ج13: رسالة الخرافة والبهتان في استحضار وحرق وقتل وتعذيب القرآن للجن والشيطان - هل يمكن أن نفرق بين مفهوم الإستحضار والإستنطاق للجن والشيطان من حيث النية في الحكم الشرعي حيث أن استنطاق العارض يسهل عملية العلاج - من أين أتت فكرة استحضار الشيطان في الجسد لحبسه ثم التخلص منه بالحرق والتعذيب والقتل والذبح.

       بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الخرافة والبهتان

في استحضار وحرق وقتل وتعذيب القرآن للجن والشيطان

(هل القرآن يستحضر أو يحرق أو يعذب أو يقتل الجن والشيطان ؟)

(الجزء الثالث عشر)

* فهرس:

:: الفصل الثالث عشر :: تابع/ مسائل مختلفة قد تخطر ببالك أخي الحبيب  ::
1- س41: هل يمكن أن نفرق بين مفهوم الإستحضار والإستنطاق للجن والشيطان من حيث النية في الحكم الشرعي حيث أن استنطاق العارض يسهل عملية العلاج ؟
2- س42: من أين أتت فكرة استحضار الشيطان في الجسد لحبسه ثم التخلص منه بالحرق والتعذيب والقتل والذبح ؟

****************************

:: الفصل الثالث عشر ::

:: تابع/ مسائل مختلفة قد تخطر ببالك أخي الحبيب ::

****************************

 

..:: س41: هل يمكن أن نفرق بين مفهوم الإستحضار والإستنطاق للجن والشيطان من حيث النية في الحكم الشرعي حيث أن استنطاق العارض يسهل عملية العلاج ؟ ::..

 
- من الأمور التي قد تخطر ببالك أخي الحبيب فتقول: هل يمكن أن يختلف مفهوم الإستحضار عن مفهوم الاستنطاق للعارض الروحاني (جن وشيطان) .. وبالتالي يختلف الحكم الشرعي من نتيجة لاختلاف النية واختلاف الوسيلة حيث أن النية هي العلاج والوسيلة هي الاستنطاق وليس الاستحضار .. وهذا يسهل عملية العلاج حينما يتم استنطاق العارض الروحاني .. خاصة وأن استنطاق العارض وجلبه لعالم المادة تعطي للراقي قدرة وقوة في التحكم على العارض وإصابته بأضرار كبيرة بإذن الله ..!!
 
#- والإجابة على ما سبق يحتاج إلى تفصيل إليك بيانه:
- أولا: ما هو الإستحضار  وما هو الاستنطاق ؟
- الإستنطاق: هو جعل العارض الجني أو الشيطاني بان ينطق على لسان المصاب روحانيا .
- الإستحضار: هو جلب العارض الجني أو الشيطاني إلى عالم المادة ليكون معه تفعل بإدراك مادي بآلات إدراك الإنسان كالسمع بالأذن أو الرؤية بالعين ..
- وأي استنطاق فلابد له من استحضار .. وإلا كيف نطق ؟!!
 
- وهنا الكلام على من يذهب للعلاج أول مرة لحالة مصابة وفي نيته أن يستحضر .. ولكن قد يذهب المعالج ويجد حضور على الحالة دون رغبة منه في ذلك .. وهذا يكون إما أنه جاء راقي قبله وفتح الباب الروحاني لهذا الشيطان على المصاب روحانيا .. وإما أن هذا الشخص لديه تفعيل روحاني وفعل شيء روحاني خطأ فتسلط عليه ..
 
#- لكن ما يهمنا هنا هو توضيح ان كل استنطاق لابد فيه من استحضار .. أي رغبة وعزيمة من الراقي أو المعالج في هذا الاستحضار .. وإلا فالشيطان لن يحضر مستوليا من نفسه على مخ المصاب روحانيا ليتكلم على لسانه .. وإلا كان هذا حدث لكل الناس الملازم لهم قرين شيطاني ..!!
 
- ثانيا: أما عن النية والوسيلة ..
1- فالنية للمعالج وإن كانت هي العلاج .. إلا أن هذه النية سبق لها نية أخرى وهي الاستحضار .. فلماذا أخذت نية العلاج وتركت نية الإستحضار التي فيها معصية لله ؟!!
- فعلى هذا المنطق .. فالساحر الذي يستحضر الشيطان لفك الأسحار أيضا فهو على خير وكرامة من الله ؟!!
 
