ج18: رسالة الخرافة والبهتان في استحضار وحرق وقتل وتعذيب القرآن للجن والشيطان - هل من تجارب المشايخ ما فيه حرق للجن والشيطان بالقرآن - هل يصح الفتوى بوجود أحكام شرعية تتعلق بأحوال حرق الجن وحكمه وكيفيته.

           بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الخرافة والبهتان

في استحضار وحرق وقتل وتعذيب القرآن للجن والشيطان

(هل القرآن يستحضر أو يحرق أو يعذب أو يقتل الجن والشيطان ؟)

(الجزء الثامن عشر)

* فهرس:

:: الفصل الثامن عشر :: من أقوال المشايخ وفتاويهم في حرق الجن بالقرآن ::

1- س61: هل من تجارب المشايخ ما فيه حرق للجن والشيطان بالقرآن ؟

2- س62: هل يصح الفتوى بوجود أحكام شرعية تتعلق بأحوال حرق الجن وحكمه وكيفيته ؟

******************************

:: الفصل الثامن عشر ::

:: من أقوال المشايخ وفتاويهم في حرق الجن بالقرآن !! ::

******************************

..:: س61: هل من تجارب المشايخ ما فيه حرق للجن والشيطان بالقرآن ؟ ::..

 

- لم أجد أخي الحبيب في حدود ما هو متاح عندي من مصادر علمية .. أن هناك من علماء الشريعة من يقول بعقيدة أن القرآن يحرق ويقتل ويعذب .. ولكن هذا تجده متاح ومباح في بعض الكتب التي تتكلم في خصائص القرآن بما لا دليل عليه وغالبا ما يكتب هذه الكتب من يخلط التصوف بالروحاني وما هو بصوفي ..!! وتجد أيضا عقيدة الحرق والقتل والتعذيب بالقرآن في بعض الكتب الروحانية الصفراء ككتاب شمس المعارف وما يشابهه من كتب تتعلق باستحضار الجن والشياطين بالقرآن أو بالأسماء الحسنى مع خلطهما بألفاظ مشبوهة لا دليل على معرفتها إلا أن أتباع هذه الكتب يسمونها أسرار ومعارف ..!! وهي كذب صريح لأن الأسرار لا يباح بها .. والمعارف لابد لها من معرفة لها حكمة مترتبة عليها معقولة وإلا فهي ليست معرفة .. !!

 

- المهم قد وجدت في بعض كتب علماء الشريعة ما يدل أنه يشير إلى حرق الجن بالأذان .. وقراءة بعض سور القرآن ..

 

#- قال الشيخ أبو بكر الدمياطي (المتوفى: بعد 1302هـ) في كتابه إعانة الطالبين ج1 ص267:

- فإذا أذن في أذنه يزول عنه صرعه ويذهب عنه الجن.

- (فائدة) من الشنواني: ومما جرب لحرق الجن أن يؤذن في أذن المصروع سبعا، ويقرأ الفاتحة سبعا، والمعوذتين، وآية الكرسي، والسماء والطارق، وآخر سورة الحشر من أول (لو أنزلنا هذا القرآن) إلى آخرها، وآخر سورة الصافات من قوله: (فإذا نزل بساحتهم) إلى آخرها.

- وإذا قرئت آية الكرسي سبعا على ماء ورش به وجه المصروع فإنه يفيق. (انتهى كلامه).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على ما سبق:

- بالرغم من أن الشيخ الدمياطي لم يذكر المرجع الذي نقل عنه عن الشيخ الشنواني (الذي هو غالبا يقصد به شيخ الأزهر في ذلك الوقت) .. بل وعلى افتراض صحة هذه الفائدة المنسوبة للشيخ الشنواني .. فمع خالص احترامنا لكل المشايخ .. فلنا أن نسأل:

1- هل أحد منهم رأى الجن وهو يحترق بسبب القرآن حتى يقال أن القرآن يحرق الجن ؟!! لا لم يرى احد ذلك .. فكيف عرف أن الذكر يحرق الجن ..؟!!

 

2- وطالما الأذان وقراءة السور تحرق الجن المعتدي والشيطان .. فلماذا لم يحرق الأذان وقراءة النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كل الشياطين في الجزيرة العربية ؟!! أم أن المشايخ فقط هم من لديهم مقدرة على فعل ذلك ؟!!

 

3- ما قيل في هذه الفائدة من حرق القرآن بالذكر .. هو مخالف لما قاله الله تعالى ومخالف لما قاله النبي صلى الله عليه وسلم .. ليه ؟

- لأن الله تعالى قال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا) النساء174 .. ولم يقل تعالى أنه أنزل من القرآن نارا فيها عذاب وقتل وحرق للجن والشياطين ..!! 

 

- ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن الأذان: (إذا أذَّنَ المُؤَذِّنُ أدْبَرَ الشَّيْطانُ) صحيح مسلم .

- فالشيطان يهرب .. ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم أن الأذان يحرق الجن والشيطان ..!!

 

- ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في المعوذات: (قُلْ (قل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) و (المعوِّذتينِ) .. حينَ تُمسي وتصبحُ ثلاثَ مرَّاتٍ .. تَكفيكَ من كلِّ شيءٍ) صحيح الترمذي.

- فلم يذكر أن من خصائص المعوذات حرق الجن والشيطان ..!!

 

- ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أبلغه أحد الملائكة عليه السلام عن سورة الفاتحة وخواتيم سورة البقرة بأنهما نورين وليس نارين ..!! حيث جاء في الحديث عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: (بَينَمَا جِبرِيلُ قَاعِدٌ عِندَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، سَمِعَ نَقِيضًا مِن فَوقِهِ، فَرَفَعَ رَأسَهُ، فَقَالَ: هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليَومَ لَم يُفتَح قَطُّ إِلا اليَومَ. فَنَزَلَ مِنهُ مَلَكٌ، فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الأَرضِ، لَم يَنزِل قَطُّ إِلا اليَومَ. فَسَلَّمَ وَقَالَ: أَبشِر بِنُورَينِ أُوتِيتَهُمَا لَم يُؤتَهُمَا نَبِيٌّ قَبلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ) صحيح مسلم .

 

- أما عن آية الكرسي فسبق وأن قارئها يسبب أن يجعل الله له حافظ يحفظه من الشيطان .. وليس حافظ يحرق الشيطان ؟!!

 

#- فمما سبق .. نحن بين أحد أمرين:

1- إما أن نصدق الفوائد المبنية على مغالاة لا دليل عليها من الكتاب والسنة بل ومخالفة للكتاب والسنة

2- وإما أن نصدق العقيدة الموثقة بالكتاب والسنة ..!!

- وبكل تأكيد المؤمن لا يرضى إلا بالعقيدة السليمة الموثقة بالكتاب والسنة ..!!

 

- وعن نفسي .. فلا أشك أن المقصد في الفائدة هو المغالاة .. بل ويقصد من وراء ذلك هو إذهاب الشيطان وطرده بالذكر .. وليس حرقه بالمعنى الحرفي .. (وإن كان لا يصح القول بلفظ الحرق) .. والله أعلم .

 

**************************

..:: س62: هل يصح الفتوى بوجود أحكام شرعية تتعلق بأحوال حرق الجن وحكمه وكيفيته ؟ ::..

 

- من غرائب الفتاوى .. أن تجد فتوى تتكلم عن حرق الجن .. ومتى يجوز ذلك ومتى لا يجوز ؟!!

 

- فقد وجدت على النت فتوى تحت عنوان: (أحوال حرق الجن وحكمه وكيفيته) على موقع إسلام ويب برقم رقم الفتوى: 281896 بتاريخ الخميس 25 ربيع الأول 1436 هـ - 15-1-2015 م .. تناقش هذه المسألة تحت سؤال أتى إليهم وجاء فيها ما لفظه:

- (تأكدت منذ أيام بأن السحر الذي بي متجدد، وقد استخدمت آيات الحرق وغيرها والأدعية وأنا أضع يدي على بطني وعلى الجنبين، لأن الجن يعيش هناك ـ والله أعلم ـ وقد خرجت مثل الحبوب الكبيرة محترقة، فهل يجوز حرق الجن؟ وهل الجن يموتون؟ وهل يجوز قتل الجن؟ وهل من الممكن أن ينتقم مني الجن إذا حرقته؟ أحاول بكل ما أستطيع إخراج الجن ولا أبالي إن خرج بروحي، فكيف يستعمل الشيوخ آيات الحرق والتعذيب، لأنني أتألم؟) "انتهى سؤال السائل".

 

#- وكان من جواب المفتى (قسم العقيدة الإسلامية) :

- أما مسألة قتل الجن: فحكمها حكم قتل الإنس، فإن كان بغير سبب يبيح قتله، فلا يجوز، وأما إن كان قتله لدفع ضرره بحيث لا يمكن دفعه إلا بالقتل فجائز، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن الجن إذا اعتدوا على الإنس أخبروا بحكم الله وأقيمت عليهم الحجة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، كما يفعل بالإنس، قال تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) ـ ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل حيات البيوت حتى تؤذن ثلاثاً، كما في صحيح مسلم عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن بالمدينة نفراً من الجن قد أسلموا، فمن رأى شيئاً من هذه العوامر فليؤذنه ثلاثاً، فإن بدا له بعد فليقتله، فإنه شيطان) ـ وذلك أن قتل الجن بغير حق لا يجوز كما لا يجوز قتل الإنس بلا حق، والظلم محرم في كل حال، فلا يحل لأحد أن يظلم أحداً ولو كان كافراً، وإن كانت جنية فقد أصرت على العدوان بظهورها للإنس في صورة حية تفزعهم بذلك والعادي هو الصائل الذي يجوز دفعه بما يدفع ضرره ولو كان قتلاً، وأما قتلهم بدون سبب يبيح ذلك: فلا يجوز. انتهى.

 

#- وأما حكم حرق الجن: فهي تبع لمسألة حكم قتلهم وما ذكر من تفصيل فيها، ومما يدل على جواز إحراقهم عند دفع ظلمهم وضررهم ما ذكره بعض الفقهاء من آيات جُرّبت في حرق الجن، فقد ذكر الدمياطي في كتابه إعانة الطالبين من كتب الشافعية، حيث قال: فائدة من الشنواني: ومما جرب لحرق الجن أن يؤذن في أذن المصروع سبعا، ويقرأ الفاتحة سبعا، والمعوذتين، وآية الكرسي، والسماء والطارق، وآخر سورة الحشر من: لو أنزلنا هذا القرآن.... إلى آخرها، وآخر سورة الصافات من قوله: فإذا نزل بساحتهم... إلى آخرها، وإذا قرئت آية الكرسي سبعا على ماء ورش به وجه المصروع فإنه يفيق. انتهى.

 

- ولعل في هذه الفائدة التي نقلها المؤلف جوابا عن سؤالك عن كيفية استعمال الرقاة لآيات الحرق والتعذيب.

 

- وأما سؤالك عن موت الجن: فإنهم يموتون كما في الحديث المتفق على صحته أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ يَمُوتُونَ.

ولأنهم مشمولون في قول الله تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا  فَانٍ) الرحمن26.

 

- وأما انتقام الجن من الإنس: فقد يقع لا سيما إذا ظلمهم الإنسي، وإن أفضل ما يستعان به عليهم عدم ظلمهم وقراءة آية الكرسي والمعوذات والصلاة والدعاء، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوى: وَإِذَا بَرِئَ الْمُصَابُ بِالدُّعَاءِ، وَالذِّكْرِ وَأَمْرِ الْجِنِّ وَنَهْيِهِمْ وَانْتِهَارِهِمْ وَسَبِّهِمْ وَلَعْنِهِمْ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ الْكَلَامِ حَصَلَ الْمَقْصُودُ وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ يَتَضَمَّنُ مَرَضَ طَائِفَةٍ مِنْ الْجِنِّ أَوْ مَوْتَهُمْ فَهُمْ الظَّالِمُونَ لِأَنْفُسِهِمْ إذَا كَانَ الرَّاقِي الدَّاعِي الْمُعَالِجُ لَمْ يَتَعَدَّ عَلَيْهِمْ كَمَا يَتَعَدَّى عَلَيْهِمْ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْعَزَائِمِ فَيَأْمُرُونَ بِقَتْلِ مَنْ لَا يَجُوزُ قَتْلُهُ وَقَدْ يَحْبِسُونَ مَنْ لَا يَحْتَاجُ إلَى حَبْسِهِ، وَلِهَذَا قَدْ تُقَاتِلُهُمْ الْجِنُّ عَلَى ذَلِكَ فَفِيهِمْ مَنْ تَقْتُلُهُ الْجِنُّ أَوْ تُمْرِضُهُ، وَفِيهِمْ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ بِأَهْلِهِ وَأَوْلَادِهِ أَوْ دَوَابِّهِ، وَأَمَّا مَنْ سَلَكَ فِي دَفْعِ عَدَاوَتِهِمْ مَسْلَكَ الْعَدْلِ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ فَإِنَّهُ لَمْ يَظْلِمْهُمْ، بَلْ هُوَ مُطِيعٌ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ فِي نَصْرِ الْمَظْلُومِ وَإِغَاثَةِ الْمَلْهُوفِ وَالتَّنْفِيسِ عَنْ الْمَكْرُوبِ بِالطَّرِيقِ الشَّرْعِيِّ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شِرْكٌ بِالْخَلْقِ وَلَا ظُلْمٌ لِلْمَخْلُوقِ وَمِثْلُ هَذَا لَا تُؤْذِيهِ الْجِنُّ إمَّا لِمَعْرِفَتِهِمْ بِأَنَّهُ عَادِلٌ، وَإِمَّا لِعَجْزِهِمْ عَنْهُ، وَإِنْ كَانَ الْجِنُّ مِنْ الْعَفَارِيتِ وَهُوَ ضَعِيفٌ فَقَدْ تُؤْذِيهِ فَيَنْبَغِي لِمِثْلِ هَذَا أَنْ يَحْتَرِزَ بِقِرَاءَةِ الْعَوْذِ مِثْلَ آيَةِ الْكُرْسِيِّ وَالْمُعَوِّذَاتِ وَالصَّلَاةِ وَالدُّعَاءِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا يُقَوِّي الْإِيمَانَ وَيُجَنِّبُ الذُّنُوبَ الَّتِي بِهَا يُسَلَّطُونَ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ مُجَاهِدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْجِهَادِ، فَلْيَحْذَرْ أَنْ يَنْصُرَ الْعَدُوَّ عَلَيْهِ بِذُنُوبِهِ، وَإِنْ كَانَ الْأَمْرُ فَوْقَ قُدْرَتِهِ، فَلَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلَّا وُسْعَهَا، فَلَا يَتَعَرَّضُ مِنْ الْبَلَاءِ لِمَا لَا يُطِيقُ، وَمِنْ أَعْظَمِ مَا يَنْتَصِرُ بِهِ عَلَيْهِمْ آيَةُ الْكُرْسِيِّ. انتهى. (وانتهى رد الفتوى بتمامه دون اختصار فيها) ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- أولا: أي قرآن هذا الذي به آيات للحرق والقتل والتعذيب ؟!! في أي نص قرآني أو نبوي جاء هذا الكلام ؟!! وقد تبين لك أخي المسلم بطلان هذه العقيدة الفاسدة والمخالفة للقرآن وكلام النبي صلى الله عليه وسلم ..

 

#- ثانيا: أما عن مسألة قتل الجن .. فهل الشريعة تؤخذ من كلام المشايخ أم من كلام الله ورسوله ؟!! بكل تأكيد من كلام الله ورسوله ..

أ- وبالتالي ما تكلم عنه الشيخ بن تيميه رحمه الله هو كلام غير صحيح في موضعه .. لأنه أتي بقصة عن حديث نبوي فيها تجسيد مادي للجن وليس روحاني .. يمكن قتله فيها .. وجعلها حكم عام في قتل الجن المعتدي .. وهذا لا يمكن ولن يمكن .. لأنه لم يخبرنا كيف سنقتل الجن في حالته الروحانية وكيف نتمكن منه ؟!! أي ما هي الوسيلة في فعل ذلك .. إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال بقتل الجن المتجسد المعتدي بعد إعلامه وإنذاره ثلاثة أيام (وفي رواية أخرى ثلاثا بدون لفظ أيام) ..؟!!

 

ب- فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يتكلم عن حالة روحانية الجن مخفي فيها ..!! فكيف يصح كلام الشيخ بن تيميه رحمه الله .. وكيف يصح الإستدلال بكلامه رحمه الله في إجابة السائل ؟!!

 

ج- وكلام الشيخ بن تيميه .. إن كان يقصد به قتل الجن في حالته المادية فقط .. فكلامه صحيح رحمه الله .. ولكن يكون الاستدلال بكلام بن تيميه في الفتوى هو استدلال خاطيء لأن صاحب الفتوى يتكلم عن حاله روحانية ..!!

 

د- ولو كان الشيخ بن تيميه يتكلم عن حكم القتل في الجن عموما سواء ماديا أو روحانيا .. فهذا باطل قطعا روحانيا لأنه لم يظهر لنا من أين أتي بهذا الحكم في الحالة الروحانية بل وكيف يتم القتل للجن روحانيا ؟!! والقرآن كلام الله لا يقتل ولا يعذب ولا يحرق الجن والشيطان .. وإلا فلماذا نستعيذ من الشيطان قبل قراءة القرآن طالما القرآن يحرق الجن الشيطان لو اقترب منا وقت قرائته ؟!!

 

- ثالثا: اما عن مسألة حرق الجن .. وفائدة الشيخ الشنواني .. فقد تم الإجابة عليها في السؤال السابق .. فارجع إليه ..   

- ولكن أعتب على صاحب الفتوى على أنه جعل من فائدة المشايخ دليل وحجة شرعية على مسألة حرق للحن وكيف يفعلها المشايخ ..!! فكيف يُعقل ذلك سيدي المفتي .. والأحكام والعقائد تؤخذ من القرآن وصحيح الأحاديث النبوية .. !!

 

- رابعا: أما عن مسألة انتقام الجن من الإنس .. فالشيخ بن تيميه يتكلم عن أن انتقام الجن يكون عمن يستعين على الجن بجن مثله من خلال استخدام العزائم وغيرها ..

- فما علاقة ذلك بإجابة السائل على سؤاله لأنه قال (وهل من الممكن أن ينتقم مني الجن إذا حرقته؟ حاول بكل ما أستطيع إخراج الجن ولا أبالي إن خرج بروحي، فكيف يستعمل الشيوخ آيات الحرق والتعذيب، لأنني أتألم؟)

- فالسائل هنا يتكلم عن حرق الجن وتعذيبه بآيات التعذيب والحرق .. وليس بعزائم روحانية كما تكلم عنها الشيخ بن تيميه .. ولذلك الإستدلال بكلام الشيخ بن تيميه في غير محله وغير صحيح بالنسبة لإجابة السائل ..!!

- لأنه أصلا لا وجود لشيء اسمه آيات الحرق والتعذيب ..!! ولا يمكن أن يكون ذلك .. فالقرآن نزل شفاء ورحمة ولم ينزل بعذاب وقتل وتعذيب ..!!

 

#- اعلم أخي الحبيب:

- أن وجه اعتراضي على الفتوى ليس لما فيها من خطأ .. فكلنا نخطيء .. ولكن وجه اعتراضي للآتي:

1- الرد على سؤال السائل وكأنه سؤال لا يخالف العقيدة أصلا .. وكأنه شيء عادي فعلا أن القرآن يحرق ويقتل الجن والشياطين ؟!!

 

2- كيف لم يرشد المفتي السائل إلى الذهاب لطبيب لمعرفة علته ؟!!

 

3- وكيف عرف السائل أن به سحر متجدد .. بل كيف عرف أن به سحر من أساسه ؟!! والذي اخبره بذلك لماذا لم يرشده لعلاجه ؟!! ولو كان قيل له ذلك من راقي أو ساحر أو أي معالج فكيف يبني على معلومة ظنية حقيقة يعيشها في عقله وكأنها أمر تم التسليم له .. أهذا يصح عقلا ؟!! بكل تأكيد .. لا ..

 

4- في أي دليل يمكن أن يقال أنه حرق الجن وقتله وتعذيبه روحانيا بقدرات إنسية غير نبوية أو رسولية ؟!! فين هذا الدليل ؟ أين هذا الدليل ؟!!

 

5- هو أنت أصلا بتشوف الجن يا سيدي المفتي في حالته الروحانية .. علشان تعرف تحرقه أو تقتله وهو في الحالة الروحانية ؟!! يبقى كيف ستحرقه وتقتله ؟!! كيف ؟!! وكلام الله لا يحرق ولا يقتل ؟!!

 

6- مثل هذه الفتاوى ينشر عقيدة انتقام الجن والشياطين بين الناس .. وهذا يثير الفزع .. لأنك لم تشير إلى أن هذا خاص بخدام الجن وأولياؤه فقط .. ولا علاقة له بالمسلم الطبيعي .. واكتفيت بكلام الشيخ بن تيميه الذي قد لا ينتبه له البعض ..!!

- فيأت الجن اثناء جلسات العلاج مستغلا مثل هذه الأفكار وينشرها بين الحاضرين ويقول سأقتل فلان لو حاولتم تقتربوا مني أو سأخطف فلان لو حاولتم تقرئوا قرآن .. أو ما شابه ذلك من خرافات لن تحدث .. ولكن العوام سيصدقوا ذلك بعد قراءة هذه الفتاوى لأنهم غالبا يقرأون العناوين فقط ..!!

  

7- منذ متى والشريعة تحكم في مسائل غيبية لا سبيل لإدراكها إلا بوحي ؟!! والوحي فقط تكلم عن قتل الجن المعتدي في صورة مادية .. لأننا نستطيع أن نتمكن منه ونقتله .. ولكن الوحي لم يتكلم عن قتله في الصورة الروحانية لأنه لا حيلة لنا في ذلك وإلا كان أخبرنا بها الله ورسوله ..!! فلماذا حينئذ نأخذ من فوائد كلام بعض المشايخ ونجعل منه عقيدة قرآنية ؟!!

  

8- مثل هذه الفتاوى .. تؤكد في نفسية المسلم أن هناك فعلا آيات للحرق والتعذيب والقتل ..!! في حين أن هذا شيء مخالف للعقيدة والقرآن والكلام النبوي .. ولا يصح الترويج له ونشره ..!!

 

9- فماذا نظن بعد ذلك في مجتمع يتربى على مثل هذه الأفكار الغير صحيحة في الدين .. بل والعقائد التي لا وجود لها في القرآن والأحاديث النبوية الصحيحة من أساسه ؟!! 

- ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

- والله أعلم .

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .