في كلام الله عن نقاصده ومعانيه ..
- وهذه الخصائص الروحانية في السور يتم ذكرها في الكتب المشبوهة والملوثة باستحضار الجن والشياطين طلبا للإستمتاع .. حتى أن البعض يستخدم سورة الجن لاستحضار الجن .. وإنهم لكاذبون على الله وكلام الله وهم يعلمون ..!!
#- أما عن طلب مثلية الفعل الإلهي بالآخرين .. فقد تكوني معتديه بالدعاء على الآخرين بطلب مثلية الفعل الإلهي .. كما أنتي تريدين أن تتصوري فعل اصحاب الفيل في مؤمن .. فعلى افتراض قلتي (اللهم كما فعلت بأصحاب الفيل فافعل هذا بفلان) فهذا اعتداء في الدعاء وظلم للآخر وقد ينقلب عليكي الأمر بالسوء ..!!
- ولكن ممكن أن تقولي : اللهم إن أرادوا قتلنا وآذونا فادفع عنا واصرفهم عنا .. وإذا سلطوا علينا شياطين فسلط عليهم وادفع عنا .. وإذا اشعلوا نار الفتنة فاطفأها ببركة من سر قولك (كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله) .. وهكذا ..
- ويمكنك الرجوع إلى حزب الحسبنة حتى تفهمي كيفية الدعاء بمثلية العقاب .. لنفس الادوات التي يتم استخدام الروحانيين في التسليط مثلا ..
- وأكرر أن كل دعاء على انسان إنما هو كالسيف .. فإما أن يكون لك نصرا وإما أن يكون عليك حسرة .. فاحذر من الدعاء على الغير بغير وجه حق .. واحذر من الغضب والغل وقت الدعاء .. لأنك قد تظلم فيه ..!! فاحذر .. والأحسن والأسلم هو أن تترك امره لله وأقصى ما تقوله: حسبي الله ونعم الوكيل ..
- والله أعلم .
*********************************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفاستاذنا انار الله طريقك الي النبي محمد صلى الله عليه وسلم
بعد اذن حضرتك سؤال خارج عن نطاق الرساله اذا تسمح
1-هل ذكر فضيلة سورة من سور القرآن أثناء ارشاد للشخص خاطر قلبي هل تكون حقيقة فعلا انها علاج لشئ ما!!!؟؟
2-هل سورة الروم تعالج ألم ما في صدر الإنسان خاصة إذا كان يشعر بشرخ في صدره... فهل المداومة على قرائتها لمدة أسبوع صباحا هل حقا هذا علاج لهذا الأمر (احيانا لانعلم الصح فنسأل أهل العلم)
انار الله بصيرتك ورضى عنك ورضاك وكل المحبين وجعلنا منهم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حذف- بخصوص اسئلتك:
1- سماع الخواطر في النفس قد يكون صحيح وقد يكون غير صحيح .. ولكن مثلا لو أتى على البال في نفس شخص أن يقرأ سورة (الفرقان) فإن فيها كرامة شفاء لباطنه .. فهذا لا مانع من اتباع هذا الخاطر ..
- ولكن ك خاطر يقربك إلى عالم الروحانيات والانوار والاسرار .. فابتعد عنه ..
2- سورة الروم .. لا اعلم ان كانت تعالج ألم الصدر أم لا .. ولكن توسلي إلى الله بها وفي داخلك رجاء الشفاء بالقرىن من خلال سورة الروم .. وداومي عليها إلتماسا لبركتها .. فإن وجدتي أثرا لذلك فخير .. وإن لم تجدي فخير أيضا .. حيث قد كسبتي ثواب القراءة والتعبد إلى الله بكلامه والدعاء إليه بما يحب بل وبما هو مشروع الدعاء به وهو طلب الشفاء ..
- والله أعلم
****************************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
☆ الذي في معية الله لا يقربه الشيطان أصلا حتى يتم صرعه
ردحذف☆ الابتلاء في ذاته طهارة لما يفعله الإنسان أو مزيد كرامة... فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط... والعاقبة للمتقين.
☆ خالد أبو عوف☆
☆ هناك من يحييه سؤال وتنفيذه من صعبة الهم كلمة، ومن تبعث فيه اليقين رسالةتبعث من محبة القلب.
ردحذف☆ ابتلاء الله لحكمة وحكمته لاتنفك عن الرحمة اللطف وكلما زاد حبك لله قوي إيمانك وزال خوفك من الإبتداء...
☆ نجوى☆