- فهل هذا كلام يُعقل يا مؤمن ؟!!
 
2- أما عن الوسيلة في تحقيق ذلك وهي باستحضار الجن والشيطان .. فماذا سيفعل لك حضوره إلا كونك أذيت إنسان استأمنك لتعالجه فسلطت عليه بجهلك شيطان ليتمكن منه ويؤثر على قواه العصبية في المخ ولذلك يتكلم على لسان المصاب روحانيا من خلال وسوسة يرسلها بقوة يتم ترجمتها في المخ ويتحرك بها اللسان .. ؟!!
 
3- أما عن كونك تظن أن استحضار الشيطان على المصاب هو وسيلة ليكون فيه تمكين من الشيطان .. وكأنك حبسته في جسم الشخص المصاب .. فهذا كلام لا يمكن أن يقبله عاقل .. لأن التمكين من الشيطان أو الجن يكون في حالة تجسيد أو تمثيل مرئي للعين .. وهذا ظاهر جدا في الأحاديث بل والآيات .. ولكن أن تزعم أن نطقه على لسان المريض هو وسيلة لتتمكن منه فهذا لا يمكن أن يقول به عاقل .. وإلا لو قال به عاقل فهذا معناه أننا سنقطع لسان المريض حتى نكون قطعنا لسان الشيطان الناطق على لسان المصاب ؟!! أهذا كلام يُعقل ؟!!
 

****************************

 

..:: س42: من أين أتت فكرة استحضار الشيطان في الجسد لحبسه ثم التخلص منه بالحرق والتعذيب والقتل والذبح ؟ ::..

 
- قد يتسائل العقل فيقول: من أين أتت فكرة استحضار الشيطان في الجسد وكأنه تم حبسه ثم التخلص منه ؟!!
 
- الذين يقرأون في العلاجات الروحانية يعلمون .. أن هذه الطريقة يتبعها بعض طوائف الهنود الهندوس .. لأنهم يؤمنون بفكرة الحلول والإتحاد بين الروح والجسد .. ومن الممكن أن تتحد روح إنسان في جسم حيوان أو روح شيطان في جسم حيوان .. وما شابه ذلك ..
 
- فمن العلاجات القديمة والتي أعتقد لازالت موجودة .. على الأقل في مجتمعنا العربي حاليا .. هذه العقيدة الوثنية في العلاجات الروحانية .. والتي تسببت في حدوث عاهات لبعض الناس .. لأنه بالفعل قام بعض المعالجين بحرق ألْسِنَة بعض الناس تحت مسمى أنه يحرق لسان الجن .. والبعض حرق أجزاء من جسم المصاب روحانيا بالشمعة والولاعة تحت مسمى أنه يحرق الجن .. والبعض كان يضرب المصاب روحانيا تحت مسمى أنه يضرب الجن .. والبعض كان يعذب بالكهرباء تحت مسمى أنه يعذب الجن ..!!
 
# أولا: ماذا كانوا يفعلون أصحاب هذه الطريقة العلاجية الوثنية المنشأ ؟
- قلنا أن هذه الأفعال كانت تتم في العلاجات الروحانية الوثنية القديمة .. وهذا الفكر قائم على استحضار الشيطان وتلبيسه في داخل حيوان جدي ماعز لونه أسود أو كلب أسود او أفعى سوداء أو قط أسود .. لاعتقادهم أن الشيطان من السهل أن يتم استدراجه وإدخاله في هذه الحيوانات لأنه يحب التشكل في صورتها .. وبعد تلبيسه بالحيوان يقومون بذبحه وحبسه وتعذيبه وحرقه .. وغالبا يتم ذبحه فورا وبذلك يكون قد تم ذبح الشيطان والإنتهاء من شره ..!!
 
- وهنا سؤالين على هذا الطقس الوثني:
1- هل الشيطان عبيط وأهبل ليتم استدراجه بهذه الطريقة ؟!! فإذا كان الأمر كذلك فهو يستحق القتل فعلا ..
- وإذا قلت أن العزيمة الروحانية هي التي حبسته في هذا الجسم الحيواني ..!!
- فسأقول لك: وكأن هذا الشيطان لا أعوان له ليخلصوه من أسر هذه العزيمة ؟!! ولكن سنقول لعل الشيطان كان وحيدا بلا أعوان ..!!
 
- ولكن كيف نصدق أن هذا هو الشيطان المطلوب القبض عليه وليس شيطان آخر ..!!
 
2- ويتبقى في العقل سؤال آخر وهو: إذا كان الذبح تم للحيوان فكيف وصل هذا الذبح لرقبة الشيطان ؟!!
- فهل غابت العقول أم على القلوب أقفال ؟!!
 
# ثانيا: ثم أتي الرقاة العرب وبدلا من الرقية والاستعاذة بكلام الله .. فتبنوا نفس العقيدة الوثنية القديمة للهندوس :
1- نجح الشيطان في إيهامهم بأنه انتصروا عليه بالضرب .. حتى تظل البدعة منتشرة ومشهورة بين الناس بجواز الاستحضار وضرب الإنسان وإصابته بعاهات تحت مسمى أنه يعذب الجن ويقتله .. حتى يستمر مسلسل إهانة الإنسان للإنسان .. والشيطان يضحك مبتسم على جهل هؤلاء الذين لم يرتضوا أن يحترموا دينهم وقرآنهم ونبيهم صلى الله عليه وسلم .. واتبعوا أهواء أنفسهم وما أملاه عليهم شيطانهم ..!!
 
- ومن تبع هذه العقيدة الوثنية في العلاجات فهو على ضلالة .. وحسبه من فعله أنه اعتدى على إنسان بالباطل ..  
 
2- ومهما كان فاعل هذا الشيء حتى ولو كان شيخ الشيوخ الذي له قدره .. إلا أنه انسان معتدي على انسان بحكم الشريعة الإسلامية .. ويجب عقابه وتأديبه والقصاص منه بقدر أذيته .. أو ليأتينا بهذا الجني ليعترف بجريمته عيانا بيانا أمام الشهود .. فمن لم يفعل فهو قد شهد على نفسه بمخالفته لشريعة الله عمدا لأنه بنى حكما على ما لا ظهور له ولا إدراك فيه وقام بضرب إنسان أو تعذيبه لمجرد الظن بوجود شيء روحاني ..!! فهل الشريعة الإسلامية تبنى أحكامها على ما هو خفي غير مدرك عند هؤلاء المشايخ أم لهم شريعة خاصة لا نعلمها ؟!!
 
- ولذلك الذي يستبيح أعراض الناس بالحرق والضرب والتعذيب تحت مسمى أنه يضرب ويعذب ويحرق الجن والشيطان فهو إنسان يجب تجريمه وحبسه والتشهير به ليتقي الناس شره .. أو كما قلت ليأتينا بهذا الجني الشيطاني ليعترف بجريمته عيانا بيانا أمام الشهود من عالم الإنس .. !!
 
# ثالثا: نجد أن الذي يضرب المصاب ويعذبه أثناء العلاج .. وهو يزعم أنه يفعل ذلك بالشيطان ..!! وكأن هذا المغفل يظن ان الشيطان يحمي جسد المصاب روحانيا بجسده الروحاني الغير مرئي .. وأن الشيطان هو الذي يتم ضربه باليد أو بالعصا على الجسد المادي للمصاب روحانيا ..!!
 
- أهذا كلام يعقله عاقل ؟!! أو يتقبله مؤمن ؟!! أن الشيطان يحمي المصاب روحانيا بجسمه حتى ينزل عليه الضرب فيشعر بالألم ويقول : آآآآه .. ليه بتضربوني .. حرام عليكم بتعذبوني ليه ؟!!
 
- ولو كان هذا الراقي يظن أن الشيطان يسكن في داخل الإنسان فكيف الألم يصل إليه حينئذ لأن الألم يتعلق بالأعصاب الظهارة نتيجة حرق الجلد أو بالعضلات التي تم ضربها بالعصا .. والشيطان بعيد عن كل ذلك .. لأنه في أمان تام داخل الجسم بعيد عن كل مؤثرات الألم إلا لو ضرب الراقي المصاب روحانيا بالبوكس في بطنه ليؤلم الشيطان الساكن داخل الجسم كما يتوهم هذا الجاهل المؤذي لعباد الله والمتبع للشيطان ..!!
 
#- رابعا: وحتى تعرف أن من يقول بأنه يضرب الشيطان وليس المصاب .. هو شخص كاذب وضال ومتبع لكلام الشيطان ومصدق له .. فبنفس هذا المنطق السخيف والذي لا يقبله إلا غفل عقله عن التفكير واتبع سبيل الشيطان في العلاجات .. فأقول لهؤلاء:
 
1- طالما حبستم الشيطان في جسم المصاب روحانيا .. وقدرتم عليه بالضرب بالعصا واليد والحرق بالشمعة والولاعة بل والتعذيب بالكهرباء في أحيان أخرى .. فلماذا لم تتجرأوا لقتله بالسيف والخنجر في قلبه أو تحرقوه كليا فيموت متأثرا بآلامه .. طالما أن كل شيء يحدث له فهو يحدث للشيطان ولا يتأثر الإنسان بذلك ؟!! ألم يقل الله: (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) النسا76.
 
2- ولكنكم لن تقتلوا المصاب روحانيا .. بسيف أو خنجر أو مسدس أو حرقا أو بأي وسيلة بها يتم القتل .. لأنكم تعلمون أنكم كذبه وأن ما تفعلوه هو باطل .. فثبت بذلك كم أنتم جماعة مزيفة وضالة ومنحرفة وفيها من سادية الطبع ما فيها .. تستمتعون بعذاب وآلام المصابين روحانيا من أجل الشهرة والرياء وحب الظهور بأن لكم سلطان على العالم الغيبي .. وإنكم لكاذبون .. وإلا فلماذا لم تقتلوا الشيطان طالما تمكنتم منه بالضرب والحرق والتعذيب ..!!
 
#- خامسا: وهنا أسئلة يحتاج العقل إلى تفسيرها من هؤلاء:
1- كيف يؤثر الضرب في الجسد المادي على الجسد الروحاني ؟!!
2- لماذا يئس الراقي في العلاج بكلام الله فلجأ إلى الضرب والتعذيب للمصاب روحانيا .. ولكنه نجح في تحضير الشيطان بكلام الله .. ؟!! 
3- أم أن الشيطان ضلل الراقي فأوهمه بأن فعلا يتم ضربه وإصابته .. فتم تصديق الشيطان كالعادة ..!!
4- أم أن الراقي اتبع نفس طريقة العلاج الوثنية القديمة لأنه يئس من أن يجد رحمة الله في كلام ودعاء نبيه صلى الله عليه وسلم ..؟

 

#- سادسا: هل النبي صلى الله عليه وسلم ضرب الشيطان ؟

- وجدت بعض من لم يتورع على الإنترنت .. ووجد من الجرأة أن ينتصر لوثنية علاجه بالإستحضار والحبس والضرب .. بحديث للنبي صلى الله عليه وسلم فقال أن الضرب يجوز في العلاجات وهذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم .. فقال جاء في الحديث عن عثمان بن أبي العاص قال: (لمَّا استعمَلني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ على الطَّائفِ جعلَ يعرضُ لي شيءٌ في صلاتي حتَّى ما أدري ما أُصلِّي، فلمَّا رأيتُ ذلِكَ رحلتُ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فقال: ابنَ أبي العاصِ؟ قلت: نعَم يا رسولَ اللَّهِ. قال: ما جاءَ بِك؟ قلت: يا رسولَ اللَّهِ، عرضَ لي شيءٌ في صلواتي حتَّى ما أدري ما أصلِّي قال: ذاكَ الشَّيطانُ ادنُه فدنوتُ منْهُ، فجلستُ على صدورِ قدميَّ، قال: فضربَ صدري بيدِهِ، وتفلَ في فَمي وقال: اخرُجْ عدوَّ اللَّهِ ففعلَ ذلِكَ ثلاثَ مرَّاتٍ، ثمَّ قال: الحق بعَملِكَ قال: فقالَ عُثمان: فلعمري ما أحسَبُهُ خالطني بعدُ) صحيح بن ماجه .

- معنى (ادنه): أي اقترب مني.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. بعيدا عن معارضة هذا الحديث لما في صحيح مسلم والذي جاء فيه عن أبي العلاء البياضي قال: (أنَّ عُثْمَانَ بنَ أَبِي العَاصِ ، أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ، فَقالَ : يا رَسولَ اللهِ ، إنَّ الشَّيْطَانَ قدْ حَالَ بَيْنِي وبيْنَ صَلَاتي وَقِرَاءَتي يَلْبِسُهَا عَلَيَّ ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ : ذَاكَ شيطَانٌ يُقَالُ له خَنْزَبٌ ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ باللَّهِ منه، وَاتْفِلْ علَى يَسَارِكَ ثَلَاثًا قالَ: فَفَعَلْتُ ذلكَ فأذْهَبَهُ اللَّهُ عَنِّي) صحيح مسلم .

- وَمَعْنَى (يَلْبِسُهَا) : أَيْ يَخْلِطُهَا وَيُشَكِّكُنِي فِيهَا ..

 

- ويتبين للمؤمن الفارق بين الروايتين .. حتى قال بعض شارحي الاحاديث أن كلاهما واقعتين مختلفتين .. وهيهات أن يكون كذلك .. لأن بداية الروايتين واحدة .. وفي ختام الروايتين أن الله أذهبه عنه .. فكيف يكون حينئذ أنهما واقعتين ؟!! ويمكنك الرجوع إلى رسالة (علم الرقية الشرعية) وستجد فيها تفصيل لهذا الخلاف بين الروايتين.

 

#- وبعيدا عن تضارب الروايتين وعدم وجود توفيق لشارحي الحديث في الجمع بينهما سوى قول بعضهم أنهما واقعتين مختلفتين ..!!

 .. وبعيدا عن أن المستدل برواية بن ماجه حجب رواية صحيح مسلم حتى لا يُسأل لماذا هناك تعارض فلن يستطيع التوفيق بينهما .. وبعيدا عن أن الضرب في الحديث هو مجرد خبطة بسيطة باليد على الصدر كما قال العلماء أنه ضربة خفيفة (وهذا الفهم لمعنى الضرب قد أخفاه المستدل بالرواية) .. وبعيدا عن أن العلاج من وجود وسواس أفسد عليه صلاته .. وبعيدا عن كيف يحدث هذا لعثمان وهو نحسبه من عباد الله المتوكلون على الله ولذلك لا تعقل هذه الرواية لمعارضتها للقرآن حينئذ ..  فبعيدا عن كل ذلك .. فدعنا نسأل هذا الجريء على رسول الله ليستبيح ضرب الخلق وتعذيبهم في العلاجات الروحانية .. فنقول له:

1- هل النبي صلى الله عليه وسلم استحضر الشيطان بالقرآن كما تفعل ؟ لا .. لم يفعل ..  

2- هل النبي صلى الله عليه وسلم استنطق الشيطان كما أنت تفعل ؟ لا .. لم يفعل ..!!

3- هل النبي صلى الله عليه وسلم قام بحدوث ألم من ضربه على صدر عثمان ثلاث مرات ؟ لا .. لم يحدث ولم يشعر عثمان بذلك ..

4- هل النبي صلى الله عليه وسلم زاد عن الضرب ثلاث مرات على منطقة الصدر التي هي محل الوسواس ؟ لا .. لم يفعل ..

5- هل النبي صلى الله عليه وسلم قام بتعذيب عثمان بن أبي العاص ؟ لا .. لم يفعل

6- هل النبي صلى الله عليه وسلم ضرب عثمان على خده فلطمه أو على ظهره فضربه كما أنت تفعل ؟ لا .. لم يفعل .

7- هل النبي صلى الله عليه وسلم مسك عصا وضرب بها عثمان ؟ لا لم يفعل ..

8- هل النبي صلى الله عليه وسلم قال أنه ضرب الشيطان ليبعده عن عثمان ؟ لا .. لم يقل بذلك ..

9- هل النبي صلى الله عليه وسلم قال سأحبس الشيطان في جسم عثمان ثم أطرده ؟ لا .. لم يفعل ..

10- هل النبي صلى الله عليه وسلم قال سأحرقك يا شيطان بكلام الله أو سأذبحك بكلام الله أو سأقتلك بكلام الله أو سأعذبك بكلام الله ؟ لا .. لم يقل بذلك صلى الله عليه وسلم ..

 

#- فأي دليل هذا الذي أنت تستدل به لتستبيح به بدعتك في أذية خلق ربنا بنفس سادية سوداوية .. تستمتع بسماع آلام المصابين مما يزيدك نشوة وفرح وكأنك تعذب الشيطان بمنتهى الجهل منك .. وفي الحقيقة أنت سلوكك في العلاج باستحضار الشيطان واستخدام أسلوب الضرب والتعذيب فيه دليل على أنك مريض نفسيا وتحتاج إلى علاج لهذه السادية السوداوية الساكنة في نفسك المريضة المستمتعة بتعذيب عباد الله من خلال استمتاعك بسماع تأوهاتهم وآلامهم تحت دعوى تعذيب الشيطان وضربه ..!! وإلا لو كنت فعلا تعذب وتضرب الشيطان كما تزعم فلماذا لم تقتله طالما تمكنت من تعذيبه وضربه ؟!! فأجب على هذا السؤال يا أيها المتمكن من ضرب الشيطان وتعذيبه ؟!! وإلا فأنت كذاب ومستبيح لتعذيب خلق ربنا ..

#- وحتى يعرف كل مؤمن مدى كذب هؤلاء الرقاة من أصحاب النفوس السوداوية المستحضرة للشيطان والمستبيحة لضرب المصابين وتعذيبهم .. فاسألوهم هل لو أمهاتكم أصابهم مس ستقبلون أن يأتي راقي ليضربهم أو ليلطمهم على وجوههم أو يعذبهم أو يخنقهم أو يحرقهم ؟!!

- فإن قالوا : لا نقبل .. فحينئذ قد علمت كم هم مجموعة كذبة وضلالية وتملك فعلا نفوس سادية وسوداوية .. لأنه لماذا رفض ذلك طالما كل ما يفعله الراقي من الضرب والتعذيب هو أفعال يفعلها بالشيطان وليس بالإنسان المصاب كما يزعم .. فما الذي يضر لو حدث ذلك مع أمه حينئذ وما وجه اعتراضه ؟!! أم أنه يحلو له ذلك مع أمهات الناس وبناتهم وأخواتهم ونسائهم .. !! 

- فما أقبح هذه النفوس السادية السوداوية .. وعليهم من الله ما يستحقون إن لم يتوبوا عن أفعالهم القبيحة ..!!

- وإن قبلوا بأن يحدث في أمهاتهم ذلك .. فقد علمنا أنهم نفوس أقبح من النفوس السوداوية التي ترقي حينئذ ولهم قلب قد ماتت في النخوة والرجولة والإيمان منذ زمن بعيد .. وإلا ما كان سمح لأحد بأن يعتدي على أمه بأي حال من الأحوال .. بل ولا نستبعد ممن هذه نفسيته أن يترك أمه مع هذا الراقي الضلالي في خلوة حتى يخرج منها العفريت الشيطاني ..!!

#- من كل ما سبق أخي الحبيب .. أحببت أن أظهر لك حقيقة نفوس هؤلاء المعالجين السوداوية الذين يستحضرون الشيطان ويضربون ويعذبون المصابين روحانيا تحت مسمى أنه يضرب ويعذب الشيطان ..!! وإنهم لكاذبون .. ويكفي أنهم يعصون الله عمدا بالرغم من معرفتهم بطلب الإستعاذة من الله لعدم حضور الشيطان .. إلا أنهم يطلبون حضوره .. وهذا ليس علاج وليس رقية .. وإنما هو عصيان لله رب العالمين عمدا ..!!

           

#- سابعا: تبقى أن أقول لك أخي الحبيب ..

- أن بسبب هذه العقيدة الوثنية في العلاجات الروحانية في حبس العارض بالجسد .. ترتب عليها عقيدة أخرى منحرفة وهي عقيدة المس الطائف الشيطاني الذي نريد ان نقبض عليه ونحبسه في الجسد ..!!

 

- أرأيتم كيف يتاجر هؤلاء الرقاة بأحلام البسطاء بل وأحيانا بمن لهم حظا من العلم .. مستغلين آلامهم الروحانية أو النفسية ..!!

 

- ولمعرفة المس الروحاني الطائف واكاذيب الرقاة في ذلك .. فارجع لرسالة (تأمين الخائف من المس الطائف) .. للأستاذ خالد أبوعوف.

 

#- ثامنا: نصيحتي لك أخي الحبيب :

- من لم يكن كلام الله وإيمانه سبيلا لطرد الشيطان عنه .. فلا سبيل نجاة له من نفسه وشيطانه وإن أتي بكل مشايخ الأرض .. وإن صدقت النوايا مُنٍحت العطايا .. وبقدر الإخلاص يكن الخلاص .. لأن الله وعد بان عباده الذين يتوكلون عليه بحق ويخلصون في إيمانهم له بصدق .. فليس للشيطان عليهم سلطان .. 

 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .